مجزرة مروعة بحق أطفال قصر بالتزامن مع جهود دولية الأزمة.. الملابسات والتقييمات
* استفاق المجتمعان العربي والدولي على السواء يوم 12/3/2012، على هول مجزرة جديدة ارتكبتها قوات "الأسد" أودت بحياة 144 مدنيًا، بينهم 28 طفلاً و23 امرأة في مدينة في حمص وسط سوريا، وجريمة دولية أخرى نكراء بتعرض الفتيات السوريات العذريات ذات الـ 17 ربيعًا لعمليات اغتصاب جماعية قبيل ذبحهن، هذا فيما شهد اجتماع مجلس الأمن الدولي في نيويورك في نفس يوم المجزرة ـ الذي عقد بمناسبة مرور عام على الربيع العربي ـ سجالاً مجددًا حول إدانة النظام السوري بين كل من: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من جهة، وروسيا والصين اللتين تؤيدان رأيًا مخالفًا من جهة أخرى؛ وفي هذا السياق واصل الموفد العربي ـ الأممي إلى دمشق "كوفي عنان" مهماته ومحادثاته في سوريا ودول الجوار بعد زيارته الأولى إلى العاصمة دمشق مؤخرًا، معربًا عن ضرورة توجيه العالم رسالة واضحة للنظام السوري بأن قتل المدنيين غير مقبول أبدًا.
1ـ حيثيات وملابسات المجزرة(1):
* فيما أكدت كافة المصادر الإعلامية المعارضة ارتكاب قوات "الأسد" مجزرة جديدة مروعة في حيي كرم الزيتون والعدوية بمحافظة حمص بقتل نحو140 مدنيًا غالبيتهم أطفال ونساء، وبث ناشطون أشرطة فيديو وصورًا مروعة عن الضحايا تظهر فيها رؤوس أطفال مدممة ومشوهة، وجثث متفحمة.. نفى الإعلام الرسمي السوري ذلك متهمًا من سماهم بـ"المجموعات الإرهابية المسلحة" بارتكاب الجريمة، وذلك وسط أنباء عن قيام الشبيحة باقتياد النساء إلى الملاجئ واغتصابهن ثم ذبحهن، وبخصوص المجزرة أوضح عضو الهيئة العامة للثورة السورية "هادي العبد الله":
ـ عناصر من الجيش السوري الحر تمكنوا من نقل الجثث إلى حي باب السباع في حمص الأكثر أمانًا، ما مكن الناشطين من تصوير الجثث.
ـ الصور تظهر تعرض بعض الضحايا خاصة الأطفال للذبح بالسكاكين والطعن، والضرب على الرأس بأدوات حادة، وتعرضت فتاة للتشويه، بينما تم اغتصاب بعض الفتيات لا تتجاوز أعمارهن 17 عامًا قبل قتلهن.
ـ عدد من الأشخاص الذين هربوا من حيي العدوية وكرم الزيتون رووا ما وقع من أحداث، بأن معظم الذين نفذوا المجزرة هم من الشبيحة بينما الجيش يحميهم.
2ـ النتائج المترتبة على المجزرة:
أـ نزوح وفرار جماعي من المدينة:
* أثارت المجزرة والإنباء عن قيام الشبيحة باقتياد النساء إلى الملاجئ واغتصابهن، الذعر وفرار عشرات الأسر والعائلات من المدينة خوًفا من مجازر جديدة على أيدي شبيحة وقوات النظام، وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان:
ـ مئات العائلات نزحت من بعض أحياء حمص، لاسيما حي كرم الزيتون، بعد المعلومات عن المجزرة خوفًا من ارتكاب الشبيحة والقوات النظامية مجازر بحق أبناء هذه الأحياء.
ـ بعض هذه العائلات نام أفرادها في العراء داخل سياراتهم، لأنهم لم يكونوا يعرفون إلى أين يتجهون بعد اكتشاف المجزرة.
ب ـ مطالب المعارضة بإحالة "الأسد" إلى لاهاي كـ"مجرم حرب":
* دعا المجلس الوطني المعارض إلى "جلسة عاجلة" لمجلس الأمن الدولي، وإحالة الأسد ورموز حكمة إلى محكمة الجنايات الدولية بلاهاي كـ"مجرمي حرب" وأعلن المجلس في بيان له:
ـ هذه جريمة مروعة عمد مجرمو النظام "الأسدي" إلى ارتكابها في حمص.
ـ جرائم مماثلة كانت ارتكبت في معظم أحياء المدينة وهي تقدم دليلاً إضافيًا على أن هذا النظام ومسؤولية هم فئة ضالة مجرمة، مصيرهم محكمة الجنايات الدولية بوصفهم مجرمي حرب.
ـ على كل من: جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة القيام بتحرك دولي فاعل، وعلى مجلس الأمن اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف عمليات الإبادة مهما كانت طبيعتها بما في ذلك التدخل العاجل والحازم لردع النظام بكل الوسائل التي تمنع استخدامه آلة الموت والقتل والتدمير.
1ـ السجال الروسي ـ الأمريكي باجتماع مجلس الأمن حول إدانة سوريا(2):
* تصدر الملف السوري والعنف الذي يمارسه نظام الرئيس "بشار الأسد" اجتماعات مجلس الأمن الدولي في نيويورك يوم 12/3/2012، التي عقدت بمناسبة مرور عام على الربيع العربي، وبرز الخلاف مجددًا حول إدانة النظام السوري بين أمريكا وبريطانيا وفرنسا من جهة، وروسيا والصين اللتين تؤيدان رأيًا مخالفًا؛ مظاهرها:
أـ تمسك موسكو برفض التدخل الخارجي في سوريا:
* جدد وزير الخارجية "سيرجي لافروف" تمسكه بموقف بلاده تجاه الأزمة برفض التدخل الخارجي، والتأكيد على منع العنف من قبل كل من الحكومة السورية والمعارضين الذين وصفهم بـ"المتطرفين من تنظيم القاعدة"، محذرًا مما سماه بمغبة التلاعب داخل مجلس الأمن، من أجل تغيير النظام في سوريا كما حصل مع ليبيا.
ب ـ رفض "هيلاري" المساواة بين الجلاد والضحية:
* رفضت وزيرة الخارجية "هيلاري كلينتون" المساواة في إدانة العنف بين النظام الذي يمارس القتل ومعارضيه الذين يدافعون عن أنفسهم، منتقدة موقف مجلس الأمن الذي لم يتمكن حتى الآن من التوحد لإدانة جرائم النظام، ودعت إلى توحيد المواقف في مجلس الأمن، وتبني المبادرة العربية التي تتضمن رحيل الأسد وتسليم سلطاته إلى نائبه.
2ـ رسالة عاجلة لمجلس الأمن تطالبه التدخل في الأزمة(3):
* وقعت 50 شخصية دولية رسالة مفتوحة إلى أعضاء مجلس الأمن تناشدهم بإنهاء إراقة الدماء في سوريا.
3ـ مطالبة "جوبيه" بإحالة الملف السوري إلى"الجنائية الدولية(4):
* طالب وزير الخارجية الفرنسي "آلان جوبيه" بمقاضاة السلطات السورية ومحاسبتها على أفعالها أمام القضاء الدولي، وضرورة إعداد الظروف لإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، حيث أن تقرير لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة يؤكد أن جريمة ضد الإنسانية ترتكب في سوريا.
4ـ ترحيب بكين بالخطة الروسية ـ العربية لحل الأزمة(5):
* رحبت الصين بالخطة الواقعة في خمس نقاط التي اتفقت عليها روسيا والجامعة العربية لإيجاد حل للأزمة السورية معتبرة أن هذه الاقتراحات يمكن أن تؤدي إلى تقدم "إيجابي"، ويعكس ذلك ما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "ليو وايمين" بأن "هذه الخطة لها أبعاد مناسبة وإيجابية بهدف التوصل إلى حل للأزمة في سوريا"، مضمون أو عناصر الخطة الـ5:
ـ الدعم الكامل لجهود الموفد الدولي كوفي عنان إلى سوريا، استنادًا إلى المرجعيات التي قبلتها الأمم المتحدة والجامعة العربية.
ـ إيصال المساعدات الإنسانية لجميع السوريين من دون إعاقة.
ـ وقف العنف من أي مصدر كان.
ـ إنشاء آلية رقابة محايدة.
ـ عدم التدخل الخارجي.
* لم تكتف الصين بالترحيب، بل وضعت خطة من 6 نقاط مماثلة جدًا تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وإجراء مفاوضات بين أطراف النزاع مع رفض أي تدخل أجنبي.
5ـ إرسال موسكو مساعدات ومؤن إلى سوريا(6):
* أعلنت وزارة الطوارئ الروسية أنها سترسل مساعدات إنسانية إلى الشعب السوري، وأوضح الناطق باسم الوزارة أنها "تخطط لإرسال مساعدات إنسانية للشعب السوري بناء على تعليمات الحكومة الروسية في 28 فبراير والأول من مارس"، وذكر المتحدث أنه أقلعت طائرتان من طراز "إيل ـ 76" من موسكو إلى دمشق محملتين بـ78.39 طن من المساعدات الإنسانية بينها خيام وبطانيات ومعلبات غذائية وسكر، وطعام أطفال وأواني ومطابخ ميدانية.
1ـ إعلان تعيينه:
* أعلنت الأمم المتحدة يوم 24/2/2012، أن أمينها العام "بان كي مون" والأمين العام للجامعة العربية "نبيل العربي" عينا "كوفي عنان" سلف "بان" مبعوثًا خاصًا مشتركًا في الأزمة السورية لبذل مساعي حميدة من شأنها إنهاء كل أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان وتعزيز جهود إيجاد حل سلمي للأزمة السورية، وسيسعى عنان أيضًا إلى تسهيل إيجاد حل سلمي تقوده سوريا وسياسي يشارك فيه الجميع ويلبي المطامح الديمقراطية للشعب السوري من خلال حوار سياسي شامل بين الحكومة السورية وكل أطياف المعارضة السورية.
2ـ مغزى مهمته:
* في ثاني يوم تعيينه، صرح "أحمد بن خليل" نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية للشؤون السياسية بأن المهمة الأساسية لـ "كوفي عنان" هي التوصل إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في سورية، والمهمة الثانية هي فتح ممرات لوصول المساعدات الإنسانية.
3ـ لقاؤه "الأسد":
* بالتزامن مع الاجتماع العربي، وبحضور وزير الخارجية والمغتربين "وليد المعلم" والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة "بثينة شعبان"، وغياب نائبة "فاروق الشرع"، التقى "كوفي أنان" يوم 11/3/2012، الرئيس السوري، موضحًا:
ـ "رؤيتي الأولية إزاء الوضع في سوريا، الالتزام بالعمل بشكل عادل وحيادي ومستقل، وأرفض التدخل الخارجي في الشؤون السورية وإيمانه بالحل السلمي".
ـ آمل العمل مع الحكومة السورية لإطلاق حوار دبلوماسي مع المعارضة في إطار عملية سياسية تعيد الاستقرار لسورية وتحقق طموحات الشعب السوري العريق.
3ـ نعي المجلس الوطني مهمته:
* أعلن المجلس الوطني السوري أن مهمة "عنان" انتهت عمليًا بعد أن رد عليها النظام بارتكاب المزيد من المجازر، معتبرا أن في ذلك نهاية واضحة لأي مشاريع سلمية ولا بد من البحث الجدي عن حلول أخرى يعرفها الجميع، في إشارة إلى التدخل العسكري العربي والدولي الذي كرر المجلس المطالبة به، محذرًا "أصدقاء الشعب السوري" من أن أي تأخر في الوقت والإجراءات يضرب مصداقية هذه الدول وهذه الصداقة.
4ـ زيارته تركيا بعد قطر للقاء المعارضة السورية(8):
* واصل الموفد الدولي ـ العربي إلى محادثاته في دول الجوار بعد زيارته الأولى إلى العاصمة السورية يومي، وحط في تركيا بعد قطر، معربًا عن ضرورة توجيه العالم رسالة واضحة للنظام السوري بأن قتل المدنيين غير مقبول أبدًا، فيما قال متحدث باسمه إنه سيلتقي بممثلين للمجلس الوطني السوري المعارض في أنقرة اليوم 13/3/2012، وصرح "عنان" في تركيا بما يلي:
ـ يجب على العالم أن يبعث برسالة واضحة وموحدة بأن قتل المدنيين في سوريا غير مقبول بالمرة (وذلك لدى وصوله إلى تركيا بعد إجراء محادثات في مطلع الأسبوع مع الرئيس السوري).
ـ "أحاول الجلوس مع جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات من خلال عملية سياسية تكفل إتاحة دخول المساعدات الإنسانية ووقف قتل المدنيين".
ـ تركت مجموعة من الاقتراحات الملموسة مع بشار حول وقف القتال والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والحوار السياسي وأتوقع الحصول منه على رد قريبًا.
5ـ قراءة في نتائج زيارته لسوريا(9):
ـ اختتم "عنان" زيارته لسوريا مؤخرًا بعد أن أجرى جولتين من المباحثات مع الرئيس "الأسد" كما التقى أطرافًا من المعارضة في الداخل وتركزت هذه المحادثات على كيفية تسوية الأزمة المحتدمة التي تشهدها البلاد المقترحات التي قدمها "كوفي" تركزت على ضرورة وقف فوري لأعمال العنف والقتل والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والبدء في حوار بين الحكومة والمعارضة وهي لا تختلف كثيرًا عن مضمون النقاط التي تم التوصل إليها بعد الاجتماع المشترك الذي جمع وزراء الخارجية العرب بوزير الخارجية الروسي "لافروف" إثر الجلسة الافتتاحية لاجتماع الدورة الـ137 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية مؤخرًا في القاهرة، والتي تتمثل في:
في هذا الشأن دلالة ذلك أن ثمة توافقًا عربيًا ـ روسيا بدأ يتبلور حول تسوية الأزمة، فموسكو التي تؤيد نظم "بشار الأسد" واستخدمت الفيتو من قبل لإجهاض مشروع قرار يدين سوريا بدأت تستجيب للدعوات العربية والدولية لإعادة النظر في موقفها، وهذا لا شك تطور إيجابي يمكن أن يسهم في إنجاح جهود تسوية الأزمة مستقبلاً.
ـ "عنان" الذي وصف الوضع بالسيئ والخطر للغاية في سوريا أبدى تفاؤله بشأن إمكانية انفراج الأزمة وذلك استنادًا إلى ما لمسه من وجود رغبة لدى مختلف الأطراف في إنهاء الأزمة التي تشهدها البلاد، سواء لدى الرئيس "بشار الأسد" أو أطراف المعارضة التي التقاها لكن المشكلة تكمن في كيفية تنفيذ هذه المقترحات على أرض الواقع، فثمة خلاف بين طرفي الأزمة بشأنها، فرغم أن الرئيس السوري أكد استعداده لإنجاح أي جهود صادقة لإيجاد حل للأزمة فإنه مازال متمسكًا برؤيته التي تصف من يقفون وراء حركة التظاهرات والاحتجاجات بالمجموعات الإرهابية المسلحة التي تعمل على إشاعة الفوضى وزعزعة استقرار البلاد من خلال استهداف مدنيين وعسكريين وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة، معتبرًا أن هذه المجموعات هي العائق أمام أي حوار سياسي أو عملية سياسية أما أطراف المعارضة في الداخل، فترى أنه لا يمكن الحديث عن أي عملية سياسية قبل وقف إطلاق النار وتأمين الإغاثة الإنسانية وإطلاق المعتقلين السياسيين وسحب القوات العسكرية من مختلف المدن والبلدات في البلاد، فيما تذهب المعارضة الموجودة في الخارج التي يمثلها المجلس الوطني السوري إلى أبعد من ذلك بكثير وتطالب بتنحي الأسد وأركان نظامه عن الحكم كشرط مسبق لبدء أي مفاوضات جادة.
ـ هذا التباعد في الرؤى بين طرفي الأزمة، وإن كان يشير إلى صعوبة الوضع وتعقيده في سوريا، إلا أن بداية ظهور توافق عربي ـ روسي حول بعض النقاط يمكن أن يقود إلى توافق دولي عام حول هذه الأزمة خاصة مع اتفاق مختلف الأطراف على صعوبة الوضع الإنساني وضرورة العمل على تخفيف معاناة المدنيين.
1ـ الحرب غير الأخلاقية في سوريا(10):
* وسط كل ما يحدث في سوريا ضد مواطنين أبرياء كانت ابسط مطالبهم التغيير والعيش بكرامه وحرية، شن النظام حربًا غير أخلاقية ارتكب بمقتضاها أبشع الجرائم بحق الشعب السوري، مستغلاً في ذلك:
ـ دعم بعض الدول له: في الحرب التي يشنها ضد المدنيين، كـإيران والعراق ولبنان وشاركهم في تلك الحرب روسيا والصين، إذ ينتمون إلي ذات الطائفة والنظام بداخلهم يشبه النظام السوري المستبد، وما كان موقفهم هذا إلا تأييدًا لاستمرار إبادة الشعب السوري.
ـ صمت العالم علي المجازر: التي تقع بحق الشعب السوري خاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي جعلت من الأوضاع السورية أرضًا للمواجهة مع أعداءها الآخرين، لتعيد أعباء الحرب الباردة بين معسكري الشرق والغرب، فمن جهة بين الاتحاد السوفيتي سابقًا والمتمثل في روسيا حاليًا والولايات المتحدة الأمريكية، ومن جهة أخرى ما بين أصدقاء الأولى وأصدقاء الأخيرة أو حلفاء الأولى وحلفاء الأخيرة.
2ـ جرائم "الأسد".. الإدانة لا تكفي والسكوت لم يعد مجديًا(11):
* الإدانة لا تكفي والسكوت لم يعد مجديًا مع ارتكاب نظام "الأسد" مزيدًا من الجرائم، بل لابد من تحرك جاد لوضع حد لسفك الدماء، ووقف قتل المدنيين بتدخل دولي من مجلس الأمن تحت الفصل السابع واتخاذ كافة التدابير بما فيها العسكرية لوقف آلة القتل، وإذا لم ينهض العالم بأسره فإن تصعيد النظام لعملياته العسكرية ستستمر وسيظل الشعب السوري تحت نيران الاستبداد، ويمكن توضيح الملاحظات الآتية في هذا الشأن:
ـ النظام السوري فقد شرعيته منذ أن اختار الحل العسكري ورفض أي حوار، خاصة رفضه مؤخرًا لسلسلة المقترحات المقدمة من قبل الموفد الأممى "كوفي عنان" بشأن الأزمة ـ وهي لا تختلف عن المبادرة العربية ـ التي كان من شأنها أن توقف أعمال العنف وتسمح بوصول المساعدات الإنسانية للمدنيين الأبرياء التي تواجه الاستخدام المفرط للقوة من قبل النظام.
ـ على العالم أن يضغط باتجاه تدخل سريع من قبل الأمم المتحدة، لأن حماية المدنيين باتت أمراً ملحا، وأي تأخير في هذا الصدد ستكون عواقبه وخيمة، لان الانتهاكات تتصاعد والدماء تسفك والعنف لا يزال مستمرًا، ولابد من حل الأزمة أما طوعًا برحيل "الأسد" وفسح المجال لتغيير حقيقي يستطيع الشعب السوري من خلاله التعبير عن إرادته، أو كرهًا باتخاذ تدابير "جبرية" من خلال مجلس الأمن من اجل تدخل يحمي الأبرياء من القتل.
ـ الأزمة السورية لا تحتاج إلي إدانات، بل كل ما تحتاجه حلول فعلية يمكن تطبيقها على أرض الواقع. فكل دقيقة تمر دون حل تتعقد الأمور، وتزهق أرواح وتسفك دماء، ومجزرة "حمص" ستتكرر في مدن أخرى، لذلك لابد من التدخل لحل الأزمة استنادًا إلي ضمير العالم الرافض لمثل هذه الجرائم المخزية، فتجارب التدخل الدولي ماثلة وحققت نتائج لصالح حماية الشعوب.
3ـ فشل الخيار الدبلوماسي في احتواء الأزمة (12):
* حتى يتنحى بشار الأسد، على الدبلوماسية العربية والدولية أن تتنحى أولا، ليس لأنها فشلت فشلاً ذريعًا في معالجة الأزمة السورية فحسب، بل لأنها وصلت إلى حد الإفلاس في خطابها الدبلوماسي، هذا الأمر يؤكد على الآتي:
ـ حل الأزمة يكمن في البعد عن ما يحصل من اجتماعات سرية وعلنية ومبادرات معقولة وسخيفة، في ظل فشل كافة الجهود الدبلوماسية والتي لم تتوقف منذ عام.
ـ الجامعة العربية غير ملومة على سوء إدارتها للملف السوري، لأن القوى الغربية الأكثر تأثيرا في صنع القرار الدولي فشلت هي الأخرى في إحراز أي تقدم، ولم تملك سوى إدانة النظام في وسائل الإعلام، خاصة في ظل:
ـ التأخر في تسليح المعارضة في الداخل والمراهنة على الوقت لحل الأزمة سيزيد الوضع الداخلي السوري تعقيدًا، ومن أهم سلبيات التأخير التي تظهر أمام هذا الواقع هو تقطيع أوصال العلاقات بين الدول الصديقة، فإن كل ساعة تمر في وضع معلق تزيد الشرخ الحاصل بين الأصدقاء، قد ينتهون إلى قطيعة.
4ـ الجهود السلمية تعيد مأساة الشعب السوري(13):
* اجتمع وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة مؤخرًا بمشاركة روسيا الاتحادية، وقامت وفود صينية زيارة العواصم العربية، فضلاً عن زيارة "كوفي عنان" المبعوث الأممي إلي دمشق، محاولا إيجاد حلول سلمية لحل تحقن دماء الشعب السوري، إلا أن هذه الجهود السلمية بالأساس أعادت مأساة الشعب السوري إلى نقطة الصفر في ظل قرار الحكومة السورية اللجوء إلى مزيد من الحلول الأمنية ولو عن طريق الإبادة الجماعية، هذا الأمر يطرح العديد من التساؤلات إلى من يدعون بحل الأزمة سلمياً:
5ـ التقاعس الدولي يجدد مجازر سوريا(14):
* جدد نظام "الأسد" مجازره في سوريا، فارتكب مجزرة جديدة في "كرم الزيتون" بحمص أمام أعين المجتمع الدولي العاجز والصامت، بل إن المجزرة وقعت بعد تصريحات "أنان" التي أعرب فيها عن تفاؤله بإنجاز أمر ما في سوريا. هذه المجزرة تؤكد أن التقاعس الدولي ستكون نتائجه خطيرة جدا علي سوريا بل والمنطقة بأكملها والمجتمع الدولي. الأمر الذي يتطلب تدخلاً فاعلاً يغير قواعد العملية السياسية في سوريا، حيث إن:
ـ النظام "الأسدي" قرر أن يبقى بالحكم ولو بقتل السوريين، واليوم تأخذ الأمور بسوريا منحى طائفيًا خطيرًا، في ظل مراهنة النظام على البعد الطائفي وتصرفه وفق لذلك.
ـ كل يوم يمر دون موقف دولي حاسم يعني أن الأزمة السورية ستطول، وستكون تبعاتها كارثية على كل المنطقة وعلى المجتمع الدولي، وعلي المؤثرين فيه أن يتذكروا أن ما يحدث بسوريا لا يدين "الأسد" وحده، بل إنه يدين كل من هو قادر على فعل شيء ولم يتحرك الآن من أجل إنقاذ المدنيين العزل.
ـ حماية المدنيين جزء من واجب المجتمع الدولي، وهذا أمر يمكن أن يتم خارج مجلس الأمن، طالما باتت مهمة هذا المجلس هي حماية النظام السوري المستبد بدمشق.
6 ـ حدود التغير في الموقف الروسي من الأزمة السورية(15):
* اتفاق النقاط الخمس بين جامعة الدول العربية وروسيا حول الأزمة، فتح مجالاً مهمًا للتشاور بين الجانبين حتى على الرغم من أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه لم يتجاوب مع كل ما كان تريده الدول العربية من موسكو، وفيما يلي مزيد من التفاصيل حول ايجابيات وسلبيات هذا الحوار:
أ ـ السلبيات:
* برز في هذا الاتفاق بعض السلبيات منها:
ـ أنه لم يشر إلى موقف روسيا من خطة الحل العربي التي طرحتها الجامعة العربية وتقوم على تخلي الرئيس السوري "بشار الأسد" عن سلطاته لنائبه وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإطلاق حوار وطني بين الحكومة والمعارضة، وهي الخطة التي تبناها مشروع القرار الأخير الذي طرح أمام مجلس الأمن الدولي لكن روسيا والصين استخدمتا حق النقض ضده.
ـ مازالت روسيا متمسكة بموقفها القاضي بعدم التدخل الخارجي في سوريا وعدم تحميل النظام السوري وحده مسؤولية ما يجري على الأرض والتأكيد أن الحوار بين النظام والمعارضة هو الطريق نحو الحل.
ـ لم يتضمن الاتفاق بنقاطه الخمس أي إشارة إلى المطالب التي طرحتها أطراف عربية بشأن الاعتراف الدولي بـ "المجلس الوطني السوري" المعارض كممثل شرعي للشعب السوري، وتسليح المعارضة السورية لتتمكن من الدفاع عن نفسها.
ب ـ الإيجابيات:
* على الرغم مما سبق، فإن الحوار الذي جرى بين روسيا والعالم العربي والاتفاق الذي تم التوصل إليه ينطويان على العديد من الجوانب الإيجابية، وهي:
ـ أن هذا الحوار يمثل بداية مهمة للتعاون بين الجانبين في الأزمة، حيث أوجد إطارًا للنقاش وتبادل لوجهات النظر، على نحو يمكن أن يؤدي إلى تغيرات مهمة في موقف موسكو خلال الفترة المقبلة، خاصة ذا ما استمرت الأوضاع في التفاقم على الأرض في سوريا.
ـ إشارة الاتفاق بين روسيا والعرب إلى ضرورة وقف العنف بشكل عام وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تحتاجها سوريا، يوجه رسالة مهمة إلى النظام السوري بضرورة التجاوب مع المطالب الدولية الخاصة بتسهيل مهام المنظمات الإنسانية الدولية.
ـ الاجتماع في حد ذاته ينطوي على رسالة مهمة إلى دمشق خاصة أن روسيا تمثل الداعم الأساسي لنظام "الأسد" على المستوى العالمي إضافة إلى الصين خلال المرحلة الحالية، وهذا يمثل عامل ضغط قويًا علي النظام.
ـ حدوث أي تغير في موقف روسيا من الأزمة، حتى وإن لم يكن على المستوى الذي كان يريده العرب، يكتسب أهميته من تأثيره في الموقف الصيني خلال الفترة المقبلة حيث تشير التجارب إلى أن التأثير المتبادل بين الموقفين في الكثير من ملفات المنطقة خاصة ملفي سوريا وإيران.
7ـ مقترحات حل الأزمة السورية(16):
* في ضوء المجازر التي يرتكبها "الأسد"، يبقى الأمل لحل الأزمة السورية متوقف علي الأتي:
ـ إهمال الموقف الروسي والصيني وليس معاداتهم: أي السعي لحل الأزمة من دون وضع اعتبار لروسيا وأتباعهم في بكين، إذ إن فلسفة الخطاب السياسي الروسي، ومثله الصيني، لا تولي اهتمامًا كبيرًا للجانب الإنساني والأخلاقي، على نحو يجعل الانتظار العربي والخليجي في الحصول على موقف روسي أو صيني متناغم معهم من أجل إنقاذ السوريين من جرائم الأسد، هو سعي وراء السراب.
ـ مناصرة الشعب السوري: وهو أمر لا يتطلب الحصول على إجماع دولي وإقليمي، وهذه المناصرة يمكن أن تكون من خلال:
ـ التنسيق بين دول الإقليم المحيطة بسوريا: خاصة السعودية وتركيا والأردن، فهي الدول القادرة على تعديل كفة الميزان وإسقاط "الأسد"في مدة أوجز وبثمن أقل. وبالتالي فليتحرك الجاهزون والمقتنعون بالثورة السورية (السعودية وقطر والكويت والإمارات والأردن وتركيا) أو حتى من هو فقط جاهز للعمل من هؤلاء.
(1) الشرق القطرية، الشرق الأوسط، الشروق، رويترز، وكالة الأنباء القطرية، البحرينية، السعودية، الكويتية، الإماراتية، أخبار الخليج، الخليج الإماراتية، البيان الإماراتية، وكالة الأنباء الفرنسية، العربية نت، الجزيرة نت، إيلاف، راديو سوا، إذاعة سويسرا، إيلاف، إذاعة مونت كارلو، إذاعة سويسرا، القدس العربي، الأهرام المصرية، 13/3/2012.
(2) اسوشيتد برس، وكالة الأنباء الفرنسية، الشرق الأوسط، 13/3/2012.
(3) الشرق الأوسط، الخليج الإماراتية، 13/3/2012.
(4) وكالة الأنباء الفرنسية، 12/3/2012.
(5) الشرق القطرية، 13/3/2012.
(6) وكالة أنباء "إيتارـ تاس" الروسية، 12/3/2012.
(7) وكالة الأنباء السعودية، الشرق الأوسط، 13/3/2012.
(8) الشرق الأوسط، 13/3/2012.
(9) نشرة أخبار الساعة، العدد (4800)، 13/3/2012.
(10) محسن الهاجري، رأي الشرق القطرية،13/3/2012.
(11) رأي الشرق القطرية،13/3/2012.
(12) أمل عبد العزيز الهزاني، الشرق الأوسط،13/3/2012.
(13) محمد صالح المسفر،الشرق القطرية،13/3/2012.
(14) طارق الحميد، الشرق الأوسط،13/3/2012.
(15) نشرة أخبار الساعة، العدد (4799)، 12/3/2012.
(16) مشاري الذايدي، الشرق الأوسط،13/3/2012.
تحت عنوان في الوقت الذي يغادر فيه عنان سوريا فإن رجال الأسد يسارعون إلى قتل الأبرياء، قال تقرير لصحيفة الاندبندنت (13/3/2012) إن المخاوف تتصاعد أكثر فأكثر من انزلاق سوريا إلى حرب أهلية موسعة، خاصة بعد اتهامات المعارضة السورية للنظام بارتكاب مجزرة في حمص قتل فيها العديد من النساء والأطفال.
ونقلت الصحيفة عن ناشط سني في حمص يطلق على نفسه اسم أبو عماد، إن السنة سوف يعلنون الحرب المقدسة على حد تعبيره.
وحول الموضوع نفسه نقلت صحيفة الديلي تلجراف (13/3/2012) تصريحات وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في مجلس الأمن والتي قال فيها إن المجلس فشل في تحمل مسؤولياته تجاه الشعب السوري.
"تسليح المتمردين السوريين هو رهان صعب" عنوان كبير في صحيفة لوفيجارو (13/3/2012) كتبه صحفي كبير هو على اطلاع على ملف الاستخبارات الفرنسية جورج ماجرنو.
الكاتب يقول إن مسألة التسليح ستفرق المجتمع الدولي بين مؤيدين أمثال قطر والسعودية وبين معارضين أمثال الولايات المتحدة وإسرائيل ومترددين مثل فرنسا تركيا.
حسب الكاتب واشنطن تمكنت بمساعدة الاستخبارات العراقية من اختراق المتمردين المسلحين السوريين، وقد تم التعرف على البعض منهم وكانوا مطاردين في العراق.
وقالت الصحيفة إن العراق أصبح أحد المنافذ لوصول السلاح والمجاهدين إلى سوريا كما أن الحدود اللبنانية وخاصة سهل البقاع باتت منفذا لوصول السلاح وأموال شخصيات سياسية لبنانية.
رصدت صحيفة بيستيا الصربية (13/3/2012) نقاط الخلاف بين وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا في مجلس الأمن :
كلينتون رفضت المساواة بين قتل قوات النظام للمدنيين وما يقوم به هؤلاء المدنيين من الدفاع عن أنفسهم. بينما لافروف يحمل الطرفين المسؤولية ويتهم المقاومة بالانتماء للقاعدة وأنهم من بدؤوا الهجوم.
ويعتقد لافروف انه إن لم تكن الاولوية هي المساعدة الانسانية للشعب السوري فلا حاجة للحديث عن هذه المرحلة بينما كلينتون تؤكد أنه لا يمكن السكوت عن المذابح ضد المدنيين وتعيق عملية السلام والأمن في المنطقة.
كشفت تحقيقات مشتركة نشرتها صحيفة الخبر الجزائرية (13/3/2012) بين أجهزة الأمن الجزائرية والفرنسية أن 21 جزائريا و5 فرنسيين من أصول مغاربية يقاتلون، حاليا، في صفوف تنظيم القاعدة في سوريا، بعد أن تسللوا ضمن المتطوعين الليبيين إلى سوريا.
وأضافت الصحيفة أن أجهزة الأمن الفرنسية طلبت من نظيراتها في تونس والجزائر والمملكة المغربية معلومات حول تواجد مواطنين فرنسيين من أصول مغاربية في دولهم الأصلية، بعد اختفائهم في ظروف غامضة، والاشتباه في تنقلهم للقتال في سوريا.
وتوصل المحققون في حوادث اختفاء 12 جزائريا، خلال الأشهر الستة الأخيرة من العام 2011 في ظروف غامضة، إلى أنهم تنقلوا إلى ليبيا ومنها إلى تركيا من أجل التسلل إلى سوريا، للقتال ضد نظام بشار الأسد.
ويعتقد بأن المئات من الجهاديين الليبيين يوجدون حاليا في سوريا ويقاتلون تحت لواء كتائب جهادية أنشئت مؤخرا في سوريا.ودعت بيانات منسوبة لكتائب سلفية جهادية تداولتها مواقع أنترنت مقربة من التيار السلفي الجهادي، الشباب العرب للجهاد في سوريا.
من جهتها قالت صحيفة القدس العربي (13/3/2012) إن عدداً من كبار الضباط في الجيش السوري النظامي نقلوا في الساعات القليلة الماضية الى بعض مستشفيات بيروت للمعالجة من إصابات خطيرة تحول دون معالجتهم في مستشفيات دمشق. لكن مصادر الصحيفة تكتمت على هويتهم وأسماء المستشفيات التي يعالجون فيها.
صحيفة الراية القطرية (13/3/2012) قالت إن النقاط الخمس التي أعلن عنها بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب مع وزير الخارجية الروسي قبل أيام ومن قبل المبادرة العربية بشأن الأزمة السورية أكدت على ضرورة وقف العنف وهو ما لم يلتزم به النظام السوري.
النظام السوري يشن هذه الأيام حربا ضروسا ضد شعبه في مدينة إدلب بعد مدينة حمص التي تستبيحها الآن عصابات الأمن والشبيحة. والذي لم يرد بالإيجاب على اقتراحات الموفد العربي والدولي كوفي أنان لوقف العنف في سوريا.
إن على المجتمع الدولي مسؤولية أخلاقية تتمثل في إجبار النظام السوري على سرعة وقف الهجمات التي تستهدف المدنيين والإفراج عن المعتقلين المسجونين منذ اندلاع حركة الاحتجاج وتسهيل نقل المساعدات الإنسانية العاجلة للمدن والبلدات السورية المنكوبة وهو الأمر الذي يبدو أنه لن يتحقق دون نجاح مجلس الأمن الدولي في توحيد صفوفه خلف قضية الشعب السوري الذي يُذبح على مشهد من العالم ومسمعه والاتفاق على إدانة عنف النظام والسعي لمحاسبة مرتكبي الجرائم أمام المحاكم الدولية.
في مقاله بصحيفة الحياة (13/3/2012) قال إلياس حرفوش إن الرئيس السوري تميز بكثير من الدقة والصراحة في حديثه الى صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية قبل أقل من شهرين على اندلاع الانتفاضة السورية، حين قال: اذا لم ترَ الحاجة إلى الإصلاح قبل ما جرى في مصر وتونس، فإن الوقت متأخر الآن لأي إصلاح. وان قمت به كردة فعل، فإنه سينتهي بالفشل».
في الحالتين، كان الرئيس السوري محقاً. والمؤسف أن هذه الصراحة لم تتكرر في كل الخطب والأحاديث الصحافية التي ألقاها أو أدلى بها منذ منتصف مارس الماضي، فمن جهة كان على قناعة أن أي إصلاح في سورية، على الطريقة التي كان يدعو إليها المعارضون، سيؤدي إلى تقويض أسس النظام. ومن جهة أخرى كان مضطراً لإطلاق حملة دعائية إصلاحية لتوفير مؤونة لحلفائه في المنطقة والعالم للدفاع عنه.
وهكذا سار القتل جنباً إلى جنب مع التعديلات السياسية التي كان يتم الاعلان عنها، والتي بدت كأنها تجاوب مع الضغوط الخارجية، بدل ان تكون تجاوباً مع احتياجات الداخل.
وكما توقع الأسد تنتهي كل هذه القرارات بالفشل، ولن تنفع في مد النظام بمزيد من العمر، لأنها جاءت متأخرة، ولأنه لا يوجد أحد في سورية أو في خارجها يحملها على محمل الجد.