الخميس 19 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 21 نوفمبر 2024 م
أخبار سوريا - الإبراهيمي في دمشق تحضيراً لجنيف 2 - 29-10-2013م
الثلاثاء 24 ذو الحجة 1434 هـ الموافق 29 أكتوبر 2013 م
عدد الزيارات : 2158
المقاومة الحرة:
المعارضة السورية:
النظام الأسدي:
الوضع الإنساني:
المواقف والتحركات الدولية:
آراء المفكرين والصحف:
أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

الإبراهيمي في دمشق تحضيرا لجنيف 2، والأسد يقيل قدري جميل من منصبه بحجة تغيبه عن العمل، والمعارضة تسعى إلى تحصيل غطاء عربي لمطالبها حول المشاركة في مؤتمر جنيف2، بينما يسعى المالكي في استخراج منصب الوسيط بين أميركا وسوريا وإيران.

انتهاكات النظام الأمنية والعسكرية:

أعداد القتلى:
قتل النظام الأسدي 61 شخصا في سوريا بينهم 8 أطفال و3 نساء و3 تحت التعذيب، وفي حلب 15 وفي حمص 14 وفي درعا 10 وفي دمشق وريفها 8 وفي إدلب 5 وفي دير الزور 4 وفي حماه 3 وفي الرقة 2. (1)
حالات القتلى:
وكان معظم القتلى في حلب ودرعا، حيث قتل 12 شخصا نتيجة القصف على حي الوعر بحمص و3 آخرون في بيانون بريف حلب جراء القصف، و2 في السفيرة بحلب نتيجة الاشتباكات و3 في الحسكة جراء الاشتباكات مع جيش الدفاع الوطني ومسلحي الـ ypG الكردي، وأحصت الهيئة العامة للثورة السورية بين القتلى 12 طفلا و8 نساء.(2)
اعتقال العشرات:
اعتقلت قوات النظام عشرات المدنيين في مدينة السلمية وسط إطلاق نار كثيف.(3)
مناطق القصف:
وقصف النظام الأسدي في هذا اليوم 472 نقطة في عموم سوريا، منها غارات الطيران الحربي في 34 نقطة كان أعنفها درعا البلد ويبرود وأحياء دير الزور، وألقيت البراميل المتفجرة في معربليت بادلب، ويبرود بريف دمشق، والسفيرة بحلب، واستهدفت صواريخ أرض - أرض في حي الوعر بحمص، وسلمى في اللاذقية، وألقيت القنابل العنقودية في عقيربات بحماه، وسجل القصف المدفعي في 163 نقطة، والقصف الصاروخي في 141 نقطة ، والقصف بقذائف الهاون في 128 نقطة في سوريا. (1)
دمار المنازل، ووليدة تموت بسبب الحصار:
قصفت قوات النظام حي مخيم اليرموك الدمشقي بقذائف الهاون ومختلف الأسلحة الثقيلة ما أدى لسقوط عدد من الجرحى ودمار عدد من المنازل، كما استشهدت طفلة بعمر يومين في مخيم اليرموك أمس نتيجة الحصار الخانق الذي تشهده المدينة. ويضم الحي عشرات الآلاف من المحاصرين داخله للشهر العاشر على التوالي والذين يعانون من نقص الغذاء والدواء والمستلزمات الطبية وصولا إلى الوقود والكهرباء.(3)

المقاومة الحرة:

في 128 نقطة اشتباك بين الثوار وقوات النظام، سجلت انتصارات ثورية عديدة، منها:
في حلب استهدف المجاهدون مراكز تجمع لقوات النظام في كفرحمرة بقذائف الهاون وحققوا إصابات مباشرة، كما استهدفوا تجمعات لقوات النظام في محيط المسجد الأموي ومنطقة السبع بحرات بقذائف محلية الصنع، واستهدفوا بمدافع محلية الصنع مراكز تجمع لقوات النظام في مباني البحوث العلمية، وبقذائف الهاون استهدفوا مراكز لعناصر بي كي كي في قرية الزيارة، إضافة إلى استهدافهم مطار كويرس العسكري بقذائف الهاون. (1)
استهداف مراكز نظامية:
وفي درعا استهدف الثوار مراكز تجمع لقوات النظام في نوى، ومتاريس لقوات النظام في كتيبة الكونكورس، كما استهدفوا اللواء 52 في الحراك بقذائف الهاون وحققوا إصابات مباشرة.
وفي دمشق وريفها استهدفوا عدة حواجز لقوات النظام في جنوب العاصمة، واستهدفوا قوات النظام بالقرب من كازية الشرطة.
وفي دير الزور استهدف الأحرار مراكز قوات النظام في حي الصناعة بقذائف الهاون وحققوا إصابات مباشرة، واستهدفوا تجمعات للنظام في قرية الجفرة بالقرب من مطار دير الزور العسكري.
وفي حمص استهدفوا مقرات لشبيحة النظام في المدينة بصواريخ غراد محلية الصنع.(1)
تدمير دباباتين:
واستهدف الجيش السوري الحر بقذائف الهاون حاجز المهد التابع لقوات النظام في السقيلبية بحماة ما أدى لمقتل 10 عناصر وتدمير دبابة. كما دمر الجيش الحر دبابة في قرية عصافرة بريف حماة الشرقي. (3)

المعارضة السورية:

المعارضة تسعى إلى موقع عربي مؤيد لمطالبها قبل جنيف2:
بينما تسعى المعارضة السورية عبر مشاركتها في اجتماع وزراء الخارجية العرب، المرتقب عقده في مقر الجامعة العربية بالقاهرة الأحد المقبل، إلى انتزاع موقف عربي مشابه للموقف الذي حصلت عليه خلال اجتماع «لندن 11»، قال عضو الائتلاف المعارض أحمد رمضان: إن الجربا سيركز في كلمته على المنطلقات التي وضعها «الائتلاف الوطني» المعارض بخصوص انتقال السلطة بعد تنحي الأسد، نافيا أن تكون المعارضة السورية وراء الدعوة لعقد هذا الاجتماع، على خلفية إشارة مصدر دبلوماسي عربي في القاهرة، رفض الكشف عن هويته، إلى أن «الاجتماع جاء بناء على طلب من المعارضة السورية للحصول على غطاء عربي بشأن مؤتمر (جنيف 2)».
وفي حين أكد رمضان أن «المعارضة لن تطرح مسألة تنحي الإبراهيمي في اجتماع القاهرة»، أشار إلى «وجود احتجاجات لدى بعض أعضاء الائتلاف و(المجلس الوطني) حول طبيعة دور الإبراهيمي ووجوب تحديده بصورة واضحة»، منتقدا بشدة تصريحات الأخير بشأن مشاركة الأسد في المرحلة الانتقالية. وقال إن «هذا الكلام غير مقبول ويتجاوز حدود المسؤولية التي أنيطت به».(5)
العبدة: الإبراهيمي قال لنا "من المحال أن يكون الأسد جزءاً من الحل أو العملية الانتقالية":
اعتبر عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري أنس العبدة أن توصية المجلس الوطني السوري للائتلاف بمطالبة الجامعة العربية بإعفاء المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي من منصبه "حقاً مشروعاً للمجلس الذي يشكل أحد المكونات الأساسية للائتلاف الوطني". ويأتي ذلك بعد تصريحات الإبراهيمي باحتمالية "أن يكون الأسد جزءاً من الحل في المرحلة الانتقالية"، إضافة إلى "اعتباره وجود إيران في جنيف2 ضروري وطبيعي".
ووصف عضو الهيئة السياسية في الائتلاف المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي بأنه "ليس عاملاً حاسماً في الملف السوري"، مضيفا "أنّ تصريحاته باحتمالية أن يكون الأسد جزءاً من العملية الانتقالية "لا تعدوا كونها جزءاً من المجاملة الدبلوماسية خلال زيارته لدمشق". وأشار العبدة "أنه في حال إصرار الإبراهيمي على تصريحاته المستفزة سنقول له: "إن هذه ليست جنيف التي نعرفها". هذا وأكد العبدة أنه أثناء التقاء الائتلاف بالإبراهيمي وضح لهم الأخير أن "جنيف2 بداية النهاية لبشار الأسد، والذي من المحال أن يكون جزءاً من الحل أو العملية الانتقالية في سوريا". (3)

النظام الأسدي:

ضربة لجنيف2:
في ضربة جديدة لجهود عقد مؤتمر «جنيف 2» للسلام الخاص بسوريا، أعلنت الرئاسة السورية في بيان رسمي مفاجئ، عزل نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية قدري جميل، إثر لقائه مع السفير الأميركي لدى سوريا (غير المقيم) روبرت فورد في جنيف السبت الماضي.
وبررت دمشق قرار إعفاء جميل، الذي تسلم منصبه في يونيو (حزيران) 2012 ضمن حكومة رياض حجاب, الذي انشق لاحقا، بـ«تغيبه عن مقر عمله وقيامه بلقاءات في الخارج من دون التنسيق مع الحكومة السورية». (5)
وأقال بشار الأسد نائب رئيس وزرائه قدري جميل اليوم، لتغيبه عن العمل حسبما جاء عن مصادر رسمية من المؤسسات الإعلامية للنظام، ويذكر أن الناطق الرسمي للائتلاف الوطني السوري لؤي صافي قال للمكتب الإعلامي للائتلاف في قلب الأسبوع الماضي إن: "نظام بشار الأسد والخارجية الروسية يريدان التفاوض مع معارضة زائفة تصنعها تحت عينها كـأمثال نائب رئيس وزراء النظام قدري جميل وغيرهم ممن وصفهم بأنهم جزء لا يتجزأ من هيكل النظام". فيما وصف عبد الرحمن الحاج عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني قدري جميل أمس بأنه "معارض مزيف وأحد الأجزاء الأساسية لنظام بشار الأسد"، وقال: "نحن لا نقبل أن يتصل بنا أمثال هؤلاء، ولن يجد من أبناء الثورة من سيقبل الاتصال به". كما اعتبر الحاج "وجود أمثال هؤلاء المعارضين في جنيف2 خداع للسوريين ومفاوضة النظام لنفسه".
ويأتي ذلك ردا على تصريح  قدري جميل في مقابلة له مع قناة روسيا اليوم بوجود "اتصالات فردية مع المعارضة الخارجية بما فيها الائتلاف الوطني ولكن بشكل غير رسمي" وقال: "إنه يتواجد حالياً  في جنيف بصفته ممثل عن معارضة الداخل واعتبر وجوده في جنيف يدل على أن جنيف يسير إلى الأمام". وقال بعد الإشادة بتصريحات الإبراهيمي الداعمة لنظامه "موقفنا منذ الأساس كان أنه لا يجب وضع شروط تعجيزية لعقد جنيف2 لأن جنيف سوف تكون مخرجاً لكل الأطراف الإقليمية من تورطها في الشأن السوري". (3)
جميل مستعد لقبول مرحلة انتقالية ليس فيها الأسد:
وقال أحمد رمضان، القيادي في الائتلاف السوري المعارض: إن «الأميركيين سبق أن أبلغوا معارضين في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بأن جميل التقى مسؤولين أميركيين، بناء على طلبه، وأبدى أمامهم الاستعداد للقبول بمرحلة انتقالية لا يكون الرئيس بشار الأسد جزءا منها».
وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لقاء السفير الأميركي فورد مع جميل, وقال إن جميل «كان يقود حزبا معارضا مرتبطا بالحكومة، ويبدو أنه ترك هذا المنصب الآن».
وحسب مصادر مطلعة فإن جميل طلب من فورد المشاركة في «جنيف 2» كجزء من وفد المعارضة، إلا أن الدبلوماسي الأميركي رفض طلبه، شارحا أنه من الصعوبة بمكان أن يكون المرء في الحكومة والمعارضة في الوقت نفسه.
وفي رد أولي على القرار، كتب جميل على صفحته على موقع «فيس بوك»: «نقول منذ زمن إن خروجنا من الحكومة أسهل بكثير من دخولنا إليها». وفسر محللون الخطوة التي أثارت تساؤلات عديدة, بأن جميل إما أن يكون حاول تسويق نفسه كبديل مقبول, أو استنفد الغرض المطلوب منه بعد أن بدأت الريح تتجه لصالح الأسد، أو أنه قد يكون تخطى الدور المرسوم له, الذي كان يقوم خلاله بإطلاق بالونات اختبار.(5)
دمشق تضع شروطها للمشاركة في جنيف2:
أبلغت دمشق على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم، شروط مشاركتها في مؤتمر «جنيف 2» إلى المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي، مشترطة أن يكون الحوار في جنيف «بين السوريين وبقيادة سورية». وشدد المعلم على أن سوريا «ستشارك في هذا المؤتمر انطلاقا من حق الشعب السوري الحصري في رسم مستقبله السياسي واختيار قيادته ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي».
وتابع الإبراهيمي لقاءاته في دمشق في إطار جولة تشمل دولا عدة تمهيدا لتهيئة الأجواء لانعقاد مؤتمر «جنيف 2» الشهر المقبل، فاجتمع بوزير الخارجية السوري وممثلين عما يعرف بمعارضة الداخل.(5)

الوضع الإنساني:

فرار 1800 محاصر:
أتاحت لحظة نادرة من التنسيق بين الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة لحوالي 1800 مدني الفرار من بلدة محاصرة على أطراف دمشق لكن ما يزال الآلاف محاصرين مع إمدادات قليلة من الغذاء أو الماء أو الدواء.
وقال مصدر في وزارة الشؤون الاجتماعية: إن الإجلاء من المعضمية مضى قدما بمساعدة من الهلال الأحمر السوري وبعض الجماعات المدنية.
واستخدمت القوات المؤيدة للرئيس بشار الأسد عمليات الحصار لاجتثاث مقاتلي المعارضة من المناطق السكنية أثناء الحرب الأهلية التي أودت بحياة أكثر من 100 ألف شخص وشردت الملايين.
وتقول الحكومة: إن سكان المعضمية يحتجزهم إرهابيون "كرهائن".
وهذه ثالث عملية إجلاء من نوعها من المعضمية، وتقول الأمم المتحدة: إن ثلاثة آلاف امرأة وطفل غادروا بالفعل.
وتقول المعارضة: إن 12 ألف شخص يواجهون الجوع والموت في البلدة التي يصفونها بأنها مدمرة بنسبة 90 في المئة.(4)

المواقف والتحركات الدولية:

أعمال العنف حالت دون الوصول إلى موقعين كيميائيين:
أفادت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بأن أعمال العنف منعت مفتشيها من الوصول إلى موقعين كيميائيين بسوريا في إطار مهمتها لإزالة الترسانة الكيميائية السورية. يأتي ذلك في وقت تستعد فيه المنظمة لتقديم أول تقرير حول مهمتها إلى الأمم المتحدة.
وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بما اعتبره "احترام نظام بشار الأسد للمهلة المحددة لتدمير القدرات العسكرية لأسلحة سوريا الكيماوية" والتي طالما وصفها النظام بأنها "شرف سوريا العسكري الذي لا يمكن التنازل عنه".
هذا وأشار بان إلى عدم تمكن مفتشي وكالة حظر الأسلحة الكيماوية من زيارة كل المواقع، وذلك "لأسباب أمنية" لم تذكر الوكالة أي معلومات تفصيلية حولها.
وقال الأمين العام في تقرير لمجلس الأمن الدولي إن المفتشين "أكدوا تدمير قدرات إنتاج المواد الكيماوية وخلطها وتعبئتها في كافة المواقع التي تمكنوا من زيارتها. وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في بيان أصدرته "إن عمليات التفتيش أكملت 21 موقعا من بين 23 موقعا، وأضافت "إن الجهود ستتواصل لتأمين الشروط الضرورية لتحقيق مدخل آمن إلى هذين الموقعين".(3)
المالكي سيقدم نفسه وسيطا:
سافر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى الولايات المتحدة سعيا للحصول على مساعدات عسكرية عاجلة لمكافحة تصاعد أعمال العنف الطائفية التي امتدت عبر الحدود السورية.
وذكرت مصادر عراقية أن المالكي سيقدم نفسه إلى الرئيس باراك أوباما بوصفه وسيطا محتملا له مع إيران والرئيس السوري بشار الأسد حليف طهران لكن مسؤولين أمريكيين قللوا من احتمال قيام المالكي بهذا الدور.(4)
الإبراهيمي يلتقي الأسد وهيئة التنسيق الوطني في دمشق:
عقد المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي محادثات في دمشق مع بشار الأسد ونائب وزير خارجية النظام وهيئة التنسيق الوطني.
ونقلت مصادر صحفية فرنسية عن الإبراهيمي قوله: "إن الأسد يمكنه المساهمة في المرحلة الانتقالية بسوريا دون أن يقودها". وكان الائتلاف الوطني السوري انتقد اعتبار الإبراهيمي مشاركة إيران في جنيف أمر "طبيعي وضروي". وتعد دمشق المحطة الثامنة من جولة الإبراهيمي التي شملت الدول الإقليمية المعنية بالملف السوري وأبرزها إيران وتركيا ومصر والعراق وقطر باستثناء السعودية التي رفضت استقباله نقلا عن مصادر مطلعة. وتأتي زيارته في محاولة لحشد التأييد الدولي حول مؤتمر جنيف 2 المتوقع انعقاده يوم 23 تشرين الثاني المقبل.(3)
وعرض الإبراهيمي خلال لقاءاته الجهود المبذولة لعقد المؤتمر الدولي في جنيف، فشدد وزير الخارجية السوري على «رفض كل التصريحات والبيانات التي صدرت بعناوين ومسميات مختلفة بما فيها بيان لندن حول مستقبل سوريا باعتبارها اعتداء على حق الشعب السوري واستباقا لنتائج حوار بين السوريين لم يبدأ بعد». وأفادت وكالة «سانا» بأن «وجهات النظر كانت متفقة حول أهمية وقف العنف والإرهاب واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها»، لافتة إلى أن «الإبراهيمي شرح نتائج جولته في المنطقة والجهود الهادفة لعقد مؤتمر جنيف».(5)

آراء المفكرين والصحف:

الأسد يفصل قدري جميل، وتساؤلات حول ما حدث مع فورد:
تلقت جهود عقد مؤتمر «جنيف 2» الخاص بسوريا ضربة جديدة تشكك في جدية نظام بشار الأسد في الجهود التي بنت عليها واشنطن آمالا في تحقيق حل سياسي. ففي بيان رسمي مفاجئ من الرئاسة السورية، أعلن عزل نائب رئيس مجلس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية، قدري جميل، إثر لقائه مع مسؤولين أميركيين.
وبينما برر النظام السوري قرار إعفاء جميل بـ«تغيبه عن مقر عمله وقيامه بـ(لقاءات في الخارج من دون التنسيق مع الحكومة) السورية»، أكدت وزارة الخارجية الأميركية لقاء السفير الأميركي الخاص بسوريا روبرت فورد بجميل السبت الماضي. وفسر محللون في لندن وواشنطن الخطوة التي أثارت تساؤلات في عواصم العالم المعنية بأنه إما أن يكون جميل قد استنفد الغرض المطلوب منه بعد أن بدأت الريح تتجه لصالح الأسد، أو أنه قد يكون قد تخطى الدور المرسوم له والذي كان يقوم خلاله بإطلاق بالونات اختبار.
وربط أحمد رمضان، القيادي في الائتلاف السوري المعارض، بين إعفاء جميل من منصبه ولقاءات مع مسؤولين أميركيين أجراها في جنيف، التي زارها انطلاقا من موسكو، مكان إقامته في الأسابيع الأخيرة. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأميركيين سبق أن أبلغوا معارضين في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بأن جميل التقى مسؤولين أميركيين، بناء على طلبه، وأبدى أمامهم الاستعداد للقبول بمرحلة انتقالية لا يكون الرئيس السوري بشار الأسد جزءا منها»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن «الأميركيين لم يبدوا أي اهتمام بمواقفه لإدراكهم المسبق عدم تأثيره في صنع القرار السوري الرسمي».
وعقد جميل السبت الماضي لقاء في جنيف مع فورد، السفير الأميركي لدى سوريا، المقيم خارجها بسبب الأزمة والمكلف بالملف السوري، وبحث معه في التحضيرات لعقد مؤتمر «جنيف 2». وبحسب المصادر فإن جميل طلب من فورد المشاركة في «جنيف 2» كجزء من وفد المعارضة، إلا أن المسؤول الأميركي رفض شارحا أنه من الصعوبة بمكان أن يكون المرء في الحكومة والمعارضة في الوقت نفسه.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول «شرق أوسطي» قوله إن جميل «قدم ما اعتبره فورد في ما يبدو مقترحات غير قابلة للتنفيذ في ما يتعلق بمحادثات جنيف. وحاول أيضا دون جدوى كسب الدعم الأميركي لضمه إلى صف المعارضة في محادثات جنيف». وكان من اللافت أن جميل سعى إلى قيادة وفد ثالث في مفاوضات «جنيف 2» على أساس مستقل.
وذكرت رئاسة مجلس الوزراء السوري، في مرسوم الإعفاء الذي نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، أنه نتيجة «لغياب جميل عن مقر عمله ومن دون إذن مسبق، وعدم متابعته لواجباته المكلف بها كنائب اقتصادي في ظل الظروف التي تعاني منها البلاد، إضافة إلى قيامه بنشاطات ولقاءات خارج الوطن من دون التنسيق مع الحكومة وتجاوزه العمل المؤسساتي والهيكلية العامة للدولة، صدر مرسوم رئاسي بإعفائه من منصبه».
وجميل عضو في ما يصفه الرئيس السوري «بالمعارضة الوطنية»، وهي أحزاب سياسية تعتبر نفسها منافسة للرئيس لكن لم تنضم للانتفاضة المندلعة ضد حكمه منذ سنتين ونصف السنة، ويطلق عليها البعض بـ«معارضة الداخل». وفي رد أولي على القرار، كتب جميل على صفحته على موقع «فيس بوك»: «نقول منذ زمن إن خروجنا من الحكومة أسهل بكثير من دخولنا إليها».
ويبدو أن نبأ إعفاء جميل من منصبه، مع تسارع التحضيرات لعقد مؤتمر «جنيف 2» وبالتزامن مع وجود المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي في دمشق، لم يفاجئ السوريين أنفسهم، لا سيما أنه موجود منذ أسابيع في إجازة يقضيها مع عائلته في روسيا، وفق ما سبق أن أعلنته مصادر في الحكومة السورية الأسبوع الماضي.
وقال أندرو تابلر، الباحث في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، إنه من غير الواضح أبعاد إقدام الأسد على إقالة جميل و«هل سيتم القبض عليه لأنه اجتمع مع مسؤولين أميركيين». وأوضح تابلر أن جميل يتواصل مع المعارضة السورية ويحاول التعاون معها، ويعد أحد أعضاء ما يطلق عليه المعارضة الوطنية التي لم تشارك في «العنف المسلح» ضد نظام الأسد، وهذا لا يمكن أن يتحقق على أرض الواقع السوري، فلا يمكن أن يكون أحد رموز النظام وعضو المعارضة في وقت واحد. واستبعد تابلر أن تقبل المعارضة السورية تعاونا مع جميل الذي يعد أحد رموز حكومة الأسد، كما استبعد أن تؤثر إقالة جميل من منصبه على قدرة الأسد على التفاوض في «جنيف 2»، والذي يصر على رفض أي شروط مسبقة لها.
وعلق ديفيد باتلر، المحلل في برنامج الشرق الأوسط بالمعهد الملكي «تشاتام هاوس» في لندن، قائلا إن إقالة جميل ليست مفاجأة، فالرجل كان يقوم بإعطاء تصريحات تبدو كبالونات اختبار، أو ربما تكون لخدمة أهدافه هو. وأضاف أنه عندما أجرى الأسد التعديل الأخير في حكومته سحب بعض اختصاصاته، فالفكرة الأساسية بأن يكون قائد الفريق الاقتصادي في الحكومة لم تنجح على ما يبدو. أما على الجانب السياسي فرأى باتلر أنه ربما يكون هناك شعور لدى النظام أن جميل يقدم نفسه كبديل مقبول، أو أنه قد تكون الفائدة منه انتهت. ويتابع باتلر قائلا إن «جنيف 2» بالنسبة إلى الأسد هي فرصة ليجمع بقية العالم على طاولة حول رؤيته للحل السياسي التي تتماشى سواء أزيد أو أقل مع خريطة الطريق التي أعلنها سابقا.
وأعرب عن اعتقاده أن الأسد يريد العملية السياسية بهدف أن يرى العالم الأزمة من خلال رؤيته هو. وعن جميل، يرى باتلر أنه «ليس رقما مهما في النظام السوري، وأنه قد يكون مفيدا لبعض الوقت، وأنه يمثل معارضة في إطار النظام ولكن الآن مع اتجاه الريح لصالح الأسد لم تعد هناك حاجة له، وربما حدثت لديه أوهام حول مقدار نفوذه».
أما أندرو بوين، من معهد بيكر لأبحاث الشرق الأوسط، فقال إنه يعتقد أن الأسد جاد حول التفاوض، لكنه سيطيح بأي شخص يحاول التفاوض يتجاوز ما هو محدد له لتفادي أي واسطة أو صفقة قد تخرج عن شروطه. وقال إن فصله لا بد أن يكون سببه مناقشة لم يكن يجب أن تحدث، أو شيئا قوى مركزه وليس موقف بشار. وقال «أعتقد أيضا أن الدائرة المحيطة به لم تقرر بعد من يجب أن يمثلهم، أو كيف سيكون شكل المفاوضات أو ما هي التنازلات المستعد النظام تقديمها».
كريستوفر فيليبس، المحاضر في جامعة «كوين ماري» والزميل في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد «تشاتام هاوس» أوضح «قد يكن الأمر متعلقا بترتيب المنزل من الداخل، ولتوصيل رسالة لأي طرف قد يفكر في التآمر: لا تتآمرو وراء ظهري» (أي ظهر الأسد) وغير ذلك. أو قد تكون إشارة إلى الروس وآخرين بأنه «إما تعملون من خلالي أو لا تعملون كليا». وأضاف «أعتقد أن الأسد ليس جادا في ما يخص التخلي عن السلطة، هكذا أنظر إلى الأمر. إذا كان ينوي التوجه إلى جنيف من أجل مسايرة الروس، فسيفعل ذلك، وأعتقد أن ما نراه حاليا مسرحية من النظام في ما يخص جنيف».
ومن جهته، أوضح فيصل ايتاني، الباحث بمركز رفيق الحريري للشرق الأوسط التابع لمركز أتلانتك، أن قيام الرئيس بشار الأسد بطرد قدري جميل يرسل رسالتين، الأولى للمجتمع الدولي يؤكد فيها أنه يملك كل مفاتيح السلطة، وأنه يسيطر على مسار أي مفاوضات حول سوريا، وأنه الرجل القوي في الحكم ولديه كل القدرات والإمكانيات. والرسالة الثانية يرسلها إلى الروس، فمن المعروف أن قدري جميل من الشخصيات المقربة لدى الدوائر الروسية، وبتنحية قدري من منصبه يقول الأسد للروس إنهم لن يستطيعوا أن يفرضوا آراءهم عليه أو أن يضغطوا عليه في أي مجال يتعلق بالمفاوضات مع المعارضة.
ويقول ايتاني «من الممكن أن قدري كان يحاول التوصل للتقارب بين النظام السوري والمعارضة، ومن الواضح أنه كان يعمل وراء ظهر الرئيس الأسد لذا كان قرار إقالته من منصبه رسالة واضحة بأنه لن يشارك في أي مفاوضات».
وجاءت إشارة المصادر الحكومية السورية إلى أن جميل يقضي إجازة، فيما يفترض أنه في مهمة عمل رسمية، عقب تصريحات أطلقها من موسكو، أعلن فيها تحديد موعد مؤتمر «جنيف 2» في الثالث والعشرين من الشهر المقبل، الأمر الذي أثار حفيظة «الخارجية الروسية». ووجه الناطق باسمها ما يشبه التوبيخ بقوله إن تحديد موعد المؤتمر «ليس من شأن المسؤولين السوريين».
بعد هذه الواقعة، كثرت الشائعات عن انشقاق جميل، لكن سرعان ما نفتها مصادر مقربة من الحكومة وبشكل غير رسمي، قبل أن يتبين عمليا أنه في إجازة مفتوحة في موسكو، وتلت ذلك توقعات بإعفائه من مهامه. ولهذا لم يكن مفاجئا أن يعفى من منصبه بل كان أمرا متوقعا، خصوصا مع استمرار عقده لقاءات مع المعارضة السورية في الخارج، تردد أنه يجريها من دون تنسيق.
وأفادت معلومات بلقائه قبل يومين «وفدا عالي المستوى من وزارة الخارجية الأميركية» بحث معه في «قضايا أساسية جدا»، بحسب ما صرح به جميل. وقال، في تصريحات صحافية، إنه التقى «ممثلين عن الخارجية الأميركية بصفتي ممثلا عن جزء من المعارضة السورية». ونقلت وسائل إعلام موالية لقائه أعضاء في هيئة التنسيق (معارضة الداخل)، مشيرة إلى أنه عقد «اجتماعات سرية مع رئيس هيئة التنسيق حسن عبد العظيم، وأطراف معارضة أخرى في إطار التحضير لانضمام هذه الأطراف إلى الائتلاف الوطني السوري للمشاركة في وفد معارض واحد في (جنيف 2)».
وكانت مصادر في دمشق كشفت في وقت سابق عن زيارات يجريها قدري جميل بين موسكو وجنيف، بالتنسيق مع النظام السوري ومسؤولين في القيادة الروسية. كما جرى اتصال هاتفي بين جميل والإبراهيمي، طالبه فيه بضرورة عدم التفكير في تأجيل مؤتمر «جنيف 2».
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية لقاء السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد مع جميل السبت الماضي في جنيف. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن جميل «كان يقود حزبا معارضا مرتبطا بالحكومة، ويبدو أنه ترك هذا المنصب الآن». وبينما أثيرت تساؤلات عن سبب لقاء فورد مع مسؤول سوري رفيع المستوى، أوضح المسؤول الأميركي: «إننا نلتقي بالكثير من السوريين من خلفيات سياسية كثيرة.. ونلتقي بشكل نظامي مع سوريين لديهم اتصال مباشر مع النظام في دمشق، ونحن نقوم بذلك لأننا نريد أن يصل النظام والمعارضة إلى اتفاق سياسي مثلما تم تحديده في بيان جنيف في يونيو (حزيران) 2012».
وكانت رسالة فورد واضحة لجميل ولمن يلتقيهم من سوريين من طرفي النظام والمعارضة، بأنه من الضروري ألا يكون الأسد والمقربون منه جزءا من أي حكومة انتقالية، وهذا أمر ترفضه الحكومة السورية. ويذكر أن اجتماع وزراء خارجية الدول الـ11 الأساسية الأسبوع الماضي شدد على ضرورة عدم إشراك الأسد في السلطة، وأن عليه أن يتخلى عن «السلطات التنفيذية» لحكومة انتقالية. وأوضح المسؤول الأميركي «اننا واضحون، لا يوجد حل عسكري للطرفين، يجب أن تكون هناك عملية تفاوض سياسي لا آلية حكم انتقالية جديدة بناء على التراضي وبسلطات تنفيذية كاملة». وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة ملتزمة بالبيان الختامي الصادر عن اجتماع لندن والذي «يطالب المعارضة بحضور اجتماع (جنيف 11) المزمع والذي يؤكد على ضرورة أن تكون المعارضة ممثلة عن الشعب السوري بالإضافة إلى ضرورة معالجة قضية توصيل المساعدات الإنسانية وإطلاق المعتقلين، ونحن نوصل هذه الرسائل لكل السرويين الذين نلقتي بهم».
وتعليقا على ما تناقلته وسائل الإعلام عن اجتماع عقد في جنيف بين مسؤولين أميركيين وجميل، قال وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية السوري علي حيدر بعد لقائه الإبراهيمي «أظن أن واشنطن تفكر جديا في فتح قنوات مع سوريا. ولكن من المبكر التكلم عن ذلك وخصوصا أن أميركا لم تتوقف عن الدعم السياسي والإعلامي (للمعارضة السورية في الخارج) وحتى التكلم عن التسليح والتمويل والتدريب». وتمنى أن «يكون التغيير في الموقف الأميركي حقيقيا لا شكليا».
وفي غضون ذلك، التزمت مصادر دبلوماسية في العاصمة الفرنسية جانب الحذر في التعليق على إقالة جميل بسبب «الغموض» الذي يحيط بموضوع إقالته والأسباب التي أفضت إليه. بيد أن هذه المصادر بدت «واثقة» لجهة الرابط بين الإقالة وبين التحضيرات والاتصالات الجارية حاليا بشأن الدعوة إلى مؤتمر جنيف 2 وزيارة الإبراهيمي لدمشق.
وترى المصادر التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط» أن «مسارعة» الأسد للتخلص من قدري جميل تبين «خوفه» من تفكك الدائرة التي تلتف حوله مع اقتراب موعد المؤتمر الموعود حيث «تسعى كل مجموعة للعب ورقتها الخاصة إذا تيقنت أن مصير النظام لن يكون مضمونا للمستقبل». فضلا عن ذلك، تعتبر هذه المصادر أن الأسد «لا يريد أن يسمح لأي صوت بأن تكون له لهجة ونبرة مختلفتين عن لهجته ونبرته» وبالتالي فإن كل من يتجرأ على الابتعاد قيد أنملة عن الخط العام فإما يقال أو يجري التخلص منه».
وتربط هذه المصادر بين «خروج» اللواء علي حبيب قبل أسابيع و«انشقاق» جميل لجهة المعنى السياسي من جانب ولجهة الغموض الذي يحيط بهما من جانب آخر. كما أنها تذكر بإبعاد نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع الذي لم يعلن عن انشقاقه بل عن «مقاربة مختلفة» لكيفية التعاطي مع الأزمة السورية وصعوبة الانتصار العسكري فيها لأي من الطرفين.
وتتوقع هذه المصادر أن تتكرر «حالة» قدري جميل في الأسابيع القادمة عندما يبدو أن «جنيف 2» سيعقد فعلا، وأن هناك «توافقا دوليا» خصوصا أميركيا - روسيا في الدفع باتجاه حل سياسي يبدأ بمرحلة انتقالية تحتاج لـ«إعادة تشكيل» صورة المشهد السياسي السوري.
من جهته، رجح الخبير في الشأن السوري وأستاذ العلوم السياسية في جامعة باريس الجنوب، خطار أبو دياب، أن تكون إقالة جميل «رسالة سورية إلى الولايات المتحدة وروسيا تمنعهما من محاولة تركيب أي حل سياسي ينص على استثناء الأسد، على المدى المتوسط، من المرحلة الانتقالية»، مستندا إلى تفسير مؤتمر «جنيف 1» عن انتقال السلطة لهيئة انتقالية بصلاحيات كاملة، والتي «تعني أن يصبح الرئيس غير موجود».
ورأى أبو دياب أنه «حتى ضمن هذا الإطار، أراد النظام أن يقول إن أي حل سياسي لا يأتي وفق رؤية النظام.. هو حل غير مقبول». وأضاف «تؤكد هذه الفرضية، بعد إقالة جميل، أن النظام غير قابل للإصلاح»، مشيرا إلى أن «أي تغيير فيه، ولو كان طفيفا وديكوريا، فإنه لن يقبله كونه نظاما شموليا قائما على الشخص والمجموعة المرتبطة به والتي تدور في فلكه وحوله، وأي خلل ضمن النظام يعرضه للتصدع».
وعلى الرغم من ترجيحه هذه الفرضية، فإنه لم يستبعد احتمال أن تكون روسيا «أرادت إرسال جميل إلى المعارضة لتعزيز وجودها داخلها، ولتقول للغرب إنها الممسكة الفعلية بالقرار السوري والحلول للأزمة، على صعيد الحكم والمعارضة في آن معا». ولم يستبعد أن يكون اللقاء الذي جمع بين فورد والأميركيين «عقد بطلب روسي من جميل».
وبدوره، ربط عضو الائتلاف الوطني المعارض نجيب الغضبان بين قرار عزل جميل والتصريحات الأخيرة التي أدلى بها منذ شهر تقريبا بخصوص ضرورة وجود حل سياسي ما دام طرفا النزاع لم يتمكنا من إحراز نصر عسكري حاسم. وأوضح الغضبان، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن هذا «الكلام بالنسبة إلى نظام سلطوي مثل النظام السوري مرفوض تماما»، مشيرا إلى أن «كل مكونات الحكومة السورية عبارة عن تكنوقراط لا دور لهم في صنع القرار السياسي، ذلك أن القرار ينحصر في عائلة الأسد وبعض الضباط الممسكين بالأمن والجيش، وإذا ما حاول مسؤول حكومي تجاوز دوره التقني يتم عزله فورا كما حصل مع جميل».
ولفت المحلل السياسي السوري سمير التقي إلى أن الروس «كلفوا جميل بأن يلعب دورا داخل أوساط النظام لتهيئة الأجواء لتقديم بعض التعهدات التي قطعوها للأميركيين، بخصوص مصير الأسد والحلول الوسط». لكن النظام «وكما فعل مع معظم الشخصيات التي كان يمكنها أن تلعب دورا وسطيا، أبعد جميل»، معتبرا أن هذا الفعل «يعد أبرز مؤشرات فشل الدبلوماسية الروسية التي لن تتمكن من أخذ شيء من الأسد».
وأعرب التقي عن اعتقاده أن الأسد «يرى حلفاءه بحاجة إليه، وليس هو من يحتاج إليهم»، معتبرا أن ما حصل مع جميل «يؤكد أن كل كلام روسيا والصين عن إمكانية التوصل إلى حل سياسي «لا يتخطى كونه مناورة لكسب الوقت»، مشيرا إلى أن النظام «لا يوجد عنده ما يقدمه».(5)

أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(6)
مجاهد السعيد - ادلب - اللج
محمود عمر هلال - حلب - بيانون
محمود أحمد تيت العمر - حلب - بيانون
سارة جمال أحمد تيت العمر - حلب - بيانون
خالد اليوسف العليوي الحاج حمدو - حلب - السفيرة
حسن محمد الجمعة العبدو - حلب - السفيرة
مصطفى المحيسن الدبهاني - دير الزور - بلدة الخريطة
رائد حسين النواف - دير الزور - المريعية
باسل فتحي - درعا - مخيم النازحين
دنيا أشرف السينو - الحسكة - الدرباسية
صالح حسن الخلف العبد - دير الزور - الشعيطات
يحيى أبو المنذر - ادلب - جسر الشغور: النحل
محمود أبو أيوب - ادلب - جسر الشغور: النحل
أحمد طه الدك - حلب - منغ
حمود عرب الإبراهيم - ادلب - البارة
حليمة ناصر الوقاع - حمص - القصير
حسن شما - حلب - الشعار
صالح أحمد العبسو - حلب - السفيرة
عقبة الفهد - حلب - السفيرة
ضيف الله بركات - حلب - السفيرة
أحمد الحسن الحاج حمدو - حلب - السفيرة
خالد الخطيب - حمص - الوعر
فاطمة منير حوري زادة - حمص - الوعر
أبو اسحق الدمشقي الأنصاري - دمشق - 
محمد عبد الرحمن حيدر العمر - درعا - جاسم: عالية
حسن عيد حيدر العمر - درعا - جاسم: عالية
فداء ياسر التركي العاسمي - درعا - داعل
خليل فايز عياش - درعا - درعا البلد
تسنيم - حلب - الفردوس
مصطفى حسن محمد - حلب
يحيى محمد ديب حداد - حلب 
خالد أحمد قرين محمد - حلب
محمود محمد مطرة - حلب - ماير
براء فريد قاجان - حلب

المصادر:
1- لجان التنسيق المحلية.
2- الهيئة العامة للثورة السورية – المكتب الإعلامي.
3- الائتلاف الوطني السوري – المكتب الإعلامي.
4- وكالة رويترز.
5- الشرق الأوسط.
6- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.