الجمعة 19 رمضان 1445 هـ الموافق 29 مارس 2024 م
التقرير الإعلامي 411 - تحرير كتيبة وسرية في درعا واندماجات في حلب - 13 أيلول/سبتمبر 2013
الجمعة 7 ذو القعدة 1434 هـ الموافق 13 سبتمبر 2013 م
عدد الزيارات : 2608
فعاليات الثورة:
انتهاكات النظام الأمنية والعسكرية:
المقاومة الحرة:
المعارضة السورية:
النظام الأسدي:
المواقف والتحركات الدولية:
آراء المفكرين والصحف:
أسماء ضحايا العدوان الأسدي في يومين:

أميركا أصبحت لا تتوقع تفويضا من مجلس الأمن للضربة العسكرية لسوريا، والمعارضة السورية في تقدم واضح في درعا، وتعلن أنها غير مقتنعة بتغطية جرائم النظام بغطاء الأسلحة الكيماوية وتسليمها تحت الرقابة الدولية، الأمر الذي جعل الأسد يضع شروطه قبل تنفيذ المبادرة ويطلب مهلة شهر كامل، ويستخدم الكيماوي مرة أخرى في حي جوبر بدمشق ، في ظل اجتماعات متعددة حول الملف السورية بعضها لترتيب شأن المعارضة وبعضها للدعم وغير ذلك.

فعاليات الثورة:

مظاهرات الجمعة:
انطلق السوريون في جمعة جديدة تحت اسم "القاتل بحماية المجتمع الدولي" في الوقت الذي يستمر فيه المجتمع الدولي بالمماطلة في معاقبة نظام الأسد على انتهاكه القوانين الدولية .
وقد رفع نشطاء اللجان في كل من الزبداني ودوما في ريف دمشق وطفس وابطع في درعا وجبلة في اللاذقية شعارات تستنكر مسامحة نظام الأسد مقابل تسليم سلاحه الكيماوي.
وكأنه تفويض للنظام بقتل شعبه مستخدما باقي الأسلحة محاولين صرف النظر عن باقي المجازر اليومية واختزالها باستخدام الكيماوي فقط وأن ما يجري من مبادرات ما هي إلا مناورة واتخاذ موقف حازم في معاقبة النظام المجرم  والاستمرار في تدمير سوريا. (1)
وبلغ عدد التظاهرات في سوريا 95 مظاهرة منها 25 في دمشق وريفها و15 في حلب و3 في إدلب و1 في حماه و2 في حمص و46 في دير الزور و3 في درعا. (4)
وكانت التظاهرات تحت شعار "جمعة القاتل بحماية المجتمع الدولي"، في إشارة إلى رفضهم للمبادرة الروسية التي تجنب النظام ضربة عسكرية أميركية إذا ما تخلى عن سلاحه الكيميائي.
فقد خرجت مظاهرات في ريف إدلب وحماة وريف دمشق ودرعا وحمص وحلب، وأكدت جميعها على المضي في مساعيهم لإسقاط النظام والانخراط في الثورة والجهاد في سبيل الله.(6)

انتهاكات النظام الأمنية والعسكرية:

أعداد القتلى في يومين:
قتل نظام الأسد يومي الخميس والجمعة 172 شخصا، معظمهم في درعا وحلب ودير الزور وريف دمشق، حيث قتل 11 شخصا في الاشتباكات في قرية الشيخ سعد في درعا و16 في المنطقة ذاتها يوم الجمعة، وقتل 4 تحت التعذيب في فرع المخابرات الجوية بدمشق، و4 آخرون بنفس السبب يوم الجمعة، و5 في معرة النعمان نتيجة القصف و3 في الحسكة نتيجة القصف أيضا، وبين الشهداء ملازم منشق ومجندان منشقان و14 طفلا و9 نساء. (2)
وتوزع أعداد القتلى في المحافظات:
في درعا 50 بينهم ملازم منشق و3 نساء و4 أطفال وناشط إعلامي وشخص تحت التعذيب، وفي حلب قتل 20 بينهم امرأة و3 أطفال ومسعف ومجند منشق، وفي دير الزور 22 بينهم مجند منشق، وفي إدلب 23 بينهم امرأتان و4 أطفال وفي حماة 9 بينهم شخص تحت التعذيب، وفي دمشق وريفها 26 بينهم 3 نساء و2 تحت التعذيب، وفي الحسكة 5 بينهم طفلان، وفي حمص 5 بينهم طفل، وفي القنيطرة 8 بينهم طفل ومجند منشق، وفي الرقة شخص واحد. (2)
غارات جوية ومدفعية:
شن الطيران الحربي غارات على حي برزة في شمال دمشق. كما قصفت قوات النظام بالطائرات والمدفعية مدن داريا ودوما ومعضمية الشام بريف دمشق، مما أدى إلى احتراق وتدميرعدد من المنازل وجرح عشرات الأشخاص.(6)
غازات كيماوية من جديد في حي جوبر:
استهدفت قوات النظام الخميس بالغازات السامة حي جوبر في دمشق ما أدى إلى إصابة عدد كبير من الأشخاص بحالات اختناق وظهرت عليهم علامات التسمم واحمرار العينين والتشنج.(3)
إعدامات ميدانية غامضة:
كشفت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية أن «القوات النظامية السورية وقوات موالية لها قامت بإعدام ما لا يقل عن 248 شخصا في بلدتي البيضا وبانياس يومي 2 و3 مايو (أيار) الماضي، في واحدة من عمليات الإعدام الجماعي الميداني الأكثر دموية منذ بداية النزاع في سوريا».
ورجحت المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان في تقرير أن «يكون عدد الوفيات الفعلي أعلى، خصوصا في بانياس، بالنظر إلى صعوبة الوصول إلى المنطقة لإحصاء الموتى».(5)

المقاومة الحرة:

سيطرة على كتيبة الدبابات وسرية الإشارة والرحبة وعدد من السرايا ومستودع:
سيطر الجيش السوري الحر الجمعة على كتيبة الدبابات وسرية الإشارة والرحبة في مدينة نوى بدرعا، بالإضافة لمخفرين كما سيطر على أربع دبابات وأسلحة وذخائر متنوعة ودمر أربعة دبابات أخرى وسط اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في المنطقة  أدت إلى استشهاد 11 شخص وجرح آخرين، هذا وقد سيطر الجيش الحر في قرية عدوان  على سرية الهندسة وسرية ال م د في القرية بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام. في حين قصفت قوات النظام بلدة الشيخ مسكين والشيخ سعد بريف درعا بقذائف الهاون ما أسفر عن استشهاد 6 أشخاص ووقوع عدد من الجرحى في المنطقة.
سيطر الجيش السوري الحر على  مستودعات اللواء 66 بحماة، في حين قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة كلا من كفر نبودة والحويز والرحبة والحمرا ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين و ودمار في المباني السكنية. (3)
وأفاد المكتب الإعلامي في مدينة نوى أن «مقاتلي «الحر» تمكنوا من تحرير 14 حاجزا في يوم واحد، كما قاموا بالسيطرة على كتيبتي «الشيلكة والطبية». وتقع مدينة نوى في ريف درعا الغربي، وهي من كبرى مدن المحافظة، وتبعد 80 كلم عن مدينة دمشق، و35 كلم عن مدينة درعا، و10 كلم عن هضبة الجولان، ويتمركز فيها اللواءان 61 و112.(5)
قصف معاقل للنظام:
وفي حلب، قال ناشطون إن الجيش الحر قصف معاقل للجيش النظامي والشبيحة في حي الأشرفية، وقال الناشطون إن الجيش الحر استهدف قناصة للنظام كانوا على أسطح المباني في الحي. (6)
اندماج فصائل عسكرية في حلب:
وقد أعلن قادة عسكريون في المعارضة السورية بمدينة حلب اندماج فصائلهما المقاتلة في فصيل واحد، حيث أعلن في احتفال رسمي انضمام لواء الفتح إلى لواء التوحيد وانضوائهما تحت قيادة عسكرية وسياسية واحدة.
ودعا القائمون على هذه الخطوة بقية الفصائل إلى التوحد من أجل تقوية صفوف المعارضة المسلحة. (6)
انشقاق دبابات:
قام عدد من دبابات قوات النظام بالانشقاق عنه على الأوتستراد الدولي في دمشق أثناء ضرب حي القابون الجمعة ومحاولة قوات النظام اقتحام المنطقة. (3)
لواء التوحيد ينفي الدعم العسكري الأمريكي لمقاتليه:
ردا على ما تناقلته وسائل الإعلام حول الدعم العسكري الأمريكي للجيش السوري الحر، نفى لواء التوحيد في بيان له الخميس التصريحات الصحفية التي نسبتها الوسائل الإعلامية لقائد اللواء عبد القادر صالح حيث أشار البيان إلى أنه "لم يكن بالأصل أي مؤتمر صحفي لا من قريب ولا من بعيد، ولم يزودنا أحد بأي نوع سلاح فتاك أو غير فتاك".(3)

المعارضة السورية:

رفض للمبادرة الروسية ومطالبة بمحاسبة النظام ودعم تسليح المعارضة:
رفضت هيئة أركان الجيش السوري الحر في الائتلاف الوطني السوري الخميس المبادرة الروسية وطالبت المجتمع الدولي بعدم الاكتفاء بإخضاع الترسانة الكيماوية السورية للرقابة الدولية. مشيرة إلى ضرورة محاسبة النظام المسؤول عن ارتكابه للجرائم الكيماوية ضد المدنيين في سوريا.
فيما دعا قائد هيئة أركان الجيش السوري الحر سليم إدريس الدول الداعمة للثورة السورية بزيادة كمية السلاح النوعي للمقاتلين السوريين من أجل حسم المعركة وإيقاف نزيف دماء الشعب السوري.
هذا وقد وصف الائتلاف الوطني السوري المبادرة الروسية بوضع السلاح الكيميائي السوري تحت الرقابة الدولية بالمناورة السياسية التي تسعى لكسب الوقت وإعطاء المهل لنظام "أوغل بشراكة حلفائه في سفك دماء الشعب السوري". ولفت الائتلاف إلى افتقار المبادرة لأسس نجاحها والمتمثلة بانعدام الثقة بالنظام  فقد أشار البيان إلى أن "المبادرة تتطلب الثقة ببشار الأسد الذي قتل عشرات الألوف وأنكر امتلاكه للسلاح الكيميائي منذ أقل من أسبوع، كما تتطلب الثقة بالحكومة الروسية التي تواصل دعمها للأسد بالسلاح والمال ليقتل أبناء الشعب السوري".(3)
النظام يخطط لنقل ترسانة الكيماوي إلى العراق وحزب الله:
اتهمت المعارضة السورية نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالتخطيط لنقل «جزء من ترسانته من الأسلحة الكيماوية» إلى العراق وحزب الله في لبنان، عبر «فيلق القدس» الإيراني، غداة إعلان الأسد توقيع بلاده على معاهدة الانضمام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وغداة إمهال واشنطن دمشق 30 يوما للكشف عما تملكه من أسلحة كيماوية.
وأكد المنسق الإعلامي والسياسي للجيش السوري الحر لؤي المقداد أن النظام السوري «بدأ بالتحضير لنقل جزء من ترسانته إلى العراق بإشراف فيلق القدس الإيراني»، موضحا أن النظام الآن «يعيد الترسانة الكيماوية العراقية التي أرسلها (الرئيس العراقي السابق) صدام حسين إلى سوريا قبل الحرب الأميركية على العراق، ويضيف إليها جزء من مخزونه الخاص من هذه الأسلحة».(5)
لقاء تشاوري للجنة الائتلاف القانونية يسعى لتوحيد المنظومات القضائية:
برعاية اللجنة القانونية للائتلاف الوطني السوري انعقد لقاء تشاوري في اسطنبول الخميس، ضم مجموعة من ممثلي القضاة العاملين والمنشقين، بالإضافة للعاملين في الهيئات الشرعية داخل المناطق المحررة. وحضر اللقاء رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني هيثم المالح وعدد من أعضائها منهم الدكتور هشام مروة وأ.مروان حجو. وأشار مروة في تصريح خاص للمكتب الإعلامي في الائتلاف أن اللقاء سيبحث الحلول الممكنة للمشكلات التي تعترض القضاة أثناء عملهم في المرحلة الحالية، إضافة لتحديد الاستراتيجيات الضامنة لتأسيس مجلس قضاء أعلى يوحد جميع المؤسسات القضائية والمحاكم العاملة في الميدان. (3)
اجتماع الهيئة العامة للائتلاف:
عقدت الهيئة العامة للائتلاف المكونة من 115 عضوا اجتماعا ليومين يبدأ الجمعة بهدف «مناقشة وتداول الاستحقاقات الهامة والمستعجلة على الصعد السياسية والعسكرية، وتدارس الخطط المتعلقة بملفات داخلية باتت هامة وملحة في الفترة الراهنة». كما أفاد بيان صادر عن الائتلاف الخميس. وتؤشر الفقرة الأخيرة في البيان إلى موضوع الحكومة الانتقالية التي يفترض أن يسمى رئيس جديد لها بعد استقالة أول من كلف بتشكيلها غسان هيتو في يوليو (تموز) الماضي بعد أشهر من المراوحة وعجزه عن تأليف الحكومة.(5)
انضمام النظام إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية سقوط لورقة التوت:
اعتبر الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري لؤي صافي الجمعة انضمام النظام إلى اتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين الأسلحة الكيميائية وتدميرها، سقوط "لا ريب فيه لورقة التوت" المتمثلة بالممانعة، والتي طالما تغنى النظام بها على مدار العقود الماضية حسب قوله. مشيرا إلى أن التهديد الدولي بضرب مواقعه العسكرية أرجع النظام عن مواقفه التي سماها بـ "الخلبية". ونوّه صافي إلى أن عجز النظام عن تحقيق السلام مع الشعب السوري دفعه لعقد صفقة تنازل عن سلاحه الذي سماه طيلة السنوات الماضية بالشرف العسكري، مضيفا إلى أن "موافقة الأسد على تسليم السلاح الكيماوي تدلّ على أنه فضّل عقد السلام مع الأعداء على حساب الشعب السوري".(3)

النظام الأسدي:

الأسد يضع شروطا قبل تنفيذ الخطة الروسية:
رفع الرئيس السوري بشار الأسد راية التحدي بوضعه شروطا جديدة قبل تنفيذ الخطة الروسية الداعية لوضع ترسانة بلاده من الأسلحة الكيماوية تحت الرقابة الدولية، وقال الأسد في حديث مع قناة «روسيا 24» الخميس إن تنفيذ الخطة الروسية «يعتمد بالدرجة الأولى على تخلي الولايات المتحدة عن سياساتها العدوانية تجاه سوريا..وعندما ترى سوريا أن الولايات المتحدة صادقة في توجهاتها تجاه الاستقرار والتوقف عن التهديد والعمل من أجل العدوان وإرسال السلاح للإرهابيين». (5)

المواقف والتحركات الدولية:

أميركا: توقع بعدم التفويض:
قال مسؤولون كبار في البيت الأبيض الجمعة إن الولايات المتحدة لا تتوقع تفويضاً من مجلس الأمن الدولي بشن ضربات عسكرية ضد النظام السوري بسبب معارضة روسيا المحتملة لقرار بهذا الشأن.
وتوحي تصريحات هؤلاء المسؤولين بأن واشنطن لن تصر على أن يتضمن قرار الأمم المتحدة استخدام القوة.
وأوضح المسؤولون -الذين تحدثوا إلى عدد من الصحفيين بشرط عدم ذكر أسمائهم- أن الولايات المتحدة سوف تُلح بدلاً من ذلك على أن يشمل القرار جملة من العواقب التي ستترتب على سوريا إذا رفضت التخلي عن الأسلحة الكيميائية على نحوٍ يمكن التحقق منه. (6)
توافق رباعي عربي فرنسي لدعم المعارضة السورية:
توصلت فرنسا والسعودية ودولة الإمارات والأردن الجمعة إلى توافق حول تعزيز دعمهم للمعارضة السورية. جاء ذلك بعد اجتماع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الإليزيه، بعد الظهر مع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، والشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي، وناصر جودة وزير الخارجية الأردني. وأصدر قصر الإليزيه في المساء بيانا جاء فيه أن الاجتماع توصل لـ«الحاجة لزيادة الدعم الدولي للمعارضة السورية الديمقراطية لتمكينها من مواجهة عمليات النظام الهجومية، الذي تخدم مواقفه الحركات المتشددة وتهدد الأمن الإقليمي والدولي». وأضاف البيان أن اللقاء «وفر الفرصة لفرنسا لتنسيق المواقف» مع الأطراف العربية الثلاثة بشأن المراحل اللاحقة للأزمة السورية.(5)
أوباما يأمل نجاح خطة تفكيك الترسانة السورية:
أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما الجمعة عن أمله في أن تنجح المحادثات الخاصة بخطة تفكيك ترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية، مؤكداً أن أي اتفاق يجب أن يكون "ملزماً وقابلاً للتحقق منه".
وقال أوباما في تصريحات صحفية بعد اجتماعه في البيت الأبيض مع أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح "اتفقت مع الأمير على أملي في أن تؤتي المحادثات الجارية حالياً بين وزير الخارجية (الأميركي جون) كيري ونظيره الروسي (سيرغي) لافروف ثمارها". (6)
الرئيس التركي: القتل في سوريا ليس مقتصرا على الكيماوي:
أشار الرئيس التركي عبد الله غل الخميس إلى عدم بلورة الاقتراح الروسي قائلاً إن «المسألة لا تقتصر على الأسلحة الكيماوية»، مشيراً إلى أن القتل في سوريا لا يقتصر على السلاح الكيماوي فقط. هذا وقد وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب آردوغان المبادرة الروسية على أنها مضيعة للوقت ولا تعدو عن كونها مناورة سياسية.(3)
الاستخبارات الفرنسية رصدت الهجوم الكيماوي في نفس اليوم:
في غضون ذلك، أكد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان الجمعة أن الهجوم الكيماوي الذي وقع في 21 أغسطس (آب) في غوطة دمشق الشرقية وحملت باريس مسؤوليته إلى النظام السوري، رصدته أجهزة الاستخبارات الفرنسية في اليوم نفسه. وتحدث الوزير في ختام زيارة إلى مديرية الاستخبارات العسكرية في قاعدة كراي في شمال باريس، مؤكدا أن «الاستخبارات في قلب استقلالية التقييم والقرار في فرنسا». (5)
روسيا تسلم خطة إجراءات وضع الترسانة الكيماوية تحت الرقابة الدولية:
سلّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واشنطن الخميس خطة إجراءات وضع الترسانة الكيماوية تحت الرقابة الدولية، فيما اشترط بوتين إعلان واشنطن التخلي عن الخيار العسكري من أجل أن تأخذ الخطة «مغزى حقيقياً وتغدو قابلة للتطبيق» حسب قوله. وأعلنت موسكو أن المحادثات الروسية الأميركية التي ستنطلق اليوم في جنيف ستستمر عدة أيام  وتهدف إلى «تنسيق المواقف للخروج بمشروع قرار يقدم إلى مجلس الأمن». وأعرب بوتين عن أمله في أن «لا تكتفي سوريا بوضع سلاحها الكيماوي تحت رقابة دولية، بل أن توافق أيضاً على إتلافه لاحقاً، والانضمام إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية».(3)
كيري يرفض مهلة الشهر التي وضعها الأسد:
وردا على شروط الأسد التي وضعها قبل تنفيذ الخطة الروسية التي تدعو إلى وضع ترسانة بلاده من الأسلحة الكيميائية تحت الرقابة الدولية رفض وزير الخارجية الأميركي جون كيري الخميس في جنيف مهلة الشهر التي وضعها الرئيس السوري قبل تقديم البيانات المطلوبة عن مخزون سوريا الكيميائي للأمم المتحدة.(5)
تسوية الأسلحة الكيماوية تذهب جدوى الضربة العسكرية:
صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس أن تسوية مشكلة الأسلحة الكيماوية السورية «تجعل من غير المجدي توجيه أي ضربة ضد سوريا».
وقال لافروف في مؤتمر صحافي في جنيف قبل بدء مفاوضاته مع نظيره الأميركي جون كيري «ننطلق من مبدأ أن تسوية هذه المشكلة تجعل من غير المجدي توجيه أي ضربة ضد سوريا. ونحن مقتنعون بأن شركاءنا الأميركيين يفضلون بقوة حلا سلميا لهذه المشكلة».(5)
كيري ولافروف يمهدان لـ جنيف 2:
اتفق وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري، ونظيره الروسي سيرغي لافروف على الاجتماع مرة أخرى في نيويورك لبحث «جنيف 2»، وقررا استئناف الاجتماع في 28 الشهر الحالي، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.(5)
توافق روسي أميركي على أن الحل السياسي هو الأنسب:
وفي السياق أعلنت وزارة الخارجية الروسية الجمعة أن هناك توافقاً روسياً أميركياً أممياً على أن الحل السياسي هو الأنسب لوقف العنف في سوريا، وأن اجتماعا سيعقد قبل نهاية هذا الشهر لتحديد موعد عقد مؤتمر "جنيف 2".
غير أن الأمين العام للأم المتحدة بان كي مون بدا مرتاباً من نية حكومة دمشق إزاء التخلص من ترسانتها الكيميائية.(6)
إشادة روسية بانضمام سوريا إلى معاهدة حظر الكيماوي:
أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بموافقة النظام بالانضمام لمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية وقال إنه يظهر صدق نيته في إنهاء الصراع. هذا وقد رحب الاحتلال الإسرائيلي -الذي رفض سابقا الانضمام إلى هذه المعاهدة- بالمبادرة الروسية القاضية بوضع الترسانة الكيماوية السورية تحت الرقابة الدولية معربا عن أمله في إنهاء المأساة والتهديد المحتمل الذي تعاني بلاده منه فقال: "لا يمكنني القول أن لدينا ثقة كاملة بتحقيق المبادرة ولكن إذا كان هذا الاقتراح الروسي سيؤدي فعلا إلى تفكيك وإزالة الأسلحة الكيماوية من سوريا، فإني عندئذ أعتقد أن هذه وسيلة مرضية لإنهاء هذه المأساة التي تهدد بلادي". (3)
تشكيك إيراني بشأن التراجع الأميركي عن الضربة:
شكك مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي بجدية أوباما حول تراجعه عن الضربة العسكرية وانتظار نتائج الاقتراح الروسي بوضع الترسانة الكيماوية السورية للمراقبة، فقال خامنئي: «نأمل أن تكون مقاربة الولايات المتحدة الجديدة حيال سورية جدية وألا تكون لعبة سياسية». ولفت إلى أن إيران «تتابع عن كثب وبتيقظ الأحداث في المنطقة»، متهماً الولايات المتحدة بالسعي إلى إشعال حرب في المنطقة من أجل حماية مصالحها حسب قوله.(3)
إسرائيل تؤيد المبادرة الروسية على حذر:
أيدت إسرائيل، الخميس بشكل حذر ومشروط، الخطة الروسية لوضع الأسلحة الكيماوية في سوريا تحت وصاية دولية، في الوقت الذي هددت فيه بالتدخل مباشرة إذا كان مصير مثل هذه الأسلحة في يد منظمات مثل حزب الله اللبناني، أو إذا فشلت الخطة برمتها، ولم تتدخل الولايات المتحدة.
وقال وزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينتز، المقرب جدا من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو: «لا يمكنني أن أقول إن لدينا ثقة كاملة في المقترح الروسي، لكن إذا كان سيؤدي فعلا إلى تفكيك وإزالة الأسلحة الكيماوية من سوريا، فذلك بالنسبة لنا وسيلة لإنهاء هذه المأساة والتخلص من هذا التهديد».(5)

آراء المفكرين والصحف:

في مقال للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ترجمه بـ:
"دعوة روسية للحذر"
عبر بقوله:
دفعتني الأحداث الأخيرة التي تكتنف سوريا إلى الحديث بشكل مباشر مع الشعب الأميركي وقادته السياسيين. من المهم أن نفعل ذلك في وقت تبدو فيه الاتصالات ضئيلة بين مجتمعينا.
لقد مرت العلاقات بيننا بمراحل مختلفة. وقف بعضنا ضد بعض خلال الحرب الباردة، لكننا كنا حلفاء أيضا في السابق، وهزمنا النازيين معا. ثم أنشئت المنظمة الدولية حينئذ - الأمم المتحدة - لمنع تكرار وقوع مثل هذا الدمار مرة أخرى.
وقد أدرك مؤسسو الأمم المتحدة أن القرارات التي تؤثر في الحرب والسلم يجب أن تأتي فقط من خلال توافق الآراء، وبموافقة أميركا صار حق النقض الذي تمتلكه الدول صاحبة العضوية الدائمة في مجلس الأمن مصونا في ميثاق الأمم المتحدة. وكانت الحكمة من هذا توطيد استقرار العلاقات الدولية لعقود.
لا أحد يريد أن تعاني الأمم المتحدة ذات مصير عصبة الأمم من قبلها، التي انهارت بسبب افتقارها إلى نفوذ حقيقي. إن انهيار الأمم المتحدة ممكن ما دامت «الدول المؤثرة تتجاهل الأمم المتحدة وتلجأ إلى العمل العسكري دون تفويض من مجلس الأمن الدولي. فسوف تؤدي الضربة المحتملة التي قد توجهها الولايات المتحدة إلى سوريا، رغم معارضة عدد كبير من الدول والشخصيات السياسية والدينية وضمنهم بابا الفاتيكان، إلى سقوط عدد كبير من الضحايا الأبرياء وتصعيد العنف واحتمالية انتشار الأزمة إلى خارج حدود سوريا في المستقبل. كما يمكن لضربة عسكرية أن تؤدي إلى اندلاع موجة جديدة من الإرهاب. وقد تقوض الجهود متعددة الأطراف التي تبذل من أجل تسوية المشكلة النووية الإيرانية والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، ناهيك عن أنه قد يسفر عن تكريس حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد ينسف منظومة القانون والنظام الدوليين.
إن ما يجري في سوريا ليس كفاحا من أجل بسط الديمقراطية، بل مواجهة مسلحة بين الحكومة والمعارضة في دولة أساسا متعددة الأديان. هناك مؤيدون قلائل للديمقراطية في سوريا، لكن هناك ما يكفي من مقاتلي «القاعدة» والمتطرفين من جميع المشارب يقاتلون الحكومة. وقد صنفت الحكومة الأميركية جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام، اللتين تقاتلان في صفوف المعارضة، كمنظمتين إرهابيتين. هذا الصراع الداخلي، الذي غذته الأسلحة التي تقدم للمعارضة، أحد أكثر الصراعات دموية في العالم.
إن قتال المرتزقة من دول عربية يقاتلون هناك، ومئات من المتشددين من الدول الغربية وحتى روسيا، مسألة تستدعي قلقنا العميق. أليس من المتوقع أن يعودوا إلى بلداننا يحملون الخبرة اكتسبوها في سوريا؟ الخلاصة أنه، بعد القتال في ليبيا، انتقل المتطرفون إلى مالي. وهذا يهددنا جميعا.
دعت روسيا منذ البداية إلى حوار سلمي يمكن السوريين من وضع خطة تسوية من أجل مستقبلهم. نحن لا نحمي الحكومة السورية، بل القانون الدولي. نحن بحاجة إلى استخدام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ونعتقد أن الحفاظ على القانون والنظام في عالم اليوم المعقد والمضطرب أحد الطرق القليلة للحفاظ على العلاقات الدولية من الانزلاق إلى الفوضى. فالقانون لا يزال هو القانون، ويجب علينا الالتزام به سواء أحببنا ذلك أم لا. وبموجب القانون الدولي الحالي، لا يسمح بالقوة إلا في حالة الدفاع عن النفس أو عن طريق قرار من مجلس الأمن. وأي شيء آخر هو أمر غير مقبول بموجب ميثاق الأمم المتحدة ويشكل عملا من أعمال العدوان.
لا أحد يساوره الشك في أن ثمة غازا ساما استخدم في سوريا، لكن هناك من الأسباب ما يدفعنا إلى الاعتقاد بأنه لم يستخدم من قبل الجيش السوري، بل إنها قوات المعارضة التي تقف إلى جانب الأصوليين بغية تحريض ولاة نعمتها الأقوياء على التدخل. وقد أشارت التقارير إلى أن المقاتلين يعدون لشن هجوم آخر - هذه المرة إسرائيل - لا يمكن تجاهله.
ما يثير القلق هو أن التدخل العسكري في النزاعات الداخلية في الدول الأجنبية قد أصبح أمرا مألوفا بالنسبة للولايات المتحدة. فهل هذا في مصلحة أميركا على المدى الطويل؟ أشك في ذلك. فالملايين في جميع أنحاء العالم لم تعد ترى أميركا بوصفها نموذجا للديمقراطية، بل على أنها أضحت تعتمد على القوة الباطشة التي تستجمع حولها حلفاء وفق مبدأ «من ليس معنا فهو ضدنا».
لكن تلك القوة أثبتت «عقمها وعدم جدواها، فأفغانستان تترنح، ولا أحد يستطيع أن يتوقع بما سيحدث بعد انسحاب القوات الدولية. وليبيا انقسمت إلى قبائل وعشائر. وفي العراق لا تزال الحرب الأهلية تحصد العشرات كل يوم. وفي الولايات المتحدة يستخلص الكثيرون أوجه تشابه بين العراق وسوريا، ويسألون لماذا تريد حكومتهم تكرار الأخطاء الأخيرة.
مهما كانت الضربات دقيقة أو مدى تطور الأسلحة، فسقوط ضحايا من المدنيين أمر لا مفر منه، بما في ذلك كبار السن والأطفال، الذين يفترض أن تحميهم الضربات الجوية.
وسيرد العالم بطرح السؤال التالي: إذا كنت لا تستطيع الاعتماد على القانون الدولي، حينئذ يجب عليك البحث عن طرق أخرى لضمان أمنك. وبالتالي فإن عددا متزايدا من البلدان سيسعى إلى امتلاك أسلحة الدمار الشامل. وهذا أمر منطقي، فإذا كان لديك قنبلة فلن يستطيع أحد أن يقترب منك. نحن ما زلنا نتحدث بشأن الحاجة إلى تعزيز منع الانتشار النووي، بينما في الحقيقة نتراجع.
يجب علينا التوقف عن استخدام لغة القوة والعودة إلى مسار التسوية الدبلوماسية والسياسية المتحضرة. وقد لاحت فرصة جديدة لتجنب عمل عسكري في الأيام القليلة الماضية. ولذا يجب على الولايات المتحدة وروسيا وجميع أعضاء المجتمع الدولي الاستفادة من استعداد الحكومة السورية لوضع الترسانة الكيماوية في ظل رقابة دولية لتدميرها في ما بعد. ووفق تصريحات الرئيس أوباما، فإن الولايات المتحدة ترى في هذا بديلا عن العمل العسكري.
أرحب برغبة الرئيس في مواصلة الحوار مع روسيا بشأن سوريا. ويجب أن نعمل سويا للحفاظ على هذا الأمل حيا، كما اتفقنا عليه في اجتماع مجموعة الثماني في لوغ أرني في آيرلندا الشمالية في شهر يونيو (حزيران)، وتوجيه النقاش نحو العودة إلى المفاوضات.
إذا كنا نستطيع تجنب استخدام القوة ضد سوريا، فسوف يؤدي ذلك إلى تصفية الأجواء على الساحة الدولية وتعزيز الثقة المتبادلة. وسيمثل ذلك نجاحا مشتركا لنا ويفتح باب التعاون بشأن القضايا الهامة الأخرى.
إن علاقة العمل والعلاقة الشخصية مع الرئيس أوباما تتسم بثقة متنامية، وأنا أقدر ذلك. ولقد درست بعناية خطابه إلى الأمة يوم الثلاثاء، لكني أود أن أختلف مع القضية التي طرحها بشأن الاستثنائية الأميركية، عندما قال إن سياسة الولايات المتحدة هي «ما يجعل أميركا مختلفة. وهذا ما يجعلنا استثناء». إنه لمن الخطير للغاية تشجيع الناس على رؤية أنفسهم استثنائيين، مهما كانت الدوافع. هناك دول غنية ودول فقيرة وهناك دول كبيرة وأخرى صغيرة وبعضها يسعى للديمقراطية وبعضها حقق الديمقراطية، وهناك اختلافات بالتأكيد هنا وهناك، ولكن يبقى شيء واحد مهم، هو أننا حين نتوجه بالدعاء إلى الله ليباركنا، فإن علينا أن لا ننسى أنه خلقنا جميعا متساوين.(5)
وكتب روبرت دانين تحت عنوان:
ابعثوا للأسد برسالة يمكنه استيعابها
التقيت بشار لأول مرة في قصره في دمشق قبل عشرة أعوام. وفي مايو (أيار) 2003. كنت جزءا من فريق رفيع المستوى تابع للحكومة الأميركية والذي توجه إلى سوريا وأمر الأسد بمنع إرسال الجهاديين إلى العراق لقتل الأميركيين؛ والتوقف عن دعم الجماعات الإرهابية في سوريا ولبنان وفلسطين؛ ووقف تطوير أسلحة الدمار الشامل.
لم يكن بمقدور المسؤولين الأميركيين أن يكونوا أكثر وضوحا، ونحن نقرع الرئيس السوري في وطنه. وبشجاعة، نفى بأسلوب مهذب صحة كل اتهاماتنا وطلب منا تقديم أدلة عليها. لذلك، فبعد بضعة أشهر، سافر فريق آخر من المسؤولين الأميركيين، كنت أنا من بينهم، إلى دمشق واتخذنا خطوة إضافية، حيث قدمنا له دليلا لا جدال فيه على التصرف غير المقبول الذي، مثلما حذرنا، كان بحاجة للإقلاع عنه على الفور. لم يكن ثمة غموض في رسالتنا – أو هكذا اعتقدنا.
غير أن الرسالة التي ظننا أننا قد نقلناها للأسد لم تكن هي تلك التي وصلته. فبدلا من أن ينتابه الشعور بالخوف من تحذيرنا، شعر الأسد براحة من حقيقة أن المسؤولين الأميركيين تكبدوا عناء السفر إليه للحديث معه. ومن هذا المنطلق، استدل أن همه الأساسي الوحيد – البقاء الفعلي – لم يعد مشكلة: لم تكن الولايات المتحدة لتطيح به، مثلما فعلت مع صدام حسين في دولة العراق المجاورة.
هذه الحادثة تستحق الاسترجاع، بينما تنظر الدولة في ماهية الإجراء، إن وجد، الذي يمكن اتخاذه حيال سوريا. لقد أوضح الرئيس أوباما هدفه الأساسي من شن غارة عسكرية بتوجيه «رسالة تحذيرية»، بحيث يقوم الأسد «بتلبية المطلب المحدود المتعلق بالأسلحة الكيماوية».
إن الهدف الرئيس من مشروع القانون الذي اقترحه الرئيس هو منع استخدام الأسلحة الكيماوية أو أي أنواع أخرى من أسلحة الدمار الشامل في المستقبل.
ربما تكون تلك رسالة الرئيس، لكن بالتأكيد سيتلقاها الأسد بصورة مختلفة. سوف ينصب تركيز الرئيس السوري على المحظورات المفروضة ذاتيا من الولايات المتحدة على أي عمل عسكري – لا «قوات أميركية على الأرض»، لا جهد يبذل لإسقاط النظام، ولا جهد جادا يبذل لقلب توازن القوى في سوريا، ولا «حملة طويلة الأجل». بعدها، سوف يتنهد في حالة من الراحة. سوف يجد الأسد ملاذا في التزام أوباما المعلن الخطوات التي «ستكون محدودة جدا ولن تضم التزاما طويل الأجل أو عملية أساسية». ولم لا؟ يرقى هذا إلى درجة القول إنه، بعيدا عن استخدام الأسلحة الكيماوية، لا تستحق عمليات القتل الوحشية التي يرتكبها الأسد حتى الآن رد فعل أميركيا.
الأسد بلا شك مستعد لتلقي بعض الضربات من الولايات المتحدة كعقاب لاستخدامه الأسلحة الكيماوية ضد شعبه. بإمكان نظامه امتصاص تلك الضربات، مثلما امتصت ضربات أميركية أخرى. في ديسمبر (كانون الأول) 1983، أطلقت القوات الجوية الأميركية 28 طائرة مقاتلة ضد مواقع الجيش السوري في لبنان بعد أن أطلق السوريون صواريخ أرض جو على طائرة استطلاع أميركية. في ذلك الوقت، أشار البنتاغون إلى أن الهدف كان منع مزيد من الاستهداف لرحلات طائرات الاستطلاع الأميركية. لكن ذلك لم يجد نفعا. فقد أسقطت نيران مدافع سورية مضادة للطائرات طائرتين نفاثتين أميركيتين. وفي فبراير (شباط) 1984. قصفت الولايات المتحدة أهدافا سورية من السفن الحربية فيما عرف بأنه «أشد قصف بحري منذ الحرب الكورية». ظل سلوك سوريا كما هو من دون أي تغيير، وعادت القوات الأميركية إلى أرض الوطن.
وفي خضم الحرب الأهلية الوحشية في سوريا، من المرجح أن يوظف الأسد الغارات الجوية الأميركية المحدودة في الأسابيع القادمة لتعبئة المشاعر الوطنية، على مستوى الوطن داخليا والشرق الأوسط بأكمله خارجيا، ضد «القوى الإرهابية» الأجنبية والإمبرياليين الذين قد ألقى اللوم عليهم في أحداث العنف في سوريا. ربما يحفز استخدام القوة العسكرية الأميركية الأسد على عدم شن المزيد من الهجمات بالأسلحة الكيماوية، لكنه ربما يكثف استخدامه للأسلحة التقليدية ضد شعبه، مدركا أن المجتمع الدولي كان مستعدا لصرف تركيزه عن مقتل أكثر من 100 ألف سوري منذ عام 2011. ومن شأن مثل هذا السيناريو أن يسمح للولايات المتحدة رغم ذلك بإعلان تحقيقها أهدافها المحدودة.
ولا يتمثل البديل لمثل هذا الأسلوب المحدود الذي يكفل للأسد الفوز في معركة المفاهيم في غزو بري من قبل الولايات المتحدة. لكن إذا ما رغبت إدارة أوباما في إرسال رسالة إلى الأسد يمكنه استيعابها بشكل دقيق، فلن يكون لزاما على الولايات المتحدة فقط إبداء رد موثوق به على استخدامه مؤخرا لأسلحة كيماوية، وإنما أيضا جعله يصدق أن رد الفعل جزء من استراتيجية أكبر لإقناعه بوقف ذبح شعبه – بأي وسيلة. ومثل هذا الأسلوب قد يتطلب التزاما من جانب الولايات المتحدة بالقيام بما هو أكثر من مجرد توجيه ضربات محدودة على مرافق مرتبطة بالأسلحة الكيماوية. لكنها الرسالة الوحيدة التي سيستوعبها الأسد.(5)

أسماء ضحايا العدوان الأسدي في يومين:

بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(7)
مصطفى محمود كنجو - حلب - دير جمال
خلف زيدان السودات - دير الزور - الشعيطات
قاسم المشهور - دير الزور - البوعمر
حمزة أحمد العبد الله الخلف - دير الزور - البوعمر
فهد خلف الموسى - دير الزور - الموحسن
شحادة أحمد الشهابي - دمشق - مخيم اليرموك
أوس عارق هدروس - دمشق - مخيم اليرموك
أيهم فاروق الزعزوع - دير الزور - البوكمال
ياسر نهر العنبز - دير الزور - الموحسن
جمال أبو لؤي - ريف دمشق - المعضمية
مجد صدقي غادري - ادلب - أريحا
حسين عمر الحساني - حلب - السفيرة
وليد الصالح - حلب - السفيرة
ليث الأحمد - حلب - منبج
محمد الأسود - حماه - قصر أبو سمرة
شحاذه خليف الجاسم - حماه - قرية المكيمن الجنوبي
ماهر حسين التركي - حماه - قصر أبو سمرة
أحمد فادي العمري - درعا - درعا البلد
باسل محمود الفارس "الأحمد" - درعا - الشجرة
محمد عبد الرزاق الخميس "قماري" - درعا - الشجرة
محمد قاسم كلثم - درعا - نوى
محمد الخطيب - القنيطرة - الرفيد
عبد الله محمد القرفان - درعا - تسيل
موسى عطا الله الصقر - درعا - نوى
نسيم ياسين الفشتكي - درعا - نوى
شادي القاسم - درعا - بيت آره
عبد الرحمن البقاعي - درعا - نوى
محمد خطاب - درعا - نوى
أنور السعسعاني - درعا - نوى
محمد جمال عبد العزيز الخبي - درعا - نوى
يمان مقبل خطاب - درعا - نوى
محمد إسماعيل أبو شنار - درعا - قرية الشيخ سعد
فراس محمد خير السلامات "الصالح" - درعا - تسيل
موسى الشرع - درعا - قرية الشيخ سعد
خليف الغزاوي - درعا - طفس
صباح الغزاوي - درعا - طفس
خليل عبد الرؤوف الخليل الدواس - درعا - بيت آره
مهند محمد الغناش - دير الزور - الميادين
محمد سمير حمزة - حمص - القصير
محمد تيسير الحسن - درعا - خراب الشحم
خالد المساد - درعا - كويا
مهند ناجي الشلبي - درعا - عتمان
فادي فيصل الجهماني - درعا - الشجرة
علي صالح العكرش - دير الزور - 
محمد العمارين - درعا - نوى
طه صلوع الخلف الأسود - دير الزور - 
جدعان البراك - دير الزور - 
عدي فارس الزامل - درعا - انخل
قصي جازي دحدل - درعا - نوى
خالد حسن موسى الدخول - دير الزور - البوعمر
محمد جاسم المحمد الدخول - دير الزور - البوعمر
أسامة صالح الدخول - دير الزور - البوعمر
رامي نعيم العلي الحمد - دير الزور - البوعمر
يونس حماد الحربي - دير الزور - الحريجية
يوسف حماد الحربي - دير الزور - الحريجية
أحمد عواد خالد العداد - دير الزور - الشحيل
أحمد خضير الويس - دير الزور - البوكمال
حسين محمد الحسين - دير الزور - البوكمال
عمر منصور الجعدان السنيدي النعيمي - القنيطرة - الرفيد
ذياب عبد الله العبد الله - دير الزور - الشميطية
عبد العزيز عوض الظاهر - القنيطرة - الرفيد
عثمان الشايب - دير الزور - الجرذي
جمعة فريح - دير الزور - 
أسعد العبدالله - الرقة - الطبقة
عبد القادر الجلول - ادلب - الهبيط
غالب حسيان - ادلب - الهبيط
أسامة خنفورة - ادلب - الهبيط
محسن حجازي - ادلب - الهبيط
عماد فيزو - ادلب - الهبيط
عبد الباسط العبد الله - ادلب - الهبيط
علي إسماعيل زيدان " السرح " - ادلب - سراقب
عزيزة برهو الزهية - ادلب - سراقب
سعيد لباد - دمشق - القابون
أحمد غانم عبد الله - ريف دمشق - رنكوس
فوزي فواز ليلا - ريف دمشق - حفير الفوقا
نصرة أحمد الكرز - حلب - الباب
ألاء السويد - حلب - الباب
فادي الحسين - حلب - قرية برنة
باسل عزيزي - حلب - 
أسعد عبد الله حسن - حلب - 
محمد مالك شعبان - حلب - 
عبد الناصر أحمد سعيد - حلب - 
عمر حسن حطاب - حلب - الباب
محمد سليمان الفهد النعيمي - القنيطرة - الرفيد
سامر أبو القطن - دمشق - مخيم اليرموك
سامر سعيد عمرين - دمشق - قدسيا
عمر يوسف العطية - القنيطرة - صيد الحانوت
خليل خالد المشيعل - القنيطرة - غدير البستان
محمد جاسم المشيعل - القنيطرة - غدير البستان
هاني عكلة المحرم - دير الزور - الميادين
محمود محمد العلوش - حلب - السفيرة
إبراهيم السعدو - حلب - السفيرة
مصطفى أسعد المطير - حلب - السفيرة
محمد جمعة المطير - حلب - السفيرة
أيمن مأمون الخوالدة - درعا - قرية الشيخ سعد
حسام الحسين الخضر - درعا - قرية الشيخ سعد
محمد مرعي القبلاوي - درعا - قرية الشيخ سعد
مهند فواز الجنادي "الحجي" - درعا - نوى
محمد أحمد الهولو خشارفة - درعا - نوى
أحمد علي بلبيسي - درعا - نوى
علي شرف - درعا - نوى
أنس سويداني - درعا - نوى
عبد السلام فارس الرفاعي - درعا - نوى
يزن عيسى عواد الزعبي - درعا - طفس
ياسمين عمر داوود - الحسكة - 
ابن ياسمين عمر داوود 1 - الحسكة - 
ابنة ياسمين عمر داوود 2 - الحسكة - 
علاء العلي - حلب - الأتارب
حمادة ناجي الفلاح - دير الزور - البوكمال
زكريا شاقوقة - ادلب - 
بتول حوى - ريف دمشق - دوما
زوجة أبو خالد الوزير - ريف دمشق - دوما
محمد الدرة - ريف دمشق - دوما
خالد المليح - ريف دمشق - دوما
خالد الكساب - القنيطرة - 
خالد الزبدة - القنيطرة - 
محمد المريج - درعا - مخيم النازحين
محمد عبد الرحيم عليان - دمشق - مخيم اليرموك
محمد حسن النموس - ريف دمشق - مضايا
منير محمد المرعشلي - ريف دمشق - مضايا
محمد أمين إبراهيم اللجي - دير الزور - البصيرة
حسن خولة - ريف دمشق - بقين
فيصل حسن عبد الرحمن - ريف دمشق - مضايا
أبو غازي - الرقة - 
آمنة الشيخ - ريف دمشق - المعضمية
هبة إبراهيم عدنان إسماعيل - ادلب - معرة النعمان
رولا إبراهيم عدنان إسماعيل - ادلب - معرة النعمان
محمد إبراهيم عدنان إسماعيل - ادلب - معرة النعمان
زوجة عدنان إسماعيل - ادلب - معرة النعمان
جنين زوجة عدنان إسماعيل - ادلب - معرة النعمان
محمد غازي حج عمر - ادلب - معردبسة
فواز حسين الحسن - ادلب - قرية الشوحة
عبد الحميد الشيخ حامد - ادلب - جرجناز
محمد غازي حج عمر - ادلب - معردبسة
ريان شوكة - حماه - سهل الغاب
عبد الرحمن الصيادي - حماه - قلعة شيزر
أيوب سويدان - درعا - 
حسام نهاد عبد الله - درعا - نوى
أيهم أحمد عرسان العامر - درعا - تسيل
حازم أحمد ذيب المذيب - درعا - نوى
ياسمين الحسن - القنيطرة - غدير البستان
نسيم الدرويش - القنيطرة - غدير البستان
محمد أحمد الخميس الحريري - درعا - الشيخ مسكين
عوض برجس شامان المطير - حماه - الحمرا: قرية الرحية
بشار مصطفى الحريث - دير الزور - 

المصادر:
1- لجان التنسيق المحلية.
2- الهيئة العامة للثورة السورية.
3- الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
4- المركز السوري المستقل لإحصاء الاحتجاجات.
5- الشرق الأوسط.
6- الجزيرة نت.
7- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.