الخميس 19 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 21 نوفمبر 2024 م
التقرير الإعلامي الرابع و الثلاثون 6 فبراير/شباط 2012
الاثنين 14 ربيع الأول 1433 هـ الموافق 6 فبراير 2012 م
عدد الزيارات : 2552
التقرير الإعلامي الرابع و الثلاثون 6 فبراير/شباط 2012
ردود الفعل الدولية على الفيتو الصيني والروسي(1)
التطورات الميدانية
رؤى الكتاب والمفكرين
الأسد مستمر في قمعه

 

ردود الفعل الدولية على الفيتو الصيني والروسي(1)

أ- دولياً:
(1)  الولايات المتحدة الأمريكية:

* الرئيس "باراك أوباما":
ـ على "الأسد" أن يوقف حملة القتل والجرائم التي يشنها على شعبه حاليا، وعليه أن يتنحى ويسمح بانتقال ديمقراطي فورا".
ـ أن الأداء "الوحشي" للنظام يعكس ضعفه المتأصل وانهياره الحتمي، لأن الحكومة السورية قتلت مئات المواطنين السوريين بمن فيهم نساء وأطفال في حمص، والقوات السورية ما زالت تمنع مئات الجرحى من الحصول على عناية طبية.
ـ إن سياسة النظام السوري بالحفاظ على السلطة من خلال ترهيب الشعب تعكس فقط ضعفه المتأصل وانهياره الحتمي، لأن "الأسد" ليس له الحق بقيادة سورية، وفقد كل شرعية له مع شعبه والمجتمع الدولي.
ـ أن الولايات المتحدة تقف مع الشعب السوري في تحقيق طموحاته وستستمر في مساعدة الشعب السوري نحو هذا الهدف.
(2)  فرنسا:
* وزير الخارجية "آلان جوبيه":
ـ القصف الدامي لحمص يعني أن السلطات السورية خطت خطوة إضافية في التصرف الوحشي، وهذا الانغماس في العنف يؤكد أن على مجلس الأمن الدولي أن يخرج فورًا عن صمته ليدين مرتكبي هذه الجريمة ويفتح الطريق أمام تطبيق الخطة السياسية للجامعة العربية.
(3)  بريطانيا:
* وزير الخارجية "وليام هيج":
ـ ندد بأعمال العنف "المروعة" في حمص، لأنها "مجزرة مروعة"، وندين من دون أي لبس استخدام الدبابات ومدافع الهاون والمدفعية في مناطق آهلة بالسكان".
(4) روسيا:
* السفير بالأمم المتحدة "فيتالي تشوركين":
ـ روسيا عملت بفعالية لوضع قرار موضوعي يسهم فعلاً بوقف العنف في سوريا فورًا وبدء عملية سياسية فيها، وكان يجب على قرار مجلس الأمن أن يعكس هذا التوجه.
ـ بعض أعضاء الأسرة الدولية المتنفذين كانوا يحبطون منذ بداية الأزمة السورية إمكانية التسوية السياسية بدعوتهم إلى تغيير النظام وتأليب المعارضين على السلطة دون أن يتورعوا عن التحريض والتشجيع على استخدام أساليب الصراع المسلح.
ـ مشروع القرار الذي طرح للتصويت لم يعكس بصورة دقيقة الوقائع القائمة في سوريا، وكان سيرسل إشارات غير متوازنة للأطراف السورية، لأن واضعي مشروع القرار لم يراعوا التعديلات الروسية التي تركزت على دعوة المعارضة للابتعاد عن المجموعات المتطرفة التي ترتكب أعمال العنف.
(5) الصين:
* السفير بمجلس الأمن "لي باو دونغ":
ـ تصويت الصين ضد مشروع القرار بشأن سوريا جاء بعد متابعة عن كثب للتطورات في سوريا، وضرورة أن تلتزم أفعال مجلس الأمن بشأن الأزمة بالمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة، وتساعد على تخفيف التوترات وتعزيز الحوار السياسي وتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بدلاً من أن تزيد من تعقيد الأمر.
ـ على جميع الأطراف وقف العنف وتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين الأبرياء وإعادة الاستقرار إلى البلاد بأسرع ما يمكن واحترام مطالب الشعب السوري من أجل الإصلاح وضمان مصالحه.
ـ الأساس في حل الأزمة السورية يجب أن ينطلق من تحقيق مصلحة سوريا وشعبها عبر دعم عملية سياسية شاملة يقودها السوريون وتشارك فيها كل الأطراف وتؤدي إلى حل سلمي للخلافات من خلال الحوار وتعيد الاستقرار إلى سوريا.
ـ الصين صوتت ضد مشروع القرار، لأن سوريا بلد مهم في الشرق الأوسط والسلام والاستقرار بها يخدمان المصلحة المشتركة لشعبها وللمجتمع الدولي، ليس ذلك فحسب بل ستواصل العمل مع المجتمع الدولي وتلعب دورًا بناء وإيجابيًا للتوصل إلى حل معقول للقضية السورية.
ب ـ عربيًا:
(1)   الجامعة العربية:
(أ) دعوة لطرد السفراء السوريين: 

* رئيس البرلمان العربي "علي الدقباسي":
ـ الدول العربية كافة مُطالبة بتنفيذ قرارات مجلس جامعة الدول العربية المتعلقة بتجميد عضوية النظام السوري في الجامعة، وهو ما يستدعي العمل على طرد السفراء السوريين وقطع العلاقات الدبلوماسية ووقف أي تعاملات اقتصادية حتى يستجيب النظام لمطالب الشعب، والتحرر من النظام الشمولي والاستبدادي.
ـ ينبغي على جامعة الدول وأعضاء مجلس الأمن التصدي بحزم لمناورات روسيا، للدفاع عن النظام السوري.

(ب)  إدانة تصعيد العنف:
* بيان الأمانة العامة للجامعة العربية:
ـ هذا التصعيد للعنف يدخل الأزمة السورية في منعطف خطير مما يؤدي لتفاقم الأوضاع وزيادة عدد الضحايا.
ـ أمام خطورة هذا الموقف فإنها تدعو الحكومة السورية للكف عن استخدام القوة ضد المتظاهرين، والتوقف عن القتل وعن انتهاج أسلوب الحل الأمني الذي أثبت عدم جدواه.
ـ على جميع الأطراف السورية التخلي عن استخدام العنف وإفساح المجال أمام الجهود العربية المدعومة دوليًا لإنجاح التحرك الدبلوماسي الرامي لإيجاد مخرج سلمي للأزمة السورية يحقق تطلعات الشعب السوري في الإصلاح والتغيير، ضمن مسار سياسي يحافظ على مقومات الدولة السورية، ويحفظ وحدتها وسلامتها وسيادتها الإقليمية.
(2) المغرب:
* مندوب المغرب "محمد لوليشكي":
ـ استخدام الفيتو من قبل روسيا والصين يدعو إلى الإحباط والأسف الشديد، لأن المبادرة العربية تبقى الأداة الوحيدة والإطار الأمثل الذي يجب على الجامعة العربية بذل كل جهودها لتفعيله.
ـ نوجه الشكر إلى أعضاء مجلس الأمن المتبنين لمشروع القرار الذي تقدمت به بلاده، لأنه مشروع مرن وجاء نتيجة جهد دءوب قام به أعضاء المجلس.
(3) تونس:
* المتحدث باسم الرئاسة "عدنان منصر":
ـ تونس ستشرع في الإجراءات العملية لطرد السفير السوري، وسحب الاعتراف بالنظام.
ـ "تونس تتابع بكثير من الانشغال والأسى ما يتعرض له الشعب السوري الشقيق من مجازر دموية على يد النظام الحاكم في دمشق منذ أكثر من 9 أشهر، وتعلن تضامنها الكامل مع الأشقاء في سوريا".
ـ هذه المأساة لن تعرف طريقها إلى الحل إلا بتنحي نظام "بشار الأسد" عن الحكم، وفسح المجال لانتقال ديمقراطي للسلطة يحقق الأمن للشعب".
(4)  لبنان(2):    
* مصدر بـ"حزب الله" اللبناني:
ـ القلق الإسرائيلي من مغبة حصول تطورات على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية في محله، ونتوقع حدوث ذلك في عام 2012.
ـ ربما تحدث مفاجآت من النوع الذي يحرف الأنظار عما يجري في سوريا، كواحدة من الخطوات الاستراتيجية والمصيرية التي يمكن أن يلجأ إليها "حزب الله"، لتخفيف الضغط الدولي على حليفه الأول النظام السوري.
ـ الخطوة الاستراتيجية بحرف الأنظار ستقلب الأولويات في المنطقة وتفرض أجندة مغايرة على عواصم القرار الدولي، لاسيما تلك المشغولة بهمومها الداخلية كالانتخابات.
ـ في لبنان علينا ألا نألو جهدًا في دعم "الأسد"، لان دعمه مسألة مصيرية واستراتيجية ومستقبلية لا صلة لها بالأهواء والتكتيكات.
ـ قلق القيادة الإسرائيلية يعبر عن الحقيقة، لأن "حزب الله" لن يسمح بسقوط "الأسد" ونظامه مهما كانت كلفة الدخول في نزاع عسكري مع إسرائيل.

التطورات الميدانية

1 ـ مقتل 260 في حمص:
* رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان "رامي عبد الرحمن":
ـ ـ قتل أكثر من 260 في حمص نتيجة القصف، من بينهم 138 قتلوا بحي الخالدية، حيث قامت القوات السورية بقصف (حي الخالدية) بمدينة حمص، باستخدام المدفعية والمورتر، ما أدى إلى هدم 36 منزل بينما كانت عائلات بداخلها.
ـ قتل 21 مدنيًا وجرح آخرون برصاص قوى الأمن السورية، من بينهم 15 قتيلاً في ريف دمشق، وستة في محافظة إدلب.
2 ـ اقتحام السفارات السورية بالخارج:
* قام عدد من أنصار المعارضة السورية باقتحام مقار سفارات بلدهم بالخارج، حيث اقتحموا السفارة السورية في القاهرة والكويت وباريس ولندن وبرلين وأثينا وجدة، للتعبير عن إدانتهم لمجزرة حمص.
3ـ نفي حكومي قصف حمص:
* مصدر سوري:
ـ ما نشر حول قيام الجيش السوري بقصف أحياء حمص مخالف للواقع، لأنها تأتي في إطار التصعيد من قبل المجموعات المسلحة ومجلس اسطنبول ومنابرهم الإعلامية لاستغلالها في مجلس الأمن ضد سوريا.
ـ إن الجثث التي عرضتها بعض قنوات التحريض هي لشهداء من المواطنين اختطفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة وقتلتهم وصورتهم على أنهم جثث لضحايا القصف المزعوم.
ـ هناك حملة للتحريض والتأجيج من قبل بعض القنوات تنتقل إلى مناطق بريف دمشق وعدد من المحافظات، للتأثير في مجلس الأمن والتغطية على جرائم واعتداءات المجموعات الإرهابية المسلحة.
4ـ موقف المعارضة:
أ ـ إدانة مجزرة حمص:

* بيان جماعة الإخوان المسلمين:
ـ ندعو إلى إحالة "مجزرة حمص" للقضاء الدولي للتحقيق فيها ومحاكمة المتورطين بها.
ـ نطالب مؤسسات الإغاثة الدولية إلى التحرك فورًا لإنقاذ الجرحى، ونطالب مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية بتشكيل لجنة تحقيق دولية لتحديد المسؤولية القانونية والإنسانية عن المجزرة التي وصفتها بالمروعة وتحويل المسؤولين عنها إلى محكمة الجنايات الدولية".
* رئيس المجلس الوطني السوري "برهان غليون":
ـ نظام "بشار الأسد" كشف عن وجهه الحقيقي من خلال المجازر التي ارتكبها في حمص.
ـ نظام دمشق يعيش ساعاته الأخيرة أمام ثورة الشعب، وليس من وسيلة أخرى لوقف القتل سوى إسقاط النظام وإزالته من الوجود، إذا لم يتحرك مجلس الأمن سنشهد تصعيدًا للعنف.
ب ـ توعد بالرد على مجزرة حمص:
* نائب قائد "الجيش السوري الحر" العقيد "مالك الكردي":
ـ الرد على مجزرة "حي الخالدية" بحمص، سيكون تصعيدًا للعمليات العسكرية، ضمن الإمكانيات التي لدينا، باتجاه كتائب "الأسد" وشبيحته والجيش المتعاون مع النظام، ولا نستطيع أن نهدد بأكثر من إمكاناتنا.
ـ المجزرة التي ارتكبها النظام في حمص وعملياته المجنونة بحق الشعب السوري في الأيام الأخيرة، هي ليست إلا إشارة واضحة للموقف الروسي المتخاذل، وتنفيذًا لتعليماته بالحسم العسكري وارتكاب المزيد من عمليات القتل والمجازر.
ـ "الجيش الحر" تمكن من استهداف مبنى المخابرات الجوية، ومفرزة الأمن العسكري على "دوار الجوية" في حمص، ومبنى مركز التنمية الريفية في منطقة أريحا في إدلب.
ـ هناك عمليات تدمير للآليات العسكرية التابعة للنظام تنفذ بشكل يومي، وأن "الجيش الحر" نجح في تدمير 3 دبابات على مدخل باب الخالدية في حمص و4 سيارات على طريق الحميدية في معرة النعمان.
ج ـ عوامل بقاء "الأسد":
* رئيس هيئة التنسيق الوطنية السورية "هيثم مناع":
ـ هناك عاملان شجعا السلطة الديكتاتورية على الحل الأمني والعسكري، وهما:

  • الأول: الفراغ الذي حدث على الأرض بعد انسحاب المراقبين وانكفاء الإعلام عما يجري لصالح قضايا أخرى.
  • الثاني: محاولة هذه السلطة تصوير المعركة في سوريا بين جيش وقوات أمن شريفة وجماعات مسلحة شيطانية، وهذا ما شاركت فيه بعض الإعلام.

ـ مسألة النشاط المسلح لظاهرة الجيش الحر على حساب التحركات السلمية ذات الأغلبية يعطي النظام غطاء، وكأن المواجهة واقعة بين فريقين مسلحين، وهذا تزوير للحقائق وللأسف يشارك فيه بعض الإعلام.

رؤى الكتاب والمفكرين

1 ـ اتجاهات غربية:
* وضع معايير جديدة للتدخل الدولي(4):
ـ سوريا بحاجة شديدة إلى وضع معيار جديد للتدخل الإنساني، لأنه إذا ظلت الحكومة تؤيد وتطلق حملاتها الواسعة بالإبادة الجماعية، والتي يسفر عنها قتل الآلاف والمزيد من عدة الآلاف قد يلقون حتفهم في أي وقت، فإنه يجب وجود تدخل يشمل ائتلاف دول لوقف هذه الكارثة البشرية.
ـ إطلاق ضربة عسكرية محدودة لوقف حملات القتل في سوريا، التي تقوم بها الدولة على شعبها أكثر تأثيرًا من انتظار دليل شديد الثقة من وراء حملات الإبادة الجماعية، قد لا تنجح الطريقة في كل مرة، ولكنها سوف تنقذ عدد كبير للغاية من المواطنين.
2 ـ اتجاهات عربية:
أ ـ أخطاء القرار العربي(5):

ـ من يعتقد أن مجلس الأمن بوضعه الحالي يعطي شرعية إسقاط النظام السوري مخطئ، لأن قرار الجامعة الذي يتم تبنيه في مجلس الأمن فيه مفتاح الدخول إلى دمشق من خلال الحيل البلاغية.
ـ بإمكان الجامعة معاقبة النظام السوري بعد هذا الكم المتزايد من العنف ضد الشعب السوري، لأنها هي من يعطي الشرعية أولاً وليس مجلس الأمن، هذا ما حدث عند مواجهة نظام "صدام" بعد احتلاله الكويت، وهذا ما فعلته الجامعة ردا على جرائم "القذافي".
ـ قرار الجامعة وضع الأزمة السورية في مأزق، لأنه أعطاه شرعية البقاء، ويرفع الحرج عن الدول المؤيدة له مثل روسيا، والأسوأ أنه يتضمن ما يكفي من الوقت والجدل القانوني لحماية النظام والإبقاء عليه.
ـ القرار العربي به الكثير من الثغرات التي ربما يتم تداولها لأشهر داخل أروقة الجامعة العربية ومجلس الأمن، لعل أهمها:

  • تحديد المعارضة التي تشارك في الحكومة الجديدة.
  • ما طبيعة المشاركة ومن المسؤول عن وزارات السيادة الأربع، الدفاع والداخلية والخارجية والمالية.

ـ الجامعة مطالبة بطرد نظام "الأسد"، وتأييد الشعب السوري في حقه في الدفاع عن النفس. وهاتان الخطوتان كفيلتان بتغيير الوضع الميداني، وإجبار المجتمع الدولي على تأييدها.
ب ـ قرب التدخل الخارجي(6):
ـ تدخل الدول الغربية عسكريًا في سوريا، بدأ يلوح في الأفق، وذلك لأن الدول العربية استبدلت الأمن القومي العربي بالأمن القومي القطري.
ـ النظام السوري ما زال يمارس السياسة بفكر قديم يعود لحقبة الحرب الباردة مما يؤكد قرب نهايته.
ج ـ قراءة في جلسة مجلس الأمن(7):
ـ أثبتت جلسة مجلس الأمن ما كان متوقعًا، لأن التحالف "العربي ـ الأوروبي"، اصطدم مرة أخرى بالموقف الروسي والصيني ودول "بريكس" (برازيل، روسيا، الهند،جنوب أفريقيا، الصين).
ـ التحالف العربي الأوروبي عجز عن إقناع موسكو وبكين بالتنازل عن دعم النظام السوري، لاسيما بعد تحول المنتفضون إلى استخدام السلاح في حرب عصابات تقليدية لا تخفى على أحد، فضلاً عن غموض توجهاتهم السياسية لما بعد النظام السوري الحالي.
ـ موقف روسيا الداعم للنظام السوري  يهدف يف المقام الأول إلى الحفاظ على التعاون العسكري بين موسكو ودمشق، لأن استبدال النظام السوري بنظام غيره سيؤدي إلى وجود نظام يعادي روسيا ويدعم الديمقراطية الغربية.
ـ موقف الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، بدعم الثورة السورية يأتي من أن المنتفضين على النظام ليسوا يساريين ولا قوميين، والأهم من ذلك أنهم سيضربون التحالف السوري ـ الإيراني وامتداداته إلى لبنان والعراق وفلسطين ودول الخليج.
ـ المأساة السورية ستطول وتحصد المزيد من الضحايا وتعرض البلاد لخطر التقسيم، وعندها سيتحقق المطلوب وهو شرذمة دولة عربية أخرى، وتحويل المنطقة كلها إلى دويلات طائفية عرقية تسودها الفوضى وأعراف العشائر وقوانين المذاهب، برعاية إقليمية ودولية.
(1) نيويورك تايمز، جارديان، اندبندنت، وكالة الأنباء السورية، الشرق الأوسط، الحياة، إيلاف، الخليج الإماراتية، الوطن السعودية، الشرق القطرية، البيان الإماراتية، الاتحاد الإماراتية، النهار اللبنانية، الدستور الأردنية، عكاظ السعودية، المستقبل اللبنانية، تشرين السورية، أسوشيتد برس انترناشونال، رويترز، وكالة الأنباء الألمانية، وكالة الأنباء الفرنسية، العربية نت، الجزيرة نت، راديو سوا، إذاعة سويسرا، 5/2/2012.
(2)  الرأي الكويتية، 5/2/2012. 
(3) افتتاحية نيويورك تايمز، 3 / 2/2012
(4)عبد الرحمن الراشد، الشرق الأوسط، 5/2/2012.
(5) داود الشريان، الحياة، 5/2/2012.
(6) مصطفى زين، الحياة، 5/2/2012.

الأسد مستمر في قمعه

(هارتس ـ 5/2/2012): تظهر الصور عشرات الجثث لمواطنين سوريين مقيدين بعضها شبه عار، وعلى بعضها آثار اطلاق نار تغرق البث في وسائل الاعلام العربية. ويتحدث نشطاء من منظمات حقوق انسان في سورية في بث حي عن أنهم لا يستطيعون دخول الأحياء التي يتم قصفها بقذائف رجم على يد الجيش السوري لجمع الموتى الذين يُقدر عددهم حتى الآن بنحو من 350 شخصا. ولا توجد احتمالات كبيرة لأن يتلقى أكثر من 1500 جريح من المدنيين في اليوم الاخير علاجا طبيا. فالمستشفيات ليست مليئة الى درجة الفيضان فقط بل يخشى كثيرون الانتقال الى العيادات خوفا من ان ينالهم رصاص الجيش السوري.
هذا أصعب يوم مر على متظاهري مدينة حمص ثالث أكبر مدينة في سورية، والتي يسكنها أكثر من مليون و200 ألف انسان، والتي أصبحت رمز العصيان المدني. وتشهد البيوت المهدمة في حي الخالدية في المدينة حيث تتركز أسواق شعبية على صورة الهجوم الوحشي للنظام. وان الاستراتيجية السورية الجديدة التي تمنح الجيش رخصة القصف والقتل بلا تمييز قياسا بالاستراتيجية السابقة التي كانت موجهة الى مهاجمة مصادر العصيان بدقة، تحدد صورة المعركة في المرحلة التالية. ان مواطني سورية الذين خرجوا في مظاهرات ضخمة مُتذكرين المجزرة في مدينة حماة التي حدثت قبل ثلاثين سنة بالضبط وهم يهتفون بشعار 'سامحينا يا حماة'، يميزون خطوط التشابه بين تلك المجزرة التي قُتل فيها بضع عشرات آلاف من البشر بأمر من حافظ الاسد، وبين نية بشار الاسد ان يتبنى طرق والده. يتجلى الزعيم وهو الطبيب الذي استقر رأيه في ايام ولايته الاولى على السماح للمعارضة المثقفة بالتعبير عن آرائها، وافتتح صالونات نقاش سياسي وجلب بشرى الانترنت الى بلاده، بصورة جزار كبير مصمم على الحفاظ على سلطته وسلطة عائلته وليكن الثمن ما كان.
غادر آلاف من الناس سورية ويتجه آلاف الى معسكرات اللاجئين المرتجلة التي أُقيمت في تركيا ولبنان والاردن، وتصاحبهم في طريقهم نيران الجنود السوريين وقوى الشبيحة السوريين وعليهم ان يقطعوا احيانا حقول ألغام دُفنت في المدة الاخيرة على طول الحدود لمنع هرب المواطنين. وبرغم ذلك فان المظاهرات مستمرة في حمص وفي مدن اخرى مثل إدلب وحلب، وتمت أمس ايضا مظاهرة كبيرة في شارع بغداد في العاصمة دمشق.
يعمل على مواجهة الجيش السوري الجيش السوري الحر بوسائل ضئيلة. ويبلغ عدد قواته بحسب تقديرات جديدة أكثر من 30 ألف مجند منهم بضعة جنرالات ومئات من الضباط المنخفضي الرتب. لكنه جيش سلاح خفيف وقنابل يدوية وشحنات ناسفة ويعتمد مدده على مهربين لبنانيين ويقوم بمعارك من كمائن. وينجح بين الفينة والاخرى في السيطرة على بلدة صغيرة أو ضاحية أو يأسر مجموعة من الجنود السوريين أو يحتل منشأة عسكرية يرفع علما فوقها. بحسب تقارير من سورية يتمتع بدعم مالي من قطر والسعودية لكنه لا يستطيع ان يكون حتى الآن بديلا عسكريا حقيقيا. ويوجد بين صفوف المنشقين شقاق ينبع من الولاء لقادة مختلفين ولعبة الأنا بين قادة كبار انشقوا ويريدون تولي قيادة الجيش، وبين قائد الجيش العقيد رياض الأسعد. وقد أُنشيء في مدينة حمص 'جيش' آخر من مجموعة منشقين وليس واضحا بأي قدر ينسق مواقفه مع الجيش السوري الحر. وقد يدخل الى هذا الجهاز ايضا نشطاء القاعدة لأنهم يلاحظون فرصة فتح ميدان قتال جديد ديني متطرف بحسب الطراز الذي عملوا به في العراق.
يبدو مع كل ذلك ان المعركة السياسية التي تجري في الامم المتحدة لا تمس سورية. فالصور التي يبثها التلفاز السوري تُظهر مدنا يريد كل مواطن ان يسكنها؛ فشوارع هادئة وعدد قليل من السيارات وموسيقى تطيب للأذن. وحينما تبدأ برامج الكلام يتحدث المحللون السوريون الرسميون عن أن القتلى إن وجدوا قتلهم زعران المعارضة الذين يعملون بحسب أوامر دول عربية اخرى وبحسب تخطيط الغرب.
تم البرهان في مبنى الامم المتحدة اليوم على ان الاسد يستطيع الاعتماد على تأييد روسيا التي استعملت مع الصين نقضا مجلجلا لاقتراح القرار العربي الاوروبي. ولم تثمر المحادثة بين هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية وبين نظيرها الروسي حتى الآن النتيجة المأمولة. فقد رفعت روسيا والصين الاصبع الوسطى في مواجهة الجهد الامريكي والموقف العربي. ولم يؤثر في روسيا اقتراح القرار العربي برغم أنه سُحق سحقا دقيقا ليحرز الدعم الروسي، وعدد القتلى الكبير. أعلن لافروف قبل عدة ايام أن 'روسيا لا ترى الاسد حليفا وهي ليست عاشقة له'، لكنها تريد حلا سورية للازمة لا حلا امريكيا. واذا وجد شخص ما ليقرر هل يمضي الاسد ومتى فسيكون بوتين لا اوباما. وما تزال روسيا تؤمن بقدرة الاسد على البقاء وهي تبذل على الأقل جهدا لصد 'سيطرة' الغرب على الربيع العربي.
لكن حتى لو تم اتخاذ القرار في مجلس الامن فانه كان سيكون قرارا أجوف. فالمعارضة السورية لن توافق على اجراء حوار مع النظام ما بقي الاسد في منصبه، والجيش السوري الحر لن يضع سلاحه، وبذلت الدول العربية أقصى ما تستطيع تقريبا ومن ذلك تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية وفرض عقوبات اقتصادية كبيرة عليها من غير ان تنجح في تغيير موقف الاسد. ان اعلان تونس طرد سفير سورية واعادة سفيرها من سورية لن يؤثر شيئا في الاسد الذي سخر حتى الآن من كل مبادرة عربية وأفشل ايضا عمل المراقبين الذين عاد فريق منهم الى بيوتهم ولا سيما المراقبون من دول الخليج.
الاسد لا يشارك في التقدير الرائج في اسرائيل ايضا الذي يقول ان الاسد سيسقط في نهاية صراع طويل نازف. فهو ما يزال يتمتع بمساعدة مالية ايرانية وعراقية وبعثات سلاح من روسيا. وجيشه برغم الانشقاق الذي اقتطع نحوا من 10 في المائة من حجمه لا يسقط عموده الفقري النظامي وقيادته العليا وما يزال يملك قوات كثيرة ما يزال بعضها مثل سلاح الجو لم يدخل المعركة. وهو ما يزال يستطيع الاعتماد على جر الأرجل والخوف في الغرب من عمل هجومي عليه.