تزايدت حدة المعارك والمواجهات في النبك التي أعلن النظام الأسدي سيطرته عليها، ومما يلاحظ في اعتداءات النظام الأخيرة كثرة إعداماته ومجازره وخاصة بحق الأطفال، في المقابل كبدت المقاومة المسلحة النظام الأسدي وحلفاءه خسائر فادحة في الأرواح حيث أعلن عن مقتل قيادي كبير في حزب الله.
89قتيلا بينهم نساء وأطفال:
بعد الهجمة الوحشية على النبك وعلى مناطق أخرى من ريف دمشق خاصة وباقي مدن وبلدات سورية عامة ارتفع عدد ضحايا هذا العدوان المشترك بين شبيحة الأسد وعصابات حزب الله وأبوالفضل العباس إلى 89 قتيلا فقد قتل في النبك بريف دمشق وحدها ما يقرب من 22 مدنيا منهم 5 أطفال أعدموا ميدانياً، وفي حلب قتل 3 أشخاص تحت قصف عنيف على اوتستراد طريق النيرب وقتل 7 أشخاص في العويجة بحلب نتيجة القصف الجوي أيضا, وقتل 4 أشخاص في دير الزور نتيجة القصف على الرشدية والحميدية وكذلك قتل 4 مدنين تحت التعذيب على يد قوات النظام بعد اعتقالهم يوم أمس في داريا بريف دمشق ومثلهم من مدينة حمص قتلو تحت القصف على النبك بريف دمشق, وبين الشهداء 16 طفلا و 10 نساء و 3 قتلوا تحت التعذيب منهم مجند وملازم أول منشق.
وبهذا يكون القتلى قد توزعوا على مناطق سورية كالتالي:
في ريف دمشق قتل40 بينهم 8 أطفال و 4 نساء و 2 قتلوا تحت التعذيب.
وفي حلب قتل 26 شخصا بينهم 4 نساء و 6 أطفال و مجند منشق
وفي حمص قتل 11شخصا.
وفي ديرالزور قتل 4 بينهم طفل واحد.
وفي درعا قتل3 بينهم طفل واحد وملازم أول منشق.
أما في حماة فقد قتلت إمرأة واحدة وشخص واحد قتل تحت التعذيب.
وفي إدلب قتل 2 أحدهما إمرأة وفي القنيطرة قتل شخص واحد.
ومن الملاحظ أن عدد الأطفال والنساء عدد كبير، ومن المستغرب أن تفاعل المنظمات الحقوقية التي ترعى حقوق الطفل والمرأة تفاعل لا يذكر، مقارنة مع ما فعلته للفتاة الباكستانية التي ملالا التي تعرضت لبعض الأذى فأعطيت مقابل ذلك جائزة نوبل. (1)
جثث محترقة في السيارات:
ضمن سلسلة مجازر بشار وشبيحته لقي 16 شخصًا مصرعهم، وفقًا لحصيلة أولية، في غارة جوية شنتها طائرة حربية تابعة لجيش النظام السوري في محافظة الرقة شمال البلاد.
وكانت طائرات قد قصفت مناطق سكنية في الرقة، مما أسفر عن سقوط 16 قتيلًا وعشرات الجرحى، بعضهم في حالة خطيرة، فيما لم تكف سيارات الإسعاف في نقلهم إلى المستشفيات.
ولوحظ وجود جثث محترقة في الكثير من السيارات بمنطقة القصف، فيما قال ناشطون محليون لمراسل الأناضول أن فرق الإطفاء تعمل على إخماد الحرائق في المنازل والسيارات.
وأفاد الناشطون أن الأهالي يحاولون انتشال القتلى والجرحى من تحت أنقاض المنازل، مشيرين إلى وقوع ‘كارثة’ في المنطقة، ومعربين عن خشيتهم من ارتفاع عدد القتلى.’ (7)
إعدام ميداني لأطفال:
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام السوري أطلقت النار عن قرب على خمسة مدنيين بينهم طفلان، فأردتهم، في مدينة النبك شمال دمشق.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع "فرانس برس" "نقلت إلى بلدة يبرود القريبة من النبك في منطقة القلمون خمس جثث لطفلين وفتى تحت الثامنة عشرة وآخر في العشرين وسيدة قتلوا برصاص القوات النظامية التي أعدمتهم في المنطقة الصناعية في النبك". ونشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور طفلين وفتى مضرجة بالدماء وبدت بوضوح إصابة أحدهم في رأسه. (3)
نظام الأسد نفذ 20 مجزرة بالسكاكين:
قال الائتلاف السوري، المعارض، إنه وثق 20 “مجزرة” نفذها نظام بشار الأسد باستخدام السكين، على مدار الـ20 شهرا الماضية وأسفرت عن مقتل ألفين و885 شخصًا، بحسب إحصاءاته.
وأوضح بيان صادر عن حملة (بدون الأسد) التي أطلقها الائتلاف، مؤخرا، ووصل وكالة الأناضول للأنباء نسخة منه الأحد، أن “من بين القتلى أكثر من 200 طفل و120 امرأة” في هذه الجرائم التي ارتكبت على مدار 20 شهرًا، وكان السلاح المستخدم فيها الساطور والسكين”.
وندد البيان بـ”قسوة هذه الجرائم”، مضيفا “إن الأطفال يشاهدون آباءهم وأمهاتهم يذبحون أمامهم، وينتظرون دورهم بالذبح دون أمل بالنجاة”. (7)
اشتباكات عنيفة:
لا تزال المعارك مستمرة بين شبيحة الأسد والعناصر الموالية له من عناصر عصابات حزب الله وأبو الفضل العباس فقد وقعت اشتباكات عنيفة ومتقطعة في مناطق متفرقة وعلى أطراف مدينة النبك في منطقة القلمون بريف دمشق.
وتقوم المقاومة بمحاولة منع القوات النظامية من الانتشار في أحياء المدينة.
أما في حلب، فمعارك عنيفة تدور في منطقة نقارين ومبنى المواصلات وتلّة الشيخ يوسف واللواء ثمانين، حيث تحاول كتائب المعارضة إحكام سيطرتها على نقارين شرقي حلب لتفصل الريف عن المدينة.
وقد أطلقت كتائب المعارضة صواريخ "غراد" على مطار حماة العسكري، وحاجز شركة الغاز في الريف الشرقي للمدينة. (2)
نقيرين محررة:
تحدثت مصادر للمقاومة أنها استطاعت إنهاء سيطرة القوات الموالية للنظام الأسدي على بلدة نقيرين في محافظة حلب. وقال مقاتل يدعى صالح عمر، إنهم تمكنوا «بعد عدة معارك مع قوات الأسد من تحريرها». (3)
مقتل عناصر من عصابات حزب الله :
بحمد الله تم قتل قائد عسكري بارز في حزب الله أمس الأحد وذلك بعد ساعات من الإعلان عن مقتل عنصرين آخرين في الحزب. ويدعى المقتول الهالك / علي بزي، وهو قائد عسكري بارز في عصابات حزب الله"، وينحدر من منطقة بنت جبيل في جنوب لبنان، لكنه يقيم في حارة صيدا (جنوب).
ونشر موقع بنت جبيل الجنوبي الإلكتروني القريب من حزب الله صورا لبزي باللباس العسكري وبلقطات عدة مع رشاشه.
وقد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل عناصر من الحزب في منطقتي النبك شمال دمشق والغوطة الشرقية والغربية قرب العاصمة.
ومما يجدر ذكره أن حزب الله، يجاهر بمناصرته ومشاركته شبيحة الأسد القتال في سورية بعد أن كان يخفي ذلك وينكره. بل إنه يعتبر القتال في سوريا واجبا له لصد "الهجمة التكفيرية والغربية على سوريا"، كما يدعي. وترد تقارير شبه يومية عن مقتل عناصر له في المعارك.(2)
مقتل 50 حزب الله وأبي الفضل العباس:
ضربات موجعة تتلاحق على الأسد وحلفائه من عصابات حزب الله وأبي الفضل حيث أعلنت وكالة «سانا الثورة» عن مقتل خمسين عنصرا من حزب الله ولواء أبي الفضل في منطقة السيدة زينب، وذلك بعدما تسللت عناصر من فصائل «أحرار الشام»، وجبهة النصرة، وتنظيم «داعش»، إلى المنطقة الواقعة في ريف دمشق، ووصلوا إلى مقرات حزب الله وأبي الفضل العباس، واشتبكوا معهم بالأسلحة الخفيفة. (4)
الحر ينفي اقتحام مقار الأركان:
نفت هيئة أركان الجيش السوري الحر التصريحات التي نسبت إليها عن اقتحام مقارّ الأركان في معبر باب الهوى بإدلب وسرقة أسلحتها.
وأوضحت الهيئة أن ما جرى كان عبارة عن هجوم شنته جماعة مسلحة، مما استدعى طلب المساعدة من بعض الفصائل الموجودة في المنطقة، ومن بينها فصيل تابع للجبهة الإسلامية.
وقال متحدث من هيئة الأركان للجزيرة إن مقار الأركان أصبحت في مأمن بعد تدخل الفصائل المساعدة لهيئة الأركان، وإن الهيئة ستصدر بياناً توضح فيه تفاصيل ما جرى. (2)
المقاومة تصد تقدم النظام في النبك:
تحاول قوات النظام السوري إحراز تقدم داخل مدينة النبك في منطقة القلمون شمال دمشق حيث تستمر المعارك بينها وبين مقاتلي المعارضة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد: تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات جيش الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة والدولة الاسلامية وكتائب مقاتلة من جهة اخرى في مدينة النبك’. (7)
القضاء على الجهاديين مقابل البقاء في الحكم:
كشف رئيس الحكومة المؤقتة التي شكلتها المعارضة السورية أحمد الطعمة لـ«الشرق الأوسط» أن الأميركيين أبلغوا المعارضة السورية بأن النظام عرض خدماته على الولايات المتحدة ووعدها بتخليصها من «القاعدة» والجهاديين في سوريا مقابل بقاء نظامه، لكن واشنطن رفضت العرض، محملة الأسد استقواء الجهاديين في سوريا. ونفى طعمة وجود صفقة أميركية روسية على حساب المعارضة رغم تفاهم الطرفين على تدمير الترسانة الكيماوية السورية. وقال طعمة في حوار مع «الشرق الأوسط» إن روسيا وجهت أسئلة للمعارضة تتناول الضمانات التي يمكنها تقديمها لموسكو بشأن مصالحها في سوريا والمنطقة مقابل «تليين» موقفها من النظام، وإن الائتلاف سيتولى الرد. (4)
الجربا: لا وقف للنار خلال جنيف2:
قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا إن الائتلاف حصل على ضمانات بأن لا مستقبل للرئيس السوري بشار الأسد في سوريا، مؤكدا أنه لا أحد طلب من المعارضة المسلحة وقف إطلاق النار خلال مؤتمر جنيف2.
فقد قال الجربا في مقابلة مع رويترز حول مؤتمر جنيف2 إن موعده حدد في 22 يناير/كانون الثاني القادم، وأضاف "حصلنا على ضمانات بعضها مكتوب وبعضها شفوي من دول كبرى بأنه ليس هناك مستقبل للأسد في سوريا، وأن يؤدي المؤتمر إلى سلطة تنفيذية تقود المرحلة الانتقالية التي تؤدي لحل سياسي ديمقراطي في سوريا".
وتابع "المفروض أن يكون الأسد في قفص الاتهام لا أن يكون له مستقبل أو غير مستقبل، هذا الأمر مفروغ منه ولن نقبل به نهائيا". وأكد أن أيا من الأطراف لم يطلب وقف إطلاق النار خلال مؤتمرجنيف2 "ولم يتناقش معنا أحد في هذا الموضوع"، مشيرا إلى وجود حالات كثيرة كانت تتم فيها مفاوضات دون وقف إطلاق النار مثل فرنسا والجزائر وفيتنام والولايات المتحدة.
صبرا وجنيف2:
في حين أعلن النظام في سوريا بأنه ذاهب لجنيف2 بدون شروط أعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، جورج صبرا، أمس، أن القرار النهائي بشأن مشاركة المعارضة السورية في مؤتمر جنيف سيُتخذ منتصف ديسمبر (كانون الأول) خلال اجتماع الهيئة العامة للائتلاف السوري المعارض المقرر عقده في إسطنبول، إلا أنه شكك في انعقاد المؤتمر. (4)
موسكو تدعو الجربا:
قال رئيس "الائتلاف الوطني السوري" المعارض أحمد الجربا أنه تلقى دعوة لزيارة موسكو وأنه عازم على تلبية الدعوة لإقناع الروس بأن مصلحتهم "ليست مع النظام".
وفي حديث إلى وكالة الأنباء الكويتية، كشف عن تلقيه دعوة من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تسلمها من نائبه ميخائيل بوغدانوف "منذ نحو 20 يوماً".
وقال الجربا: "قبلت هذه الدعوة ولم أستطع الذهاب لانشغالي بمواعيد مسبقة، وسأزور روسيا لإقناعهم بأن مصلحتهم تكون مع الشعب السوري وليس مع النظام". (3)
الحلقي: لا شروط مسبقة:
قال رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي إن الحكومة السورية ستذهب إلى مؤتمر جنيف2 دون أي شروط مسبقة، مؤكدا انفتاح الحكومة على نقاش كل الأمور على طاولة الحوار بحيث يعرض كل ما يتم الاتفاق عليه على الشعب السوري "صاحب الحق الوحيد والحصري في تقرير مستقبله السياسي"، بحسب تعبيره.
وأشار الحلقي إلى أن "سياسة الولايات المتحدة في المنطقة وصلت إلى طريق مسدود بعد فشلها تجاه العديد من الملفات، خاصة في حساباتها تجاه سوريا، ولذلك تعيد حساباتها على أساس الحوار لحل المشاكل كما جرى مع إيران والتوصل إلى اتفاق حول ملفها النووي". (2)
قطع الطحين عن 53 ألف إنسان لأكثر من شهر:
لا يزال النظام الأسدي مستمرا في سياسة العقاب الجماعي والتجويع لتركيع الشعب السوري فبلدة محجة بريف درعا دخلت يومها الـ 33 على التوالي في الحصار الذي تفرضه قوات النظام عليها.. يأتي ذلك بعد تعثر المفاوضات بين الأهالي هناك وقوات النظام التي تطالب بإخراج الجيش الحر منها مقابل السماح بدخول مادة الطحين.
الناطق الإعلامي باسم تنسيقية البلدة أفاد للمكتب الإعلامي في الهيئة العامة للثورة بأن النظام لا يزال يمارس ضغطاً من خلال أعوانه من وجهاء في البلدة وأعضاء في حزب البعث سابقاً، إلا أن الأهالي في البلدة ما زالوا يرفضون شروط النظام وهي أن يتم إخراج الجيش الحر ودخول قوات النظام، وأضاف: "الأفران الثلاثة التي في البلدة أغلقت منذ أكثر من شهر، والأهالي يعانون نقصاً حاداً بمادة الخبز، ويعتمدون على طريق محفوفة بخطر الموت والقناصة والاستهداف من قبل النظام من أجل تهريب الخبز إلى البلدة، التي تحتضن أيضاً ما يقارب 2700 لاجئ من مناطق عدة بريف درعا، بالإضافة إلى عدد سكانها الذي يقارب الـ 25000 ألف نسمة".
يفيد أحد الشباب الذي يعمل على تهريب الخبز إلى بلدة محجة من منطقة اللجاة المحاذية، بأن الكمية التي بإمكانهم إدخالها بالكاد تكفي نصف حاجة السكان! ويقول: "لم نعد نخشى قناصة النظام كثيراً؛ إنما الألغام الأرضية التي زرعها النظام على طول الخط المحاذي لـ الأوتوستراد، وقد فقدنا 3 من شبابنا بسبب الألغام الأرضية خلال عملية تهريب الخبز". (5)
أكثر من مليون طفل لاجئ:
دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لإجراءات سريعة لوقف معاناة أكثر من مليون طفل سوري لاجئ.
جاء ذلك في تقرير جديد للمفوضية صدر من الأردن ولبنان الأحد، قالت فيه إن هناك أعداداً صادمة حول الأطفال السوريين اللاجئين الذين ينشأون في عائلات مفككة، ويفقدون فرصة التعليم ويصبحون المعيل الرئيسي لأسرهم.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس في التقرير: “إن لم نتخذ إجراءات سريعة فسوف تستمر معاناة جيل من الأبرياء في حرب مروعة”.
ويشير التقرير الذي أطلق عليه اسم “مستقبل سوريا – أزمة الأطفال اللاجئين” بصورة مفصلة لتفكك العائلات، حيث يعيش ما يزيد على 70 ألف عائلة سورية لاجئة دون آباء، وأكثر من 3700 طفل لاجئ غير مصحوب أو منفصل عن كلا والديه. (7)
حظر الأسلحة الكيماوية تتسلم جائزة نوبل:
في حين أن المجتمع الدولي لم يتحرك لمعاقبة مرتكب مجزرة الغوطتين، تتسلم منظمة «حظر الأسلحة الكيماوية» التي تشرف على تدمير الأسلحة السورية جائزة نوبل للسلام غداً في احتفال بالعاصمة النرويجية أوسلو.
وسيتسلم الفريق الجائزة المقدرة قيمتها بـ 1.25 مليون دولار في في العاشر من الشهر الجاري، الذي يصادف ذكرى وفاة السويدي ألفريد نوبل. وترتب المنظمة لنقل مئات الأطنان من المواد الكيماوية السامة بسلام إلى ميناء اللاذقية في شمال سورية، ثم تخزينها أو تدميرها في مكان آخر. (3)
مؤتمر جنيف في 10 كلمات:
الكاتب والمحلل السياسي/ مجاهد ديرانية، لخص الموقف من جنيف2 وحدد نتائجه مسبقا فقال ما نصه على موقعه المسمى (الزلزال السوري)
-1-
قبل نحو ثمانين عاماً نشر أديب العربية الكبير مصطفى صادق الرافعي -رحمه الله- مقالة قصيرة بعنوان "كلمة وكُلَيمة"، صاغ فيها قانون الصراع بين المعتدي وصاحب الحق في سطر واحد؛
قال: "إذا كانت المشكلة بين الذئب والحمل فلن يكون حلّها إلا من أحد اثنين: إما لحم الخروف، أو عصا الراعي" (مجلة "الرسالة"، العدد 124، 18/11/1935).
-2-
جاء في ديباجة إنشاء الائتلاف الوطني السوري ما يأتي: "يلتزم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بالثوابت الوطنية للثورة السورية ويستند إليها في شرعيته، ومن أهم هذه الثوابت..."، ثم نقرأ عدداً من المبادئ الأساسية منها: "عدم الدخول بأي حوار أو مفاوضات مع النظام". هكذا بإطلاق وبلا أي استثناء.
-3-
يقولون: نحن ذاهبون إلى جنيف لإخراج الأسد من المعادلة واستلام السلطة.
يقول وزير الأسد: إذا كان أحدٌ يحلم بإخراج الأسد من المعادلة فليوفر على نفسه ثمنَ التذاكر ومصاريفَ المؤتمر. يقول الروس والأميركيون: سيذهب الجميع إلى جنيف بلا شروط مسبقة.
وزير الأسد يعيد التأكيد: أي قرار لن يصدر عن مؤتمر جنيف إلا بموافقة الأسد.
يقول أصحابنا مرة أخرى: ذاهبون إلى جنيف لإخراج الأسد من المعادلة واستلام السلطة.
لا بد أن أحد أطراف الحوار السابق يخدع نفسه والآخرين أو أنه يعيش في عالم الخيال. من هو يا تُرى؟
-4-
يقولون إن الذهاب إلى جنيف ضروري لوقف القتل وإطلاق المعتقلين.
ألا يذكركم هذا الذي يقولونه بشيء سمعتموه ذات يوم؟
للتذكير:
وافق النظام بتاريخ 3/11/2011 على خطة السلام العربية التي تُلزمه بوقف إطلاق النار، يومها كان العدد الرسمي لشهداء الثورة هو 4150.
ثم وافق سفاح سوريا رسمياً بتاريخ 27/3/2012 على خطة كوفي عنان التي تطالب النظام السوري بتنفيذ ست نقاط، منها: الوقف الفوري لاستخدام الأسلحة الثقيلة وسحب الجيش من المناطق السكنية، والسماح الفوري بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة، وإطلاق المعتقلين، وضمان حرية التظاهر السلمي.
يومها كان العدد الرسمي لشهداء الثورة قد بلغ 12100.
عندما أقرّ مؤتمرُ جنيف الأول خطةَ عنان كان عدد الشهداء قد بلغ ثلاثين ألفاً، ومنذ ذلك اليوم زادوا مائة ألف آخرين.
-5-
اجتمعوا في جنيف أول مرة للمطالبة بتطبيق خطة كوفي عنان، ثم تداعوا إلى جنيف مرة ثانية مطالبين بتطبيق قرارات مؤتمر جنيف الأول.
حسناً فعلوا بترقيم مؤتمرات جنيف، فإنهم لمّا افتتحوها بالأول وألحقوا به الثاني علمنا أن بعدهما ثالثاً ورابعاً وما لا يعرف نهايته من عدد إلا الله.
ما بين مؤتمر ومؤتمر ضغط من رعاة المفاوضات وتصلّب من مفاوضي النظام وتنازلات من مفاوضي المعارضة، ثم قرارات كورق الشجر اليابس تذروه الريح.
وإلا فأخبرونا يا أيها الذاهبون إلى جنيف الثاني: ماذا صنع نظام الاحتلال السوري وماذا صنع نظام النفاق الدولي بمقررات ونتائج جنيف الأول؟
مَن ظنّ أن حظّا ما يخرج من جنيف الثاني سيكون أعظمَ من حظ ما خرج من جنيف الأول فقد آن له أن يستيقظ من المنام وأن يتخلى عن الأحلام والأوهام.
-6-
من ذاكرة التاريخ:
عُقدت في الخرطوم قمّةٌ عربية في التاسع والعشرين من آب (أغسطس) 1967، بعد أقل من ثلاثة أشهر على سقوط القدس بأيدي اليهود، عُرفت بعد ذلك باسم "قمّة اللاءات الثلاث"، لأن القادة العرب أكدوا فيها على التشبث بثوابت الأمة العربية في صراعها مع العدو اليهودي، وهي ثوابت عبّرت عنها ثلاث لاءات مشهورة: لا صلح، ولا اعتراف، ولا تفاوض.
-7-
من ذاكرة الأيام التالية:
"تفاوضت" الدول العربية مع العدو اليهودي الذي يحتل فلسطين، و"اعترفت" الدول العربية بالعدو اليهودي الذي يحتل فلسطين، و"تصالحت" الدول العربية مع العدو اليهودي الذي يحتل فلسطين.
بعد ذلك صار أشراف الأمة الذين يدافعون عن فلسطين ويحاربون العدو اليهودي الذي يحتل فلسطين، صاروا متمردين إرهابيين خارجين عن الإجماع الدولي، وصاروا مطارَدين ومنبوذين من الدول العربية التي أعلنت ذات يوم لاءات الخرطوم.
-8-
من ذكريات كاتب هذه الكلمات:
أمضيت سنوات شبابي وأنا أتابع الجدل بشأن القرار الدولي الشهير الذي أصدره مجلس الأمن لحل النزاع، القرار 242، وقد حُصر الجدل أخيراً في حرفين: الألف واللام.
النص العربي يقول إن على اليهود إعادة "الأراضي المحتلة" إلى أصحابها، النص الأجنبي يقول إن عليهم إعادة "أراض محتلة".
في النهاية انتصر نصٌّ ليست فيه ألِفٌ ولام، فأعاد اليهود المحتلون لأصحاب الأرض بضعة كيلومترات مربعة وحصلوا على الاعتراف والتطبيع والسلام.
مَن يضمنُ أن لا تعود المعارضة السورية من جنيف باتفاق فيه مشكلة جديدة بأل التعريف أو بغيرها من الأحرف والأدوات؟
-9-
أثبت طريق المفاوضات الذي يرعاه الغرب أنه طريق صالح يوصل إلى الغاية بالوقت القصير.
لم تستغرق رحلة الشعب الفلسطيني الجريح المكلوم إلا خمساً وأربعين سنة، وبعدها استطاعت الهيئة السياسية التي فاوضت باسمه استرجاعَ واحد بالمئة من أرض فلسطين السليبة.
وهكذا بقي تسعة وتسعون بالمئة من الأرض لا أكثر، ولعلها تُسترجَع بمفاوضات لاحقة ذات يوم.
بالمقابل لم تُضطر "منظمة التحرير الفلسطينية" إلى تقديم تنازلات جسيمة لتحقيق ذلك النصر الكبير، كل ما في الأمر أنها تنازلت عن حق العودة وسكتت عن تهويد القدس واعترفت بحق إسرائيل في الوجود على ثمانية وسبعين بالمئة من أرض فلسطين!
-10-
ما بين أوسلو (1993) وجنيف الثاني (2013) عشرون عاماً، لم يتغير فيها النظام الدولي ولا صار أكثرَ إنسانية، إنما تبدل ذئبٌ بذئب وتبدلت نِعاجٌ بنعاج.
عَودٌ على بدء:
قبل ثلاثة أرباع القرن كانت بلدان الشرق العربي المسلم تعاني من احتلال دول الغرب المعتدية الظالمة.
يومَها ظنّ قومٌ منّا أن الحقوق تؤخَذ على طاولات المفاوضات، فقال لهم الرافعي كلمته العظيمة: "إذا كانت المشكلة بين الذئب والحمل فلن يكون حلّها إلا من أحد اثنين: إما لحم الخروف، أو عصا الراعي".
يا أهل سوريا الكرام:
اختاروا بين اثنين لا ثالث لهما: إما طريق الجهاد (عصا الراعي) أو طريق المفاوضات والمؤتمرات، وخسارة الحرية والكرامة والتضحية بحقوقكم وحقوق الأولاد والأحفاد (لحم الخروف). ولنا في إخواننا في فلسطين عبرة. (6)
بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي ليوم الأحد على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء) (8)
إبراهيم محمد فواز أبو حصيني ـ درعا تسيل
إسحاق عطايا ـ ريف دمشق عربين
إسماعيل جولاق ـ اللاذقية ريف اللاذقية : جبل التركمان
ال العزب 1 ـ ريف دمشق داريا
أحمد حلاق ـ حلب كرم الميسر
آل البارودي ـ ريف دمشق داريا
آل العزب 1 ـ ريف دمشق داريا
آل العزب 2 ـ ريف دمشق داريا
آل محمود ـ ريف دمشق داريا
بلال صالح ـ حمص
جمال ناصر الكبيسي ـ دير الزور الحميدية
خالد عيد مروش ـ حلب الشيخ سعيد
رضوان محمود خورشيد ـ حلب الأعظمية
صالح رديف الهفوف ـ دير الزور الحميدية
عبود الحافظ ـ دمشق العسالي
علي المصري ـ دمشق العسالي
علي عاطف حسن ـ دمشق العسالي
علي محمد المارعي ـ حلب
عماد القرح ـ ريف دمشق داريا
غزال فلاحة ـ حلب كرم الميسر
فاتن الضاهر ـ ادلب كفرعويد
فخرية ملا ـ حلب
كرم عبد الناصر الكبيسي ـ دير الزور الحميدية
مجهول الهوية 1 ـ حلب كرم الميسر
مجهول الهوية 2 ـ حلب كرم الميسر
محمد أورخان مصطفى ـ حلب الأنصاري الشرقي
محمد أيمن صالح السويدان ـ درعا حي طريق السد
محمد جمعة كردي ـ حلب كرم الميسر
محمد صالح ـ حمص
محمد عمر جيجو ـ حلب كفرة
محمد وحيد حبوش ـ ريف دمشق مديرا
محمد وليد تركي العطية ـ دير الزور الحميدية
ميسر صالح ـ حمص
نواف صالح ـ حمص
------------------------------
1) الهيئة العامة للثورة السورية
2) الجزيرة نت
3) الحياة
4) الشرق الأوسط
5) أورينت نت
6) الزلزال السوري
7) القدس العربي
8) مركز توثيق الانتهاكات في سورية