الخميس 9 شوّال 1445 هـ الموافق 18 أبريل 2024 م
التقرير الإعلامي الستون 12 مارس/آذار 2012
الاثنين 19 ربيع الآخر 1433 هـ الموافق 12 مارس 2012 م
عدد الزيارات : 2346
أولاًـ التطورات السياسية للأزمة (1)
ثانيًاـ رؤى الكتاب والمفكرين
عنان يغادر سوريا "خالي الوفاض"
التدخل العسكري في سوريا محفوف بمخاطر هائلة
تقرير: واشنطن تدرس تدخلا عسكريا في سورية واقامة منطقة آمنة
إسرائيل لا تتمنى سقوط الأسد لتجنب إمبراطورية إسلامية في المنطقة
كوفي عنان يستخدم براعته في البحث عن مخرج دبلوماسي للأزمة السورية
لبنان يرفض حضور مؤتمر إيراني حول الوضع في سوريا

ألمانيا تطالب بالتركيز على الحل السياسي السلمى والسعودية تجدد دعوتها لتسليح المعارضة

* ما زال النظام السوري يواصل عملياته التصعيدية ضد المتظاهرين عبر استخدامه الأساليب القمعية الأمنية، الأمر الذي يعني مزيدًا من القتلى والجرحى. وفي المقابل يستمر الجدل والخلاف الدولي حول سبل حل الأزمة، فهناك دول مازالت تتمسك بالحل السياسي السلمي مثل ألمانيا التي أكدت على ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في الرياض، بينما جددت السعودية الدعوة لتسليح المعارضة كحل وحيد لتلك الأزمة، في ظل استمرار تعسف "الأسد" ورفضه كافة الدعوات والمقترحات التي تسعي للخروج من تلك المعضلة، والتي يأتي علي رأسها سلسلة المقترحات التي قدمها له "كوفي عنان"، مما يعني استمرار تأزم الأوضاع السورية على نحو يجعل الخاسر الوحيد هو الشعب السوري الذي تزهق أرواحه يومًا بعد يوم.

أولاًـ التطورات السياسية للأزمة (1)

1ـ  عقد مؤتمر ألماني ـ سعودي مشترك  في الرياض :
* وهو الذي جاء فيه الموقفان الألماني والسعودي علي النحو التالي:
أـ  الدعوة الألمانية للتركيز على الحل السياسي السلمي:
* دعت ألمانيا علي لسان وزير خارجيتها "غيدو فيسترفيلي" خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي 11/3/2012 إلى:
ـ إدانة القمع الوحشي الذي يمارسه النظام ضد الشعب السوري، والتركيز على الحل السلمي والتحول السياسي في سوريا يتضمن ثلاث نقاط: إنهاء العنف وإيصال المساعدات والحل السياسي.
ـ اضطلاع المجتمع الدولي بدوره الإنساني لإنقاذ الشعب السوري والضغط على النظام للسماح بإيصال المساعدات.

  •  يذكر أن "فيسترفيلي" الذي وصل الرياض مساء 10/3/2012 آتيا من صنعاء، اعتبر أن الحل السلمي في اليمن يمكن تطبيقه في دول أخرى في إشارة إلى سوريا، كما أكد مشاركة ألمانيا في اجتماع "أصدقاء اليمن" المزمع انعقاده يوم 23/4/2012 في الرياض.

ب ـ  تجديد السعودية دعوتها لتسليح المعارضة:
* جدد وزير الخارجية "سعود الفيصل" مطالبته بتسليح الشعب السوري، مؤكدًا:
ـ عمليات القتل التي تجري في سوريا لا يمكن أن تكون وفق القانون الأخلاقي أو السياسي، وأنها حرب تشن بلا هوادة ضد شعب بأكمله، والنظام السوري علي وشك الانهيار.
ـ الخيار العسكري ليس الحل، وإنما من الحل السماح للسوريين بأن يحموا أنفسهم عبر السماح للشعب السوري بالتسلح لحماية نفسه ضد الأعمال والممارسات الوحشية التي يشنها النظام لقمع الاحتجاجات، مشيرًا إلى عدم وجود أي موقف عدائي سعودي تجاه النظام السوري، وأن بلاده لا تركز على إسقاط النظام.
ـ ضرورة العمل على فتح قنوات لتوصيل المساعدات، فضلاً عن مواصلة الجهود الدولية لحل الأزمة.
2ـ  مباحثات سعودية ـ صينية تتركز على الوضع في سوريا:
* أكد مصدر صيني أن مساعد وزير الخارجية ومبعوث الحكومة الصينية "تشانغ مينغ" سيلتقي الأمير "سعود الفيصل " لتبادل وجهات النظر حول الوضع السوري، وأن هذه الزيارة تأتي في إطار جهود الصين الرامية إلى تعزيز التواصل والتشاور مع الأطراف المعنية حول حل المسألة السورية سلميًا علي رأسها:

  •  رؤية الست النقاط التي طرحتها الصين مؤخرًا بشأن حل المسألة السورية سياسيًا، حظيت بالاهتمام والتفهم والتأييد الواسع من قبل المجتمع الدولي.
  •  الجولات الصينية إلى كل من مصر وفرنسا، حيث سيقوم بزيارة فرنسا في الفترة ما بين يومي 14 و16 /3/2012 في إطار المشاورات مع الجانب الفرنسي حول المسألة السورية والقضايا الأخرى.

3 ـ  زيارة "عنان" للسعودية لعرض نتائج مباحثاته في سوريا:
* توقع مصدر دبلوماسي رفيع المستوى أن يصل إلى الرياض مساء 12/3 مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية "كوفي عنان" للقاء العاهل السعودي الملك "عبد الله بن عبد العزيز" ووزير الخارجية الأمير "سعود الفيصل" لعرض نتائج المباحثات التي أجراها مع الرئيس "بشار الأسد" والمعارضة السورية، وفي هذا الإطار أوضح المصدر:
ـ زيارة "عنان" إلى المملكة ستأتي عقب انتهاء زيارته إلى دمشق والتي التقي فيها مع "الأسد" والمعارضة السورية ومفتي سوريا "أحمد حسون"، إضافة إلي ممثلين عن جميع الطوائف الدينية.
ـ "عنان" قد أعرب عقب جولة المحادثات الأولى 10/3 مع "الأسد" عن قلقه الشديد تجاه ما وصفه بـإراقة الدماء بوحشية وحث "الأسد" على اتخاذ خطوات ملموسة لوقف العنف، وأنه أجرى محادثات مع بعض عناصر المعارضة السورية التي قالت إنها لا تقبل الحوار قبل توقف دمشق عن قمع الاحتجاجات، فضلاً عن تقديمه مقترحات  ترتكز بالأساس علي السماح بوصول المنظمات الإنسانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر وإطلاق سراح المعتقلين وبدء حوار سياسي مفتوح لا يستثنى منه أي طرف.

ثانيًاـ رؤى الكتاب والمفكرين

1ـ السعودية وروسيا.. أيهما مع الإرهاب؟ (2):
*الاتهامات الروسية للسعودية بدعمها للإرهاب في سوريا، اتهام ليس له أساس من الصحة، وفي هذا الإطار يمكن توضيح بعض الحقائق التي تدحض هذه الرؤية المغلوطة:
- السعودية سعت دائمًا إلي محاربه الإرهاب، وما تمارسه حكومة سوريا إرهاب لا شك فيه ومن حقها أن تحاربه، وبالتالي من المنطقي أن تقف إلى جانب الشعب السوري وتطالب بحمايته من القتل الذي يتعرض له من خلال تسليحه، فقط إيمانًا بحق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه وعرضه أمام طغيان النظام المتمثل في "الأسد"، باعتبار أنه حق مشروع لكل من يتعرض للقتل، وهو حق كفلته قوانين الأرض والسماء دون منازع.
ـ علي الجانب الآخر اتخذت روسيا موقفًا مترديًا بشان الأزمة في سوريا، وهو الأمر الذي لا يثير علامات التعجب، فالتاريخ الروسي يؤكد أن الحكومات الروسية المتتالية وحتى حكومة "بوتن" مارست كل أنواع الإرهاب حتى أصبح سمة بارزة في السياسة الروسية، ولهذا فانه يبدو منطقيًا في ظل تشابه كلا النظامين الروسي والسوري أن تقف الأولي مع الأخير الذي قتل حتى الآن أكثر من ثمانية آلاف، وفيما يلي بعض الشواهد التي تؤكد تاريخ روسيا الإرهابي:

  •  ساهمت في قتل أكثر من مليون مسلم في تركستان، كما هدمت كل مساجد المسلمين واستولت على أوقافهم ومنعتهم من ممارسة عباداتهم.
  •  قامت بحملة إعدامات واسعة على المسلمين الشيشان الذين طالبوا بالانفصال، وهي علامة بارزة على الإرهاب الروسي.
  •  ارتكاب جرائم خطيرة في أفغانستان ويوغوسلافيا.

2 ـ ملاحظات حول الجدل الدولي بشأن التدخل الخارجي في سوريا(3):
*  الأزمة في سوريا توشك على إتمام عامها الأول وسط جدال عربي وإقليمي ودولي بشأن التدخل الخارجي في سوريا وأشكال هذا التدخل، وفي هذا الصدد يمكن توضيح الملاحظات التالية:
ـ هذا الجدال يدور في حلقة شبه مفرغة، في ظل التراشق الإعلامي العنيف والاستنزاف الذاتي السوري.
ـ يدفع بالأزمة نحو أطوار جديدة من الاحتقان والتعقيد، فالقول إن هناك تدخلات خارجية يطيل عمر الأزمة، إذ يستغل النظام هذا الجدل كذريعة لممارسه سلطاته عل الشعب السوري، مما يعني مزيدًا من المعاناة للشعب السوري.
3 ـ تصعيد"الأسد" وتجاهله للثورة يتطلب التدخل العسكري(4):
* الوضع في سوريا يتطلب الحسم العسكري، ويرجع ذلك إلي الأسباب الآتية:
ـ التصعيد المستمر الذي يتبناه النظام: من خلال عمليات القتل والاعتقالات وقذف المدن، حيث يتبع النظام إستراتيجية عسكرية تهدف إلى:

  •   تصفية كل البؤر المسلحة وإنهاء الانتفاضة، مستندًا إلى الدعم الإيراني الروسي بأشكاله المختلفة.
  •   حسم الصراع مع المسلحين (الذين هم من العسكريين المنشقين، ومتطوعين) نتيجة الاختلال الكبير في ميزان القوى.

ـ تعسف النظام وتجاهله للثورة: عبر قرارات الإصلاح التي يحاول فرضها علي الشعب السوري، إذ قام بتشكيل لجنه صاغت دستورا جديدا، كانت نتائج الاستفتاء عليه 89% وافقوا من أصل 57% شاركوا فيه.
4ـ  إدارة "أوباما" المشكلة وليس "روسيا" وحدها(5):
* في الأزمة السورية لا يمكن إلقاء اللوم على روسيا وحدها، فإحدى أكبر المشاكل أيضًا هي إدارة الرئيس "أوباما"، حيث إن الإدارة الأمريكية:
ـ تترد في اتخاذ القرارات الحيوية، إذ تركت الشعب السوري وحده أمام جرائم نظام "الأسد"، بل ووجهت من اللوم للمعارضة السورية بمقدار ما وجهته للأسد، بل إنها سلمت إلى الادعاءات التي تقتضي بوجود" تنظيم القاعدة" في سوريا.
ـ تفقد فرصة ذهبية للتخلص من أهم معوقي استقرار المنطقة "بشار الأسد"، وهو أمر يمس الأمن القومي الأميركي أيضًا، لكن الواضح أن الإدارة الأمريكية متمثلة في "أوباما" غير معنية بأمن المنطقة الذي هو امتداد للأمن الدولي ككل، بقدر اهتمامها أكثر بإعادة الانتخابات الرئاسية.
ـ تشتهر بالقراءة الخاطئة لأحداث المنطقة، ويكفي أن نتأمل هنا تعامل "أوباما" مع الثورة الخضراء، فبدلاً من دعمها نجد أنها قررت الانسحاب من العراق ليتركه بيد المالكي وطهران.
5ـ المعطيات التي تفرضها الأزمة السورية(6):
* أفرزت الأزمة السورية العديد من المعطيات والوقائع، التي أصبحت محددات للأزمة ومصيرها، ولعل من أهم هذه المعطيات:    
ـ الأزمة كشفت بشكل جلي طبيعة النظام وتركيبته الأمنية المتماسكة، وهي قائمة علي فكر الرئيس الراحل "حافظ الأسد" التي تعتمد علي حماية النظام سيما وقت الأزمات.  
ـ الموقع الجيوسياسي لسوريا جعل من الأزمة السورية أزمة مركبة تتجاوز المطالب المشروعة للشعب السوري إلى مركز صراع إقليمي ودولي على المصالح والنفوذ والدور.       
ـ وجود إسرائيل على حدود سورية الحليفة لـ "حزب الله اللبناني" وإيران والعديد من الفصائل الفلسطينية، جعل للأزمة حسابات مختلفة لدى الدول الغربية، الأمر الذي أسفر عنه استبعاد بعض الدول وعلي رأسهم فرنسا وألمانيا اللجوء إلى الخيار العسكري على غرار ما جرى مع ليبيا "القذافي" وذلك خوفًا من تداعيات تدخل منطقة الشرق الأوسط والخليج إلى المجهول.
6ـ  مسارات الأزمة السورية(7) :
* هناك محطتان قريبتان ستؤشران إلى مسار الأزمة في سوريا، وهما:
(الأولى) إحياء الذكرى السنوية الأولى للحراك يوم 15/3/2012:
* ستؤشر هذه المناسبة إلى حدود النصر العسكري الذي حققه النظام في حمص وغيرها، وإلى مدى قدرة الشعب السوري على الاستمرار في ظل موازين القوى على الأرض.
(الثانية) محاولة المعارضة بمعظم أطيافها عقد لقاء في القاهرة:
* اللقاء الذي سيسبق "المؤتمر الثاني لأصدقاء سوريا في تركيا، من أجل الخروج بوثيقة تحمل قواسم مشتركة. وبهذا سيكون النظام أمام مرحلة جديدة أقسى.
(1) الشرق القطرية، إيلاف،القدس العربي، الشرق الأوسط، واشنطن بوست، 11ـ12/3/2012.
(2) محمد الهرفي، الشرق القطرية،12/3/2012.
(3) محمود الريماوي، إيلاف،12/3/2012.
(4) سلامة كيلة، الشروق،11/3/2012.
(5) منذر عيد الزملكاني ـ طارق الحميد، الشرق الأوسط، 12/3/2012.
(6) خورشيد دلي، إيلاف،11/3/2012.
(7) جورج سمعان، الحياة،12/3/2012.

عنان يغادر سوريا "خالي الوفاض"

نشرت صحيفة الاندبندنت (12/3/2012) تقريرا عن نتائج زيارة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان إلى سوريا ولقائه بالرئيس بشار الأسد في تقرير من إعداد الاستير بيتش.
تقول الصحيفة، في تقريرها الذي جاء بعنوان "عنان يفشل في إطلاق محادثات سلام في سوريا"، إن مبعوث الأمم المتحدة "غادر البلاد خالي الوفاض يوم أمس من دون التوصل إلى اتفاق لإنهاء الأزمة”.
وتشير الاندبندنت إلى أن عنان التقى خلال زيارته إلى سوريا "وجها لوجه بالنشطاء الذين شهدوا فظائع الانتفاضة السورية الدامية”.
ويضيف التقرير أن الأمين العام السابق للأمم المتحدة عقد جلسة ثانية من المباحثات مع الأسد قبيل مغادرة دمشق، حيث قال عنان إنه اقترح على الرئيس السوري مبادرة "سيكون لها تأثير فعلي على الأرض”.

التدخل العسكري في سوريا محفوف بمخاطر هائلة

كتبت صحيفة نيويورك تايمز (12/3/2012) انه على الرغم من الدعوات المتزايدة للولايات المتحدة للتدخل لحقن الدماء في سوريا صعد مسؤولون كبار في البنتاجون تحذيراتهم من أن أي تدخل في هذا البلد سيكون عملية شاقة وطويلة الأمد.
وقال المسؤولون إن العملية قد تتطلب أسابيع من الضربات الجوية المكثفة مع احتمال قتل أعداد كبيرة من المدنيين وإغراق البلاد في حرب أهلية.
وبحسب المسؤولين الأمريكيين فإن سوريا تمثل مشكلة أكبر بكثير من ليبيا التي استغرقت عمليات الناتو فيها أكثر من سبعة أشهر شاركت فيها مئات الطائرات وأسقطت خلالها حوالي 7700 صاروخ وقذيفة.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لديها القدرة العسكرية لشن غارات جوية متواصلة في سوريا، كما صرح رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارتن ديمسبي، أمام مجلس الشيوخ، الأسبوع الماضي: "يمكننا القيام بأي شيء"، إلا أن القيادات العسكرية تتحدث عن أربع تحديات كبيرة أمام أي عمل عسكري في سوريا هي: "مخاطر مهاجمة الدفاعات الجوية الروسية المتطورة والتي تقع على مقربة من المراكز السكانية الرئيسية، وتسليح المعارضة السورية المنقسمة بشدة، وإمكانية بدء حرب بالوكالة مع إيران أو روسيا، الحليفان الأبرز لسوريا، فضلاً عن افتقار الحماسة، في الوقت الراهن على الأقل، لتشكيل تحالف دولي على استعداد لاتخاذ إجراءات ضد حكومة الرئيس بشار الأسد..

تقرير: واشنطن تدرس تدخلا عسكريا في سورية واقامة منطقة آمنة

ذكرت صحيفة 'واشنطن بوست' (12/3/2012) أن إدارة الرئيس باراك أوباما وحلفاءها وشركاءها الدوليين بدأوا نقاشات جديّة بشأن تدخل عسكري محتمل في سورية، رغم مواصلتهم الضغط من أجل حلول غير عنيفة للأزمة.
وقالت الصحيفة إنه 'مع التقدم القليل الذي أحرز خلال الأسبوعين الفائتين منذ تعهّد 70 دولة ومؤسسة دولية في تونس (مؤتمر أصدقاء سورية) بتركيز جهودها على الجوانب الإنسانية والدبلوماسية (في سورية)، هناك استعداد متزايد للنظر في خيارات إضافية أخرى'.
ونقلت عن مسؤولين من الولايات المتحدة ودول أخرى مناهضة للرئيس السوري بشار الأسد، أن هذه الخيارات تتضمن تسليحا مباشرا لقوى المعارضة السورية وإرسال جنود لحراسة ممر إنساني أو 'منطقة آمنة' للمتمردين، أو شن هجوم جوي على أنظمة الدفاع الجوي السوري.
لكن الصحيفة أشارت إلى أن الحكومات لا تزال منقسمة بعمق بشأن إطار أي تدخل عسكري في سورية وموعد وكيفية حدوثه والدول التي ستشارك فيه، مع مواصلة روسيا معارضتها لتفويض من الأمم المتحدة وتساؤل كثيرين عن شرعية أية خيارات عسكرية وفقاً للقانون الدولي.
وقد قتل 43 شخصا في اعمال عنف متفرقة الاحد فيما اعلن موفد الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان في ختام زيارته الى سورية انه قدم للرئيس السوري بشار الاسد اثناء لقائه الثاني معه في دمشق 'سلسلة مقترحات ملموسة' سيكون لها 'انعكاس حقيقي' على الوضع الميداني في سورية.
جاء ذلك في الوقت الذي نقلت فيه مصادر صحافية معلومات عن مصدر دبلوماسي عربي بأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وافق على اعتماد المبادرة العربية التي تنصّ على نقل صلاحيات الرئيس السوري بشار الأسد إلى نائبه، على أن يكون ذلك ضمن مرجعيات مهمة كوفي عنان.
وبعد جلسة شهدت رداً شديداً من جانب السعودية وقطر على كلمة ألقاها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، جاء الإعلان المفاجئ من جانب وزير خارجية قطر ونظيره الروسي عن اتفاق يضع أساساً لحل الأزمة في سورية، وأبرز نقاط الحل: وقفُ العنف من أي مصدر كان كأولوية قصوى في هذا الوضع، وتشكيلُ آلية مراقبة محايدة لمتابعة الوضع في سورية، والاتفاق على استبعاد فكرة التدخل الأجنبي، وإتاحةُ وصولِ المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، ودعم مهمة عنان لإطلاق حوار بين دمشق والمعارضة على أساس المرجعيات التي اعتمدتها الأمم المتحدة والجامعة العربية.
وقال عنان للصحافيين في ختام لقائه الاسد 'قدمت سلسلة مقترحات ملموسة سيكون لها انعكاس حقيقي على الارض وستساعد في اطلاق عملية ترمي الى وضع حد لهذه الأزمة'.
وأكد عنان ان المحادثات تركزت على ضرورة 'وقف فوري لأعمال العنف والقتل والسماح بوصول المساعدات الإنسانية وحوار'.
وأضاف 'الرد الواقعي هو (القبول) بالتغيير وتبني إصلاحات تضع الاسس المتينة لسورية ديمقراطية ولمجتمع سلمي ومستقر ومتعدد ومزدهر على قاعدة الحق واحترام حقوق الإنسان
يأتي ذلك فيما دعا وزير خارجية ألمانيا غيدو فيسترفيلي خلال زيارة الى الرياض الاحد الى التركيز على الحل السلمي والتحول السياسي في سورية منددا في الوقت ذاته بـ'القمع الوحشي الذي يمارسه النظام'.
وقال 'نريد التوصل الى حل سياسي وندعم المعارضة لكننا نركز على السياسة في الوقت الحالي وهناك تراجع من جانب الأسد (...) نسعى للتوصل إلى ثلاث نقاط: انهاء العنف وإيصال المساعدات والحل السياسي'.
جاء ذلك في الوقت الذي طالب فيه وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الأحد، بتسليح الشعب السوري، غير أنه أكّد عدم وجود أي موقف عدائي سعودي تجاه النظام السوري، وأن بلاده لا تركّز على إسقاط النظام، واصفاً مواقف روسا والصين من الأزمة السورية بأنها غير مبررة أخلاقياً ولا قانونياً.
وتتزامن المساعي التي يبذلها عنان مع مقتل 43 شخصا بينهم 24 مدنيا و14 عسكريا بينهم ضابط بالإضافة إلى خمسة منشقين، سقط معظمهم في ريف ادلب (شمال غرب) حيث كثف الجيش السوري النظامي عملياته العسكرية الأحد، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ففي محافظة إدلب أسفرت اشتباكات عنيفة بين مجموعات منشقة والقوات النظامية السورية عن مقتل مدني وثلاثة جنود من القوات النظامية في قرية الجانودية كما قتلت سيدة ونجلها وجنديان في أريحا وجندي آخر في بلدة كفرنبل بجبل الزاوية.
كما قتل جندي بانفجار عبوة ناسفة في قرية مرعيان ومدني في قرية الناجية بنيران رشاشات ثقيلة وتسلم أهالي معتقل جثمان ولدهم في قرية جوزف بعد ثلاثة أسابيع من اعتقاله.
وفي إدلب نفسها، أسفرت الاشتباكات في حي الضبيط بين منشقين والقوات النظامية عن مقتل أربعة مواطنين.
وتكتسب محافظة إدلب أهمية استراتيجية بسبب وجود أكبر تجمع للمنشقين فيها، لا سيما في جبل الزاوية. كما أنها مناسبة لحركة الجيش السوري الحر بسبب مناطقها الوعرة والمساحات الحرجية الكثيفة، وقربها من الحدود التركية، واتصالها جغرافيا بريف حماة الذي تنشط فيه ايضا حركة الانشقاق عن الجيش النظامي.
كما أسفرت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات منشقة عن مقتل ستة جنود وعنصرين منشقين في حماة (وسط) وعن سقوط ثلاثة منشقين في مدينة يبرود (ريف دمشق).
وفي حمص (وسط)، قتل أربعة مواطنين في حي باب الدريب بينهم ثلاثة أشقاء إثر سقوط قذيفة على منزلهم كما قتل ضابط وجرح خمسة جنود إثر كمين نصبته لهم مجموعة منشقة في قرية تابعة لمدينة القصير (ريف حمص) على الحدود السورية اللبنانية.
وفي حلب (شمال)، قتلت بعد منتصف ليل السبت الأحد ناشطة في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المعارض برصاص شبيحة النظام السوري كما اغتال مسلحون مجهولون صباح الاحد الملاكم السوري العالمي محمد غياث طيفور بينما كان في سيارته بساحة جامعة حلب'.
واستشهد شاب في حي جوبر في دمشق بنار الأمن خلال حملة مداهمات واعتقالات.
واعتبرت صحيفة تشرين الحكومية الأحد أن قطر والسعوية تسعيان إلى 'إفشال' المساعي لحل الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ منتصف آذار (مارس)، متهمة قطر بدعم وتمويل 'المجموعات الإرهابية المسلحة' و'سفك الدماء' في سورية.

إسرائيل لا تتمنى سقوط الأسد لتجنب إمبراطورية إسلامية في المنطقة

صحيفة القدس العربي (12/3/2012) وتحت عنوان: "غلعاد: سقوط الأسد كارثة قد تقضي على إسرائيل نتيجة لظهور إمبراطورية إسلامية في المنطقة بقيادة الإخوان المسلمين في مصر والأردن وسوريا”.وقالت: "يرى بعض القيادات والمحللين أن سقوط النظام السوري هو في مصلحة الدولة العبرية لأن في ذلك ضربة للمحور الراديكالي. في المقابل، يشدد كثيرون على أن سقوط النظام خطر على إسرائيل لأنه قد تنشأ فوضى خطيرة أمنيا، وقد تصل إلى الحكم قوى إسلامية راديكالية شديدة العداء لإسرائيل”.
وأضافت: "فقد حذر رئيس الطاقم الأمني والسياسي بوزارة الأمن الإسرائيلية عاموس غلعاد من أن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيترتب عليه كارثة تقضي على إسرائيل، وذلك نتيجة لظهور إمبراطورية إسلامية في منطقة الشرق الأوسط بقيادة الإخوان المسلمين في مصر والأردن وسوريا”.
وأضافت: "من ناحيته، اعتبر الجنرال الإسرائيلي المتقاعد والباحث في معهد دراسات الأمن القومي شلومو بروم أن صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة في سورية يصب في مصلحة إسرائيل، وذلك لاختلاف هذه الحركة مع إيران وحزب الله أيديولوجيا ما سيخرج سوريا من تحت الوصاية الإيرانية”.

كوفي عنان يستخدم براعته في البحث عن مخرج دبلوماسي للأزمة السورية

عن زيارة موفد الجامعة العربية والأمم المتحدة لسوريا "كوفي عنان"، كتب عريب الرنتاوي في صحيفة الدستور الأردنية (12/3/2012) أن كوفي عنان وفي أول موقف علني له، بدا ممسكاً بزمام وعي عميق للأزمة السورية وسبل الخروج من استعصاءاتها، حيث رأى ضرورة وضع السلاح جانبًا، ورأى ضرورة البحث عن تسوية سياسية.
ويضيف الكاتب: كان يمكن لموقف إيجابي من المعارضة حيال مهمة عنان، أن يضع النظام في زاوية ضيقة...الآن تتجه الأمور نحو إلقاء الكرة في ملعب المعارضة...كان يمكن للمعارضة أن تضع شرط وقف الحملة المنتظرة ضد إدلب وريفها ابتداء، وفتح حمص أمام فرق المساعدات الدولية...كان يمكن للمعارضة أن تتقدم بلائحة مطالب، تكشف زيف "الترحيب" غير المكلف، الذي أبداه النظام حيال مهمة عنان.

لبنان يرفض حضور مؤتمر إيراني حول الوضع في سوريا

كتبت صحيفة الحياة اللندنية (12/3/2012) أن لبنان اعتذر عن حضور مؤتمر حول الوضع في سوريا دعت إليه طهران، والذي يعقد في 18 مارس الجاري، بمشاركة ممثلين من العراق وسوريا وإيران، وهو على شاكلة مؤتمر تونس لأصدقاء سوريا، وقد رفض وزير اخارجية اللبناني المشاركة فيه للأسباب ذاتها التي جعلت لبنان ترفض المشاركة في مؤتمر تونس لنفس الأسباب وهي المحافظة على الاستقرار الداخلي.