حرر المجاهدون سجن غرز المركزي في درعا، في حين أعلن الاتحاد الأوروبي تعاطفه مع السوريين ! بينما استمر النظام في هدم منازل البلدات التي يحتلها و حملات الاعتقال في المناطق الخاضعة لسيطرته وخرق الهدنة في مناطق أخرى.
61 قتيلاً:
قتلت قوات الأسد يومنا هذا الأربعاء 61 شخصاً معظمهم في دمشق وريفها.
وتوزع القتلى على مناطق وبلدات سورية كالتالي:
في دمشق وريفها، قتل 29 شخصاً من بينهم طفلين و7 أشخاص تحت التعذيب.
وفي درعا قتل 11 شخصاً، وفي حلب 10أشخاص، وفي إدلب قتل5 أشخاص بينهم 4 أشخاص تحت التعذيب، وفي حمص قتل3 أشخاص، وفي القنيطرة قتل شخصان، وفي حماه قتل شخص واحد. (1)
مناطق القصف:
في دمشق وريفها، قصفت قوات الأسد بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ مدن وبلدات المليحة وزملكا ورنكوس وداريا والتل والنشابية، وعلى عدة مناطق بالغوطة الشرقية, وعلى حي جوبر ومناطق جنوب دمشق، فيما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مدينة داريا وبلدة خان الشيخ, كما قصف الطيران الحربي مدينة قدسيا، وسقطت قذائف هاون على أحياء المالكي والمزرعة وسط دمشق.
وفي حلب، قصفت قوات الأسد بالمدفعية حي الليرمون، كما سقطت قذيفة هاون على حي الجميلية, وجدد الطيران الحربي والمروحي قصفه بالبراميل المتفجرة أحياء السكري والشيخ مقصود وحندرات والجزماتي، وطريق الباب وطريق الكاسيتلو، ومناطق أخرى بمدينة بحلب. (2)
حملة اعتقالات في حماه:
شنت قوات الأسد حملة دهم واعتقالات في أحياء كازو والحميدية والمناخ بالمدينة, وشنت أيضاً حملة دهم واعتقالات في بلدة حيالين بريف حماه الشمالي الغربي. (2)
هدم منازل:
واصلت قوات الشبيحة من قرية العزيزية بالتعاون مع قوات الأسد، هدم المنازل السكنية في قرية تمانعة الغاب لليوم الثالث على التوالي، حيث شرعوا في هدم الحارة المقابلة للحارة الجنوبية التي تم هدمها أمس الثلاثاء. (3)
خرق الهدنة:
خرقت قوات الأسد هدنة كانت قد أبرمت بينها وبين أهالي مدينة التل منذ عام، وذلك عبر استهداف المنطقة الغربية في المدينة ومنطقة وادي موسى بالمدفعية، وقد أسفر القصف عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف المدنيين. (3)
اشتباكات في عدة جبهات:
في دمشق وريفها، اشتبك المجاهدون مع قوات الأسد وميليشيات الرافضة في بلدة حتيتة التركمان، وفي محيط مدينة يبرد، ومدينة معظمية الشام من الجهة الغربي.
وفي حلب، اندلعت اشتباكات عنيفة بين المجاهدين وقوات الأسد بمنطقة الليرمون، وحى صلاح الدين في المدينة.
وفي القنيطرة، اندلعت اشتباكات عنيفة بين المجاهدين وقوات الأسد في قرية نبع الصخر.
وفي حمص، دارت اشتباكات عنيفة بين المجاهدين وقوات الأسد في محيط قرية الحصرجية، ومحيط مدينة الرستن.
وفي درعا، اندلعت اشتباكات عنيفة بين المجاهدين وقوات الأسد في بلدة نوى. (3)
اشتباكات مع حزب الإتحاد:
في الحسكة، اشتبك المجاهدون مع ميليشيات حزب الإتحاد الديمقراطي في قرية تل خنزير. (3)
تحرير السجن المركزي في غرز بدرعا:
في درعا، سيطر المجاهدون على السجن المركزي في منطقة غرز وحرروا حوالي 300 معتقل، كما استهدفوا بالمدفعية تجمعاً لقوات الأسد في محيط المخابرات الجوية .
وفي حماه، تمكن المجاهدون من السيطرة على مواقع لقوات الأسد جنوب مدينة مورك، ودمروا دبابة وقتلوا طاقمها. (3)
استهداف وصد محاولات:
في إدلب، استهدف المجاهدون حاجز معرزاف في مدينة خان شيخون بقذائف الهاون.
وفي اللاذقية، تمكن المجاهدون من صد محاولة قوات الأسد التقدم باتجاه تلال بلدة قسطل معاف في جبل التركمان، واستهدفوا مقر الأمن السياسي في المدينة بصواريخ غراد.
وفي حلب، تمكن المجاهدون من تدمير آلية عسكرية وقتل عددا من قوات الأسد في محيط قرية عزيزة. (3)
كمين نصبه تنظيم البغدادي:
في دير الزور، قتل4 عناصر من المجاهدين إثر كمين نصبه لهم تنظيم الدولة في بادية الميادين. (3)
السجل المدني:
أصدرت الحكومة السورية المؤقتة قراراً بتكليف وزارة العدل بمباشرة أعمال السجل المدني في الداخل السوري ودول الجوار، ومن المقرر أن تباشر وزارة العدل في الحكومة المؤقتة، بتثبيت كافة الوقائع المدنية والحالات المتعلقة بالأحوال الشخصية من ولادات ووفيات وحالات زواج وطلاق وغيرها. (2)
صعوبة الوضع:
استعرض أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، خلال لقائه مع السيد مارتن شولدز رئيس البرلمان الأوربي، مدى صعوبة الوضع الإنساني في مخيمات اللاجئين الذين يزداد عددهم بشكل متسارع، كلما طالت حرب النظام على الشعب، بالإضافة إلى العدد المتزايد من ذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين إصابات خطيرة، وأضاف الجربا" أن المشكلة كبيرة وتحتاج إلى جدية من المجتمع الدولي لوضع حد لها، خاصة مع وصول عدد اللاجئين والمهجرين السوريين في الداخل والخارج إلى نحو ٩ ملايين حسب التقديرات الأممية"، وأكد الجربا " أن المعارضة السورية استنفدت كل الطرق الدبلوماسية بذهابها إلى جنيف، الذي قتل فيه النظام أكثر من خمسة آلاف مدني منذ انعقاده إلى الآن". (2)
بيان حول العدوان الإسرائيلي:
قالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان لها، في خرق جديد لاتفاق فصل القوات، قام العدو الصهيوني بعد الظهر، بإطلاق عدد من قذائف المدفعية والدبابات والصواريخ المضادة للدروع بالقرب من قرية سحيتا، وعلى المرتفع 1023 متسبباً بوقوع خسائر مادية.
وأضافت القيادة" أن طيران العدو الصهيوني استهدف مواقع كوم الويسية ونبع الفوار وسعسع في محيط القنيطرة ما أدى إلى قتل جندي وإصابة 7 بجروح (5)
رسالة الخارجية السورية:
قالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية، في رسالتين متطابقتين وجهتهما إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن: في انتهاك سافر جديد لاتفاق فصل القوات لعام 1974، ولميثاق الأمم المتحدة، ولقواعد القانون الدولي قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي يومي الثلاثاء 18/3/2014 والأربعاء 19/3/2014، وتحت حجج واهية وكاذبة بعدوان جديد على مواقع داخل أراضي الجمهورية العربية السورية، بذريعة انفجار لغم جنوب موقع عين التينة بـ 2 كيلومتر وبالقرب من قرية سحيتا، ما أدى إلى مقتل شخص وجرح 7، بالإضافة إلى اشتعال الحرائق وإلحاق أضرار مادية كبيرة في المواقع الثلاثة. (5)
مساعدة الحوامل:
قدر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن النساء السوريات الحوامل واللواتي بحاجة إلى مساعدات طارئة بنحو 200000 امرأة، كما أن هناك نحو 1400 امرأة يضعن مواليدهن يوميا، في ظروف قاسية وغير مجهزة صحيا، وطالب الصندوق المجتمع الدولي بتقديم المساعدات العاجلة، لتمكينه من الاستمرار في تقديم الخدمات لمئات الألوف من النساء المحاصرات أو المهجرات. (4)
حالة نزوح:
شهدت مدينة قدسيا حالة نزوح بين المدنيين، إثر خرق قوات الأسد الهدنة المبرمة بينها وبين أهالي المدينة منذ عدة أشهر. (3)
مناشدة:
ناشد ناشطون وأهالي في أحياء الشيخ فارس والبعيدين وبستان الباشا والهلك، أصحاب الخبرة في تفكيك القنابل العنقودية والمساعدة على إزالتها من تلك الأحياء، وذلك بعدما أدت إلى إصابة أكثر من 10 مدنيين. (3)
ترحيب بالتقرير:
رحبت المملكة العربية السعودية، بتقرير لجنة تقصى الحقائق الدولية المستقلة المعنية بسوريا، وفيما وجه سفير المملكة لدى الأمم المتحدة في جنيف فيصل طراد الشكر لرئيس اللجنة باولو بينهيرو، وفريقه على ما بذلوه من جهود في إعداد هذا التقرير الأممي المهم، وأعرب عن بالغ قلق المملكة مما يعانيه اللاجئون السوريون، حيث تبين التقارير الدولية تفاقم المعاناة وحجم الكارثة التي يعيشها السوريون خاصة الأطفال، وقال السفير طراد في المقر الأوروبي للأمم المتحدة،" إن المملكة تدعو المجتمع الدولي إلى الوقوف مع اللاجئين السوريين المنكوبين، وتقديم المساعدات الضرورية لهم، وأكد سعى المملكة من خلال الحملة الوطنية لمناصرة الأشقاء في سوريا إلى تقديم أكثر من خمسمائة مليون دولار، مبيناً أن المملكة عضو فاعل في مؤتمر المانحين للمساعدات الإنسانية للشعب السوري، الذي استضافت دولة الكويت اجتماعه الثاني خلال شهر يناير الماضي. (2)
تعاطف الإتحاد الأوربي:
أكد رئيس البرلمان الأوربي مارتن شولدز، خلال لقائه رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا، تعاطف الاتحاد الأوربي مع مأساة الشعب السوري، مشدداً على سعي البرلمان لزيادة الميزانية المتعلقة بالمساعدات الإنسانية، نظراً لفداحة الكارثة، وأبدى شولدز تفهم البرلمان الأوربي أن سبب فشل مفاوضات "جنيف ٢" هو نظام الأسد، إلا أنه مازالت هناك جهود دبلوماسية يمكن بذلها رغم تشكل القناعات أنه لا أمل بحل مع وجود بشار الأسد، كما جدد شولدز ترحيبه بوفد الائتلاف، مؤكداً أن أبواب البرلمان الأوربي ستبقى دائماً مفتوحة أمام المعارضة السورية. (2)
غارت جوية على مواقع الأسد:
قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم في وقت مبكر من يوم الأربعاء بضعة مواقع عسكرية سورية، ردا على تفجير عبوة ناسفة على جانب الطريق، الذي أدى إلى إصابة أربعة من جنوده في مرتفعات الجولان السورية المحتلة الثلاثاء، وأضاف الجيش أن من بين الأهداف التي استهدفت مقرا عسكريا سوريا، ومنشأة للتدريب وبطاريات مدفعية. (4)
ضبط النفس:
قالت وزارة الخارجية الروسية: إن موسكو تدعو إسرائيل وسورية إلى ضبط النفس في منطقة مرتفعات الجولان، وأضافت الوزارة أن الأنباء عن الحادث الجديدة لتصعيد التوتر العسكري في منطقة خط الفصل بين إسرائيل وسورية، تثير قلقا شديدا في موسكو التي تدعو جميع الأطراف إلى "ضبط النفس، وتجنب الاستفزازات ومراعاة الالتزامات الدولية". (6)
ثلاث سنوات من الثورة في سوريا د. بشير موسى نافع
نص المقال:
توالت التقارير، وهذا المقال يكتب، حول نجاح قوات نظام دمشق، بمساندة من حزب الله والميليشيات الشيعية، في السيطرة على مدينة يبرود، قاتل الثوار في المدينة طوال أسابيع ببسالة نادرة، ولكن مصير يبرود كان محتوماً، منذ بدأت قوات النظام وحزب الله في استهدافها، بدون أن يتوفر للثوار فيها طريق إمدادات وتعزيزات منتظمة، يمكن أن يساعد على استمرار القتال في مواجهة قوة تتمتع بتفوق هائل في العدد والنيران، ولا تتقيد بأي قيم أخلاقية للحرب.
ولكن، وبغض النظر عن الحسابات العسكرية، فليس ثمة شك أن سقوط المدينة المجاهدة يمثل ضربة معنوية للشعب السوري وثورته، هذه أوقات صعبة في مسيرة الثورة السورية، بالتأكيد، وكما في مسيرة كل الثورات في التاريخ الحديث، تستدعي الأوقات الصعبة مراجعة، أحياناً، وجلداً للذات، في أحيان أخرى، ولأن زمناً ملموساً قد مر اليوم على انطلاق الثورة، فليس من الغريب أن تستند هذه المراجعات إلى بعض من الحقائق، وبعض من الأساطير، وأن يؤسس لجلد الذات على الاثنين معاً.
لم تنطلق الثورة السورية، في 15 أو 18 آذار/ مارس 2011، بإرادة أو قرار قوة سياسية محددة، كان مناخ من الثورة والأمل في التغيير وإعادة بناء الذات السياسية قد اجتاح المجال العربي، منذ سقوط وهرب الرئيس التونسي السابق بن علي في كانون الثاني/يناير 2011، وجاء التحاق سوريا بحركة الثورة العربية بصورة طبيعية.
في البداية، كان ثمة حراك شعبي، محدود أو واسع النطاق، في عدد من المدن الكبيرة، مثل درعا وحمص وحماة وبعض أحياء دمشق وحلب، كما في دير الزور والقامشلي والرقة، وفي عدد آخر من المدن والبلدات الأصغر في ريف دمشق والساحل والشمال، ولكن النظام سارع، ومن الأيام الأولى للثورة لاستخدام أقصى وسائل القمع مع الشعب، وإلى تصنيف الحراك الشعبي طائفياً.
من آذار/مارس إلى منتصف الصيف، اشتغلت آلة النظام الإعلامية، معززة بوسائل إعلام حلفائه، لوصف الحركة الشعبية بالإرهاب، والسلفية، والاندساس من الخارج، في تسويغ سابق التصميم والتصور لآلة القتل الجامحة التي أخذت في حصد أرواح السوريين، ونشر قوات الجيش في أنحاء البلاد، وبناء صلب بين مصير العلويين، وأبناء الأقليات الأخرى، ومصير النظام، وليس أي قوة أخرى، من عمل من أجل دفع الشعب إلى التسلح، ومن أجل الانتقال بالحركة الشعبية إلى مربع الصراع الطائفي.
في نهاية آب/أغسطس، وعلى نطاق محدود، وبصورة غير ملموسة على الإطلاق، أخذ شعور متزايد وواسع بالإهانة يدفع قطاعات من السوريين إلى حمل السلاح، بداية ببلدات ريف دمشق وحمص، حتى الانشقاقات عن الجيش كانت لم تزل محدودة آنذاك، ولم يكن لأحد أن يأخذ إعلان حفنة الضباط المنشقين الصغيرة عن تأسيس الجيش الحر بأي درجة من الجدية.
وفي شوارع المدن والبلدات، استمرت الحشود الشعبية في التوكيد على سلمية الثورة وعلى وحدة الشعب، وليس ثمة دليل على وجود تغيير جوهري في وضع النظام العربي والإقليمي، ليس حتى نهاية العام، على أية حال، كان المبعوثون الأتراك والقطريون والسعوديون (الدول التي ستتهم بعد ذلك بالتآمر على النظام) يتوافدون على دمشق، سراً وعلناً، يرجون أن يقوم النظام بمقابلة شعبه في منتصف الطريق، ويعدون بتقديم كل وسائل الدعم الإداري والمالي لإصلاح أحوال الدولة السورية، والنهوض بالاقتصاد السوري.
في الشارع العربي، السني والشيعي، طالما أصبح التصنيف ضرورياً، كان ثمة رغبة وأمل في أن يصل السوريون لحل، يضع حداً لنزيف الدماء، ويضع سوريا على طريق الإصلاح، مع نهاية 2011، كانت سورية تأخذ انعطافة ثانية، بعد انعطافة اندلاع الحركة الشعبية في آذار/مارس.
كذب النظام المستمر على شعبه وعلى حلفائه الإقليميين، واستمرار القمع الوحشي، سيما بعد الاقتحام الدموي لحمص وحماه، وإخماد الحركة الشعبية في مدن الساحل بأقصى درجات العنف، أسس لقطيعة كاملة في العلاقات مع تركيا والسعودية ودول الخليج، إقليمياً، وإلى توجه متزايد لحمل السلاح، من جهة، وإلى تصاعد حركة الانشقاق في صفوف الجيش، داخلياً، لم تتوجه الثورة نحو التسلح بقرار من حركة سياسية معينة، ولا بتشجيع من قوة عربية أو إقليمية.
ولدت جماعات مسلحة، وبصورة متشرذمة، في كافة أنحاء البلاد، سيما في المناطق الريفية والبلدات الصغيرة، حيث التقاليد الإسلامية لم تزل عميقة الجذور، وحيث الشعور بالإهانة في أعمق صوره، وحيث الاغتراب عن الدولة في أشد درجاته، ولكن، هذا التوجه للتسلح لم يجد تأييداً من المجلس الوطني السوري، الذي كان يمثل المظلة الوحيدة للقوى السياسية المؤيدة للثورة آنذاك، قبل أن يولد الائتلاف الوطني، والذي تعرفه أجهزة النظام ويعرفه حلفاؤه أن الجماعات المسلحة لم تتلق دعماً من الخارج، بأي درجة من الدرجات، طوال الفترة من نهاية 2011 وحتى صيف العام التالي.
عندما أخذت تقارير في الإشارة إلى بداية تنسيق سعودي قطري تركي لمد يد العون الإغاثي والمالي والتسليحي للثوار، كان قرار التسلح، باختصار، قراراً شعبياً، كما قرار الثورة نفسها، وهو قرار رسبته سياسات النظام ووسائله القمع الفاشي التي وظفها للتعامل مع شعبه، وعجزه عن تقديم ولو دليل واحد على جدية بحثه عن مخرج سياسي للأزمة الوطنية السورية.
وهنا، تبرز أسطورة الثورة الثانية: أسطورة وجود خيار تفاوضي لم تتعامل معه قوى المعارضة بالجدية الكافية، تصور النظام في البداية أن بإمكانه بالفعل القضاء على الحركة الشعبية، وأنه لا يحتاج للتفاوض مع أحد، ولكن استمرار الحراك واتساع نطاقه، إلى جانب الضغوط المتزايدة من الحلفاء، دفعت النظام إلى اتخاذ جملة من الإجراءات، التي اتضح سريعاً أنها لا تمثل سوى إصلاحات شكلية، لا أثر حقيقاً لها على أرض الواقع، لا إلغاء قانون الطوارئ ولا تعديل الدستور، أشار إلى نهج سياسي جديد.
عندما يواجه نظام حكم ما، أي نظام حكم، معارضة شعبية بالمستوى الذي واجهه النظام السوري في 2011، وفي سياق حركة تغيير وإصلاح سياسي عربية، يصبح من الضروري أن يبدي قادة النظام مستوى كافياً للقبول بالتغيير، درجة ملموسة من التغيير في سوريا، طوال أشهر 2011، كانت دعوات التفاوض الصادرة عن بعض قادة النظام تصدر جنباً إلى جنب مع صيحات " الأسد للأبد أو نحرق البلد"، التي يطلقها شبيحة النظام في شوارع المدن والبلدات السورية.
كل القوى السياسية وأغلب الشخصيات العامة داخل البلاد أرادت بالفعل الحوار والتفاوض، حتى عندما أبدى المجلس الوطني تردداً في الذهاب إلى خيار التفاوض، ولكن النظام، على أية حال، لم يطرح الحوار مع المجلس الوطني، ولم يكن يريده.
الجلسة الرسمية الوحيدة للحوار الوطني مع طيف واحد من السوريين تقريباً، الذي ترأسه فاروق الشرع، لم تتلوها جلسة ثانية، وما إن طرح اسم الشرع كأحد مخارج الأزمة، أخفي نائب الرئيس عن الأنظار كلية، ثم أخرج نهائياً من هيكل الحزب والسلطة.
كان بإمكان النظام، لو كان جاداً في دعوة التفاوض، أن يعقد حواراً مع هيئة التنسيق، التي لم تخف أبداً خلافها مع معارضة الخارج ورغبتها في التوصل لتسوية تفاوضية.
لكن النظام لم يتلفت لا لهيئة التنسيق ولا لغيرها، وعندما أجبره الضغط الدولي أخيراً على الالتحاق بمفاوضات جنيف، بذل وفده كل جهد ممكن لإجهاض المسار التفاوضي ومنع تقدمه ولو خطوة واحدة باتجاه الحل، الحقيقة، أن تصور النظام للمسار التفاوضي لم يتغير مطلقاً منذ 2011: أن المقصود بالتفاوض عودة سورية إلى ما كانت عليه قبل آذار/مارس 2011.
ينظر البعض، من جهة ثالثة، إلى حدث الثورة السورية، مقارنة بما شهدته دول الثورة العربية الأخرى، مثل تونس ومصر وليبيا، في ظاهر هذه المقارنة، تبدو سوريا وكأنها غرقت في نزاع أهلي مسلح، ليس له من نهاية، وتبدو الثورة السورية، بآلام لم يشهد لها العالم مثيلاً منذ الحرب الفيتنامية، وكأنها حدث مديد، لم يعد من الممكن أن يصل إلى نتيجة.
حقيقة الأمر، أن ليس ثمة دولة عربية واحدة من دول الثورة يمكن أن يقال بأنها وصلت إلى نهاية الطريق، أو أن عملية الانتقال إلى الحرية والديمقراطية والعدل قد أنجزت بالفعل، كل دول الثورة العربية لم تزل في قلب المعركة على المستقبل، وكلها مهددة بالردة على مكاسب السنوات القليلة الماضية، بينما دول عربية أخرى توشك هي الأخرى أن تنفجر.
في هذا التدافع التاريخي الكبير، سيتغير المجال العربي كله، أو لن يتغير، وكان قدر سوريا أن تتحمل العبء الأكبر، والأثقل وطأة، لعملية التغيير، ليس فقط لموقعها، فلكل من الدول العربية خصوصياتها الإستراتيجية، ولا لما تختزنه من ميراث تاريخي، فكل بلاد المشرق ترتكز إلى مواريث تاريخية عميقة الجذور، ولا حتى لتعدديتها الإثنية والطائفية، لأن العراق وتركيا وإيران لا تقل عنها تعددية؛ ولكن لسبب آخر، ربما هو الأكثر أهمية من ذلك كله" أن سوريا كـــانت ولا تــزال مفتاح النظام الإقليمي الذي ولد في نهـــاية الحرب الأولى، النظام الذي أسس لقرن كامل من الإهانة والبؤس وعدم الاستقرار.
ليس لأحد أن يتنبأ، على وجه اليقين، بما يمكن أن يؤول إليه مصير سوريا في المدى القصير، ولكن المتيقن أن النظام الفاشي في دمشق، ومهما بلغت قدرته على التدمير والقتل، ومهما كان حجم الحشد الطائفي الإقليمي، والاستبدادي الدولي، الذي يسانده، لن يستطيع أن يعيد تأسيس سيطرته على سوريا، ولن يستطيع إعادة بناء نظام تحكمه بالسوريين.
أثبت النظام مصداقية بالفعل، عندما هدد الشعب بالعودة إلى زمن الخضوع أو التدمير الشامل، وسيثبت السوريون مصداقية أكبر لإعلانهم بأنهم لن يركعوا بعد اليوم إلا لخالقهم. (4)
أسماء بعض الضحايا الذين قتلوا بنيران وأسلحة نظام الأسد (نسأل الله أن يتقبل عباده في الشهداء)(7)
أحمد عبد اللطيف الطالب - حمص - القصير: الضبعة
محمد موفق مستو - ريف دمشق - قدسيا
محمد نعمان مستو - ريف دمشق - قدسيا
محمد جمال مستو - ريف دمشق - قدسيا
محمد ديب الصالحاني - ريف دمشق - قدسيا
محمد غالب الشحري - ريف دمشق - قدسيا
عبدو خزعة - ريف دمشق - قدسيا
موفق غزال - ريف دمشق - قدسيا
علي القادري - ريف دمشق - قدسيا
رامز المظلوم - ريف دمشق - التل
سليمان الهندي - ريف دمشق - المليحة
محمد عادل الطحان - القنيطرة - كودنه
محمد صياح الحوري - ريف دمشق - كناكر
قاسم المصري - ريف دمشق - كناكر
عبد الرحمن منصور الجدعان - القنيطرة - بريقة
مالك - ريف دمشق - داريا
راشد شاهين - ريف دمشق - رنكوس
جميل الخطيب - ريف دمشق - رنكوس
شجاع منصور الشريف - درعا - نصيب
طلال البج - ريف دمشق - التل
سامر البج- ريف دمشق - التل
خالد البج - ريف دمشق - التل
فراس مهيان الأحمد - حمص - السلطانية
أحمد بكري عجم - حلب - حي السكري
بلال أحمد دحروج - حلب - حي السكري
محمد أحمد حسين "حندولة" - حلب - عنجارة
سومر سهيل الراشد - دير الزور - الموحسن
خالد محمد جمال الدقي - ريف دمشق - سقبا
جودي الغزاوي - ريف دمشق - دوما
يونس حامد حامد - ريف دمشق - دوما
مجد ماهر دادا - ريف دمشق
طه الجاسم البريهو - حلب - خناصر
آل فياض - ريف دمشق - القلمون: قرية رأس المعرة
أحمد مصطفى الحامد - حماه - محردة: معرزاف
إبراهيم محمد العمر - إدلب - كفرحايا
جميل وفيق الخطيب - ريف دمشق - رنكوس
صالح عبد الكريم السرماني - إدلب - خان شيخون
عبد الرزاق الغريب - إدلب - معرة النعمان
تامر نجار - إدلب - جسر الشغور
شامل نجار - إدلب - جسر الشغور
سعيد دعاس - حمص - الوعر
حسام ديب - حمص - الوعر
إسماعيل عبد الغني الفهاد - ريف دمشق - زاكية
ماهر عبده الصعيدي - ريف دمشق - زاكية
محمد منهل الغزالي - درعا - قرفا
محمد حسن الصلخدي - درعا - النعيمة
حسن خالد عويشة - درعا - النعيمة
خالد إبراهيم الراضي - درعا - نصيب
محمد عبد الحميد إسماعيل - دمشق - مخيم اليرموك
جهاد محمد الشحادات - درعا - النعيمة
آل المصري - درعا - عتمان
قصي وليد محمد السخني - درعا - قرفا
وليد محمد السخني - درعا - قرفا
عبد الباسط جمال الحسن - درعا - خراب الشحم
المصادر:
1) الهيئة العامة للثورة السورية
2) مرآة الشام
3) مسار برس
4) القدس العربي
5) تشرين
6) روسيا اليوم
7) مركز توثيق الانتهاكات في سوريا