الخميس 19 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 21 نوفمبر 2024 م
التقرير الإعلامي الواحد و الاربعون 15 فبراير/شباط 2012
الأربعاء 23 ربيع الأول 1433 هـ الموافق 15 فبراير 2012 م
عدد الزيارات : 2666
التقرير الإعلامي الواحد و الاربعون 15 فبراير/شباط 2012
أولاً : المواقف الإقليمية والدولية
ثانياً- رؤى الكتاب والمفكرين
المجلس الوطني السوري يجتمع الدوحة لاختيار رئيس جديد
دور دول الخليج محوري في الأزمة السورية
مخاوف غربية من التحول إلى "الجهاد" في سوريا
دول تسعى لتأجيج الأزمة السورية
الصين التقت نبيل العربي وتنفي الدفاع عن النظام السوري
جنود النظام الجرحى يلومون المخابرات الامريكية والموساد والسعودية وافغانستان

القرار العربي بتشكيل قوات عربية ـ أممية.. التطورات والتقييمات

* رغم قرار الجامعة العربية الداعي إلى إرسال قوات عربية ـ أممية لحفظ السلام في سوريا والمرفوض نظاميًا (أي نظام الرئيس بشار الأسد)،صعد الأخير حملته الشرسة ضد معارضيه المطالبين برحيله في شتى مدن سوريا، خصوصًا في حمص التي أمطرها بوابل من الصواريخ بمعدل قذيفتين في الدقيقة.. جاء ذلك في وقت لم يستبعد فيه دبلوماسيون عرب تسليح المعارضة السورية في حال لم تتوقف آلة القتل السورية تنفيذًا للقرار الوزاري العربي الأخير. وفي موازاة ذلك، أطلقت المعارضة السورية حملة التصعيد الثوري، وقوامها كما نشرت صفحة الثورة السورية ضد "بشار الأسد" وهي صفحة الـ"فيس بوك" الرسمية للمعارضة السورية، إغلاق جميع الطرقات، وتعطيل سكك الحديد وصهاريج النفط التي تزود الدبابات، ومعاقبة الشبيحة بكل الوسائل، وتحويل العملة السورية إلى عملة صعبة. وتأتي هذه الحملة في إطار خطة المعارضة السورية لبدء مرحلة جديدة من العصيان المدني تساند المهام التي يقوم بها الجيش الحر عسكريا من أجل تحقيق هدفها الرئيسي المتمثل بإسقاط نظام الرئيس السوري "بشار الأسد".(1)

أولاً : المواقف الإقليمية والدولية

1ـ اتهام "الأسد" دول أممية بدعم "القاعدة" لتنفيذ تفجيرات داخل أراضيها(2):
* بينما تصاعدت المخاوف من تفاقم أعمال العنف والتفجيرات في سوريا بعد الأنباء حول دخول "جهاديين" عبر الحدود العراقية، اتهم السفير السوري لدى الأمم المتحدة "بشار الجعفري" دولاً أعضاء في الأمم المتحدة بتمويل وإرسال مقاتلين من تنظيم القاعدة لتنفيذ عمليات إرهابية في سورية، كما اتهم الجامعة العربية بالتشجيع على الإرهاب في بلاده عبر قرارها دعم المعارضة ماديا وسياسيا، مضيفًا:
ـ تساءل: عن كيفية قيام الأمم المتحدة بمحاربة إرهاب تنظيم القاعدة في حين أن دولاً أعضاء تمول وترعى وترسل مقاتلين من القاعدة لتنفيذ عمليات إرهابية في سوريا.
ـ تفجيرات إرهابية عدة وقعت في دمشق وحلب، والجميع يعلم أن تلك التفجيرات هي من اختصاص تنظيم القاعدة.
ـ التنظيم بث على مواقعه الإلكترونية فيديوهات لتشييع خمسة من عناصره قال إنهم قتلوا في حمص ودير الزور، إضافة إلى الجثث التي عثر عليها في حمص لثلاثة من عناصر القاعدة في ليبيا.
ـ كما يعرف الجميع فإن جزءًا من المعارضة يحمل السلاح ويقوم بعمليات إرهابية مسلحة داخل سوريا وهو أمر يعني حكمًا أن من وقف وراء اعتماد هذا القرار في القاهرة يشجع على الإرهاب في سوريا.
ـ دول مجلس التعاون الخليجي بأنها جزء من المشكلة وليست جزءًا من الحل.
2ـ دول الخليج:
أـ إعلان الإمارات استعدادها استئناف الاتصال مع "الأسد" حال توقف العنف(3):
* أعرب وزير الخارجية الإماراتي "عبد الله بن زايد آل نهيان" عن استعداد بلاده لاستئناف الاتصال مع القيادة السورية في حال توقف العنف في البلاد، مشددًا على أن الهدف الرئيسي لجامعة الدول العربية وقف العنف والقتل في سورية، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن العلاقات بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي 'قوية ومتينة وأن هذه العلاقات بمثابة أساس للاستقرار في المنطقة على الرغم من الصعوبات التي تعيشها الآن'.
ب ـ  مطالبة مجلس الوزراء السعودي بالحسم بعد فشل أنصاف الحلول(4):
* شدد مجلس الوزراء السعودي على اتخاذ إجراءات حاسمة في شأن الملف السوري، وذلك بعد أن فشلت أنصاف الحلول في وقف مجزرة سوريا التي تفاقمت دون أي بارقة أمل لحل قريب يرفع معاناة الشعب السوري الشقيق ويحقن دماءه.
ج ـ إعلان وزير الخارجية الكويتي التواصل مع المعارضة السورية(5):
* جدد نائب رئيس الوزاري وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد، التزام بلاده تطبيق قرارات جامعة الدول العربية في ما يخص الأزمة السورية، مكتفياً في معرض رده على سؤال عن الاعتراف بالمجلس الوطني السوري بعد طرد السفير السوري من الكويت بقوله "نحن مع الدول العربية وتحت مظلة الجامعة العربية في قراراتها، وسوف نتواصل مع المعارضة والمجلس الوطني للوصول إلى صيغة متفق عليها للانطلاق للمستقبل".
3ـ على الصعيد العربي:  أنباء عن رغبة دول عربية تسليح المعارضة حال استمرار القتل(6):
* تركزت الجهود الدبلوماسية لمواجهة الأزمة المتفاقمة في سوريا على تطوير فكرة القوة العربية الأممية التي اقترحها المجلس الوزاري العربي، والتي ينتظر مناقشتها وإقرارها خلال التصويت على مشروع القرار المعروض أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والمقرر أن يحصل هذا الأسبوع، وذكرت مصادر دبلوماسية في الجامعة العربية:
ـ تسليح المعارضة السورية بات الآن خيارًا رسميًا بعد القرار الأخير للمجلس الوزاري الذي نص على "توفير كل وسائل الدعم السياسي والمادي" للمعارضة. فهذا النص يتيح إرسال السلاح.
4ـ  المواقف الدولية:
(أ)  إعلان واشنطن أن هناك طريقين أمام الأسد.. إما صنع السلام أو الفوضى(8):

* أيدت وزيرة الخارجية الأمريكية "هيلاري كلينتون" جهود الجامعة العربية ومبادرة مجموعة "أصدقاء سوريا"، وأعلنت انضمام الولايات المتحدة إلى الاجتماع الأول لهذه المجموعة الذي يعقد في تونس الأسبوع المقبل، وأوضحت:
ـ هناك كثير من التحديات التي ستتم مناقشتها في الاجتماع في تونس وهي كيفية وضع التوصيات حيز التنفيذ وبالتأكيد فإن إرسال قوات حفظ السلام من شأنه أن يحظى باتفاق وتوافق الآراء، ونحن لا نعلم إذا كان بالإمكان إقناع سوريا بعد أن رفضت بالفعل.
ـ مجموعة "أصدقاء سوريا" ستحاول في هذا اللقاء المرتقب استكشاف رؤية وأفكار لوضع نهاية لأعمال العنف في سوريا وإقناع نظام الأسد أنه يقود سوريا إلى نهاية "سنأسف لها جميعًا".
ـ نعمل بشكل وثيق مع تركيا وغيرها من الشركاء للتصدي لتزايد المخاوف الإنسانية لمن يعانون، وقد سمعنا نداء الشعب السوري للحصول على مساعدة، ونحن ملتزمون بالعمل من أجل السماح بدخول الإمدادات الطبية ومساعدة الجرحى والذين يحتضرون وحالات الطوارئ، ونقوم بزيادة التمويل لمنظمات الهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر ونعمل مباشرة مع المنظمات السورية على المستوى الشعبي لمساعدة الأسر التي ليس لديها كهرباء وغذاء وماء نظيف.
(ب) إعلان الاتحاد الأوروبي دعمه القرار العربي(9):
* أعرب الاتحاد الأوروبي عن دعمه للتوصيات التي تمخض عنها الاجتماع الأخير للجامعة العربية في القاهرة بشأن الملف السوري، والتي تتضمن تشكيل قوات حفظ سلام عربية – دولية، وقد ظهر الدعم الأوروبي واضحًا من خلال التصريحات التي صدرت عن المسئولين في المؤسسات الاتحادية ببروكسل أو الدول الأعضاء في التكتل الأوروبي الموحد، حيث:
ـ صرح وزير الخارجية البريطاني "ويليام هيج" بأن لندن ستناقش مع شركائها اقتراح الجامعة العربية تشكيل قوة مشتركة دولية عربية لوضع حد لأعمال العنف في سوريا، أوضح أن الغربيين لن يشاركوا فيها على الأرجح.
ـ بدورها تحمست باريس لعقد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في تونس في الـ24 من الشهر الحالي ونقل الملف إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وتأييد تشديد العقوبات الاقتصادية على النظام السوري ودعم المعارضة ودعوتها لبلورة برنامج سياسي شامل وجامع بانتظار الاعتراف بها، وهي التوصيات التي أعلنها اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أول من أمس.
ـ أكد المتحدث باسم قسم العلاقات الخارجية في المفوضية الأوروبية "مايكل مان" دعمه وبقوة لأي مبادرة تهدف إلى وضع حد فوري للقمع الدامي، بما في ذلك وجود عربي أكبر على الأرض بالتعاون مع الأمم المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء العنف. وأوضح "مان" أن الاتحاد الأوروبي يرحب بالنتائج التي صدرت عن اجتماع وزراء الخارجية العرب، واعتبرها دليلا على أن الدول العربية مصممة على لعب دور الريادة في مجال حل الأزمة السورية، وشدد على أن هدف الاتحاد الأوروبي هو وقف العنف في سوريا، ومن هنا نرحب بأي مبادرة تؤدي إلى تحقيق هذا الأمر، وهو نفس الموقف الذي صدر عن عواصم أوروبية متعددة.
ـ شدد المتحدث باسم منسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون على أن الاتحاد الأوروبي سيساهم بقوة من أجل السماح ببدء مرحلة انتقالية نحو الديمقراطية في سوريا، وذلك بعد التوصل إلى وقف كل أشكال العنف. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي على اتصال دائم مع الجامعة العربية والأمم المتحدة لدراسة كل الجوانب الممكنة للتعاون وبلورة إجراءات محددة في أقرب وقت ممكن.
ـ عبرت إيطاليا عن دعمها الواضح لإرسال قوة لحفظ السلام مشتركة من الجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا.
ـ أكد وزير الخارجية الإيطالي "جوليو تيرزي" ضرورة وقف كل أشكال العنف في سوريا، ولتحقيق هذا الهدف أكد أن بلاده تدعم اقتراح إرسال قوة لحفظ السلام إلى سوريا للتحقق ميدانيا من تطبيق وقف إطلاق النار.
(ج) إعلان روسيا تأييدها المشاركة في قوات حفظ سلام أممية(10):
* أعلن "ميخائيل بوجدانوف" نائب وزير الخارجية الروسي أن بلاده لا تستبعد المشاركة في بعثة حفظ السلام للأمم المتحدة اقترحت الجامعة العربية إرسالها إلى سورية.
(د)  مطالبة مفوضة الأمم المتحدة بتحويل الملف السوري إلى لاهاي (11):
* أعلنت "نافي بيلاي" المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أن قوات الرئيس السوري "بشار الأسد" ارتكبت على الأرجح جرائم ضد الإنسانية خلال قمعها للحركة الاحتجاجية، وطالبت بتحويل الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، بلاهاي لمحاسبة الفاعلين.

ثانياً- رؤى الكتاب والمفكرين

1ـ الأزمة السورية ومعركة التدويل (12) :
أـ طبيعة الأزمة :

* على أرض الواقع يتواجد في سوريا الآن نظامان سياسيان متناحران؛ أحدهما رسمي قديم والآخر شعبي عتيد، يقود "الجيش السوري الحر" الثورة السورية المناوئة للحكم التقليدي، الذي قاده حزب البعث بزعامة آل الأسد لسنين طويلة. يوماً بعد يوم تتسع دائرة الانشقاق والتمرد على الجيش السوري الرسمي، لصالح الجيش الشعبي. الدعم الشعبي الداخلي والتعاطف الخارجي وقسوة القوة الرسمية المهيمنة، تدفع الجيش السوري الحر في اتجاه استمرار التنامي والتصعيد والصمود والتحدي.
ب ـ  أسباب الأزمة وفقًا للنظام الرسمي:
* إصرار أركان الحكم الرسمي بمقاومة الثورة الشعبية، متذرعين بوجود مؤامرة تستهدف سوريا.. لهم الحق في ذلك، فسوريا تمثل تاريخًا طويلاً من الصمود وانتهاج أسلوب التصدي للقوى الدولية، التي ترنو إلى الاستحواذ على قرار ومستقبل المنطقة، حيث تُعتبر سوريا آخر القلاع الحصينة في وجه إسرائيل والقوى المساندة لها؛ نجحت في ذلك، رغم الإمكانيات المتواضعة لديها مقارنةً بالقوى الغربية وإسرائيل.
ـ من بين دلائل المؤامرة: تركيز المواجهات في مدينتي حمص والزبداني ـ القريبتان من الساحل البحري المتوسطي والحدود اللبنانية ـ  فمدينة حمص وما حولها، مكان مميز لإعلانه منطقة منكوبة، تستوجب تدخلاً دوليًا بدواع إنسانية، لحماية المدنيين الذين يتعرضون للإبادة اليومية. لكن ما العمل إزاء حركة شعبية عارمة، لا ترى أي عيب في تلقيها دعمًا من أي مصدر كان لتخليصها من نظام استبدادي فاسد؟! أو هكذا على الأقل يزعمون.
ج ـ  تصاعد حدة  الأزمة :
ـ بدأت الأزمة السورية في التصاعد، حيث لم يقم النظام السوري ولا المعارضة السورية، بأية خطوات ملموسة يُحمدان عليها، لتجنيب البلاد ويلات حرب داخلية مريرة وتدخلٍ خارجي مكلف، بل ظل الطرفان يتبادلان اللعب على أوتار التهم الحقيقية والحملات الإعلامية، كلما لاح في الأفق بصيص أمل بحل سلمي مريح للجميع، ولو بالحد الأدنى. لا عجب في ذلك، فلقد باتت الأمور والأوراق في أيادٍ خارجية، لا يضيرها أن ترى سوريا تحترق، ديموغرافيًا واقتصاديًا وعسكريًا وسياسيًا.
ـ بالإضافة إلى أن المعارضة السورية عمرها من عمر النظام، أجيال من السوريين تحلم برؤية وطنها الأم، سوريا، بشكل يقارب حلم غالبية الفلسطينيين بالعودة أو حتى رؤية فلسطين. أجيال في الداخل والخارج، رضعت حليب التمرد والحرية ونبذ النظام، منذ باكورة وجودها. تجاهلها النظام الرسمي الشمولي بطرق استبدادية، لعقود وعهود. هذه نمت وترعرعت ونضجت، وتلقت عونًا عربيًا ودوليًا يساعدها على مضاهاة، بل دحر النظام المركزي.
ـ لا يبدو أن حظ النظام السوري أحسن من حظوظ الأنظمة التي مر عليها ربيع التغيير العربي؛ تونس ومصر وليبيا واليمن، أو التي تنتظر فرصة مرور ربيع التغيير عليها، فقد  فشل النظام السوري في امتحان التاريخ والسياسة والإصلاح ومحاربة الفساد، والتعامل مع التوازنات الدولية. ولا يزال يأمل بلعب ورقة التعاطف والتأييد الروسي والصيني، لكن من الجدير ذكره أن الحليفين قد فشلا في السابق في تأمين الدعم الفاعل للأنظمة الأخرى، لمجرد الاستمرار في الحكم أو حتى الحصول على لجوء شخصي أو عائلي آمن. لا يزال النظام يتغنى بشعارات باتت أقرب إلى الخرافات والأساطير، منها إلى إصلاح واقع متميز بالمرارة والشظف والتخلف والفوضى والفساد، متوجًا بحل أمني لا يقل شؤمًا.
2ـ الجامعة العربية والأزمة السورية.. الجدل العربي ومطالب الإصلاح:
أـ الجدل العربي بشأن الأزمة السورية (13) :

ـ أدى تأزم الوضع في سوريا إلي ارتباك عربي شديد، حيث اختلف العرب بشأن الأزمة.. ويمكن إبراز أوجه هذا الاختلاف فيما يلي :

  • الفريق الأول: قرر الاعتراف بـ "المجلس الوطني السوري"، باعتباره يمثل الشعب، وإعلان ذلك في مؤتمر(أصدقاء سورية) المقرر عقده أواخر الشهر الجاري في تونس.
  • الفريق الثاني: اعتبر الاعتراف بالمجلس سابقاً لأوانه، وهو محل خلاف، وطالب بتأجيل البحث في الموضوع.
  • الفريق الثالث: لم يرق له احتكار المجلس الوطني لتمثيل المعارضة، موضحاً أن هناك أطيافاً أخرى، ينبغي عدم تجاهلها.ورأي أن موقف العرب من المعارضة سيفضي إلى إعطاء الآخرين فرصة العبث بالساحة السورية، وإثارة نزاع مع بعض المعارضة.

ـ لم يقف الارتباك العربي عند هذا الحد، فالجامعة العربية أعادت ملف سوريا إلى مجلس الأمن، من دون تمهيد لهذه الخطوة مع أصحاب الفيتو، ولهذا أعلنت روسيا رفضها البيان العربي المتضمن إرسال قوات حفظ سلام، واشترطت إيجاد حل للعنف قبل الوصول إلى هذه الخطوة، كأنها تقول للعرب: كان عليكم التحدث معنا قبل اتخاذ قرار بالذهاب مجدداً إلى الأمم المتحدة. لذلك أصبح العرب بين خيارين أحلاهما مر: إما التماهي مع رغبة روسيا والصين، وإما تكريس رفضهما خطة الجامعة العربية وتعقيد تحركها على الساحة الدولية.
ـ خاتمة: لا شك في أن الدول العربية لا تملك سوى التحرك السياسي، لكنها تتعامل مع خيارها الوحيد في شكل غير محترف، فالجامعة لم تهتم في البداية بالمعارضة السورية وغابت عن تشكيلها وترددت في الاعتراف بها، وحين قررت استخدامها في المعركة السياسية، اختلفت على اختيار من يمثلها. وهذا النهج سيزيد عدم قدرة العرب على الإمساك بالملف السوري، ويمنح الآخرين فرصة التدخل من دون إذن من العرب.
هذا فيما يبدو أن الأطراف الإقليمية والدولية لم تعد تنظر إلى الأزمة السورية من زاوية إنسانية، فالقضية أصبحت صراع نفوذ، وتصفية حسابات بين أطراف إقليمية ومحلية. والمطلوب من الجامعة معاودة النظر في طريقة إدارتها للأزمة، وعدم الرهان على ما يسمى «أصدقاء سورية»، والسعي إلى حل إشكالية تمثيل المعارضة قبل أن تتفاقم، والتعامل مع دولتي «الفيتو» على نحو يشعرهما بأن الجامعة تتعامل مع الأزمة بذهنية منفتحة، وتتفهم مصالح الأطراف في المنطقة. بغير ذلك فإن القوى الدولية والإقليمية ستخطف سورية، مثلما خطفت العراق.
3ـ الوضع السوري المأساوي وكروت قوة "الأسد"(15):
ـ من 3 فبراير إلى الجمعة التالية 10 منه تم قتل 755 سوريا. ومنذ بداية الانتفاضة الأسطورية في منتصف مارس الماضي قتل النظام القائم حتى الآن نحو 8 آلاف شخص واختفى عشرة آلاف وامتلأت السجون بعدد لا يحصى من المواطنين، وكانت الجريمة الوحيدة التي ارتكبها كل هؤلاء أنهم تمنوا أن يسترد بلدهم كرامته وحريته، بعد نحو 45 عاما من الاستبداد والقهر.
ـ هذه الجريمة المستمرة منذ أحد عشر شهرا لم تحرك شيئا في العالم العربي، الذي اكتفت أغلبيته بمتابعة ما يجرى عبر شاشات التلفزيون، تماما كما يحدث مع أي مسلسل تركي.
ـ المراقبون ذهبوا حقًا وعادوا ولم يفعلوا شيئًا، وإنما استثمر النظام مهمتهم لكسب الوقت بهدف الانتهاء من قمع المظاهرات. أما اللجوء إلى مجلس الأمن فقد أجهضه الفيتو الروسي والصيني، ولم يعد أمامنا من مبادرات حل الإشكال على الصعيد الدولي سوى مؤتمر أصدقاء سوريا الذي دعت إليه فرنسا، والمؤتمر الدولي الموازي الذي دعت إليه تركيا، إلا أن أهم تطور رسمي حدث على الصعيد العربي تمثل في سحب بعثة المراقبين، وطرد سفراء سوريا لدى تونس ودول مجلس التعاون الخليجي، واعتراف ليبيا بالمجلس الوطني الذي يمثل الثورة السورية.
ـ النظام السوري في مقاومته لأي تغيير سياسي يستقوي بعدة أوراق في يده. ويخوف من قلب المعادلات الإقليمية، كأنما يبعث إلى الجميع برسالة تقول إنه إذا كان سيئا فالذي سيترتب على رحيله أسوأ، كالتالي:

  •  يراهن في الداخل على القبضة الأمنية القوية، وعلى مساندة قطاع عريض من الطائفة العلوية، التي يلوح بها كفزاعة لا تخوف فقط من احتمالات الحرب الأهلية، ولكنها فزاعة أيضا لإزعاج الجارة تركيا التي يزيد فيها عدد العلويين على عشرة ملايين نسمة. وبالمناسبة فإن النظام السوري يستخدم ورقة الأقليات العرقية والدينية ليس فقط للتخويف من بدائله، ولكن أيضا لتحدي الجيران وترهيبهم. ففي مواجهة الضغوط التركية مثلا فإنه لا يستخدم الورقة العلوية فقط، وإنما يلوح أيضا بتوظيف الورقة الكردية، إذ رغم أن أكراد سوريا في حدود 200 ألف نسمة أغلبهم في محافظة القامشلي، فإنهم في شمال تركيا أكثر من 12 مليونًا واشتباكاتهم مع أنقرة لها تاريخ طويل.
  •  يستقوى أيضًا بالتأييد الإيراني الواسع النطاق الذي استصحب تأييدا عراقيا ودعما من حزب الله في لبنان. ومعلوم أن ثمة تحالفًا استراتيجيًا بين سوريا وإيران، راهنت فيه طهران على نظام الأسد وليس على الشعب السوري، وهذا التحالف يؤمن البلدين بدرجة أو أخرى في مواجهة التهديد الإسرائيلي، لكن له دوافعه المذهبية أيضًا، إذ من شأنه أن يعزز موقف الطائفة العلوية الأقرب إلى الشيعة في سوريا، كما يعزز موقف حزب الله في لبنان، في حين أن تغيير النظام في دمشق لا يقلب هذه المعادلة لصالح السنة في سوريا فحسب، ولكنه يهدد بتغيير الوضع في العراق، من حيث إنه يقوي ساعد أهل السنة هناك في مواجهة الأحزاب الشيعية المهيمنة والموالية لإيران.
  •  في الساحة الدولية يراهن النظام السوري على مساندة روسيا والصين، وهو ما تجلى في الفيتو الذي استخدماه في مجلس الأمن للحيلولة دون معاقبته، ويدفع البلدين إلى الموقف الذي اتخذاه أنهما ضد تمدد النفوذ الأمريكي في المنطقة. وقد أعلنا صراحة أن الدول الغربية "خدعتهما" حين لم يعارضا فرض الحظر الجوي على ليبيا، إذ بعد أن فعلاً ذلك أطلقت يد حلف الناتو في العمليات العسكرية، وتم تجاهل روسيا والصين. وهما لا يريدان تكرار هذا المشهد مرة ثانية، إضافة إلى ذلك فلروسيا علاقات خاصة مع دمشق، إذ لها قاعدة خدمات بحرية في ميناء طرطوس ثم إن كل السلاح السوري يتم شراؤه من موسكو، أما الصين فلديها حساسية من تأييد أي تحول ديمقراطي عبر مجلس الأمن ولا تريد للمجلس أن يتدخل في الشأن الداخلي لأي بلد، لأن ذلك يمكن أن يرتد على بكين ويستدعي ملفات داخلية كثيرة تسبب إحراجًا لها.

4ـ استعصاء الأزمة السورية على الحل يتطلب مبادرات غير تقليدية(16):
أمام حالة الاستعصاء في الموقف السوري ينبغي التفكير في مبادرات غير تقليدية للخروج من الحلقة المفرغة التي وصلت إليها الأزمة السورية، والتي لخصها السفير الروسي بعبارة بليغة وصحيحة تقول بأن النظام لا يستطيع هزيمة الحركة الاحتجاجية، كما أن هذه الأخيرة لا تستطيع إسقاط النظام، ويمكن لهذا الوضع أن يستمر سنوات، بحسب رأيه، مستجرًا مزيدًا من التدخلات الخارجية في الشأن السوري، فالأزمة السورية في طريقها للخروج من إطار كونها أزمة محلية تخص الشعب السوري ونظامه السياسي القائم، لتصير أزمة عربية وإقليمية ودولية.
ـ ونظرًا لانعدام الثقة بين أغلب المعارضة السورية والسلطة، ورفض المعارضة الحوار معها قبل أن يتوقف سفك دماء السوريين والإفراج عن المعتقلين والسماح بالتظاهر السلمي.. إلى غير ذلك من شروط مسبقة تشترط المعارضة تنفيذها قبل القبول بإجراء أي حوار، فإنني أقترح للخروج من حالة الاستعصاء هذه تشكيل وفد دولي برئاسة الأمين العام لجامعة الدول العربية وممثل عن الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس منظمة المؤتمر الإسلامي تشارك فيه روسيا وتركيا والعربية السعودية ومصر وأي طرف دولي آخر يمكن أن يكون مفيدًا لحل الأزمة، يقوم هذا الوفد بتقريب وجهات النظر بين المعارضة والسلطة فيما يخص تنفيذ خطة السلام العربية.
ـ في سياق أداء الوفد لمهمته يمكنه أن يختبر بعض المقترحات من قبيل السماح بالتظاهر السلمي لمدة شهر للموالين والمعارضين تحت رقابة عربية ودولية للكشف عن موازين القوى الفعلية على الأرض ليصار إلى أخذها بالحسان في أي مفاوضات قادمة، وفي أي حل محتمل. ويمكنه أن يختبر أيضًا فكرة إجراء استفتاء نزيه ومراقب حول أي قضية إشكالية من قبيل بقاء الرئيس في منصبه، والسماح له بالترشح في الانتخابات القادمة وغيرها، وإذا كانت سوريا تريد حرية حقيقية فهي بحاجة اليوم أكثر للعقلاء من السوريين وأصدقائهم لتحقيق مطلبها بأفضل السبل.
5ـ قراءة في الموقف الدولي من الأزمة السورية.. الفيتو المزدوج(19):
أـ أسباب الفيتو الروسي ـ  الصيني (2) : 

* اتخذت روسيا والصين موقفًا مضادًا للتدخل في سوريا في مجلس الأمن الدولي في ظل تفاقم حده الأزمة السورية، لكن هذا الموقف بدا بأنه موقفًا سلبيًا ومتشددًا، وأسباب اتخاذ كلا من روسيا والصين هذا الموقف تكمن فيما يلي:
(1) أسباب الفيتو الروسي :
ـ زوال النظام السوري يعني أفول شمس روسيا في المنطقة، فدمشق هي آخر حصون موسكو في الشرق الأوسط, بعد أن فقدت مواقعها في العراق, واليمن, وليبيا, والجزائر, ومصر.
ـ لروسيا مصالح مع النظام السوري تتمثل في القاعدة العسكرية بميناء طرطوس على البحر المتوسط, ومطار تدمر, فضلا عن صفقات السلاح.
ـ تريد روسيا من خلال الملف السوري العودة إلي الساحة الدولية كلاعب أساسي له كلمة مسموعة في القضايا الدولية, مستغلة في ذلك انشغال أمريكا ببدء الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية, وحل المشكلة الاقتصادية العالمية.
ـ رغبة الرئيس الروسي "بوتين" في أن تكون عودته إلي الرئاسة قوية من خلال الظهور بمظهر البطل القومي الذي أعاد لروسيا ثقلها الدولي كند للولايات المتحدة.
ـ وجود تشابه بين النظام الروسي والنظام السلطوي السوري الذي يتبعه " بشار الأسد " فهي نظم تخشي من انتشار الديمقراطية في الإقليم المجاور لها.
(2 ) أسباب الفيتو الصيني :
ـ رؤية الصين أن الأفضل لمصالحها هو ألا تعرض علاقاتها مع سوريا للخطرـ علي الرغم من أن المصالح الإستراتيجية والاقتصادية للصين في سوريا ضئيلة للغاية ـ حتي لا تفقد الدعم الروسي عندما تكون بكين بحاجة إليه في المستقبل.
ـ تخوفات الصين من حدوث ثورة مماثلة للثورة السورية في أراضيها, فمنذ بداية الربيع العربي الذي أطاح بالأنظمة الديكتاتورية لم تدخر الآلة الإعلامية للحزب الشيوعي الصيني أي جهد في تصوير الأحداث التي وقعت بالمنطقة بصورة سلبية للغاية.
ـ إدراك الصين أن استخدامها لحق النقض (الفيتو) سوف يضر بعلاقاتها مع الغرب, لكنها مقتنعة بأنها لن تحصل علي أي مقابل أو ثناء إذا ما كانت قد تعاونت مع الغرب فيما يتعلق بالملف السوري.
ـ تطلع الصين إلي لعب دور سياسي يوازي حجمها الاقتصادي المتنامي, من خلال الانتقال  من الملعب الآسيوي إلي الملعب الدولي من جهة , والضغط علي أمريكا من جهة أخري لتقليص دورها في شرق آسيا وتايوان.
ـ وختاما نجد أن كلا من روسيا والصين لا ترغبان في تغيير أحد الأنظمة عن طريق الأمم المتحدة, حتي لا يكون ذلك سابقة تتفتح بعدها الأبواب علي حلفاء الدولتين مثل كوريا الشمالية, وبورما, وأوكرانيا, وتركمانستان, وهي دول قمعية سجلها معروف في مجالات الحقوق السياسية.
إن قرار الفيتو المزدوج قد وضع سوريا على سكة الفوضى والصراع الصفري، كما أنه أدخل عناصر خارجية في الأزمة السورية، وإن كانت موجودة بشكل مستتر ومموه، وستتحول البلاد نتيجته إلى بركة دماء بسبب استعجال النظام عملية الحسم الواهمة واستمرار صمود الثورة، وفي مرحلة قادمة ستتحول سوريا إلى ساحة كباش بين الدول والأطراف المختلفة، هي إذاً مرحلة الصراع على سوريا ومرحلة صرع شعبها على أيدي نظام استمسك بتلابيب السلطة حتى آخر سوري.
6ـ السيناريو المرجح.. فشل خيار القوات العربية لحفظ السلام(21):
ـ مثل فضيحة بعثة المراقبين العرب التي انتهت مؤخرا بطرد رئيسها، وإلغاء مهمتها، فإن إرسال قوات عربية لحفظ السلام سيواجَه بالإشكالات نفسها وسيفشل. قوات السلام الموالية للنظام السوري ستدافع عنه، والقوات التابعة لحكومات على خلاف مع النظام ستكون عرضة للقتل والابتزاز. والأرجح لن نرى جنديا واحدا ترسله حكومته إلى أرض القتل.
ـ وبالتالي، لن نجد قوات عربية مستعدة للمشاركة، بل دولا موالية لنظام الأسد، فقط. الجانب الروسي مستعد لإرسال قوات سلام إلى هناك، كما قال وزير خارجيته، إنما هل سيثق الشعب السوري ويسمح للقوات الروسية أن تدخل مدنه وأحياءه، وروسيا هي التي أعطت الضوء الأخضر لأعنف هجوم نفذته قوات الأسد على حمص وقتل فيه المئات، وبعد عشرة أيام تم هدم أحياء كاملة؟
ـ السؤال الملح: هل توجد دولة عربية تقدر حقًا على إرسال قوات سلام؟ قطعًا لا. ومن الخطأ استذكار المشاركة العسكرية العربية في حماية المدنيين في حرب ليبيا؛ لأنها كانت صغيرة ورمزية سهلت إشراك قوات (الناتو) التي تولت معظم المهمة. أيضًا الوضع المضطرب عربيًا يجعل من الصعوبة العثور على حكومات مستعدة لتلبية الدعوة، فـ:

  •  مصر: منشغلة في نفسها، حيث إن الجيش في وضع لا يسمح لفرد منه بترك تراب بلاده
  •  الخليج: لا يملك ما يكفي حاجته لمواجهة احتمالات أي حرب مع إيران.
  •  الأردن: دولة بين سوريا وإسرائيل وتهديد الجماعات الداخلية.
  •  اليمن: منشغل في ثورته، وكذلك ليبيا وتونس. ولا نتصور أن ترسل بلدان بعيدة جغرافيًا ـ مثل المغاربية ـ قواتها من دون قدرات تمويلية ضخمة، ولا أعتقد أنه سيكون كافيا إرسال قوات دولة واحدة أو اثنتين في ظل الاتهامات والشكوك بالانحياز بين الحكومة والمعارضة.

ـ في ظل العجز العسكري العربي تصبح الاستعانة بقوات من دول المنطقة تعني فقط تركيا، والمعضلة أن إدخال قوة تركية سيقابَل من النظام في دمشق بطلب إشراك قوات إيرانية، التي يعتبرها الشعب السوري شريكا في القتل، وإيران بالتأكيد طرف مرفوض في معادلة السلام المنشودة في هذا البلد الذي يحرق ويهدم على شعبه.
ـ فكرة إرسال قوة سلام عربية إلى سوريا وهي مستحيلة التحقيق وستتسبب في منح النظام السوري المزيد من الوقت للمماطلة والقتل، كما جربنا في تجربة مهمة المراقبين العرب، وحتى لو افترضنا أن جمعت الجامعة ما يكفي من قوات عربية لتولي مهمة السلام، فإن عملها على أرض المعركة سيكون أصعب مهمة في تاريخ الحروب.. ففي البوسنة كانت قوات السلام من حلف (الناتو) تعمل بغطاء دولي. أما في سوريا فلا أحد يريد إرسال قوات، ولا قرارات دولية تجيز معاقبة المخطئ، كما في حالة القوات النظامية التي تستهدف المدنيين علانية.
(1) الشرق الأوسط، الشروق، رويترز، أسوشيتد برس انترناشونال، وكالة الأنباء الفرنسية، العربية نت، الجزيرة نت، إيلاف، راديو سوا، إذاعة سويسرا، رويترز، الخليج الإماراتية، إذاعة مونت كارلو، إذاعة سويسرا، واشنطن بوست، جروزاليم بوست، الجارديان، اندبندنت، وول ستريت جورنال، القدس العربي، الأهرام المصرية، الأخبار، المصري اليوم، اليوم السابع، 15/2/2012.
(2) القدس العربي، 14/2/2012.
(3) رويترز، يونايتد برس انترناشيونال، 14/2/2012.
(4) الشرق الأوسط، 15/2/2012.
(5) الخليج الإماراتية، 15/2/2012.
(6) الحياة، 15/2/2012.
(7) يديعوت أحرونوت،14/2/2012.
(8) الشرق الأوسط، 15/2/2012.
(9) وكالة الأنباء الفرنسية، 14/2/2012.
(10) إذاعة "صدى موسكو"، 14/2/2012.
(11) الشرق الأوسط، 15/2/2012.
(12) نسرين مراد، البيان الإماراتية ، 14/2/ 2012.
(13) داوود الشريان، الشرق الأوسط، 14/2/2012.
(14) داود الشريان، الشرق الأوسط، 15/2/2012.
(15) فهمي هويدي، الجزيرة نت، 14/2/2012.
(16) منذر خدام، الشرق الأوسط، 15/2/2012.
(17) نشرة أخبار الساعة، العدد4(780)، 14/2/2012.
(18) رأي القدس العربي، 14/2/2012.
(19) عبد المعطى أحمد، الأهرام، 13/2/2012.
(20) غازي دحمان، الجزيرة نت ،12/2/2012 .
(21) عبد الرحمن الراشد، الشرق الأوسط، 14/2/2012.

 

المجلس الوطني السوري يجتمع الدوحة لاختيار رئيس جديد

أعلنت المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري بسمة قضماني الثلاثاء أن المجلس الوطني السوري المعارض سيجتمع اليوم الأربعاء في الدوحة لاختيار رئيس جديد له أو التمديد لرئيسه الحالي برهان غليون.
وقالت قضماني في تصريح لفرانس برس عبر الهاتف من الدوحة 'نلتقي غدا (اليوم) في الدوحة لاختيار رئيس. هناك عدة مرشحين ونريد أن يكون قرارنا مستقلا من دون تدخلات، وسيكون اختيارنا على أساس برنامج عمل وليس هوية طائفية'.
وأضافت قضماني التي هي أيضا عضو في الهيئة التنفيذية للمجلس الوطني 'أن قواعد عمل المجلس الوطني تفرض وجود رئاسة دورية كل ثلاثة أشهر، والقاعدة هي التداول إلا أن هناك استثناءات'.
وحسب مصادر في المجلس الوطني السوري فهناك ثلاثة مرشحين لتسلم رئاسة هذا المجلس، الأول غليون نفسه الذي ترأس المجلس منذ قيامه في تشرين الأول (أكتوبر) 2011 ويمكن أن يبقى في منصبه. وهو أستاذ في جامعة السوربون في فرنسا المقيم فيها منذ نحو ثلاثين عاما ومعروف عنه اتجاهاته اليسارية القومية العربية. وقد اختير رئيسا على أساس قدرته على الجمع بين أطياف المعارضة المتنوعة من إسلامية وليبرالية وقومية ومستقلة، والمرشحة الثانية هي قضماني المعروفة بخطها الليبرالي وقد عملت في السابق في مؤسسة فورد الأمريكية، والمرشح الثالث هو جورج صبرا المعارض التاريخي لنظام البعث في سورية الذي غادر دمشق في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وهو حاليا عضو في المجلس الوطني وأمضى ثماني سنوات في السجن في عهد حافظ الأسد وثلاثة أشهر في عهد ابنه بشار خرج منه في التاسع عشر من أيلول (سبتمبر).

دور دول الخليج محوري في الأزمة السورية

يكتب "مالكوم ريفكاند" في صحيفة الديلي تلغراف (15/2/2012)، قائلاً إن دور الخليج من خلال الجامعة العربية محوري في حل الأزمة السورية. ويقول الكاتب إن السعودية وقطر قد بدأتا بالفعل في عملية تسليح المعارضة من أجل مواجهة النظام. ويدعو الكاتب إلى حصار بحري وبري على سوريا، يضيق الخناق على الشعب السوري، ويؤدي إلى إسقاطه. ويشير السير "مالكوم ريفكند" الذي كان وزيراً للدفاع ثم للخارجية في بريطانيا، في عامي 1992-1997 على التوالي، أنه لا يجب إعارة الاهتمام للموقفين الروسي والصيني، وإن ثمة عنصرين حاسمين، من الممكن أن يسقطا الأسد في غضون بضعة أشهر، حيث يتمثل الأول في إعادة تشكيل الموقف العربي ليتوازى مع الموقف التركي الضاغط، والثاني هو الحصار الاقتصادي.  ويضيف الكاتب أن الشعب السوري سيدفع ثمناً اقتصادياً باهظاً لإسقاط النظام، لكن الحصار والعقوبات الاقتصادية تبقى هي الخيار الأفضل من التدخل الأجنبي، والحل الأمني.

مخاوف غربية من التحول إلى "الجهاد" في سوريا

تواصل صحيفة لوموند الفرنسية(15/2/2012) نشر الحلقة الثانية من يوميات صحفييها في مدينة حمص السورية، والتي تسللوا إليها بشكل سري. وتصف الصحيفة الأحوال المتردية في حي باب عمرو، والذي يسيطر عليه "الجيش السوري الحر"، الذي يحارب قوات النظام. وتقول الصحيفة إن حي باب عمرو هو دولة داخل الدولة، وهو خارج سيطرة قوات النظام تماماً. وتنقل الصحيفة عن أحد الضباط المنشقين قوله أنه إذا تخلي العالم عن الانتفاضة السورية، ودعم النظام، فإن "الجيش السوري الحر"، والمحتجين سيضطرون إلى إعلان "الجهاد" ضد النظام السوري.
وتبدي "نورا بانكورتيش" في صحيفة لوموند(15/2/2012) أيضاً من خيار "الجهاد" الذي قد تلجأ إليه بعض أطراف المعارضة نتيجة القمع العنيف من قبل السلطات السورية. وتدعو الكاتبة المعارضة السورية بكافة اتجاهاتها المدنية منها والعسكرية إلى عدم الوقوع في فخ تنظيم القاعدة. وتضيف الكاتب أن تبني شعارات وأهداف القاعدة نتيجة اليأس الذي يلف المعارضة حالياً، سوف يدفع الغرب إلى التخلي بشكل نهائي عن الانتفاضة، وبالنظام إلى تكثيف الحل الأمني.
وأجرت صحيفة ليبراسيون(15/2/2012) حواراً مع الشيخ السلفي "لؤي الزعبي" الأمين العام لحركة "المؤمنون يشاركون" السلفية، وأحد أئمة مدينة درعا، والذي كان أول رجل دين سوري يدعو إلى إسقاط "الأسد"، والهارب من سوريا إلى مدينة عكار شمال لبنان. وتقول الصحيفة إن "الزعبي" قد أبدى تخوفه من نشوب الحرب الأهلية في سوريا، معتبراً أن الحراك الشعبي السلمي في سوريا قد انتهى. وتخوف "الزعبي" من أن يقوم نظام "الأسد بفتح جبهة الجنوب مع إسرائيل بمساعدة إيرانية لتخفيف الضغط الداخلي، وهو ما سيعتبر هروباً إلى الأمام قد يشعل المنطقة بأكملها. ويدعو "الزعبي" إلى تدخل دولي لحل الأزمة السورية.

دول تسعى لتأجيج الأزمة السورية

وأجرت صحيفة الخبر الجزائرية(15/2/2012) حواراً مع المعارض السوري "سمير العيطة" رئيس تحرير صحيفة النسخة العربية من صحيفة "لوموند بدلوماتيك" قال فيها إن فكرة إرسال قوات حفظ سلام إلى سوريا، هو أمر غير منطقي، وغير عقلاني. ويشير "سمير العيطة" إلى أن دول الخليج العربية تسعى إلى تأجيج الأزمة السورية من أجل حجب الأنظار عن مشاكلها الداخلية.
ويدعو "منذر خدام" في صحيفة الشرق الأوسط(15/2/2012) إلى مبادرات غير تقليدية لحل الأزمة السورية. ويرى الكاتب المخرج من الأزمة في إرسال وفد دولي يساهم في تقريب وجهات النظر بين المعارضة والسلطة. ويعتبر الكاتب أن السماح بحق التظاهر السلمي لجميع السوريين، معارضين  وموالين، تحت رقابة دولية، سيسمح بالكشف عن موازين القوى الفعلية على الأرض. كما يدعو الكاتب إلى استفتاء شعبي على بقاء "الأسد" أم رحيله، وأخذ نتيجة الاستفتاء، في الاعتبار في أي مفاوضات مستقبلية يتم إجراءها لحل الأزمة.

الصين التقت نبيل العربي وتنفي الدفاع عن النظام السوري

أعلنت الصين أنها التقت الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وبحثت معه في الموضوع السوري، وأكد رئيس الوزراء الصيني ون جياباو من جانبه أن بكين لا تحمي 'أي طرف، بما في ذلك الحكومة' السورية.
وبكين التي تعرضت لانتقادات شديدة بسبب الفيتو الذي استخدمته ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يدين تجاوزات القوات السورية، أوفدت الجمعة إلى مصر المبعوث لي واكشين.
وقد التقى لي الاثنين الأمين العام للجامعة العربية، وسيواصل محادثاته في السعودية وقطر، كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين.
وذكر ليو أيضا أن المبعوث الصيني الخاص للشرق الأدنى والأوسط وو سيك سيزور أيضا المنطقة من 19 إلى 23 شباط (فبراير)، للدفاع موقف الصين وخصوصا في مصر والأراضي الفلسطينية والأردن.
ورد رئيس الوزراء الصيني ون جياباو من جانبه الثلاثاء على الذين يؤكدون أن بكين تدافع عن نظام بشار الأسد. وقال في مؤتمر صحافي خلال قمة بين الصين والاتحاد الأوروبي أن 'الصين لن تحمي أيا من أطراف (النزاع) بما في ذلك الحكومة'.

جنود النظام الجرحى يلومون المخابرات الامريكية والموساد والسعودية وافغانستان

قالت صحيفة 'ديلي تلغراف'(15/2/2012) أن العاصمة السورية وسكانها يعيشون حالة إنكار للذات ويتعاملون مع أحداث 11 شهر التي تمر بها سورية على أنها قضية بعيدة ومتركزة في الأرياف والمناطق البعيدة، وهم لا يعرفون أن الثورة قد وصلت إلى أبواب بيوتهم، فعلى بعد ميلين من مركز العاصمة يقوم مسلحون بحراسة نقاط تفتيش، ففي حي برزة وعندما يحل الظلام يتجمع الرجال والنساء والأطفال داخل شوارع الحي القديمة ليهتفوا ضد النظام، ويقوم بحراستهم رجال ملثمون يحملون البنادق والكلاشينكوفات، وهم أعضاء في جيش سورية الحر ويوفرون الحماية الأمنية للمتظاهرين.
ونقلت الصحيفة عن سكان في الحي قولهم إن المتظاهرين كانوا قبل أشهر يجتمعون لمدة قصيرة قبل أن تفرقهم قوات الأمن، ولكنهم أصبحوا أكثر ثقة وتصميما مع وجود المسلحين حولهم. ونقلت عن امرأة في الحي قولها 'لدينا الآن مقاتلونا لحمايتنا والنظام يعرف هذا ولهذا لا يجرؤ على الاقتراب منا أو إرسال دباباته'. وبهذا الشعور ترتفع الهتافات والإعلام وشعارات 'الموت لبشار، الموت للحمار'.
ويطلق المتظاهرون شعارات التضامن مع إخوانهم في المدن الأخرى ويحيون شهداءها. وبالإضافة لحراسة الشوارع والتظاهرات يقوم المسلحون بإنشاء شبكة من المخبرين لهم في أحياء المنطقة كي يقتلعوا جذور الجواسيس الذين يستمعون كلام السكان وينقلونه للأمن السوري. ويقول ناشطون انه تم اغتيال ثمانية عملاء في الأشهر الماضية لكن البعض يقول إن العدد أكثر. ويقولون إن من لم يتم قتله تتم السخرية منه وكشفه ووضع شارة 'اكس' على باب بيته أو محله كتحذير لهم وإجبارهم على الانضمام للمتظاهرين. ويقول الناشطون إن المسلحين لا يعملون فقط في برزة ولكنهم يتسلحون سرا في داخل دمشق.
ونقلت الصحيفة عن ناشطة أخرى قولها إن بشار مجرم 'نحن لسنا من مؤيديه'. وتقول إن الناشطين لم يكونوا يرغبون في الماضي استخدام السلاح ولكنهم لا يرون أية طريقة للمقاومة غير السلاح. وتقول زوجة رجال أعمال إن النظام لا يريد منح السكان الحرية 'يقولون إن الثورة من اجل المال، لا نريد المال ولكن الكرامة'. وتقول الصحيفة إن الناشطين ليسوا مشغولين بسيناريو ما بعد سقوط النظام وبعضهم قال 'سنكون نحن الغالبية'، وأضافوا انه يجب الاقتصاص من كل من شارك في قتل المواطنين. ويقول احدهم إن الكثير من الناشطين المعارضين ظلوا ملتزمين بالمعارضة السلمية وإنهم لا يريدون أن تتحول إلى حرب طائفية ولكنها أصبحت كذلك. وينقل عن صحافي سني قوله عن عائلته 'نحن عائلة سنية معتدلة ولنا أصدقاء علويون ولكن الآن يحضر إخوتي من التظاهرات ويتحدثون عن 'العلويين القذرين'، وتخيل بماذا يشعر من فقد من يحبه في هذه الحرب'. ويقول إن أصدقاءه العلويين خائفون أولا لأنهم سيخسرون تأثيرهم في المجتمع وثانيا فهم خائفون على حياتهم. وتقول امرأة علوية 'لن يستسلم رئيسنا لهم'. وتنقل الصحيفة مخاوف السكان حيث تنقل عن رجل أعمال قوله 'كلنا خائفون' مضيفا 'هناك تفجيرات قامت بها القاعدة في العاصمة، وسمع طلقات نار في حي، أنا في الأربعين من عمري ولم أر أي شيء كهذا في حياتي'. وقال إن العرب 'يفكرون بقلوبهم ولا يعرفون الواقع في سورية، سورية ليست ليبيا، لدينا جيش كبير، مليونين أو ثلاثة ملايين سيقتلون من اجل ماذا؟ لتغيير الحكومة هل يستحق هذا'؟.
وفي هذا السياق تواصل الحكومة السورية اتهام المعارضة بأنها عميلة للمخابرات الإسرائيلية والبريطانية وأنها جماعات تخريبية، ونقلت صحيفة 'اندبندنت' شهادات جنود سوريين جرحى في مستشفى تشرين يحملون أمريكا والمخابرات البريطانية ام اي ـ 6 والسعودية وأفغانستان والجهاديين سبب جراحهم الخطيرة أحيانا. وتقول الصحيفة إن الكلمة التي تتردد على شفاه الجنود عندما يسألون عمن قام بإطلاق النار، ولماذا أطلق، كانوا يجيبون بأنها 'المؤامرة'.
وتقول الصحيفة انه مثل التقارير التي يبثها التلفزيون الرسمي عن المؤامرة فالجنود يتحدثون عن جهاديين من باكستان وأفغانستان والعراق الذين يقومون يحاولون إشعال ثورة إسلامية، وأحيانا يلقون اللوم على عملاء العرب أو الدول الغربية والتي تعمل مع إسرائيل على إثارة الفوضى وعدم الاستقرار في سورية.
ونقلت عن عقيد قوله إن 'معظم هؤلاء الجهاديين مرتبط بالمخابرات البريطانية أو السي اي ايه أو الموساد'. ويقول مضيفا أن السوريين هم قلة في الانتفاضة ومؤلفون من مجرمين ومهربي مخدرات. وجرح العقيد واسمه غسان في شرق دمشق. وكشف غسان عن جراح في صدره ورجليه، حيث قال انه لم يطلق النار إلا بعد أن تعرض هو لإطلاق النار. وتضيف الصحيفة أن الجنود لم يشيروا في أية لحظة إلى أن حكومتهم هي المسؤولة، وهم لا يعرفون أن العديد من رفاقهم ينشقون عن الجيش نتيجة للفظاعات التي يشاهدونها والانتهاك التي يرتكبها الجيش ضد المدنيين. وتقول الصحيفة إن الجنود الجرحى في مستشفى تشرين يبدون وكأنهم تعرضوا لتثقيف أيديولوجي. ولكن الصحيفة تضيف قائلة انه على الرغم من ما يقولونه عن الواقع إلا أن بعضا من كلامهم يبدو صحيحا في إشارة إلى تصريحات أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الذي دعا في شريط له يوم السبت المسلمين من كل أنحاء العالم العربي لمساعدة إخوانهم السوريين للإطاحة بنظام بشار الأسد.
وتضيف إلى أن تصريحات الظواهري مضرة بالثورة السورية التي تحاول المعارضة الاحتفاظ بطابعها العلماني. وما يثير في تصريحات الظواهري أن المعارضة لا تعتبر رجاله في الوقت الحالي العدو الذي تريد مواجهته. فالعدو هو النظام الذي يريد أن يهدم المعبد على من فيه. ويشير مواطن أن النظام يريد أن يهدم الدولة بكل الوسائل المتاحة لديه. وتشير إلى أن جيش سورية الحر وان لم يكن قادرا بعد على مواجهة جيش النظام إلا أن عملياته في تزايد حيث يقوم مقاتلوه بالهجوم على نقاط التفتيش ومراكز الجيش.