الخميس 19 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 21 نوفمبر 2024 م
أخبار سوريا - استعادة نقاط وانتصارات في دمشق وحلب وحماة فيما داعش تعدم خمسة عشر شخصا في الرقة - 10-5- 2014
السبت 11 رجب 1435 هـ الموافق 10 مايو 2014 م
عدد الزيارات : 19613
جرائم النظام الأسدي:
عمليات المجاهدين:
المعارضة السورية:
نظام الأسد:
الوضع الإنساني:
المواقف والتحركات الدولية:
آراء المفكرين والصحف:
أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

سبعون قتيلاً على يد عصابات الأسد، وإعدامات على يد تنظيم البغدادي، فيما استعاد المجاهدون نقاط في دمشق وأحرزوا تقدماً في حلب وحماة، ونظام الأسد يطلق حملاته الانتخابية، فيما ترى بريطانيا أن الجهاديين القادمين منها وصلوا لمعدلات خطيرة .

جرائم النظام الأسدي:

70 قتيلا:
قتلت قوات الأسد يومنا هذا السبت 70 شخصا معظمهم في حلب ودمشق وريفها.
وتوزع القتلى على مناطق وبلدات سورية كالتالي:
في حلب قتل 23 شخصا، وفي دمشق وريفها قتل 22 شخصا، وفي حماة قتل 8 أشخاص، وفي درعا قتل 7 أشخاص، وفي إدلب قتل 5 أشخاص، وفي دير الزور قتل 3 أشخاص، وفي حمص قتل شخصان.
قصف عدة مناطق في دمشق وريفها:
في دمشق وريفها، قصفت قوات الأسد بصاروخين "أرض - أرض" على أطراف مدينة كفربطنا بالغوطة الشرقية، كما شنت أكثر من 5 غارات جوية على بلدة المليحة بريف دمشق، تزامناً  مع قصف مدفعي لقوات النظام على الأحياء السكنية، وقصفت قوات الأسد بالرشاشات الثقيلة على المنازل السكنية في منطقة بور سعيد والمادنية بحي القدم بدمشق، وتعرضت مدينة الزبداني لقصف مدفعي من قبل قوات الأسد المتمركزة في حاجز الحوش والمعسكر، وقصفت قوات الأسد بالهاون حيي القدم والحجر الأسود بدمشق.
في سياق متصل، ألقى الطيران المروحي الأسدي برميلين متفجرين على منطقة العباسة والمزارع بمخيم خان الشيخ بريف دمشق، وسقطت قذيفة مدفعية أمام مسجد الإمام الحسن في حي المعلية بمدينة المقيليبة، ما تسبب بجرحي في صفوف المدنيين.

قصف يستهدف حمص ومناطق أخرى:
وفي حمص، استهدفت قوات الأسد بلدة الدار الكبيرة بصاروخ أرض أرض تبعه قصف مدفعي عنيف للبلدة، وقصفت قوات الأسد بالدبابات والهاون على الجزيرة السابعة بحي الوعر بحمص، كما قصفت قوات الأسد منطقة الحولة بريف حمص.
وفي القنيطرة، قصفت قوات الأسد بالمدفعية قرى وبلدات في القطاع الأوسط، كما ألقى الطيران برميلين متفجرين على قرية غدير البستان بريف القنيطرة، بالتزامن مع قصف بالهاون من قبل قوات الأسد على القرية.
وفي حلب، استهدفت قوات الأسد دوار بعدين ومحيطه وحي الحيدرية بالرشاشات الثقيلة من قبل الطيران الحربي، كما ألقى الطيران الحربي براميل المتفجرة على قرية أم العمد في مدينة السفيرة ودوار الجندول، وشن الطيران غارات جوية على أطراف مدينة حريتان بريف حلب، واستهدف الطيران سيارتين محملتين بمواد إغاثية لمدينة حلب على طريق الكاستيلو، وتعرضت منطقة مناشر الحجر لقصف مدفعي لقوات الأسد.
وفي درعا، ألقى الطيران الحربي الأسدي برميلين متفجرين على بلدات سحم الجولان وصيدا والمسيفرة ونوى بريف درعا ومدينة طفس، كما استهدفت قوات الأسد بالمدفعية أحياء درعا البلد في مدينة درعا وبلدة خراب الشحم ومدينه بصر الحرير بريف درعا، من جهة أخرى شن طيران الأسد الحربي عدة غارة جوية على بلدة النعيمة بريف درعا.
وفي إدلب، قصفت قوات الأسد بصواريخ بلدة كنصفرة بريف إدلب، وألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على محيط مدينة خان شيخون وناحية التمانعة، وشن غارة جوية على مدينة بنش، وقرية منطف في جبل الزاوية، ومحطة المياه في قرية عين شيب بريف إدلب. وفي دير الزور، استهدفت قوات الأسد بصواريخ بلدة المريعية المجاورة لمطار دير الزور العسكري، كما قصفت بالطيران الحربي وبالمدفعية الثقيلة الأحياء المحررة بدير الزور.
وأخيرا في حماة، ألقى الطيران المروحي الأسدي براميل متفجرة على أحياء مدينة كفرزيتا وقرية تل ملح بريف حماة.
إعدامات وفرض ضرائب على المدنيين من قبل تنظيم البغدادي:
أعدم تنظيم الدولة خلال الأيام الماضية حوالي 15 شخصا في مدينة الرقة بتهم مختلفة، وقام بصلب بعضهم ليومين في ساحتي دوار النعيم ودوار الساعة، كما قام مؤخرا بفرض ضرائب على الماء والكهرباء والخدمات، وذلك للمحال التجارية وعامة السكان على حد سواء، بالرغم من الظروف المعيشية والمادية الصعبة التي تشهدها المدينة.

عمليات المجاهدين:

صمود للمجاهدين واستعادة السيطرة على نقاط وخسائر لقوات الأسد في دمشق وريفها:
تمكن المجاهدون من استعادة عدة نقاط في حي جوبر بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الأسد، وأعطبوا دبابة T72، وجرافة وأوقعوا عشرات الجنود بين قتيل وجريح، ودمر المجاهدون جرافة عسكريّة على أوتستراد السلام الواصل بين دمشق والقنيطرة، بعد استهدافها بقذيفة RPG.
وفي جبهة المليحة، تصدى المجاهدون لمحاولة قوات الأسد اقتحام البلدة وهاجموا مبنى كانت تتحصن به قوات الأسد بالقرب من إدارة الدفاع الجوي الواقعة على مدخل البلدة، وتمكنوا من السيطرة عليه، وقتل 7 من عناصر، كما استهدفوا  تجمعات قوات الأسد في بلدة جرمانا بقذائف الهاون، وقتلوا 3 عناصر من مليشيا اللجان الشعبية في قرية بسيمة بوادي بردى، كما استهدفوا تجمعا لمليشيا حزب الله في بلدة الزمانية بالمدفعية.
تحرير عدة نقاط ومباني وقتل واستهداف قوات الأسد في حلب:
سيطر المجاهدون على 4 مباني لقوات الأسد، وقتلوا 13 جندياً، ودمروا مدفعB9 واغتنام أسلحة وذخائر في حي جمعية الزهراء بحلب، كما قاموا باسر 5 جنود، في سياق متصل، سيطر المجاهدون على نقاط جديدة في معمل الإسمنت بالشيخ_سعيد وإحراق مبنى لميليشيات الأسد، واستهدفوا تجمعات لقوات الأسد على جبهة الشيخ نجار بمدينة حلب، وتمكّنوا من تحقيق إصابات مباشرة.
السيطرة على قرية الشعارنة ونسف حاجز وتكبيد قوات الأسد خسائر في حماة:
تمكن المجاهدون من السيطرة على قرية العشارنة، وأسروا 15 عنصرًا من اللجان الشعبية وقتلوا ثلاثة عناصر منهم، وتم اغتنام آليات عسكرية وأسلحة خفيفة وذخائر، وتمكن المجاهدون من نسف حاجز بلدة الحمرا الواقعة بريف حماة الشرقيّ، ومقتل 20 عنصراً على الأقلّ بينهم ضبّاط.

تحرير 8 قرى وتكبيد عناصر البغدادي خسائر في الرقة:
تمكن المجاهدون من السيطرة على 8 قرى في مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا، وقتل وجرح العشرات من عناصر الدولة، كما قتل "أبو عبد الفتاح الكازاخستاني" أحد قياديي عناصر تنظيم "دولة العراق والشام" في الاشتباكات الدائرة بين الطرفي في التل.
استهداف حاجز السلام في إدلب:
تمكن المجاهدون من استهداف حاجز السلام في مدينة خان شيخون بالمدفعية الثقيلة.
دك مطار دير الزور العسكري:
في دير الزور، دك المجاهدون مطار المدينة العسكري بقذائف الهاون وحققوا إصابات مباشرة.
تدمير وقتل قوات الاسد في اللاذقية:
دمر المجاهدون آلية عسكرية في محيط المرصد 45 بصاروخ حراري، وقتلوا عددا من مليشيا جيش الدفاع الوطني خلال اشتباكات معهم في محيط جبل تشالما.

المعارضة السورية:

خطوات عملية جادة تجاه الثورة السورية:
أكد الناطق الرسمي للائتلاف الوطني السوري لؤي صافي، بأن" الدفع تجاه الحلّ السياسي الذي يطالب به المجتمع الدولي لا بدّ أن يكون مقرونا بخطوات جادة وقوية من جانب مجموعة الدول الداعمة للثورة، سعياً لإنقاذ ملايين السوريين، الذين تهددهم طائرات الأسد وبراميله المتفجرة كلّ يومٍ مئات المرات"، وقال: "لا يوجد بالأفق الآن أيّ علامات للحلّ السياسي، طالما أنّ حلفاء الأسد مازالوا يدعمونه بالسلاح، لحسم صراعه مع الشعب السوري!"، وأضاف صافي" إن هذا الصمت الدولي غير المسبوق عن دعم القاتل، والسعي لحجب السلاح عن المقتول خوفا من وقوعه بين أيدي متطرفين، أمر غير مقبول، سيما وأن الائتلاف أعرب عن استعداده لضمان إيصال السلاح إلى أيد أمينة ملتزمة بأهداف الثورة.
حماية سورية من الوقوع بأيدي المتطرفين من حزب الله وغيرهم:
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا أن الائتلاف مستعد" للانخراط بحوار جدي، والتزامه بمنع وقوع سورية بين أيدي متطرفي حزب الله والقاعدة"، وقال:" سنستمر بالعمل مع المجتمع الدولي لوضع حد للعنف، والدفع بإطار جنيف للوصول إلى سورية ديمقراطية جامعة يعيش فيها السوريون من جميع الخلفيات جنباً إلى جنب بسلام وهناء".
انتخابات الدم للرد على حملة الرئاسية السورية:
أطلق نشطاء سوريون حملة "انتخابات الدم" للرد على ما وصفوه "بالمهزلة الانتخابية" في إشارة للانتخابات الرئاسية في سوريا والمزمع عقدها بداية يونيو/حزيران القادم، ويرفض النشطاء من خلال الحملة شرعنة النظام السوري معتبرين إياه "محتلا" للبلاد، وأن الانتخابات التي تجرى اليوم ما هي إلا "مسرحية لخداع المجتمع الدولي" عنوانها "مجاراة التغيرات الحاصلة في البلاد" على حد وصفهم.

نظام الأسد:

بدء حملة الانتخابات الرئاسية بسوريا:
تبدأ حملة الانتخابات الرئاسية في سوريا -التي يتوقع أن تجري في 3 يونيو/حزيران المقبل- غدا الأحد، وذلك بعد أن أعلن عن المتنافسين الثلاثة في هذه الانتخابات نهائيا، وأعلنت المحكمة الدستورية العليا السبت القائمة النهائية للمرشحين الثلاثة، وهم الرئيس بشار الأسد وماهر حجار وحسان النوري، مشيرة إلى أن "هذا الإعلان يعد بمثابة إشعار للمرشحين للبدء بحملتهم الانتخابية اعتبارا من صباح يوم غد الأحد"، وكانت المحكمة الدستورية قد استبعدت طلبات 21 مرشحا آخر لهذه الانتخابات، لأنه "لا تتوافر فيها الشروط المنصوص عليها في الدستور والقانون".

الوضع الإنساني:

عودة اللاجئين لحمص القديمة:
عاد آلاف السوريين اليوم السبت إلى حمص القديمة لتفقد منازلهم المدمرة، وذلك بعد اتفاق تضمّن خروج مقاتلي المعارضة من الأحياء المحاصرة، وتفاجأ كثيرون وهم يتأملون مشاهد الدمار الكبيرة التي أصابت المدينة، ويحمل كل مبنى في حمص آثار الحرب من ثقوب سببها الرصاص، إلى فجوات كبيرة نجمت عن قذائف كانت تسقط كل يوم تقريبا على مدى نحو عامين من الحصار، وظهرة علامات التأثر على الأهالي عند رؤية أحيائهم السابقة التي تغيرت ملامحها وما استطاعوا معرفتها.
سيارات إسعاف وشاحنات مساعدات في طريقها لسوريا:
انطلقت 32 سيارة إسعاف، إضافة إلى 10 شاحنات محملة بمواد غذائية وألبسة، جمعت من المساعدات في تركيا وبريطانيا إلى سوريا اليوم السبت، وأوضح "عثمان إلهان" منسق جمعية (يارديم إيلي - يد العون)، في كلمته قبيل انطلاق القافلة الثالثة من المساعدات، من اسطنبول، شمال غرب تركيا، أنهم وبالتعاون مع جمعية خيرية  في بريطانيا، تدعى (SKT Welfare) أرسلوا 47 سيارة إسعاف إلى سوريا سابقاً.
وأشار إلهان إلى استمرار إرسال المساعدات الطبية، مضيفاً أن قافلة المساعدات المؤلفة من 10 شاحنات محملة بالمواد الغذائية والألبسة، إضافة إلى 32 سيارة إسعاف ستصل سوريا بعد غدٍ الاثنين، وذكر أنهم أسسوا سابقاً مستشفى ميدانياً للأطفال في سوريا، شاكراً جميع المتبرعين، مشيراً أن موظفي جمعية (SKT Welfare) سيعودون إلى بريطانيا بعد تسليم سيارات الإسعاف إلى السوريين.

المواقف والتحركات الدولية:

ترحيب بوفد الائتلاف:

رحبت زعيم الديمقراطيين نانسي بيلوسي بوفد الائتلاف الوطني السوري خلال أول زيارة رسمية له إلى الولايات المتحدة، وقالت:" ناقشنا بإسهاب الوضع على الأرض في سورية، والحاجة لإنهاء ما يجري هناك والذي أودى بحياة الآلاف وشرد ملايين السوريين"، وأوضحت بيلوسي على أن:" الحل السياسي وليد المفاوضات وهو الطريقة الوحيدة لإنهاء القضية".
دق ناقوس الخطر من عواقب استمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان:
دق صندوق النقد الدولي ناقوس خطر التدفق غير المسبوق للاجئين السوريين إلى لبنان الذي أدى إلى إضعاف اقتصاده، داعيا الأسرة الدولية إلى زيادة مساعدتها لهذا البلد، فيما أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ارتفاع عدد اللاجئين في لبنان إلى مليون و5363 شخصا.
في حين تنتشر عشرات المخيمات العشوائية في عدد من المناطق اللبنانية ولا سيما في البقاع والشمال اللتين تستقبلان أكبر عدد من النازحين، لا يزال موضوع إنشاء مخيمات يحتاج إلى قرار سياسي ودعم دولي، وفي محاولة منها لتنظيم دخول اللاجئين.
استنكار قرار نظام الأسد:
استنكرت اللجان الشعبية الفلسطينية قرار السلطات السورية فرض قيود على مغادرة اللاجئين الفلسطينيين من سورية إلى لبنان، هرباً من جحيم القصف والحصار الذي تتعرض له المخيمات الفلسطينية من مواقع قوات الأسد، وأكدت اللجان في بيان" أن استثناء بعض الحالات الإنسانية والسماح لها بالمغادرة، لا يعدو أكثر من محاولة من قبل سلطات نظام الأسد للتحايل على القانون الدولي"، ومن جانبهم رأى العديد من اللاجئين الفلسطينيين أن استثناء سلطات الأسد لبعض الحالات لا يحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وبالتالي فإن الشروط المطلوبة لا تنطبق إلا على فئة قليلة من اللاجئين الذين يتعرضون للحصار الخانق والقصف العنيف.
اقتراح بريطاني بنشر عناصر على طول الحدود السورية التركية:
دعت لجنة برلمانية بريطانية إلى نشر عناصر من شرطة مكافحة الارهاب على طول الحدود السورية - التركية، لتحديد "الجهاديين" الواصلين من المملكة المتحدة ومنعهم من الدخول إلى سورية للمشاركة في القتال، وذكرت صحيفة "ديلي تليغراف" إن اللجنة البرلمانية للشؤون الداخلية اعتبرت في تقرير جديد أن التعاون الدولي ضروري في التعرف على المتطرفين البريطانيين الساعين للتسلل إلى سورية واعادتهم إلى المملكة المتحدة، بعد أن وصل عددهم إلى مستويات خطرة لم يسبق لها مثيل، واضافت أن اللجنة البرلمانية شددت في تقريرها على ضرورة "احالة الجهاديين البريطانيين إلى برامج لمكافحة التطرف كجزء من أي ملاحقة قضائية للحد من خطرهم، بعد اعادتهم إلى المملكة المتحدة".

آراء المفكرين والصحف:

سوريا في الإعلام العربي
عبد الجليل زيد المرهون

هذا المقال كتب في اليوم التالي للتفجير الذي تعرض له حي "كرم اللوز"، الوادع والمفعم بالحياة، بمدينة حمص، في التاسع من أبريل/نيسان 2014، وحيث فقدنا فيه أمهات عزيزات غاليات، ننحني إجلالا لدمائهن الزكية، لقد كان مشهدا مروعا حقا، فقد تطايرت أشلاء المارة والباعة، وغطى الدم جنبات الطريق، والسؤال هو: كم عدد المواطنين العرب الذين وصلتهم مشاهد "كرم اللوز" في يومه الأسود الدامي؟
كم من الناس تسنى لهم متابعة الحدث، ونحن نعيش عصر الفضائيات والأجواء المفتوحة؟ وكم هي التقارير والتحقيقات التي قدمت للمواطن العربي حول ما حدث، سواء في التلفزة أو الصحف أو سواها؟ أجل، إنها أزمة الإعلام العربي، أزمة المبادرة، واضطراب الأولويات، معطوفة على الأدلجة والتموضع السياسي.
لقد كتب هذا المقال على ضوء تفجير كرم اللوز، وما غرسه في النفس من ألم لا يُمحى، وشعور بأن الصورة لا تصل كاملة إلى المواطن العربي، وأن الحقيقة غالبا ما يجري تغييبها، يسعى المقال لتحليل موقع القضية السورية في الإعلام العربي، في أربعة بنود، هي: الإعلام المرئي، والصحافة اليومية، والشبكات، والأوراق البحثية الصادرة عن مراكز البحث العلمي والهيئات المتخصصة.
الإعلام المرئي:
يُمكن القول إن الوظيفة الرئيسية للإعلام المرئي هي الصورة، وبالأخص الصورة الحية، أو البث المباشر، وعلى الرغم من ذلك، فإن عصر الفضائيات فرض على هذا الإعلام توسيع وظيفته، لينهض بدور معرفي، تسعى من خلاله كل فضائية لتأكيد تميّزها، وإيضاح هويتها السياسية. وهذا ينطبق على الفضائيات الكبرى، كما المتواضعة والمحدودة الانتشار.
والوظيفة المعرفية هنا يتم النهوض بها من خلال النقاش والتحليل، الذي يتخلل نشرات الأخبار والتغطيات الحية، وكذلك عبر البرامج الحوارية المتجهة أساسا لطرح الرؤى والأفكار، والسؤال الجوهري الآن: ما هو نصيب القضية السورية من هذا الإعلام؟ قد يقول قائل إن الوضع السوري بات مهيمنا على الشاشة العربية. وهذا صحيح بمعنى من المعاني، بيد أن ذلك هو نصف الكأس وحسب.
ثمة مشكلة في الحيز الزمني المتاح، ومدى قدرته على استيعاب الحدث بتفاصيله الهائلة. وهناك تحد آخر، يكمن في طريقة تحديد أولويات الحدث، في أبعاده السياسية والأمنية والإنسانية، ومعضلة الأولويات هذه تعني- ضمن أمور أخرى- أن ما هو جوهري وأساسي قد يغيب لمصلحة ما هو جزئي أو ثانوي.
البعد الثالث في هذه الإشكالية، هو بُعد قيمي معياري يتمثل في توجيه التغطية باتجاه ينسجم مع منظور سياسي وفكري محدد، وفي العمل الإعلامي ليس ثمة حياد، لأن الحياد يفقد الإعلام دوره، أو يجعله عدميا، أو متماثلا على نحو غير منطقي، بيد أن عدم الحياد لا يجوز أن يُنظر إليه على أنه رديف لعدم الموضوعية، فزوال هذه الأخيرة يعني انتفاء الأمانة.
إن الإعلام المرئي هو الأكثر قدرة على المواكبة الحية، ولديه بالضرورة هامش نسبي أوسع من المرونة، فهو يقدم صورة وينقل مشهد، ويبث أحداثا تعبر عن ذاتها، ولا تحتاج لمن يُعرّف بها أو يضيف عليها، إنه أكثر وسائل الإعلام قدرة على التحرر من القيود السياسية والأيديولوجية، وتأكيد مبدأ المواءمة بين الحيادية والموقف، ومن هنا، تبدو مسؤوليته مضاعفة على صعيد نقل الحدث كما هو، والعبور إلى حيث جوهره.
الصحافة اليومية:
ومن الإعلام المرئي إلى الصحافة المكتوبة ما زلنا في الإعلام الجماهيري، لكن هذه الأخيرة بدأت رويدا تفقد بريقها الذي كانت عليه، ونزلت من عرشها كسيدة لهذا الإعلام، إن الصحافة المكتوبة، واسمها الجديد هو الصحافة المطبوعة، ما زالت لصيقة لعامة الناس، تجذبهم بالمانشيت والصورة والربورتاج، وتشدهم إلى حيث الأخبار الخاصة والتقارير المثيرة، ولذا فهي باقية.
وعلى الرغم من ذلك فإن عصر الثورة الرقمية حد من قدرة الصحافة المطبوعة على المنافسة، وباتت تقف خلف الجمهور، الذي تفوق عليها في التفاعل مع الأحداث، وعليه فإن تميّز هذه الصحافة بات يقاس بما تقدمه من تقارير موسعة، وتحليلات ذات مصداقية، في مقاربتها للحدث السوري، لم تظهر الصحافة العربية احترافا مهنيا، إلا ما ندر، ولنرى كيف سارت الأمور؟
على صعيد ما تقدمه من تقارير ميدانية، جاءت هذه التقارير، في الأعم الأغلب، معبرة عن رؤية أحادية، تحاكي ظاهر الحدث لا جوهره، صحيح أن هناك تغطيات يومية وكثيرة عددا، إلا أنها ذات طابع انتقائي بالنسبة للبعض، وعشوائي بالنسبة للكثير، ونادرا ما يلحظ المرء معيارا مهنيا يجري على ضوئه اختيار هذه التغطيات.
وإضافة إلى معضلة الاتجاه، ثمة معضلة أخرى على مستوى المضمون، لناحية اختيار عناصر التقرير ومفرداته وشخصياته، واستتباعا لمناخه القيمي والمعياري، وحتى نكون أكثر وضوحا، لا بد أن نقول بأن ما تنشره غالبية الصحافة العربية من تقارير لا يتجه في واقع الأمر إلى الإنسان السوري ومعاناته، بل إلى مواضيع محددة يُراد التركيز عليها، واستثمارها سياسيا.
ودعونا نسأل -مثلا- كم هي التقارير التي كتبت عن معاناة الفلاحين، في حمص أو حلب، جراء العقوبات الدولية؟ وكم هي تلك التي تحدثت عن أزمة التعليم، الناجمة عن قصف وتفجير المباني التربوية، مع تردي الوضع الأمني عامة؟ وهل هناك من كتب يشرح للإنسان العربي بأمانة كيف تحولت سوريا من دولة مصدّرة للدواء إلى بلد يعاني نقصا حادا فيه؟
هذه هي قضايا الإنسان السوري اليوم. وهي تتقدم في أهميتها على الحديث الذي لا ينتهي عن معركة هنا وأخرى هناك، وهذه القضايا هي بالتأكيد أكثر أهمية من قصة الاشتباكات الدائرة في المحافظات الشرقية بين "داعش" (الدولة الإسلامية في العراق والشام) والفصائل المسلحة الأخرى، أجل، ثمة سلّم مضطرب للأولويات، هذا أقل ما يُمكن قوله عن الصحافة العربية، إن أحسنا الظن فيها.
وماذا عن المقالات، ذات الصلة بالأحداث في سوريا؟ مرة أخرى، يصطدم المرء بجدار سميك من المعيارية المتضخمة، التي تتيه فيها الحقيقة وتغيب، هذه المقالات -التي تطالعنا بها الصحافة العربية كل يوم- هي مقالات رأي انطباعية في الأعم الأغلب، ونادرا ما تكون تحليلا بالمفهوم النظامي للمصطلح، أي تستند إلى عناصر ومعطيات تقود إلى استنتاجات محددة.
وبطبيعة الحال، لا أحد يمتلك الحق في تحديد الطريقة التي يفكر بها الآخرون، لكن الكاتب -أي كاتب- مؤتمن على الرسالة التي يحملها، وعليه أن يرتكز إلى الحقيقة، ويحتكم إليها فيما يقول، وللأسف، فإن كثيرا مما نطالعه في الصحافة العربية عن الحدث السوري يبدو بعيدا عن الواقع، بموازاة كونه متضخما في معياريته، والسؤال هو: لماذا كل هذا الجهل بسوريا؟
الشبكات الإلكترونية:
على النقيض مما يطالعنا به الإعلام التقليدي يبدو عالم الشبكات الإلكترونية أكثر التصاقا بالواقع السوري، وأدق تعبيرا عن مجرياته، والشبكات العربية العامة -ذات المحتوى الإخباري، والمعرفي السياسي- تُعد قليلة نسبيا، أما الشبكات المتخصصة في الشأن السوري فهي شبكات سورية بالدرجة الأولى، ولحسن الحظ أضحى تكوين الشبكات أمرا ميسورا، وفي متناول العامة من الناس، ولم يتمكن كاتب هذه السطور من تحديد رقم تقريبي لعدد الشبكات السورية، لكن الثابت أنها كثيرة ومتنامية باطراد.
وكحال العديد من الأقطار العربية بات بالمقدور العثور على الشبكات المتجهة لتغطية أوضاع بلدة أو حي معين، والتي تُعنى بتقديم صورة عن الحياة اليومية، بما فيها تلك المرتبطة بالأحداث السياسية والأمنية، وهذا بالطبع فضلا عن الشبكات ذات النطاق الوطني، الكثيرة هي الأخرى، وفي حقيقة الأمر نحن أمام محتوى يستحق التقدير، يقوم بإعداده وتنظيمه أفراد يعيشون بين الناس، ويشاركونها همومهم.
وإذا أردت -على سبيل المثال- معرفة أوضاع النازحين في حي القصاع، فستجد تفاصيلها مدونة، ومحدثة يوما بيوم، من قبل أفراد يعيشون داخل الحي، وبين النازحين أنفسهم، وكذلك إذا أردت معرفة تطوّر أسعار الشقق في شارع بغداد، فستجد تفاصيلها مدونة من قبل مواطنين يقطنون المنطقة. وهكذا.
وحيث إن هذا المقال معني بالأداء الإعلامي العربي، فإننا نقترح على وسائل الإعلام العربية التعاون مع هذه الشبكات، وفق الأصول المهنية المعتادة، لتكون سبيلا لتطوير وعي المواطن العربي بما يدور في سوريا، ونقل الحقيقة إليه كما هي، وكما يتمنى هو معرفتها.
الأوراق البحثية:
على صعيد مراكز البحث العلمي، والهيئات المتخصصة، نجد أنفسنا أمام صورة قلقة، إن هذه المؤسسات يفترض أن تكون ملاذ الباحثين عن الحقيقة، والمتأملين في أبعادها، لكونها تعمل بعيدا عن صخب التطورات اليومية وضغوطها، وعلى الرغم من ذلك فإن هذا الملاذ لم يعد ملاذا، أو لنقل هو ليس كذلك فيما يرتبط بمقاربة الحدث السوري.
إن المؤسسات البحثية في الوطن العربي لم تستطع الفصل بين مواقفها السياسية ورسالتها المهنية، في مقاربتها لهذا الحدث، وكبديهيات مسلّم بها -إذا كنا بصدد بحث علمي ما- فنحن بحاجة بداية إلى فرضية واضحة، وإشكالية يجري تحديدها، ومنهج بحث، وأدوات تحليل، لنصل في المنتهى إلى نتيجة يتم إطلاقها، وخلال ذلك كله، لا بد من اعتماد قاعدة بيانات متينة، ومصادر ذات مصداقية، لا تكون أحادية المنبع.
وعلى سبيل المثال -إذا كنا في وارد إنجاز بحث عن قضية الطاقة في القطر السوري- لا يجوز أن نعطي للقارئ نتيجة مفادها أن هناك "وفرة في الطاقة"، أو "أزمة مستعصية"، من دون أن نوضح كيفية وصولنا لهذه النتيجة، وخاصة ماهية أدوات التحليل التي جرى اعتمادها، ومدى جدارتها للمسألة موضوع البحث.
ثم ما هي الكيفية التي استقينا فيها مصادرنا في ظروف مشوشة؟ من هي المؤسسات والجهات التي زودتنا بالبيانات والأرقام الأولية، وماذا ومن تمثل؟ وهل هي أحادية أو متعددة، متسقة أو متباينة؟ وفي حال عدم اعتماد هذا المسار، فهذا يعني ببساطة أننا بصدد إسقاطات تعسفية، لا نتائج علمية، وما يقال عن الطاقة، يقال بالقدر ذاته عن البحوث العسكرية والأمنية، وتلك المتعلقة بالاجتماع السياسي، كقضية النازحين داخليا واللاجئين خارج القطر.
وعلى نحو مجمل فإن الرأي العام قد يقع في غواية الأرقام، من خلال ما يراه من جداول ورسوم بيانية، لكن هذه غواية وحسب، لأن عدم دقة المصدر يعني التضليل، وعدم تنوعه وتوازنه يعني الانتقائية، وغياب الموضوعية، ويُمكن القول إن أكبر عمليات التضليل التي يتعرض لها الرأي العام العربي تأتي من "الدراسات" المعلبة، الموجهة للاستثمار السياسي، وهذا الأمر لا ينطبق فقط على الوضع السوري، إلا أن سوريا هي اليوم أكبر ضحاياه.
لقد تقدم علينا الغرب بأشواط طويلة، لأنه احترم البحث العلمي وحافظ على قدسيته، أبعده عن بازار السياسة، وجعله أداة لإصلاح الواقع والارتقاء به، أما نحن العرب فسخرنا كل شيء لإذكاء الفرقة، وإشباع غريزة الشقاق السياسي، وما يُمكن قوله إجمالا، هو أن مؤسسات البحث العلمي في الوطن العربي، أو ما يجري تصنيفها على هذا النحو، قد أخفقت في رسالتها تجاه سوريا وقضيتها، ولم تقدم للشعب السوري ما يعينه على مقاربة ظروفه الصعبة والقاسية.
ونحن هنا لا نريد أن نبخس الناس أشياءهم، أو نصدر تعميما لا استثناء فيه، ولكن متابعتنا للأوراق والإصدارات ذات الصلة تشير إلى هذه النتيجة، خاوية الوفاض، وخلاصة، فإن سوريا أمانة على الإعلام العربي حملها بصدق وإخلاص، فالوعي هو الخطوة الأولى نحو الإصلاح والبناء.

أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

أسماء بعض الضحايا الذين قتلوا بنيران وأسلحة نظام الأسد (نسأل الله أن يتقبل عباده في الشهداء)
حسام عبد الكريم النعسان - حماة - كفرزيتا
ضياء سامي الكناوي - حمص - القريتين
ضرار فاضل الخضر - إدلب - جبل الزاوية: المغارة
إبراهيم سليمان العبد الله - حمص - الحولة
زوجة إبراهيم سليمان العبد الله - حمص - الحولة
أحمد نايف شحادة - دمشق - الزاهرة الجديدة
عبد الله رحيباني - حمص - الوعر
سعيد إبراهيم الخالد - حمص - الحولة
مصطفى صبحي مراد - إدلب - بنش
ضرار فاضل الخضر - إدلب - جبل الزاوية: المغارة
محمود خليل سعد الدين الفلاح - درعا - الصنمين
رائد حسين فروخ - درعا - الحارة
محمد نزار الفالوجي - درعا - درعا البلد
فادي أبو نقطة - درعا - طفس
علي صفوان الجباوي "السعدي" - درعا - بلدة برقة
محمد أحمد القاسم - درعا - غباغب
رامي عبد العزيز معدل - إدلب - إدلب المدينة
يوسف محمود شيخ هود - حلب - مخيم النيرب 
زهير زرقة - حلب - جمعية الزهراء
ابن عبد الله عياط - حلب - اعزاز: بلدة صوران
عبدو وائل ويسي - حلب - اعزاز: بلدة صوران
نديمة السحل - حلب - اعزاز: بلدة صوران
فاطمة لقحيني - حلب - اعزاز
محمد مصطفى أقرع "زريق" - حلب - حريتان
خليل حلاوة - دمشق
عدنان أحمد ادنا - حلب 
عمر العليان - دير الزور - الميادين
قاسم السعران - دير الزور - الميادين
مثنى عبد الحي الشيخ عيسى - دير الزور - الميادين
 

 

 

 

المصادر:
- لجان التنسيق المحلية
- الهيئة العامة للثورة السورية
- مسار برس
- الجبهة الإسلامية
- الجزيرة نت
- مرآة الشام
- حلب نيوز
- الائتلاف الوطني لقوى الثورة
- الدرر الشامية
- الرياض
- الشرق الأوسط
- وكالة الأناضول
- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا