السبت 21 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 23 نوفمبر 2024 م
التقرير الإعلامي الواحد و السبعون 27 آذار/مارس 2012
الثلاثاء 4 جمادى الأول 1433 هـ الموافق 27 مارس 2012 م
عدد الزيارات : 3678
التقرير الإعلامي الواحد و السبعون 27 آذار/مارس 2012
أولاًـ تصعيد القوات النظامية عملياتها التعسفية (1)
ثانيًاـ اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان(2)
ثالثًاـ تتابعات جهود المعارضة لتوحيد أهدافها(3)
رابعًاـ تطورات مهمة "عنان" الدبلوماسية(4)
خامسًاـ تتابعات المواقف وردود الفعل بشأن الأزمة(5)
سادسًاـ رؤى الكتاب والمفكرين

تقرير إعلامي يومي يتضمن أهم الأخبار والتحليلات التي يتم جمعها من الصحافة العربية والأجنبية، ولا يعبر عن رأي الهيئة أو مواقفها تجاه الأحداث

 

استمرار تعسف النظام السوري في ظل تطور الجهود الدبلوماسية والمعارضة تعلن تشكيل "الجيش الوطني"

* يجدد النظام السوري عملياته التعسفية ضد الشعب السوري في أنحاء مختلفة من البلاد، فقد قام ـ ردًا على التظاهرات التي شهدتها دمشق وإدلب وحماه وحلب والتي تطالب بإسقاط النظام ـ بحملة واسعة من المداهمات والاعتقالات في درعا، وقام بقصف حمص واقتحام حماة و إدلب، فضلاً عن قيامه بإعادة العمل بقرار كان معمولاً به في العقود الماضية يمنع بموجبه سفر السوريين الذين دون 42 عامًا من الذكور، وممارسته لأبشع أنواع التعذيب للمعتقلين من المعارضة. هذا فيما تواصلت جهود المبعوث العربي الأممي" عنان" الدبلوماسية فبعد زيارته لموسكو سعيًا منه للحصول على دعمها لمهمته الرامية إلى عودة الاستقرار وحقن دماء الشعب، قام بزيارة الصين استكمالاً لجهود حلحلة الأزمة السورية، وتزامن مع تتابعات هذه الجهود إعلان المعارضة السورية عن تشكيل "المجلس الوطني السوري" في خطوة لتوحيد جهود المعارضة.

أولاًـ تصعيد القوات النظامية عملياتها التعسفية (1)

1ـ  تجدد العمليات العسكرية في مناطق عدة:
* واصلت القوات النظامية في سوريا عملياتها العسكرية في أنحاء مختلفة من البلاد، مما أدى إلى مقتل 42 شخصًا(26/3)، حيث قام الجيش النظامي بحملة واسعة من المداهمات والاعتقالات في درعا، وقام بقصف حمص واقتحام حماة و إدلب، وفيما يلي تفاصيل هذه العمليات:
ـ حمص: تعرضت للقصف بالهاون مجددًا؛ وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن من بين القتلى أكثر من عشرة سقطوا جراء القصف على أحياء حمص القديمة وحي "وادي إيران"، أما في ريف حمص، فقد قتل مواطنان اثر إصابتهما برصاص مجهولين قرب قلعة الحصن، كما حاولت قوات النظام اقتحام "حي الخالدية" في ظل إطلاق نار عشوائي وقصف على المنازل.
ـ ريف دمشق: أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع إطلاق نار في مدينة "حرستا" مصدره القوات النظامية، مما أسفر عن مقتل شابة عمرها 18 عامًا.
ـ إدلب: قتل مواطن في مدينة "معرة النعمان" إثر إصابته برصاص قناصة، واقتحم الجيش قرية "الشاتوية" وشن حملة اعتقالات واسعة، فيما دارت اشتباكات بينه وبين الجيش الحر في بلدة "دركوش" تلاها قصف عنيف على بساتين البلدة وحرق العديد من المنازل، بحسب لجان التنسيق.
ـ حماة: أفاد عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة "أبو غازي" بأن القوات النظامية اقتحمت بلدة "كفرزيتا" التي تبعد حوالي 40 كيلو مترًا عن مدينة حماة، كما اعتقلت عددًا من الناشطين والأطباء وداهمت بيوتا لناشطين وأحرقتها، في ظل تقطيع أوصال البلدة بالحواجز العسكرية وانتشار القناصة في الأماكن المرتفعة المطلة على المدينة، فضلاً عن اقتحامها مدينة "كرناز" عددًا كبيرًا من الدبابات وسط إطلاق نار كثيف بحسب لجان التنسيق.
ـ درعا: نفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في قرى "كفر ناسج" و"عقربا" و"الطيحة".
2ـ استخدام الأهالي كدروع بشرية:
* في ظل مواصلة الجيش السوري لعمليات العسكرية واسعة النطاق، قامت قوات النظام السوري باستخدام السكان في مختلف القرى كدروع بشرية، وفي هذا الإطار نقلت مصادر عن ناشط  في "إدلب" يدعى "غالب"، الآتي:

  •   أنه شاهد 20 رجلاً وامرأة وأطفالا تبلغ أعمارهم سبعة أعوام، يسيرون على الشارع ووراءهم كان يمشي جنود مصوبين أسلحتهم، وحيث كانت تلحق بهم دبابات وعربات نقل عسكرية.
  •   القوات النظامية استخدمت الأهالي كجدار أو درع، حيث قامت بإخراج الرجال والنساء والأطفال وأمروهم بالسير في مقدمة القافلة العسكرية.

3ـ  التعذيب المفرط  للمعتقلين من عناصر المعارضة:
ـ تحدث ناشطون عن ممارسات المحققين في السجون خاصة سجن "إدلب"، التي أجبر "الجيش السوري"، أفراد "الجيش الحر" على الانسحاب منها قبل أسبوعين، وفي هذا الإطار أوضح الناشطون أن:
ـ الأساليب التي يستخدمها المحققون مع المعتقلين؛ تتضمن أسلوب الجلد والتعذيب على السرير الحديدي، حيث يتم ربط المعتقل بأحزمة مثبتة على كل طرف من أطرافه لربط المعتقل من كل أطرافه وشريط جلدي آخر لتثبيت الرأس، ويعرض السجين الممدد على وجهه لتيار كهربائي يسري في كل أنحاء جسده، ذلك أن السرير مربوط بمولد كهربائي، وكل جلسة تستمر لمدة تتراوح ما بين ثلاث إلى أربع ساعات.
ـ هذا التعذيب لا يهدف إلى الحصول على المعلومات أكثر مما يهدف إلى كسر إرادة المعتقلين ومعاقبتهم وإهانتهم.
4ـ  إعادة العمل بقرار يمنع سفر السوريين دون 42 عامًا:
* قالت مصادر سورية رسمية إن السلطات أعادت العمل بقرار كان معمولاً به في العقود الماضية يمنع بموجبه سفر السوريين الذين دون 42 عامًا من الذكور.
ـ ذكرت مصادر شبه رسمية أنه صدر قرار بمنع سفر أي سوري عمره بين 18 عامًا و42 عامًا ما لم يحصل على موافقة شعبة التجنيد (إحدى الجهات العسكرية التابعة للجيش والقوات المسلحة) التابع لها.

ثانيًاـ اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان(2)

ـ اتهمت منظمة "هيومن رايتس واتش" القوات الحكومية السورية باستخدام المدنيين دروعًا بشرية، وقالت في بيان إن القوات الحكومية عرضت السكان للخطر إذ أجبرتهم على السير أمام جنود الجيش أثناء عمليات اعتقال حدثت مؤخرًا، وأثناء تحركات للقوات وهجمات على بلدات وقرى شمالي سوريا.
ـ نقلت المنظمة عن شهود عيان من بلدات "الجانودية" و"كفر نبل" و"كفر روما" و"عين لاروز" في إدلب (شمال غرب)، قولهم إنهم رأوا عناصر من الجيش النظامي يجبرون الناس على السير أمام قوات الجيش أثناء هجوم في وقت سابق من الشهر لاستعادة السيطرة على مناطق من المعارضة .
ـ أكد "أولا سولفانغ" باحث طوارئ في المنظمة على استخدام الجيش السوري للمدنيين دروعاً بشرية، مما يعني إهماله البين لسلامتهم، ودعا الجيش السوري للكف الفوري عن هذه الممارسات.

ثالثًاـ تتابعات جهود المعارضة لتوحيد أهدافها(3)

* تشهد الساعات الأخيرة مع قرب انعقاد "مؤتمر أصدقاء الشعب السوري" في اسطنبول مطلع الشهر المقبل، حراكاً ونشاطًا سياسيًا وعسكريًا وميدانيًا على كافة الأصعدة. فبعد إعلان "إخوان" سوريا وثيقة تمثل الرؤية المشتركة للإخوان حول مستقبل سوريا، انعقد مؤتمر توحيد المعارضة الذي يعقد في اسطنبول بين 26ـ27 مارس الحالي، ثم تم اليوم (27/3) الإعلان عن تشكيل "الجيش الوطني السوري"، وهي التطورات التي تؤكد مساعي المعارضة لتوحيد صفوفها، وفيما يلي توضيح لهذه التطورات:
1ـ  إعلان وثيقة "إخوان سوريا" :
ـ وهي الوثيقة التي تم إعلانها (25/3)، تمثل الرؤية الوطنية والقواسم المشتركة، التي تتبناها جماعة "الإخوان المسلمين" في سوريا، وتتقدم بها كأساس لعقد اجتماعي جديد، يؤسس لعلاقة وطنية معاصرة وآمنة، بين مكونات المجتمع السوري، بكل أطيافه الدينية والمذهبية والعرقية، وتياراته الفكرية والسياسية.
ـ  دعت الوثيقة لإقامة دولة مدنية حديثة، وإقامة دستور مدني مبني على توافقية وطنية بحيث لا يسمح للأكثرية بالتعسف في استخدام أكثريتها، إذ تتضمن:

  •   إقامة دولة مدنية ديمقراطية تعددية تداولية حديثة، وفق أرقى ما وصل إليه الفكر الإنساني الحديث، ذات نظام حكم نيابي، يختار فيها الشعب من يمثله ومن يحكمه، عبر صناديق الاقتراع، في انتخابات حرة نزيهة شفافة.
  •   قيام دولة تلتزم بحقوق الإنسان كما أقرتها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية من الكرامة والمساواة وحرية التفكير والتعبير والاعتقاد والعبادة، وحرية الإعلام، والمشاركة السياسية، وتكافؤ الفرص، لا يضام فيها مواطن في عقيدته ولا في عبادته، ولا يضيق عليه في خاص أو عام من أمره. دولة ترفض التمييز، وتمنع التعذيب وتجرمه.

2ـ انعقاد مؤتمر المعارضة في اسطنبول :
*  بدأ في اسطنبول يوم 26/3 فعاليات مؤتمر المعارضة السورية الذي يهدف إلى توحيد رؤى المعارضين حول الأزمة السورية، على أن تعقد اجتماعات العمل الثلاثاء الموافق 27/3، وقال عضو المكتب الإعلامي في المجلس الوطني السوري "محمد السرميني":

  •   الهدف من هذا المؤتمر هو توحيد رؤى المعارضة، ووضع الخطوط العريضة للعهد الوطني الذي يتكلم عن دولة مدنية يتساوى فيها المواطنون بغض النظر عن انتمائهم الديني والعرقي.

3ـ إعلان تشكيل "الجيش الوطني":
ـ أعلن مجلس قيادة "الجيشِ الوطني السوري"(27/3) عن تشكيله، وأصدر بيانًا يوضح فيه أسباب إنشائه وهي:

  •   الحرب التي يشنها "الأسد" ضد الشعب بأكمله، والمجازر والجرائم الإنسانية التي شملت مختلف الطوائف.
  •   انحراف الجيش السوري عن مهمته الأساسيةِ في حماية الوطن والمواطن، وتحوله إلى جيش تتحكم به الأجهزة الأمنية.
  •   الخطر الذي تواجهه الدولة من تفتيت مؤسساتها ، وتحولِ البلاد إلى حمامات دم ومستنقع تنتشر فيه العصابات الإجرامية.
  •   انطلاقًا من شرعية ثورة الحرية والكرامة.

ـ أعلن البيان الصادر عن "الجيش الوطني السوري" أن هذا الجيش يضم:

  •   العسكريين الذين انشقوا عن جيش "الأسد" والتحقوا بالثورة، وقاموا بحماية المدنيين.
  •   العسكريين المسرحين والمتقاعدين الذين التحقوا بالثورة.
  •    المتطوعين من المدنيين في الكتائب المقاومة.
  •   الكتائب المقاومة في الداخلِ السوري.

ـ أكد بيان مجلس قيادة "الجيش الوطني السوري" أن الجيش الجديد جيش احترافي يلتزم بالمعاهدات الدولية المتعلقة بحماية المدنيين، والحربِ وآثارها من قضايا الجرحى والأسرى ونحوها، ويضع نصب عينيه الأهداف الآتية:

  •   مواجهة كتائب "الأسد" وحلفائها حتى إسقاط نظامها.
  •   تحرير الفرق العسكرية أسيرة القرارات الأمنية.
  •   تأمينَ ملاذات أمنة ومناطق محررة، وضبط الأمن فيها.
  •   تأمين انضباط المسلحين ضمن تشكيلات "الجيش الجديد".
  •   حماية السلم الأهلي بعد سقوط النظام، والحيلولة دون الأعمال الانتقامية، وتسليم السلطة للمدنيين.
  •   ضبط الجرائم المرتكبة، تمهيداً لتقديم المجرمين للعدالة.

ـ ختم البيان بدعوة كل القوى العسكرية المنحازة إلى النظام حاليًا والشعب السوري إلى التطوع في قواته وتشكيلاته المسلحة، والعمل على تحقيقِ هذه الأهداف.

رابعًاـ تطورات مهمة "عنان" الدبلوماسية(4)

1ـ جولات" عنان" إلى موسكو وبكين:
أـ زيارته إلى موسكو (25ـ 26/3):

ـ أكد مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا  "كوفي عنان" إثر زيارته إلى روسيا، ولقائه الرئيس "ديمتري مدفيديف" ووزير الخارجية "سيرجي لافروف"، الآتي:

  •   "أن موسكو أبدت استعدادها للعمل معي.. وأعول في الحصول على نفس الدعم من بكين".
  •   "من غير العملي طرح جداول وحدود زمنية في الوقت الذي لم يتم فيه الحصول على موافقة الأطراف، ففي رأيي ليس من المنطقي السعي إلى تحديد مهل تتفق خلالها أطراف النزاع".
  •   "القرار يرجع إلى السوريين في مسألة رحيل "الأسد" أم لا، ومن المهم في هذا الوقت العمل على أن يجلس جميع السوريين إلى طاولة المفاوضات".

ـ دعا "عنان" كلاً من الحكومة السورية والمعارضة إلى الجلوس بأسرع وقت ممكن حول طاولة المفاوضات بهدف الحيلولة دون حدوث مزيد من تدهور الوضع.
ـ حث "عنان" المجتمع الدولي على ضرورة المساعدة في تحقيق التسوية السياسية في سوريا معربًا عن استعداده للعمل مع السلطات السورية والمعارضة بهدف وقف أعمال العنف هناك.
ب ـ زيارته بكين (27 ـ 28/3):
* من المقرر أن يصل "عنان" مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، إلى بكين اليوم(27/3) لاطلاع قادتها على خطته لإنهاء العنف في سوريا، بعد أن زار روسيا، وتدعو خطة "عنان" إلى وقف أعمال العنف في سوريا بإشراف الأمم المتحدة، بحيث يسحب "الأسد" قواته من المدن المضطربة، وإلى البدء في الانتقال إلى نظام ديمقراطي. وفي هذا الإطار أعلنت الصين أنها تدعم جهود "عنان" للمساعدة على حل الأزمة السورية، إذ أكد "هونغ لي" المتحدث باسم الخارجية الصينية على:

  •   " موسكو تقدر وتؤيد جهود الوساطة التي يقوم بها عنان، وتأمل في أن تسمح زيارته بإجراء مناقشات معمقة حول التوصل إلى حل سياسي للمسألة السورية، فالصين تأمل في حل عادل وسلمي وملائم للأزمة".
  •   "تلقت الصين دعوة لحضور اجتماع "أصدقاء سوريا" الثاني المقرر في تركيا.. لكن في ظل الوضع الراهن لم ندرس الدعوة".

2ـ تلقي عنان" ردًا رسميًا من دمشق:
ـ أعلن "أحمد فوزي" المتحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا "كوفي عنان"، أن الأخير قد تلقى ردًا من الحكومة السورية، قائلاً:

  •   الحكومة السورية أجابت رسميًا عن المقترحات التي قدمها "عنان" في خطته، التي تحتوي على 6 نقاط، وساندها مجلس الأمن الدولي.
  •   "إن كوفي عنان يعكف على دراسة الرد السوري وسيقوم بالرد عليه قريبًا".

ـ لم يوضح "فوزي" فحوى الرد السوري على المقترحات وآلية تنفيذ النقاط الست، التي تتضمن وقف القتال وسحب الآلية العسكرية السورية من المناطق السكنية، والإفراج عن المعتقلين، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أنه سيتم الإعلان عنه في الوقت المناسب.

خامسًاـ تتابعات المواقف وردود الفعل بشأن الأزمة(5)

1ـ عربيًا:
* العراق:
* أكد وزير الخارجية العراقي "هوشيار زيباري" علي أن القضية السورية ستكون على جدول أعمال القمة "قمة بغداد" التي تنعقد بعد (29/3). لأهمية هذه القضية عربياً ودوليًا، فضلاً عن تأكيده طرح هذه القمة بعض المقترحات التي قد تساهم في حل الأزمة.
2ـ إقليميًا:
*  تركيا:
ـ أغلقت تركيا يوم 25/3/2012 سفارتها في دمشق بسبب تدهور الوضع الأمني في سوريا، حسبما أعلن مصدر دبلوماسي تركي، الذي أوضح:

  •   "تم تعليق نشاطات السفارة التركية اعتبارًا من هذا الصباح (26/3)"، ومجمل الطاقم الدبلوماسي التركي قد غادر العاصمة السورية.
  •   "القنصلية التركية العامة في حلب كبرى المدن في شمال سوريا والقريبة من الحدود التركية لا تزال مفتوحة".

ـ تركيا بهذا القرار قد حذت بذلك حذو العديد من دول الاتحاد الأوروبي مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا وهولندا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وست دول خليجية.
3 ـ دوليًا:
أـ  الولايات المتحدة الأمريكية :
* أعلن مصدر في وزارة الخارجية الأمريكية أن وزيرة الخارجية "هيلاري كلينتون" ستزور الرياض يومي 30 و31 لإجراء مباحثات تتناول بالأخص الجهود الرامية إلى وضع حد لحمام الدم في سوريا، وأضاف:
ـ "كلينتون ستجري محادثات في الرياض مع الملك "عبد الله " ووزير الخارجية "سعود الفيصل" لبحث معه قضايا إقليمية، وكذلك التعاون بين البلدين في المجال الأمني والجهود التي تبذلها الأسرة الدولية لوضع حد لحمام الدم في سوريا".

  •   كان "الفيصل" قد اعتبر يوم (4/3) أن للمعارضة السورية الحق في التسلح من أجل الدفاع عن نفسها أمام الأسلحة الحربية التي تستعمل لاستهداف المنازل.

ب ـ حلف الناتو:
* جدد الأمين العام لحلف الناتو "آندريس فوغ راسموسان" نفي الحلف لأية خطط للتدخل العسكري في سوريا، مؤكدًا:
ـ الحلف لا يمتلك أي مخطط للتدخل العسكري في سوريا.
ـ على السلطات السورية الاستجابة لمطالب شعبها.
ـ "أنه يأسف لعدم تمكن مجلس الأمن الدولي من استصدار قرار ملزم قانونيًا بشأن سوريا، ولكنه يقدر تأييد أعضاء مجلس الأمن لجهود المبعوث كوفي عنان لبلورة مخرج سلمي للازمة".

سادسًاـ رؤى الكتاب والمفكرين

1ـ خمسة تساؤلات تحكم القرار الأمريكي حيال الأزمة السورية(6) :
* هناك خمسة تساؤلات ينبغي أن يبحث لها الرئيس الأمريكي عن إجابات مقنعة قبل أن يقرر اللجوء إلى الخيار العسكري في سوريا، وبالمثل خيار الحرب مع إيران، في ظل الخسائر الواسعة التي تكبدتها الإدارة الأمريكية في حربها الطويلة في أفغانستان والعراق، وهذه التساؤلات الخمس تتعلق بالآتي:
(السؤال الأول) يتعلق بالمصالح:
ـ هناك اتفاق واسع النطاق على أنه كان من مصلحة الولايات المتحدة عام 2001 ملاحقة المتطرفين المسؤولين عن هجمات 11 سبتمبر والنظام الأفغاني الذي استضافهم، وغالبا ما تكون المصلحة الأمريكية غير واضحة تمام.
ـ تخوض الولايات المتحدة الحرب فقط في حالة:

  •   حماية مصالحها الاقتصادية.
  •   الالتزام بالدفاع عن أحد حلفائها (بعض الحلفاء أكثر من غيرهم كإسرائيل).
  •   التدخل تحت راية القيم الأمريكية وهو مصطلح مرن قد يعني أي شيء بدءا من التصدي لعملية إبادة جماعية حتى تعزيز الديمقراطية وفقًا لمبدأ الرئيس السابق "جورج دبليو بوش"

ـ يتبنى السيناتور "جون ماكين" مبدأ "بوش" في تعزيز الحرية، عندما يطالب بأن تساعد الهجمات الجوية الأمريكية الثوار على إطاحة حكومة الرئيس السوري "بشار الأسد"، فمن خلال وقف المعاناة والمساعدة على التخلص من الطغيان، سيكون للولايات المتحدة بعض النفوذ مع المنتصرين ما سيعزز احتمالات أن تقل معادة سوريا المصالح الأمريكية.
(السؤال الثاني) يتعلق بالخسائر:
ـ فلا يوجد فارق كبير بين دور الولايات المتحدة في الحالة الليبية (حيث ساعدت الولايات المتحدة مزيجا غير متجانس من الثوار لإطاحة نظام قمعي وحشي)، و الحالة السورية (حيث اختارت الولايات المتحدة عدم مساعدة المزيج نفسه على التصدي لنظام قمعي آخر).
ـ بيد أن الفارق الوحيد هو أن الوضع في سوريا سيكون أصعب بكثير، ففي لبيا امتلكت دفاعات جوية ضعيفة منتشرة على امتداد سواحلها، ما سهل على القوات الغربية الوصول إليها، ولكن الحالة السورية تعد أكثر خطورة ووفرة وتنتشر في أرجاء المراكز السكنية الداخلية كافة، وبالتالي فإن تحليل الخسائر والمنافع يبدو وثيق الصلة بمسألة المصالح الوطنية الأمريكية.
(السؤال الثالث) تتعلق بالبدائل المتاحة:
ـ إذ يتعين على الرئيس الأمريكي "أوباما" وواضعي السياسات وضع بدائل ممكنة في حالة أن تم استبعاد الخيار العسكري في سوريا، وعدم الدخول في حرب مع إيران، وهو ما بدا واضحًا حين أرجأ "أوباما" الهجوم الإسرائيلي على إيران من خلال فرض عقوبات قاسية عليها، والتهديد بتدخل الولايات المتحدة إذا اقتربت إيران من تصنيع أسلحة نووية، وهنا يبرز التساؤل في حال فشل العقوبات الأمريكية على إيران وفشل المساعي الدبلوماسية والحلول السلمية في سوريا، فما البديل؟
(السؤال الرابع) يتعلق بالأطراف الأخرى المنضمة للخيار الأمريكي:
ـ فمن المهم في هذه الحروب الاختيارية أن يشكل المتدخلون مجموعة لتعزيز المعلومات الاستخباراتية وتقاسم التكاليف والمخاطر.
ـ قامت 17 دولة أخرى إلى جانب الولايات المتحدة بفرض الحصار ومنطقة حظر الطيران في أفغانستان، ولكن في سوريا لم يتطوع أحد للانضمام إلى الخيار العسكري.
(السؤال الخامس) يرتبط بالعواقب الناتجة:
ـ فأصعب مرحلة في سوريا لن تكون إسقاط الأسد، ولكن ما قد يتبع ذلك من احتلال دولة إسلامية أخرى، فالدرس الذي علمه العراق للولايات المتحدة هو أنه ينبغي تقصي الحقائق جيدا قبل نشر القوات العسكرية.
2 ـ قراءة في أهم التحركات الدبلوماسية بالملف السوري ودلالاتها(7):
* تحركات دبلوماسية مكثفة مهمة يشهدها ملف الأزمة السورية في الأيام القليلة الماضية لوقف نزيف الدم؛ ووضع حد لقصف المدن وتدمير الأحياء السكنية وتهجير عشرات الآلاف من ضحايا حماقات النظام في سوريا.
ـ  التقى "كوفي عنان" مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا بالقيادات الروسية في موسكو(25/3)، سعيًا منه للحصول على دعم موسكو لمهمته الرامية إلى عودة الاستقرار وحقن دماء الشعب السوري، وهى مهمة بالقطع:

  •   تمثل الفرصة الأخيرة لرموز النظام في سوريا لتفادي حرب أهلية دموية طويلة؛ باتت الأجواء اليوم مهيأة لاندلاعها في ظل تصاعد المواجهات والمعارك التي وصلت إلي قلب "دمشق" بين الجيش النظامي ومقاتلي "الجيش السوري الحر".
  •   تضع المسؤولية الأخلاقية على القيادات الروسية ـ التي أعلنت دعمها لجهود "عنان" ـ بأن يترجموا ذلك الموقف بموقف جدي وفعال، وأن يقدموا النصائح إلى النظام في سوريا لكي يستجيبوا لمبادرات الأشقاء ودعوات المجتمع الدولي لوقف حمامات الدم التي تفضح نظام "الأسد" وتحركات روسيا في الأزمة.

ـ كما التقى (25/3) "رجب طيب أردوغان" رئيس الوزراء التركي بالرئيس "باراك أوباما" في محادثات عشية قمة عن الأمن النووي في سيول، حيث كان الملف السوري وتداعياته الدموية حاضرًا بقوة على رأس القضايا التي بحثها الزعيمان، ومن هنا جاء تأكيد "أردوغان" على ضرورة عدم السكوت عما يجرى في سوريا دون تدخل، لأنه واجب إنساني يجب القيام به في إطار القانون الدولي.
ـ يضاف إلى ذلك قمة بغداد العربية التي ستعقد (29/3)؛ حيث سيكون ملف الأزمة السورية في مقدمة الموضوعات التي سيناقشها القادة العرب من خلال تأكيدهم على ضرورة تنفيذ قرارات الجامعة العربية ومبادرتها المطروحة منذ أشهر كمخرج أساسي ومشرف للنظام الحاكم في سوريا ولإنقاذ شعبه.
ـ يعقد على مدى يومين ابتداء من (26 و27/3) باسطنبول مؤتمر للمعارضة، يسبق مؤتمر "أصدقاء سوريا"، ويكتسب هذا المؤتمر زخمه وأهميه لكونه يقام للتوافق على وثيقة (العهد الوطني لسوريا الجديدة) التي أعلنتها جماعة الإخوان المسلمين من اسطنبول، وحددت فيها الأطر العريضة لمفهومها لسوريا ما بعد "الأسد"، داعية إلى بناء دولة مدنية حديثة ديمقراطية تعددية تداولية، وهي وثيقة من شأنها أن تجعل المؤتمر فرصة حقيقية لالتفاف جميع أطراف المعارضة حول أهداف الثورة.
3 ـ  مآلات الثورة السورية (9):
* في ظل الواقع المتدهور الذي تعيشه سوريا، فإنه يمكن إحصاء خمسة سيناريوهات رئيسية للثورة السورية يمكن توزيعها كما يلي:
ـ  حسم الصراع في أمد قصير: وهو ينبثق في إطاره سيناريوهات عديدة وهي:

  •   السيناريو الأول: انتصار الثورة: يمكن أن يقع بصورة يسيرة إذا انقض الشعب السوري بكافة طوائفه على النظام ، وهذا ما يبدو مستبعدًا. ويمكن أن يقع ذلك بصورة أقل يسرًا، إذا انقض عليه سنة المركز انقضاضًا عارمًا، وهنا تظل وحدة سوريا رهينة بالموقف التركي تجاه سكان الساحل العلويين، حيث سيعمد هؤلاء لتشكيل دولة علوية يمكن أن تتمدد داخل الأراضي التركية، وهذا ما يبدو أن النظام التركي يتحاشى من الآن وقوعه بأي ثمن كان.
  •   السيناريو الثاني: إخماد الثورة: وهو خيار مستبعد الوقوع، لكن تجارب التاريخ تنبئ عن إمكان حدوثه.. إن ذلك كان سيقع مبكرًا لولا انشقاق طائفة من الجند عن الجيش النظامي وانضمام بعض الثوار إليهم، وليس أدل على ذلك مدينة "حماة" التي لم يعد يتظاهر فيها إلا نفر يسير من الناس بعد أن خرج فيها في أشهر مضت مئات الآلاف من الثوار، وفي إمكان النظام القضاء على الجنود المنشقين إذا نجح في وقف نزيف انشقاق المزيد منهم من جهة، ونجح من جهة أخرى في منع تسليحهم بأسلحة نوعية من الخارج.
  •   السيناريو الثالث: حل توافقي: على الطريقة اليمينة مع بعض التعديلات، وهذا ما تقدمت به فعلا الجامعة العربية إلى مجلس الأمن بمبادرة من مجلس التعاون الخليجي، دون أن يقبله النظام ولا حلفاؤه الإقليميون والدوليون، ولا يبدو أنهم سيقبلونه في الأمد القريب، لأن قبول الديمقراطية بحق يعني موت هذا النظام سياسيًا، ومن بعد ذلك محاكمته قضائيًا.

ـ استمرار الصراع لأمد طويل: وهو أيضًا يشمل السيناريوهات التالية:

  •   السيناريو الأول: حرب أهلية: أي أن يتمركز السنة في مناطقهم بعد تحريرها من النظام ، وأن تتمركز الأقليات العلوية والكردية والدرزية في مناطقها، ويقع بين السنة وهذه الأقليات (وخاصة مع الأقلية العلوية) صراع في مناطق التماس، بحيث يسعى السنة لإخضاع كل سوريا لسلطتهم، وتسعى الأقليات للاستقلال في أكبر مجال جغرافي ممكن، ويمكن لهذه الحرب الأهلية لأن تتحول إلى حرب إقليمية طائفية إذا ألقت إحدى الدول الإقليمية بكل ثقلها في الثورة السورية لصالح النظام أو لصالح المعارضة، وهذا ما يبدو أن كل هذه الدول تتحاشاه نظرًا لتكلفته العالية.
  •   السيناريو الثاني: حرب عصابات: أي أن يستمر الصراع على ما هو عليه حاليًا لسنين طويلة، بحيث تظل سوريا كلها خاضعة للنظام وغير خاضعة له في نفس الآن، أي أن يتمكن النظام من إخضاع منطقة متمردة لفترة من الوقت في الوقت الذي يسيطر فيه الثوار على منطقة أخرى لفترة من الوقت.

(1) وكالة الأنباء الفرنسية، وكالة الأنباء الفرنسية، القدس العربي، الشرق القطرية، الشرق الأوسط، 26ـ27/3/2012.
(2) وكالة الأنباء الفرنسية، إيلاف، 27/3/2012.
(3) إيلاف، وكالة الأنباء الفرنسية، الشرق الأوسط، القدس العربي، 26ـ27/3/2012.
(4) الشرق الأوسط، إيلاف، القدس العربي، وكالة الأنباء الفرنسية، وكالة الأنباء الألمانية، وكالة الأنباء الكويتية، 26ـ 27/3/2012.
(5) الشرق الأوسط، القدس العربي، وكالة الأنباء الفرنسية، وكالة الأنباء الألمانية، وكالة الأنباء السعودية، إيلاف، 26ـ27/3/2012.
(6) نشرة أخبار الساعة، العدد (4808)، 25/3/2012.
(7) رأي الشرق القطرية، 26/3/2012.
(8) سمير حجاوي، الشرق القطرية، 27/3/2012.
(9) محمد الزباخ، القدس العربي، 27/3/2012.