صعدت روسيا عشية زيارة وزير خارجيتها سيرغي لافروف الى سورية من لهجتها تجاه الغرب وامريكا حيث نددت برد فعلهم 'المشين والهستيري' على الفيتو الروسي والصيني، في الوقت الذي حذرت فيه واشنطن حلفاء النظام السوري الاثنين من ان دعمهم الرئيس السوري بشار الاسد هو 'رهان خاسر'.
وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض ان 'الرهان على الاسد بكل شيء هو وصفة للفشل'، مضيفا ان سيطرة الرئيس السوري على السلطة 'اصبحت محدودة جدا على افضل تقدير'.
واعلنت الولايات المتحدة الاثنين اغلاق سفارتها في دمشق واجلت اخر موظفيها المتواجدين في سورية.
وقالت وزارة الخارجية الامريكية في بيان ان السفارة 'علقت كل انشطتها اعتبارا من السادس من شباط (فبراير) 2012 نظرا لاستمرار العنف وتدهور الظروف الامنية'. ودعت كل الامريكيين الذين لا يزالون في سورية الى مغادرة البلاد.
واعلنت وزارة الخارجية البولندية بعد ظهر الاثنين ان سفارتها ستمثل مصالح الولايات المتحدة في سورية بعد اغلاق السفارة الامريكية.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاثنين أن بلاده قررت سحب سفيرها من دمشق للتشاور، واستدعت السفير السوري للتعبير عن 'اشمئزازها' من أعمال العنف في بلاده، في الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي الاثنين إن مسألة طرد السفراء السوريين موضوع تشاور بين الدول الأوروبية، كما اعلنت بلجيكا سحب سفيرها من دمشق.
واتهمت جماعة الاخوان المسلمين المعارضة الاثنين في بيان روسيا والصين وايران بأنهم شركاء في 'المذبحة البشعة' في سورية، مطالبة دول العالم بالعمل على وقف هذه 'المجزرة'.
ونفت الصين الاثنين الاتهامات الامريكية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو ويمين 'اننا لا نحمي ايا كان، بل ندافع عن الحق في القضية السورية'.
واعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاثنين في مؤتمر صحافي مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في باريس ان فرنسا والمانيا لا يمكن ان تقبلا 'عرقلة' عمل المجتمع الدولي، مضيفا انه سيتصل هاتفيا بالرئيس (الروسي ديمتري) مدفيديف للبحث في الموضوع.
وعبرت بريطانيا عن املها في 'ان تعيد روسيا والصين النظر في موقفيهما' اللذين اعتبرتهما 'غير مفهومين وغير مبررين'، مشيرة الى البحث عن 'وسائل اخرى للضغط على النظام السوري في الامم المتحدة، عبر الجمعية العامة مثلا'.
في مسقط، افاد وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي الاثنين لوكالة فرانس برس ان وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي سيعقدون السبت في الرياض اجتماعا مخصصا لبحث الوضع في سورية عشية اجتماع مجلس الجامعة العربية في القاهرة.
ودعت السعودية الى اتخاذ 'اجراءات حاسمة لوقف نزيف الدم' في سورية.
واعلن الامين العام المساعد للجامعة العربية احمد بن حلي من القاهرة ارجاء موعد اجتماع وزراء الخارجية العرب الى الاحد الثاني عشر من شباط (فبراير) بناء على طلب من دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الاثنين إن استخدام الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين في سورية يمثل تصعيدا يقترب من الانزلاق بالبلاد إلى حرب أهلية.
وقال في بيان 'نتابع بقلق بالغ وانزعاج شديد تطورات الوضع الميداني في سورية وما تشهده مدينة حمص ومناطق ريف دمشق من تصعيد للعمليات العسكرية واستخدام القوات السورية للأسلحة الثقيلة ضد المدنيين'.
وأضاف أن الأعمال العسكرية 'اتخذت بهذا التصعيد منحنى خطيرا ينذر بأفدح العواقب على أمن المواطنين السوريين ويدفع بالأوضاع إلى الانحدار نحو الحرب الأهلية'.
نأى الجيش السوري الحر في بيان صدر عنه الاثنين عن المجلس العسكري الثوري السوري الاعلى الذي اعلن انشاؤه امس بقيادة العميد الركن مصطفى الشيخ، معتبرا ان توقيت اعلانه يصب في 'خدمة النظام' السوري.
وجاء في بيان صدر عن قائد الجيش الحر العقيد رياض الاسعد منشور على صفحة 'الجيش الحر' على موقع فيسبوك الالكتروني ان مصطفى احمد الشيخ 'لا ينتمي الى صفوف الجيش السوري الحر'، وان 'أي مشاورات لم تجر مع العميد المذكور بخصوص تشكيل المجلس المزعوم' وان العميد 'لا يمثل إلا نفسه'.
واضاف البيان 'ان تشكيل هذا المجلس وبهذا التوقيت يصب في خدمة النظام' السوري.
الى ذلك اعلن البنتاغون الاثنين انه يلاحظ انشقاق عدد 'ملحوظ' من كبار ضباط الجيش السوري وانضمامهم الى صفوف المعارضة.
وصرح جورج ليتل المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية للصحافيين 'نلاحظ عددا كبيرا من الانشقاقات في صفوف الضباط الكبار الذين ينضمون الى المعارضة'.
كما اعلنت السفيرة الامريكية في الامم المتحدة سوزان رايس الاثنين ان الصين وروسيا ستندمان على استخدام الفيتو ضد مشروع قرار دولي يدين العنف في سورية.
وصرحت رايس في مقابلة مع قناة سي ان ان الامريكية ان الفيتو الصيني- الروسي يشكل 'ضربة الى الجهود الرامية الى تسوية النزاع في سورية سلميا'.
وقالت رايس انه من خلال ذلك 'زادت موسكو وبكين الى حد كبير من خطر اندلاع اعمال عنف (...) وحتى خطر الحرب الاهلية'.
بعد الفيتو الروسي - الصيني وخيبة امل المعارضة السورية، بدأت الدعوات لتسليح المعارضة تتخذ شكلا اكثر وضوحا، فالأصوات التي كانت تحذر في السابق من مخاطر حرب اهلية، ايقنت ان سورية اليوم تعيش حربا اهلية ويخوضها طرفان واحد معزز بالعتاد واخر يحمل الكلاشينكوفات.
فقد اظهرت احداث الاسبوع الماضي والعملية المستمرة على مدينة حمص المعادلة غير المتساوية بين الطرفين. وجاءت دعوات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينون للعمل خارج مجلس الامن وانشاء مجموعة اصدقاء سورية، لتزيد من وتيرة الدعوات، ومن المتوقع ان تتجه امريكا الى الحل الانساني، خاصة ان خيار الحل العسكري على الطريقة الليبية لا يثير شهية اي من القوى التي شاركت في الاطاحة بنظام القذافي، كما ان تسليح المقاومة السورية يعتبر تدخلا في الشأن الداخلي، ومن خلال دعم انساني ولوجيستي للمعارضة السورية في الداخل الخارج يؤمل ان يقود الى ترجيح كفتي الميزان.
ووجد المعلقون البريطانيون وافتتاحيات الصحف فرصة لصب جام غضبهم على الموقفين الروسي والصيني، حيث اتهمت الدولتان بالعمى بالنسبة للصين والافلاس الاخلاقي لروسيا. ومع ان صحيفة 'التايمز' كانت شديدة اللهجة تجاه روسيا الا انها لم تدع للتدخل العسكري بعد، فقد ركزت على اتهام روسيا بالوقوف في وجه الربيع العربي مشيرة الى ان موسكو وقفت ضد الجامعة العربية التي وضعت يدها في يد كل من فرنسا وبريطانيا وامريكا لإصدار قرار يضغط على النظام السوري.
وقالت ان الموقفين الروسي والصيني جاءا على الرغم من استمرار النظام السوري بالقيام بجرائمه ضد شعبه وان محاولاته لإخفاء جرائمه باءت بالفشل مشيرة الى مراسلها ريتشارد بيتسون قد شاهد بام عينه المذابح التي حاول النظام اخفاءها مشيرة الى المقابر الجماعية الكاذبة التي زعم النظام انها من عمل 'الجماعات الارهابية'. ومع ان الجامعة العربية و لأول مرة في تاريخها تقف موقفا واضحا وقويا حسب الصحيفة فان غطرسة كل من روسيا والصين ادت لأفشال قرار من المجلس الامن بسبب ما قالتا انه غير متوازن ويدعو الى تغيير النظام.
واضافت ان الذي يثير للسخرية في الامر ان الدولتين الشيوعيتين السابقتين اللتين نصبتا انفسهما للدفاع عن قضايا العالم الثالث تطلبان من الجامعة العربية التوقف عن دعم تطلعات الشعوب العربية للحرية والكرامة. وتضيف ان موقف الصين الذي لا يخدم الا مصالحها وعماها اضافة الى افلاس روسيا الاخلاقي شجبته الشعوب العربية من المغرب الى الخليج. وتقول ان روسيا مصرة على حماية مصالحها وقاعدتها العسكرية في سورية وكي لا تتعرض مصالحها في المنطقة للتهديد، اما الصين فإنها تخشى من اثر الربيع العربي على احتلالها للتيبت حسب الصحيفة.
وتعتقد ان الصين ستخسر فوق كل هذا مصالحها النفطية في سورية والتي تعتبر معبرها الوحيد للبحر المتوسط وكذا روسيا فبالإضافة لمصالحها العسكرية فان اعتمادها على النفط يجعلها تخشى من اي تغيير في النظام. ويرى تحليل اخر لروجر رويز ان هناك ثلاثة عوامل تدفع روسيا للدفاع عن النظام السوري، الاول هو الخشية من خسارتها اكبر زبون للسلاح لها في المنطقة العربية حيث باعت لسورية في الفترة الاخيرة مقاتلات بقيمة اربعة مليارات دولار اضافة لاستثمارات روسية تبلغ قيمتها 20 مليار دولار، والثاني يتعلق بمصالحها في مجال الطاقة خاصة انها لا تستورد اي نفط من الدول العربية الاخرى اما الثالث فروسيا مثل الصين تريد ارسال رسالة واضحة للجماعات الاسلامية في الشيشان وداغستان وانغوشتيا من انه لن يتم التسامح مع اية مقاومة مسلحة.
وفي اتجاه اخر يرى ريتشارد بيستون ان فشل القرار لا يعني نصرا للنظام السوري لان بشار الاسد يواجه تحديين الاول دبلوماسي، فنظامه معزول عربيا ودوليا، وداخلي يتعلق باستمرار المقاومة المسلحة، فجيشه وان لا زال يملك اليد العليا الا ان انتشار المقاومة لكل انحاء البلاد يعني انهاكا لجيشه اضافة لتحد اخر وهو اقتصادي، حيث يتداعى الاقتصاد تحت ضغط العقوبات الدولية ومع ان النظام لم ينته بعد الا ان علامات النهاية تلوح في الافق. وفي تحليل لإيان بلاك في 'الغارديان' تحت عنوان 'كل شيء واضح: سنحرر سورية بأنفسنا' وجاء فيه ان الرئيس السوري بشار الاسد كان يمارس مهامه في القصر الجمهوري المحصن، يوم الاحد بطريقة اعتيادية، وشارك في احتفالات عيد المولد النبوي، وبعيدا عنه في الشمال كان سكان حمص يدفنون قتلى الهجوم على احيائهم خاصة بابا عمرو والخالدية. واشار الى ان المعارضة عبرت عن خيبة املها من افشال القرار خاصة ان المجلس الوطني السوري الذي يمثل القطاع الاوسع وضع كل بيضه في سلة القرار الاممي. ونقلت عن معارضة قولها ان فشل القرار هو اشارة الى النظام مصر على الحل الامني. وقالت ان كل شيء بات واضحا امامنا ونعرف ماذا سنفعل الآن.
ونقل عن ناشط قوله ان اعادة نظر في الايام المقبلة سيعيد الكثيرون النظر في وضعهم ولن يجدوا طريقا الا دعم المقاومة المسلحة. وقال اخر 'يجب علينا ان نعتمد على السوريين لتحرير انفسنا'.
وقال التقرير انه على الرغم من غضب امريكا وبريطانيا الا ان الغضب امر والفعل شيء اخر، فالجامعة العربية ستتعرض لضغوط كي تتقدم بخطوات جديدة، كما ان قطر والدول العربية المتشددة تفقد الصبر وهناك شائعات عن تسليح قطري لجيش سورية الحر بمباركة سعودية. كما ان جوي ليبرمان المرشح الديمقراطي السابق للرئاسة رحب بالخطوة. ويقول التقرير ان زيادة عسكرة الانتفاضة قد يحول سورية الى ساحة حرب بالوكالة بين دول الخليج وايران.
ويشير التقرير ان امكانيات مطروحة من مثل انشاء تحالف الدول المستعدة على غرار ما حدث في كوسوفو والتدخل، ولكن الدعم الامريكي في النهاية هو عن الدعم السياسي للمعارضة والمالي. ولكن ديلي تلغراف ذهبت ابعد من هذا في افتتاحيتها 'يجب تسليح اعداء الاسد' حيث قارنت بين مقتل الابرياء في سورية مثل ما حدث في العراق اثناء الحرب الطائفية ما بين عامي 2006 ـ 2007 وقالت ان سورية اصبحت اكثر بلد يشهد حربا دموية في المنطقة. مما يعني انه في غياب اي حل للازمة فان المنطقة بأسرها تواجه تهديدا ولا بد من رد مناسب من الامم المتحدة لكن الرد احبطته روسيا والصين. وتقول ان زيارة سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي اليوم لسورية لن تغير من حقيقة ان روسيا لم تعد وسيطا يمكن الوثوق به. وتساءلت عما يمكن فعله الآن في وجه ما وصفه ويليام هيغ 'ساعة العار' وتجيب بالقول ان مجموعة اصدقاء سورية التي تشبه مجموعة الاتصال من اجل دعم الثوار الليبيين وان لن تدعو للتدخل العسكري فعليها التفكير بدعم جيش سورية الحر بالسلاح، لان كل الادلة تظهر ان القوة هي الوسيلة الوحيدة لإنهاء حكم الاسد.
لكن صحيفة 'اندبندنت' تقول ان دعم المعارضة بالسلاح لن يؤدي الا توسيع واطالة عمر الصراع. والمشكلة التي تواجه المعارضة ان الدول الغربية خاصة امريكا استبعدت التدخل العسكري فقد نقل عن مسؤول امريكي قوله 'لا توقع ليبيا اخرى'، ولكن الادارة لا تستبعد انه في حالة استمرار العنف والذبح امكانية قيام دولة لتقديم الدعم من السعودية وقطر وتركيا. وحتى الآن تجنبت الولايات المتحدة التدخل بشكل مباشر في الازمة خشية ان تعطي ايران حليفة النظام السوري مبررا، ومع ذلك فهي متأكدة ان الاسد لن ينجو من الازمة ويعيد السيطرة على البلاد، ولكن ادارة اوباما ترى ان خروجه لن يكون سهلا كما في مصر وتونس. وتخشى الادارة من عواقب واثار انهيار النظام السوري الذي لن ينحصر تأثيره في داخل سورية بل سيمتد الى لبنان والاردن واسرائيل. وفي النهاية فان وضع سورية اليوم بات يشبه افغانستان التي اجتاحها السوفييت في ثمانينات القرن الماضي اكثر من عراق ما بعد 2003.
نشرت صحيفة التايمز البريطانية (7/2/2012)، رسالة لمسؤول في مكتب قرينة الرئيس السوري بشار الاسد ، البريطانية المولد، حيث أيدت الرسالة، زوجها في مواجهته للمعارضة في البلاد ولكنها ايضا تشجع الحوار وتواسي المتضررين، فتقول أن الرئيس هو رئيس سوريا، وليس فصيلاً من السوريين. وما زال جدول أعمال السيدة الأولى يتركز على دعم الجمعيات الخيرية العديدة التي تعمل معها بالإضافة الى دعم الرئيس، كما أنها تعمل في هذه الأيام أيضاً على بناء جسور التفاهم وتشجيع الحوار، وتنصت الى عائلات ضحايا العنف وتواسيهم. وتقول الصحيفة أن اسماء الاسد، البالغة من العمر 36 عاما وابنة طبيب قلب مشهور في هارلي ستريت (شارع الأطباء في لندن)، أقرت مضمون الرسالة. وأضافت الصحيفة أن ذلك الرد يأتي بعدما نشرت الأسبوع الماضي تقريرا حول قرينة الرئيس بشار الاسد متساءلة فيه عما تفعله هذه المرأة الشابة المتعلمة والمنفتحة وهي ترى كل هذه المذابح.
وفي الشأن السوري أيضاً، نشرت صحيفة الفاينانشيال تايمز(7/2/2012)، تقريرا عن الوضع الاقتصادي في سوريا خلاصته أن التدهور لم يعد قاصرا على الأعمال فقط بل بالحكومة ايضا، حيث أن العقوبات على سوريا وزيادة التضخم وعدم الاستقرار الامني ادى الى انهيار الطلب وتسريح العاملين، الى جانب تراجع التجارة مع الخارج، نتيجة شك كثير من الدول في استمرار النظام، فالتجارة الداخلية تتراجع مع صعوبة النقل نتيجة الأوضاع الأمنية، ولا يقتصر التدهور على الأعمال التجارية بل أن قطاع الخدمات يشهد انهيارا ايضا، فعلى سبيل المثال فندق الميراج في مدينة حلب الذي يضم 131 غرفة، لم يكن به إلا نذر قليل من النزلاء، ومبيعات كثير من المحال تراجعت بنسبة 70 في المائة على الأقل.
قالت صحيفة الغارديان (7/2/2012) أن الفيتو الروسي في مجلس الأمن الدولي، سوف يؤدي إلى زيادة تأزم الأوضاع في سوريا، لأنه قد خيب آمال المعارضة السورية، التي لم يعد أمامها –وفق الصحيفة- سوى التسلح، وخوض مواجهة غير متكافئة مع القوات النظامية، بالتوازي مع فرز طائفي سوف تورط إيران وتركيا في المستنقع السوري.
أما صحيفة الاندبندنت (7/2/2012) فترى أن الحرب الأهلية قد بدأت بالفعل في سوريا. وتبدي الصحيفة تخوفها من المسار الخطير الذي بدأ يسلكه الربيع العربي، عبر الإخلال بالتوازن الطائفي في المنطقة. وأشارت الصحيفة إلى وجود معسكرين متنافرين في المنطقة، هو معسكر "الملكيات الخليجية المحافظة"، و"إيران وسوريا وحزب الله" من ناحية أخرى، يسعيان لكسب الرهان الطائفي بكافة الوسائل المتاحة أمامه.
قالت صحيفة لوموند (7/2/2012) إن دولة قطر تشعر بالغضب والسخط تجاه الفيتو الروسي الصيني المزدوج في مجلس الأمن ضد مشروع القرار الذي يدين النظام السوري. وتشير الصحيفة إلى أن قطر ستسعى إلى تكثيف دعمها العسكري إلى "الجيش السوري الحر". وتحلل الصحيفة موقع قطر على الخارطة الدولية، قائلة إن دورها اليوم –بدعم السعودية- يكمن في إخراج سوريا من دائرة الهيمنة الإيرانية الشيعية، والعودة بها إلها الحظيرة السنية. وتتابع الصحيفة أن هذا الدور القطري قد يأزم ويعقد العلاقات بين إيران وقطر، وربما إلى قطيعة اقتصادية مكلفة للبلدين.
يكتب "راجح الخوري" في صحيفة النهار اللبنانية(7/2/2012)، والتي وصف فيها مهمة وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" بالمستحيلة. وقال الكاتب إن مجيء رئيس الاستخبارات العسكرية الروسية هو مؤشر على الدعم الكبير الذي تقدمه روسيا للنظام السوري. ويعتبر الكاتب أن روسيا تريد تفعيل دورها الاستخباراتي في دمشق، رداً على نصب محطة رادار أمريكية في تركيا في إطار مضروع الدرع الصاروخية الأمريكية. ويرى الكاتب أن الولايات المتحدة نجحت عبر الأزمة السورية في عزل روسيا عن العالم العربي، وبدأت في البحث عن خريطة طريق للتعاون مع الربيع العربي وإخوانه المسلمين.
وتنقل صحيفة الأهرام المصرية (7/2/2012) عن صحيفة "راديكال" التركية، قولها إن تركيا ستقدم الدعم اللوجستي اللازم، في حال قامت عملية عسكرية في سوريا، لكنها لن تكون الدولة الأولى، التي توجه ضربة عسكرية ضد دمشق. وتقول الصحيفة التركية إن أنقرة تشك في قدرة المعارضة السورية على تحقيق نتائج عسكرية إيجابية في مواجهة قوات النظام.
ويعتبر د.أحمد يوسف أحمد" في صحيفة الاتحاد الإماراتية (7/2/2012) أن الفيتو الروسي في مجلس الأمن هو قصر نظر في الحسابات السياسية لموسكو. ويقول الكاتب إن الدعم الروسي لنظام "الأسد" سيلقي بالدول الثورية الجديدة إلى أحضان الدول الغربية البراغبة في تقليص النفوذ الروسي المتبقي في المنطقة. ويرى الكاتب أن روسيا أخطأت الحساب، لأن دوام نفوذها لن يأتي عن طريق دعم نظام "الأسد" الزائل"، ولعل أبرز مؤشرات هذا الانهيار هو هروب العائلات العلوية من المدن إلى القرى، خوفاً من أعمال عنف بحقهم.
ويقول الكاتب إن ما سيتذكره الشعب السوري والعالم بعد سقوط نظام "الأسد" هو الفيتو الروسي في مجلس الأمن، والذي واكب ذكرى مجزرة حماة، بالتزامن مع مجزرة جديدة يرتكبها النظام في حمص. ويضيف الكاتب أن الخاسر الأكبر من الفيتو الروسي ستكون روسيا نفسها، لأنه لا الفيتو الروسي سيوقف نضال الشعب السوري لنيل حريته، كما لم يمنع الفيتو الأمريكي الشعب الفلسطيني من مواصلة كفاحه لنيل حريته واستقلاله.
ويرى "ناصر عمران الموسوي" في صحيفة الصباح العراقية (7/2/2012) أن سوريا قد دخلت منعطفاً خطيراً للغاية، يخرج بسوريا عن سياق الربيع العربي، ويأخذ منحنى دولياً، مما يجعل القوى الفاعلة إقليمياً ودولياً تبحث عن موطئ قدم لها في منطقة الهلال الخصيب الحيوية والاستراتيجية في المنطقة. ويتابع الكاتب أن سوريا اليوم هي في قلب الضغوط الغربية، وتمثل نقطة حساسة تتعلق بالاقتصاد العالمي في ظل احتمالية الحرب على إيران، واحتمالية إغلاق مضيق هرمز.
أكد رفعت الأسد عم الرئيس السوري بشار الأسد أنه لم يقصد من مبادرته التي طرحها مؤخرا لحل الأزمة السورية أن يقدم نفسه كبديل أو مرشح للرئاسة بسورية، مشددا على أنه غير طامع في أي سلطة بسورية وإنما طامح فقط إلى تجنيب وطنه مخاطر الانقسام والحرب الأهلية الطائفية.
وأوضح الأسد في حوار هاتفي أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية من القاهرة أنه يسعى لإيجاد حل منطقي للأزمة يرضي جميع الأطراف عبر تشكيل قيادة جماعية 'أكون جزءا منها أو ممثلا لها، وهي في تصوري لجنة مهنية من الخبراء والمهنيين فقط تتولى استلام وتسليم السلطة من النظام للشعب خلال فترة انتقالية محددة، وبعدها سأعود لصفوف الشعب كأي مواطن'.
وأردف: 'المبادرة في اعتقادي تبدأ بالدبلوماسية العائلية، فعلى العائلة أن تتدخل بإقناع الرئيس بالتنحي طواعية وإذا فشلت مساعينا فبالمبادرة حل برعاية عربية وربما أيضا برعاية دولية أو قد تسهم تلك الأطراف جميعا في تقديم حل يجنب البلاد حربا طائفية تقترب نذرها'.
وكشف الأسد عن وجود تأييد واسع داخل عائلة الأسد لمبادرته بالرغم من رفض الرئيس السوري لها، وقال: 'كل العائلة معي ما عدا الرئيس.. أما أخوه ماهر فهو لا يعمل بالسياسة ولا يتدخل بها'.
وفي رده على تساؤل حول رفض البعض أن يقدم أحد أفراد عائلة الأسد حلا للأزمة السورية باعتبار أن آل الأسد كانوا بالأساس جزءا من صناعة تلك الأزمة طوال 40 عاما، قال: 'هذه حالة ارتباك يتم فيها التقاذف بالكلمات.. وآسف أن العائلة لم تكن تتحمل المسؤولية على نحو كامل ولكنها في الحقيقة لم تكن تملكها كما يتصور البعض خطأ'.
وأوضح الأسد أنه كان يتوقع ما حدث بمجلس الأمن بخصوص التصويت على قرار بشأن سورية وما نتج من فيتو روسي وصيني على مشروع القرار.
وتابع: 'أرى أن ما حصل ليس مسؤولية روسيا فقط وإنما أيضا مسؤولية الجامعة العربية والمعارضة السورية لأنهم تسرعوا بتدويل الملف دون تزكيته بتقرير مكتمل ومستوفى'، واصفا المبادرة العربية بأنها لم ترق بالأساس لطلبات الثورة.
ولفت الأسد إلى أن كثيرا من الدول العربية كانت تدرك من البداية أن مطالب الجامعة لمجلس الأمن لا يمكن تحقيقها لصعوبة ذلك ولكنها كانت في حيرة من أمرها ما بين تقرير المراقبين العرب الذي حمل إدانة لطرفي الصراع وبين ضغط الشارع الذي يريد التدويل ولهذا وافقت على الذهاب لمجلس الأمن في محاولة لرفع المسئولية عن كاهلها.
واستبعد الأسد أن يصدر أي قرار بالتدخل العسكري من جانب مجلس الأمن في سورية، وأوضح: 'هناك صراع نفوذ على المنطقة مع إيران، ولذلك فالتدخل العسكري محفوف بمخاطر كثيرة والجميع يعرف ذلك'.
وفي رده على تساؤل حول إمكانية قيام تركيا بفتح ممرات آمنة داخل سورية، قال الأسد: 'ممرات آمنة تعني إعلان حرب من تركيا على سورية، ويمكن أن يتطور هذا لحرب إقليمية'.
وأبدى الأسد تفهمه لحمل المدنيين للسلاح، وقال 'الأهالي بسورية بحاجة إلى حمل السلاح للدفاع عن النفس'.
وحول ما إذا كان يتوقع انقلاب الجيش على النظام، أجاب 'الجيش جزء من الشعب وجيش سورية سيبقى وطنيا ولن يقف مكتوف الأيدي إذا طال الزمن بهذه الاضطرابات'.
ووصف الأسد أطياف المعارضة السورية بالداخل والخارج بأنها 'معارضة غائبة'، وقال إنها 'لم ترق لتمثل واقع الثورة على الأرض.. وربما هي في طريقها فقط إلى الاقتتال مع بعضها البعض'.
وحول موقفه من الإخوان المسلمين، أجاب الأسد :'أنا قلت مرارا أنه في سبيل وقف نزيف الدم لن أتردد في أن أعمل مع كل الناس بما فيهم الأخوان المسلمون'، واستدرك: 'لكني لا أعتقد أن إخوان سورية يفكرون بالسلطة كما يتخوف البعض، فالوضع في سورية مختلف عن غيره من دول المنطقة وإخوان سورية مختلفون عن الإخوان بباقي الدول العربية، كما أنهم ليسوا أكثرية في سورية'.
وأضاف: 'ولو فرض أنهم حكموا فإنهم سيسيئون لأنفسهم خلال شهور أو سنوات قليلة وهذا سيكون خطأ لا يمكن تصحيحه إلا بثمن كبير جدا ستدفعه سورية شعبا ووطنا، وهو يدركون ذلك جيدا'.
جدير بالذكر أن رفعت الأسد كان مسؤولا بين عامي 1966 و1984 عن سرايا الدفاع، التي يتردد أنها كانت من أقوى فرق الجيش العربي السوري التي شاركت في مجزرة حماة عام 1982 التي هدف النظام منها سحق تمرد من جماعة الإخوان المسلمين.
وتوقع الأسد العم أن يلقى بشار الأسد 'مصيرا غير مرضيا إذا ما استمر على موقفه الرافض للتنحي طواعية عن السلطة'.
وقال: 'أنا لم أوافق على تولي بشار المسؤولية بعد وفاة أبيه ولكني قلت أنه أمر واقع وليس أمرا مشروعا : فأنا أعرفه جيدا فهو لم يمارس السلطة في يوم من الأيام'.
وثمن الأسد كلا من الدور القطري والتركي بالأزمة، رافضا ما يتردد عن وجود مصالح أو دوافع خاصة بهما، وقال 'الدور التركي مفروض بحكم الجوار والدور القطري مدفوع بالمسؤولية القومية والإنسانية'.
ورأى أن تعامل النظام مع الأزمة فرض على عدة دول أحد خيارين : إما أن تكون مع هذا النظام أو أن تكون مع القضية الإنسانية، وتساءل 'ألم تكن قطر قبل أحداث الربيع العربي بل وبعده أيضا لعدة شهور قليلة على علاقة جيدة مع النظام بسورية؟ أي دور هذا الذي تطمح إليه دولة بالمنطقة اليوم؟ لا توجد أدوار.. كل واحد في المنطقة خائف أكثر من الآخر'.
أما فيما يتعلق بالموقف الإيراني، فقال 'إيران بلد مجاور كتركيا وهذا الجوار يدفعها إلى عدم الوقوف مكتوفة الأيدي في حالة نشوب صراع بالمنطقة، وعلى الجميع إدراك ذلك'.
واستبعد وجود تنسيق قطري غربي لاستهداف إيران من خلال سورية، وقال 'الدول كلها لها مصالح تتشابك مع بعضها البعض، ولكني لا أعتقد أن أحدا بقطر أو غيرها يفكر في أن إيران ستصبح الامبراطورية الكبرى بالعالم حتى يجري التآمر والتنسيق مع قوى دولية لتضرب سورية أولا تمهيدا لعزل إيران وضربها'.