تقرير إعلامي يومي يتضمن أهم الأخبار والتحليلات التي يتم جمعها من الصحافة العربية والأجنبية، ولا يعبر عن رأي الهيئة أو مواقفها تجاه الأحداث
اتساع دائرة العنف ودمشق تعلن قبول خطة "عنان" وسط ترحيب غربي حذر
* لم يؤثر الحراك الدبلوماسي الحاصل على المستويين الإقليمي والدولي للتعامل مع الأزمة السورية على الحملة الأمنية التي تشنها قوات النظام السوري، والتي وسعت دائرة عملياتها لتطال مجمل المحافظات حتى ارتفعت أعداد القتلى أكثر من9000 قتيل منذ بدء الانتفاضة السورية. وتزامن مع هذا التصعيد إعلان دمشق قبولها خطة "عنان" ذات الست نقاط، وهو القرار الذي لاقي ترحيبًا غربيًا حذرًا. هذا فيما اجتمعت المعارضة السورية في اسطنبول للتوافق على وثيقة العهد الجديد، وهو الاجتماع الذي شهد خلافات واسعة بين المعارضة حول الآليات التنظيمية.
* قتل 57 شخصًا يوم (27/3) في إطلاق نار واشتباكات في سوريا وعمليات قصف شنها النظام علي مجمل المحافظات ليرتفع عدد قتلى الاضطرابات إلى أكثر من 9000، فضلاً عن قيام الجيش الحر بتنفيذ هجوم على مفرزة الأمن العسكري في "البوكمال" لإحداث خسائر في صفوف الجيش النظامي، وفي هذا الصدد:
ـ أكدت مصادر قيادية في "الجيش السوري الحر":
ـ تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن يوم دام جديد شهد قصفًا ومواجهات متصاعدة بأنحاء متفرقة من سوريا، لافتًا إلى:
ـ تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن:
1ـ تجاوز أعداد القتلى الـ 9000 شخص منذ بدء الثورة:
ـ أعلنت الأمم المتحدة أن عدد قتلى الاضطرابات في سوريا ارتفع إلى أكثر من 9000 شخص، وأوضح "روبرت سري" مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط، أمام مجلس الأمن إن:
ـ ذكر المرصد السوري من جهته أن أكثر من 9700 شخص قتلوا منذ بدء الحركة المناهضة للنظام السوري.
ـ أعلن السفير الأمريكي في سوريا "روبرت فورد":
2ـ تزايد أعداد اللاجئين السوريين في الدول المجاورة:
ـ تجاوز عدد النازحين السوريين المسجلين لدى المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة الثمانية آلاف، وهم موجودون خاصة في منطقة الشمال الحدودية أيضًا مع سوريا، وفي هذا الإطار أكد الناطق باسم "تنسيقية اللاجئين السوريين" في لبنان "أحمد موسى":
ـ نحو 75 عائلة من حمص ومدينة القصير دخلوا (26/3) إلى بلدة "عرسال" في البقاع (شرق لبنان)، وهم الآن موجودون في قاعة مسجد وفي أحد مراكز الجمعيات الخيرية في "عرسال" في انتظار نقلهم إلىالشمال.
3 ـ اشتعال الوضع الأمني على الحدود اللبنانية ـ السورية:
* اشتعل الوضع الأمني عند الحدود اللبنانية السورية في منطقة البقاع لساعات ، إثر توغل قوات تابعة للجيش السوري في مشاريع القاع واشتباكها مع معارضين سوريين، وفي هذا الإطار :
ـ أعلن رئيس بلدية عرسال (البقاع) "علي الحجيري":
ـ أكد مصدر أمني لبناني أن:
ـ قام الرئيس "بشار الأسد" بجولة إلي حي "بابا عمرو" في مدينة حمص وسط سوريا، وهو الحي الذي كان مركزًا رئيسيًا للمعارضين المسلحين في المدينة.
ـ أكد "الأسد" خلال لقائه أهالي من الحي، الذين تجمعوا حوله أثناء الجولة واشتكوا معاناتهم خلال تواجد المجموعات الإرهابية في الحي، أن الدولة لم تتأخر في أداء واجبها في حماية مواطنيها، لكنها منحت هؤلاء الذين حادوا عن جادة الصواب أقصى قدر ممكن من الفرص للعودة إلى وطنيتهم وإلقاء أسلحتهم، إلا أنهم رفضوا هذه الفرص وزادوا في إرهابهم، فكان لا بد من العمل لاستعادة الأمن والأمان وفرض سلطة القانون.
ـ عاين "الأسد" ما تعرضت له المباني السكنية والبنية التحتية والمؤسسات الخدمية من تخريب ممنهج على يد المجموعات الإرهابية المسلحة، وشدد على أن الظروف الاستثنائية التي شهدتها حمص بشكل عام وبابا عمرو خاصة تتطلب تضافر جهود المحافظة وأعضاء مجلس مدينة حمص مع أهالي المدينة والعمل بشكل استثنائي لجهة مضاعفة العمل والسرعة في التنفيذ لإصلاح الأبنية السكنية وإعادة تأهيل البنية التحتية وخاصة المدارس وشبكات الكهرباء والمياه والاتصالات والمؤسسات الطبية التي تم تخريبها خلال الأعمال الإرهابية التي شهدتها حمص .
ـ حيا "الأسد" عناصر الجيش والقوات المسلحة حماة الديار خلال لقائه عددًا منهم في "بابا عمرو"، وأكد لهم أن التضحيات والجهود التي يبذلونها كفيلة بالحفاظ على الوطن وحفظ أمنه واستقراره.
1ـ خطة "عنان" ذات الست نقاط :
* كان "عنان" قد قدم خطة لمجلس الأمن وافق عليها مجلس الأمن في 21 (مارس) تنص على وقف كافة أشكال العنف المسلح من قبل كافة الأطراف تحت إشراف الأمم المتحدة وإيصال المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق المتضررة من المعارك والإفراج عن المعتقلين تعسفًا، وتضمنت الخطة ست نقاط أساسية يمكن توضيحهم بالتفصيل كالآتي:
ـعملية سياسية شاملة: أي الالتزام بالعمل مع "عنان" من أجل عملية سياسية شاملة يقودها السوريون.
ـوقف جميع عمليات القتال: بمعني الالتزام بوقف جميع أعمال العنف المسلح، بما في ذلك وقف استخدام الأسلحة الثقيلة، وسحب القوات، ووقف تحركات القوات باتجاه المناطق المأهولة بالسكان.
ـهدنة لإدخال المساعدات الإنسانية :إذ يتم اتفاق لتطبيق هدنة يومية لمدة ساعتين للسماح بإحضار المساعدات من جميع المناطق المتضررة من القتال.
ـالإفراج عن جميع من تم اعتقالهم تعسفيًا: بحيث يتم الاتفاق على الإفراج عن جميع من جرى اعتقالهم تعسفيًا بمن فيهم المعتقلون لقيامهم بنشاطات سياسية سلمية.
- ضمان حرية الحركة للصحفيين: وهنا يتم الاتفاق على ضمان حرية الحركة للصحفيين في جميع أنحاء البلاد وتبني سياسة لا تقوم على التمييز بشان منحهم تأشيرات لدخول البلاد.
- الحق في التظاهر: بالاتفاق على حرية تكوين المؤسسات وحق التظاهر بشكل سلمي على أنها حقوق مضمونة قانونيًا.
2ـ موافقة دمشق على خطة "عنان" وترحيب غربي وعربي حذر:
ـ أعلن متحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا (يوم27/3)أن الحكومة السورية وافقت على خطة "كوفي عنان" لوضع حد لأعمال العنف، وقال المتحدث "أحمد فوزي" في تصريح له:
ـ رحبت الدول الغربية والعربية، بحذر بانتظار التطبيق، بالرد الإيجابي من دمشق على الخطة، حيث:
* اجتمعت المعارضة السورية (27/3) في اسطنبول للاتفاق علي "وثيقة العهد الجديد"، وفيما يلي مزيد من التفاصيل حول ذلك:
1 ـ ملابسات المؤتمر:
ـ شهد المؤتمر خلافات بين المعارضة في الاتفاق على الآليات التنظيمية، بعد أن ربط معارضو المعارضة ـ المتمثلة في المجلس الوطني ـ توقيعهم على "وثيقة العهد" بإيجاد آليات لاستيعابهم داخل بنية المجلس الوطني.
ـ بدا منذ اللحظة الأولى لانعقاد المؤتمر أن قسما من المعارضين أتوا إلى المؤتمر للانسحاب منه، وهو ما وضعت مصادر في المجلس الوطني علامات استفهام كبيرة حوله، حيث انسحب:
ـ تقدمت مجموعة من المعارضين من خارج "المجلس الوطني" بوثيقة تطالب بإعادة هيكلة المجلس الوطني بكل هيئاته ومكاتبه، وضم ممثلين عن جميع القوى المعارضة، وتشكيل لجنة مشتركة لوضع نظام داخلي جديد للمجلس، ورأى هؤلاء أن الوثيقة تمثل أفكارًا عامة متوافقًا عليها من الجميع، غير أنهم أخذوا عليها عدم تطرقها إلى السبل الكفيلة بإسقاط النظام بدءًا من توحيد المعارضة.
ـ وافقت كافة القوى المعترضة على البيان الختامي، الذي يتضمن مبادئ العهد الوطني التي ستلتزم بها المعارضة لسوريا المستقبل، بعد اتفاق على تشكيل لجنة تعمل على مشروع لإعادة هيكلة المجلس الوطني.
2ـ مضمون الوثيقة:
* اتفقت القوى والأحزاب السياسية وهيئات الحراك الثوري والميداني والشخصيات الوطنية المستقلة المجتمعة في مؤتمر المعارضة السورية على مبادئ عهد وطني تشكل ركائز أساسية لسوريا المستقبل، وهي:
ـ سوريا دولة مدنية ديمقراطية تعددية مستقلة وحرة، دولـة ذات سيادة تحدد مستقبلها حسب إرادة الشعب وحده، والسيادة ملك للشعب يمارسها من خلال العملية الديمقراطية.
ـ تلتزم الحكومة الانتقالية المؤقتة التي تشكل فور سقوط النظام اللاشرعي الراهن بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة، تنبثق عنها جمعية تأسيسية تتولى صياغة مسودة دستور جديد، تتضمن المبادئ الواردة في هذا العهد، وتطرح على الشعب للاستفتاء الحر.
ـ سوريا الجديدة جمهورية ديمقراطية، تقوم على الحياة الدستورية وسيادة القانون الذي يساوي بين المواطنين بغض النظر عن انتمائهم الديني أو القومي أو الفكري.
ـ يشكل احترام حقوق الإنسان في كل من الدولة والمجتمع حجر الزاوية في الديمقراطية الوليدة.
ـ يفخر الشعب السوري بالتعدد الثقافي وتنوع اعتقاداته الدينية إسلامية كانت أو مسيحية أو أي مناهل أخرى. وكلها جزء لا يتجزأ من ثقافتنا ومجتمعنا، سنشارك جميعًا في بناء المستقبل كما شاركنا في بناء الماضي. إن قاعدة النظام الديمقراطي الجديد في سوريا ستبنى على الوحدة في التنوع، وتضم الأشخاص والمكونات كافة دون تمييز أو إقصاء.
ـ يؤكد الدستور عدم التمييز بين أي من مكونات المجتمع السوري الدينية والمذهبية والقومية، من عرب وكرد وآشوريين سريان وتركمان وغيرهم، واعترافه بحقوقهم المتساوية ضمن وحدة سوريا أرضًا وشعبًا.
ـ تنظم في البلاد انتخابات حرة ونزيهة ودورية، ويقام نظام متعدد الأحزاب، ولن يوضع أي نوع من العقبات أمام المواطنين الراغبين بالمشاركة في الحياة السياسية الديمقراطية في سوريا.
ـ يعكس المجلس النيابي المنتخب بحرية تامة إرادة الشعب ومصالحه، ويعطي بذلك الشرعية الكاملة للحكومة المنبثقة عنه.
ـ ينتخب الرئيس السوري بحرية من قبل الشعب أو البرلمان، ولن يكون هناك حكم لفرد أو هيئة معينة، وتحدد صلاحيات رئيس الجمهورية وفق مبادئ الدستور، وبما يتوافق مع فصل السلطات.
ـ تضمن الحكومة المنتخبة استقلال القضاء ومؤسساته استقلالاً تامًا لا لبس فيه.
ـ يضمن الدستور حقوق الأفراد والجماعات، ويلتزم بالشرعة العالمية لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية، يحمي الحريات العامة والخاصة لجميع المواطنين، بما في ذلك حرية التعبير والرأي والاختيار والعقيدة، وفق المواثيق الدولية.
ـ تكفل الدولة حقوق المرأة وحريتها، وتحافظ على جميع المكتسبات التي حصلت عليها، مع ضمان حقوقها المدنية والسياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية ومشاركتها بالتساوي مع الرجل في جميع المجالات.
ـ تضمن الدولة الجديدة أعلى درجات صيانة حقوق المكونات الدينية وتوفر حرية ممارسة الدين والعقيدة والفكر.
ـ تجريم كل أشكال التعذيب والمعاملة المسيئة والممارسات التي تحط من الكرامة الإنسانية مهما كانت الدوافع.
ـ تكون جميع السلطات الرسمية ومؤسسات الدولة والعاملين فيها في خدمة الشعب وخاضعة له فعليا، وليس العكس.
ـ لن يسمح لأحد بالإفلات من العقاب، وستعزز بشكل عاجل مبادئ المحاسبة وفق القانون وعبر القضاء العادل.
ـ تخضع القوات المسلحة السورية للسلطة السياسية، ولن تستخدم بعد اليوم للتدخل في الحياة السياسية أو التدخل للمحافظة على مصالح النظام، وتقوم تحت سلطة الحكومة المنتخبة بخدمة الشعب بأكمله والدفاع عن الوطن، وسيكون أداؤها موضع فخر واعتزاز الشعب السوري برمته.
ـ إعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس دستورية وقانونية لتكون في خدمة الوطن والمواطن تحت رقابة السلطة التشريعية.
ـ إن العمل على إرساء أسس الديمقراطية والعدالة، لن يترافق قط بأي رغبة في الثأر والانتقام. على العكس من ذلك سوف تتوفر جميع الشروط من أجل تضميد جراح الماضي بحيث تضمن الدولة السورية الجديدة حماية الأفراد والجماعات، وتعمل على تحقيق مصالحة وطنية شاملة، تستند إلى العدالة والتسامح.
ـ ستأخذ سوريا الجديدة المكانة التي تستحقها بين الدول، وتكون المصالح المتبادلة والعمل المشترك والتعاون العنوان الرئيسي في علاقاتها الإقليمية الدولية، وستبقى دائمًا في إطار القانون الدولي ومع الأمن والسلام في العالم.
ـ تستعيد سوريا دورها الفاعل في محيطها العربي، وفي إطار جامعة الدول العربية، لتكون عامل استقرار إقليمي. وتعمل على تعميق التعاون والتعاضد بين الدول العربية.
ـ تعمل سوريا على تحرير الجولان المحتل بكل الوسائل المشروعة، وتدعم الشعب الفلسطيني في نضاله لاستعادة حقوقه، وتعمل ما تستطيع للمحافظة على وحدة الفلسطينيين ونجاحهم في تحقيق أهدافهم.
ـ سوف ينتزع الاقتصاد السوري من أيادي النظام السفاح وطغمة النهب والاحتكار وسرقة المال العام، ليوضع في خدمة الشعب السوري برمته. وتعمل الدولة على ترسيخ الحرية الاقتصادية وفق قوانين السوق والمنافسة الشريفة. مثلما تبقى ساهرة على تحقيق العدالة في توزيع الثروة الوطنية وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص ومكافحة الفقر والبطالة والأمية والفساد في عموم الأراضي السورية.. إن التخطيط لتطوير اقتصاد حر وتحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة تبقى الأساس لرفع مستوى معيشة المواطنين بمختلف شرائحهم ومناطقهم مع التركيز الخاص على المناطق الأكثر حاجة وإهمالاً.
1 ـ قراءة في أبعاد الجهود الدبلوماسية لـ "عنان" (6) :
* جهود "عنان" لحلحلة الأزمة السورية تتضمن العديد من الأبعاد الهامة والتي يمكن توضيحها كالآتي:
ـ قبول السلطات السورية بالنقاط الست التي وردت في خطة "كوفي عنان" مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، يشكل ضغطًا كبيرًا ليس فقط على المعارضة السورية، والمجلس الوطني السوري الفصيل الأبرز فيها، وإنما على الدول العربية التي استثمرت كثيرًا، ماديًا وإعلاميًا وسياسيًا في هذه المعارضة بهدف إسقاط النظام في دمشق، حيث إن:
ـ مهمة "عنان" التي حملها إلى كل من موسكو وبكين الدولتين الداعمتين للنظام السوري قد تكون فرصة ثمينة لإنقاذ الأوضاع في سوريا من التدهور نحو حرب أهلية طائفية يخسر فيها الجميع، علاوة على تهديد أمن سوريا واستقرارها ووحدتها الترابية والديموغرافية.
ـ السلطات السورية مطالبة بالتعامل الجدي مع خطة "عنان"، وليس من منطلق كسب الوقت مثلما حدث في خطط سابقة، لأن الفشل في إنجاح هذه المبادرة من قبلها قد يكون سببًا لخسارة أصدقائها الروس والصينيين وحجة للتدخل العسكري الخارجي.
2ـ توصيات لإنجاح المؤتمر الثاني لـ "أصدقاء سوريا" (7) :
* سيعقد في اسطنبول (1/4) المؤتمر الثاني لـ "أصدقاء الشعب السوري"، ومدى نجاح هذا المؤتمر وتحوله إلى فريق عمل حقيقي يقود عملية إنقاذ الشعب السوري، يعد فرصة حقيقية للدبلوماسية التركية التي تراجعت في الأشهر الأخيرة، وفيما يلي بعض التوصيات من أجل إنجاح مهمة هذا المؤتمر:
ـ ينبغي أن يقر آلية تنفيذ بيان مجلس الأمن الأخير، وتوجيه رسالة دعم قوية للمعارضة السورية، وتحميل الدول المساندة للنظام مسؤولية استمرار إراقة الدماء.
ـ يستوجب علي تركيا في ظل تراجع الثقة بين أنقرة ودول الإقليم أن:
ـ لا بد أن يبدأ المؤتمر بإقرار مطلب "المجلس الوطني السوري" بالاعتراف به كممثل شرعي ووحيد للمعارضة السورية، ثم توفير الغطاء اللازم لمساعدته على تحقيق برامجه واستراتيجياته في الصمود والمواجهة بعدما قطعت المعارضة شوطًا كبيرًا على طريق توحيد صفوفها وكلمتها.
3 ـ الأزمة السورية بين تصعيد النظام وصمود المعارضة(8) :
* تطور العنف في سوريا وتصعيد النظام المستمر لعملياته العسكرية، رغم تواصل الجهود الدبلوماسية لوقف أعمال العنف، هذا الوضع يثير العديد من التساؤلات حول مدي استمرارية النظام في القيام بمثل هذه العمليات ومدي صمود المعارضة تجاه هذا العنف، وفي هذا الصدد يمكن توضيح الملاحظات الآتية:
ـ النظام السوري مبني بطريقة هدفها الوحيد هو استنزاف وإضعاف وإنهاك المجتمع السوري، بل إن يأس الشعب السوري من حدوث أي إصلاح أو تغيير، هو الذي دفع إلي انفجار السوريين، وربما كان أحد أهم الأسباب التي تفسر إصرارهم على استعادة حريتهم وحقوقهم.
ـ النظام السوري الحالي لم يعد له مرجعية مقبولة لدى الشعب السوري، لأن استمراره سينتج ثورة بعد أخرى، إلى أن تتم الإطاحة به، مهما كانت التضحيات والآلام التي ستترتب على ذلك. فصمود الشعب والثورة لا معنى لهما غير أمر واحد هو أنه قد حان زمن إجبار النظام على الدفع بقوة المواطن المظلوم، بعد أن استحال إقناعه بضرورته طيلة قرابة أربعين عاما كان يصر خلالها على أنه خير النظم وأكملها، وأنه ليس بحاجة إلى أي شكل من الإصلاح أو التغيير.
ـ الشعب السوري لم يعد يملك ما يفقده، بعد أن شرع النظام في الاستيلاء علي كل شيء منه، وشرع يقتل شعبه تحت الرصاص وفي الشوارع كي يثبت حقه في التوقف عن الدفع واسترداد ما سلب منه. ذلك يعني أن النظام هو الذي يدفع من الثورة فصاعدا، باستخدامه الحلول الأمنية والسياسات العنيفة.
4 ـ الولايات المتحدة قادرة على تشكيل فارق في سوريا(9) :
* يمكن أن تشكل القوة الجوية الأمريكية فارقًا في سوريا، فهي قادرة على الحد أو وقف الدمار الذي تسببه مروحيات ودبابات الأسد، حيث إن التحرك الأمريكي سيسفر عنه الضغط علي روسيا لتلحق بها، وفي هذا الإطار يمكن القول:
ـ إسقاط نظام "الأسد" سيكون له نتائج مشجعة للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، فسقوط النظام السوري سيشكل ضربة قوية لإيران، وستصب من ناحية أكثر براجماتية في مصلحه لإسرائيل، فإيران تمد "حزب الله" اللبناني وحماس بالسلاح والمال عبر سوريا.
ـ رفض تسليح المعارضة لن ينهي الصراع أو يحد منه، ولكنه سوف يستمر، وبالتالي يجب تدخل الولايات المتحدة بحل عسكري في ظل فشل المساعي الدبلوماسية.
(1)القدس العربي، إيلاف، الشرق الأوسط،27ـ 28/3/2012.
(2)وكالة الأنباء الفرنسية، إيلاف، 28/3/2012.
(3) وكالة الأنباء السورية، القدس العربي، إيلاف، 27ـ28/3/2012.
(4) القدس العربي، الشرق القطرية، وكالة الأنباء الفرنسية، إيلاف، 28/3/2012.
(5) الشرق الأوسط، القدس العربي، 27/3/2012.
(6) رأي القدس العربي، 28/3/2012.
(7)سمير صالحة، الشرق الأوسط، 28/3/2012.
(8)ميشيل كيلو، الشرق الأوسط،28/3/2012.
(9)ريتشارد كوهين، الشرق الأوسط، 28/3/2012.
تشير صحيفة الديلي تلجراف(28/3/2012) إلى إعلان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي انان قبول سوريا لخطته لإنهاء أعمال العنف في البلاد، وقال المتحدث أحمد فوزي إن دمشق وافقت على خطة أنان المكونة من 6 نقاط والرامية إلى وقف سفك الدماء في سوريا، حيث يقول مراقبون أن أكثر من 9100 شخص لقوا حتفهم، بينما تواصل القوات الموالية للرئيس بشار الأسد حملة القمع ذد المتظاهرين.
وتذكر الصحيفة أن خطة انان تدعو إلى وقف القتال بإشراف من الأمم المتحدة وسحب القوات الحكومية والأسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد الاحتجاجات، إضافة إلى وقف يومي لإطلاق النار لمدة ساعتين للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق المتضررة من القتال.
صحيفة الجارديان (28/3/2012) تفرد موضوعا رئيسيا للتشكيك الذي قوبل به قبول سوريا لخطة كوفي انان من جانب وزير الخارجية البريطاني وليام هيج والسفير الأمريكي في سوريا روبرت فورد, والقلق أن الأسد ربما يسعى إلى كسب الوقت وزيادة الانقسام بين المنشقين.
وتنقل الصحيفة عن السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة، أن أنان سيطلع مجلس الأمن يوم الاثنين المقبل على الرد السوري.
في المقابل –والكلام للصحيفة, لم يصدر أي تعليق من جانب الحكومة السورية على خطة أنان، في حين سلطت وسائل الإعلام السورية على زيارة الرئيس السوري بشار الأسد على حي بابا عمرو، والأضرار التي ألحقها بالحي من يوصفون من قبل النظام بالإرهابيين.
وتنقل الصحيفة مخاوف دبلوماسيين غربيين من أن يكون القبول السوري مسالة كسب للوقت فحسب، فإذا تم الاتفاق على وقف إطلاق النار من دون عملية سياسية، فإن الأسد يمكن أن يبقى في السلطة.
وتعلق الصحيفة إن بعض المحللين رأوا أن توقيت سوريا هام بالنظر إلى أن تركيا والولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين سيجتمعون في اسطنبول الأسبوع المقبل في مؤتمر أصدقاء سوريا لبحث سبل زيادة عزلة الأسد والضغط عليه ودعم المعارضة.
عنونت صحيفة واشنطن بوست (28/3/2012)حول الملف السوري "الأمم المتحدة أفادت بأن لجنة تقييم الاحتياجات الإنسانية في المدن السورية وجدت نقصاً كبيراً في مواد ضرورية".
وذكرت الصحيفة أن روبرت سيري، المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، قال أمام مجلس الأمن بأن بعثة تقييم الاحتياجات الإنسانية في سوريا، والتي زارت حمص وحماة ودرعا خلال الفترة ما بين 18 و26 مارس الجاري، وجدت احتياجات ماسة للكثير من المواد.
وقال سيري للمجلس إن عمل البعثة لم يرق إلى مستوى مطالب الأمم المتحدة بتأمين دخول منظمات إنسانية إلى المناطق الأكثر اضطراباً في سوريا.
غير أنه أضاف بأن مشاركة الأمم المتحدة في البعثة، "سمح بجمع معلومات في غاية الأهمية، تؤكد الحاجة الماسة للمساعدات الغذائية والطبية، إلى جانب التعليم والمواد غير الغذائية."
نفت مصادر سورية رسمية لصحيفة القدس العربي(28/3/2012) نية الرئيس السوري بشار الأسد إعلان حالة 'النفير العام' أو التعبئة العامة في البلاد وأكد أن المسألة غير مطروحة حالياً ولا توجد مسوغات لإعلانها، مبينة أن النفير العام يُعلَن في حال وجود تهديد خارجي مؤكد يستهدف البلاد وهذا الأمر لم يظهر لدى القيادة السورية بعد.
جاءت توضيحات على خلفية شائعات سرت في دمشق أمس الأول حول نية القيادة السورية إعلان النفير العام بعد أن تناقلت مواقع إخبارية سورية نبأ عن قرار أصدرته الحكومة السورية يفيد بمنع السفر للسوريين من الذكور بين 18 و42 عاماً والذي صدر أمس واشترط عليهم مراجعة شعبة التجنيد للحصول على موافقة من أجل السفر، وتم تطبيق القرار على الأرض وبشكل عاجل ليوم واحد فقط قبل أن تلغيه وزارة الداخلية.
قالت صحيفة الشرق القطرية(28/3/2012)في افتتاحيتها إن إعلان السلطات السورية الموافقة على خطة الموفد الدولي والعربي كوفي أنان، المؤلفة من ست نقاط، تدخل الأزمة السورية بهذا الموقف منعطفا جديدا من الترقب لما هو قادم، إما حوارا جادا ومفتوحا يؤدي بهذا البلد المشحون والمتوتر سياسيا إلى مرحلة انتقالية تهيئ لحكم ديمقراطي، وإما دوامة جديدة من اللف والدوران تقود الأزمة إلى مزيد من التعقيد والتأزيم.
هذا الإعلان لن يكون أكثر من مجرد طُعم سياسي إذا لم يتم تجسيده على أرض الواقع من خلال وقف القتل والقمع أولا.وهو ما دعا المجتمع الدولي إلى تلقي خبر الموافقة السورية بتحفظ، كما دعا الموفد الدولي والعربي نفسه النظام في دمشق إلى تنفيذ "تعهداته فورا" لحل الأزمة.
مئات المعارضين السوريين اجتمعوا أمس في اسطنبول لاتخاذ موقف موحد حول مستقبل سوريا قبل مؤتمر "أصدقاء سوريا" الذي سيعقد الأحد في هذه المدينة. كما سيدعو مشروع القرار المتعلق بسوريا والذي سيعرض على قادة الدول العربية في قمة بغداد، الحكومة السورية إلى "الوقف الفوري لكافة أعمال العنف والقتل" ويدعو في الوقت نفسه إلى حوار بين الحكومة والمعارضة.. لعل وعسى أن تجد جميع هذه الأصوات والنداءات صدى لدى النظام في دمشق.
علقت صحيفة البيان الإماراتية(28/3/2012)على ما تشهده مدينة السويداء السورية التي تسكنها غالبية من الدروز، من أجواء مشحونة على خلفية حالة الوفاة الغامضة لشيخ عقل طائفة الدروز الموحدين الشيخ أحمد سليمان الهجري السبت الماضي في حادث سير إثر اصطدام سيارته بسيارة سياحية.
وبحسب المراقبين، فإن الوفاة الغامضة والتي تزامنت مع الذكرى السنوية لزعيم الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش قد تمهد لانتقال الثورة إليها.
تضاربت أنباء حول حيثيات مقتل الشيخ الهجري. فالجهات المعارضة اتهمت النظام باغتياله لتحييد المدينة ومرجعياتها الدينية عن الانتفاضة والانخراط في الحياة السياسية، ولمعاقبته على مواقفه الأخيرة التي راحت تقترب أكثر فأكثر من الثورة السورية، فضلاً عن اصطدامه مع القيادات الأمنية ورفضه إصدار فتاوى لتأييد "الأسد" بناء على التعليمات الصادرة من الجهات الأمنية.
تداولت صفحات الثورة السورية على موقع «فيسبوك» أن الهجري كان مناصراً للثورة وليس بوقاً للنظام كما روّج له البعض، مرجحةً أن يكون الحادث الذي تعرض له وأودى بحياته مدبراً.
وبالرغم من التواجد الأمني الكثيف والقلق الذي يسود مدينة السويداء، تظاهر مجموعة من الشباب يوم الاثنين الماضي تحت تسمية «وفاء لذكرى سلطان باشا الأطرش» حيث هتفوا فيها بإسقاط النظام ورفعوا شعارات ولافتات منددة وساخرة من الأسد.