نتائج مؤتمر "أصدقاء سوريا"
* استمر النظام السوري في تجاهل المطالب الدولية والإقليمية بوقف العنف ضد شعبه المستمر منذ 11 شهرًا والذي أسفر عن مقتل أكثر من 7000 قتيل، لاسيما بعد عقد مؤتمر "أصدقاء سوريا" بتونس الذي طالب دمشق بالوقف الفوري للعنف وفتح حوار مباشر مع المعارضة، الأمر الذي رفضته سوريا، ما دفع الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، إلى الإعلان عن استعداداه لاستخدام كل الوسائل لإنهاء الأزمة بسوريا، بما فيها خيار التدخل العسكري، وهو ما تزامن مع إعلان مصادر بوزارة الدفاع الأمريكية عن بدء الإعداد لسيناريو تدخل عسكري دولي في سوريا على غرار ما حدث في كوسوفو عام 1998، بما يضمن أقل الخسائر المادية والبشرية لدول "حلف شمال الأطلسي "الناتو".
1 ـ موقف النظام السوري:
أ ـ رفض نتائج مؤتمر "أصدقاء سوريا"(1):
* وزير الإعلام السوري "عدنان محمود":
ـ مؤتمر "أصدقاء واشنطن وأعداء الشعب السوري" في تونس، لم يخرج سوى بحقيقة واحدة هي استمرارهم في دعم الإرهابيين ومدهم بالسلاح لمواصلة ضرب الأمن والاستقرار في سوريا.
ـ الحكومة السورية ماضية في ترسيخ الاستقرار ومعالجة البؤر المتوترة التي تقوم فيها المجموعات الإرهابية المسلحة بترويع الناس وقتل الأبرياء من مدنيين وعسكريين وضرب البنى التحتية وتخريب المنشآت الخدمية والتعليمية.
ـ "هناك حالة من التخبط يعيشها أصحاب مخطط استهداف سوريا في الغرب والولايات المتحدة، وأدواتهم الإقليمية، ولاسيما السعودية وقطر وتركيا، الذين يتنقلون من مؤتمر إلى آخر في محاولة للالتفاف على فشلهم الذريع في مجلس الأمن".
ب ـ بدء الاستفتاء على الدستور:
(1) شروط الاستفتاء:
ـ بدأ في صباح يوم 26 فبراير 2012، الاستفتاء على الدستور السوري الجديد، في كافة المحافظات السورية.
ـ يحق لكل مواطن عربي سوري من الذكور والإناث أتم الثامنة عشرة من عمره في 1/1/2012، بالمشاركة في الاستفتاء على الدستور.
ـ بلغ عدد اللجان المخصصة لعملية الاستفتاء (14185)، وسيتم الاستفتاء بموجب جداول انتخابية أنجزتها الشؤون المدنية بوزارة الداخلية.
ـ عدد من تحق لهم المشاركة في الاستفتاء يبلغ 14.6 مليون، أي نحو 64%.
من عدد الشعب السوري.
(2) أجواء التصويت:
ـ الدستور الجديد ينص على انتخاب رئيس الجمهورية ويبقي صلاحيات واسعة له مع إلغاء الدور القيادي "لحزب البعث" الحاكم منذ خمسين عاما.
ـ بعض فصائل المعارضة السورية طالبت المواطنين بمقاطعة التصويت على الدستور.
ـ دعت أحزاب سورية هي ("الجبهة الوطنية التقدمية"، "الإرادة الشعبية"، "سوريا الوطن") للمشاركة الواسعة في الاستفتاء على مشروع الدستور كونه استحقاقاً مهماً سيترك أثره على الوضع العام في البلاد.
(3) أبرز مواد الدستور الجديد (2):
* في إطار سياسة الإصلاحات التي يتبعها النظام السوري، شكل "بشار الأسد" لجنةً لتعديل الدستور أو إعادة صياغته ـ حدد لها أربعة أشهر لإنجاز مهمتها ـ وقد انتهت من مهمتها مطلع فبراير الجاري، وحدَّد يوم 26/2/2012 للاستفتاء عليه، وتتمثل أبرز بنوده فيما يلي:
ـ صلاحيات الرئيس: الرئيس بموجب الدستور الجديد يتمتع بصلاحيات تنفيذية وتشريعية واسعة، بحيث لا يوجد مجال من مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية إلا وله الصلاحيات المطلقة للتدخل فيه سواء عبر التشريع أو عبر الأوامر والتعليمات الإدارية، وهي:
ـ الدستور الجديد يشترط على من يترشح لمنصب الرئيس أن يكون سوريًا بالمولد ومن أبوين سوريين بالمولد وأن يكون مقيما في الجمهورية العربية السورية لمدة عشر سنوات متواصلة (المادة 84)، في حين اكتفى الدستور السابق بأن يكون المرشح إلى الرئاسة عربيا سوريا متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية (المادة 83). (3)
2ـ موقف المعارضة (4):
* انتقدت المعارضة السورية نتائج مؤتمر "أصدقاء سوريا" نظرًا لأنه كان أقل من توقعاتها، ولم يعلن الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل للشعب السوري، وتمثلت مواقف المعارضة فيما يلي:
* رئيس المجلس الوطني الكردي السوري "عبد الحكيم بشار":
ـ البيان الختامي الذي صدر عن مؤتمر "أصدقاء سوريا"، كان معدًا مسبقًا من طرف الخارجية التونسية، وعبر فقط عن وجهة نظرهم وليس عن الاجتماع.
ـ مجمل المواقف التي عرضت في المؤتمر كانت إيجابية وداعمة للشعب السوري، لكن الموقف السعودي والأمريكي كانا موقفين واضحين وجريئين.
* عضو المجلس الوطني السوري "هيثم المالح":
ـ مؤتمر "أصدقاء سوريا" لم يكن على قدر طموح الشعب السوري، لكنه كان خطوة في الاتجاه الصحيح، حيث حضره 70 دولة للوقوف إلى جانب الشعب السوري سيشكل منعطفا في مسيرة القضية.
ـ الجهود ستتواصل لتحقيق مطالب الشعب السوري، حيث يتم الإعداد لمؤتمرين استكمالاً "لأصدقاء سوريا"، الأول في تركيا والثاني في فرنسا، وستكون مقرراتهما أكثر وضوحا وفعالية لجهة عزل النظام ورئيسه وإيقاف العنف والاعتراف بالمجلس الوطني ودعم الجيش الحر.
ـ نعول كثيرًا على الدور السعودي في دعم القضية السورية إلى جانب الشعب، وسيكون الموقف سينعكس أيضا على دول عدة وأهمها دول التعاون الخليجي وعلى رأسها قطر.
* ممثل الإخوان المسلمين في المجلس الوطني "ملهم الدروبي":
ـ مؤتمر "أصدقاء سوريا" أقل من المستوى المطلوب، ونجاحه كان جزئيا وليس كاملا، حيث أن المجلس الوطني تلقى وعودا من دول عربية مؤثرة عدة، لدعم المعارضة والجيش الحر، وهذه الوعود ستجد طريقها للتنفيذ في وقت قريب.
ـ نعتبر خروج السعودية من المؤتمر اعتراضا إيجابيا، يعكس حرص المملكة على الشعب السوري.
* نائب قائد الجيش السوري الحر" العقيد "مالك الكردي":
ـ كنا نعول كثيرًا على نتائج مؤتمر سوريا الذي لم يكن موفقًا، وإن كانت مقرراته مقبولة إلا أن المطلوب كان أكثر.
ـ البيان لم يأت على ذكر "الجيش الحر" ولا على أي تدخل عسكري من شأنه الحد من العنف الذي يمارسه النظام ضد الشعب، وعدم اتخاذ أي قرار بهذا الشأن سينعكس سلبا على أي خطوة لدعمنا من جانب كل الأطراف التي كانت تبدي حماسة في هذا الإطار.
ـ "الجيش الحر" كان على تواصل دائم مع "المجلس الوطني السوري" قبل انعقاد المؤتمر، وكان قد حصل على إشارات إيجابية من جهات عدة، لكن النتائج أتت صادمة ومغايرة لهذه التوقعات.
ـ الحل للأزمة السورية لن يكون إلا بتسليح "الجيش الحر" أو بالتدخل العسكري ضمن ضوابط، وإن كان الحل الثاني ليس محبذا.
1ـ عربيًا:
* لبنان:
* وزير الخارجية "عدنان منصور":
ـ سوريا ستكون بخير وستخرج من الأزمة التي تمر بها، والأيام القادمة ستثبت ذلك، وطالما أن هناك عقلاء وقوى عظمى في هذا العالم تريد أن تقيم التوازن على الأرض فلا خوف على سوريا.
ـ بيروت ترفض الاعتراف بما بمجلس اسطنبول والسير في العقوبات ضد سوريا، لأن الحوار الوطني هو الحل الوحيد للخروج من الأزمة في سوريا، والقيادة السورية لبت مطالب وآمال الشعب السوري بالإصلاح.
ـ لبنان لن يقبل السير بالعقوبات المفروضة على سوريا، لأنه عند ذلك سيخسر أمنيًا واقتصاديًا وتجاريًا والعلاقات الثنائية المميزة تعطيه دفعًا إلى الأمام، لأن الأحداث التي تجري في سوريا تؤلم وتؤثر على القيادة والشعب اللبناني.
ـ نحن منذ البداية رفضنا التدخل في الشأن الداخلي لسوريا، لأن التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية لن يخدم سوريا، وإنما سيزيد من تعقيد الأزمة.
ـ الموقف الروسي والصيني من الأزمة السورية هو موقف "حكيم"، لان التدخل الخارجي يطيل من عمر الأزمة ويلحق الضرر والأذى المباشر البشري والاقتصادي بالشعب ككل ونحن بجانب سورية شعبا وقيادة.
2 ـ إقليميًا:
* إيران:
* المتحدث باسم وزارة الخارجية "رامين مهمانبرست":
ـ طهران ترفض أي تدخل عسكري خارجي في سوريا، وليس هناك صحة للأنباء التي تتوارد حول إرسال إيران السلاح لسوريا، وتلك الأنباء هي "كاذبة تمامًا".
ـ موقف إيران تجاه سوريا يتمثل على الدوام بدعم أي إصلاحات تصب في مصلحة الشعب ومعارضتها تدخل الجهات الأجنبية في شؤون سوريا بأي طريقة وأسلوب كان.
ـ أي ممارسة للعنف مدانة وتتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان والقانون الإنساني.
3ـ دوليًا:
أ ـ الأمم المتحدة:
* رئيسية مجلس حقوق الإنسان "لاورا دوبوي لاسير":
ـ يجب أن يفضي هذا النقاش إلى رسالة سياسية قوية، مرفقة بدعوة إلى تمكين المساعدة الإنسانية من الوصول بصورة أفضل لسوريا، وإلى هدنة إنسانية تواصل خلالها اللجنة الدولية للصليب الأحمر عملها.
ـ "نريد حمل السلطات السورية على الخروج من حالة الإنكار"، وهناك رغبة لدى مجلس حقوق الإنسان في الاستمرار في ممارسة الضغوط على السلطات السورية".
ب ـ الصين:
* مصدر صيني:
ـ بكين تعرب عن ارتياحها لنتائج مؤتمر "أصدقاء سوريا" الذي عقد في تونس مؤخرًا، (الصين لم تحضر المؤتمر رفضاً للتدخل الأجنبي في سوريا).
ـ أكثرية الدول العربية بدأت تدرك أن الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا لديها طموحات مخفية من أجل بسط هيمنتها على المنطقة.
ج ـ الولايات المتحدة الأمريكية:
(1) الإشادة بمؤتمر "أصدقاء سوريا":
* الرئيس الأمريكي "باراك أوباما":
ـ هناك ارتياح أمريكي لنتائج مؤتمر"أصدقاء سوريا" الذي عقد بتونس.
ـ واشنطن مستعدة لاستخدام كل الأدوات المتوافرة لمنع المجازر في سوريا. ومن الضروري أن يتحد المجتمع الدولي ويوجه رسالة واضحة إلى "بشار الأسد".
ـ يجب على أن "الأسد" أن يفهم أن ساعة نقل السلطة أتت، وقد حان الوقت لرحيل النظام السوري، وحان الوقت لوقف قتل السوريين من جانب حكومتهم".
(2) الدعم الأمريكي للمعارضة:
* وزيرة الخارجية الأمريكية "هيلاري كلينتون":
ـ المجلس الوطني السوري يتمتع بتمثيل ذي مصداقية، وبالتالي فإنه سيشارك في مؤتمر أصدقاء سوريا .
ـ النظام السوري في طريقه إلي التنحي والدليل علي ذلك وجود معلومات تفيد بأن بعض المسئولين داخل الحكومة السورية قاموا بسحب أموالهم وأفرادا من عائلاتهم، ويبحثون عن طرق للخروج.
(3) السعي لعزل النظام السوري:
* نائب المتحدث باسم البيت الأبيض "جوش إيرنست":
ـ "أوباما" يجري اتصالات مع عدد كبير من قادة العالم حول سوريا.
ـ أهم شيء بالنسبة لنا فيما يخص سوريا هو الاستمرار في زيادة الضغط الدولي على نظام "الأسد"، لزيادة عزل نظام "الأسد"، لضمان أن نعمل بطريقة متكاملة ومنسقة لتطبيق العقوبات إلى أقصى قدر من التأثير.
(4) الدعوة لتسليح المعارضة(5):
* السيناتور "جون ماكين":
ـ هناك طرق للحصول على أسلحة للمعارضة السورية من دون مشاركة مباشرة من جانب الولايات المتحدة، لأن موسكو وطهران يمدون "الأسد" بالسلاح، كذلك المعارضة تستحق أن يكون لديها القدرة على الدفاع عن نفسها، ولذا نحن نؤيد حصول المعارضة السورية على أسلحة.
1ـ المطالبة بتدخل عسكري لإنهاء الأزمة(6):
ـ بدأ الشعب السوري مطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية في مارس 2011، ثم فاجئه النظام السوري باستخدام أقصي أنواع العنف لقمعه والقضاء على تلك المطالب، ما دفع الشعب السوري لتصعيد مواقفه والمطالبة بإسقاط النظام السوري.
ـ تردد الساسة والمثقفين السوريين المعارضين في تأييد تلك المطالبة، ولكن في الآونة الأخيرة حين طالب الشعب السوري بالتدخلٍ العسكري، فأن هذا المطلب نال تأييدًا واسعًا منهم.
ـ النظام السوري يمارس المزيد من التصعيد لعملياته ضد شعبه، نظراً لأنه يعتمد على دعم خارجي من حلفائه الإقليميين الممثلين في إيران و"حزب الله" اللبناني، والدوليين من قبل روسيا والصين، مما يصعب إسقاط النظام.
2ـ الطائفية تدفع "حزب الله" لدعم "الأسد" (7):
* اتخذ "حزب الله" اللبناني، وقادته موقفا مؤيدا للنظام السوري وداعمًا له، وبرر ذلك علي أساس أن نظام "الأسد" يعاقب لأنه يدعم فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية في المنطقة، بيد أن السبب الحقيق لهذا الدعم هو استمرار التحالف الطائفي بين سوريا وإيران و"حزب الله" اللبناني.
ـ "حزب الله" اللبناني يتلقى الدعم من إيران التي تهدف مد نفوذها إلي المنطقة العربية، اعتقادا منها أن العراق وسوريا ولبنان أصبحت تحت النفوذ الإيراني، وبالتالي سقوط نظام "الأسد" يقوض ذلك النفوذ.
3 ـ مؤشرات الدعم العسكري الإيراني لدمشق(8):
* قامت إيران بإرسال بارجتان حربيتين إلي الأراضي السورية، وقد جاءت الخطوة في سياق خطوات إيرانية متتالية، بدأت بالتهديد بإغلاق مضيق "هرمز" والقيام بمناورات بحرية وبرية وتجربة صواريخ جديدة والإعلان عن نجاحات جديدة في المجال النووي، فالخطوة الإيرانية رسالة لها أكثر من هدف منها:
ـ دعم النظام السوري في حربه على الثورة الشعبية وتشجيع له على الاستمرار في الخيار الأمني والعسكري، فإيران تعتبر معركة النظام السوري معركتها، لأن هزيمته تعني خسارتها ليس لحليف فقط بل ولجسر عبور إلى مناطق نفوذ هامة، فالجغرافيا السورية تؤمن تواصل إيران مع حلفاء لها وتضعها على حدود عدد من الدول ما يسمح لها بالتحرك والتدخل في ملفات الإقليم.
ـ إظهار قوة الموقف الإيراني والقدرة العسكرية التي يتمتع بها لإعطاء انطباع بالثقل وعدم التأثر بالضغوط والعقوبات والتهديدات لردع القوى المناوئة من جهة ولتعزيز موقف الـموالين في إيران وخارجها من جهة ثانية.
ـ تعزيز الموقف الروسي في وقوفه مع النظام السوري عبر الانضمام إلى القطع البحرية الروسية الراسية في المياه الإقليمية السورية، وتشجيعًا لروسيا على موقفها الداعم للنظام السوري.
ـ ربط ملفات روسيا وإيران وسوريا وتحويلها إلى ملف واحد والعمل على طرحها على طاولة التفاوض للبحث عن حل يضمن مصالح أنظمتها.
4 ـ قراءة في الموقف الخليجي من الأزمة(9) :
* هناك الكثير من المبررات التي تدفع دول مجلس التعاون الخليجي لدعم الثورة السورية، ومنها:
ـ التحدي الإيراني: الذي وفر الغطاء الشرعي والمحفز الأساسي لمثل هذا المتغير، حيث بدا الموقف الخليجي وكأنه استجابة للتحدي الوجودي الذي تفرضه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، باعتبارها قوة متطلعة لأن تتحول إلى إمبراطورية نفطية تتحكم بإنتاج النفط وطرق تصديره تحت خيمة سلاحها النووي، ما يتوافق مع خطوط حلم الإستراتيجية الإيرانية في اتجاه الخليج.
ـ تراخي القدرة الأمريكية في المنطقة: وتراجع الاهتمام الإستراتيجي الأمريكي بها، بسبب الضعف الذي أصاب بنية وهيكلية القوة الأمريكية. بالتالي فأن دول الخليج لكي تصبح لاعبًا مؤثرًا في المنطقة، وتحتاج إلي خلق فضاء واسع لتحركها ونفوذها.
ـ تبدو سوريا مكسبًا استراتيجيًا خليجيًا مهمًا ومؤثرًا، لما تتيحه جغرافية هذا البلد من إطلالات مهمة على البر التركي وإشراف استراتيجي على لبنان وتماس مع إسرائيل، فضلاً عن تشكيله نصف دائرة تطوق العراق وتتلامس معه في ثلثه السني، مما يشكل معادلاً موضوعياً صاداً ومانعاً للجيب الإيراني في العراق، ناهيك عن البعد الديموغرافي لسوريا حيث يزيد عدد السكان عن 24 مليون نسمة.
5ـ الأزمة السورية تعيد توازن القوى الدولي(10) :
* لم يكن دفاع روسيا عن النظام السوري حفاظا علي مصالحه، وبالتأكيد لا يمكن أن يكون السعي إلى إسقاطه حرصا أمريكيا على مصلحة الشعب السوري، فالمسألة تبدو أعمق من ذلك بكثير إذ أنها تذكّر بمصطلحات ومفاهيم ظهرت مع الحرب الباردة وتوازن الرعب وتسابق الدول للتسلح بين الدول الكبرى، حيث:
ـ روسيا تسعى إلى:
ـ رغبة إسرائيل المعلنة في توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، مما يؤدي إلي توسيع دائرة الصراع وبالتالي إقحام عدة أطراف ولو غير راغبة في ذلك، فالولايات المتحدة الأمريكية ستكون مجبرة على الدفاع عن إسرائيل وأيضا شركائها الآخرين مهما كانت التكلفة.
ـ هناك مخاوف خليجية من المطامح الإيرانية لإنشاء قوة نووية تهدد المنطقة، الأمر الذي يجعل الأزمة السورية ـ التي تباينت حولها الآراء والأغراض ـ نقطة انطلاق لتفعيل توازن الرعب الذي يقسم العالم إلى قطبين في مجال القوة العسكرية أوله القطب التقليدي الذي يضم أمريكا وحلفائها إضافة إلى حلف الناتو وثانيها روسيا وإيران والصين وربما كوريا الشمالية.
(1) وكالة الأنباء السورية، الشرق الأوسط، الحياة، إيلاف، الخليج الإماراتية، الوطن السعودية، الشرق القطرية، البيان الإماراتية، الاتحاد الإماراتية، النهار اللبنانية، الدستور الأردنية، عكاظ السعودية، المستقبل اللبنانية، وكالة أنباء الصين الجديدة، تشرين السورية، أسوشيتد برس انترناشونال، رويترز، وكالة الأنباء الألمانية، وكالة الأنباء الفرنسية، 26/2/2012.
(2) منذر خدام،الشرق الأوسط،25/2/2012.
(3) "ميديا بارت" الفرنسية، 26/2/2012.
(4) الشرق الأوسط، الحياة، إيلاف، الخليج الإماراتية، الوطن السعودية، الشرق القطرية، العربية نت، الجزيرة نت، راديو سوا، إذاعة سويسرا، أسوشيتد برس انترناشونال، رويترز، وكالة الأنباء الألمانية، وكالة الأنباء الفرنسية، 26/2/2012.
(5) واشنطن بوست، 26/2/2012.
(6) عبد الله بن بجاد العتيبي، الشرق الأوسط،25/2/2012.
(7) عبد المحسن حمادة، إيلاف،25/2/2012.
(8) علي العبد الله، الحياة،23/2/2012.
(9) غازي دحمان، الحياة،24/2/2012.
(10) طارق الحميد، الشرق الأوسط،25/2/2012.
نشرت صحيفة الاندبندنت (26/2/2012)، تقريرا بقلم مات شورلي، عن المساعي الأوروبية الدبلوماسية لحل الأزمة في سوريا، قال فيه، إن الإتحاد الأوروبي يتجه نحو تجميد الأصول المالية "لعشر شخصيات رفيعة في نظام الرئيس بشار الأسد"، حيث أن فرض تلك العقوبات المالية هو جزء من تصعيد متسارع لتشديد "القبضة الدبلوماسية والاقتصادية" الهادفة إلى وقف إراقة الدماء في سوريا، ومن المزمع أن يوافق وزراء الخارجية (لدول الإتحاد الأوروبي) غدا على مجموعة جديدة من العقوبات في بروكسل.
وأضافت الصحيفة، أن العقوبات الجديدة ستشتمل على حظر السفر على مسؤولين رفيعي المستوى، فرض قيود على البنك المركزي السوري، إضافة إلى فرض إجراءات على رحلات الشحن وعمليات البيع الخاصة بالذهب والمجوهرات، وذلك يأتي بعد عقد مؤتمر "أصدقاء سوريا" في تونس، وهذا يتواءم مع دعوة وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج دعوته إلى تشديد القبضة "الدبلوماسية والاقتصادية" على نظام الأسد.
وأفردت الصحيفة أيضاً، لمراسلتها في مدينة إدلب في سورية، موضوعاً نقلت فيه عن سكانٍ في المدينة قولهم أنهم ما عادوا يخشون من حكم الأسد، ويتساءل هؤلاء عن الأسباب التي تؤدي الى مقتل المزيد من المواطنين موجهين نداءات للحصول على مساعدات، فالأسر في إدلب غير قادرة على دفن قتلاها، لأن أي تحرك من جانب المواطنين يجابه برصاص القناصة، وقد اضطرت قوة من الجيش السوري الحر المنشق، توجهت خصيصاً لهذا الهدف، من التراجع مرتين، بسبب تعرضها لنيران المدافع.
وأشارت الصحيفة الى النتائج التي خرج بها مؤتمر أصدقاء سوريا، الذي عقد في تونس،من تحذير وجه الى الأسد، وإعلان بعض الدول ومنها بريطانيا، الى أن المجلس الوطني السوري هو ممثل شر عي. لكن أي من هذه القرارات لم يؤدي الى ارتياحٍ في سوريا في ظل ازدياد عدد القتلى كل يوم،علاوة على عدم وجود حماس مع المجلس الوطني السوري من قبل الداخل السوري. إن من الأشياء التي تم رصدها، هو ان ميلشيات مسلحة تدعمها مجموعاتٍ من العلويين والشبيحة، تجوب منطقة بانتظام، وقد قتلت عدداً من الأشخاص خلال الأيام الأربعة الماضية، يتجاوز أعداد القتلى الذين سقطوا من جراء القصف الذي تتعرض له مدينة حمص.
أوردت صحيفة الخليج الإماراتية(26/2/2012)، تأكيد مصدر أمريكي لها، أن تقرير محققي لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، سيضع روسيا والصين أمام تحدٍ لإثبات المصداقية على خلفية الوضع الإنساني الحرج في سوريا، وأن القائمة غير المعلنة بأسماء قادة سوريين مسؤولون عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ستكون حافزاً مهماً للضغط باتجاه تقديم هؤلاء المسؤولين وبينهم الرئيس بشار الأسد إلى المحكمة الجنائية الدولية، بحسب الصحيفة. إنهم في واشنطن يتعاملون مع الوضع في سوريا كأمر مفروغ منه، وهي مسألة وقت، وعما قريب جداً سيجد الأسد نفسه وكذلك من حوله معزولين تماماً، ومطاردين في العالم ومدانين بجرائم حرب ولن يجدوا ممراً آمناً لهم أو لأموالهم في العالم كله.
وتحدثت صحيفة الشرق الأوسط(26/2/2012)، عن اعتبار برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، أن مؤتمر "أصدقاء سوريا" الذي عقد في تونس أول من أمس خطوة مهمة على طريق جمع كل القوى الدولية على طريق دعم كفاح الشعب السوري، ومن أجل الحرية والديمقراطية، وأنه لا يجب أن يكون لنا أوهام كبيرة، بل ننتظر ما سيأتي بعد ذلك في الاجتماعات المهمة القادمة، فلا تحقق الأهداف في اجتماعٍ واحد. واعتبر غليون الموقف السعودي من قويا وقال بأنه سيدفع الآخرين إلى رفع سقف دعمهم للشعب السوري، وأن هناك إمكانية للذهاب إلى أبعد مما حصل. وحول نتيجة المؤتمر بشأن المجلس والاعتراف به كممثل شرعي لمن يطمحون للتغيير في سوريا، أكد غليون على أنها خطوة عزلت النظام، وهددت بأن تتخلى دول أكثر فأكثر عن النظام السوري، وتعتبره غير ممثل للشعب السوري، وبالتالي تدفعه وتدفع به أكثر إلى التنحي.
وفي الشأن نفسه، ذكرت صحيفة الغد الأردنية(26/2/2012)، أن الجيش السوري الحر، تمكن من إعادة 4 شاحنات تحمل لوحات أردنية محملة بسيارات صغيرة إلى سائقيها، بعد أن تعرضت للسرقة وسط إطلاق نار في منطقة باب الهوا أثناء عبورها من سورية إلى تركيا، وفق نقيب أصحاب السيارات الشاحنة محمد خير الداود، وقال الداود إن السائقين الأردنيين ما يزالون متواجدين في المنطقة الحدودية وبحماية الجيش السوري الحر ويتمتعون بصحة جيدة، وأن قوات الجيش الحر أمنت مرور السائقين إلى الحدود التركية، داعيا الحكومة الأردنية إلى تأمين عودتهم إلى الأردن. ويأتي هذا على خلفية تعرض 4 سائقين أردنيين لسرقة شاحناتهم الخميس الماضي من قبل مجهولين في منطقة باب الهوا على الحدود السورية التركية.
وفي شأن نزوح سوريين، تاركين أراضيهم وفارين جراء القتل والقصف العنيف، ذكرت صحيفة الوطن السعودية(26/2/2012)، أن أعداد النازحين السوريين للأردن، وصلت حتى 20 فبراير الحالي 80 ألفا حسب سجلات السلطات الأردنية، معظمهم من سكان المناطق الحدودية المتاخمة للأردن خاصة درعا وريفها وريف دمشق. ورصدت الأجهزة المعنية في محافظة الرمثا الأردنية دخول 2432 لاجي سوري بطريقة غير نظامية. وقال نائب رئيس مجلس لواء الرمثا البلدي السابق يوسف مياس، بأن الحكومة الأردنية قدمت لهم المعونات اللازمة كما كان هناك دور شعبي من قبل الأهالي وذلك باستضافتهم. وذكرت مصادر إلى أن عدد المصابين السوريين الذين دخلوا الأردن بطريقة غير نظامية وجرى علاجهم في المستشفيات بلغ 800 شخص. وأوضح قاسم محمود مندوب إحدى الجمعيات الخيرية عن زيادة في معدلات تدفق اللاجئين, منوها أن جمعيته تقدم لهم العون والمساعدة وتمنح نحو 70 دولارا لكل عائلة شهرياً, إضافة إلى طرود من المواد الغذائية يتم تقديمها بشكل أسبوعي.
ذكرت صحيفة الاندبندنت (25/2/2012) أن إعلان مؤتمر تونس والذي طالب نظام "الأسد" بوقف العنف، واعترف بالمجلس الوطني السوري ممثلاً شرعياً للمعارضة لن يغير شيئاً من واقع القتل الميداني المتواصل في سوريا. وتشير الصحيفة إلى ضعف تواصل المجلس الوطني السوري وأعضاؤه مع الداخل السوري، حي قد لا تسمع بعض شرائح الحراك الشعبي السوري عن هذا المجلس وقياداته، الذين تصفهم الصحيفة بأنهم يتحدثون باسم الثورة المخضبة بالدماء من منفاهم الفخم في فنادق العواصم العربية والأجنبية.
الأزمة السورية بين التداول الدبلوماسي المتراخي والتغير السريع على الأرض
نشرت صحيفة الجارديان(25/2/2012)، تقريرا عن الموقف السعودي أمام مؤتمر"أصدقاء الشعب السوري" والداعي الى دعم تسليح المعارضة السورية في مواجهة قمع النظام السوري لانتفاضتها. وتنقل الصحيفة عن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل قوله في افتتاح مؤتمر "مجموعة الدول المعادية لنظام الأسد "، أن تسليح جيش سوريا الحر " فكرة ممتازة"، بيد أنها تشير في الوقت نفسه إلى الوفد السعودي خرج لاحقا من قاعة المؤتمر شاكيا من "عدم الفاعلية" بين الدول الأعضاء المجتمعين فيه. بينما دعا وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني الى تكوين قوة عربية "تفتح ممرا لتقديم الأمن والحماية للشعب السوري"، وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك يتزامن مع قيام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بإخلاء النساء والأطفال من حي بابا عمرو. إذ يقول الصليب الأحمر إنه تم في خطوة أولى نقل 27 من النساء والأطفال إلى مستشفى في المدينة. ورأت الصحيفة أن اليوم الأول من المؤتمر الذي يستمر لثلاثة أيام لم يقدم سوى القليل لوقف الأوضاع المتدهورة في سوريا، على الرغم من أن روسيا التي تعد الحليف الرئيسي لسوريا قد أضافت صوتها الى الدعوات المطالبة بإعلان وقف لإطلاق النار للسماح للمساعدات الإنسانية والإغاثة بالوصول الى المناطق التي تحتاج إليها، والى أن الأمل بوقف إطلاق النار يمثل قضية جوهرية في المؤتمر الذي يحضره نحو 80 بلدا، يبحث العديد منهم في طرق لتشجيع ودعم المعارضة السورية. إن نحو 20 ألف شخص من سكان باب عمرو ما زالوا تحت حصار عسكري، ولا يمثل لا الغرب ولا المجلس الوطني للمعارضة السورية منقذا بالنسبة لهم، إذ تنقل الصحيفة عن احد سكان الحي قوله "لا شيء تغير، فالوضع ذاته والحصار ذاته، إنهم يواصلون القتل ولا أحد يهتم بحياتنا. نشعر بغضب كبير". وختمت الصحيفة بتوقفها أمام تصريح الرئيس الأمريكي أوباما بأن الولايات المتحدة وحلفاءها سيستخدمون "كل وسيلة متاحة" لإيقاف ذبح الناس الأبرياء في سوريا، والذي اعتبرته الصحيفة أقوى تصريح يدلى به حول سوريا.
وذكرت الصحيفة أيضاً، أن وليم هيج وزير الخارجية البريطاني، أعلن عن اعتراف بريطانيا بالمجلس الوطني السوري، واختار الوزير افتتاح القمة بالإعلان عن قطع العلاقات مع دمشق.
في الشأن السوري أيضا، نشرت صحيفة الاندبندنت (25/2/2012) تحقيقا تنقل فيه شهادات شهود عيان من منطقة إدلب بشمال غرب سوريا، حيث تقول الصحيفة إن فواتاً عسكرية مدرعة مدعومة بميلشيات علوية و" شبيحة" تقوم بغارات ممنهجة على المنطقة، وقتلت في الأيام الأربعة الأخيرة أناسا أكثر حتى من الضحايا الذين سقطوا في القصف العنيف على حمص. ويشير التحقيق الى أن لكل قرية وبلدة حكاياتها عن زيارات العنف المنظم تلك، وانه بعد يوم من الاحتجاج على مقتل 8 أشخاص في قرية كورين تم اعتقال عدد من الناشطين في عدد من القرى والبلدات المجاورة بعد أن قام عدد من المخبرين بتشخيصهم. وتوضح الصحيفة أن الناس في كورين لم يكونوا قادرين على أخذ جثث قتلاهم ودفنهم خشية أن يقعوا في كمين تنصبه السلطات لهم، وأنهم يقولون أنهم يتعرضون لنيران القناصة إذا خرجوا من قريتهم، كما أن المقاتلين المعارضين الذين أرادوا القيام بهذه المهمة اضطروا للتراجع تحت قصف قذائف الهاون. انه ليس هناك الكثير من الحماس للمجلس الوطني السوري في هذه المنطقة، بل إن القليل في المناطق الريفية سمعوا به والعديد منهم ،وبينهم مقاتلون متمردون، ينظرون اليه بأنه يقدم مواعظ للثورة من منافيهم المسترخية.
وذكرت صحيفة الدايلي تلجراف(25/2/2012)، أن المعارضة السورية صرحت بأن الغرب يقوم بالفعل بتقديم الأسلحة للمعارضة المسلحة، وفي هذا قالت " بسمة قضماني" العضو البارز في المجلس الوطني السوري، أن دول غربية لم تسمها (الحلفاء الموالين للمعارضة) تدعم المعارضة بما في ذلك معدات اتصالات عسكرية، وسترات واقية من الرصاص، وأجهزة رؤية ليلية، وكل هذه الإدعاءات نفاها مسؤولون غربيون، وأكدوا على عدم تشاورهم حتى الآن في إمكانية دعم المعارضة السورية المسلحة، بالسلاح.
قالت صحيفة الاندبندنت(25/2/2012)، أن حركة حماس الفلسطينية غيرت سياستها بتحولها ضد نظام الأسد حليفها القديم، وتأييدها للثورة، ودللت الصحيفة على ذلك، بأقوال اسماعيل هنية في خطبة الجمعة في الجامع الأزهر في القاهرة، حيث حي كل شعوب الربيع العربي، وأحي الشعب السوري الذي يناضل من أجل الحرية والديمقراطية والإصلاح، كما ألقيت خطب مماثلة خلال مسيرات في قطاع غزة.
أبدت صحيفة لوفيغارو(25/2/2012) تفاؤلاً محدوداً لنتائج مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" الذي انعقد في تونس أمس، قائلة إن التوافق على منح المساعدات الإنسانية للسوريين، وتعهد الدول المشاركة بتطبيق العقوبات الأممية المفروضة على نظام "الأسد" يعتبر خطوة مهمة وضرورية، حتى وإن لم تكن كافية لمساعدة الشعب السوري. وتجاهلت الصحيفة الشق العسكري الذي تناوله المؤتمر مركزة على الشق الإنساني، وتساءلت عن سبل تطبيق هذه التوافقات التي خرج بها المؤتمر وتحويلها إلى واقع على الأرض في سوريا.
ترى صحيفة الأخبار اللبنانية (25/2/2012) أن البيان الختامي لمؤتمر تونس أسقط كل الرهانات التي سبقته، وأثار امتعاض دول الخليج العربي، بسبب خلوه من أي قرارات ملموسة على صعيد الممرات الإنسانية أو الاعتراف بالمجلس الوطني السوري، أو تسليح "الجيش السوري الحر". وتصف الصحيفة المؤتمر بأنه كان ساحة لصراخ الأصدقاء، لكن من دون أفعال أو نتائج حقيقية على الأرض.
وتنتقد صحيفة الوطن السعودية (25/2/2012) عدم الفعالية التي أبداها مؤتمر تونس تجاه معاناة الشعب السوري. وتعتبر الصحيفة أن انسحاب وزير الخارجية السعودي "سعود الفيصل" بعد إلقاء كلمته هو تسجيل لموقف احتجاجي على طرق التعامل مع الأزمة السورية، وعلى قناعة السعودية بأن العنف في سوريا لن يتوقف، ما لم تناقش مسألة انتقال السلطة.
بينما يعتبر "عبد الرحمن الراشد" في صحيفة الشرق الأوسط (25/2/2012) أن مؤتمر تونس هو مهزلة كبيرة. ويرى الكاتب أنه بعد عام على المؤتمرات الهزيلة النتائج، يبقى "الأسد" على قمة السلطة في سوريا، وتبقى المبادرة العربية هي الوحيدة المطروحة على الطاولة.
يكتب "عريب الرنتاوي" في صحيفة الدستور الأردنية(25/2/2012)، أن الأزمة السورية كشفت عن تضارب كبير في السياسات والتصريحات الأمريكية في الأزمة السوري، بما يكشف عن غياب الرؤية لدى الإدارة الأمريكية. ويقول الكاتب إنه على النقيض من التقارير التي تحذر من عسكرة الأزمة، صدر موقفان عن وزير الخارجية الأمريكية "هيلاري كلينتون"، والتي وعدت بمساعدة عسكرية للمعارضة توطئة لشن عمليات هجومية على الجيش والنظام في سوريا، ومن جهة ثانية تنظر للمجلس الوطني السوري كممثل للمعارضة السورية، متجاهلة ما ورد في المبادرة العربية من ضرورة توحيد المعارضة السورية. ويرى الكاتب أن هذان التطوران يعتبران شديدا الأهمية في سياق تطور هذه الأزمة، وفي سياق عسكرتها.
تنقل صحيفة القدس العربي (25/2/2012) عن عضو المجلس الوطني السوري "عروبة بركات" قوله إن المجلس الوطني السوري قد يكون في أيامه الأخيرة، بسبب الخلافات المحتدمة بين أعضائه ومكوناته. وأشارت الصحيفة إلى أن نتائج مؤتمر تونس قد لا تساهم كثيراً في تعزيز وحدة الصف داخل المجلس، لأنها خيبت آمال قطاعات كبيرة من المعارضة السورية، بسبب تباين المواقف بين من يريد "دق طبول الحرب" كدول الخليج العربي –وفق الصحيفة- ومن يتحفظ على الخيار العسكري، لما يمثله من إمكانية تكرار السيناريو العراقي. وتضيف الصحيفة أن مؤتمر تونس- بغض النظر عن نتائجه، هو استكشافي، وهدفه هو "جس نبض" المشاركين حول الخيار العسكري.