قالت صحيفة الاندبندنت أون صنداي (5/2/2012)، أن استخدام حق النقض (الفيتو) وعدم صدور قرار ضاغط على النظام السوري، يعني إعطاء الضوء الأخضر لنظام الاسد بالقتل في، وهذا ماتم من قصفٍ لحمص ومقتلٍ للعشرات.
وقالت صحيفة الصنداي تلجراف(5/2/2012)، أن التصويت الروسي والصيني بالفيتو ضد مشروع القرار العربي، والذي يطرح خطة للإنتقال السلمي للسلطة في سوريا، يمثل رفضاً للخطة، في الوقت الذي تزايدت فيه أعمال العنف في سوريا لتكون الأسوأ منذ بدأ الثورة السورية، حيث قارب عدد القتلى الـ300 قتيل في الأيام القليلة الماضية، فبعد أيام من المفاوضات الطويلة مع روسيا، أعلنت أنها لا يمكنها أن تدعم قرار يساهم في تنحية الأسد، مما يشكل ذلك تواصلاً للدعم الروسي للنظام السوري، رغم وجود كتلة كبيرة تعارض ذلك من الدول الغربية والعربية.
وفي الشأن السوري أيضاً، ذكرت صحيفة الصنداي تلجراف(5/2/2012)، خبراً عن المظاهرات عند سفارة سوريا في لندن، حيث قالت الصحيفة أن الشرطة اعتقلت عدة أشخاص بعدما تحولت مظاهرات أمام السفارة إلى العنف وبدء المتظاهرين القاء الحجارة على نوافذ المبنى، وحالت قوات الأمن دون اعتلاء بعض المتظاهرين السور الحديدي حول مبنى السفارة لاقتحامها، ولم تقع غير إصابة واحدة نتيجة الصدام بين المتظاهرين، وعددهم حوالى 300 شخص، والشرطة، وجاءت المظاهرات احتجاجا على مقتل حوالى 200 شخص نتيجة القصف الصاروخي الحكومي لمدينة حمص السورية، وهذا في وقتٍ تكررت فيه هكذا مظاهرات أمام السفارات السورية في مصر واليونان والمانيا، فيقول على سبيل المثال بعض منظمي احتجاجات لندن، أن العنف في المظاهرة غير مقصود من البداية، حيث انهم حاولوا الحفاظ على سلمية المظاهرة الا ان الغضب كان شديدا من الأحداث.
تناول "أيان بليك" في مجلة الأوبزرفر (5/2/2012) تداعيات استخدام الفيتو الروسي الصيني المزدوج ضد مشروع القرار الذي يدين النظام السوري في مجلس الأمن. وقال الكاتب إن الفيتو المزدوج أسهم في مزيد من الانقسام الدولي حول ما يحدث في سوريا. ويشير الكاتب إلى أنه رغم مفاوضات اللحظات الأخيرة في مجلس الأمن، لجسر الهوة بين مشروع القرار العربي الغربي، والموقف الروسي والصيني، الرافض لتكرار السيناريو الليبي، استخدم الروس والصينيين الفيتو المزدوج، وأسقطوا مشروع القرار في مجلس الأمن. ويضيف الكاتب إلى أنه لم يبقى إلا انتظار الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" مع رئيس الاستخبارات العسكرية الروسية إلى دمشق الأسبوع المقبل، حيث تراهن موسكو على سيناريو شبيه بالسيناريو اليمني، يوفر للرئيس السوري مخرجاً آمناً.
النظام السوري يرد على التصعيد الغربي ضده بالإفراج عن أبو مصعب السوري
نشرت صحيفة الصنداي تلجراف ايضاً(5/2/2012)، تقريراً عن ابو مصعب السوري المتهم بانه العقل المدبر لتفجيرات لندن قبل سبع سنوات وتقول ان النظام السوري افرج عنه، وتنقل الصحيفة خبر الافراج عن السوري، واسمه مصطفى ست مريم نصار، من معتقله في حلب عن موقع اليكتروني للمعارضة السورية. وكانت المخابرات الامريكية اعتقلته في باكستان على ما يبدو عام 2005 ورحلته الى بلده الاصلي في اطار برنامج نقل السجناء خارج الولايات المتحدة. والى جانب انه مطلوب في بريطانيا فابو مصعب السوري مطلوب ايضا لاتهامه بالمسؤولية عن تفجيرات قطارات مدريد عام 2004 التي اسفرت عن 191 قتيلا وتفجيرات مترو باريس عام 1995. وكانت تفجيرات مترو انفاق لندن في 7 يوليو 2005 اسفرت عن 52 قتيلا و700 مصاب. وتقول الصحيفة ان النظام السوري ربما افرج عن ابو مصعب كرد فعل على الحملة الامريكية والغربية ضده.
تقول "ووندل ستيفنسون" في مجلة النيويوركر (5/2/2012) إلى ترسخ ما تسميه الصحيفة بـ"قواعد حماة" في فكر النظام السوري، حيث أقدم الرئيس الراحل "حافظ الأسد" على تدمير مدينة حماة على رؤوس المتمردين من جماعة الإخوان المسلمين. وتشير الكاتبة إلى أن "الأسد" الأب قد أرسى قاعدة مفادها أن كل من يتحدى النظام فلن يتلقى أي رحمة. وتنقل الكاتبة عن بعض شهود العيان قولهم إن "بشار الأسد" يعد أكثر دموياً وعنفاً من والده، ولعل أبرز دليل على ذلك في رأي الكاتبة، هو قصف مدينة حمص بالدبابات والمدافع تزامناً مع عقد جلسة مجلس الأمن لمناقشة الوضع في سوريا.
وتركز مجلة التايم (5/2/2012) على الحرب الإعلامية والنفسية التي يخوضها طرفي الصراع في سوريا، لفرض وجهة نظره حول طبيعة الأحداث في سوريا منذي عدة أشهر بين نظرية المرامرة الخارجية –الغربية تارة والإسلامية تارة أخرى- وبين استنجاد المعارضة من آلة القتل الخارجية التي تعاقب انتفاضة أهلية سلمية. وتضيف المجلة أنه تصعب في هذه الظروف على وسائل الإعلام الأخرى التأكد من الحقيقة في سوريا.
روبيرت فيسك: الوقت ينفد من يد الاسد وحتى لو نجا فأي سورية هذه التي سيحكم؟
حتى لو نجا الرئيس السوري بشار الاسد من الازمة وحافظ على الحكم اي شكل من سورية سيحكمها خاصة ان عدد القتلى لم يصل بعد الى الرقم الذي وصله والده عندما قمع الانتفاضة في حماة عام 1982.
سؤال طرحه الصحافي المخضرم روبرت فيسك في صحيفة 'اندبندنت'، ويقول انه في اثناء عز الحرب الاهلية الرهيبة في لبنان تنبأ قائلا انه في يوم من الايام سيطلب من الجيش اللبناني ان يقوم بمهمة حفظ السلام في سورية، معلقا انه هذا كان نكتة في حينه، لكن الاحداث المتتابعة في سورية تنبىء بتحقق هذه النبوءة.
ومع ذلك يرى الكاتب ان سورية 'قلب الامة العربية' لديها سجل في تحدي القوى الغربية وان تلعب اللعبة وحدها. ويضيف ان حكامها من اكثر القادة في المنطقة تصلبا وصمودا، فهم متعودون على تلقي السهام والمقاليع من اصدقائهم واعدائهم على حد سواء، فرد سورية بلا على سلام مع اسرائيل بدون انسحاب كامل من الجولان يشبه 'لا' ديغول الشهيرة للبريطانيين للانضمام للاتحاد الاوروبي.
يقول روبرت فيسك، صحيح ان النظام لم يواجه معارضة على هذه القاعدة التي نراها، كما ان عدد الضحايا لم يصل الى ما وصله في حماة، لكن ما يجعل النظام في وضع خطير هو طبيعة الثورة التي شملت كل البلاد، واستمرار انشقاق الجنود عن الجيش، وخسارة النظام لكل اصدقائه العرب باستثناء لبنان، اضافة للحرب الاهلية التي تتطور ببطء، وهذا يجعل ما يحدث من اخطر اللحظات التي تواجهها سورية منذ استقلالها عن الفرنسيين. ثم يتساءل الكاتب عن مصير الاسد والطريقة التي سيظل فيها بالحكم، وهنا يقدم العوامل التي تلعب في صالحه، اولاها الموقف الروسي، حيث لا يريد قادة الكرملين ان يواجهوا نفس السيناريو الذي واجهوه عندما امتنعوا عن التصويت على قرار الحظر الجوي على ليبيا وهو ما ادى لسقوط حكم القذافي.
واضافة للروس هناك الايرانيون، والتي تظل سورية بالنسبة لها جسرها للعالم العربي، كما ان شكوك ايران بأن حليفتها سورية تتعرض لهجوم دولي بسبب الحلف بينهما قد يكون صحيحا، وهناك اسرائيل التي تخشى من نظام جديد يحل محل نظام الاسد الذي قد يغير المعادلة التي استقرت منذ اكثر من اربعين عاما. وتظل سورية كما يقول فيسك 'رمزا'، ففي عيون العرب هي التي وقفت وتحدت الغرب وحيدة، حيث رفصت السلام غير العادل بين مصر واسرائيل، وهي وحدها من منعت ياسر عرفات من دخول اراضيها بسبب اتفاق اوسلو. وهي الدولة التي تحدت الاحتلال الروسي عام 1920، ومرة اخرى عام 1946 حتى حرق البرلمان السوري على رأس من في داخله. ويضيف انه في الوقت الذي اختار فيه اللبنانيون نسيان تاريخهم بعد الحرب، فهذا لا يلغي حقيقة ان معظم اللبنانيين بعد الحرب العالمية الاولى عبروا عن رغبتهم في ان يكونوا جزءا من سورية بدلا من العيش كدولة مستقلة تحت استعمار الفرنسيين. وكما يحب الامريكيون ان يزعموا فان سورية خسرت اراضي، فهي خسرت لبنان نتيجة المؤامرات الفرنسية، وخسرت لواء الاسكندرون عام 1939 بعد عملية استفتاء مزيفة حيث اعطته فرنسا لتركيا على امل ان ينضم الاتراك الى جانب الحلفاء ضد تركيا، كما ان سورية خسرت الجولان عام 1967، وهناك كما يقول الكاتب تعاطف واحترام في العالم العربي لبشار الاسد فهو ليس متزلفا كمبارك ومجنونا كالقذافي. ومع ذلك فالعقيدة البعثية لا تمثل العروبة. مشيرا الى ان عقودا من الحكم لم تخلص سورية من الفساد والديكتاتورية، وقد استخدمت الدول العربية تبريرات مثل ان الديكتاتورية افضل من الفوضى، والسلام افضل من الحرية، والعلمانية افضل من الطائفية، حتى لو حكمت سورية اقلية علوية. وهنا يعود فيسك الى الحرب الاهلية في لبنان التي على السوريين ان ينظروا اليها واثارها، وان فكرة قوات لبنانية لحفظ السلام حيث كل الطوائف الموجودة في لبنان يمكن ان تخفف من حدة الحرب الاهلية.
ويختم بالقول ان النظام السوري على ما يبدو سيقف في المعركة وحيدا، فعقيدة الاسد، الاب والابن كانت دائما تقوم على الصبر والامساك بالسلطة مهما كانت التحديات والشجب من بقية العالم وايا كانت التهديدات من اسرائيل وامريكاـ وفي النهاية فان عجلة الحظ ستدور في صالحهم. ولكن المذبحة الرهيبة في حمص، وقطع الرؤوس والتعذيب تقترح ان الوقت ينفد من يد الاسد، فالشعب السوري يموت كما الشعب في اليمن وليبيا ومصر لانهم يريدون ان يحكموا بكرامة. ومعركة السوريين بدأت تصيب لبنان بعدوى الطائفية ومع ان هذا لن يهمهم. لكن ما يهم هو ان المعركة من اجل البقاء هو فعل رهيب وبشار الاسد لا يزال يؤمن بانه قادر على الخروج من الازمة من خلال اصلاحاته قبل ان تنهار سورية. ولا احد خارج سورية يؤمن بانه قادر على النجاة و'على افتراض انه نجا فما هي طبيعة سورية التي يحكمها' بعد حمام الدم. ووصفت 'اندبندنت' الموقف السوري بانه لعبة مزدوجة، حيث قالت انه على الرغم من الجهود والنقاش حول القرار الذي تطالب به الجامعة العربية مجلس الامن لانهاء العنف وتسليم الاسد لنائبه الا انه لن يقنع الجانب الروسي والتي ترى فيه على لسان نائب وزير الخارجية بانه طريق للحرب الاهلية. وترى الصحيفة ان روسيا لديها اسبابها الخاصة لان قرارا يعني انزلاقا نحو تدخل عسكري على غرار ما حدث في ليبيا، كما ان روسيا تخشى من الفوضى التي ستتبع انهيار نظام الاسد، كما ان روسيا ستخسر ماء وجهها حالة تراجعت عن موقفها. وتشير الى ان داعمي الموقف الروسي يقولون انها تقوم بمبادرتها لحل الازمة، مع انه لا يعرف مدى صدقية هذه الجهود خاصة ان المبادرة التي تقوم على اجراء حوار بين النظام والمعارضة لم توجه دعوة الى الجماعات المعارضة الكبيرة. وتعتقد ان الموقف الروسي ليس وحده الذي يجعل النظام يتخندق من اجل منع الشعب السوري الانضمام للربيع العربي، فهناك القوة التي يتمتع بها النظام والتي لا تملك المعارضة ما يقابلها.
وكل هذا لا يعفي روسيا من المسؤولية لانها لا تزال تزود النظام بالاسلحة حيث وقعت معه صفقة بقيمة 550 مليون دولار لتزويده بمقاتلات، وتختم بالقول انه لم تكن روسيا قادرة على دعم المبادرة العربية بناء على الموقف الانساني الواحد فعليها على الاقل الامتناع عن استخدام الفيتو. وفي افتتاحية 'الغارديان' تحدثت عن الموقف الروسي وقالت ان موسكو تدعم خاسرا وستخسر اخر حليف لها في العالم العربي الديمقراطي بعد نهاية القذافي حليفها الاخر.
وفي الافتتاحية اشارت الى ان الجامعة العربية وبسبب ليبيا وسورية اصبحت في مركز الدبلوماسية العربية على الرغم من انه لم يكن لها اي دور او يلتفت احد لما تقوله. ومع الجامعة العربية فان الملكيات العربية التي ليست بمعزل عن التهديدات التي يتعرض لها النظام تقوم بقيادة الجهود ضد سورية. مشيرة الى الدور الذي تلعبه السعودية واصبحت في مقدمة العاملين ضد النظام السوري. وترى الصحيفة ان مبادرة الجامعة العربية لمجلس الامن تملك القدرة على عزل روسيا ومن هنا فعلى روسيا الاجابة عن سؤالين، الاول ان استمرارها تزويد الاسلحة للاسد فانها تدعم خاسرا. اما السؤال الثاني فانها في الطريق لخسارة اخر حليف لها في الشرق الاوسط الديمقراطي الجديد. وتعتقد الصحيفة ان روسيا مخطئة عندما ترى في صياغة مشروع القرار المقدم من الجامعة العربية دافعا للحرب الاهلية بل ان استمرارها في دعم الاسد هو ما سيؤدي للحرب الاهلية. وهذه الحرب ستؤدي الى ما ادت اليه الحرب في ليبيا، تصفية حسابات.