المجاهدون يسيطرون على عدة حواجز لقوات الأسد في إدلب وحلب، ومعارك اللاذقية تسفر عن مقتل شخصية مهمة في آل الأسد، وتركيا تسقط طائرة سورية اخترقت حدودها، وأول قافلة مساعدات تدخل مدينة دوما في ريف دمشق، و وزير الخارجية القطري يطالب مجلس الأمن بوضع سورية تحت البند السابع.
62 قتيلاً:
قتلت قوات الأسد يومنا هذا الأحد 62 شخصاً معظمهم في دمشق وريفها.
وتوزع القتلى على مناطق وبلدات سورية كالتالي:
في دمشق وريفها، قتل 26 شخصاً، وفي حلب قتل 18 شخصاً، وفي درعا قتل 5 أشخاص، وفي إدلب قتل 5 أشخاص، وفي حمص قتل 4 أشخاص، وفي اللاذقية قتل 3 أشخاص، وفي الرقة قتل شخص واحد. (1)
مناطق القصف:
في درعا، قصفت قوات الأسد بلدة إنخل بالمدفعية الثقيلة.
وفي دمشق وريفها، قصفت قوات الأسد مخيم اليرموك أثناء استلام الأهالي للمساعدات الغذائية، كما قصفت بلدة الكسوة بقذائف الهاون، وألقى الطيران المروحي 6 براميل متفجرة على مدينة الزبداني، وسقطت أربع قذائف هاون بالقرب من ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق.
وفي حلب، قصف الطيران الحربي الأسدي حي السكري في المدينة، ومحيط مبنى المخابرات الجوية بالقرب من حى جمعية الزهراء، وقصف بالبراميل المتفجرة بلدة عندان.
وفي حمص، قصفت قوات الأسد مدينة تلبيسة براجمات الصواريخ.
وأخيرا في إدلب، شنت طائرات الأسد غارة جوية على مدينة خان شيخون (2)
السيطرة على حواجز :
في حلب، تمكن المجاهدون من السيطرة على حاجز التقاطع غربي طريق أثريا وقتلوا عددا من قوات الأسد، كما سيطروا على أسواق الجاز وعدد من الصالات في المنطقة الصناعية بحي الليرمون، إضافة إلى دوار الليرمون الواقع شمال غرب مدينة حلب، وسيطروا على مبنى الشرطة بمحيط القلعة وقتلوا 8 عناصر من قوات الأسد.
وفي إدلب، سيطر المجاهدون على حواجز طبيش والبراد والنمر والسيريتل والمعرزافي والحرش في مدينة خان شيخون. (2)
جحيم مقرات الأسد في اللاذقية مستمر:
في اللاذقية، استهدف المجاهدون مقر قيادة الشرطة في مدينة اللاذقية بصواريخ غراد، كما استهدفوا مجمع أوغاريت آخر معقل قوات الأسد في مدينة كسب بقذائف الدبابات، واستهدفوا حاجز البسيط بقذائف الهاون.
وفي حلب، تمكن المجاهدون من استهداف المخابرات الجوية في منطقة جمعية الزهراء بالمدفعية الثقيلة.
وفي حماه، استهدف المجاهدون مطار حماه العسكري بصواريخ غراد، واستهدفوا دبابة بالقرب من حاجز السمان بصاروخ كونكورس ما أدى إلى تدميرها ومقتل طاقمها، كما قاموا باستهداف حاجزي أبو معروف والسمان بقذائف الهاون والصواريخ.
وفي دمشق وريفها، تمكن المجاهدون من استهداف تجمعا لقوات الأسد في مخيم الوافدين بالمدفعية. (2)
أسر ضباط من قوات الأسد:
في ريف دمشق، تمكن المجاهدون من أسر ضابطين أحدهما عقيد طيار في محيط مطار السين بالقلمون.
تصدي لرتل عسكري:
تصدت كتائب من المجاهدين اليوم الأحد لرتل عسكري تابع لقوات الأسد كان متجها إلى بلدة مورك بريف حماه، حيث دارت اشتباكات بين الطرفين تمكن خلالها الثوار من تدمير دبابتين، وقتل 8 عناصر من قوات الأسد، ما أجبر الرتل على الانسحاب.
وفي حلب، استهدف المجاهدون رتلا عسكريا كان متوجها لمؤازرة قوات الأسد في حي الليرمون، وتمكنوا من تدمير آليتين عسكريتين، وقتل 12 عنصرا من قوات الأسد. (2)
نصب كمين:
في حلب، تمكن المجاهدون من نصب كمين لقوات الأسد على طريق خناصر وقتلوا 6 عناصر منهم. (2)
بيان صادر عن المجاهدين حول مقتل هلال الأسد:
بسم الله الرحمن الرحيم
(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)
نزف إلى الأمة الإسلامية البشرى بمقتل زعيم ميليشيات الدفاع الوطني في اللاذقية هلال الأسد وذلك إثر استهدافه بصاروخ غراد.
وكانت قد وصلت إلى استخبارات جيش الإسلام أنباء عن وجود اجتماع لقيادات ميليشيات الدفاع الوطني في مقر من مقرات وبيوت الشبيح فواز الأسد الكائن في ساحة 8 آذار إلى جانب مقر قيادة الشرطة في مدينة اللاذقية.
كان الاجتماع الساعة السادسة مساء اليوم
تم إطلاق أول صاروخ غراد في تماما الساعة السابعة والربع
وتم إطلاق الصاروخ الثاني بعد ذلك بخمسة دقائق
وقد تأكد ولله الحمد مقتل قائد ميليشيات الدفاع الوطني الشبيح هلال الأسد وهو ابن عم زعيم عصابة الأسد بشار، وسنوافيكم في حال ورود أي معلومات عن بقية القيادات الذين كانوا في الاجتماع.
وننوه أن المدعو هلال الأسد أصغر من أن يشارك في المعارك كما ذكر إعلام عصابة الأسد، ونؤكد أنه قتل في مدينة اللاذقية بصاروخ غراد. (3)
200 ألف معتقل:
قالت رئيسة لجنة المعتقلين بالائتلاف السوري المعارض ريما فليحان" إن هناك أكثر من مائتي ألف معتقل بسجون النظام، يعانون صنوفا شتى من انتهاكات حقوق الإنسان، من بينها القتل والتعذيب والاغتصاب والتجويع، وإن نساء وأطفالاً بل وعائلات بكاملها تمسها الانتهاكات في معتقلات النظام". (5)
استهداف الطائرة:
أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن " أن مضادات الطيران التركية استهدفت الطائرة أثناء قصفها مناطق في ريف اللاذقية، مشيرا إلى أن النيران اندلعت فيها قبل سقوطها داخل الأراضي السورية. (6)
اتهام أنقرة:
اتهم مصدر في وزارة الخارجية السورية أنقرة بمساندة مقاتلي المعارضة في كسب، وقال المصدر إن "الحكومة التركية قامت بعدوان عسكري غير مسبوق ولا مبرر له في منطقة كسب الحدودية"، واتهم أنقرة بقصف الأراضي السورية "لتأمين التغطية لدخول العصابات الإرهابية المسلحة"، واضعا ذلك "في إطار السياسات العدوانية لحكومة أردوغان، ودعمها المعلن للمجموعات الإرهابية المسلحة، التي اتخذت من الأراضي التركية نقطة إيواء وانطلاق وتسليح لها". (5)
قافلة مساعدات:
أدخلت قوافل مساعدات إنسانية تابعة للصليب الأحمر الدولي 600 سلة غذائية و400 سلة إيواء إلى مدينة دوما، عقب دخول قوافل المنظمة الدولية للصليب الأحمر في حماية كتائب الجيش الحر المتواجدة في الريف الدمشقي المحاصر .
ولم تدخل تلك المساعدات في إطار الهدن المفترضة في الفترة الأخيرة، وفق ما أوضح الدكتور ماجد أبو علي أحد الأطباء المشرفين على دخول القوافل، فالوفد الأممي تواصل بشكل مباشر مع المكتب الإغاثي الموحد والجيش الحر في الغوطة الشرقية، دون وسيط من طرف النظام. (7)
ضغوطات على مراكز المساعدات:
قال ناشطون" إن قوات تابعة لأحمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة ـ يمارسون ضغوطات نفسية على المراكز التي تقدم المساعدات الغذائية والطبية في المخيم.
وقال الناشط رامي السيد" إن مسئولي الجبهة يهددون الذين يقدمون المساعدات إلى المجموعات المسلحة الأخرى ـ غير الجبهة الشعبية، وتابع السيد قائلاً، " الأوضاع المعيشية تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، قوات الجبهة الشعبية تتعاون مع النظام السوري في قصف مخيم اليرموك بالأسلحة الثقيلة، أهالي المخيم لا يريدون مساعدات، بقدر ما يرغبون في إنهاء الحصار المفروض عليهم ". (4)
إنشاء محكمة:
قال رئيس فريق الأمم المتحدة المعني بالمعتقلين في سوريا" إن ثمة إمكانية لإنشاء محكمة دولية لمحاكمة مجرمي الحرب بسوريا، إذا تعذرت إحالتهم إلى المحكمة الجنائية الدولية من قبل مجلس الأمن بسبب الفيتو الروسي.
وأوضح ديزموند دي سيلفا" أنه يمكن لدولتين أو أكثر التوصل إلى اتفاقية لإنشاء محكمة ذات نظام داخلي لمحاكمة المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية". (5)
إسقاط طائرة سورية:
أفاد بيان صادر عن رئاسة الأركان التركية أن طائرة تركية من طراز إف 16، قامت اليوم في الساعة 13.14 بعد الظهر بتوقيت أنقرة، بإطلاق صاروخ على طائرة حربية سورية من طراز ميغ 23، قامت بخرق المجال الجوي التركي مسافة 1,5 كيلومتر، ما أدى إلى سقوط الطائرة السورية على بعد 1200 متر، جنوب الحدود، في منطقة كسب السورية. (4)
وقف إطلاق النار:
قال الأمين العام لجامعة الدولة العربية نبيل العربي" إن ظروف إنتاج حلّ تفاوضي بخصوص الأزمة السورية، لا تزال بعيدة المنال، داعيا مجلس الأمن إلى اتخاذ قرار ملزم بوقف إطلاق النار. (5)
الفصل السابع:
طالب وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية، مجلس الأمن بضرورة اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار في سوريا، بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. (4)
بذل المزيد من الجهد:
دعا النائب الأول لرئيس الوزراء الكويتي وزير الخارجية صباح الخالد الصباح، المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، لبذل مزيد من الجهود لاستئناف المفاوضات بين الأطراف السورية لاستحالة الحلّ العسكري، وشدد على أن الحل الوحيد ينبغي أن يكون سياسيا وعن طريق المفاوضات، كما دعا النظامَ السوري إلى التوقف عن استهداف المدنيين. (8)
إسرائيل والمسألة السورية - عبد الجليل زيد المرهون
ترتبط إسرائيل بالمسألة السورية من ثلاثة أبعاد، هي: الجغرافيا والأمن والاشتباك السياسي، وتمثل هذه العناصر الأبعاد المباشرة لهذا الارتباط، لكنها لا تعبر عن كامل سياقه الإستراتيجي والبنيوي.
معطيات طبيعية وديمغرافية:
تجد تداخلات إسرائيل بالمسألة السورية أولى خلفياتها في العامل الجغرافي، على مستوى الأرض والسكان، هناك خط حدودي طوله 76 كيلومترا، يُمثل أقصر حدود القطر الإقليمية، حيث تمتد حدوده بواقع 822 كيلومترا مع تركيا، تليها تلك القائمة مع العراق بواقع 605 كيلومترات، ولبنان والأردن، بواقع 375 كيلومترا لكل منهما.
وعلى الرغم من ذلك، فإن خط الحدود القصير هذا لا يعبر عن كامل البعد الجغرافي في تفاعل إسرائيل مع المسألة السورية، فهذا البعد يتجسد أساسا في هضبة الجولان المحتلة، التي لم يسترد القطر سوى جزء يسير منها، وكان ذلك بُعيد حرب أكتوبر/تشرين الأول، وفقا لاتفاقية فك الاشتباك، وتقدر المساحة الإجمالية لهضبة الجولان بـ1860 كيلومترا مربعا، أي ما يزيد قليلا على واحد في المائة من مساحة القطر الإجمالية. وقد احتلت منها إسرائيل 1158 كيلومترا مربعا خلال حرب يونيو/حزيران 1967. وفي العام 1974 أعادت مناطق تتبع القنيطرة وريفها.
ومن بين أمور عدة، تتبدى إحدى الميزات الإستراتيجية لهضبة الجولان السورية المحتلة في قربها من دمشق، إذ لا تبعد عنها سوى خمسين كيلومترا، كما أنها محاذية لكل من الأردن ولبنان. وتقع على الحدود بينها مع الأخيرة قرية الغجر، التي يحمل سكانها الجنسية السورية، إلا أن جزءا منها كان خاضعا للسيادة اللبنانية، وهي الآن تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة.
ويمثل جبل الشيخ أعلى نقطة في الجولان المحتل، ومحيطه السوري واللبناني، وهي تحتضن حاليا ما يُمكن اعتباره أكبر مركز استطلاع في الشرق الأوسط،، يشرف من خلاله الجيش الإسرائيلي على مساحات واسعة من القطر وجواره اللبناني، بما في ذلك دمشق وبيروت.
ومن منظور الحسابات العسكرية الأكثر دلالة، فإن دمشق أضحت -بعد احتلال الجولان- على مرمى حجر من القوات الإسرائيلية، عبر محور القنيطرة ومحاور حوران، العامل الآخر في البعد الجغرافي لارتباط إسرائيل بالمسألة السورية هو المكوّن الديمغرافي (أو الجغرافي البشري)، ويُعد هو الآخر مصدر تأثير كبير في الحسابات القائمة.
إن خيارات الناس، واتجاهاتهم الفكرية والسياسية، قد فرضت نفسها على معادلات الأمس واليوم، على السياسة والأمن والاجتماع البشري. وعلى خلاف الجغرافيا الطبيعية، فإن هذا البعد جاء نقيضا لتطلعات إسرائيل.
قوانين اللعبة في الجولان:
اليوم، ثمة متغيّر كبير طرأ على المعادلة الأمنية في الجولان السوري المحتل. هذا المتغيّر تمثل في تمركز عدد متزايد من فصائل المعارضة المسلحة في القنيطرة وريفها، في حين ما زال يوجد في الغرب موقع حربون للدفاع الجوي، التابع للواء 90 في الجيش السوري، وهذا الموقع يشكل حائلا دون اختراق المنطقة الغربية، وصولا إلى أقصى شمال حدود الجولان، حيث تتمركز القوات الإسرائيلية، كما أن المانع الطبيعي هنا يتمثل أيضا في قريتي عرنة وحضر.
هذا المتغيّر الأمني في الجولان المحتل قد يعمل في أحد اتجاهين:
الأول: زيادة منسوب الاشتباك السوري الإسرائيلي في الجولان، ونقله من حالة الاحتكاك الأهلي العفوي إلى المواجهة المنظمة غير الرسمية.
الثاني: تطويق هذا الاشتباك، وإعادة توجيهه ليكون اشتباكا مع السلطة السورية ذاتها.
وإذا كان الاحتمال الأول يُمثل كابوسا لإسرائيل، فإن الثاني يُعد مكسبا أكيدا لها. وهل هذا يُمثل خيارا أمنيا مجردا؟ بالطبع لا. إنه خيار فكري وأيديولوجي، يدركه الجميع، ولاريب في ذلك.
وفي خضم سيل من التقارير المتضاربة عمّا تفكر به إسرائيل وما تمارسه على الأرض، تناولت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية ما قيل إنه فكرة أولية، أو تصوّر مبدئي، لإقامة شريط حدودي في الجولان المحتل، على النحو الذي كان قائما في جنوب لبنان، بإدارة "جيش لبنان الجنوبي"، الذي تأسس في العام 1976 وتوّسع بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1978.
ذلك الاجتياح الذي عُرف بعملية الليطاني. وقد تعاقب على قيادة هذا الجيش كل من سعد حداد وأنطوان لحد، تحت إشراف أعلى من القوات الإسرائيلية، وفي تطور لاحق، شكل سعد حداد "دولة لبنان الحر"، في 29 أبريل/نيسان 1979، يشير السيناريو المتداول في جنوب القطر إلى جيب يمتد على طول هضبة الجولان، على أن يتم ربط جميع المناطق العازلة في حزام أمني واحد.
وإذا صدق هذا السيناريو، فسنكون أمام إعادة إنتاج مصغر لتجربة جنوب لبنان، حيث كانت جماعة أنطوان لحد والقوات الإسرائيلية تسيطر على شريط يضم عددا كبيرا من القرى والبلدات، وعلى الرغم مما قد يكون حالة مصغرة في جنوب القطر، فإن الأمر لا يختلف كثيرا من منظور الحسابات الإستراتيجية.
ومتى أقيم هذا الشريط بالفعل، فإن متغيّرا جديدا يكون قد شق طريقه إلى المعادلة الأمنية، ليس فقط في هضبة الجولان المحتلة، أو الجبهة الجنوبية وحدها، بل في القطر عامة، والأكثر من ذلك في بعض من جواره العربي، وخاصة لبنان، في حالة كهذه، تكون إسرائيل قد أحدثت تحوّلا تاريخيا في معادلة الاشتباك، تغدو فيه رابحة، إن أحكمت مساره واتجاهاته، وإلا فقد يصبح عبئا إستراتيجيا عليها.
إن مثل هذا الشريط قد يصبح سببا لتغيير قواعد الاشتباك على نحو لا تأمله إسرائيل، وقد يتسبب في صدام بين المكونات السورية المعارضة، وقد يدفع، من جهة ثالثة، قوى عربية وإقليمية لاستخدامه في مهاجمة إسرائيل، وينطبق هذا بصفة خاصة على فصائل فلسطينية ولبنانية، لا تبدو الظروف الراهنة مواتية للانطلاق من أراضيها، في فعل هجومي لا طابع دفاعيا له.
الاشتباك الأمني والسياسي:
ثمة بُعد آخر في علاقة إسرائيل بالمسألة السورية، هو ما يُمكن أن نصطلح عليه بالاشتباك الإقليمي. ونقصد بذلك الأنماط المتقابلة والمتعارضة لتفاعلات الأطراف الإقليمية مع الحدث السوري، إن إسرائيل قد وجدت نفسها في صدام مضاعف، أو معزز، مع خصومها الإقليميين، الذين وقفوا إلى جانب السلطة السورية ورموا بكامل ثقلهم لدعمها سياسيا وأمنيا.
إن الذي عنى إسرائيل هنا ليس فقط دعم سلطة الرئيس بشار الأسد، بل زيادة التحالف بين هذه السلطة وداعميها الإقليميين، وهذه مسألة لها وزنها الكبير في الحسابات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
هذا المتغيّر رفع من مستوى التداخل الإسرائيلي في المسألة السورية، وقد عبر عن نفسه جزئيا في عمليات القصف الجوي التي طالت ما قيل إنها إمدادات عسكرية متجهة من دمشق إلى لبنان، والتي تطوّرت لاحقا إلى قصف موقع لحزب الله في سهل البقاع اللبناني، في حدث هو الأول من نوعه منذ حرب يوليو/تموز عام 2006، التي لم تنته مفاعيلها بعد.
كان الهدف المعلن من هذا القصف تدمير ما قيل إنه مخزن للسلاح، لكن هذا الهدف الافتراضي هو هدف تكتيكي وحسب، كما ليس من الواضح في الأصل ما هي القيمة الفعلية لتدمير مخزون تمتلك الجهة المستهدفة الكثير منه، أو ما يفوقه أهمية، إن القضية هنا ترتبط بهدف أكثر دلالة، إنه محاولة إسرائيلية لتغيير قواعد اللعبة التي أرسيت منذ أكثر من عشرين عاما، في الاشتباك اللبناني الإسرائيلي.
على صعيد آخر، وفي سياق الاشتباك ذاته، يُمكن ملاحظة أن ارتفاع حدة الخطاب الإسرائيلي ضد إيران قد وجد إحدى خلفياته في تنامي دعم طهران العسكري للسلطة السورية، فهذا الدعم جعل القوة الإيرانية على مسافة صفر من إسرائيل، وهي مسألة يدرك الإسرائيليون مغزاها في لعبة التوازنات.
وكما الاشتباك الإقليمي في الساحة السورية، لم تكن مخرجات الاشتباك الدولي ذات نتيجة إيجابية بالنسبة لإسرائيل، وكانت فواعله على الأرض ضاغطة عليها، بالمعيارين الأمني والسياسي.
هذا الاشتباك، لم يكن في الأصل متسقا في حركته باتجاه طرفي الصراع، أو لنقل لم يكن متوازنا على هذا الصعيد، فروسيا صاحبة دعم مفتوح للسلطة السورية، في حين أن الغرب كان ولا يزال حذرا في دعمه للقوى المعارضة لها. وهو -خلافا للروس- لا تدفعه حساباته الجيو سياسية للرمي بثقله في الواقع السوري.
هذا الاختلال في مشهد الاشتباك الدولي، قاد إلى نتيجتين رئيسيتين بالنسبة لإسرائيل:
الأولى: أن روسيا، حالها حال إيران، أضحت متعاظمة في حضورها الأمني في سوريا، على نحو بات يتلمس الإسرائيليون عواقبه، لا سيما من ناحية الدعم الاستطلاعي الذي يُقدم لدمشق، والذي تنامى بوتيرة متسارعة خلال الأشهر الماضية، كما تشير العديد من المصادر الدولية.
النتيجة الثانية: إن إسرائيل أخذت تتحرك على نحو بدت فيه وكأنها تسعى لتعويض الغياب أو التراخي الغربي في الواقع السوري. ودفعها ذلك -ضمن أمور أخرى- إلى شن ضربات جوية على مواقع عسكرية وصناعية داخل القطر، خاصة تلك التي حدثت في العام 2013، وهو الأمر الذي لم تكن له أرجحية لدى حليفتها واشنطن، رغم ما أبدته من عبارات "التفهم"، فقد أدركت منذ البدء أن كرة النار قد تتدحرج.
وفي المحصلة، حدث تباين إسرائيلي أميركي حول سوريا، ليضاف إلى الخلاف القائم حول الملف النووي الإيراني. وهنا، أكلت إسرائيل المزيد من رأسمالها السياسي، وما يُمكن قوله خلاصة، هو أن المشهد السوري الجديد ظهر لإسرائيل بداية وكأنه فرصة يجب انتهازها، لكنه انتهى إلى كونه تحديا إستراتيجيا.
وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا الاستنتاج لا يجب وضعه في إطار تبسيطي، فهناك منظومة من العوامل الموجهة لسلوك الفرقاء المختلفين، وهي منظومة دينامية بطبعها، متغيّرة بتغيّر الحسابات والقراءات، ونحن من جهتنا معنيون، في الأحوال كافة، بمقاربة قضايانا الوطنية مقاربة ناجزة، لا ينفصل فيها الإجراء التكتيكي عن الرؤية الإستراتيجية البعيدة المدى. (5)
أسماء بعض الضحايا الذين قتلوا بنيران وأسلحة نظام الأسد (نسأل الله أن يتقبل عباده في الشهداء)(9)
محمد محمود عباس - حلب - باتبو
دارين باسل محمد العبود - درعا - النعيمة
باسل محمد عرب - دمشق - العسالي
أحمد محمد عرب - دمشق - العسالي
أمنة حلويك - دمشق - العسالي
محمد خالد الزاكي القطيني - إدلب - خان شيخون
علي محمد الفطراوي - إدلب - خان شيخون
حازم طراد المعراتي - إدلب - خان شيخون
محمد خالد العيساوي - إدلب - خان شيخون
عدي فايز الهشوم - إدلب - كنصفرة
حسن إبراهيم البكري - إدلب - الهبيط
نجيب الأهدلي فيزو - إدلب - جسر الشغور: خربة الجوز
عبد المجيد محمد النعسان - حماه - قلعة المضيق
أحمد مصطفى قدحنون - إدلب - خان شيخون
علي ثابت عمر - إدلب - جسر الشغور: خربة الجوز
خالد اندرون - إدلب - جسر الشغور: الكندة
محمد سمير العكل - إدلب - كفرنبل
رؤى الياسين - حمص - كرم الشامي
يحيى أحمد صديق - حمص - القصير
محمود خليل شحادة - دمشق - مخيم اليرموك
عز الدين درويش - دمشق - مخيم اليرموك
هشام مقشاتي - دمشق - مخيم اليرموك
حسن السرساوي - دمشق - مخيم اليرموك
محمود مدردس - دمشق - مخيم اليرموك
موسى نضال العسود - دمشق - مخيم اليرموك
نجاح ديب القاعود - دمشق - مخيم اليرموك
عمر عبد الحكيم عزو - حمص - الدار الكبيرة
فاطمة محمود المفرغ - درعا - النعيمة
ربيع ياسين السقر - درعا - نوى
أحمد علي العلي - حلب - حي السكري
عثمان بكري قرقناوي - حلب - حي السكري
مصطفى عويرة - حلب - حي السكري
أبو الدرداء الحموي - حماه
أبو عدنان الحموي - حماه
أبو حمزة الحموي - حماه
أبو محمد الحموي - حماه
محمد نور علي ديريه - حلب - حي السكري
عبد الرحمن نعسان الحشري - إدلب - جسر الشغور: بداما
محمد اندرون - إدلب - جسر الشغور: الكندة
صخر اندرون - إدلب - جسر الشغور: الكندة
عبد المجيد عبد الحميد دعبول - حلب - الأنصاري
عبد الحميد ناجي زيدان - حلب - العويجة
جمال رشاد المواس - حلب - تادف
لبنى ياسين كردية - حلب - عندان
محمد حجازي - حلب
مصطفى حجازي - حلب
عبد الكريم حجازي - حلب
ثائر إبراهيم الشحود - حلب - بزاعة
محمد حسين إبراهيم الشحود - حلب - بزاعة
نصر رستم - حلب - حريتان
حسن محمد يوسف - حلب - قرية بابيص
المصادر:
1) لجان التنسيق المحلية
2) مسار برس
3) الجبهة الإسلامية
4) وكالة الأناضول
5) الجزيرة نت
6) الشرق الأوسط
7) القدس العربي
8) وكالة أنباء الكويت
9) مركز توثيق الانتهاكات في سوريا