الجمعة 19 رمضان 1445 هـ الموافق 29 مارس 2024 م
التقرير الإعلامي السادس والعشرون - 24 يناير/كانون الثاني 2012
الثلاثاء 1 ربيع الأول 1433 هـ الموافق 24 يناير 2012 م
عدد الزيارات : 2417
التقرير الإعلامي السادس والعشرون - 24 يناير/كانون الثاني 2012
أولاً ـ موقف المعارضة السورية(*)
ثانيًاـ المواقف العربية والدولية
ثالثًاـ رؤى الكتاب والمفكرين
تزايد الضغوط على النظام السوري
معارض سوري يدعو لإرسال قوات دولية لحماية المدنيين
روسيا تبيع مقاتلات حربية لسوريا بقيمة 550 مليون دولار
صراعات قوة في جيش المنشقين

دول الخليج تقرر سحب مراقبيها من سوريا وموسكو تلوح بالتخلي عن دعم "الأسد"

* غداة تقديم جامعة الدول العربية مبادرتها لإنهاء الأزمة السورية، أعلنت المملكة العربية السعودية سحب مراقبيها من سوريا، وكذلك كافة دول الخليج، في خطوة تهدف لتضييق الخناق على النظام السوري، الذي أصبحت الخيارات أمامه معدودة، لاسيما بعد التلويح الروسي بالتخلي عنه والموافقة على إٍسقاطه، ليكون أمام دمشق خياران الأول: الموافقة على المبادرة العربية، والثاني: رفضها مما يحول الملف إلى مجلس الأمن.    

أولاً ـ موقف المعارضة السورية(*)

1 ـ الإخوان المسلمين:

* أكدت جماعة الأخوان المسلمين بسوريا، أنها مستعدة لدراسة المبادرة الجديدة للجامعة العربية التي تطالب الرئيس "بشار الأسد" بنقل المسؤوليات إلى نائبه الأول "فاروق الشرع"، وأوضحت في بيان لها ما يلي:

ـ بعد الاطلاع على الأطروحات الجادة في مبادرة الجامعة العربية الأخيرة نرى في هذه المبادرة ما يعبر عن الجدية، ويستحق الدراسة المتأنية".

ـ رأت جماعة الإخوان المسلمين في المبادرة العربية الجديدة انتقالاً بالموقف العربي من دوامة التسويف إلى محاولة التطوير الجاد والملتزم، ينم عن شعور بالمسؤولية العربية".

2 ـ المجلس الوطني السوري:

* عضو المجلس "نجيب الغضبان":

ـ مبادرة الجامعة الجديدة تنطوي على اعتراف واضح بحق الشعب السوري بأن يختار حكومته وأن يصل إلى أهدافه.

ـ كل العالم لاحظ أن النظام السوري سارع بعد ساعة من إعلان المبادرة إلى رفضها، لأن أهم ما في المبادرة هو إدراك الجامعة العربية أن النظام السوري انتهى وبات ساقطًا.

ثانيًاـ المواقف العربية والدولية

1ـ العربية:

أ ـ مجلس التعاون الخليجي:

* أعلنت الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي في بيان لها عن سحب مراقبيها من بعثة الجامعة العربية إلى سوريا، وذلك بعد متابعةٍ دقيقة ومتأنية لمجريات الأحداث على الساحة السورية، وأوضح البيان:

ـ النظام السوري لم يلتزم بتنفيذ قرارات مجلس الجامعة العربية وخاصة البروتوكول الذي تم التوقيع عليه من قبل سوريا والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

ـ "قررت دول مجلس التعاون، مع التزامها بكل قرارات مجلس الجامعة والقرار الصادر يوم 22/1/2012 حفاظًا على وحدة الصف العربي، ورغم قناعة دول المجلس بضرورة أن يكون القرار الأخير أكثر قوة، وأن يكون عاملاً للضغط على النظام السوري كي يوقف قتل أبناء الشعب السوري، قررت دول مجلس التعاون التجاوب مع قرار المملكة العربية السعودية بسحب مراقبيها من بعثة الجامعة العربية إلى سوريا".

ـ ندعو الدول العربية للالتزام بكل جدية ومصداقية بتنفيذ قرارات مجلس جامعة الدول العربية بهدف الضغط على سوريا للالتزام فعلاً لا قولاً بما تعهدت به، كما دعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته.

ـ مجلس التعاون الخليجي قرر سحب مراقبيه من بعثة المراقبين العرب في سوريا، وذلك بعد قرار السعودية سحب مراقبيها من البعثة.

ب ـ الجامعة العربية:

* مصدر مسؤول في الجامعة "لم تذكر هويته":

ـ الجامعة لم يصل إليها موقف رسمي من دمشق حول دعوة "الأسد" لتفويض مهامه لنائبه حتى ترد عليه الجامعة.

ـ موقف السعودية الخاص بسحب مراقبيها من البعثة، لم يناقش، وإن كان البعض قد تخوف من وحدة الموقف الخليجي وتأييد السعودية في هذا الشأن، مما يعني سحب جميع المراقبين الخليجيين من سوريا.

ـ كانت هناك محاولات لإقناع الرياض بعدم سحب المراقبين السعوديين وإتمام مهلة الشهر، وبعد ذلك يتم تقييم الموقف برمته.

ـ قرار الوزراء بشأن سوريا حدث حوله توافق بخلاف ملاحظات الجزائر التي تتعلق بتحويل الملف للأمم المتحدة،

ج ـ المغرب:

* وزير الخارجية "سعد الدين العثماني":

ـ هناك تنسيق جاري بين بلدان الاتحاد المغاربي (ليبيا، تونس، المغرب، الجزائر)، حول الأوضاع في سوريا، وهناك إستراتيجية متقاربة بين الجزائر والمغرب، لدعم المبادرة العربية، فنجاحها هو السبيل لمنع تدويل القضية ومنع أي تدخل عسكري خارجي في سوريا.

ـ هناك احتمال لطرح المغرب الأزمة السورية على مجلس الأمن الدولي على اعتبار أن الرباط عضوًا غير دائم في مجلس الأمن منذ بداية العام الحالي.

ـ المغرب يدعم الجهود التي تقوم بها جامعة الدول العربية من أجل إنهاء الأزمة السورية ووضع حد لنزيف الدم وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين العزل في هذا البلد.

2ـ الإقليمية:

* تركيا:

* وزير الخارجية "أحمد داوود أوغلو":

ـ في حال تم اتخاذ قرار أممي بشأن الوضع الإنساني في الساحة السورية، فإن تركيا ستشارك مع القوات الدولية في خدمة الجانب الإنساني لمساعدة الشعب السوري في محنته الحالية".

ـ "تركيا تدعم جميع قرارات جامعة الدول العربية لوقف حمام الدم في الساحة السورية، وأن تركيا على كامل الاستعداد لدعم الشعب السوري في جميع المجالات الإنسانية".

ـ نأمل في أن يتم إقناع النظام السوري بالتراجع عن أعمال العنف التي يقترفها ضد أبناء شعبه، وتجنيب سوريا أي تدخل أجنبي".

3 ـ الدولية:

أ ـ روسيا:

* المبعوث الخاص للرئيس الروسي "ميخائيل مارجيلوفرر":

ـ موسكو لا يمكنها عمل المزيد للرئيس السوري "بشار الأسد"، فقد استخدامنا حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن الدولي الذي كان الوسيلة الأخيرة التي تسمح للرئيس "بشار الأسد" بالحفاظ على الوضع الراهن على الساحة الدولية.

ـ موسكو إحدى الحلفاء القليلين الباقين لـ"الأسد" وتقاوم ضغطًا لمطالبته بالتنحي.

ب ـ الولايات المتحدة الأمريكية:

* المتحدثة باسم وزارة الخارجية "فكتوريا نولاند":

ـ جامعة الدول العربية قامت بعمل رائع وهى تدعو عبر تقرير بعثة مراقبيها في سوريا الرئيس "بشار الأسد"، لتسليم السلطة لنائبه تمهيدًا لبدء إجراءات التحول الديمقراطي في سوريا.

ـ قرار الجامعة يعنى انضمام الدول العربية لواشنطن والاتحاد الأوروبي في الدعوة إلى تنحى الرئيس "بشار الأسد" عن السلطة.

ـ قرار الجامعة العربية يعنى فشل الرئيس "بشار الأسد" في الوفاء بالتعهدات الأربعة التي تشكل مطالب رئيسية لجامعة الدول العربية،وهى:

·   وقف العنف ضد المتظاهرين وسحب المظاهر المسلحة.

·    إطلاق سراح السجناء السياسيين.

·    السماح بدخول الصحفيين والمراقبين الدوليين.

ـ الخطوة المقبلة التي تنتظر جامعة الدول العربية هي نقل توصياتها إلي مجلس الأمن الدولي والسعي مع الأسرة الدولية الإصدار قرار قوى بشأن الوضع في سوري.

ج ـ كندا:

* وزير الخارجية" جون بايرد":

ـ بلاده تدعم خطة الجامعة العربية حول الرحيل الفوري للرئيس السوري "بشار الأسد"، وتحث مجلس الأمن الدولي على تخطي "عجزه" في معالجة الأزمة السورية.

ـ نشيد بتقرير واقتراح الجامعة العربية لحمل "الأسد" على الاستقالة والدعوة لانتخابات حرة، وهذا أمر هام جدا نظرا لعجز مجلس الأمن الدولي حتى الآن في معالجة الأزمة في سوريا".

د ـ ألمانيا:

* السفير الألماني في الأمم المتحدة "بيتر ويتيج":

ـ ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية ستطلب من مجلس الأمن الدولي إقرار الخطة العربية الجديدة التي تهدف إلى وقف العنف في سوريا.

ـ الأوروبيون يريدون من الأمين العام للجامعة العربية مناقشة المسألة السورية بالسرعة الممكنة، وسيسعون إلى الحصول على إقرار من مجلس الأمن على الخطة الجديدة للجامعة الرامية لوقف العنف في سوريا.

هـ ـ الاتحاد الأوروبي:

* وزيرة الخارجية "كاثرين آشتون":

ـ هذا القرار الذي اتخذ خلال اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل سيزيد الضغط على المسؤولين عن العنف والقمع غير المقبول الذي يمارس في سوريا.

ـ الرسالة التي وجهها الاتحاد الأوروبي واضحة وهي أن القمع يجب أن يتوقف على الفور"، لأن "الاتحاد سيواصل بذل كل جهودنا لمساعدة الشعب السوري على ممارسة حقوقه السياسية المشروعة".

ثالثًاـ رؤى الكتاب والمفكرين

1 ـ معضلة التدخل العسكري بسوريا(2):

ـ التدخل العسكري في سوريا بقوات عربية تحت أي اسم، ربما يكون أصعب القرارات على صانع القرار العربي والدولي، وهو ما يحتم أن نكون نحن جميعا مشاركين فيه ومسؤولين عن اتخاذه، وهو ما يتطلب أن نضع على مكتب صاحب القرار كل ما نصل إليه من احتمالات ومخاوف.

ـ حرصت الأطراف التي تدعم فكرة التدخل العسكري، على عدم استخدام كلمة الحرب، لأن الهدف من إرسال قوات إلى سوريا، هو منع النظام السوري من مواصلة عملية قتله للشعب السوري.

ـ إرسال قوات عربية مسلحة لحماية الشعب السوري، فعل بكل ما يحمله من حق ونبل، ربما ينتهي بالحرب التي ستشترك فيها حتما إيران.

ـ الاقتراح بإرسال قوات عربية لسوريا لحماية الشعب السوري من حكومته، غير أن وجود قوات مراقبة، عربية أو دولية ستعجز عن حماية الشعب السوري، لأن نظامه سيستمر في قتل شعبه.

ـ يجب على المحكمة الجنائية تحريك دعوى ضد القادة السوريين ليحاسبون علي جرائمهم.

2 ـ صعوبة تنفيذ المبادرة العربية(3):

ـ المبادرة التي طرحتها الجامعة العربية كحل نهائي للازمة السورية، والتي تتركز على تفويض الرئيس "بشار الأسد" صلاحياته لنائبه "فاروق الشرع"، تمهيدًا للتحول الديمقراطي السلمي في سوريا، غير قابلة للتنفيذ لان النظام السوري وعلى رأسه "الأسد" لن يقبل بالتنازل عن الحكم بشكل مباشر.

ـ الجامعة العربية طرحت المبادرة الخاصة بها، وفي نفس الوقت قامت بتمديد  مهمة البعثة العربية بسوريا لمدة شهرين آخرين، فهل تمنح النظام مهلة ليقتل عدد آخر من شعبه، فهل الهدف من المبادرة والمهلة العربية هو تبرير التدخل الدولي لاحقًا باسم فشل الحل العربي؟

ـ ربما يكون الهدف من مبادرة الجامعة هو حماية النظام، ومنحه المزيد من الوقت لتدبر أمره على الأرض بقمع الاحتجاجات، ومنع المجتمع الدولي من التدخل، وتسهيل مهمة موسكو وطهران في الدفاع عن دمشق.

3 ـ دوافع سوريا لرفض المبادرة العربية(4):

ـ المبادرة العربية واختيار نائب الرئيس السوري "فاروق الشرع" لقيادة المرحلة الانتقالية في بلاده، تحاول الدول العربية إحداث انقلاب من داخل النظام السوري على نفسه.

ـ المبادرة العربية تعتبر مثالية من وجهة نظر أي نظام يشعر انه مقبل على التداعي، ومن مصلحته إنقاذ ما أمكن، بيد أن نظام "الأسد" لا يشعر بأن هناك إمكانية لاستمرار نظامه بعيدًا عن حكم العائلة التي بات اسمها مرتبطًا ارتباطًا عضويًا بالدولة سوريا "الأسد".

ـ تفويض صلاحيات "الأسد" لنائبه هي محاولة لخداع النظام السوري تقوم بها الجامعة، ولا يمكن لهذا النظام ابتلاعها بسهولة. لعدة أسباب منها:

·   أنه لا يوجد أي بديل، سواء كان "الشرع" أو سواه، يستطيع الموافقة على المبادرة العربية.

·    الرمزية المذهبية الواضحة في عرض انتقال السلطة بهذه الطريقة تهدد سوريا بحرب أهلية حقيقية.

·    من الصعب افتراض أن الوزراء العرب الذين اقترحوا حلاً من هذا الطراز لم يكونوا يدركون رد الفعل الفوري الذي سيواجَه به اقتراحهم من جانب النظام في دمشق.

4ـ انعكاسات سقوط النظام السوري على لبنان(5):

* سقوط نظام "الأسد" في سوريا، عاجلاً أم آجلاً، سيزيل أحد المعوقات الأساسية للتطور السياسي والمدني في لبنان، غير أن هذا التغيير وحده ليس كافيًا لنقل لبنان نحو الدولة القوية المستدامة لجميع أبنائه، حيث:

ـ يجب على الفرقاء السياسيين الذين يحضرون أنفسهم للاستفادة من انتهاء سيطرة النظام السوري على لبنان، ألا ينظروا إلى الأحداث الجارية في سوريا على أنها منة إلهية، يكفي انتظار مجيئها لتتبدل كل المجريات فجأةً لمصلحتهم. إن التغيير هناك لن يسهم إلا في تأمين بيئة أكثر ملاءمةً للتطور، وفرصة لمعالجة جدية لعدد من التحديات التي يواجهها لبنان.

ـ مع سقوط نظام "الأسد" سيفقد "حزب الله" أحد أبرز داعميه، وبذلك ستزيد عزلته الإقليمية، وربما يقدم على أي تصرف "انتصاري" ليفاقم الوضع المذهبي في لبنان.

ـ لن تبقى علاقة أي نظام جديد في سوريا بإيران و"حزب الله" على ما هي عليه اليوم، ومن المحتمل أن تغدو هذه العلاقة قريبة من العدائية. وأخطر ما يمكن أن يلجأ معارضو "حزب الله" إليه عندها، هو الاستقواء بالنظام الجديد في سوريا للانقضاض على طرف لبناني آخر، مثلما درجت العادة في لبنان على مدى العصور.

ـ استبدال هيمنة سوريا قديمة بهيمنة جديدة، مع حلفاء جدد، سيغلق الباب على أي تطور في الواقع اللبناني، فلا خيار للبنان وسوريا بالتالي إلا بناء علاقات ندية بين دولتين متساويتين، تحترم كل منهما سيادة الدولة الأخرى.

ـ مع سقوط "الأسد"، سيزداد تلقائيًا مستوى الحرية في لبنان، عبر تأمين أكبر قدر من الحرية خياريًا وأول خطوة نحو هذا الهدف تكمن في كسر الاحتكارات الطائفية في كل مفاصل الحياة العامة، عبر سن قانون انتخاب جديد يعتمد النظام النسبي ومجموعة من الإصلاحات الأساسية كبطاقة الاقتراع المطبوعة مسبقًا وضبط فعلي للإنفاق الانتخابي.

ـ يجب على لبنان الشروع في تدعيم أساسات نظام سياسي غير طائفي، من خلال درس آليات إنشاء مجلس للشيوخ يمثل الطوائف ويستطيع أن يعالج فعلاً وعمليًا المخاوف الطائفية، بالتوازي مع مجلس نيابي غير طائفي. كما يجب وضع قانون مدني اختياري للأحوال الشخصية.

5 ـ سيناريوهات مستقبلية للأزمة السورية(6):

ـ الرئيس السوري "بشار الأسد يقف وحيدا تقريبًا في مواجهة جامعة عربية لم تعد لبلاده هيبة فيها، ولا قدرة على صياغة قراراتها، بل لم تعد عضوة فيها، وأبرز حلفائه الخليجيين يريدون إخراجه من الحكم.

ـ دول الممانعة وقفت على الحياد إزاء المبادرة العربية التي تطالب "الأسد" بالتنحي، فالجزائر والعراق امتنعتا عن التصويت، ولبنان رفض المشاركة فيه.

ـ موسكو التي ظلت تدعم "الأسد" بقوة سياسيًا وعسكريًا، أصبحت بصدد تغيير موقفها، فهي لم تعارض المبادرة العربية ولم تؤيدها، واكتفت بالتلميح بإمكانية التخلي عن "الأسد" والموافقة على إسقاط نظامه.  

ـ التغيير في الموقف الروسي ربما يكون مرده إلى تطابق مبادرة الجامعة العربية مع مقترحات روسية جرى تداولها بقوة قبل ثلاثة أشهر، طالبت الرئيس "الأسد" بتسليم السلطة إلى نائبه "فاروق الشرع"، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تحضر لانتخابات برلمانية ورئاسية، وتدخل إصلاحات سياسية شاملة.

ـ النظام السوري رفض مبادرة الجامعة العربية الأخيرة باعتبارها تشكل انتقاصًا من السيادة وتدخلاً في الشأن الداخلي السوري، وذلك من أجل كسب الوقت، ولا نستبعد أن يتكرر السيناريو اليمني من قبل القيادة السورية، أي الموافقة على المبادرة بعد رفضها ثم الرحيل عن النظام.

ـ الهجوم العربي على سوريا، الذي تزامن مع رحيل الرئيس اليمني "صالح"، يبعث رسالة مفادها "أننا تخلصنا من الديكتاتور اليمني، والآن نريد أن نركز جهودنا لتغيير الرئيس السوري بالطريقة نفسها، للانتقال إلى أنظمة أخرى، قد يكون من بينها النظام الجزائري".

ـ ربما ليس من قبيل الصدفة أن تتزامن ضغوط الجامعة العربية على رأس النظام السوري مع إقرار وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي حظرًا نفطيًا شاملاً على إيران، ودخول حاملة طائرات أمريكية جديدة إلى الخليج العربي عبر مضيق "هرمز"، في استفزاز واضح لطهران وإحراج لقيادتها.

ـ التدخل السعودي في الملف السوري بقوة، ربما يهدف إلى إزاحة الدور القطري في الأزمة أو ربما تم بالتنسيق معه، حيث إن الدور السعودي لإسقاط الرئيس بشار "الأسد" قد يكون حاسمًا، لأن:

· السعودية تملك نفوذًا قويًا في لبنان وداخل سوريا، وأكثر من 500 مليار عوائد نفطية سنوية.

· تقدم المملكة نفسها على أنها زعيمة للطائفة السنية، علاوة على مكانتها كحليف واشنطن الأكبر في المنطقة.

ـ الذهاب إلى مجلس الأمن لتدويل الملف السوري لن يكون خطوة ناجحة، لأن هناك الفيتو الروسي والصيني لمنع أي تدخل دولي في سوريا.

ـ الخيارات أمام النظام السوري أصبحت معدودة بعد رفضه المبادرة العربية، ومنها:

· اندلاع حرب مع إسرائيل، تقلب كل المعادلات في المنطقة.

· وقوع حرب "إيرانية ـ أمريكية"، أو "إيرانية ـ إسرائيلية" في الخليج تنهي الضغط على سوريا.

·  انزلاق سوريا إلى حرب أهلية دامية، لاسيما بعد تزايد الانشقاقات في صفوف الجيش، مما يحول الثورة المدنية لانقلاب عسكري.

(1) تايمز، جارديان، الشرق الأوسط، القدس العربي، وكالة الأنباء القطرية، وكالة الأنباء الإماراتية، وكالة الأنباء السعودية، وكالة الأنباء الكويتية، أسوشيتد برس انترناشونال، رويترز، وكالة الأنباء الألمانية، وكالة الأنباء الفرنسية، العربية نت، الجزيرة نت، إيلاف، راديو سوا، النهار اللبنانية، الدستور الأردنية، عكاظ السعودية، المستقبل اللبنانية، تشرين السورية، الجريدة الكويتية، الرياض السعودية، 24/1/2012.

(2) علي سالم، الشرق الأوسط، 23/1/2012.

(3) عبد الرحمن الراشد، الشرق الأوسط،  24/1/2012.

(4) إلياس حرفوش، الحياة،24/1/2012.

(5) نديم لحود، الحياة، 24/1/2012.

(6) عبد الباري عطوان، القدس العربي،  24/1/2012.

تزايد الضغوط على النظام السوري

ذكرت صحيفة الفاينانشال تايمز (24/1/2012)، أنه لم يكن واقعيا الانتظار من بعثة الجامعة العربية إلى سوريا أن تقدم حلا لأزمة البلد، فقد كانت قيادتها محط تساؤل ولم تكن أهدافها واضحة، أما وقد طالبت الجامعة العربية الرئيس بشار الأسد بالتنازل عن صلاحيته وطلبت دعم مجلس الأمن للخطة، فيمكن النظر إليها بتسامح، ليس لأن هناك احتمالا بأن يمتثل الاسد، ولكن لأن هذا الاقتراح ينزع آخر ستر كان يأمل الأسد في أن تقدمه له هذه البعثة، كذلك ستضطر هذه الخطة من تبقى من حلفاء سوريا الدوليين أن يضطلعوا بمسؤولياتهم، وتدعو الخطة التي اقترحتها الجامعة العربية الأسد لتسليم السلطة إلى أحد من نوابه وتشكيل حكومة مؤقتة خلال شهرين، ثم تجرى انتخابات رئاسية وبرلمانية، وترى الصحيفة في الاقتراح حلاً وسط توافقت عليه الدول الأعضاء، يقبله الذين يرون ضرورة تغيير النظام ودولة مثل الجزائر ترغب في الحفاظ على الوضع القائم، واستبعدت الصحيفة أن يؤدي اللجوء الى مجلس الأمن إلى تدخل أجنبي في سورية، ولكنها ترى أن فرض عقوبات ذكية قد أتى بنتائج حتى الآن وأن عجز نظام الأسد عن السيطرة على البلد أدى إلى ظهور مؤشرات الضغط الذي يتعرض له النظام، وذلك بفضل الضغوط المالية والانشققات في صفوف الجيش.

وفي الشأن نفسه قالت صحيفة الجارديان (24/1/2012)، أن الرئيس السوري مسؤول عن عمليات القمع اليومية بشكل أكبر مما يحاول أن يقنع به العالم، لكنه يعيش داخل شرنقة تعزله عن العالم، فالنظام يستمر في التداعي، ووضعه الاقتصادي يستمر في التردي، فقد انخفض الناتج القومي الإجمالي بنسبة 30 في المائة العام الماضي، والنظام والأمن يتردى باستمرار، والثورة تتحول تدريجيا الى كفاح مسلح.

وأضافت الصحيفة قائلة، إن الجامعة العربية منظمة تنتهج مبدأ الإجماع في اتخاذ القرارات، ولكنها دوما عاجزة عن الوصول إلى ذلك الإجماع، وهذا كان جليا في اجتماعها الأخير في القاهرة الأحد الماضي، حيث قال السعوديون إنهم سيسحبون الأعضاء السعوديين في بعثة المراقبة، وهذا لو حصل سيؤدي إلى انهيار مهمة البعثة، وبعد يوم من النقاشات الحامية في الاجتماع اتفق الأعضاء على خطة تقضي بتسليم الرئيس الأسد السلطة إلى نائبة وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، ولذا فمساوئ هذه الخطة تكمن في أنها خطة مشابهة لما جرى في اليمن، والتي أبقت على نظام علي عبدالله صالح كما هو.

معارض سوري يدعو لإرسال قوات دولية لحماية المدنيين

أجرت صحيفة ليبراسيون (24/1/2012) حواراً مع المعارض السوري المتواجد في باريس "جورج صبرة"، لمساعدة المجلس الوطني السوري على إيجاد الصيغ السياسية الملائمة للمعالجة الأزمة السورية. ويندد "جورج صبرة" في حواره مع الصحيفة بممارسات النظام، ويطالب بإرسال قوات دولية لحماية المدنيين الذين يتعرضون للقمع على يد النظام. ويضيف "صبرة" أنه مؤمن بقوة بنجاح الثورة ضد النظام، وأن احتمالات الحرب الأهلية ضئيلة للغاية، وهي لن تحدث، وفق "صبرة".

روسيا تبيع مقاتلات حربية لسوريا بقيمة 550 مليون دولار

تناولت صحيفة موسكو تايمز الروسية(24/1/2012)تقريراً نشرته صحيفة "كوميرسانت" المحلية الروسية، يذكر أن روسيا وقعت عقداً لبيع طائرات مقاتلة إلى سوريا، في دعم واضح للرئيس السوري، "بشار الأسد"، وتحد سافر للإدانات الدولية ضد نظامه لحملة قمع دموية أطلقها بوجه احتجاجات مناهضة له. ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري روسي -لم تذكر اسمه- أن الصفقة تبلغ قيمتها 550 مليون دولار، وتتضمن تسليم ست وثلاثين طائرة من طراز ياك-130.

وتابعت الصحيفة أن المتحدث باسم مؤسسة روسوبورون إكسبورت الحكومية الروسية المعنية بتجارة السلاح،رفض التعليق على هذا التقرير. وتتقول الصحيفة أنه إذا تأكدت هذه الأنباء فإن الصفقة ستمثل تحدياً للجهود الدولية الضاغطة على نظام "الأسد"، الذي يواجه إدانة واسعة لحملته الوحشية ضد الانتفاضة في البلاد، والتي تقول الأمم المتحدة إنها أسفرت خلال عشرة أشهر عن مقتل أكثر من 5400 شخص. وتشير الصحيفة إلى تزامن هذه الصفقة مع وصف منظمة "هيومن رايتس ووتش" –المعنية بحقوق الإنسان- دعم روسيا للنظام السوري بأنه "غير أخلاقي". وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" كان قد صرح الأسبوع الماضي بأن موسكو لا ترى ضرورة لتقديم تفسير أو تبرير للشكوك في أن سفينة روسية قامت بتسليم ذخيرة لسوريا، رغم حظر السلاح الذي فرضه الاتحاد الأوروبي.

الأزمة السورية في طريق مسدود

يرى "عبدالباري عطوان" في صحيفة القدس العربي (24/1/2012)أن الأزمة السوري في طريق مسدود، وأن عصر الثورات العربية هو عصر "خليجي" بامتياز. ويقول الكاتب إن المملكة العربية السعودية تلعب في الوقت الحالي الدور الحاسم في أحداث الشرق الأوسط، من خلال مواقفها الجدية في الجامعة العربية.

ويقول "عيسى الشعيبي" في صحيفة الغد الأردنية(24/1/2012)،إن مصير الرئيس السوري "بشار الأسد"، أصبح على المحك، وأنه يواجه خيارين لا ثالث لهما. ويعتبر الكاتب أن "الأسد" سينتهي، إما مثل الرئيس اليمني "علي عبد الله صالح"، الذي ضمن خروجاً آمناً من السلطة من خلال المبادرة الخليجية لنقل السلطة في اليمن، وهو الأمر الذي تسعى المبادرة العربية إلى تحقيقه. وإما سيواجه مصيراً كمصير الزعيم الليبي الراحل "معمر القذافي"، وهو ما يبدو أنه سيواجهه في ظل الإصرار على اتباع الحل الأمني. ويشير الكاتب أن العناد والمكابرة، اللتان يتميز بهما نظام الرئيس السوري سيعيقان عملية انتقال السلطة في سوريا، وستؤخران عملية اسقاط النظام.

ويتساءل "طارق الحميد" في صحيفة الشرق الأوسط(24/1/2012)، عمن سيقنع "الأسد" للتخلي عن السلطة، هل هم الثوار المسلحون، أم المتظاهرون السلميون، أم الجامعة العربية، أم مجلس الأمن الدولي. ويضيف الكاتب أن تغيراً عربياً مهماً قد وقع، ووضع "الأسد" بين المطرقة والسندان، حيث على الرئيس السوري القبول بالمبادرة العربية، التي تنص على تنحيه، لصالح نائبه "فاورق الشرع"، أو مواجهة تداعيات تدويل القضية السورية، وتحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي.

ويكتب "إلياس حرفوش" في صحيفة الحياة اللندنية (24/1/2012)عما يسميه "إنقلاباً عربياً" على الرئيس السوري "بشار الأسد"، قائلاً إن العرب يسعون إلى إحداث تغيير من داخل النظام السوري، من خلال اقتراح تحويل السلطة من الرئيس السوري إلى نائبه، لضمان عدم سفك الدماء في سوريا. لكن خطة الجامعة العربية، وفق الكاتب، لن تنجح لأن النظام لن يقبل بها، ولن يوجد البديل المناسب لينفذها كما حدث في اليمن. ويضيف الكاتب أن المبادرة العربية لن تسفر سوى عن تقسيم سوريا على أساس مذهبي، أو إلى الحرب الأهلية الطاحنة.

أما "محمد مصطفى علوش" في صحيفة الرأي الكويتية(24/1/2012)، فيرى أن الحديث بشكل متواصل عن الحرب الأهلية كمصير محتوم في البلاد العربية لعمليات التغيير التي تجري فيها، يكشف عن ضعف اللحمة الوطنية العربية في وقت الأزمات. ويتساءل الكاتب عن غياب التواصل بين فئات وشرائح المجتمع العربي، وعن أسباب التشرذم المذهبي والطائفي في المنطقة العربية، والذي تستفيد منه الدول الأجنبية فقط.

الحفاظ على شبل الاسد

معاريف )23/1/2012(:

بعد أشهر من العنف الشديد لم يعد ممكنا الجدال في أن نظام بشار الاسد هو نظام ارهاب ورعب. الابن تعلم من الاب كيف يقمع المعارضة بقوة الذراع.

ولمن نسي، ففي العام 1982 قاد الاسد الاب مذبحة 30 الف رجل وامرأة في مدينة حماة، والاسد الابن واصل دربه في قمع المعارضة في ذات المدينة المكلومة. في سوريا قتل حتى الان قرابة 8 الاف نسمة، والاقتصاد السوري يوجد في وضع صعب للغاية. سقوط الاسد سيجر هزة هائلة بعدها الله يحمينا.

في مصر اليوم الكثيرون يتوقون لحكم مبارك، للايام التي تمتع فيها السكان من اقتصاد مستقر الى هذا الحد أو ذاك، وعلى الرغم من الفوارق بين الاغنياء والفقراء ومستوى المعيشة المتدني ـ فالانتاج المحلي الخام نما، والمزيد فالمزيد من الشركات الغربية استثمرت في الدولة.

اما مصر اليوم فهي دولة توجد في حالة فوضى، ولا ريب أن ليس لهذا الطفل صلى المتظاهرون في ميدان التحرير والذين اسقطوا حكم مبارك وحصلوا بالمقابل على الفوضى. فوز الاخوان المسلمين في الانتخابات في مصر لن يؤدي أغلب الظن الى تحسين الاقتصاد، والاضطرابات تحت السطح ستستمر.

رؤساء الدول الذين يطالبون الاسد بالاستقالة هم بالاساس معتدلون يمقتون كل ما يمثله حكم الحاكم السوري، ولكنهم لا يفهمون بان شتاء الشعوب العربية المتبلور في المجال سيخلق تواصلا سلطويا لمحافل اسلامية ـ بدءا بدول المغرب في افريقيا وانتهاء بمنطقتنا. كما أن الجامعة العربية تبنت على مدى فترة طويلة 'اجراءات الاقناع'، وزعيم الجامعة العربية نبيل العربي دعا الى 'وقف أعمال العنف' والى الحوار بين المتظاهرين والحكم.

سوريا توجد اليوم على بؤرة استهداف الاخوان المسلمين. يجدر بالذكر أن الحاكم السوري حافظ على الهدوء الامني مع اسرائيل على مدى بضعة عقود، وأن سيطرة محافل اسلامية متطرفة ستؤدي الى عدم الاستقرار في هذه الدولة الهامة ايضا.

مؤخرا اعادت بضع دول كالسعودية، الكويت والبحرين سفراءها من دمشق وهكذا تكون دفعت ضريبة لفظية للثوار في سوريا، ولكن هي ايضا تفهم على ما يبدو ما يرفض الغرب استيعابه ـ وهي تدعو الى الامتناع عن خطوات عسكرية ضد سوريا.

مهما يكن من امر، في حالة سقوط حكم البعث السوري واسقاط بشار الاسد ستسقط ترسانة السلاح البيولوجي والكيماوي في أيدي المتطرفين الاسلاميين مما سيخلق وضعا جديدا في منطقتنا، وضعا تمسك فيه أياد غير مسؤولة سلاحا غير تقليدي الامر الذي من شأنه أن يشكل جزءا من المواجهة التالية بين اسرائيل وسوريا.

من يرغب في سقوط الاسد لا يفهم بان الاسد الضعيف هو مصلحة اسرائيلية واضحة، ومن الافضل للغرب أن يفهم ما سبق لتركيا أن فهمته خير حكم ضعيف للاسد من سقوطه. الفوضى في مصر هي تذكير لما هو متوقع في سوريا مع سقوط الطاغية السوري.

صراعات قوة في جيش المنشقين

تسفي برئيل (هآرتس 23/1/2012)

في حين أخذ التحالف العربي على سوريا يزداد قوة، وفي الوقت الذي استقر فيه رأي السعودية على سحب مراقبيها من الوفد الى سوريا ويزداد ضغط قطر لنقل الازمة السورية الى مائدة الامم المتحدة، تنشب في صفوف المعارضة السورية اختلافات في الرأي تثير خشية من ان يصبح الاحتجاج السوري انقلابا عسكريا جديدا يحل محل الاحتجاج المدني.

ان خط الفصل يمر الآن بين ضابطين رفيعي المستوى بينهما صراع على السيطرة على الجيش السوري الحر وهو جيش المنشقين الذي يزيد عدده على 20 ألف مقاتل. سجل الجيش عدة انجازات في الفترة الاخيرة أهمها حتى الآن السيطرة على مدينة الاستجمام الزبداني على مبعدة 45 كم عن دمشق. يتولى قيادة جيش المنشقين العقيد رياض الاسعد الذي انشق قبل بضعة اشهر وانشأ في شهر تموز في تركيا قيادة الجبهة الداخلية والقاعدة اللوجستية وحساب البنك الذي تنقل اليه تبرعات مدنيين وحكومات.

لكنه قبل نحو من اسبوعين انشق عن الجيش السوري الجنرال مصطفى الشيخ رئيس فرع الكيمياء وضابط أمن منطقة الشمال في سوريا مع ابنه الضابط وأحدث بذلك مشكلة هرمية قيادية في الجيش السوري الحر. ويطلب الشيخ انشاء مجلس عسكري أعلى يرأسه هو نفسه، ينسق جميع العمليات العسكرية على النظام.

في مقابلته يقول الاسعد انه برغم رتبة الشيخ الرفيعة فان الاسعد هو القائد الأعلى للجيش الحر لأنه كان أول الضباط ذوي الرتب العالية الذين انشقوا وهو الذي وضع القاعدة التنظيمية والعملياتية للجيش. وأصبح الاختلاف بين الضابطين الرفيعي الرتبتين يسبب انقساما بين المنشقين الذين ترك فريق منهم الولاء للاسعد وانضموا الى الشيخ ومن جملة اسباب ذلك انه تبين ان الاسعد غير قادر على ان يدفع للموالين له لأن تركيا قررت اغلاق حساب البنك المُدار عندها.

دخل في خضم هذا الاختلاف ايضا برهان غليون زعيم المجلس الوطني السوري وهو المنظمة العليا لحركات الاحتجاج المدني. وقد التقى غليون مع الجنرال الشيخ وأثار بذلك غضب متحدثة الجيش السوري الحر لمى الأتاسي. في الاسبوع الماضي نشرت الأتاسي في صفحتها على الفيس بوك اعلانا يقول: 'سمعنا أنك تشجع الانقسام في صفوف الجيش السوري الحر، وأنا اسألك: من اجل من تعمل؟'. توجد اختلافات في الرأي حقا بين الجيش السوري الحر وقيادة المجلس الوطني السوري في صورة ادارة الاحتجاج، لكنه لم تسمع حتى الآن اقوال شديدة بهذا القدر علنا. وفي الوقت نفسه بدأ ضباط من الجيش السوري الحر يقذفون مظلمة المعارضة المدنية. وبحسب تقرير في موقع 'ايلاف' قال واحد من الضباط المنشقين هو خالد يوسف ان 'المجلس الوطني السوري لا يمثل الثورة'. وقال ان 'المجلس مقطوع عن معاناة المواطنين ونحن نطلب من الشعب ان يرفض شرعيته'.

الخوف المباشر هو ان ينشىء الاختلاف بين ضباط الجيش والجنود عصابات مسلحة مستقلة تدير كل واحدة منها معركة مستقلة وتحاول انجاز انجازات في الميدان، لكنها ستُسهل بذلك على الجيش السوري ان يعمل على مواجهة كل قوة على حدة. والى هذا يسبب هذا الاختلاف صعوبة كبيرة في بناء قيادة متفق عليها تستطيع ان تكون بديلا عن نظام الحكم، في حين تحول دول عربية في هذه المرحلة اموالا الى كل قوة على حدة وبهذا قد يخسر النضال كله. وفي أمد أبعد قد يصبح النشاط العسكري للقوتين قاعدة سلب الأسد السلطة لكنه يتوقع لسوريا آنذاك ان يحل نظام عسكري محل نظام عسكري آخر.

الى جانب الاختلاف العسكري توجد ايضا فروق في التصور داخل المعارضة المدنية. فبعضها وهو في الأساس قيادة المجلس الوطني السوري تسعى الى تدخل الامم المتحدة والى فرض عقوبات اقتصادية اخرى في حين تطلب حركات احتجاج اخرى تدخلا عسكريا غربيا. وليس للدعوة الى تدخل عسكري اجنبي استجابة في الغرب وليس اقتراح حاكم قطر ارسال قوات عربية الى سوريا مقبولا من الجامعة العربية. والنتيجة ان الجامعة العربية بقيت مع اقتراح تمديد نشاط المراقبين الذي لا فائدة منه وهم الذين سيرون كيف سيُقتل سوريون أكثر فأكثر كل يوم.