الأزمة السورية بين العنف الميداني وتواصل الجهود الدبلوماسية .. التطورات والتقييمات
* يتجدد العنف الميداني في سوريا يومًا تلو الآخر على إثر العمليات العسكرية والهجمات التي يشنها النظام على مختلف المدن السورية والتي يسفر عنها مزيد من القتلى والجرحى يوميًا، فقد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان (أمس 25/3) عن مقتل 22 شخصًا جراء الهجمات الوحشية علي المدنيين والمنشقين، وفي المقابل تستمر الجهود الدبلوماسية لحلحلة الأزمة السورية، فقام المبعوث العربي الأممي "كوفي عنان" بزيارة إلي موسكو، فضلاً عن المباحثات الأمريكية التركية بشأن سبل تقديم المساعدات غير العسكرية للشعب السوري.
* سقط قتلى وجرحى بالعشرات، في مناطق سورية عدة، يوم (25/3) ، في ظل تواصل العنف الدائر هناك، والعمليات العسكرية والقصف، والاشتباكات المسلحة، مما أسفر عنه مقتل 22 شخصًا بينهم 11 جنديًا نظاميًا ومنشقًا، وفيما يلي توضيح لمظاهر هذا العنف:
1ـ تصاعد أعمال العنف في حمص:
* أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن خمسة أشخاص قتلوا في وسط حمص، ثلاثة منهم جراء إطلاق قوات الأمن النظامي الرصاص علي أحياء "البياضة" و"الخالدية" و"القصور"، فضلاً عن استشهاد طفلة إثر إطلاق نار من رشاشات ثقيلة في مدينة الرستن". كما سقط عنصر من قوات الأمن النظامية خلال إطلاق نار في المحافظة.
2ـ حملة اعتقالات وتخريب وقتل في محافظة درعا:
* أفاد ناشطون بأن القوات السورية اقتحمت (يوم 25/3) مدينة "نوى" في محافظة درعا في جنوب البلاد، بعد انشقاق حصل في المدينة التي تعرضت لحملة مداهمات واعتقالات وتخريب وقتل، وفي هذا الإطار:
ـ أكد عضو "اتحاد تنسيقيات حوران" "لؤي رشدان" في اتصال هاتفي، على:
ـ أوردت "لجان التنسيق الوطنية" في بيان أن:
3ـ اعتقال النساء في إدلب:
* أكد أحد مساعدي قائد الجيش الحر، أن عناصر الأمن العسكري قامت باعتقال عدد من النساء في إدلب وأوقفوهن على الجدار وراحوا يضربوهن على أماكن حساسة في أجسادهن؛ ردًا على اعتقال الثوار نجل وزوجة العميد في جهاز الأمن العسكري "نوفل الحسيني"، وأضاف:
ـ على منظمة "هيومان رايتس ووتش"، الإقلاع عن اتهام الجيش الحر بارتكاب أعمال عنف، وألا تساوي بين الضحية والجلاد.
• يُذكر أن المساعي لإدانة دولية ودبلوماسية رفيعة المستوى فشلت في وقف تداعيات الأزمة السورية، التي جاوزت عامها الأول منذ انطلاقها في مارس الماضي، وحصدت خلال ذلك أرواح أكثر من 8 آلاف ضحية، بحسب تقارير الأمم المتحدة، أغلبهم من المتظاهرين المدنيين المعارضين لنظام الرئيس "بشار الأسد".
4 ـ حملة عسكرية عنيفة على مدينة حماة وريفها:
* نالت "حماة" وريفها النصيب الوافي من أعمال القصف والقتل والعنف، وفيما يلي العديد من المظاهر الدالة علي ذلك:
أـ اعتقال قوات الأمن العشرات من المتظاهرين وتطويق مستشفى:
ـ كشف ناشط في "مجلس قيادة ثوار حماه"، فضل عدم ذكر اسمه، عن أن:
ب ـ تجدد القصف العشوائي في ريف "حماة":
ـ أفاد عضو "مجلس قيادة الثورة" في حماه "أبو غازي الحموي" بأن المشهد كان أكثر عنفًا ودموية في ريف "حماة"، بحيث تم:
ج ـ إتلاف المحاصيل الزراعية:
* أكد عضو "مجلس قيادة الثورة" في حماه "أبو غازي الحموي":
* اتهمت منظمة حقوق الإنسان "هيومان رايتس ووتش" القوات الحكومية السورية باستخدام مدنيين كدروع بشرية خلال عمليات عسكرية مؤخرًا، مشيرة إلى:
ـ الجيش ومسلحون موالون للنظام السوري أجبروا سكانًا بالسير أمامهم في أثناء تقدمهم نحو مناطق تسيطر عليها المعارضة في محافظة إدلب شمال البلاد، والهدف من ذلك التصرف هو حماية قوات الجيش أثناء تقدمها.
ـ الجيش السوري أظهر استخفافًا صارخًا بسلامة البشر، عبر استخدام المدنيين كدروع بشرية، وينبغي للجيش السوري أن يتوقف فورًا عن هذه الممارسة غير المسؤولة.
أ ـ إعلان مفوضية الأمم المتحدة ارتفاع أعداد اللاجئين إلي 39 ألفًا(3) :
* أعلنت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين الفارين من سوريا ارتفع إلى 39 ألفًا بعد أن نزح خمسة آلاف من البلاد خلال الأيام القليلة الماضية.
ـ توقعت الأمم المتحدة استمرار زيادة أعداد اللاجئين، وشرعت في خطة لجمع 84 مليون دولار من أجل مساعدة 100 ألف لاجئ على مدار الأشهر الستة القادمة، فضلاً عن خطتها لاحتواء أكثر من 200 ألف لاجئ.
ـ أكد "بانوس مومتزيس" منسق الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين علي أهمية التمويل من أجل التحرك بسرعة لتقديم المساعدات الإنسانية، كما أعرب عن إحباطه بشأن تعويض الوقت الضائع لدعم الإعداد المتضخمة من اللاجئين.
ـ دعت الأمم المتحدة وكالة الغوث الإنساني أن تعد نفسها لمزيد من اللاجئين قد يصل العدد إلى 205 ألف شخص.
ب ـ تعاون قطري ـ سعودي ـ أردني لإغاثة اللاجئين السوريين (4) :
* في إطار الجهود الحثيثة لخدمة آلاف اللاجئين السوريين الذين فروا من بلادهم نتيجة الأوضاع الراهنة، تم الآتي:
ـ قام وفد من الهلال الأحمر القطري ( برئاسة السيد "صالح المهندي" المدير التنفيذي يرافقه الدكتور "خالد دياب" رئيس وحدة التعاون الدولي)، ووفد آخر من الهلال الأحمر السعودي(ترأسه الأمير "بندر بن فيصل آل سعود")، بزيارة الأردن خلال الأيام القليلة الماضية، التقوا خلالها بالقائمين على الهلال الأحمر الأردني، مستعرضين أوضاع اللاجئين السوريين الذين تجمعوا في المناطق الشمالية المحاذية للحدود السورية عددهم بـ 80 ألف لاجئ " منهم نحو 25 ألف لاجئ بحاجة إلى مساعدة ودعم في مجالات إنسانية متعددة أهمها الخدمات الصحية"، وفي هذا الإطار:
ـ التقى وفدا الهلال الأحمر القطري ونظيره السعودي مسؤولي عدد من المؤسسات كوزارة الصحة الأردنية، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وبعض مؤسسات المجتمع المدني الأردنية العاملة بالشأن السوري، وقد بينت هذه الزيارات الحاجة إلى دعم العديد من الخدمات الإنسانية خاصة أن العديد من مؤسسات المجتمع المدني في الأردن لن تكون قادرة مع مرور الوقت على الاستمرار في تقديم الخدمات بشكل مستمر خاصة مع تزايد أعداد اللاجئين الوافدين.
1 ـ مباحثات "عنان" مع "ميدفيديف" في موسكو (6) :
* في إطار الجهود الدبلوماسية التي يقوم بها "عنان" لحلحلة الأزمة السورية، قام المبعوث العربي الأممي "عنان" بزيارة إلي موسكو لدعم التوصل إلي حلول للازمة، وفي هذا الإطار أوضحت مصادر إعلامية:
ـ الجانبان تناولا في مباحثاتهما وراء الأبواب المغلقة المسائل المتعلقة باختيار السبل الملائمة لتحقيق التسوية السلمية، مؤكدين أولوية وقف إطلاق النار، والعمل من أجل وصول الإمدادات الإنسانية، وإطلاق آلية للحوار بين الحكومة وكل أطراف المعارضة.
ـ أن الرئيس الروسي "ديمتري ميدفيديف" أوضح خلال لقائه "كوفي عنان"، دعم بلاده لمهمة المبعوث الأممي في سوريا وخطة المبادئ الستة التي طرحها على الرئيس "بشار الأسد" للخروج من المأزق الراهن هناك، معربًا عن أمله في نجاح هذه المهمة والتوصل إلى نتائج إيجابية، مشيرًا إلى احتمالات أن تكون هذه المهمة بالنسبة لسوريا الفرصة الأخيرة لتفادي الحرب الأهلية طويلة الأمد.
ـ طالب بيان للخارجية الروسية "عنان" على العمل بجد مع الحكومة والمعارضة في سوريا من أجل إحلال السلام، مشيرًا إلى أن وزير الخارجية "سيرجي لافروف"، شدد في اجتماع مع "عنان" على ضرورة وضع نهاية للعنف من جميع الأطراف، وإقامة حوار سياسي سوري واسع، ودعا المبعوث الخاص إلى العمل جديًا على تحقيق ذلك الهدف مع السلطات والمعارضة.
2ـ مباحثات "أوباما" مع "أردوغان" بشأن الأزمة في سوريا(7) :
ـ اتفقا الجانبان الروسي والأمريكي خلال النقاشات بين الرئيس الأمريكي" باراك أوباما" ورئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" في سيول عشية قمة حول الأمن النووي على:
ـ كرر "أوباما" و"أردوغان" دعوتهما أيضًا إلى عملية انتقالية نحو "حكومة شرعية" في سوريا.
ـ قال "أردوغان" للرئيس الأمريكي "باراك أوباما" إنه يتعين على المجتمع الدولي اتخاذ إجراء بشأن الأوضاع في سوريا، مشيرًا إلى فرار 17 ألف لاجئ إلى بلاده منذ بدء الاضطرابات في سوريا قبل عام.
* وزير الخارجية "عدنان منصور":
ـ لبنان سينأى بنفسه عن أي قرار يضر بسوريا ويمس باستقرارها ووحدتها في اجتماع القمة العربية المقرر عقده بعد أيام في العاصمة العراقية بغداد.
ـ كم كنا نتمنى لو أن سوريا حاضرة في المؤتمر، فلا يجوز أن تكون دولة عربية مؤسسة في الجامعة العربية غائبة عن العمل العربي المشترك، ولا أتصور أن عملاً من دون سوريا يؤدي إلى النتيجة التي توخاها كل العرب.
ـ "نرحب بمبادرة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا "كوفي عنان"، ولكن على الأطراف الأخرى أن تتعاون، وعلي المعارضة الآن أن ترحب بها".
ـ أعلنت عدم المشاركة في مؤتمر "أصدقاء سوريا" في إسطنبول لأننا أصلاً نأينا بأنفسنا عن القرارات الصادرة بحق سوريا، ولكن أن نحضر المؤتمر وفيه المجلس الوطني وكأننا نعترف بالمجلس الوطني هذا أمر غير ملائم لنا مطلقًا، وأيًا كانت القرارات التي ستصدر عن المؤتمر فإذا كانت تتعارض مع وحدة وأمن واستقرار سوريا وتتعارض مع الموقف السياسي الرسمي، فلا أتصور أنها تؤدي إلى نتيجة إيجابية.
ـ الحل في سوريا لا يمكن أن يتم إلا بالحوار، أي بالحل السياسي على طاولة واحدة وغير ذلك لا يوجد شيء. فالسلاح لا يخدم المعارضة ولا يخدم الحل.. الدم لا يجر إلا الدم والعنف لا يجر إلا العنف والفعل دائمًا له رد فعل، لذلك من الضروري الحوار بين الأطراف المختلفة.
1ـ احتمالات التوافق الدولي بشأن سوريا في ضوء زيارة "عنان" لموسكو وبكين (9) :
* الزيارة التي يقوم بها حاليًا "كوفي عنان" المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لروسيا، وبعد أيام لبكين (27،28/3)، قد تمهد الطريق لإيجاد توافق دولي حول الأزمة في سوريا، خاصة أن المقترحات التي يطرحها لتسوية الأزمة تتلاقى في جوانب عدة مع رؤية الدولتين، بيد أن هناك بعض الدلائل التي قد تساعد في إنجاح مهمة "عنان" في تغيير موقفي الدولتين، ومن ثم إحداث نوع من التوافق، وهذه الدلائل تتأسس على جملة من الاعتبارات والمعطيات المهمة، لعل أبرزها:
ـ انضمام روسيا والصين إلى قوى أخرى في مجلس الأمن الدولي (في الأول من مارس الجاري) لإصدار توبيخ نادر من نوعه لدمشق لعدم سماحها لمسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة بالدخول إلى مناطق الصراع، بل إن وزير الخارجية الروسي انتقد قبل أيام نظام "بشار الأسد" بسبب التأخر في تطبيق الإصلاحات وحذره من خطر تفاقم الأزمة في حال لم يصغ لنصائح حليفه الروسي.
ـ التوافق الذي ظهر في الاجتماع المشترك الذي جمع كلاً من وزراء الخارجية العرب بوزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف"، إثر الجلسة الافتتاحية لاجتماع الدورة الـ(137) لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، (في وقت سابق من شهر مارس) في القاهرة بشأن جملة من الاقتراحات لتسوية الأزمة من بينها رفض التدخل الأجنبي وإطلاق حوار سياسي بين الحكومة السورية والمعارضة استنادًا إلى ما تم الاتفاق عليه بين الجامعة العربية والأمم المتحدة في هذا الشأن.
ـ معظم الجهود التي تبذل لتسوية الأزمة تتمركز حول إيجاد حل سياسي للأزمة تعارض اللجوء إلى الحل العسكري أو تسليح المعارضة، وهو أمر قد يشجع روسيا والصين على الانضمام إلى هذه الجهود مستقبلاً، كونها تتلاقى مع رؤيتهما في هذا الشأن.
2 ـ قراءة في تشديد الضغوط الدولية علي دمشق.. العقوبات الأوروبية (10) :
* حزمة العقوبات الأوروبية الجديدة، التي فرضت مؤخرًا على النظام السوري، تأتي في سياق تشديد الضغوط الدولية على دمشق لإيجاد سبل لتسوية الأزمة، وفيما يلي توضيح ذلك:
أ ـ مضمون العقوبات:
ـ قرر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم الأخير في بروكسل في إطار محاولاته الرامية إلى تضييق الخناق على النظام السوري، تشديد العقوبات المفروضة على دمشق، حيث:
ب ـ الأهداف والدوافع:
* اعتبرت "كاثرين آشتون"، وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي أن الهدف من هذه العقوبات هو إضعاف موارد النظام وقدرته على مواصلة أعمال العنف، أي زيادة الضغوط الداخلية على الرئيس السوري، وذلك عبر مسارين رئيسيين:
ـ (الأول) استهداف الدائرة المقربة منه من أجل دفعه إلى البحث عن مخرج للأزمة الراهنة،
ـ (الثاني) تشديد الضغوط الاقتصادية على النظام من أجل إضعاف موارده وقدرته على مواصلة أعمال العنف. وقد فرض الاتحاد الأوروبي 12 جولة من العقوبات في السابق شملت حظرًا للأسلحة، ومنع استيراد الاتحاد الأوروبي للنفط السوري، إضافة إلى فرض حظر على تجارة الذهب والمعادن النفسية الأخرى مع الحكومة ومؤسسات الدولة.
ج ـ دلائل هذه العقوبات:
ـ التوجه الأوروبي إلى انتهاج سياسة العقوبات يشير إلى أن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أعربوا عن دعمهم المستمر للجهود الدبلوماسية المبذولة في مجلس الأمن الدولي من أجل استصدار قرار يحتوي على الموقف المناسب.
ـ العقوبات الأوروبية الجديدة تكشف عن أن النهج الذي سيتخذه المجتمع الدولي تجاه سوريا هو الضغط الدبلوماسي والسياسي، بعد استبعاد اللجوء إلى الخيار العسكري، حيث مدد مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مهمة لجنة التحقيق في سوريا، وطلب منها الكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة منذ مارس 2011.
د ـ المواقف الدولية من العقوبات:
ـ الموقف الروسي: ندد وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" بالعقوبات وقال إنها لن تعود بخير نحن ضد العقوبات الأحادية، واعتبر أن النهج الأحادي يقوض منهج الشراكة لحل أي أزمة، وهو ما يعمق الانقسام الحادث في الموقف الدولي حول سبل تسوية الأزمة السورية، فروسيا ترفض سياسة العقوبات في الوقت الذي تدعم فيه الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي توسيع العقوبات الأوروبية ضد سوريا.
ـ الموقف الأمريكي: رحبت الولايات المتحدة بهذه العقوبات، ورأت فيها خطوة جيدة تضاف إلى الجهود الدولية الرامية إلى التعجيل بسقوط نظام الأسد.
ـ موقف السويد: أكد وزير الخارجية السويدي "كارل بيلد" ترحيبه بهذه العقوبات مؤكدًا أنها ستبعث رسالة قوية للغاية إلى دوائر النظام الداخلية، مفادها أن أعمال العنف يجب أن تتوقف وأن تحل محلها عملية سياسية.
3ـ معضلة توحيد المعارضة السورية(11):
* إذا كانت قضية كيفية الإطاحة بالنظام السوري تمثل المعضلة الأكبر بالنسبة إلى معارضيه ومعظم الدول العربية والغربية الداعمة لهم، بسبب حالة الاستقطاب المتفاقمة بين القوى العظمى وحربها الباردة، وما تمخضت عنه من شلل لمجلس الأمن الدولي وعجز كامل لجامعة الدول العربية، فإن مسألة توحيد المعارضة السورية في هيئة تمثيلية جامعة هي التحدي الأكبر الذي يواجه اجتماع " أصدقاء الشعب السوري" الذي سيعقد اليوم (26/3) في اسطنبول، وفي هذا الإطار يمكن توضيح الملاحظات الآتية:
ـ هناك العديد من الانقسامات الواضحة داخل صفوف المعارضة، التي يشكل فصيلها الرئيسي "المجلس الوطني"، فقد بات من الصعب أن يلتقي اثنان على موقف موحد، ومحور معظم الخلافات هو مبدأ الشرعية وكيفية الاتفاق على زعيم يلتف حوله الجميع، لأن هناك الكثيرين من بين قيادات المعارضة من يعتقد انه أحق بالزعامة قبل غيره، وكل هذا قبل أن يسقط النظام.
ـ أوضاع المعارضة المنقسمة تخدم بالأساس مصالح النظام الذي تعمل على إسقاطه.إذ تتذرع الدول بهذه الانقسامات لعدم الاعتراف بالمعارضة رغم أنه في بداية الثورة كانت الحكومات تتسابق للاعتراف بالمجلس الوطني.
ـ الهدف الأسمى الذي يجب أن يوحد الجميع هو إنقاذ الشعب السوري من الديكتاتورية والظلم، وهذا يتطلب تراجع سلم أولويات المعارضة من الصراع على المناصب والزعامة إلي إعلاء مصلحة الشعب السوري فوق أي اعتبار، أي إنه في ضوء الحديث المتصاعد عن الحل السياسي الدبلوماسي الذي يحمل لواءه "كوفي عنان" المبعوث الدولي، على المعارضة السورية أن توحد صفوفها فعلاً، وأن تقدم مصلحة الشعب السوري وطموحاته المشروعة في التغيير على مصالح بعض قياداتها الذاتية، وتختار قيادة محنكة، خبيرة، نزيهة، قادرة على قيادة سفينة المعارضة وأنصارها في الداخل إلى بر التغيير الديمقراطي الحقيقي، وبما يحفظ وحدة سورية الوطنية والجغرافية ويبقي على التزاماتها الوطنية والدينية والقومية تجاه قضايا الأمة التي هي قضية الشعب السوري.
ـ السبيل الوحيد لإنقاذ المعارضة السورية هو اجتماع "اسطنبول" اليوم (26/3) الذي يعد فرصة أمام المعارضة للعودة إلي المربع الأول، وتوحيد جهود المعارضة في الداخل والخارج، خاصة مع تغير قواعد اللعبة في سوريا وبشكل جذري: فدور الجامعة العربية في الملف السوري تراجع بشكل ملحوظ، واجتماعات وزراء الخارجية العرب أصبحت متباعدة، وآمال التدويل اصطدمت بالفيتو الصيني الروسي المزدوج، والحديث عن إسقاط النظام وفقدانه الشرعية جرى استبداله بحديث عن الحل السياسي، وإقامة حوار بين المعارضة والسلطة.
4 ـ دلالات وثيقة إخوان سوريا(12):
* قدم "الإخوان المسلمون" في سوريا (مشروع عهد وميثاق) أقروا فيه بمدنية الدولة بعد "بشار الأسد"، وحق الأقليات والمرأة، وضمان ألا تكون ديمقراطية سوريا تعسف الأكثرية على الأقلية، وفيما يلي توضيح الدلالات التي تعنيها، كالآتي:
ـ الوثيقة ليست حدثًا سوريًا فحسب، بل هي دليل علي ثورة الإخوان أنفسهم، فإخوان سوريا بذلك وجهوا رسالة واضحة للتنظيم الأم، وتحديدا في مصر، وباقي دول العالم العربي، وكذلك إخوان الخليج، وهي رسالة تطمئن بمقتضاها كافة أطياف المجتمع السوري، وكذلك للمجتمع الدولي.
ـ وثيقة "إخوان سوريا" رسالة مطمئنه للمجتمع الدولي بأكمله لأنها، أي الوثيقة، استبقت سقوط النظام وإعلان النظام البديل، وقررت أن تكشف أوراقها وتتعهد أمام العالم، والأهم أمام الشعب السوري، بأنها ستقبل بنظام تعددي ديمقراطي يتساوى فيه الجميع. فهي بذلك رسالة إلي:
(1) الحياة، إيلاف، القدس العربي، الشرق الأوسط، وكالة الأنباء الفرنسية، وكالة الأنباء البحرينية، وكالة الأنباء الألمانية، 25ـ 26/3/2012.
(2) الشرق الأوسط، 26/3/2012.
(3) وكالة الأنباء البحرينية، الحياة، 26/3/2012.
(4) الشرق القطرية، القدس العربي 26/3/2012.
(5) إيلاف، 26/3/20122.
(6) وكالة الأنباء الروسية، أسوشيتد برس انترناشونال، الشرق الأوسط، القدس العربي، 26/3/2012.
(7) وكالة الأناضول التركية، وكالة الأنباء الفرنسية، الشرق الأوسط، القدس العربي، 26/3/2012.
(8) القدس العربي، 26/3/2012.
(9) نشرة أخبار الساعة، العدد (4809)، 26/3/2012.
(10) نشرة أخبار الساعة، العدد (4808)، 25/3/2012.
(11)عبد الباري عطوان، القدس العربي، 26/3/2012.
(12) طارق الحميد، عبد الرحمن الراشد، الشرق الأوسط، 26/3/2012
تحدث باتريك كوكبرن في صحيفة الاندبندنت (26/3/2012) عن فشل المحاولات الغربية والدولية المستمرة منذ سنة للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ويقول الكاتب إن سوريا لن تكون مثل ليبيا، رغم نجاح المعارضين المسلحين للأسد قبل أشهر في السيطرة على بعض مناطق التظاهرات في مدينتي حمص ودرعا على سبيل المثال.
كما نوّه الكاتب بتريك كوكبرن إلى فرض الاتحاد الأوروبي "حزمة قاسية" من العقوبات الاقتصادية على حكومة دمشق بالإضافة إلى حظر على السفر شمل عدداً من المسؤولين السوريين وطال أخيراً قرينة الرئيس أسماء الأسد. لكن قرينة الرئيس بإمكانها السفر إلى بريطانيا لأنها تحمل الجنسية البريطانية.
وأضاف الكاتب أن سوريا وضعها مختلف عن ليبيا، فنظام الرئيس الأسد لديه جيش قوي وأمن داخلي منظم ، كما أن الموالين للنظام "على استعداد للقتال في سبيل بقاء نظام الأسد في السلطة".
ورغم حديث تركيا عن إقامة مناطق عازلة، كما يقول الكاتب، وعرض الأردن استضافة الأسد على أراضيه إلا أن أياً من أنقره أو عمّان لم يبديا حماسة لتكرار عرضهما.
وانتقل الكاتب للحديث عن المعارضة السورية قائلاً إن المتظاهرين فعلوا ما بوسعهم لإظهار ترحيبهم بتكرار السيناريو الليبي على أراضيهم، على خلاف المعارضين للنظام من السياسيين الذين أظهروا ، بحسب الكاتب البريطاني ، انقساماً وافتقاداً لقائد يوحد صفوفهم.
نيويروك تايمز (26/3/2012) لا تتوقع إحراز اختراق عربي في بغداد بعد فشل مبادرة المراقبين العرب، ولكنها تلفت مع ذلك إلى أهمية هذه القمة في كسر عزلة العراق عربيًا ودبلوماسيًا وسعيه إلى استعادة دوره الاقليمي رغم الخلافات بين السياسيين السنة والشيعة.
لاعب اقليمي آخر سيحتضن مطلع الشهر المقبل قمة مجموعة أصدقاء سوريا كما تكتب الأخبار اللبنانية، والمقصود باللاعب هو تركيا.
الأتراك وفق الصحيفة يعدون لمؤتمر أصدقاء الشعب السوري في أسطنبول بما لا يكرر فشل مؤتمر تونس حنى أن صياغة البيان الختامي شارفت على الانتهاء، وتركيا تقول الصحيفة أقرب ما تكون لإنشاء منطقة عازلة داخل سوريا.أما تسليح المعارضة فمتروك لكل دولة على حده.
صحيفة نيويورك تايمز (26/3/2012) تحدثت عن قرب إنشاء منطقة عازلة في سوريا، الصحيفة تتحدث عن تتحدث عن قرار تركي أمريكي لتزويد المعارضة السورية في الداخل بالمعدات اللوجستيه والمساعدات الطبية.
كان هناك إجماع في الصحف العربية على الانقسام العربي والتحول في السياسات الغربية والروسية حول سوريا،
بغداد بين القمة والقاع يكتب خيري منصور في صحيفة الدستور الأردنية (26/3/2012) وبقدر ما يلفت الكاتب إلى أنها أول قمة عربية تحتضنها بغداد بعد الاحتلال إلا أنه يركز أيضا على الانقسام العربي الذي يجعل من هذه القمة واحدة من قمم العرب التي تختلف فيها المواقف والمصالح أيضا.
ويكتب في هذا الصدد: لكل بغداده في حمى هذا النزيف العربي، ولكل قيس ليلاه المريضة في العراق.
تناولت صحف عربية المعارضة السورية، والتي تريدها صحيفة القدس العربي معارضة مختلفة بينما تشيد صحيفة الشرق الأوسط بالتحول في موقف الإخوان المسلمين السوريين.
فيقول عبد الياري عطوان في افتتاحية صحيفة القدس العربي (26/3/2012) إن مسألة توحيد المعارضة السورية في هيئة تمثيلية جامعة هي التحد الأكبر الذي يواجه اجتماعا فانقسامات المعارضة لم تعد سرا والمشكل يكمن في تركيبة هذه المعارضة ومن قبل جهات غير سورية وعلى ارضية النموذج الليبي.ووفق تصور - يراه الكاتب خاطئا - وهو حتمية التدخل العسكري.
بالمقابل كان تركيز صحيفة الشرق الأوسط (26/3/2012) على إخوان سوريا حتى أنها تعنون في المانشيت إخوان سوريا يقولون لا نعارض مسيحيا أو امرأة للرئاسة..
وفي افتتاحية الصحيفة يشيد رئيس التحرير طارق الحميد بالوثيقة التي قدمها الإخوان والتي يتعهدون فيها ألا تتعسف ديمقراطية الأكثرية على الأقلية في سوريا، بل إن الكاتب بذهب في وصفا بأن هذه الوثيقة ليست حدثا سوريًا وحسب بل هي ثورة الإخوان على أنفسهم.
سليمان تقي الدين يرى في السفير اللبنانية (26/3/2012) أن الاتجاه لتبني حل سياسي ودعم مجلس الأمن لهذا الحل نجاحا روسيا صينًيا في إطار فرض العودة إلى الشركاة ادلولية في اتخاذ القرارات.
إلا أن جورج سمعان في الحياة اللندنية (26/3/2012) يقول إن التحول في المواقف الغربية والروسية هو إعادة تموضع على أبواب معركة دمشق وكأن ثمة قرارا لم يحن أوانه بعد أو تسوية خارجية لم تنضج ظروفها بعد لإعادة رسم معالم خريطة المنطقة بأكملها.
صحيفة الوطن السعودية (26/3/2012) تنتقد ما تسميه بـ "المراهقة الروسية- الصينية" موضحة أن أنان هرول إلى موسكو حاملا مشروعه وفي موسكو جرت اكبر مسرحية تواطؤ على دماء الأبرياء في سوريا بمباركة مجلس الأمن .