مجازر وحشية تخلف مئات القتلى والجرحى وتفجيرات مستمرة من قبل قوات النظام، بينما يتصدى الثوار في عدد من المناطق لهجماتهم، والمجلس العسكري للجيش الحر لا يبالي بمؤتمر جنيف2 إن لم يضع موقفا حاسما من المجازر الوحشية، وتدهور الوضع الإنساني يزيد من مستوى الفقر بينما يعاني ملايين السوريين ظروفا قاسية وحالة معيشية صعبة.
جمعة اليوم "الحل في لاهاي لا في جنيف":
تظاهر أهالي سوريا بمختلف المحافظات في جمعة "الحل في لاهاي لا في جنيف"، ونادوا بإسقاط نظام بشار الأسد في المليحة ودوما ويبرود. في الوقت الذي خرج فيه أهالي السكري ومنبج وبستان القصر وغيرها. وتأتي هذه المظاهرات ردا على تخاذل المجتمع الدولي في نصرة الشعب السوري، وعدم اتخاذ مواقف جادة تجاه ما يمارسه النظام ضد المدنيين.(1)
وبلغ عدد التظاهرات: 58 مظاهرة في عموم سوريا، منها: 15 في ريف دمشق و6 في حلب و3 في إدلب و1 في حماه و1 في حمص و30 في دير الزور و2 في درعا. (2)
أعداد القتلى:
قتل النظام الأسدي يوم الخميس 47 شخصا، منهم 17 في دمشق وريفها، بينهم 3 نساء وطفل، و9 في حلب بينهم امرأة و7 في درعا بينهم 3 تحت التعذيب وامرأة، و6 في حمص و3 في إدلب بينهم طفل، و2 في حماه و1 في دير الزور و1 في الحسكة، وطبيب ومسعف ميداني في القنيطرة.(3)
وقتل النظام الأسدي أيضا يوم الجمعة 257 شخصا، بينهم 7 نساء و11 طفلا و1 تحت التعذيب، وكان 174 قتيلا في دمشق وريفها بينهم 150 شخصا قتلوا جراء انفجار سيارة مفخخة في وادي بردى، و34 في درعا، و11 في دير الزور، و11 في حماه، و9 في حلب، و7 في إدلب، و5 في اللاذقية، و4 في حمص، و2 في الحسكة. (4)
حالات القتلى:
هذا وكان معظم القتلى معظمهم في ريف دمشق وحلب ودرعا، حيث قتل 4 من الأهالي في دوما بريف دمشق نتيجة القصف ومثلهم 4 بقصف دير العصافير، وارتكبت مجزرة مروعة في سوق وادي بردى بريف دمشق كان ضحيتها 150 شخصا على الأقل نتيجة انفجار سيارة أمام أحد المساجد، إضافة إلى 4 قتلى من الصنمين بريف درعا قتلوا تحت التعذيب في سجون النظام، و14 من مدينة إنخل أثناء اقتحام إحدى السرايا بالقنيطرة، و6 في حمص نتيجة القصف على بلدة مهين بالريف الشرقي، و5 نتيجة القصف على قرى جبل الأكراد بريف اللاذقية و3 آخرين من دير الزور خلال الاشتباكات في اليعربية بريف الحسكة.
وارتكبت قوات الأسد مجزرة أخرى في حي الشيخ ياسين بدير الزور كان ضحيتها 10 قتلى نتيجة قصف الطيران الحربي، وبين الشهداء طبيب ومجند منشق.(3)
انفجار هائل لخط الغاز بالقرب من المطار الدولي في دمشق:
شهدت أحياء مدينة دمشق وريفها الخميس انقطاعاً مفاجئاً بالتيار الكهربائي تزامناً مع اندلاع حريق ضخم من الجهة الشرقية بالمنطقة الواقعة على مسار مطار دمشق الدولي. تبين فيما بعد أن الحريق سببه انفجار في خط الغاز المغذي لمحطة تشرين الحرارية في منطقة الهيجانة القريبة من مطار دمشق الدولي وامتدت نيرانه إلى خزانات الوقود في مطار دمشق حسبما أكد ناشطون. وكانت الحرائق تُرى بوضوح من مدينة دمشق لضخامتها حتى أن رائحة الحريق وصلت لعدة مناطق من العاصمة.
ووسط استنفار أمني كبير شهده مطار دمشق الدولي أفاد شهود عيان بإقلاع عدة طائرات خوفاً من امتداد الحريق إلى المطار في حال لم يتم السيطرة عليه. واستمر الحريق مدة تزيد عن أربع ساعات.(1)
مناطق القصف:
هذا وقد وثقت لجان التنسيق المحلية 736 نقطة للقصف، منها القصف بالطيران الحربي الذي استهدف 49 نقطة، والقصف بالبراميل المتفجرة في كل من جبل الأربعين وكورين بإدلب وحلب الجديدة ومحيط مطار كويرس والسفيرة بحلب، ومصيف سلمى باللاذقية، والقصف بصواريخ أرض - أرض في عربين بريف دمشق.
وتركز القصف الصاروخي في 255 نقطة، والقصف المدفعي في 235 نقطة، أما القصف بقذائف الهاون فقد سجل في 190 نقطة على مختلف المدن والبلدات السورية.(4)
مجزرة وادي بردى:
وكانت مجزرة وادي بردى قد خلفت 150 قتيلا على الأقل بينهم أطفال وأكثر من 250 جريحاً بينهم أطفال أيضاً، بعد انفجار سيارة مفخخة وصلت عن طريق قوات النظام بالقرب من مسجد أسامة بن زيد في سوق وادي بردى، وأدى الانفجار إلى انفجار أكثر من 40 سيارة أخرى كانت تركن أمام الجامع، تم دفن 100 قتيل على الأقل أشلاءً، ولم يتم التعرف على غالبيتهم لكثرة التشوهات والحروق، وتم دفن 48 شخصاً، قد وثقوا بالأسماء في قرية سوق وادي بردى، والحصيلة حتى كتابة التقرير 150 قتيلا والأعداد قابلة للارتفاع بسبب خطورة الإصابات وعدم توفر المواد الإسعافية الكافية. (3)
تفادي مجزرة أخرى:
واستطاع أهالي مدينة الهامة درء مجزرة أخرى بتفكيك سيارة مفخخة كانت معدة للتفجير بأكثر من 150 كغ TNT حيث كانت مركونة بالقرب مدخل جامع سعد الدين في ساحة الهامة بريف دمشق. (1)
مجزرة جديدة ترتكبها قوات النظام في قرية عطشان بريف حماة:
ارتكبت قوات النظام مجزرة جديدة في قرية عطشان بريف حماة راح ضحيتها 11 شهيدا من المدنيين جراء قصف الطيران الحربي على المنطقة، وأفاد ناشطون عن سقوط عدد كبير من الجرحى بعضهم حالته خطرة. كما قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة طيبة الإمام وصوران ما أسفر عن جرح عدد من المدنيين وجرح آخرين. (1)
242 نقطة اشتباك في يومين:
اشتبك الثوار مع قوات النظام في 242 نقطة في عموم سوريا، فحققوا فيها استهدافات عديدة لمواقع تجمعات القوات النظامية وتدمير العديد من الآليات العسكرية، وحرروا بعض الحواجز والنقاط.
تحرير مخافر الهجانة بحمص وإسقاط طائرة ميغ، وخط الدفاع الأول في حاجز التابلين بدرعا:
في درعا استهدف الثوار اللواء 12 بقذائف الهاون وحققوا إصابات مباشرة، كما استهدفوا حاجز التابلين في طفس، وحرروا خط الدفاع الأول عن حاجز التابلين كما حاجز الراضي وقتلوا 14 عنصرا تابعين لقوات النظام.
وفي حمص حرر المجاهدون مخافر الهجانة في قرية الحدث وقتلوا عددا من العناصر، وسيطروا على المخافر الواقعة على أطراف بلدة مهين.(4)
وأسقط الثوار طائرة ميغ في منطقة صدد بريف حمص كانت تقصف القرى المجاورة.(1)
استهداف تجمعات نظامية:
وفي حماه استهدف الثوار تجمعات قوات النظام في رسم العالي، ودمروا تجمعا لقوات النظام بصاروخ كونكرس، وحاجز لحايا في مورك وقتلوا عددا من العناصر.(4)
كما دمر الجيش السوري الحر دبابة T72 في قرية رسم العالي بريف حماة الشرقي أثناء محاولة قوات النظام التقدم باتجاه القرية.(1)
وفي السفيرة بحلب استهدف المجاهدون تجمعات قوات النظام في كل من سكن الواحة ومباني البيولجيا والتدريب والمهني وقاعدة الدفاع الجوي بقذائف الهاون وصواريخ محلية الصنع، كما استهدفوا مراكز قوات النظام في خان العسل، واستهدفوا قوات النظام المتمركزة في مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري.
واستهدفوا قوات النظام في كل من مدرسة المدفعية وكتيبة التسليح وحققوا إصابات مباشرة، وتجمعات قوات النظام في كفرحمرة.(4)
تفجير مركز للواء أبي الفضل العباس، وتحرير عدد من مواقع القوات النظامية:
وفي دمشق وريفها فجر المجاهدون مركزا للواء أبي الفضل العباس في السيدة زينب، وتصدوا لمحاولات قوات النظام اقتحام حي برزة والقابون ومدينتي معضمية الشام وداريا في الغوطة الغربية، ودمروا عددا من الآليات وقتلوا 7 عناصر في محيط مشفى تشرين العسكري وحرروا عددا من المباني كانت تتمركز بها قوات النظام.(4)
في غضون ذلك اقتحمت قوات الجيش السوري الحر كتيبة الناصرية في القطاع الجنوبي بالقنيطرة واستولت على مدفع رشاش عيار23.(1)
قتلى في صفوف النظام، وانشقاق 20 آخرين:
وفي دير الزور قتل المجاهدون 7 عناصر في اشتباكات مع قوات النظام في حي الرشدية، واستهدفوا حاجز الجميان في حي الصناعة وحققوا إصابات مباشرة.
وفي السويداء قام الأبطال بتأمين انشقاق 20 عنصرا عن قوات النظام.(4)
المجلس العسكري: فليذهب جنيف-2 إلى الجحيم إن لم يأخذ المجتمع الدولي موقفاً حاسماً تجاه مجازر النظام وقتل المدنيين:
رفض المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر الجلوس على طاولة التفاوض مع من "تلطخت أيديهم بدماء السوريين"، وقال: "فليذهب جنيف-2 إلى الجحيم في حال لم يأخذ المجتمع الدولي موقفاً حاسماً تجاه المجازر المروعة الممارسة بحق المدنيين". واعتبر الجيش الحر أن صيغة جنيف-2 تفتقر إلى كل ما يوحي بإمكانية التوصل إلى نتيجة ملموسة. مشدداً على ضرورة وضع جدول زمني ومحدد لكل مراحل التفاوض، مع إدراج بنود ملزمة للطرفين للتطبيق تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وعدم السماح بتقسيم سوريا.(1)
تشكيل أكبر تجمع عسكري جنوب سوريا:
قال الرائد قاسم النجم، قائد (لواء الحق) التابع للجيش الحر في محافظة درعا (جنوب سوريا)، إنه سيتم في وقت لاحق من اليوم الجمعة، الإعلان عن تشكيل أكبر “تجمع عسكري” في جنوب البلاد قوامه 3500 مقاتل.
وأضاف النجم في اتصال هاتفي مع وكالة (الأناضول) أنه أيضا سيتم انتخاب قائد لعمليات المنطقة الجنوبية خلفاً للمقدم ياسر العبود الذي قتل الأسبوع الجاري، خلال الاشتباكات مع الجيش السوري النظامي في المحافظة.
وتابع أنه سيعقد، في وقت لاحق الجمعة، اجتماع يضم قادة الألوية الخمسة الأبرز في المحافظة وهي (لواء الحق وفلوجة حوران واليرموك ومحمد بن عبد الله والمهاجرين والأنصار) وذلك للإعلان عن توحّد تلك الألوية في أكبر “تجمع عسكري” في جنوب البلاد بقوام 3500 مقاتل.
وتعد الألوية المتوحدة من أبرز الألوية العسكرية التابعة للجيش الحر في محافظة درعا وأكثرها فاعلية، ونفذت عمليات عسكرية كبيرة في قطاع الجنوب، كان من أبرزها السيطرة على معبر درعا-الرمثا الحدودي مع الأردن الشهر الماضي، وكذلك السيطرة على أكبر كتيبة للهجانة (حرس الحدود) في جنوب البلاد.
وأشار قائد اللواء إلى أنه سيتم خلال الاجتماع انتخاب قائد لعمليات قطاع الجنوب في الجيش الحر، خلفاً للمقدم ياسر العبود الذي قتل الأسبوع الجاري، خلال الاشتباكات مع قوات النظام في درعا، مشيراً إلى أن القيادي المنتخب سيكلف بمهمة قيادة التجمع في نفس الوقت.(5)
صافي: نظام الأسد وروسيا يريدان التفاوض مع معارضة زائفة:
اعتبر الناطق الرسمي للائتلاف الوطني السوري لؤي صافي الخميس أن نظام بشار الأسد والخارجية الروسية يريدان التفاوض "مع معارضة زائفة تصنعها تحت عينها كـأمثال نائب رئيس وزراء النظام قدري جميل وغيرهم ممن وصفهم "بأنهم جزء لا يتجزأ من هيكل النظام". ويأتي ذلك ردا على انتقادات الخارجية الروسية باعتبار الائتلاف الوطني ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب السوري حسبما جاء في بيان مجموعة أصدقاء سوريا في لندن. والذي وصفته الخارجية "بالتآمر وتجاوز جوهر إطار المبادرة الروسية الأمريكية"، معتبرةً المجتمعين في مؤتمر أصدقاء سوريا "أنهم يسعون لإعادة كتابة بيان جنيف1 بما يتوافق مع أغراضهم السياسية". وزادت "أن البيان يعكس محاولات المجموعة لإعادة النظر في العناصر الرئيسية لبيان جنيف1 وتحديد نتائج جنيف-2 بشكل مسبق". ودعا المتحدث باسم الائتلاف أصدقاء سوريا "بعدم الاكتفاء بالبيانات واتخاذ خطوات جدية وعملية من أجل تحقيقها بالسرعة القصوى".(1)
مباحثات مع تركيا:
التقى رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد عوينان الجربا وقائد الجيش السوري الحر مع وزير الخارجية التركي والمبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي في أنقرة الجمعة؛ لبحث الشروط المطروحة من جانب الائتلاف الوطني لحضور مؤتمر جنيف. والتي دعت لفتح ممرات إنسانية للمناطق المحاصرة، وإطلاق سراح المعتقلين، وانتقال السلطة بكل مكوناتها وأجهزتها ومؤسساتها، ووضع جدول زمني محدد لكل مراحل التفاوض واعتبار العنصر الزمني جزءاً أساسيا في بنود التفاوض وثوابت الائتلاف. كما تضمنت الشروط ضرورة إدراج بنود ملزمة للطرفين لتطبيق الاتفاق تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وأكدت أن " لا فريق يعبر عن الثورة إلا الائتلاف الوطني لقوى الثورة بكل مكوناته". (1)
حسون: ما يجري في دمشق سيعم العالم سلما كان أو حربا:
أعلن المفتى العام السوري أحمد بدر الدين حسون، أن المجتمع الدولي بدأ يفهم أن "ما يجرى في سوريا سيعم على العالم كله إن كان سلاما أو حربا".
ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن المفتي قوله خلال وجوده في زيارة إلى العاصمة الروسية :"سمعتم ممن يدعون أنهم أصدقاء سوريا في لندن أنهم قالوا إنه لا حل في سوريا سوى الحل السياسي وهم الذين كانوا يبشرون دائما بالدعم العسكري وبالقتل".
وأضاف أن "سوريا حذرت من خطر التطرف وكانت تحاربه منذ سنوات"، موضحا أن "هذا التطرف ليس عربيا ولا إسلاميا وإنما هو عالمي".
وفى ما يخص مؤتمر "جنيف 2" اعتبر حسون أنه " إذا انعقد المؤتمر فهو لصالح سوريا، وإذا لم ينعقد فستبقى سوريا تقاوم الإرهاب".
وقال "إن المشاركين في اجتماع ما يسمى أصدقاء سوريا في لندن خرجوا مختلفين وبحالة فوضى"، مذكرا بأن أعضاء تلك المجموعة "كانوا يضمون 100 دولة ولم يبق منهم اليوم إلا 11 دولة، وأكبر دولة فيهم بالنسبة لهم هي قطر، نهنئهم بها".
وعبر حسون عن الشكر للشعب الروسي والجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الروسية التي أسهمت في إرسال أكثر من 20 طائرة روسية تحمل مساعدات إنسانية إلى سوريا.(5)
2.5 مليون شخص في حاجة إلى معونات:
طالبت منسقة شؤون الإغاثة بالأمم المتحدة، فاليري آموس، مجلس الأمن الدولي، باتخاذ إجراء يتيح إدخال المعونات إلى سوريا حيث لم يحصل 2.5 مليون نسمة بحاجة ماسة للمعونات على أي مساعدة منذ ما يقرب من عام.
وتسبب العنف والروتين المفرط في إبطاء تسليم المعونات في سوريا، وبعد محادثات استمرت شهورا، وافق مجلس الأمن الدولي على بيان غير ملزم في الثاني من أكتوبر يحث على تيسير إيصال المعونات الإنسانية.
وقالت آموس لمجلس الأمن، الجمعة، "نحن في سباق مع الزمن. مرت ثلاثة أسابيع منذ إقرار بيان المجلس دون الإبلاغ عن أي تغيير يذكر، في الوقت الذي نتداول فيه، مازال أناس يموتون بلا داع".
وأضافت: "أطالب كل أعضاء المجلس بممارسة نفوذهم واتخاذ الإجراء اللازم لوقف هذه الوحشية والعنف. إذا لم يكن هناك ضغط حقيقي ومستمر من هذا المجلس على الحكومة السورية وجماعات المعارضة على الأرض، يستحيل تحقيق تقدم".(5)
أكثر من نصف سكان سوريا على خط الفقر أو دونه:
أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دمشق أن أكثر من نصف سكان سوريا(البالغ عددهم 23 مليوناً) يعانون من الفقر، وهو رقم يمثل ضعف عدد الفقراء قبل شن نظام بشار الأسد لهجماته العسكرية على المدنيين. وأوضحت نائبة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن "من بين نصف سكان سوريا المذكورين يوجد 9.7 ملايين سوري يعيشون على خط الفقر و4.4 ملايين في فقر مدقع". مؤكدة "أن تضاعف البطالة تبلغ نحو نصف عدد القادرين على العمل. وكانت دراسة للأمم المتحدة نشرت في 2010 قد أشارت إلى أن 5.3 ملايين شخص في سوريا كانوا يعانون من الفقر، فيما أوضحت دراسات أخرى أن 1% منهم كانوا تحت خط الفقر. وعزت المسؤولة الأممية سبب هذا الارتفاع إلى أن "معظم النازحين داخل سوريا والبالغ عددهم 3.6 ملايين شخص وبقية السكان استنفدوا مدخراتهم، ولم يعد بإمكانهم التأقلم مع الأزمة والصعوبات الاقتصادية الناجمة عنها". (1)
مطبخ ميداني لإطعام المقاتلين:
مع بدء معركة «الزلزلة» في ريف إدلب لتحرير معسكرّي وادي الضيف والحامدية، عمد ناشطون إلى إنشاء مطبخ ميداني يقدم الوجبات في شكل منتظم إلى المقاتلين على الجبهة، في سابقة قد تكون الأولى في ريف إدلب.
حمزة الهزاع رئيس مجموعة «صنائع المعروف» الإنسانية التي تقوم بهذا العمل قال لـ «الحياة» إن: «الناشطين أنشأوا بجهود فردية هذا المطعم لدوره الكبير في إنجاح المعركة، نظراً إلى عدم اهتمام العسكريين بهذا الأمر، وما يترتب على ذلك من تفريغ بعض المقاتلين على الجبهة لأداء هذه الوظيفة».
ويضيف الهزاع «بعد الإعلان عن معركة «الزلزلة» قمنا باستنفار الجهود، وأعلنا أننا سنقدم إلى المقاتلين ما يلزمهم من طعام وشراب، وفعلاً بعد التنسيق مع غرفة العمليات تم تكليفنا بتغطية قطاع من المعركة وهو القطاع الغربي، وتوجد جهة أخرى تقوم بتغطية القطاع الشرقي».
وأكد الهزاع أنه «بعد ثناء المقاتلين على هذا العمل تلقينا بعض التبرعات من أشخاص للمساعدة في استمرار تقديم الوجبات، وإلى الآن لا يوجد جهة تتبنى دعم هذا العمل بكل تكاليفه، وربما الحرج من الدخول في ارتباطات عسكرية كان سبباً لعدم تجاوب بعض الجهات الداعمة المدنية معنا، كما أنه لا توجد جهات عسكرية تتبنّى مثل هذه الأعمال فالاهتمام عندهم كله بالذخيرة ولوازم الحرب الأساسية».
ويؤكد الناشطون أن «عملهم تطوعي بحت لخدمة المعركة الجارية حالياً، حيث يعتبرون عملهم هذا ضمن إطار المقاومة السلمية التي لا يمكن الاستغناء عنها، وهو عمل متمم للمقاومة العسكرية، وهو ليس السهل لأنه يحتاج إلى إمكانات كبيرة وتفرغ تام».(5)
قطر تؤكد دعمها، والإبراهيمي يتجه إلى إرجاء جنيف2:
وصل الإبراهيمي مساء الجمعة إلى الدوحة واجتمع، في أول لقاء من نوعه، مع أمير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وأكدت وكالة الأنباء القطرية أنه «جرى البحث في آخر مستجدات الأوضاع الراهنة على الساحة السورية لا سيما التطورات ذات الصلة بانعقاد مؤتمر «جنيف 2» لإيجاد حل للأزمة السورية». وتابعت الوكالة الرسمية «أن الأمير أكد موقف دولة قطر الدائم والثابت في دعم الجهود المبذولة لرفع المعاناة عن الشعب السوري والوقف الفوري لحمام الدم وتدهور الأوضاع هناك».
وأكد مصدر مطلع في الدوحة لـ «الحياة» أن الإبراهيمي سيزور طهران السبت في إطار جولته في عدد من دول المنطقة، وسيبحث مع المسؤولين الإيرانيين إمكانات عقد مؤتمر «جنيف-2» والتطورات السورية. وكان الإبراهيمي زار خلال الأيام الثلاثة الماضية الأردن والعراق وتركيا بهدف البحث في التحضيرات لمؤتمر السلام السوري.
لكن مصادر ديبلوماسية غربية قالت لـ «الحياة» في لندن إن الإبراهيمي يمكن أن يقترح خلال لقائه الوفدين الأميركي والروسي في جنيف في الخامس من الشهر المقبل، إرجاء انعقاد المؤتمر إذا ما أيقن بأن الظروف غير ناضجة بعد. وأشارت إلى أن الإبراهيمي قد يقترح عقد المؤتمر في كانون الثاني (يناير) المقبل.(5)
وزير خارجية إيران الأسبق: على إيران أن تقنع بشار بالتنحي:
دعا وزير الخارجية الإيراني الأسبق إبراهيم يزدي الخميس بلاده إلى إقناع بشار الأسد بضرورة التخلي عن السلطة من أجل إنقاذ السوريين. وأفاد يزدي أن تنحي الأسد هو الحل السياسي الوحيد الذي يستطيع أن يحل مشكلة الملف السوري. وقال يزدي "إن على إيران أن تقنع روسيا وتتعاون معها في إقناع بشار الأسد بالتنحي الطوعي" من أجل حقن دماء السوريين وغيرهم داخل المنطقة. وجدير بالذكر أن يزدي يعتبر أول وزير خارجية لإيران بعد ثورة عام 1979.(1)
تركيا والعراق سيتعاونان أكثر:
أعلنت تركيا والعراق، اللذان يشعران بالقلق من صعود القاعدة في سوريا، أن علاقتهما المتوترة تتحسن، وأنهما سيتعاونان عن قرب أكثر، لمنع امتداد الحرب الأهلية الجارية في سوريا إلى أراضيهما.
وتوترت تعاملات الدولتين في السنوات القليلة الماضية لأسباب، منها تعميق تركيا لروابطها مع كردستان العراق شبه المستقل، المنخرط في نزاع مع الحكومة المركزية في بغداد حول النفط والأراضي.
وقال وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو، الجمعة، خلال زيارة لأنقرة: "خلال العامين الماضيين دخلت علاقتنا إلى حد ما فترة بها مشاكل، لكن حان الوقت لنا لأن نطوي هذه الصفحة، ونفتح فصلا جديدا. ورغم أنه ما زال لدينا بعض الخلافات لكن ليس هناك أي مشاكل لا تحل".
واجتذبت الحرب السورية مقاتلين إسلاميين سنة من أنحاء المنطقة، ليحاربوا ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، كما أحيت تنظيم القاعدة في العراق.
واندمج جناحا القاعدة في سوريا والعراق تحت اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام، التي شنت هجمات داخل سوريا والعراق، وسيطرت خلال الأسابيع القليلة الماضية على أراض في شمال سوريا قريبة من الحدود التركية.(5)
وزيرا الخارجية الكويتي والتركي يبحثان إنجاح جنيف2.. ومؤتمر المانحين:
بحث وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح الخميس مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو كيفية تسهيل وتوفير الأجواء الملائمة لمؤتمر «جنيف 2»، وسبل إيقاف سفك الدماء في سوريا وضمان الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية للشعب السوري في الداخل والخارج وتخفيف سبل المعاناة من خلال إنجاح المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا الذي ستستضيفه الكويت في يناير (كانون الثاني) المقبل. وأوضح الصباح أن هناك اتفاقاً كويتياً - تركياً على أن المجتمع الدولي يجب عليه القيام بدوره ومسؤولياته بشكل أكبر تجاه المأساة الحاصلة في سوريا.(1)
دمشق تسلم الخطة لتدمير الأسلحة الكيماوية خلال 24 ساعة:
قالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الخميس إنها تتوقع أن تسلم دمشق إعلان وخطة تدمير أسلحتها الكيميائية قبل تاريخ 27 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وقال المتحدث باسم المنظمة مايكل لوهان في مؤتمر صحافي في مدينة لاهاي: إن "خبراء من المنظمة يعملون مع السلطات السورية على إعداد الإعلان الذي يتضمن خطة تدمير الأسلحة الكيميائية" متوقعا تسلمه في الساعات الـ 24 المقبلة.
وأوضح أن فرق التفتيش التابعة للمنظمة قامت حتى الآن بمعاينة 18 موقعا في سورية حتى اليوم، متوقعا أن يتم الانتهاء من معاينة المواقع الباقية قبل نهاية الشهر الجاري.
وكشف لوهان أنه سيتم الأسبوع القادم تقليص عدد المفتشين العاملين في سورية إلى 15 فردا. وأوضح أن بعثة المنظمة في سورية تضم حاليا 27 خبيرا يعملون في 3 فرق ولهم إمكانيات جيدة للوصول إلى المواقع الكيميائية.
وأضاف أن الخبراء قد تمكنوا من تدمير الأجهزة الرئيسية لإنتاج السلاح الكيميائي في المنشآت التي تم تفتيشها، وهم واثقون من إمكانية إتمام المهمات المطروحة أمامهم في المرحلة الراهنة بحلول 1 نوفمبر/تشرين الأول.
وأكد أن عدد الخبراء سيزداد مرة أخرى في المراحل التالية من تنفيذ الخطة لتدمير الأسلحة الكيميائية السورية.
وأضاف أنه من المخطط نشر فريق مشترك من خبراء الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في قبرص لتقديم دعم لوجستي للمفتشين العاملين في سورية.
وتابع أن هناك أيضا تعاونا جيدا مع الأمم المتحدة في هذا المجال. وأضاف أن عددا من الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تقدم قوائم لخبرائها الكيميائيين المستعدين للعمل في سورية. (5)
الاحتلال الإسرائيلي: لن نسمح بنقل أسلحة كيماوية إلى ميليشيا حزب الله:
أكد وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي موشيه يعالون أنهم لن يسمحوا بنقل أسلحة نوعية من نظام بشار الأسد إلى ميليشيا حزب الله الإرهابي، مؤكدا على أن ذلك خط أحمر من المحال تجاوزه، وأنه لم يتم حتى الآن نقل أي أسلحة كيميائية للحزب. وجدير بالذكر أن الاحتلال الإسرائيلي نفذ في الخامس من أيار الماضي غارة جوية على جبل قاسيون استهدف خلالها 3 مواقع عسكرية ومخازن للسلاح يعتقد أنها صواريخ. وقال محللون: " إن هذه العمليات كانت ردا على خوف الاحتلال الإسرائيلي من سقوط بشار الأسد ووقوع الأسلحة الكيماوية في أيدي الجيش السوري الحر".(1)
مطالبة بإقامة منطقة إنسانية:
طالب موفد الأمين العام للأمم المتحدة لتنفيذ القرار 1559 الخاص بلبنان تيرى رود لارسن مجلس الأمن بأن يجمع على إقامة "منطقة إنسانية" داخل سوريا لتقديم المساعدة والمأوى للمتضررين جراء الأحداث الدائرة هناك لئلا يذهبوا إلى الدول المجاورة، معتبرا أن سوريا تتحول أكثر فأكثر إلى "أرض عصابات".
وعن آفاق السلام في سوريا، قال لارسن، إن "السيناريو الأرجح هو استمرار الفوضى وتحول سوريا أرض عصابات لوقت طويل جدا بصرف النظر عن النظام الذي يحكم"، إلا أنه أعرب عن أمله في "حصول حل سياسي ودبلوماسي، وأن ينعقد مؤتمر جنيف – 2 للتعامل مع المواضيع المطروحة، علما بأن هذه المواضيع معقدة جداً والهوة بين المواقف المختلفة كبيرة جداً".
ونقلت "النهار" عن دبلوماسيين حضروا الجلسة أنه أبلغهم من أن "تورط عناصر لبنانية مختلفة مع طرفي الحرب السورية يشكل مصدر قلق"، وإن "الاعتراف العلني لحزب الله بتورطه العسكري في سوريا يشكل نقطة تحول في تصعيد التوترات في لبنان".
وقال للمجلس أن ثمة بنوداً لا تزال عالقة في القرار 1559، وهى تتعلق بنزع الأسلحة وحل الميليشيات في لبنان وترسيم الحدود اللبنانية – السورية، محذراً من أن "الاحتفاظ بالسلاح من حزب الله وغيره من الجماعات اللبنانية يشكل تحدياً متواصلاً لقدرة الدولة على ممارسة سيادتها وسلطتها الكاملتين على أراضيها".(5)
انعدام التسوية السياسية تحول دون تحسين الوضع الإنساني:
أعلن فيتالى تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، أنه لا يمكن تحسين الوضع الإنساني في سوريا بشكل ملحوظ بدون التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع الدائر هناك.
ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن تشوركين قوله- في أعقاب اجتماع مجلس الأمن الدولي- "حسبما أفهم، هناك ميل للعمل المشترك بهدف تحقيق تقدم معين في المجال الإنساني، لكن الكثير من أعضاء مجلس الأمن يفهمون أنه لن يكون من الممكن تحسين الوضع الإنساني في سوريا بشكل ملحوظ بدون التوصل إلى تسوية سياسية".
وأضاف تشوركين "من الضروري تهيئة الظروف لكي يستطيع الطرفان التمسك بمبادئ القانون الإنساني الدولي ويرغبان في ذلك".(5)
الشعب السوري بين الموت حرقا أو جوعا أو غرقا:
تحت هذا العنوان كتب فيصل القاسم:
من حسنات النظام السوري أنه لم يكذب على الشعب عندما ثار، بل قدم له خيارات واضحة ومحددة، فقبل شهور شاهد الجميع الشعار الشهير الذي كتبه المؤيدون للنظام على الجدران في كل المناطق السورية: ‘الأسد أو نحرق البلد’. وقد كان النظام وفياً لهذا الشعار، فكلما ارتفعت حدة المطالبة الشعبية برحيل النظام، كان يمعن في إحراق البلد وتدميره بطريقة لم نشهدها حتى أثناء الحرب العالمية الثانية، فقد تم إزالة مدن وقرى عن الخارطة، وتم تهجير أهلها بالملايين. فمثلاً مدينة حمص وهي ثالث أكبر مدينة في سورية، ومساحتها تزيد على ثلث مساحة سورية، لم يبق منها سوى حي أو حيين فقط من أتباع النظام. أما أكثر من 85 بالمائة من المدينة فقد أصبح أثراً بعد عين. وحدث ولا حرج عن ريف دمشق الذي يتفاخر أتباع النظام بتحويله إلى "مزارع بطاطا"، وخاصة منطقة داريا التي تزيد مساحتها عن مدينة دمشق. أما دوما وحرستا والغوطة الشرقية فمناظرها تذكرك بأنقاض الحروب التي لم تبق ولم تذر.
‘الأسد أو نحرق البلد’ ما زال شعاراً معمولاً به، لكنه لم يعد الخيار الوحيد لتركيع الشعب السوري وإعادته إلى حظيرة الطاعة، فقد تفتق ذهن النظام وحلفائه الإيرانيين عن طريقة ناجعة أخرى لا تقل فتكاً بالشعب السوري وإنهاكه وتركيعه وإعادته صاغراً إلى حضن النظام. إنه خيار التجويع والإفقار، وجعل أبسط الحاجيات اليومية الأساسية حلماً بعيد المنال لغالبية السوريين. فقد وصل سعر الطماطم إلى أكثر من 150 ليرة، والبصل إلى سعر مشابه، بعد أن كان بعشر ليرات. أما اللحم فقد اصبح خارج قدرة غالبية السوريين، فثمن ثلاثة كيلو غرامات من اللحم تساوي الراتب الشهري للكثير من الشعب السوري. البعض يربط ارتفاع الأسعار الجنوني في سورية بارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة، لكن المضحك أن غالبية السلع التي ربطوها بالدولار منتجة محلياً، فهل يعقل مثلاً أن تبيع البقدونس أو الخس أو الحلاوة السورية بالجنيه الاسترليني، أو بالين الياباني؟ بالطبع لا، لكن الحكومة عملت على رفع أسعارها لتركيع الشعب وجعله يحن إلى أيام الطغيان الخوالي عندما كان يشتريها بأسعار أقل بكثير، وكأنها تقول له: يجب عليك أيها الشعب أن تكفر بثورتك المزعومة، وتعود إلى زريبة الطاعة كي تحصل على قوتك وأنت خرسان. إياك أن تحلم بالحرية والكرامة، فكرامتك بالنسبة لنا هي أن تملأ معدتك بأسعار تقدر عليها، وإلا رفعنا الأسعار بشكل جنوني، وجعلناك تتحسر على رغيف الخبز، فما بالك بالزيتون، أو الجبنة. ومما يفضح أكاذيب الحكومة السورية هو أن أسعار الدولار ترتفع وتنخفض في سورية، لكن أسعار السلع الاستهلاكية تبقى مرتفعة دون أدنى ارتباط بتقلبات الدولار. وهذا يؤكد أن لا علاقة بين ارتفاع العملات الصعبة وغلاء الأسعار في سورية، بل هي سياسة حكومية ممنهجة لإخضاع الشعب وتركيعه ومحاربته بلقمة عيشه.
إما أن تقبل بالنظام وبكل أساليبه حتى القديم منها، أو تموت من الجوع. تصوروا أن منطقة قدسيا البلد بالقرب من دمشق تعرضت إلى حملة حصار وتجويع منظمة، بحيث منعوا الدخول أو الخروج منها أو إدخال رغيف خبز إليها لأن بعض السكان رفضوا تعليق صور الرئيس السوري في شوارعهم. تصوروا أنه مازال هناك في العالم نظام يقتل شعبه جوعاً فقط لأنه يرفض تعليق صوره في الشوارع. وحدث ولا حرج عن حوالي مليوني سوري يحتاجون إلى أبسط السلع الأساسية من طحين وماء وكهرباء في غوطة دمشق، لكنهم لا يستطيعون الحصول عليها، فباتوا يأكلون أوراق الشجر، لا بل أفتى الشيوخ بأكل لحوم القطط والكلاب كي لا يموت أهل الغوطة جوعاً بسبب الحصار الذي فرضه عليهم النظام، لأنهم ثاروا عليه، أو لمجرد أن الثوار موجودون في مناطقهم. تصوروا أن سعر ربطة الخبز في دمشق التي لم تثر على النظام 15 ليرة سورية، بينما ثمنها 450 ليرة في ريف دمشق الثائر. وكذلك البنزين، فثمنه في دمشق عشر ثمنه في الريف، وذلك عقاباً للريف الثائر. عقاب جماعي لم تمارسه في المنطقة سوى إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني. لكن الفرق بين إسرائيل والنظام أن إسرائيل تعاقب أعداءها، بينما النظام يعاقب شعبه. ولا ننسى الوضع المزري لأكثر من مليوني سوري لاجئ في دول الجوار في المخيمات والشوارع والأزقة بفضل قيادته الحكيمة. وقد أشارت آخر التقديرات الدولية إلى أن عدد السوريين الذين أصبحوا تحت خط الفقر يزيد على ثمانية عشر مليوناً، أي أكثر من ثلثي السوريين بكثير، بفضل سياسة الإفقار الممنهج الذي تتبعه الحكومة لابتزاز الشعب وجعله يقبل بالنظام الحالي، وعدم التفكير مطلقاً بتغييره.
وبالإضافة إلى سياسة إحراق البلد وتجويع الشعب، هناك خيار ثالث أمام السوريين الآن، إما أن تقبلوا بالنظام، أو تهربوا من البلد على متن قوارب الموت إلى سواحل أوروبا لتأكلكم الأسماك والحيتان. وقد شاهدنا كيف غرق العديد من السوريين في البحار في الأيام الماضية وهم يبحثون عن مكان يؤويهم ويغنيهم من جوع.
قد يجادل بعض المؤيدين للنظام بأن سبب الأزمة الاقتصادية والمعيشية الطاحنة في سورية العقوبات الدولية، والتخريب الذي مارسه ‘الإرهابيون’، وخاصة في حلب. لا شك أن سورية تعرضت لتخريب اقتصادي لا ينكره عاقل، لكن ما علاقة التخريب الاقتصادي والعقوبات الدولية بالحصار الذي يفرضه النظام على ملايين السوريين، ويحرمهم من خلاله من الطحين والخبز والكهرباء؟ ما علاقة التخريب بمنع الممرات الإنسانية لإيصال الغذاء والدواء إلى ملايين المحاصرين والمجوعين قسراً؟
فرق كبير بين هذا وذاك. ثم إن النظام قادر أن ينزل سعر الدولار من 300 ليرة للدولار إلى 170 ليرة، فإذا كان لديه هذه القدرة العجيبة لإخضاع الدولار، فلماذا لا يستخدم هذه القدرة العجيبة في التحكم بالأسعار وتأمين الحاجيات الإنسانية للشعب بأسعار معقولة؟
إن السياسة التي يتبعها النظام السوري مع الشعب لإعادته إلى زريبة الطاعة والخضوع تذكرنا بقصة الفلاح والإقطاعي، فذات يوم استأجر فلاح بسيط غرفة ومطبخاً من إقطاعي، وعاش في تلك الغرفة الصغيرة مع زوجته وأولاده السبعة.
وكانوا يعانون معاناة شديدة من صغر الغرفة وضيقها. لكنه احتج ذات يوم للإقطاعي على صغر الغرفة، وطالب بتوسيعها قليلاً. لكن الإقطاعي جاءه بعد مدة وقال له يا فلاح: عندي عنزتان وديك وقرد لا أجد لهم مكاناً، وأريد منك أن تسكنهم معك في الغرفة، فاضطر الفلاح إلى قبول الطلب مرغماً، فزادت معاناة العائلة أضعافاً مضاعفة من العنزتين والديك والقرد المزعج الذين حولوا الغرفة إلى جحيم لا يطاق. وبعد مدة عاد الإقطاعي وأخذ العنزتين والقرد والديك، ثم اتصل بالفلاح بعد أيام ليسأله عن حاله: فقال الفلاح: حالنا عال العال، ممتاز، فنحن في نعمة، والبيت كبير ومريح، ولا ينقصنا من هذه الدنيا شيئاً. (تلك هي سياسة النظام السوري مع الشعب لأنه حاول أن يستعيد بعضاً من حريته وكرامته المهدورة منذ عقود).(5)
وكتب عبد الرحمن الراشد:
المشروع السياسي وراء «جنيف 2»
يجب ألا تتغيبوا عن «جنيف 2»، لأننا سنناقش فيه مسائل الحكم والجيش والأمن في سوريا الانتقالية. هذه نصيحة رئيس الدائرة السياسية في الأمم المتحدة جيفري فيلتمان للمعارضة السورية التي أصبحت تحت ضغوط شديدة بعدم المشاركة. بعكس ذلك، يقول فيلتمان، وهو من أكثر السياسيين دراية بالتفاصيل السورية، إن أهمية المؤتمر المقبل أنه سيقرر شكل سوريا الجديدة؛ فيه ستناقش الصلاحيات التنفيذية الكاملة للهيئة الحاكمة الانتقالية في سوريا، والتي على مؤتمر «جنيف 2» أن يؤسسها، مثل: لمن ستكون السلطة على الجيش والقوى الأمنية. المؤتمر هدفه إطلاق عملية سياسية بقيادة سوريا «ليس لإدارة الوضع القائم، بل للوصول إلى سوريا جديدة»، كما قال فيلتمان للزميلة «الحياة».
بالنسبة لرئاسة الائتلاف ومعظم الأعضاء يدركون أن الغياب سيمكن فقط النظام السوري من كسب المعركة السياسية، وسيكون من الصعب لاحقا تصحيح الهياكل التي يتم الاتفاق عليها. وهذه القيادات السورية المعارضة تواجه حملة شديدة من أطراف في المعارضة تتعمد إحراجها واتهامها حتى لا تشارك، نتيجة التنافس السياسي بينها داخل المعارضة، وليس فعلا عن قناعة بأن المؤتمر عملية مرفوضة. وقد استخدموا لهذا الغرض أسلحة التخوين الكلامية التي شاعت أخيرا، وبعضهم لجأ إلى التشكيك بحقهم في المشاركة دون تفويض! وهناك فريق غاضب ويائس لا يريد المشاركة في أي عملية سياسية لكنه في الوقت نفسه لا يطرح البديل الذي هو قادر على إنتاجه.
في مؤتمر لندن سعت المعارضة إلى إلزام الأطراف الرئيسية بوضع حد زمني من ثلاثة أشهر لمثل هذه العملية السياسية حتى لا يحولها الخصوم، مثل الروس، إلى لعبة وقت لا تنتهي، لكن الطرف الأميركي لم يكن راغبا في تقييد نفسه بزمن محدد. حتى مع هذا الإخفاق تستطيع المعارضة الانسحاب متى ما اعتقدت أن الوقت طال بلا طائل، أو أنها رأت أن مسار المفاوضات لاحقا لا يصب في مصلحة الشعب السوري وتوقعاته. وإذا كانت المعارضة لم تحصل على ضمانات قبل الجلوس على الطاولة فإنها قد كسبت أن المؤتمرين قد أقروا بأحقية الائتلاف في تمثيل المعارضة، بوصفه من يمثل «أساس وقلب» المعارضة، وقطعوا بذلك الطريق على دكاكين المعارضة الوهمية التي اخترعها النظام السوري وسعى الإيرانيون للترويج لها. لكن لن يكون الطريق سهلا، خاصة أن النية في إعادة تركيبة ائتلاف المعارضة بإدخال جماعات معارضة مسلحة لتعزيز وضعه كممثل لكل القوى على الأرض.
وما يقوله فيلتمان صحيح من حيث ضرورة المشاركة وعدم ترك هذه المناسبة التي تجتمع فيها قوى العالم الكبرى لإقرار مصير سوريا وهم بعيدون عنها، لكن أيضا على المعارضة أن تدفع القوى الموالية لها، مثل الدول الخليجية، برفع الدعم العسكري حتى لا تمر الأشهر المقبلة بانتصارات لجيش الأسد تعزز وضعه التفاوضي. الوضع على الأرض سيلعب دورا مهما خلال فترة المفاوضات، وما قاله الرئيس بشار الأسد من أنه سيرشح نفسه للانتخابات يعني أنه ينوي مضاعفة نشاطه القتالي، وهو الذي لاحظناه لاحقا.(6)
بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(7)
محمد علي حسن الهيمد - درعا - الصنمين
عدنان علي حسن الهيمد - درعا - الصنمين
زياد علي حسن الهيمد - درعا - الصنمين
هدى عبد المجيد مجيد - ريف دمشق - دوما
ندى حاتم سويدان - ريف دمشق - دوما
خالد ظهير إدريس - حمص - القصير: البويضة الشرقية
ماهر باكير أبو أيهم - حمص - البويضة الشرقية
محمد احمد نايف نجعة - حمص - مهين
محمد أحمد النجلة - حمص - مهين
عمر عبد الكريم الدعاس - حمص - مهين
طفل من عائلة داعس عباس الداعس 1 - حمص - مهين
طفل من عائلة داعس عباس الداعس 2 - حمص - مهين
طفل من عائلة داعس عباس الداعس 3 - حمص - مهين
طفل من عائلة داعس عباس الداعس 4 - حمص - مهين
طفل من عائلة داعس عباس الداعس 5 - حمص - مهين
محمد مخرازي - ريف دمشق - الحجر الأسود
محمد الظاهر - ريف دمشق - دير العصافير
أبو عياض الشامي - دمشق -
مخيبر حسن - ريف دمشق - مضايا
مصطفى هارون - ريف دمشق - سقبا
محمد أبو علي - ريف دمشق - داريا
عبد الله أبو محمود - ريف دمشق - المعضمية
هدية عزو شعبان - ريف دمشق - دوما
حسام أحمد عبد اللطيف - ريف دمشق - دير العصافير
محمود عبد اللطيف - ريف دمشق - دير العصافير
محمود علي محفوظ - ريف دمشق - دير العصافير
باسل شعيب - ادلب - خان شيخون
غزوان فايز الحسن - حماه -
أحمد عبد الحليم عكو - حمص - باب هود
برهان أحمد النزهان - دير الزور -
علاء حامد الشتار - درعا - الصنمين
عمار حسان الصغير - حماه - صوران
أحمد يحيى بكور - ادلب - الدانا
أحمد سميح عبد اللطيف - ادلب - الدانا
محمد بسام القدور - ادلب - كفرومة
عبد الرزاق وليد الزيادة الجحا - ادلب - كفرومة
حمزة هويدي - درعا - معربة
علي حكمات الفاعوري - درعا - الشيخ مسكين
فاطمة ديب عقاب - درعا - مخيم درعا
مصطفى الإبراهيم الشاهين - حماه - عطشان
عبد الرحمن مصطفى إبراهيم الشاهين - حماه - عطشان
عامر قاسم شاهين - حماه - عطشان
عبد الرحمن عبد الكريم الشاهين - حماه - عطشان
إبراهيم المجبل - الرقة - الطبقة
محمود الأحمد - الرقة - الطبقة
عبد الله العنداني - الرقة - الطبقة
محمود النجم - الرقة - الطبقة
محمد العمر - الرقة - الطبقة
صلاح الدين الخليل - الرقة - الطبقة
حسن الحوري - حمص - ريف حمص الشرقي
خالد حسن صليبي - القنيطرة - خان أرنبة
أحمد جهاد السليمان - حمص - الحولة
عبد السلام طه "قدور" - ريف دمشق - يبرود
صدام محمد الشاهر - دير الزور - الميادين
ثابت الأحمد - درعا - كفرناسج
أبو عزام - القنيطرة -
أبو جاسم - القنيطرة -
أبو عدي - القنيطرة -
أبو البراء - القنيطرة -
أحمد - القنيطرة -
إياد رياض اليونس - دير الزور - الميادين
محمد أحمد الهلال - دير الزور - الميادين
شحادة فؤاد سلوم - درعا - غباغب
أديب محمد المحاميد - درعا - حي طريق السد
عصام أحمد البرغش - درعا - انخل
منهل كمال مطلق الشحادات - درعا - داعل
محمد فارس البكار - درعا - صيدا
ثائر نعيم مصطفى المصري - درعا - كحيل
محمد مروان فواز الهوارنة - درعا - جاسم
لافي خضر الوادي - درعا - انخل
عمر محمد الوادي - درعا - انخل
محمد زيدان الوادي - درعا - انخل
عاصم فلاح الفندي - درعا - انخل
عبادة عادل العاصي - درعا - انخل
منجد قاسم أبو صلوع - درعا - انخل
أمين تركي الناصر - درعا - انخل
فرحان محمد العيد" الشاويش" - درعا - انخل
عباس محمود عباس الرشدان - درعا - انخل
أنس شلش - ريف دمشق - وادي بردى
وليد شلش - ريف دمشق - وادي بردى
هارون بهاء الدين الناصر - درعا - انخل
ضياء فاضل العيد - درعا - انخل
وسيم محمد الرحال - درعا - انخل
أبو زياد - ريف دمشق - وادي بردى
أدهم حسن القاسم - درعا - انخل
أبو بشار - ريف دمشق - وادي بردى
أبو رائد - ريف دمشق - وادي بردى
بكر بكري - ريف دمشق - وادي بردى
هشام مسلم - درعا - اللجاة
محمود بكري - ريف دمشق - وادي بردى
أحمد شلش - ريف دمشق - وادي بردى
مؤيد شلش - ريف دمشق - وادي بردى
لؤي غازي الملتاجي " الوداد" - درعا - الحارة
أحمد مهدي - ريف دمشق - وادي بردى
ماهر رضوان الرفاعي - درعا - دير البخت
ضياء تغلب - ريف دمشق - وادي بردى
حسن مرعي الخطيب - درعا - دير البخت
عمار ياسر السلامات - درعا - اللجاة
ثابت حسين الأحمد - درعا - كفرناسج
نهلة عوض المشور - درعا - أم المياذن
ياسر محمد عايش الفشتكي - درعا - أم المياذن
حمزة بسام خروب - درعا - جاسم
أحمد الشامي - ريف دمشق - وادي بردى
إبراهيم الشامي - ريف دمشق - وادي بردى
جمال عائشة - ريف دمشق - وادي بردى
محمد عائشة - ريف دمشق - وادي بردى
مازن عائشة - ريف دمشق - وادي بردى
محمد قاسم الخليلي - درعا - حي المطار
ياسر عباس - ريف دمشق - وادي بردى
مهيار عباس - ريف دمشق - وادي بردى
أحمد طلاس عباس - ريف دمشق - وادي بردى
حسان الخليلي - درعا - حي المطار
أحمد درويش - ريف دمشق - وادي بردى
حياة يونس - ريف دمشق - وادي بردى
عثمان خسارة - ريف دمشق - وادي بردى
عمر درويش موسى - درعا - السفيرة
أمجد الحمصي - ريف دمشق - وادي بردى
محمود رمضان - ريف دمشق - وادي بردى
محمد عبد المنعم سن علي - ريف دمشق - وادي بردى
أخ محمد عبد المنعم سن علي - ريف دمشق - وادي بردى
هيثم محمود سن علي - ريف دمشق - وادي بردى
محمود سن علي - ريف دمشق - وادي بردى
قيس علي العجو - درعا - مخيم درعا
محمد سليم ميليش - ادلب - جسر الشغور
محمد الأرجي - ريف دمشق - وادي بردى
عبد الله الطوطو - ريف دمشق - وادي بردى
هشام نعمان الطوطو - ريف دمشق - وادي بردى
أحمد نعمان الطوطو - ريف دمشق - وادي بردى
قيس خالد الطوطو - ريف دمشق - وادي بردى
بشار الطوطو - ريف دمشق - وادي بردى
مهيار راتب شهاب - ريف دمشق - وادي بردى
محمد قاسم إدريس - ريف دمشق - وادي بردى
أبو غيث إدريس - ريف دمشق - وادي بردى
ابن أبو غيث إدريس - ريف دمشق - وادي بردى
محمد نعيم رمضان - ريف دمشق - وادي بردى
ينال عبد الغني - ريف دمشق - وادي بردى
نبيل عبد الغني - ريف دمشق - وادي بردى
عبد العظيم عبد الغني - ريف دمشق - وادي بردى
المصادر:
1- الائتلاف الوطني السوري – المكتب الإعلامي.
2- المركز السوري المستقل لإحصاء الاحتجاجات.
3- الهيئة العامة للثورة السورية – المكتب الإعلامي.
4- لجان التنسيق المحلية.
5- المرصد السوري لحقوق الإنسان.
6- الشرق الأوسط.
7- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.