السبت 11 شوّال 1445 هـ الموافق 20 أبريل 2024 م
التقرير الإعلامي الثاني والستون ـ 14 آذار /مارس 2012
الخميس 22 ربيع الآخر 1433 هـ الموافق 15 مارس 2012 م
عدد الزيارات : 2263
ثانيًاـ توقيع "المجلس الوطني والجيش الحر" ميثاق تعاون لتوحيد صفوف المعارضة(3)
سابعًاـ رؤى الكتاب والمفكرين:

 

أولاًـ  جرائم نظام "الأسد" الوحشية

1ـ المجزرة المروعة الجديدة في إدلب(1):

* بعد يوم واحد من مجزرة حمص التي راح ضحيتها 52 شخصًا معظمهم من النساء والأطفال، فيما تجاوز إجمالي عدد الضحايا النهائي حاجز الـ100 قتيل، ارتكبت قوات الأمن مجزرة جديدة في إدلب حين أعدمت 40 شخصًا بجوار جامع بلال بالمدينة، بعدما تجمعوا للتعرف على جثث جرى إعدامها في وقت سابق، وأوضح ناشطون:

ـ قوات الأمن قتلت سبعة أشخاص كانوا يحاولون الفرار إلى بلدة بنش إدلب، وحين جاء سكان الحي للتعرف على الجثث عاجلهم الأمن والشبيحة بوابل من الرصاص، مما أدى إلى مقتل أربعين شخصًا على الأقل.

ـ عدد آخر من القتلى سقطوا جراء القصف العنيف الذي استهدف الحي الشمالي في إدلب، حيث تجدد القصف العنيف على معظم أحيائها لليوم الرابع على التوالي، وتحدث ناشطون عن فرض حظر التجول في المدينة وتعرض قرية البارة بجبل الزاوية لقصف عنيف من المدفعية الثقيلة، بالتزامن مع اشتباكات بين الجيش الحر والجيش الحكومي.

2ـ أدلة زرع ألغام بطرق فرار اللاجئين الحدودية(2):

* لم يكتف النظام السوري بالمجازر التي يرتكبها في الداخل على مرأى ومسمع المجتمعين العربي والدولي، وإنما يستهدف الفارين واللاجئين عبر الحدود مع الدول المجاورة، بزرع الألغام على تلك الحدود حتى تقتل كل من تسول له نفسه ويحاول الخروج من الأراضي السورية من اجل إيهام المجتمع الدولي بطبيعية الحياة في سوريا، ومن أدلة زرع قوات "الأسد" الألغام على طوال الحدود:

أـ تقرير "هيومان رايتس ووتش":

* كشفت "هيومن رايتس ووتش" إن القوات السورية زرعت ألغامًا على مقربة من الحدود مع لبنان وتركيا على مدار الأسابيع والشهور الماضية ضد أن نحو 230 ألفًا من السوريين الذين هجروا منازلهم بسبب أعمال العنف الأخيرة لإعاقتهم، وأوضح "ستيف غوس" مدير قسم الأسلحة وحقوق الإنسان في المنظمة:

ـ سوريا تزرع ألغامًا محظورة على الحدود اللبنانية والتركية لمنع عمليات لجوء المدنيين إلى لبنان وتركيا.

ـ سوريا لم تنضم إلى معاهدة حظر الألغام، وإن كانت لا ينظر إليها على أنها من الدول المنتجة أو المصدرة للألغام المضادة للأفراد. ويُعتقد أنها استخدمت الألغام المضادة للأفراد للمرة الأخيرة في النزاع مع إسرائيل في لبنان في عام 1982. وليس من المعروف حجم وأصل مخزون الألغام السورية، لكن يُعتقد أنها بالأساس ألغام روسية الصنع، وقد تكون الألغام المضادة للأفراد طراز "بي إم إن – 2" والألغام المضادة للمركبات طراز "تي إم إن – 46".

ـ الألغام المضادة للأفراد تُعد أسلحة غير فعالة عسكريًا، وتقتل وتصيب المدنيين بالأساس، وهناك 159 دولة انضمت إلى معاهدة حظر الألغام لعام 1997، والتي تحظر بشكل شامل وتام استخدام وإنتاج وتجارة وتخزين الألغام المضادة للأفراد.

ـ بناء على تقارير وشهادات شهود وعاملين في نزع الألغام في سوريا، فإنه على الجيش السوري أن يكف عن استخدام الألغام المضادة للأفراد، وأن يُدرك أن زرع هذه الأسلحة المحرمة دوليًا سيضر بسوريا على مدار السنوات القادمة، وقام أفراد على صلة بالمعارضة بنزع وإبطال مفعول ألغام مضادة للأفراد ومضادة للآليات وتبين أنها روسية الأصل.

ـ أي استخدام للألغام المضادة للأفراد هو أمر غير مقبول، فلا يوجد أي مبرر على الإطلاق لاستخدام هذه الأسلحة العشوائية من قِبل أي دولة، في أي مكان ولأي غرض.

ب ـ تأكيد صحيفة "واشنطن بوست":

* في 9 مارس الحالي نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية صورة لألغام مضادة للأفراد وألغام مضادة للمركبات، وقالت إن الجيش السوري قد زرعها على مشارف قرية حيط السورية قرب الحدود مع شمال لبنان، ثم نزعها نشطاء سوريون ولبنانيون، ونقل التقرير شهادة صبي يبلغ من العمر 15 عامًا من تلكلخ السورية، فقد ساقه اليمنى في انفجار لغم في فبراير الماضي،حيث قال:

ـ في تلكلخ عندما استقبلنا شخصًا مصابًا من بابا عمرو وهو صديق للأسرة، طلب مني شقيقي المقيم في لبنان أن أنقل المصاب إلى وادي خالد، فانتظرت إلى أن الظلام عم في الخارج، ثم عبرت الحقول الممتلئة بالأشواك مشيًا، كنت على مسافة 50 مترًا من المكان الذي زرعوا فيه الألغام قبل شهرين، رأيتهم وأخي يزرعون الألغام، وكنا على ثقة أنه لا توجد ألغام في المنطقة المليئة بالأكمة لأنهم بعد أن زرعوا الألغام قمنا بتهريب بعض الأشخاص من تلكلخ وحولها، لهذا قررت العبور من هناك.

ـ عندما كنت على مسافة 50 أو 60 مترًا من نقطة عبور الحدود انفجر اللغم ومات الشخص المصاب، وأصبت أنا إصابات بليغة، أما أخي الذي كان ينتظرني في السيارة رأى الانفجار، فوضعني في السيارة وابتعد بي عن ذلك المكان.

ج ـ شهادة أشخاص من إدلب:

* ذكر التقرير شهادات عديدة يبدو أنها تؤكد قيام الجيش السوري بزرع ألغام بالقرب من حدود سوريا مع تركيا في العام الحالي، وقال شخص من إدلب سبق أن تخصص في نزع الألغام في الجيش السوري:

ـ في يناير الماضي رأى سكان محليون الجيش السوري يزرع ألغامًا في حسانية ودروند وجفتلك، على امتداد دروب وطرق يطرقها اللاجئون حتى يصلوا إلى تركيا، وفي مطلع فبراير قام بزيارة حسانية واكتشف وجود ألغام مزروعة بين أشجار الفاكهة، والمسافة التي تفصلها عن خط الحدود 3 أمتار، وذلك في خطين متوازيين، كل خط يبلغ من الطول نحو 500 متر.

ـ قال لي سكان القرى إن الجيش أخبر المزارعين بأن دخول منطقة البساتين هذه يتطلب إذنا خاصا منه، لكن لم يقل لهم العسكريون إن المنطقة ملغمة.

ـ في بداية شهر مارس الجاري قمت وابن عمي وثلاثة متطوعين بإزالة نحو 300 لغم مضاد للأفراد طراز "بي إم إن – 2" من حسانية.

ـ منذ 10 فبراير إلى الأول من مارس رأينا الجيش السوري، نحو 50 جنديًا برفقة سيارتين عسكريتين كبيرتين يزرعون الألغام بدءًا من خربة الجوز وفي اتجاه الزوف والصوفا، وهناك طريق تقع على الجانب التركي، وقد بدئوا في زرع الألغام على مسافة 20 مترًا منها. في منتصف ليل 4 مارس تقريبًا، سمعنا لغما ينفجر وتلاه إطلاق للنار لمدة 30 دقيقة من الجانب السوري.

ثانيًاـ توقيع "المجلس الوطني والجيش الحر" ميثاق تعاون لتوحيد صفوف المعارضة(3)

* كشف مصدر بارز في المعارضة السورية أن المجلس الوطني السوري والجيش الحر والمجلس العسكري وقعوا اتفاقًا متكاملاً يوحد صفوف المعارضة العسكرية والسياسية، مشيرًا إلى أن هذا الاتفاق، الذي وقع برعاية تركية مباشرة، يهدف إلى توحيد الجهود المبذولة للإطاحة بالنظام السوري، موضحًا:

ـ آليات الاتفاق ستبقى سرية، لكن مكتبًا للتنسيق بين الطرفين قد افتتح بشكل رسمي ومهمته تسهيل وصول المساعدات العسكرية لتسليح الجيش السوري الحر.

ـ دول عدة، بينها السعودية وقطر وتركيا، أبدت استعدادها للقيام بما يلزم لتسليح الجيش السوري الحر، فالاتفاق الذي وقع من شأنه إزالة كل التحفظات من قبل هذه الدول في موضوع التسليح.

ثالثًاـ تطورات المواقف العربية والدولية بصدد الأزمة

1ـ التوافق العربي ـ الصيني على سيناريو موحد (4):

* قال الموفد الصيني إلى الشرق الأوسط "تشانغ مينغ" إن بكين والجامعة العربية اتفقتا على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، موضحًا:

ـ الحكومة الصينية أوفدتني كمبعوث خاص إلى الشرق الأوسط لتبادل وجهات النظر مع كافة الأطراف في الشرق الأوسط على أساس رؤية صينية ذات ست نقاط لإيجاد حل سياسي للمسألة السورية وبلورة توافق دولي حول تسوية سياسية.

ـ تدعو الخطة التي سبق أن أعلنتها بكين إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا وإجراء مفاوضات بين أطراف النزاع مع رفض أي تدخل أجنبي.

2ـ دعوة قطر المعارضة لترك خلافاتها جانبًا(5):

* دعا رئيس وزراء قطر " حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني" أطياف المعارضة السورية لترك خلافاتها جانبًا، معلنًا أن موقفًا عربيًا و دوليًا تجاه الأزمة السورية بصدد التشكل الآن حول الموقف القطري و السعودي، موضحًا:

ـ الاعتراف بالمجلس الوطني السوري قد تم في مؤتمر تونس، و كل ما نتمناه الآن من باقي أطراف المعارضة ان يلتقوا و ان يتركوا خلافاتهم جانبا وأن يركزوا على كيفية مساعدة إخوانهم في الداخل.

ـ الموقف العربي والدولي يتشكل الآن حول الموقف القطري والسعودي" من الأزمة السورية، معتبرا ذلك "مصلحة عربية تحتم على الجميع أن يتفقوا.

ـ هناك دول عربية كثيرة تؤيد هذا الموقف بدرجات متفاوتة لأنه ينبع من عملية إنسانية.

3ـ رفض "المالكي" إدخال السلاح إلى أي طرف في سوريا(6):

* أعلن رئيس الوزراء العراقي "نوري المالكي" رفضه لأي محاولة لإدخال السلاح إلى أي طرف في سورية، وقال بيان حكومي:

ـ المالكي أشار خلال مكالمة تلقاها من نائب الرئيس الأمريكي "جو بايدن" إلى أن تشديد الإجراءات ووضع الحدود المشتركة بين العراق وسوريا تحت المراقبة المشددة، إنما تأتي انسجامًا مع سياسة العراق الرامية إلى تجفيف العنف وحقن دماء السوريين والتمهيد لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية.

ـ المالكي أعلن معارضته للعنف واستخدام القوة كأسلوب لحل الأزمة القائمة في سوريا ودعوته مجددًا إلى تكثيف الجهود من أجل إيجاد حلول سلمية للمشاكل والأزمات التي تعاني منها العديد من دول المنطقة.

ـ "بايدن" أكد رفض بلاده تسليح كافة الأطراف في سوريا، واستعداد واشنطن لدعم جهود العراق للخروج من طائلة البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة وحل المشاكل التي تحول دون ذلك بما فيها القضايا بين العراق والكويت.

4ـ انتقاد روسيا لقطر وتأكيد التزامها بتسليح "الأسد"(7):

* في الوقت الذي أعرب فيه وزير الخارجية "سيرجي لافروف" عن دهشته إزاء ما وصفه بدعوة القيادة القطرية إلى التدخل في سوريا، وطالب بعدم تسليح المعارضة والتزام الطرفين المتزامن بوقف إطلاق النار، وفي غضون ذلك أكد "أناتولي أنطونوف" نائب وزير الدفاع الروسي التزام بلاده بتنفيذ كل العقود المبرمة سابقًا بشأن توريد المعدات العسكرية إلى النظام السوري، وقال في تصريحات صحفية "لدينا علاقات تعاون جيدة مع سوريا في المجال العسكري ـ التقني، وهذا ليس سرًا، ولا يوجد حاليًا ما يتطلب إعادة النظر في هذه الاتفاقيات".

رابعًاـ تتابعات تداعيات الأزمة سياسيًا

1ـ فرار 30 ألف لاجئ إلى الدول المجاورة(8):

* أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أنها عينت منسقًا تابعا لها للاهتمام باللاجئين السوريين الذين يقدر عددهم بنحو ثلاثين ألفًا موزعين على عدد من البلدان المجاورة لسوريا، وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة "أدريان إدواردز":

ـ حوالي 30 ألف سوري لجأوا إلى الدول المجاورة لسوريا بينهم 13 ألفًا في تركيا و12 ألفًا في لبنان و5000 في الأردن.

ـ عدد اللاجئين في لبنان المسجلين لدى المفوضية ولجنة الإغاثة العليا اللبنانية بلغ حوالي 7000 في شمال البلاد وحوالي 4000 في البقاع شرقًا، وأن عددهم يرتفع في عرسال والفاكهة ومشاريع القاع.

ـ حوالي ألف لاجئ سوري آخر يحصلون على دعم من المفوضية وشركائها في مناطق أخرى في لبنان. أما في الأردن، فبلغ عدد اللاجئين السوريين 5000 شخص سجلوا لدى المفوضية منذ مارس 2011، فيما ينتظر ألفان تسجيلهم لدى المفوضية والغالبية تعيش لدى عائلات تستضيفها، ونزح 23 ألف سوري إلى تركيا ولاسيما مخيمات اللاجئين في هاتاي.

ـ ستتم زيارة المنطقة فورًا للقاء الشركاء في المجال الإنساني مع المفوضية لتحديد كمية المساعدات الواجب إرسالها إلى اللاجئين هناك.

ـ المفوضية عيّنت "بانوس مومتزيس" الذي كان يرأس قسم العلاقات مع الدائنين في المفوضية، منسقًا إقليميًا لشؤون اللاجئين السوريين.

2ـ مطالبة "العربي" بتحقيق دولي في الجرائم" ضد المدنيين(9):

* طالب الأمين العام للجامعة العربية "نبيل العربي" بـ "تحقيق دولي" في الجرائم ضد المدنيين السوريين خصوصا في حمص وادلب، موضحًا:

ـ على الحكومة السورية إلى التعاون مع لجنة التحقيق الدولية المستقلة، سواء شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أو أي لجنة تحقيق دولية محايدة ومستقلة للكشف عن حقيقة هذه الجرائم ومعاقبة مرتكبيها.

  •  أسفر قمع القوات السورية للتظاهرات المناهضة لنظام "الأسد"، منذ اندلاعها قبل نحو عام، عن مقتل قرابة 8500 شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

3ـ إرسال الأمم المتحدة مراقبين دوليين لتوثيق جرائم "الأسد" (10):

* قالت الأمم المتحدة إنها سترسل مراقبين لحقوق الإنسان إلى الدول الواقعة على الحدود مع سوريا لجمع أقوال شهود عيان عن "الأعمال الوحشية" التي ترتكب هناك، وقال "كيونج وها كانج" نائب المفوضة السامية لحقوق الإنسان أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية خلال بحث الأزمة في سوريا: "سنرسل مراقبين إلى دول مجاورة لتوثيق الأعمال الوحشية في سوريا في وقت لاحق هذا الأسبوع".

خامسًاـ الجهود الدولية لحلحلة الأزمة

1ـ محاولة روسيا إقناع "الأسد" بقبول مراقبين دوليين مستقلين(11):

* أعلن وزير الخارجية "سيرجي لافروف" أن روسيا تريد إقناع سوريا بقبول مراقبين دوليين مستقلين يتولون مراقبة وقف "متزامن" لأعمال العنف من الجانبين، موضحًا أن روسيا درست هذا الاقتراح مع دول الجامعة العربية والأمم المتحدة بهدف أن يدرك الجانبان أن هناك مراقبين دوليين مستقلين لمراقبة تطبيق هذا المطلب، وسنقوم بصياغة هذا المطلب من أجل وقف إطلاق نار فوري.

2ـ المباحثات الأمريكية ـ  التركية لحلحلة الأزمة(12):

* بحث رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية (سي آي ايه) "ديفيد بترايوس" في أنقرة يوم 13/3/2012، الأزمة السورية مع رئيس الوزراء التركي "رجب طيب اردوغان" الوضع في سوريا المجاورة لتركيا عشية الذكرى الأولى للحركة الاحتجاجية التي بدأت في 15 مارس 2011 بحسب المحطة، ولم يشأ مكتب أردوغان ولا السفارة الأمريكية الإدلاء بأي تعليق عن الاجتماع.

سادسًاـ  مهمة المبعوث الأممي ـ  العربي "عنان" (13)

1ـ تلقيه ردًا من "بشار":

* أعلن "أحمد فوزي"المتحدث باسم الموفد الاممي ـ العربي "كوفي عنان" إلى سوريا أن "عنان" تلقى ردًا من الرئيس "الأسد" على مقترحاته لحل الأزمة، مضيفًا:

ـ تلقينا ردًا ونقوم الآن بدراسته، وليس لدينا أي تعليق في الوقت الراهن (لكنه لم يعط أية إيضاحات حول مضمون الأجوبة).

ـ أكدت مصادر تركية إن مقترحات "عنان" تتعلق بسحب القوات العسكرية من المدن والبلدات، والسماح للمتظاهرين بالتعبير عن رأيهم، وإطلاق حوار جدي برعاية الجامعة العربية والأمم المتحدة.

ـ المقترحات تتعامل مع المطالب الأساسية وهي وضع حد فوري للعنف والقتل والتجاوزات والسماح بوصول المساعدات الإنسانية المنظمة والمعتادة إلى المدنيين والمصابين واتخاذ الخطوات اللازمة لبدء حوار سياسي مع المعارضة.

2ـ لقاؤه المعارضة بأنقرة:

* طالب الوفد "عنان" بما بلي:

* فيما شدد "عنان" للمعارضة على ضرورة حفاظ المجلس الوطني على وحدته الداخلية وتماسكه، كانت المعارضة رافضة أي إمكانية لبقاء "الأسد" في السلطة، مؤكدًا أن الشعب السوري يتعرض لمجازر ومذابح يندى لها جبين الإنسانية، ومن واجب جميع الدول المهتمة بالشأن السوري والمتعاطفة مع حقوق الشعب أن تسعى إلى وقف هذه المجازر وتأييد حق الشعب بتقرير مصير نظامه السياسي الجديد، وأضاف المعارضين:

ـ الأولوية الآن هي لوقف المجازر وسحب الجيش والقوات العسكرية من شوارع البلدات والمدن السورية، (فيما كان عنان يردد أمامهم أن "الأسد" أبلغه أنه لا يستطيع فعل ذلك خشية أن يحتل المسلحون الفراغ الذي يخلقه انسحاب الجيش والقوى الأمنية، وهو ما سعى المعارضون إلى دحضه بالتأكيد على أن المنشقين هم جنود رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين، ويقومون بحمايتهم، وحماية أنفسهم بأسلحة فردية فقط، فيما النظام يمتلك الأسلحة والجنود).

* أيضًا أشار رئيس المجلس الوطني "برهان غليون" بعد لقاء "عنان"، إلى أن الهدف هو التوصل لحل سياسي ودبلوماسي وإلا ستنفذ الحكومات الأجنبية وعودها بتسليح المعارضة السورية.

3ـ عوائق تنفيذ خطته:

ـ فسرت مصادر دبلوماسية في باريس التكتم الذي التزمت به الأطراف المعنية، وعلى رأسها "عنان نفسه، بالرغبة في عدم حرق خريطة الطريق التي وضعها المبعوث الاممي العربي والتي يشكل القبول الرسمي السوري لمرحلتها الأولى الشرط الرئيسي للتقدم بها وإحراز تقدم حقيقي.

ـ غير أن خطته، يحول دون تحقيقها الكثير من العوائق وأول العوائق أن كل بند منها يحتاج إلى تحويله إلى خطة "عملانية"؛ فوقف النار ما زال موضع خلاف في مجلس الأمن الدولي بين روسيا والصين من جهة، والغربيين من جهة أخرى، وبحسب مصادر فرنسية عالية المستوى رافقت مناقشات المجلس في الساعات الأخيرة، فإن الروس يطالبون بوقف فوري للنار من "جميع الأطراف" بحيث يساوون بين النظام وقواته التي أوقعت آلاف القتلى، وبين المعارضة التي تدافع عن نفسها. وبعكس ذلك، تطالب الدول الغربية بأن تلتزم أولا قوات النظام بوقف النار وبالانسحاب من القرى والمدن باعتبارها المعتدية والقامعة بحيث تنتفي معها حاجة المعارضة للمقاومة المسلحة. وتتمسك الدول الغربية بهذا الشرط بقوة وعزم ولا تنوي التراجع عنه، بينما تتمسك روسيا بموقفها القائل إن النظام يواجه مجموعات وعصابات مسلحة، وبالتالي فإن وقف النار يجب أن يكون بالتوازي بين الطرفين.

سابعًاـ رؤى الكتاب والمفكرين:

1 ـ هل تنجح مهمة "كوفي عنان"؟(14):

* يثار التساؤل حول مدى إمكانية نجاح "عنان" مبعوث الأمم المتحدة إلي سوريا في إقناع كافة أطراف الأزمة‏ الحكم والمعارضة بوقف العمليات العسكرية والجلوس إلي التفاوض في ظل الظروف التي تمر بها الأزمة السورية، وهي:

ـ انقسام المجتمع العربي والدولي: حول قضيتي تسليح المعارضة والتدخل العسكري:

§   قضية تسليح المعارضة السورية، خوفًا من خطر الحرب الأهلية وتنامي دور "تنظيم القاعدة"، واستمرار عمليات المواجهة العسكرية، حيث تحاول قوات الجيش السوري حصار وتصفية المنشقين.

§   قضية التدخل العسكري الخارجي، خوفًا من تكرار النموذج الليبي الفوضوي، لذلك استبعدت بعض الدول اللجوء لهذا الخيار، فما حدث في ليبيا يصعب أن يتكرر في سوريا.

ـ الاستقطاب الدولي الحاد في الأزمة السورية: والتخوف من تكرار سيناريو الحرب الباردة، فضلاً عن المساندة القوية التي يلقاها نظام حكم الرئيس "بشار الأسد" من جانب روسيا والصين، الأمر الذي يؤدي إلي إغلاق فرص التسوية السلمية.

ـ إصرار النظام السوري علي إخماد بؤر الثورة: في كل المناطق تباعًا دون حساب للمدنيين، فضلاً عن جهوده في تصفية المنشقين وتجاهل مطالب التغيير.

ـ  فشل جهود توحيد المعارضة السورية: والاعتراف الدولي بها، مما قد يؤدي إلى أطاله أمد نظام الحكم وارتكابه مزيدًا من الجرائم تجاه الشعب السوري.

2 ـ  التدخل الأمريكي في الأزمة.. الضرورات والمحظورات(15):

* مع مرور عام علي الانتفاضة السورية وتطلع المجتمع المدني في سوريا إلي مبادرات جادة من جانب واشنطن والعالم، أطلقت مجموعة بارزة في "الكونجرس الأمريكي" وبمبادرة من السيناتور "جون مكين" دعوة عاجلة يوم 14/3 لإدارة "أوباما" للتدخل العسكري الفوري، وفي هذا الإطار يمكن توضيح الآتي:

ـ الوضع المأساوي في سوريا يحتم التدخل خاصةٍ بعد الحملات الأمنية العنيفة التي تشنها الطائرات الحربية التابعة لنظام "الأسد" على الشعب السوري والتي تعتبر من جرائم حرب، حيث:

  •  التدخل العسكري يصبح ضروريًا لمنع عمليات الإبادة الجماعية أو (التطهير العرقي – الديني) فضلا عن حالات الطرد القسري واغتصاب مدنيين، وهو ما تمارسه قوات "الأسد" في سوريا.
  •  مفهوم سيادة الدولة يمر بعملية تحول كبرى، وبالتالي المشروعية تعلو على الشرعية في التدخل الخارجي في القرن الحادي والعشرين.

ـ مشكلة التدخل العسكري داخل سوريا تكمن في:

  •  التخوفات من مرحلة ما بعد سقوط النظام، ومدي توافر الضمانات لعدم قيام نظام استبدادي آخر، ومن ثم يجب أن يكون التدخل العسكري الأمريكي محدودًا، وأن يأخذ في الحسبان المشاركة مع القوى الديمقراطية داخل المعارضة السورية التي تريد إقامة نظام سياسي وإنساني تعددي في سوريا.
  •  التخوف من أن تتحول المعارضة إلى مليشيات مسلحة تهدد المجتمع المدني السوري فيما بعد، وتكرار النموذج الليبي.
  •  التخوف من وصول الجماعات الإسلامية للسلطة، ومن ثم تهديد المصالح الأمريكية الإسرائيلية بصفة خاصة والمصالح الغربية بصفة عامة.

3ـ معارضة التدخل الدولي في سوريا.. معايير مزدوجة(16):

* رغم الإدانات الدولية لما يحدث في سوريا من الجرائم التي يرتكبها نظام "الأسد" بحق المدنيين السوريين، استمر الجدال حول تسليح المعارضة والتدخل الخارجي، وهما الحل الوحيد وفقًا لدروس التاريخ التي تؤكد علي أن الضربات العسكرية لأنظمة القمع هي الحل لإنقاذ أرواح الشعب السوري. هذا التناقض والرؤية الدولية والإقليمية المزدوجة تثير العديد من التساؤلات، وهي:

ـ كيف تدين هذه الدول ما يحدث في سوريا، وفي ذات الوقت ترفض الحل الوحيد وهو التدخل العسكري علي نحو يساعد جيش النظام بارتكاب مزيدا من الجرائم وسحق الشعب السوري الثائر؟

ـ ماذا سيكون الرد والتصرف الغربي والدولي لو أن هذه الأعداد البشرية الهائلة والدماء المسفوكة في المدن السورية قد حدثت في إسرائيل؟ هل سيتم الصمت كما نراه اليوم في الحالة السورية أم أن العالم سيتدخل لإيقاف ما يحصل بشتى الطرق ولو بتحريك الأساطيل؟

ـ كيف ستتم معاقبة نظام استخدم كافة الوسائل لقمع شعبه دون مراعاة مواقف الرأي العام العالمي، بالاعتماد علي الحلول السلمية فقط والعقوبات الاقتصادية والسياسية الدولية التي أثبتت فشلها ؟

4 ـ رؤى مزدوجة ما بين الوضع في سوريا والوضع في غزة(17):

* انشغلت الدول العربية بالوضع المتدهور في سوريا والقمع الوحشي الذي تمارسه قوات النظام السوري وأصبح الملف السوري يستأثر بقدر كبير من اهتمامها وتحركاتها طوال الأشهر الأخيرة، متناسية الوضع الأكثر تدهورًا في غزة، بل والكارثة الإنسانية التي تهدد القطاع جراء الغارات التي تشنها إسرائيل على غزة،وفي هذا الإطار يمكن توضيح الآتي:

أ ـ  مظاهر الاهتمام:

* فهناك حماس عربي شديد إيذاء الأوضاع في سوريا، وهو ما بدا من خلال الآتي:

ـ الدعوات التي تطالب بالوقف الفوري والعاجل للحرب التي يشنها النظام السوري ضد شعبه، لكننا لم نسمع صوتًا لأي مسؤول عربي (باستثناء بيان الجامعة ولجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب) يطالب إسرائيل بالوقف الفوري والعاجل للحرب التي تشنها ضد الفلسطينيين في غزة.

ـ الدعوة لتسليح المعارضة و"الجيش الحر" في سوريا، في حين لم يجرؤ أحد على الحديث عن تسليح المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكأن النضال ضد استبداد النظام السوري هدف نبيل يتعين السعي لتحقيقه، أما النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي بكل بشاعته، حرام يتعين الحذر من الوقوع فيه.

ـ الدعوة العربية لإرسال قوات عربية ودولية لحماية الشعب السوري من انقضاض النظام عليه، وعدم اتخاذ موقف مماثل بشأن القضية الفلسطينية.

ب ـ تفسيرات هذا الاهتمام:

* يمكن توضيح بعض الأسباب التي تبدو منطقية للاهتمام العربي بالملف السوري:

ـالنظام القائم في سوريا نجح في إقامة شبكة علاقات استثمر فيها الأوراق الجيو ـ سياسية والعرقية والطائفية، وأعطى انطباعا بأن سقوطه من شأنه أن يعيد تشكيل المنطقة ويقلب موازينها وخرائطها، في مقابل ذلك فالموضوع الفلسطيني أكثر وضوحا لأننا بصدد احتلال للأرض وليس مطلوبا في الوقت الراهن سوى إزالة ذلك الاحتلال وتحرير الشعب الفلسطيني من قبضته.

ـ إسقاط النظام السوري سيقلب خرائط المنطقة، فإن إنهاء الاحتلال من شأنه أن يحقق نتيجة عكسية تماما، ذلك أنه سيفتح الأبواب لاستقرار المنطقة وإعادة الهدوء إليها.

ـ القضية الفلسطينية تراجعت أهميتها في الأولويات العربية، فالوجع الفلسطيني لم يعد فيه جديد فمحنة الشعب الفلسطيني تجاوز عمرها ستين عامًا على الأقل فاعتادت الدول عليها، أما علي الجانب السوري فالأزمة لم تتجاوز العام.

ـالحماس للتضامن مع الشعب السوري وفتور ذلك الحماس أو انعدامه إزاء الحاصل في غزة، محكوم بحدود وضغوط السياسة الأمريكية المؤثرة في القرار العربي، وموقف الإدارة الأمريكية إزاء سوريا معروف وحماسها لإسقاط النظام هناك لا شبهة فيه. في مقابل ذلك نجد موقفها المعادي للشعب الفلسطيني والمؤيد لإسرائيل.

5 ـ حقيقة التقاعس الغربي(18):

* التقاعس والتباطؤ الغربي في حل الأزمة السورية يرجع في جزء كبير منه إلى المخاوف من مرحلة ما بعد سقوط النظام،حيث:

ـ تزداد المخاوف الغربية من تولي جماعات إسلاميه الحكم في سوريا في مرحلة ما بعد سقوط "الأسد". فالدول الغربية لن تترك هؤلاء يسيطرون بالكامل على هذه الدولة الهامة، وسوف يقيدهم بقيود كما يفعل تمامًا بدول الخليج التي يقيدها من معصميها بحبل لا ينقطع لتامين مصالحه الاستراتيجية.

ـ المخاوف من تحقيق الديمقراطية. فالغرب يعلم تمامًا أنه إذا حدث تحول ديمقراطي حقيقي في سوريا آو حتى الدول المجاورة سيعني نهاية هيمنته على العالم، ويزداد هذا التخوف في ظل الثورات التي يمر بها الربيع العربي.

6ـ ثقافة التخوين داخل المعارضة.. نقطة الضعف(19):

* رغم تعالي الأصوات داخل الوطن العربي وخارجه التي تطالب المعارضة السورية لتوحيد صفوفها ووضع حد لانقساماتها المتفاقمة حتى تحظى بتمثيل الشعب السوري بكل أطيافه، إلا أن التجاوب مع هذه النداءات ما زال محدودًا، في ظل:

ـ وجود فصائل من المعارضة لا تستطيع القبول بمبدأ التعايش فيما بينها، والاتفاق على برنامج سياسي موحد يضبط إيقاعها، وهنا يبرز تساؤل هام هو كيف يمكن أن تتعايش هذه الفصائل مع أطياف الشعب السوري المتعددة في الداخل والخارج، وتؤسس لنظام ديمقراطي تعددي يحترم الرأي العام.

ـ هيمنه مفردات العمالة والتخوين على لغة التخاطب بين بعض شخصيات هذه المعارضة، لكل من اختلف مع هذا الطرف أو ذاك ولو بصورة هامشية، مما يجعل المستفيد الوحيد هو النظام السوري خاصة في مثل هذا الوقت، حيث يقوي بالدعم الروسي والصيني المزدوج، وترهل التحرك العربي وفشل جهود التدويل.

7 ـالثورة السورية...إلى أين؟ (20):

 * تتطور الأوضاع في سوريا علي نحو يصعب معه التنبؤ بالمستقبل، في ظل الآتي:

ـ تصعيد النظام: فالنظام مستمر في تجاهل المطالب الشعبية عبر:

  •   قيامه بمحاولات لاحتواء الأزمة عبر إجراء بعض الإصلاحات الشكلية من خلال  استفتاء لتعديل الدستور. بيد أن هذه الإصلاحات جاءت متأخرة كثيرا وشكلية، إذ لم ينتج عنها إي تغيير في السياسة التي يتبعها النظام الذي أحترف القمع ما يقارب النصف قرن.
  •   عدم تغيير طريقة تعامله مع الحراك الشعبي بحيث بقي التعاطي الأمني هو الأبرز. فزادت حدة العنف، لاسيما أثر انشقاق وحدات من الجيش النظامي وتشكيل ما بات يعرف بـ "الجيش الحر"، فضلاً عن استغلاله التشابكات والتعقيدات الإقليمية وشبه الإجماع الدولي على ضرورة عدم التدخل العسكري، وقيامه بتكثيف حالة الإبادة المنظمة للمدن المنتفضة.

ـ تشتت المعارضة: وانقسامها حول رؤيتهم للازمة في سوريا وسبل حلها، فقد حاول بعضهم الحفاظ على سلمية الثورة وعدم الدعوة إلى التدخل العسكري، في حين آخرون ضرورة التدخل الدولي العسكري لوضع حد لجرائم النظام، فضلاً عن ارتباك "الجيش الحر" حينما أعلن عن تأسيس المجلس العسكري لاحتواء الجهود وتنسيق عمل المنشقين.

ـ التردد والعجز الدولي: فبينما سارعت الدول الغربية إلى حسم أمرها واتخاذ القرار بالتدخل في ليبيا، إلا أنها ترددت في اتخاذ القرار حول سوريا، في ظل التخوف الحقيقي من مرحلة ما بعد الأسد، الأمر الذي أدي إلي تعسف النظام و تكثيف حالات الإبادة المنظمة للمدن المنتفضة.

ـاحتدام الصراع الإقليمي والدولي في سوريا: فالمواقف الدولية المعقدة والمتشابكة حولت سوريا إلى بؤرة نزاع وصراع إرادات ومحاور إقليمية حادة تحكمها المصالح وأدوات النفوذ لا الأوضاع المأساوية السورية، حيث تحولت سوريا إلى الحصن الأخير الأنسب لروسيا والصين  لخوض معركة إرادات مع الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها، فضلاً عن طهران التي تدعم "الأسد" لان سقوطه من شأنه أن يقوض ما عملت على بنائه خلال ثلاثة عقود كما ستخسر أوراقها في كل من لبنان والعراق على حد سواء.

ـ تابعية الموقف العربي: فانه يتحرك بثقل دول مجلس التعاون الخليجي التي ترى في تغيير النظام السوري لحظة حسم استراتيجي لضرب الأذرع الإيرانية ومشروعها. لذلك فإنها طورت موقفها تجاه الأزمة من موقف ينزع الشرعية ويدين القمع ويدعو إلى وقف القتل، إلى الدعوة الصريحة لتسليح المعارضة المتمثلة بـ "الجيش الحر".

8 ـ الأزمة السورية في نفق مظلم(21):

* مضي عام على الثورة السورية في سوريا، وبلغت الأمور طريقًا مسدودًا في ظل تعقد الأمور داخليًا، كالآتي:

 ـ البنية الطائفية في سوريا: وهي مشكلة خطيرة تهدد بحروب أهلية. فالأكثرية السنية تواجه الأقليات من العلويين والمسيحيين والدروز، وهي تحاول إنهاء حكم الأقلية العلوية. وفي المقابل تقاتل الطائفة العلوية من اجل البقاء في السلطة مهما كلف الثمن. وتتحالف معهم الأقليات وأوساط واسعة من السنة بسبب تخوفها من غلبة القوی السنية المتطرفة وإمساكها بمقاليد الأمور، مما أدى إلى:

  •    التفاف بعض الأقليات حول الحكومة، وانحاز الكثير منهم إلي صفوف الحكومة خوفًا من المستقبل الذي لا يبشر بالاستقرار والهدوء، وتخوفًا من وصول الطوائف المضادة للسلطة.
  •    حملت المعارضة السلمية السلاح وشنت عمليات انتحارية.

ـ التباينات والانقسامات داخل المعارضة: حيث عجزت المعارضة عن توحيد صفوفها، وأخفق التكتلان الرئيسان، "المجلس الوطني"، و"لجان التنسيق" في التقارب، إضافة إلي هذا الخلاف العقائدي، فهناك خلاف حول سبل حل الأزمة. فالبعض منهم يتمسكون بإسقاط النظام، ولو اقتضى الأمر الاستعانة بالقوات الخارجية، بينما يرفض بعضها الآخر التدخل الخارجي.

9 ـ الأزمة السورية.. متطلبات التغيير (22) :

* في ظل تصاعد حدة الأزمة السورية وإصرار النظام على ذبح شعبه متجاهلاً مطالبه المشروعة، ينبغي أن:

ـ يتدخل المجتمع الدولي لكف معاناة الشعب السوري، في ظل استمرار تبني النظام نفس الأفكار التي يرددها منذ اندلاع ثورة الشعب السوري.

ـ تتخذ الدول العربية موقفًا فعالاً من شأنه أن يسهم في وقف دماء الشعب السوري، من خلتا التحرك الجدي وليس الإدانات.

 ـ تتوحد رموز المعارضة السورية، والعمل علي الالتفاف حول المجلس الوطني السوري من اجل دعم كفاح الشعب و تحرير سوريا من براثن النظام الطائفي.

(1) الشرق الأوسط، رويترز، القدس العربي، الحياة، إيلاف، العربية نت، الجزيرة نت، هيئة الإذاعة البريطانية، راديو سوا، وول ستريت، اسوشييتد برس، وكالة الأنباء الفرنسية، الألمانية، السورية، 14/3/2012.

(2) الشرق الأوسط، اسوشييتد برس، الحياة، الخليج الإماراتية، 14/3/2012.

(3) الشرق الأوسط، 14/3/2012.

(4) القدس العربي، الشرق الأوسط، 14/3/2012.

(5) وكالة الأنباء القطرية، الشرق القطرية، 14/3/2012.

(6) القدس العربي، 14/3/2012.

(7) القدس العربي، الشرق الأوسط، 14/3/2012.

(8) الشرق الأوسط، وكالة الأنباء الفرنسية، 14/3/2012.

(9) رويترز،الشرق الأوسط، 14/3/2012.

(10) وكالة الأنباء الفرنسية، 14/3/2012.

(11) الشرق القطرية، 14/3/2012.

(12) وكالة الأنباء الفرنسية، واشنطن يوست، سي ان ان، 13/3/2012.

(13) وكالة الأنباء السورية، 14/3/2012.

(14) مكرم محمد احمد، الأهرام،14/3/2012.

(15) عصام عبد الله،إيلاف،13/3/2012.

(16) داود البصري، إيلاف،13/3/2012.

(17) فهمي هويدي، الشرق القطرية،14/3/2012.

(18)عبد الكريم أبو كف، القدس العربي،13/2/2012.

(19)رأي القدس،13/3/2012.

(20) مروة كريدية، إيلاف، 14/3/2012.

(21) حسين جابر أنصاري ، الحياة،7/3/2012.

(22) رأي الشرق القطرية،14/3/2012.

النظام السوري يشن هجوما مضادا في الحرب الاعلامية الشرسة الجارية

يشن الاعلام السوري الرسمي هجوما مضادا في الحرب الاعلامية الشرسة الجارية، ردا على 'اكاذيب وسائل الاعلام المغرضة' وتأكيدا على مسؤولية 'مجموعات ارهابية مسلحة' عن اعمال العنف التي تشهدها البلاد.

ففيما اتهم ناشطون معارضون الاثنين مجموعات 'الشبيحة' بارتكاب مجزرة في حي كرم الزيتون في مدينة حمص (وسط) وبثوا مشاهد مروعة لنساء واطفال قتلى اثارت ضجة في العالم، كان للاعلام السوري الرسمي رأي آخر في ذلك.

فقد وجد الاعلام الرسمي في هذا الاتهام 'حملة اعلامية هستيرية للنيل من سورية'، واتهمت وسائل الاعلام الحكومية والمقربة من النظام 'مجموعات ارهابية مسلحة' بانها 'تخطف الأهالي في بعض احياء حمص وتقتلهم وتمثل بجثامينهم وتصورهم لوسائل اعلام بهدف استدعاء مواقف دولية ضد سورية'.

وعرض التلفزيون السوري نسخته الخاصة من مجزرة كرم الزيتون، وعلقت مذيعة في التلفزيون على صور القتلى قائلة 'نعتذر عن هذه المشاهد القاسية، لكن الحقيقة دائما لها ثمن'.

وذكرت وكالة الانباء الرسمية سانا ان 'مجموعات ارهابية مسلحة ارتكبت هذه المجازر لتروي عطشها للدم'. وتفرض السلطات السورية قيودا مشددة على عمل الصحافيين الاجانب منذ اندلاع الاحتجاجات في سورية في منتصف اذار (مارس).

غير ان فريقا من التلفزيون الرسمي توجه الاثنين الى حمص حيث قابل سكانا من حي كرم الزيتون ليتحدثوا عن 'اجرام العصابات المسلحة'.

ويقول احد السكان للتلفزيون 'لقد قتلوهم لانهم يؤيدون الدولة'، ويضيف آخر 'هذه في الحرية التي يتحدث عنها الارهابيون!'.

ويقول مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن 'انها حرب اعلامية ونفسية، الاعلام الرسمي يتحدث عن +الحقائق+ التي تخدم النظام، وليس عن الحقائق على الارض'.

ولا تقر السلطات السورية بوجود انتفاضة شعبية واسعة النطاق ضد النظام، ولا تعترف بقمعها لهذه الاحتجاجات، وهو ما يعمل ناشطون على توثيقه باعداد كبيرة من مقاطع الفيديو يبثونها على مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الساعة.

في المقابل، يركز الاعلام السوري على الانتهاكات التي ترتكبها اسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة، ويعطي حيزاً كبيراً لقمع الانتفاضة الشعبية في البحرين.

وادرجت واشنطن هيئة الاذاعة والتلفزيون السورية على القائمة السوداء، متهمة الاعلام الرسمي 'بتغطية اعمال العنف'، وهو ما اعتبرته دمشق 'مصادرة لحرية الرأي والصحافة'.

ويصر التلفزيون السوري على القول ان 'كل شيء على ما يرام' في سورية الاسد. ويعرض التلفزيون يوميا مشاهد تظهر مواقع اثرية، وزحمة سير، وسوريين يتبضعون، واطفالا يلهون.

والاسبوع الماضي ركز التلفزيون على تصوير اطفال يلعبون بالثلج، فيما كانت مذيعة التلفزيون تردد 'الثلج، رمز النقاوة والسلام، يجلب معه كل الخير لسورية'.

ويقول الخبير في الشؤون السورية اندرو تابلر صاحب كتاب 'في عرين الاسد' لوكالة فرانس برس 'في الماضي كانت هذه السياسية تلاقي نجاحا، اما الان، فان الامر بات اصعب، مقاطع الفيديو (التي يبثها الناشطون) بالغة التعبير، ولم يعد ممكنا اخفاء العنف'.

ولاثبات ان سورية تتعرض الى 'مؤامرة عربية وغربية'، بث التلفزيون السوري اخيرا تحقيقا يظهر فيه ناشطون مفترضون تتصل بهم قناة الجزيرة القطرية، وقناة العربية ذات التمويل السعودي وشبكة سي ان ان، وهم 'يفبركون شهودا عيان' بحسب قول التلفزيون السوري.

والاثنين، قال وزير الاعلام السوري عدنان محمود لفرانس برس ان 'بعض الدول التي تدعم المجموعات الارهابية المسلحة مثل قطر والسعودية هي شريكة في الارهاب الذي يستهدف الشعب السوري في كل اطيافه ومكوناته، وتتحمل مسؤولية نزيف الدم السوري من خلال دعمها للمجموعات الارهابية المسلحة بالمال والسلاح'.

ويبث التلفزيون السوري بانتظام 'اعترافات لارهابيين' غالبا ما يعبرون عن 'توبتهم'.

وفي حي بابا عمرو المنكوب، الذي دخلته القوات النظامية في الاول من اذار (مارس) بعد قصف وحصار لمدة شهر، يعلق صحافي على الدمار على وقع موسيقى تذكر بافلام الرعب 'هنا، دفنت احلام الارهابيين'.

وفي هذه التقارير عن بابا عمرو ايضا تتداول الالسن كلمة 'ارهابيين'، لكن احدا لا يتحدث عما شهده الحي من قصف.