الثلاثاء 14 شوّال 1445 هـ الموافق 23 أبريل 2024 م
التقرير الإعلامي السادس و الاربعون 24-25 فبراير/شباط 2012
السبت 3 ربيع الآخر 1433 هـ الموافق 25 فبراير 2012 م
عدد الزيارات : 2551
التقرير الإعلامي السادس و الاربعون 24-25 فبراير/شباط 2012
أولاًـ المشهد العام.. جرائم النظام قبيل وأثناء انعقاد المؤتمر(1)
ثانيًاـ الملابسات والحيثيات العامة لانعقاد المؤتمر(2)
ثالثًاـ النتائج المهمة العامة للمؤتمر(3)
رابعًاـ المعارضة السورية وتوصيات البيان الختامي (4)
خامسًاـ قراءة عامة في انعقاد المؤتمر وبيانه الختامي(5)

اختتام مؤتمر"أصدقاء سوريا" برفض التدخل العسكري وتسليح المعارضة.. الملابسات والمواقف

* يقف المجتمع الدولي أمام امتحان أخلاقي جديد يتمثل من ناحية في قدرته على اتخاذ موقف موحد ضد عمليات العنف والقتل والتدمير بالآليات الثقيلة ـ المدرعات والدبابات ـ في المدن والبلدات السورية المعارضة على أيدي نظام غير آبه أو مكترث بقرارات الشرعية العربية أو الدولية المطالبة بوقف تلك العمليات التي راحت ضحيتها أكثر من 6 آلاف قتيل منذ بدء الأزمة حتى الآن، ويتمثل من ناحية أخرى في قدرته على إدخال المساعدات الإنسانية إلى المدن السورية شبه المنكوبة خاصة حمص، ما يستدعي إقامة "ممرات إنسانية"، والوقف الفوري لإطلاق النار.. إذ انعقد يوم 24/2/2012، بالعاصمة التونسية المؤتمر الأول لـ"أصدقاء الشعب السوري"، بطلب من الجامعة العربية، وبمشاركة 67 دولة ومنظمة حقوقية وإنسانية تتمثل بالدرجة الأولى بإيجاد حل سلمي للأزمة في سوريا، مختتمًا أعماله برفض التدخل العسكري ورفض تسليح المعارضة، وذلك وسط استمرار النظام في عمليات القصف العنيف لعدد من المدن السورية، مما أدى إلى وفاة ما يزيد على 100 شخص.

أولاًـ المشهد العام.. جرائم النظام قبيل وأثناء انعقاد المؤتمر(1)

* قبل الدخول في تفاصيل المؤتمر وملابساته وحيثياته ودلالاته، لا بد أن نستعرض آخر التطورات الميدانية في سوريا التي انعقد على صداها "مؤتمر أصدقاء سوريا" الأول، وإذا ما استعرضناها نكتشف أن النظام السوري لم يكترث بأية مؤتمرات أو مطالبات عربية أو دولية لوقف إطلاق النار ضد أبناء الشعب السوري، حيث يواصل ارتكاب أبشع الجرائم باستهداف أبناء شعبه ما يسفر عن مقتل المئات يوميًا، ويعكس ذلك:

ـ انعقاد مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" في تونس على وقع اشتداد القصف العنيف على عدة مناطق في سوريا لا سيما بابا عمرو في حمص ومدينة القصير في ريف حمص وعدة قرى في ريف حماه، في وقت خرج فيه عشرات آلاف السوريين المنتفضين إلى الشوارع في جمعة "سننتفض من أجلك يا بابا عمرو" في تحد لآلة القمع الشرسة، وإطلاق النار الكثيف الذي حصد يوم انعقاد المؤتمر ذاته نحو 100 قتيل وعشرات الجرحى في حمص وحماه ودير الزور والحسكة وحلب.
ـ إعدام قوات الأمن 18 شخصًا في ريف حماة رميًا بالرصاص في قرية بوسط سورية الجمعة بينهم سبعة من نفس العائلة.
ـ تصعيد قوات الأسد من وتيرة عملياتها الأمنية والعسكرية في ريف حلب، فأقدمت على قصف بلدة منّغ بوابل من القذائف الصاروخية من داخل مطار منغ العسكري، مما أدى إلى استشهاد طفل (8 سنوات) وإصابة 10 أشخاص آخرين.
ـ استهداف مدينة الأتارب (تقع على بعد 25 كيلومترا شمال حلب)، والتي تتعرض منذ 9 أيام لقصف عنيف بكل أنواع الأسلحة الثقيلة وقد سقط فيها 15 شهيدًا وعشرات الجرحى، كما جرى اقتحام هذه المدينة بالدبابات والقناصة التي انتشرت على معظم مبانيها.

ثانيًاـ الملابسات والحيثيات العامة لانعقاد المؤتمر(2)

* بداية مجموعة أصدقاء الشعب السوري هي: جماعة على غرار مجموعة دول الاتصال التي ساندت الثوار الذين أطاحوا بنظام الرئيس الليبي الراحل "معمر القذافي" في العام الماضي، وفيما يلي استعراض لأبرز أسباب انعقاده، ومهامه، وأجنده مباحثاته، على النحو التالي:
1ـ السبب الرئيسي لانعقاده:
* يبدو أن السبب الرئيسي لانعقاد المؤتمر ـ رغم وجود أسباب أخرى ـ هو فشل مبادرة الجامعة العربية في إيجاد حل للازمة ينهي العنف في سوريا، ويفتح الباب مشرعًا أمام حوار وطني شامل يقود إلى تحقيق مطالب الشعب السوري بالحرية والديمقراطية والتغيير، وذلك نتيجة رفضها من قبل النظام السوري "جملة وتفصيلاً" مرتكزًا على الفيتو الروسي ـ الصيني المزدوج، وهو فشل لا يستطيع بيان الإدانة الذي صدر عن الجمعية العمومية للجامعة العربية المطالب بوقف إطلاق النار وفتح ممرات إغاثة إنسانية أن يعوضه، لأنه بيان أخلاقي وإنساني، وليس قرارًا يمكن أن يفضي إلى إجراءات تنفذ على الأرض.
2ـ المهام العامة لانعقاده:
أـ تنسيق الجهود الدولية في مجال الإغاثة الإنسانية لإنقاذ حياة المئات يوميًا إن لم يكن الآلاف من المواطنين السوريين في المدن والبلدات المحاصرة من قبل قوات النظام والتي يجري قصفها بالأسلحة الثقيلة.
ب ـ لا يهدف إلى تشريع التدخل العسكري في سوريا أو استنساخ النموذج الليبي بل يسعى إلى" ممارسة أقصى درجات الضغط على النظام السوري حتى يستجيب للتطلعات المشروعة لشعبه حيث ما زال النظام في سوريا يرفض الاعتراف بالمطالب العادلة والمحقة للشعب السوري ويصف ما يجري في سوريا بأنه مؤامرة خارجية تستهدف بقاءه.
ج ـ إجبار النظام السوري على إعادة حساباته بعد أن استقوى بالفيتو الروسي الصيني لممارسة التصعيد العسكري في البلدات السورية.
3ـ المشاركون والرافضون للمؤتمر:
ـ حضر المؤتمر:

  •  وزراء كبار من أكثر من 60 دولة من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وتركيا ومصر.
  •  ممثلين عن الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي واتحاد المغرب العربي.
  •  عدد من الشخصيات الدولية منها أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، لبحث الوضع السوري المستمر في التردي.
  •  المعارضة السورية، ومثلت بـ 5 شخصيات، هم: "برهان غليون" رئيس المجلس الوطني السوري، و"عبد الحكيم بشار" رئيس المجلس الوطني الكردي، و"هيثم المالح" عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني، و"عبد الأحد سطيفو" ممثل المنظمة الآشورية الديمقراطية، و"مطيع البطيني" ممثل الحراك الثوري في المكتب التنفيذي.

ـ تغيب عن المؤتمر: روسيا والصين اللتان حالتا دون صدور قرارين من مجلس الأمن الدولي لإدانة قمع الحكومة السورية للانتفاضة المشتعلة منذ 11 شهرا، أيضًا قرّرت لبنان مقاطعة أعمال المؤتمر، مما يعني تغيب وزير الخارجية والمغتربين "عدنان منصور" عنه نظرًا إلى ما يمكن ان يصدره من قرارات لا يمكن ان يتحملها لبنان (مبرر غياب لبنان عن اجتماع تونس انه لا ينعقد تحت علم الجامعة العربية، وهناك مشاركون من دول أجنبية وإقليمية).
4ـ أجندة المباحثات:
* يفترض أن يبحث المشاركون في المؤتمر:
أـ سبل إيصال مساعدات إنسانية والبدء بالاعتراف بالمعارضة السورية ودعم عملية انتقالية ديمقراطية.
ب ـ المسألة الطارئة بالنسبة إلى المجتمع الدولي، والتي تدور حول إغاثة الشعب السوري الذي يعاني من قمع عنيف تمارسه السلطات أدى إلى مقتل أكثر من 7600 شخص في 11 شهرا بحسب منظمات حقوقية سورية، وبات معزولا عن العالم وعلى الأخص في حمص التي تتعرض لقصف مكثف منذ ثلاثة أسابيع.
ج ـ سبل إدانة ومطالبة النظام بوقف القمع الدموي الذي يمارسه، وسبل تأييد خطة الجامعة العربية التي تنص على مراحل للانتقال الديمقراطي في دمشق. (سبق ان اقر مجلس الأمن الدولي هذه الخطة في 16 فبراير).
5ـ تطلعات الشعب السوري من المؤتمر:
* كان الشعب السوري الذي يتعرض للقتل والبطش منذ أكثر من أحد عشر شهرًا يتوقع من مؤتمر أصدقاء سوريا ومن الأمم المتحدة عبر منظماتها الإنسانية، ما يلي:
ـ التدخل فورًا في المناطق المنكوبة في سوريا، لإسعاف الجرحى والمصابين وتوفير الغذاء والدواء والمستلزمات الطبية للمدن المحاصرة فهذا المطلب مطلب إنساني بالدرجة الأولى يجب سرعة تلبيته بعيدًا عن التجاذب السياسي على خلفية الموقف من النظام.
ـ رفض أي حديث عن حوار وطني بين النظام والمعارضة للبحث عن مخرج سوري للأزمة في ظل استمرار النظام في استخدام العنف وفي ظل سقوط الضحايا المدنيين برصاص وقذائف جيش النظام السوري فليتوقف القتل أولاً وحينها يصبح البحث عن مخارج حقيقية للأزمة ممكنًا وواقعيًا جدًا.
6ـ أبرز كلمات المشاركين:
أـ تونس.. رفض التدخل العسكري ومطالبة روسيا بتوفير "ملجأ آمن للأسد":
* كان الرئيس التونسي "المنصف المرزوقي" هو أول المتحدثين بالكلمة الافتتاحية، حيث بدأ كلمته بالرفض المطلق للتدخل العسكري الأجنبي في سوريا، مؤكداً أنه من الخطأ الجسيم تصور حل عسكري لهذه الأزمة التي لا يوجد شبه بينها وبين الأزمة الليبية، موضحًا:
ـ أن نكون أصدقاء حقيقيين لسوريا يعنى أن نبحث عن حل سياسي على أساس النموذج اليمنى، أي أن تُمنَح الحصانة للرئيس الأسد بعد تنحية ولعائلته وترك الصلاحيات لنائبه"، فضلاً عن توفير مكان لجوء آمن يمكن أن توفره له روسيا، في مقابل أن يترك الحكم، ويتم إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية نزيهة، مطالباً روسيا والصين بأن يقوموا بدورهما في إقناع النظام السوري بالموافقة على هذه المبادرة.
ـ ذلك هو الحل الأمثل ومن يتخيل أنه حل مناف للعدالة فهوة كذلك بالفعل لكن حياة السوريين أهم من أي اعتبار حتى وإن كان العدالة.
ـ لا بد من تدخل قوات حفظ سلام عربية تحت مظلة الجامعة العربية، انطلاقًا من الدور الذي يقوم به نبيل العربي الأمين العام للجامعة من مباحثات مع أطراف المعارضة السورية.
ـ يجب أن يتم الاستعداد من الآن لمساعدة سوريا على رحلة ما بعد النظام الديكتاتوري من خلال الاستعداد لعقد مؤتمر دولي لإعادة بناء سوريا.
ـ اختتم: على الدول العربية تحمل واجبها ناحية الشعب السوري، فمسئولية آلاف البشر أصبحت في أعناق تلك الدول جمعاء دون استثناء.
ب ـ الجامعة العربية.. المطالبة بإفساح المجال أمام منظمات الإغاثة ووقف إطلاق النار:
* قال "نبيل العربي" أمين عام الجامعة العربية أن الحكومة السورية رفضت التخلي عن الخيار الأمني والعسكري، مضيفًا:
ـ على النظام السوري إفساح المجال أمام منظمات الإغاثة لدخول سوريا.
ـ المبادرة العربية تهدف لحماية سوريا من التحول لساحة للتجاذبات الإقليمية.
ج ـ  قطر .. الدعوة لتشكيل قوة عربية:
* رئيس الوزراء، وزير الخارجية "حمد بن جاسم ال ثاني":
ـ الشعب السوري والعالم العربي يتطلعان لهذا الاجتماع بعظيم الأمل والترقب ولا ينتظران صدور بيان، بل ينتظران خطوات عملية لوقف ممارسات النظام السوري لقتل المدنيين الأبرياء وتخفيف المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري الشقيق .
ـ ومن هنا أوجه رسالة للحكومة السورية وللرئيس بشار الأسد، هل تريدون حكم سوريا تحت هذه الأشلاء والاستمرار في تدمير سوريا من أجل التشبث بالحكم، لابد أن تتخذ القيادة السورية قرارًا شجاعًا، وتحسم أمرها لصالح الشعب السوري، كما أننا ندعو المعارضة للتوحد إجلالاً لمن يضحون بأرواحهم وأموالهم داخل سوريا وأننا مسرورون لوجود المجلس الوطني السوري بيننا .
ـ إننا نعتبر هذا الاجتماع الذي يأتي في أعقاب إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لمشروع القرار العربي حول الوضع في هذا البلد، يمثل استجابة للاعتبارات الإنسانية والأخلاقية وتأكيدا من المجتمع الدولي بأن لديه إرادة حقيقية لحل هذه الأزمة ومساعدة الشعب السوري في تحقيق مطالبه المشروعة في الحرية والعدالة.
ـ لقد كان التصويت لصالح مشروع القرار وبأغلبية ساحقة رسالة واضحة لنظام الحكم في سوريا الرافض للاستماع إلى صوت العقل والحكمة والاستجابة للنداءات والمبادرات الداعية لحقن الدماء المباحة على طول البلاد وعرضها.
ـ إنكم ولاشك تتابعون وتيرة القتل والتدمير التي تشهدها الساحة السورية والتي بلغت ذروتها بعد إخفاق مجلس الأمن في اتخاذ قرار يندد بالعنف إثر استخدام الفيتو الروسي والصيني، وهو ما استغله النظام السوري كغطاء لاستمراره في استخدام الخيار الأمني، واعتماد العمل العسكري الممنهج لقمع الشعب وإخماد صوته.
ـ إن ذرائع الإصلاحات السياسية التي يسوقها النظام هي ادعاءات واهية، وهي حقاً مدعاة للتعجب وفي حقيقتها لا تعدو كونها محاولات لكسب الوقت والالتفاف على مبادرة جامعة الدول العربية واللجنة العربية المعنية بالوضع في سوريا والتي أتشرف برئاستها، تلك المبادرة التي تدعو إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية هدفها إقامة نظام سياسي تعددي يتساوى فيه المواطنون بغض النظر عن طوائفهم ومذاهبهم ويتم تداول السلطة فيه بشكل سلمي، وتفويض رئيس الجمهورية لنائبه الأول بصلاحيات كاملة للقيام بالتعاون التام مع حكومة الوحدة الوطنية، وكذلك إنشاء هيئة مستقلة مفوضة للتحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها المواطنون والبت فيها وإنصاف الضحايا والاستجابة للمطالب الدولية التي تدعو إلى سحب القوات من المدن وإعادتها إلى ثكناتها ووقف المجازر التي ترتكب بحق المدنيين والتي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
ـ نتطلع اليوم لأن يكون اجتماع أصدقاء سوريا هذا بداية لوقفة عملية جادة لوقف العنف في سوريا وذلك بالآتي:

  •  تشكيل قوة عربية دولية للإشراف على حفظ الأمن.
  •  فتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات للشعب السوري.
  •  تنفيذ قرار الجامعة العربية الذي تم اعتماده بتاريخ 22 يناير 2012 ، وكذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر حول الوضع في سوريا.
  •  وبمناسبة انعقاد الاجتماع الرفيع المستوى لمجلس حقوق الإنسان في غضون اليومين المقبلين، فإننا نطالب المجلس باتخاذ إجراءات رادعة تجاه من ارتكب جرائم إنسانية بحق الشعب السوري الشقيق.

ـ في الختام أجدد التأكيد على ما سبق أن أوضحته بأن مصلحة سوريا هي هدفنا الأول والأخير، وبالتالي لابد من ضمان الاستقرار في هذا البلد الشقيق حمايةً لسيادته واستقلاله السياسي ووحدة أراضيه ونسيجه الوطني.
د ـ المعارضة السورية.. أربعة مطالب ينتظرها الشعب السوري:
* "برهان غليون":
ـ مطالب الشعب السوري تتمثل في 4 نقاط، هي:

  •  أولها: تقديم الإغاثة الفورية، بما في ذلك الإعلان عن وجود مناطق منكوبة في سوريا، وفتح ممرات آمنة لإمداد الأهالي بالمعونات الإنسانية العاجلة، ولإخراج الجرحى والنساء والأطفال من الأحياء والمدن المحاصرة، وإيجاد مراكز لتجميع المساعدات الإنسانية في دول الجوار.
  •  ثانيها: تمثل في تأمين وضمان حرية العمل والحركة لمنظمات الإغاثة الدولية ومنظمات حقوق الإنسان لمساعدة الأهالي على مواجهة الأوضاع القاسية في عموم البلاد.
  •  ثالثها: توفير الوسائل الكفيلة بحماية المدنيين السوريين وتأكيد حق الإعلام والصحافة الحرة في الدخول إلى البلاد والتنقل فيها بحرية.
  •  رابعها: الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ودعمه في مساعيه لتنسيق جهود جميع الأطراف المشاركة في الثورة، ضمن خطة وطنية واحدة لتحقيق التغيير وإسقاط نظام الفساد والاستبداد.

ـ ليس هناك مجال للتنافس الإقليمي، ولا لنقل سوريا من معسكر دولي إلى معسكر دولي آخر، سوريا الحرة المستقلة السيدة الواحدة هي غايتنا، وتلبية تطلعات الشعب السوري هو هدفنا، وما ينشده شعبنا اليوم هو بكل بساطة الانتقال إلى نظام حكم لا يقوم على السيطرة بالقوة وترويع المواطنين.
ـ ما ينشده الشعب السوري هو حاكم يعرف معنى المساءلة والمسؤولية.. الشعب السوري، كل الشعب السوري، يريد إنهاء حكم المافيا العائلية وإقامة حكم ديمقراطي مدني يتفق وتطلعاته نحو مواكبة العصر الجديد.
ـ ما يحدث اليوم في سوريا لا علاقة له بصراع بين أقلية أو أكثرية، إن أولئك الذين ينتهكون أعراض الناس ويدوسون على حقوقهم ويقتلون أبناء بلدهم ويسرقون خيراته ليس لهم دين ولا مذهب ولا ينتمون إلى أحد منا ولا إلى جنس الإنسانية.
ـ العلويون المتخوفون هم إخواننا وموقعهم المميز في بناء سوريا الجديدة لا يمكن لأحد أن يشغله غيرهم، كما ان المسيحيين المهاجرين لا بد من عودتهم، وسنعمل معًا حتى يستطيع كل مسيحي اضطر إلى هجرة بلده أن يعود لموطن أجداده.
هـ ـ الولايات المتحدة.. تشديد العقوبات لإسقاط "الأسد":
* حذرت "هيلاري كلينتون"، النظام السوري بأنه سيدفع "الثمن غاليًا" إذا ما استمر في تجاهل صوت المجموعة الدولية، وقدمت 10 ملايين دولار لدعم المساعدة الإنسانية في سوريا، وأضافت:
ـ على المجموعة الدولية أن "تناقش باهتمام" ما يمكنها القيام به "لزيادة الضغط" على "الأسد".
ـ آن الأوان للجميع هنا ان يقرروا منع كبار مسئولي النظام من السفر، ويجمدوا أرصدتهم ويقاطعوا النفط السوري، ويعلقوا أي استثمار جديد في سوريا ويناقشوا إغلاق السفارات والقنصليات.
و ـ فرنسا.. المجلس الوطني السوري هو "المحاور الشرعي":
* اعتبر وزير الخارجية الفرنسي "آلان جوبيه" المجلس الوطني "المحاور الشرعي" والركيزة التي ينبغي أن تتمحور حولها المعارضة". (من دون الإعلان عن اعتراف رسمي به).
ز ـ تركيا.. تجميع المعارضة السورية في إطار واحد:
* حث وزير الخارجية التركي "أحمد داوود أوغلو"، المعارضة السورية الالتحاق بالمجلس الوطني السوري ليكون ممثلا شرعيا للشعب، معلنا أن بلاده مستعدة لاستضافة الاجتماع الثاني لمجموعة أصدقاء سوريا في مدينة اسطنبول بعد ثلاثة أسابيع.
7ـ نص البيان الختامي للمؤتمر:
ـ أكدت مجموعة الأصدقاء الالتزام الثابت بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها، وندين بشدة مواصلة النظام السوري انتهاكاته الواسعة والمنهجية لحقوق الإنسان، بما في ذلك الاستخدام العشوائي للعنف ضد المدنيين وقتل وملاحقة المتظاهرين السلميين، والاعتداء الجنسي وسوء معاملة آلاف المعتقلين، ومنهم الأطفال، حيث: تسببت أعمال العنف التي مارسها النظام السوري خلال الأشهر الأحد عشر الماضية في مقتل آلاف المدنيين الأبرياء وفي تدمير واسع النطاق وأجبر عشرات الآلاف من السوريين على الفرار من بيوتهم مما خلّف معاناة كبيرة للشعب السوري، كما دفع الصحافيون حياتهم ثمنا في سبيل نقل حقيقة ما يجري في سوريا.
ـ أدانت مجموعة الأصدقاء وبشكل خاص استخدام النظام للمدفعية الثقيلة والدبابات للاعتداء المناطق الآهلة في المدن، فهذه الفظاعات المقترفة، تعتبر في عدد من الحالات جرائم ضد الإنسانية مثلما عبرت عن ذلك لجنة التحقيق المستقلة للأمم المتحدة.
ـ أكدت المجموعة الهدف الرامي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية بما يحقق آمال الشعب السوري في العيش بكرامة وحرية وسلام وفي الإصلاح والديمقراطية والرخاء والاستقرار، وهذا الحل يجب أن يأخذ في الاعتبار مشاغل كل المواطنين السوريين، بغض النظر عن ديانتهم أو انتمائهم العرقي.
أ ـ دعم قرار الجامعة العربية:
ـ أكدت أيضًا المجموعة الحاجة الماسة لوقف العنف فورًا، والتنفيذ الكامل لقرارات مجلس جامعة الدول العربية المتعلقة بسوريا، خاصة القرار رقم 7444 بتاريخ 22 يناير 2012، والقرار رقم 7446 بتاريخ 12 فبراير 2012، اللذين يدعوان خاصة الحكومة السورية إلى:

  •  ضمان حرية المظاهرات السلمية.
  •  وقف كافة أعمال العنف وحماية مواطنيها.
  •  إطلاق سراح جميع الأشخاص الذين تم اعتقالهم بشكل عشوائي في الأحداث الأخيرة.
  •  سحب كل القوات العسكرية والمسلحة من المدن والقرى وإعادتهم إلى ثكناتهم.
  •  الترخيص لكل المؤسسات التابعة للجامعة العربية ووسائل الإعلام العربية والعالمية لبلوغ كافة أرجاء سوريا، وعدم عرقلة تحركاتهم للوقوف على حقيقة الوضع على الأرض ومراقبة الأحداث الجارية.
  •  آلية تنسيق تمثل جميع الأطراف لتكريس العمل الجماعي قبل وخلال وبعد المرحلة الانتقالية.
  •  بيان واضح حول الانتقال في سوريا وفق مبادئ مشتركة وطبقًا لمواثيق وقرارات الأمم المتحدة بشأن الحقوق الإنسانية والاجتماعية والسياسية بالإضافة إلى الالتزام بتكوين حكومة مدنية ذات تمثيلية في المستقبل تعمل على حماية حقوق الأقليات.

ب ـ المساعدات الإنسانية:
ـ أعربت مجموعة الأصدقاء عن قلقها الشديد إزاء الوضع الإنساني في سوريا، بما في ذلك صعوبة التزود من الأغذية الأساسية والأدوية والوقود، وأيضًا التهديدات وأعمال العنف ضد الطواقم الطبية والمرضى والمنشآت الصحية في بعض المناطق. وأكدت الحاجة الملحة لتأمين الاحتياجات الإنسانية وتيسير الإمداد الفعلي للمساعدات وتأمين الحصول على الخدمات الطبية. وطالبت مجموعة الأصدقاء الحكومة السورية بالوقف الفوري لكل أشكال العنف والسماح للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية للوقوف على كافة الحاجيات بحمص ومناطق أخرى بحرية ودون عرقلة. ودعت المجموعة النظام السوري للسماح فورًا للمنظمات الإنسانية لتقديم المواد الحيوية والخدمات لفائدة المدنيين المتضررين من أعمال العنف خاصة في حمص ودرعا والزبداني ومناطق أخرى محاصرة من قبل القوات السورية. كما يجب السماح للمنظمات الإنسانية، بتسليم مواد وخدمات الإغاثة الأساسية إلى المدنيين ضحايا أعمل العنف. واتفقت مجموعة الأصدقاء أنه في حال توقف النظام السوري عن اعتداءاته على المناطق السكنية وسماحه بدخول المساعدات الإنسانية فإنها ستقوم بإيصال المساعدات الإنسانية في الحين. وسجلت مجموعة الأصدقاء أيضًا العبء الثقيل والمتنامي الذي باتت تتحمله الدول المجاورة لسوريا في استضافة اللاجئين السوريين وتعهدت بتقديم العون والمساعدة في هذا الشأن.
ـ ولأجل ذلك، رحبت مجموعة الأصدقاء بجهود الأمم المتحدة لتنسيق الإغاثة الإنسانية بما فيها التمويل، تحت إشراف منسق الإغاثة الطارئة، كما رحبت المجموعة باعتزام منسق الإغاثة الطارئة زيارة سوريا للتشاور مع كل الأطراف للسماح بالدخول الحيادي للمساعدات الإنسانية. ودعمت المجموعة إنشاء المنظمات الإنسانية الدولية لمراكز إيواء إنسانية في الدول المجاورة. ورحبت ببعث المنتدى الإنساني السوري وتعهدت بتقديم الدعم له بصفته مجموعة عمل لتنسيق المساعدات الإنسانية. وأكدت المجموعة أهمية الفصل بشكل واضح بين الإغاثة الإنسانية والمفاوضات السياسية الجارية.
ـ أعلنت مجموعة الأصدقاء عن التزامها الثابت بالمساهمة الكبيرة في عملية إعادة بناء سوريا خلال المرحلة الانتقالية ودعم الإنعاش الاقتصادي في البلاد مستقبلا. ولأجل ذلك قررت المجموعة تشكيل فريق عمل لإعادة إنعاش الاقتصاد والتنمية.
ـ عبرت مجموعة الأصدقاء عن شكرها لتونس وتثمينها لاستضافتها لهذا المؤتمر الدولي. واتفقت على اللقاء مجددا في تركيا في القريب العاجل وعلى أن تستضيف فرنسا المؤتمر التالي.
ـ وقد سجلت مجموعة الأصدقاء طلب جامعة الدول العربية الذي تقدمت به إلى مجلس الأمن لمنظمة الأمم المتحدة قصد إصدار قرار بتشكيل قوة حفظ سلام عربية - أممية مشتركة بعد انتهاء أعمال العنف بالطريقة المذكورة أعلاه، واتفقت على مواصلة النقاشات حول السبل المناسبة لانتشار هذه القوات.
ج ـ الانتقال السياسي:
ـ دعت مجموعة الأصدقاء إلى عملية سياسية شاملة تقودها سوريا في جو خال من العنف والتهريب والتخويف والتشدد، تهدف إلى التعامل مع التطلعات والمشاغل المشروعة للشعب السوري، وسجلت مجموعة الأصدقاء ما قامت به الحكومة السورية من خطوات سياسية أحادية تحت مسمى إصلاحات لا تؤدي إلى حل الأزمة.
ـ عبرت مجموعة الأصدقاء، في هذا الصدد، عن دعمها الكامل لمبادرة جامعة الدول العربية لتيسير عملية انتقال سياسي يقود إلى نظام ديمقراطي متعدد يستطيع أن يتمتع المواطنون من خلاله بحقوق متساوية، بغض النظر عن انتماءاتهم أو معتقداتهم أو أجناسهم أو أعراقهم، بما في ذلك البدء في حوار سياسي جاد بين الحكومة السورية وكافة أطياف المعارضة وذلك من أجل:

  •  تشكيل حكومة وحدة وطنية.
  •  تخلي الرئيس السوري عن كافة سلطاته لفائدة نائبه الأول حتى يتم التعاون الكامل مع حكومة الوحدة الوطنية لتمكينها من تأدية مهامها خلال المرحلة الانتقالية.
  •  إجراء انتخابات شفافة وحرة تحت رقابة عربية ودولية.

ـ رحبت مجموعة الأصدقاء في هذا الصدد بتعيين "كوفي عنان" مبعوثًا خاصًا مشتركًا للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا.
د ـ محاسبة النظام على جرائمه:
ـ عبرت مجموعة الأصدقاء عن خيبة أملها إزاء عدم تمكين مجلس الأمن لمنظمة الأمم المتحدة من الاستجابة لمناشدات الجامعة العربية المتواصلة لتقديم الدعم لخطتها لإنهاء العنف في سوريا، ودعت مجموعة الأصدقاء مجلس الأمن للعمل مع جامعة الدول العربية والأطراف المعنية الأخرى لاتخاذ إجراءات عملية ضد الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان المقترفة من الحكومة السورية ووضع حد للعنف المسلط على المدنيين، وأكدت مجموعة الأصدقاء ضرورة وضع حد للإفلات من العقاب ومقاضاة مقترفي الجرائم ضد الشعب السوري.
ـ رحبت مجموعة الأصدقاء بتبني الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة بتاريخ 16 فبراير 2012 للقرار 253/66 الذي يدين بشدة القمع في سوريا وطالبت الحكومة السورية بتطبيق خطة العمل التي وضعتها الجامعة العربية في 12 نوفمبر 2011 وقراراتها الصادرة في 22 يناير و12 فبراير 2012 دون تأخير، واعتبارًا للتأييد الواسع لهذا القرار فإن المجموعة طالبت مجلس الأمن الأممي بتحمل مسؤولياته في سوريا بالعودة للنظر في هذا الملف في أقرب الآجال الممكنة، كما رحبت المجموعة بالاهتمام المتواصل الذي أبداه مجلس حقوق الإنسان لمنظمة الأمم المتحدة ودعت السلطات السورية إلى التعاون بشكل كامل مع لجنة التحقيق المستقلة. ورحبت بتقرير هذه اللجنة حول الجمهورية العربية السورية بتاريخ 22 فبراير 2012.
ـ أعربت مجموعة الأصدقاء عن إصرارها على مواصلة اتخاذ الإجراءات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية اللازمة لحث النظام السوري على وقف كافة أعمال العنف ومنعه من التسبب في مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة. والتزم المشاركون في هذا الصدد باتخاذ الخطوات المناسبة لفرض القيود والعقوبات على النظام السوري وأعوانه كرسالة واضحة تجاهه بأنه لا يمكن له مستقبلا الاستمرار في الاعتداء على مواطنيه دونما عقاب. ويجب أن تشمل هذه الإجراءات:

  •  حظر السفر على أعضاء النظام - تجميد أرصدتهم في الخارج - وقف شراء المنتجات النفطية السورية - وقف أشكال الاستثمار في البني التحتية في سوريا والمعاملات المالية معها.
  •  خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع سوريا.
  •  منع وصول الأسلحة وما يتصل بها من عتاد إلى النظام السوري، وبحث سبل الحد من قدرة النظام على الحصول على الوقود والتموينات الأخرى المستخدمة لأغراض عسكرية.

هـ ـ دعم المعارضة السورية:
ـ أشادت مجموعة الأصدقاء بشجاعة وتصميم السوريين على الميدان والذين يمثلون طليعة الشعب السوري التواق إلى الحرية والكرامة. وأثنت أيضا في هذا السياق على جهود المجلس الوطني السوري الرامية إلى تكوين هيكل واسع وتمثيلي وشجعتهم على الاستمرار في هذه الجهود.
ـ ولأجل ذلك، فإن مجموعة الأصدقاء تعترف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للسوريين الساعين إلى إحداث تغيير ديمقراطي سلمي، واتفقت على تعزيز التزامها ودعمها الفعلي للمعارض السورية، وشجعت مجموعة الأصدقاء المجلس الوطني السوري على مواصلة مساعيه في جو من الوحدة وتحقيق الحلم بسوريا للجميع مزدهرة وحرة تحمي مواطنيها وتشيع الاستقرار في المنطقة ويتمتع فيها كافة المواطنين بحقوق متساوية.
ـ ناشدت مجموعة الأصدقاء جامعة الدول العربية عقد اجتماع حول المجلس الوطني السوري يضم العديد من المجموعات والشخصيات من المعارضة، بمن فيهم الناشطون داخل سوريا، والملتزمون بتحقيق تحول سياسي سلمي وذلك من أجل الاتفاق على ما يلي:

  •  آلية تنسيق جميع الأطراف لتكريس العمل الجماعي قبل وخلال وبعد المرحلة الانتقالية.
  •  بيان واضح حول الانتقال في سوريا وفق مبادئ مشتركة وطبقا لمواثيق وقرارات الأمم المتحدة بشأن الحقوق الإنسانية والاجتماعية والسياسية بالإضافة إلى الالتزام بتكوين حكومة مدنية ذات تمثيلية في المستقبل تعمل على حماية حقوق الأقليات.

 

ثالثًاـ النتائج المهمة العامة للمؤتمر(3)

1ـ خلو البيان الختامي من تأييد التدخل العسكري أو تسليح المعارضة:
* لم يتضمن البيان الختامي أي إشارة للتدخل العسكري الخارجي في سوريا، أو تسليح المعارضة السورية، ولكنه تضمن في المقابل جملة من القيود على النظام السوري منها: حظر السفر على أعضاء النظام، وتجميد أرصدتهم بالخارج، ووقف شراء النفط السوري ومنع وصول الأسلحة والعتاد العسكري إلى الجيش النظامي السوري.
2ـ خلو البيان الختامي من الاعتراف الكامل بالمجلس الوطني:
* تبنى المؤتمر الأول لأصدقاء سوريا وجهة الخطة العربية بتسليم الرئيس السوري بشار الأسد سلطاته إلى نائبه، واعترف بالمجلس الوطني السوري "ممثلا للسوريين الساعين إلى التغيير الديمقراطي السلمي". وهي خطوة دون الاعتراف الكامل.
3ـ تأكيد البيان الختامي التضامن مع الشعب السوري ومطالبه العادلة:
* المشاركون في هذا المؤتمر اتفقوا على توجيه رسالة قوية للتعبير عن التضامن مع الشعب السوري ومطالبه العادلة في الحرية والديمقراطية، كما أجمعوا أيضا على معالجة الوضع الإنساني الخطير الذي يعيشه الشعب السوري في مختلف المدن والقرى السورية، وعلى ضرورة ضمان انتقال ديمقراطي آمن في سوريا، ومرتكزات ذلك:
ـ مبدأ حماية وصيانة وحدة الأراضي السورية.
ـ سيادة سوريا.
ـ رفض التدخل العسكري، نتيجة عدم الرغبة في تكرار تجارب تدخل عسكري فاشلة في المنطقة.
4ـ الإجماع على ضرورة العمل على الوقف الفوري لإطلاق النار:
* أجمعت الكلمات الافتتاحية لمؤتمر مجموعة "أصدقاء الشعب السوري" على ضرورة العمل على الوقف الفوري لإطلاق النار من جانب نظام بشار الأسد ضد أبناء شعبه، مع طرح عدد من المبادرات لحل الأزمة السورية التي أصر المتحدثون في افتتاح المؤتمر على أنها أزمة سياسية لا تتطلب إطلاقا التدخل العسكري.
5 ـ تركيز المؤتمر على المعونة الإنسانية للشعب السوري:
* بدا أن المؤتمر  ـ في غياب خطط للتدخل العسكري ـ يركز على المعونة الإنسانية، وإن دعا الدول للالتزام بفرض عقوبات تزيد عزلة نظام بشار الأسد، وتشمل حظر السفر وتجميد الأصول والتوقف عن استيراد النفط، وتعليق الاستثمارات والعمليات المالية مع دمشق، إضافة لخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية وإنهاء توريد السلاح.
6 ـ الاقتراح الفرنسي القاضي بإقامة "ممرات إنسانية" لسوريا:
* عرضت باريس فكرة إقامة "ممرات إنسانية"، لكن موسكو عارضتها بقوة معتبرة أنها لا يمكن ان تؤدي إلا إلى زيادة الوضع تفاقما.
7ـ انسحاب السعودية من المؤتمر:
* بعد إلقاء كلمته، انسحب وزير الخارجية السعودي الأمير "سعود الفيصل" ووفده المرافق إلى مؤتمر "أصدقاء سوريا" في تونس من جلسة المؤتمر احتجاجًا على عدم فاعلية الاجتماع، وأوضح وزير الخارجية السعودي:
ـ لا يمكن للرياض أن تشارك بأي عمل لا يؤدي لحماية الشعب السوري، والسبيل الوحيد لحل الأزمة بسوريا هو نقل السلطة طوعًا أو كرهًا".
ـ النظام السوري فقد شرعيته وأصبح أشبه بسلطة احتلال، فهل قمنا بنصرة الشعب السوري أم سنكتفي بإعلانات رمزية؟ هل من الإنسانية الاكتفاء بتقديم المساعدات وترك السوريين لآلة لا ترحم؟".
ـ تسليح المعارضة التي تواجه حملة قمع عنيفة من جانب قوات نظام الأسد تعد فكرة ممتازة.

رابعًاـ المعارضة السورية وتوصيات البيان الختامي (4)

1ـ الموقف من قرارات البيان:
* كانت المعارضة السورية بمختلف أطيافها وممثليها تتطلع إلى الاعتراف بـ"المجلس الوطني السوري" رسميًا، وأنه ستكون أهم خطوة ستنتج عن هذا المؤتمر إلى جانب خطوات تدعم العمل الإغاثي للشعب السوري، وبحث الوسائل الملائمة لدعم الجيش الحر، ولذلك اتفق المعارضون السوريون الذين حضروا المؤتمر على أن نتائجه تعتبر مرضية نسبيًا، لكنها لم تستجب لتطلعاتهم، خصوصًا من ناحية دعم "الجيش السوري الحر"، ويعكس ذلك:
أـ تصريحات "عبد الحكيم بشار" رئيس المجلس الوطني الكردي وأحد الأعضاء الـ5 الذين حضروا مداولات مؤتمر أصدقاء سوريا المغلقة، بأن:
ـ نتيجة هذا المؤتمر تعتبر رسالة قوية وحازمة للنظام السوري، بأن المجتمع الدولي جاد جدا لوقف العنف وتطبيق قرارات الجامعة العربية، وهذا يدل على أن تنفيذ مقررات الجامعة العربية بات مطلبا دوليا.
ـ الدعوة إلى عودة المراقبين لا فائدة منها، ولم تعد الساحة بحاجة لشهود، إلا إذا كان عملهم تمهيدا لتشكيل ممرات آمنة كمرحلة أولية.
ـ الحل يتمثل في وقف العنف والعمل من أجل تغيير النظام واستبدال نظام ديمقراطي وآمن به، بعيدا عن أي تدخل عسكري.
ب ـ تصريحات "عبد الإله ثامر الملحم" عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، بأن:
ـ نتيجة المؤتمر لا بأس بها ولكن ليست المتوقعة؛ لأن مجريات ما يحدث في سوريا قد فاقت كل التوقعات، والنظام متجه نحو الفوضى والحرب الأهلية، فما زلنا نعول على قرارات أقوى وأكثر حسما لإزالة النظام.
ـ كل الشعب السوري يطالب بالتغيير، لذلك نرى أن المجلس الآن يمثل كل الشعب السوري.
ـ هذا المؤتمر بالتأكيد سيسهم في تغيير الأوضاع إلى الأفضل من أجل توحيد جهود أقطاب المعارضة ودعم الجيش الحر، للمحافظة على أمن المدنيين.
2ـ مطالب المعارضة قبيل انعقاد المؤتمر:
* بينت قوى الحراك الثوري داخل المجلس الوطني السوري المشارك في المؤتمر، مطالبها من مجموعة الدول والهيئات والمنظمات الدولية المشاركة في المؤتمر، ومنها:
أـ المحور العسكري:
ـ فرض حظر على إرسال السلاح والذخيرة لآلة القتل التي يملكها النظام.
ـ تقديم الدعم المادي واللوجستي والعسكري للجيش السوري الحر.
ـ توفير ممرات آمنة لتقديم الإغاثة الطبية والغذائية اللازمة.
ـ المطالبة بمناطق آمنة وعازلة و فرض حظر جوي.
ب ـ المحور السياسي والاقتصادي:
ـ منع السفر على كافة رجال النظام والتجار المساندين له.
ـ سحب سفراء دولكم من دمشق وطرد سفراء النظام السوري من بلادكم.
ـ ممارسة الضغوط الفعلية على حلفاء النظام السوري الاقتصادية والسياسية.
ـ تفعيل المقاطعة الاقتصادية ضد النظام وأدواته وكافة رجاله ومن يمت لهم بصلة.
ـ تحويل الملف الخاص بجرائم النظام السوري إلى محكمة الجنايات الدولية فورا.
ـ الاعتراف بحق الدفاع عن النفس للشعب السوري واعتبار ما يقوم به الثوار من الدفاع عن النفس حقا مشروعا.
ـ  رفع وتيرة الحظر الاقتصادي على إيران شريكة النظام في قتل الشعب السوري.
ـ  اتخاذ قرار يساعد مصر على منع البارجات والسفن المتوجهة لدعم النظام السوري عبر قناة السويس.
ج ـ المحور الإغاثي:
ـ الإعلان عن إنشاء صندوق دولي لدعم الثورة السورية.
ـ إعلان حمص وإدلب وريف دمشق ودرعا وحماة ودير الزور واللاذقية وبانياس مناطق منكوبة والعمل على جعلها مناطق آمنة.
ـ السماح لجميع المنظمات الاغاثية العربية والدولية بالدخول إلى سورية لتقديم المساعدات الطبية والاغاثية.
ـ الترخيص للمنظمات السورية العاملة على أراضيكم في إغاثة المحتاجين وتقديم المساعدة لهم مع تسهيل جمع المواد الاغاثية والطبية اللازمة.
ـ إدخال الإغاثة العاجلة فورا إلى المناطق المنكوبة. 
ـ مساعدة اللاجئين السوريين والاعتراف بهم كلاجئين في دول الجوار لتسوية أوضاعهم القانونية فورا.
د ـ المحور الحقوقي:
ـ إنشاء مركز دولي للتوثيق الجنائي المختص بسوريا يقوم بتوثيق كافة جرائم النظام.
ـ الضغط وبكل الأساليب على النظام للإفراج الفوري عن كافة المعتقلين وكشف مصير المفقودين.
ـ تسهيل ترخيص المنظمات الحقوقية السورية في بلادكم وإنشاء مقرات لها لممارسة إعماله.
ـ عدم السماح لأي دولة من الدول بتسليم أي مواطن سوري للنظام السوري تحت أي ذريعة أو ظرف.
ـ  الاعتراف بالمهجرين السوريين كلاجئين وإعطائهم جميع حقوقهم.
هـ ـ المحور الإعلامي:
ـ السماح لوسائل الإعلام الحر بالدخول إلى سوريا ونقل معاناة الشعب السوري والمجازر التي ترتكب ضد الأمنين.
ـ مساعدة شباب الثورة إعلاميا بتأمين احتياجاتهم من أجهزة اتصال فضائية وتدريب كوادر تكون قادرة على نقل صور ثورتنا التي كسرت حدود المستحيل لأنه لم يصلكم منها إلا القليل.

خامسًاـ قراءة عامة في انعقاد المؤتمر وبيانه الختامي(5)

ـ ما تم التوصل إليه في المؤتمر لم يكن على قدر الآمال التي عقدتها عليه المعارضة السورية المشاركة في هذا المؤتمر، حيث أعلن الدكتور برهان غليون، عن خيبة أمله جراء سير المحادثات حول كيفية التعاطي مع الأزمة السورية.
ـ المعارضة تريد تدخلاً عسكريًا دوليًا يضع حدا لقصف قوات النظام مدينة حمص ومدنا أخرى بشكل مكثف لإنهاء الانتفاضة والمواجهات فيها مع قوات الجيش السوري الحر في أسرع وقت ممكن، لكن ألن جوبيه وزير الخارجية الفرنسي غير متحمس لهذه الفكرة ولا لإقامة ممرات إنسانية آمنة لإيصال الدواء والغذاء للمناطق المنكوبة.
ـ بعض الدول اقترحت إرسال قوات مراقبة عربية ودولية إلى سورية على أمل ان تكون مقدمة لتطبيق السيناريو الليبي في سورية، لكن هذا المطلب يحتاج إلى قرار دولي من مجلس الأمن، وهو قرار مستحيل في ظل المعارضة الروسية ـ الصينية، ولم يكن مستغربا ان ترفض الدولتان، أي الصين وروسيا، الدعوة للمشاركة في هذا المؤتمر للتنصل من إي قرارات تصدر عنه ولتأكيد موقفيهما الداعمين للنظام السوري.
ـ الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي فاجأ المشاركين وغير المشاركين بطلبه تسليح المعارضة السورية تحت عنوان الدفاع عن نفسها وحماية المدنيين في وجه الحلول الأمنية الشرسة التي يطبقها النظام، وعندما نقول فاجأ المشاركين فإننا نقصد بذلك ان المملكة العربية السعودية قررت ان تلقي بكل ثقلها ضد النظام السوري والى جانب الانتفاضة، وهذا قد يعني تطورا كبيرا في الأزمة ودفعها أكثر باتجاه عسكرة الانتفاضة وربما دفع البلاد نحو حرب أهلية.
ـ بمثل هذه المطالبة إنما يضفي الأمير سعود الفيصل وضعا رسميا على ما يجري حاليا على ارض الواقع، من تهريب للأسلحة للقوات المنشقة عن النظام مثل الجيش السوري الحر، وهناك العديد من الطرق والمنافذ للإقدام على تكثيف عمليات التهريب عبر الحدود السورية، خاصة من لبنان والعراق وربما نشهد تدفقا اكبر عبر الحدود الأردنية.
ـ ولعل ما هو أهم وربما اخطر من تهريب الأسلحة تسلل دفعات كبيرة من المتطوعين السلفيين، خاصة من العراق للانضمام إلى القوات والجماعات التي تقاتل ضد النظام وتنفذ عمليات تفجير انتحارية ضد مؤسساته الأمنية والعسكرية، مثلما حدث مؤخرا في كل من حلب وقبلها دمشق.
ـ لا نعتقد ان مؤتمر أصدقاء سورية في تونس وبعد ان اطلعنا على تباينات في المواقف، خاصة بين الدول العربية الخليجية المتحمسة لإرسال قوات وأسلحة ومتطوعين إلى سورية لتسريع عمليات استنزاف النظام، وبين المواقف الغربية التي تتخذ طابع الحذر خوفا من انفجار حرب أهلية يرى البعض أنها مستعرة فعلا ولا يمكن التكهن بالنتيجة التي ستؤدي إليها في نهاية المطاف، فمن المرجح ان يكون اجتماع تونس استكشافيا بالدرجة الأولى لمعرفة مواقف الدول المشاركة، سواء تجاه التدخل الخارجي أو تسليح المعارضة، ثم يعطي مؤتمر اسطنبول الذي سيكون الثاني لغربلة ودراسة معظم المواقف قبل بلورة موقف موحد تجاه هذه الأزمة المتفاقمة.
ـ معارضة تونس لتسليح المعارضة، التي عبر عنها وزير خارجيتها السيد رفيق عبد السلام، تعكس قلق الكثيرين في المنطقة العربية من خطورة هذه الخطوة التي يصعب التحكم فيها، لان هؤلاء الذين يعارضون التسليح لا يريدون ان يروا سورية تنجر إلى النموذج العراقي وتغرق في حرب أهلية طائفية تودي بحياة الآلاف بل ربما عشرات الآلاف من الأبرياء.
ـ الأحاديث التي تسربت بين أروقة اجتماعات تونس الجانبية تقول بأن النقطة الأبرز والأكثر إلحاحا على جدول الأعمال هي كيفية إقامة ممرات آمنة لإيصال الدواء والطعام إلى المناطق المنكوبة ولكن هناك تصورين في هذا الصدد:

  •  الأول: ما تريده دول الجامعة العربية ومعها كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا أي أن تكون هذه المناطق محمية من قبل قوات عربية غربية مشتركة.
  •  الثاني: هو ما تريده روسيا والصين أي أن تكون هذه الممرات الآمنة متفقا عليها مع النظام السوري أولا، وتحظى بحماية من قوات تابعة للأمم المتحدة يتم الاتفاق على تشكيلها وتنحصر مهمتها في المراقبة فقط.

ـ لا نستبعد أن يتم التوصل إلى اتفاق وسط بين التوجهين، فإذا كان الهدف هو إيصال المواد الإنسانية إلى الذين يواجهون الحصار والقصف، فإن الجانبين يجب أن يقدما تنازلات في هذا الصدد، أما إذا كان الهدف هو استمرار التصعيد فان مهمة التكتل الجديد في تونس ستكون صعبة للغاية.
ـ سورية دخلت بوابة الحرب الأهلية من أوسع أبوابها بعد تدفق الأسلحة والمتطوعين عبر الحدود للقتال إلى جانب الثوار ضد النظام السوري، وبعد اعتراف وزارة الدفاع الأمريكية رسميا بدخول عناصر القاعدة على خط الأزمة، فإن علينا أن نتوقع المزيد من سفك الدماء في صفوف النظام وقواته وأبناء المناطق الملتهبة خاصة في حمص وحماة وادلب وبعض المناطق الأخرى.
(1) الشرق الأوسط، القدس العربي، الحياة، إيلاف، العربية نت، الجزيرة نت، راديو سوا، اسوشييتد برس انترناشيونال، 24و25/2/2012.
(2) الشرق الأوسط، الشروق، رويترز، وكالة الأنباء القطرية، أسوشيتد برس انترناشونال، وكالة الأنباء الفرنسية، العربية نت، الجزيرة نت، إيلاف، راديو سوا، إذاعة سويسرا، البيان الإماراتية، الخليج الإماراتية، إذاعة مونت كارلو، إذاعة سويسرا، واشنطن بوست، جروزاليم بوست، جارديان، اندبندنت، وول ستريت جورنال، القدس العربي، الأهرام المصرية، الأخبار، المصري اليوم، اليوم السابع، 24و25/2/2012.
(3) إعداد وحدة الدراسات الأمنية بمركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، 25/2/2012.
(4) وكالة الأنباء الفرنسية، رويترز، القدس العربي، جيروزاليم بوست، 25/2/2012.
(5) رأي القدس العربي، 24و25/2/2012.