قصف شديد على عدة أحياء في حلب، ومليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي تغلق معبرا على الحدود مع كردستان العراق، في المقابل، المجاهدون يسيطرون على عدة مواقع لقوات الأسد، ومصادر إعلامية إيرانية تعلن مقتل أحد قادة ميليشيا بدر العراقية في دمشق على يد المجاهدين.
78 قتيلا:
قتلت قوات الأسد يومنا هذا السبت 78 شخصا معظمهم في حلب.
وتوزع القتلى على مناطق وبلدات سورية كالتالي:
في حلب قتل 34 شخصا، وفي دمشق وريفها قتل 25 شخصا، وفي إدلب قتل 9 أشخاص، وفي درعا قتل 4 أشخاص، وفي دير الزور قتل شخصان، وفي حماه قتل شخصان، كذلك في حمص قتل شخصان. (1)
قصف على عدة أحياء في حلب ومناطق أخري:
في حلب، قصفت قوات الأسد بلدتي عندان وحريتان في ريف حلب الشمالي بالمدفعية الثقيلة والطيران، وتعرض حي الأنصاري ومنطقة الشيخ نجار لقصف جوي، في حين ألقى الطيران المروحي الأسدي عدة براميل متفجرة على أحياء الميسر ومساكن هنانو وبني زيد، وفي الليرمون قصفت قوات الأسد مجمع الصالات، فيما تعرضت المنطقة منذ صباح اليوم إلى أكثر من 20 برميلا متفجرا، وشن الطيران الحربي الأسدي عدة غارة جوية على بلدة خان العسل، وتعرض حى الحمدانية لقصف بصاروخ أرض أرض.
وفي دمشق وريفها، قصفت قوات الأسد حي القابون بقذائف الهاون، وألقى الطيران المروحي الأسدي براميل متفجرة على مزارع رنكوس، وتعرضت مدينة دوما لقصف بالصواريخ من قبل قوات الأسد، وشن الطيران الحربي غارات جوية على بلدة المليحة، في المقابل تعرضت مدينة الزبداني لقصف مدفعي عنيف من قبل قوات الأسد، كما سقطت قذائف هاون على حي العمارة وشارع الثورة في دمشق.
وفي حمص، قصفت قوات الأسد مدينة الرستن بقذائف الهاون.
وفي حماه، استهدف الطيران الحربي الأسدي مدينة كفر زيتا بالغازات السامة والبراميل المتفجرة، ما تسبب بوقوع حالات اختناق بين المدنيين، بالتزامن مع قصف جوي على بلدة مورك وقرية الصياد.
وفي إدلب، تعرضت معظم القرى والبلدات المتواجدة على طريق أريحا- اللاذقية إلى قصف من قبل قوات الأسد بالمدفعية والصواريخ، كما قصف الطيران الحربي الأسدي مدينة معرة النعمان.(2)
انفجار في الحسكة:
انفجرت عبوتان ناسفتان في مدينة الحسكة، إحداهما في منطقة سوق الهال والأخرى بالقرب من المربع الأمني في المحافظة. (2)
إغلاق معبر على الحدود مع كردستان:
قامت ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي، الموالية لقوات الأسد في مدينة ديريك بإغلاق معبر سيماليكا المائي مع إقليم كردستان العراق، ومنع السوريين القادمين من الإقليم من دخول الأراضي السورية، ما أدى إلى تجمع عدد كبير منهم بانتظار أن يسمح لهم بالدخول. (2)
فرض تأشيرة على المواطنين:
فرضت ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي تأشيرة على الداخلين والخارجين من المعابر الحدودية التي تسيطر عليها، وحددت المليشيا شروطا وأوراقا للحصول على التأشيرة منها، صورتان شخصيتان ملونتان، وصورة عن الهوية الشخصية، وجواز سفر، وكفيل من مواطني المنطقة للشخص غير السوري القادم من خارج سورية، الأمر الذي فسره كثيرون أنه مسعى من قبل الحزب للانفصال عن سورية. (2)
في حلب، قتل المجاهدون أكثر من 25 جندياً من قوات الأسد، ودمروا دبابة على الأوتستراد الشمالي في جمعية الزهراء بحلب، واغتنموا أسلحة منوعة خلال تحرير المباني في الحي، وقصف المجاهدون معاقل الشبيحة في مدينة نبل الموالية بريف_حلب بصواريخ محلية الصنع، كما قصفوا معاقل الشبيحة في قرية الشرفي بريف_حلب بقذائف مدفع57، وحققوا إصابات مباشرة، واستهدفوا معاقل قوات الأسد في حي سيف الدولة بحلب بصواريخ محلية الصنع.
وفي دمشق وريفها، دمر المجاهدون دبابتين T72 باستهدافهما بقاذف RPR، وأعطبوا عربة شيلكا إثر استهدافها بوابل من قذائف الهاون في المليحة بريف دمشق، كما قاموا بتدمير عربة شيلكا خلال الاشتباكات المتواصلة مع ميليشيات حزب الله على جبهة بخعة بالقلمون الفوقاني بريف دمشق.
وفي دير الزور، قنص المجاهدون عنصر من ميليشيات الرافضة في حي الرصافة بدير الزور.
وفي حمص، تمكن المجاهدون من تدمير آلية لميليشيات الأسد في محيط حاجز ملّوك بريف_حمص الشماليّ، بعد استهدافها بمدفع spg9. (3)
إحكام السيطرة على التل الأحمر الغربي:
في القنيطرة، أحكم المجاهدون سيطرتهم على التل الأحمر الغربي في ريف القنيطرة.
وفي إدلب، سيطر المجاهدون على حاجز الصياد، في خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، وقتلوا كافة عناصر الحاجز، واغتنموا دبابة و عربتَيْ BMP. (3)
السيطرة على مواقع لقوات الأسد وقتل جنود أسديه وعناصر من تنظيم الدولة:
في حلب، تمكن المجاهدون من السيطرة على محطة و إطفائية_الصاخور بالمدينة، وقتل 14 عنصراً من تنظيم البغدادي في هجوم على مقار لهم في جبال الواش شمال شرقي المدينة، وفي محيط المخابرات الجوية، قتل المجاهدون 6 عناصر من قوات الأسد خلال اشتباكات معهم.
وفي حماه، استهدف المجاهدون مطار حماه العسكري بعدد من صواريخ غراد، وقتلوا4 عناصر من قوات الأسد في كمين محكم بمنطقة الشيخ_هلال.
وفي دمشق وريفها، تمكن المجاهدون من تدمير الدبابة الثانية لقوات النظام على جبهة مرصد صيدنايا في القلمون.
وفي اللاذقية، استهدف المجاهدون بصواريخ غراد مدينة بلوران الموالية للنظام في ريف اللاذقية. (4)
أسر عناصر من قوات الأسد وتنظيم البغدادي:
في دير الزور، ألقى المجاهدون القبض على 11 عنصراً من تنظيم الدولة_الإسلامية بعد كمين محكم نصبوه لهم لهم على أطراف قرية الباغوز بالقرب من البوكمال.
وفي ريف دمشق، تمكن المجاهدون في جبهة القلمون من أسر 10 عناصر من قوات الأسد بالقرب من جبهة بخعة. (4)
إسقاط طائر:
تمكن المجاهدون من إسقاط طائرة ميغ تابعة لقوات الأسد في ريف حلب الغربي. (4)
مقتل قيادي بميليشيا "بدر العراقية" في سورية:
ذكر موقع "مشرق" الإيراني الناطق باللغة الفارسية نقلاً عن مصادر إعلامية سورية، استناداً إلى مصدر طبي في مستشفى تشرين بمدينة دمشق، مقتل قصي غازي فيصل التميمي، أحد قادة قوات بدر العراقية خلال اشتباكات مع المجاهدين في سورية.
وأوضح الموقع أن قصي التميمي نقل إلى مستشفى تشرين بعد أن جرح في إحدى المعارك التي لم يحددها الموقع وتوفي في المستشفى، وقام وزير دفاع الأسد فهد جاسم الفريج بزيارته في المستشفى حسب بعض المصادر. (5)
محاسبة نظام الأسد:
طالب الأمين العام للائتلاف الوطني السوري بدر جاموس، المجتمع الدولي بإجراء تحقيق شامل، ومحاسبة نظام الأسد حول "استخدامه للغازات السامة ضد المدنيين العزل في حرستا بريف دمشق، والتي أدت إلى وقوع حالات اختناق عديدة بعضها حرجة"، وقال الأمين العام" نظام الأسد لم يكتف بخرق مواعيد تسليم أسلحته الكيميائية، بل نراه يكرر استخدام الغازات السامة تحت سمع وبصر العالم، وهذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها لاستخدام الغازات السامة في الغوطة الشرقية.
فبعد إجباره على القبول بتسليم ترسانته الكيميائية عقب هجمات 21 آب التي راح ضحيتها أكثر من 1400 مدني؛ تم توثيق هجمات بالغازات السامة في كل من داريا وجوبر، وهو ما يدفعنا إلى توجيه تحذير جدي من أن النظام سيعيد استخدام هذا النوع من الأسلحة المحرمة على نطاق أوسع ما لم يتم لجمه وإجباره على وقف إجرامه بحق الشعب السوري". (5)
تحقيق دولي:
جدد الائتلاف الوطني السوري في بيان له اليوم "دعوته إلى الأمم المتحدة من أجل إجراء تحقيق سريع في المستجدات المتعلقة باستخدام الغازات السامة ضد المدنيين في سورية"، ودعا البيان "مجلس الأمن إلى وضع حد للتجاوزات التي يمارسها النظام والخروقات الرهيبة للاتفاقيات الدولية، والتعهدات والتفاهمات التي أبرمها فيما سبق".
وجاء في ختام البيان "لقد حصل نظام الأسد مرة أخرى على الضوء الأخضر بفضل الصمت الدولي، وهو ما حذر منه الائتلاف حين أكد أن عمليات النظام وجرائمه ستتصاعد باستخدام هذه الأسلحة ما لم يتم لجمه وإجباره على وقف إجرامه بحق الشعب السوري، وهو بالضبط ما يكشفه سلوك النظام خلال مناسبات مشابهة سابقة لم يتوقف فيها عن استخدام الأسلحة الكيميائية إلا تحت التهديد الجاد رغم أنه جاء متأخراً جداً". (5)
استضافت منتخب سورية للكاراتيه:
وصل منتخب سورية للكاراتيه إلى مقر الحكومة السورية المؤقتة في مدينة غازي عنتاب، حيث كان باستقباله وزيرة الثقافة تغريد الحجلي، التي أكدت على "أهمية رفع علم الثورة السورية في مختلف المحافل الدولية ومنها المحافل الرياضية، وأن الرياضيين السوريين الأحرار هم سفراء يحملون قضية الشعب السوري إلى العالم"، وكان المنتخب السوري للكاراتيه قد حاز على أربع ميداليات ذهبية وفضية واحدة في بطولة العالم للكاراتيه التي أقيمت في كوسوفو. (5)
قرار سيادي:
أكد فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة الأسد" أن إعلان الدولة السورية فتح باب الترشيح للانتخابات الرئاسية جاء ترجمةً لقرارها السيادي، بأن تجري هذه الانتخابات في موعدها المستحق، ووفقاً لأحكام الدستور السوري بتحديد مدة ولاية رئيس الجمهورية بسبع سنوات تنتهي عملياً في شهر تموز المقبل. (8)
دمشق تمنع المنار والميادين من البث المباشر:
منعت حكومة دمشق قناتي المنار والميادين من البث المباشر من سوريا، إلا بعد الحصول على ترخيص رسمي بذلك، ما أدى إلى سحب قناة الميادين لطواقمها العاملة وتعليق نشاطها في البلاد، وقد نفت بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد تصريحات نسبت إليها بموقع فيسبوك انتقدت فيها ما وصفتها بوسائل إعلام صديقة, قائلة إنها تبث تقارير توحي بأن سوريا لم تكن لتصمد لولا دعم دول وأحزاب معينة.
أما وزير الإعلام السوري عمران الزعبي فبرر القرار بالقول إنه تنظيمي، وصدر القرار السوري في أعقاب تغطية مجموعة من القنوات للمعارك في قلعة الحصن في العشرين من مارس/آذار الماضي. (9)
48 شاحنة إغاثة تركية للداخل السوري:
وصلت 48 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية إلى مدينة كيليس، جنوب تركيا، تحضيراً لإدخالها إلى الأراضي السورية، في إطار حملة "أنا أحتاج مساعدتك"، وأفاد المسؤول عن مخزن الخدمات اللوجستية، لهيئة الإغاثة التركية، في كيليس، "طلحة سلمان كاظم"، أن 48 شاحنة تحمل موادا إغاثية، وصلت المدينة، ضمن حملة "أنا أحتاج مساعدتك"، مشيراً أن تلك الشاحنات تم التبرع بها من مختلف المدن التركية.
وذكر كاظم أنهم بصدد إدخال تلك الشاحنات إلى مدينة حلب، ثم إلى قراها، لافتاً أن كل ما يتم تقديمه وما يرسل للسوريين سيكون جيداً في ظل الأوضاع الصعبة داخل سوريا، وأوضح كاظم" أن الشاحنات تحمل مواداً غذائية وفوط أطفال، ومواد بقولية وطحين، مبيناً أن منطقة باب السلامة التابعة لمدينة إعزاز، بريف حلب، والتي يقطنها 60 ألف شخص، في خيام، تشهد وضعاً جيداً في الوقت الراهن"، وأشار كاظم أن هيئة الإغاثة التركية تعمل على تأمين حاجة سكان المخيم من الغذاء، لافتاً أنهم يعتزمون استبدال تلك الخيم ببيوت جاهزة. (6)
حملة "أنقذوا حلب"في المدن التركية:
قام عشرات من الشباب والناشطين السوريين بحملة تضمنت توزيع منشورات مطبوعة تعبر عن الوضع الذي تعيشه حلب وريفها منذ أسابيع، حيث تتعرض مختلف مناطق المحافظة المحررة لهجمة شرسة من النظام يلقي خلالها البراميل المتفجرة، ويقصف المدن والبلدات بصواريخ سكود، تأتي هذه الحملة كجزء من الحملة التي أعدها وأسس لها شباب وناشطون الداخل في حلب تحت عنوان حملة في المدن التركية تحت عنوان"save Aleppo".
وتبنت الكتلة الوطنية الجامعة في سورية هذه الحملة، والتي تمت في خمس مدن تركية هي (كلس – عنتاب – نيزيب – بيرجيك – أورفا)، وتضمنت الحملة لقاءات مسجلة مع مواطنين أتراك طالبوا فيها العالم أجمع بضرورة إنقاذ ما تبقى من مدينة حلب، قبل إتمام تدميرها من قبل النظام الإجرامي، ولاقت الحملة قبولاً شعبياً بين المواطنين الأتراك المتعاطفين مع القضية السورية بشكل عام، بل وقدم العديد منهم المساعدة للشباب في مهمة توزيع المنشورات والشرح عنها لمواطنين آخرين. (7)
تشريد الملايين:
قال سفير النوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين خالد الحسيني، أن الحرب التي تعصف بسوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات تتسبب في تشريد الملايين ومعظمهم من الأطفال، وأوضح الحسيني" أن تلك الحرب تركت آثارا سلبية على الأطفال أكثر ما يكون، وأنها تتسبب في ضياع جيل بكامله، مشيرا إلى أن السوريين يتضورون جوعا داخل بلادهم، وأن بعضهم لا يجد ما يأكله ليوم أو يومين، وذلك بسبب الحصار ولعدم توفر ما يزيد من الطعام عن حاجة الأطفال". (9)
إبعاد طائرة مروحية سورية:
أعلنت رئاسة الأركان التركية أن طائرتان من طراز "إف 16" تابعتان لسلاح الجو التركي،كانتا تجريان أعمال الدورية أبعدتا مروحية سورية من طراز " مي-8"، بعد اقترابها من الحدود التركية، 1,9ميلاً بحرياً، بمنطقة يايلاداغي جنوبي ولاية هطاي.
وأوضحت رئاسة الأركان في بيان على موقعها الالكتروني، حول الأنشطة اليومية للقوات المسلحة، أن طائرتي "إف-16" يونانية، تحرشت بطائرة استطلاع تركية، عبر رصدها بالرادار ووضعها في مرمى نيرانها لمدة 56 ثانية، في الأجواء الدولية فوق بحر إيجه، وأضاف البيان أن 4 طائرات تركية من طراز "إف-16" قامت بأعمال الدورية على طول الحدود مع سوريا. (6)
سوريا: معركة الساحل في ميزان السياسة والأخلاق
برهان غليون
أثارت معركة الساحل نقاشات حامية، البعض يرى فيها المعركة المنتظرة منذ ثلاث سنين، بهدف تهديد النظام في عقر داره لدفعه إلى كف أذاه عن ديار الآخرين، والبعض الآخر يرى في فتحها مخاطر كبيرة لما يمكن أن تجرّه من مواجهات أو معارك طائفية تسيء إلى صورة الثورة وأهدافها ومبادئها السياسية.
معركة الساحل لن تحسم الحرب، وليس من المضمون أن لا يقود استعار الصراع فيها إلى بعض التجاوزات الأليمة، لكنها إذا نجحت في الالتزام قدر ما تستطيع بالقيم الوطنية وبتقاليد الإسلام السمحة، يمكن أن تُشكِّل بؤرة استنزاف استثنائية للنظام، لموارده وميليشياته الأجنبية وأن تجيب أجله.
وهي توجه على جميع الأحوال رسالة لهؤلاء الذين يراهنون، من أجل الحفاظ على امتيازاتهم، وربما أمنهم، على حرمان خصومهم من حقهم في الحياة والبقاء، أنهم لن يضمنوا، مهما فعلوا، أن يحصروا الدمار والموت واللا أمان في منطقة واحدة أو جماعة واحدة، وأن النار المستعرة منذ ثلاث سنوات، حفاظًا على مصالح لا مشروعة، لن تتوقف قبل أن تقضي على الجميع.
إذا لم يخرج من هنا وهناك رجال لديهم ما يكفي من الشجاعة والحنكة والعقل، ليكتشفوا أن الحفاظ على حياة أبنائهم يكون أسهل وأضمن مع الحفاظ على حياة أبناء الآخرين، وأن هناك خيارات أخرى ممكنة للخروج من الفخ الذي نصبوه لأنفسهم غير خيار "إما قاتل أو مقتول"، كما أنه من الممكن تحصيل أكثر من تسوية على قاعدة "إنقاذ ما يُمكن إنقاذه"، عند التخلي عن خيار التمسك إلى النهاية بنظام الذبح المتبادل والانتحار الجماعي.
أنا واثق من أننا لا يزال من حقنا أن نراهن، بالرغم من كل ما شاهدناه من فظائع، وربما بسبب ذلك، على منابع العدل والتسامح والسلام وحب الحياة العميق عند السوريين، وأن الخروج من دوامة العنف والعنف المضاد أضمن مع ضبط مشاعر الحقد والكراهية والانتقام، وسورية أقدر على البقاء مع التخلي عن إرادة السيطرة والاحتقار والاحتكار. (10)
إيران في سوريا.. الانتصار المستحيل - مصطفى فحص
نقل مسؤول روسي سابق زار دمشق في الآونة الأخيرة عن رئيس النظام السوري بشار الأسد، أن العام الحالي سيشهد نهاية الأعمال العسكرية ضد الجماعات المسلحة، وفي بيروت أكد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله في مقابلة صحافية أجراها مؤخرا، أن نظام الأسد تخطى مرحلة السقوط، مبديا شيئا من الأسف على تأخر حزبه بالتدخل في سوريا.
رسالتا الأسد ونصر الله السياسيتان مبنيتان على عوامل عسكرية، أدتا إلى تحولات ميدانية لصالح قوات الأسد المنهكة، التي تلقت مؤازرة عسكرية كبيرة ونوعية من مقاتلي حزب الله وجماعات مسلحة عراقية موالية لطهران، تقدر أوساط إعلامية متابعة عددها بـ40 ألف مقاتل من إيران والعراق ولبنان، هي التي قلبت المعادلة على كثير من الجبهات لصالح الأسد.
وعلى الرغم من التفوق العسكري الحاصل لصالح الأسد؛ بسبب الدعم الإيراني الروسي المطلق من جهة، ومن جهة أخرى منع الولايات المتحدة تزويد الثوار السوريين بالعتاد المطلوب، فقد غاب عن ذاكرة المسؤولين في طهران التي تقود دفاعا مستميتا عن نظام الأسد، إنها تكرر الخطأ نفسه الذي وقع فيه السوفيت في أفغانستان، عندما راهنوا على استخدام القوة، من أجل الحفاظ على نظام موالٍ لهم وإخماد ثورة شعبية.
ففي عام 1979 لم يحتج (الجيش الأربعون) السوفيتي الذي يناهز عدده قرابة 120 ألف جندي، موزعين على ثلاثة قطاعات قتالية مدرعة، مرفقة بتغطية من سلاح الطيران، إلى أقل من يومين لاحتلال أفغانستان، وحسم الصراع على السلطة بين أجنحة حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني الحاكم ذي التوجهات الماركسية، وإسقاط نظام الرئيس حفيظ الله أمين زعيم "جناح خلق" وقتله، على يد وحدة خاصة روسية، وتعيين خصمه بارباك كارمال من "جناح برشيم" رئيسا للبلاد.
وعلى الرغم من أن انتشار الجيش السوفيتي على مساحة 80٪ من أراضي أفغانستان، إلى جانب القوات الأفغانية وتحصينه العاصمة كابل ومحيطها، والمدن الرئيسية الكبرى وممرات الإمداد، إلا أن حركة المقاومة الأفغانية التي بدأت مجموعات صغيرة في الجبال والمناطق الوعرة والنائية، تحولت مع الوقت إلى مقاومة منظمة، خصوصا بعد ظهور الحزب الإسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار والجمعية الإسلامية بزعامة برهان الدين رباني، وهما الجناحان الرئيسيان من أصل سبعة فصائل قادت حركة المقاومة الأفغانية ضد الاحتلال السوفيتي، والنظام الموالي له في كابل.
لقد تحولت أفغانستان في منتصف ثمانينات القرن الماضي مكانا ساخنا لتصفية حسابات الحرب الباردة، بعد أن تبنت دول غربية وإقليمية وعربية مساعدة الثوار الأفغان، من أجل دحر الاحتلال السوفيتي، حيث كانت هزيمته في أفغانستان أحد عوامل تفكك الاتحاد السوفيتي.
ما يدور في سوريا اليوم يشابه السيناريو الأفغاني، حيث تحاول إيران بالقوة، فرض نظام مرفوض من أغلبية الشعب السوري، وهي تواجه نضالا مسلحا فاق بعدديه وإمكانياته ما كان بحوزة المقاومة الأفغانية من رجال وعتاد عند انطلاقتها، فصغر مساحة سوريا - مقارنة بمساحة أفغانستان - يجعل إيران تحتاج أمام الكثافة السكانية (24 مليونا) إلى أضعاف ما أرسله السوفيت إلى أفغانستان من أجل الاحتفاظ بنفوذها وإخماد الثورة.
ولم يعد مستبعدا أن الغرب الذي لجأ إلى إدارة الأزمة في سوريا بدلا من حسمها، قد استدرج إيران إلى المستنقع السوري من أجل استنزافها اقتصاديا وزيادة الأعباء على خزينتها المنهكة أصلا، وجر حزب الله إلى صراع مسلح مع الشعب السوري، لا طاقة له على تحمل أعبائه، التي تزداد أثمانها ماديا ومعنويا، على الحزب وبيئته الاجتماعية كلما طال أمد النزاع وتأخر الحسم، وبالعودة إلى الذاكرة الاجتماعية الروسية، كانت وقفة أمهات الجنود السوفيت المنخرطين في القتال وأمهات قتلى وجرحى الحرب الأفغانية، أحد أهم العوامل التي أثرت على قرار الانسحاب من أفغانستان.
خلال 10 سنوات من النزاع الأفغاني وأمام ضربات المجاهدين الأفغان وتزايد الخسائر في صفوف السوفيت، انحسر دفاعهم عن كابل ومحيطها وبعض المدن، وتحولت أفغانستان بأسرها إلى أرض معادية، ولم يعد بمقدور القيادة السوفيتية تحمل نفقات الحرب التي زادت أعباء الخزينة الروسية الواقعة تحت العجز.
فقررت الانسحاب من أفغانستان، تاركة وراءها نظام الرئيس محمود نجيب الله الذي ينتمي للأغلبية البشتونية وحيدا، فسقط في غضون أيام بعد رحيل السوفيت، وهذا ما يؤكد أن ما تبقى من قوات تابعة للأسد، لن تكون قادرة على حماية العاصمة دمشق، أو المناطق الساحلية لو قرر الأسد اللجوء إليها، في حال اضطرت طهران سحب مقاتليها من سوريا.
ومن المستبعد أصلا أن تنسحب إيران بسهولة من المواجهة الدائرة في سوريا، وهي تستخدم كل أوراقها من أجل استدراج صفقة دولية إقليمية، تحافظ من خلالها على مصالحها هناك، ومن المستبعد أن يستطيع الطرف الآخر، تقديم ما تطالب به طهران في سوريا، ففي معادلة الاستنزاف بات من المستحيل السماح لإيران بالانتصار الكامل والنهائي، وفي المقابل ومهما طال الزمن وقلت الإمكانيات، فإنه لا أحد يقدر على إقناع الشعب السوري بالعدول عن مطالبه. (11)
أسماء بعض الضحايا الذين قتلوا بنيران وأسلحة نظام الأسد(نسأل الله أن يتقبل عباده في الشهداء)(12)
أحمد يوسف عزيمة - دمشق - مخيم اليرموك
باسل يوسف عزيمة - دمشق - مخيم اليرموك
محمود أحمد الفتيح - درعا - دير البخت
فراس جواد - إدلب - كللي
عدنان محمد صباح النجم - إدلب - خان شيخون
أحمد وليد اللطوف - إدلب - خان شيخون
يحيى نقرش نقرش - ريف دمشق - الضمير
وردة محمد الكور - درعا - درعا البلد
أحمد يحيى السعيد - ريف دمشق - حجيرة
محمد سلامة حسين الصالح - دير الزور - قرية الصور
أبو خالد حيدرة - ريف دمشق - الغوطة الشرقية
حمد بو خشيم غير ذلك ليبيا
إبراهيم فرحان الحريري - درعا - بصر الحرير
محمد ناشد الرفاعي - درعا - انخل: قرية سملين
أحمد طه - دمشق - مخيم اليرموك
زكريا عزام - حلب - حي بني زيد
صبحي رمضان حلواني - حلب - قبتان الجبل
أحمد علي الاسماعيل - إدلب - جبل الزاوية: المغارة
علي أحمد العلي القدور - إدلب - جبل الزاوية: المغارة
خالد أحمد محمد علي الهندي - إدلب - جبل الزاوية: المغارة
خضر موسى الخضر - إدلب - جبل الزاوية: المغارة
عبيدة عساف - إدلب - تل مرديخ
مالك حجازي - حلب - حريتان
جنى مالك حجازي - حلب - حريتان
رويدا عزيزي - حلب - حريتان
فاطمة حجازي - حلب - حريتان
مصطفى خليل سخنيه - حلب - حريتان
لطفيه محمد سلمو - حلب - حريتان
رغدا حميد قريش - حلب - حريتان
سميرة قريش - حلب - حريتان
محمد يحيى منافيخي - حلب - الكلاسة
محمد محي الدين الشحادة - حمص - مهين
ثريا أحمد عترة - حمص - الرستن
عبد السلام عيسى الحسين - دير الزور - البوعمر
عمار خالد الغدير- دير الزور - الموحسن
شحود محمد صديق - حلب - الليرمون
مضامة محمد المحسن حماه صلبا
غسان حسن خلاصي - حلب - كفرنوران
عبد الرزاق الحسين أويس - حلب - منبج
بشار عبدو أحمد الحاجي - حلب - بيانون
وائل تركي هلال - حلب - بيانون
أبو عوض - درعا - حي طريق السد
عبد الله محمد عبد الحي - حلب - مارع
خطيب سليم خطيب - حلب - مارع
أيمن محمود خطيب - حلب - مارع
علي عدنان آدم - حلب - مارع
خالد عبد الحميد عروق - حلب - مارع
محمد محمود ضاهر - حلب - قرية عزيزة
ياسر محمود محيو - حلب - صوران
أحمد عبد الله صقار - حلب - جبرين
جمعة فاضل الشيخ - حلب
أحمد محمد محروق حلب
محمد أحمد عبد الرحمن - إدلب - جبل الزاوية: الرامي
بلال محمد الموسى - إدلب - كفرسجنة
صبحي خالد العبود - إدلب
إياد الحسن - حماه - قرية الشيخ حديد
المصادر:
1) لجان التنسيق المحلية
2) مسار برس
3) الجبهة الإسلامية
4) مرآة الشام
5) الائتلاف الوطني لقوى الثورة
6) وكالة الأناضول
7) أورينت
8) تشرين
9) الجزيرة نت
10) المدينة
11) الشرق الأوسط
12) مركز توثيق الانتهاكات في سوريا