السبت 21 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 23 نوفمبر 2024 م
الهيئة تنفذ عدداً من البرامج الدعوية في مخيمات اللاجئين في تركيا خلال موسم الحج
الأحد 25 محرّم 1434 هـ الموافق 9 ديسمبر 2012 م
عدد الزيارات : 3556

نفذت هيئة الشام الإسلامية مجموعة من البرامج الدعوية في مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا، وذلك خلال موسم الحج الماضي 1433هـ .

وتم تنفيذ المشاريع الدعوية في أربعة من مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا هي: مرعش، قرقميش، جيلان بينار، والإصلاحية؛ وذلك بهدف النصح لعامة المسلمين، وتلبية حاجاتهم في دينهم والعمل على تحقيقها، ومشاركتهم أفراح عيد الأضحى المبارك، والتخفيف من مصابهم بتذكيرهم بلطف الله تعالى وما أعده لعباده الصابرين من جزاء عظيم، إضافة إلى الإسهام في الرفع من مستوى تماسكهم وتعاضدهم، وحل ما يعترضهم من مشكلات وخلافات أثناء إقامتهم في المخيم، وغيرها من المهمات التي قدمها الإخوة الدعاة كل حسب تخصصه.
وقام الدعاة الذين تراوحت مدد إقامتهم في المخيمات بين أسبوعين وشهرين بإلقاء دروس يومية في التفسير والعقيدة والسنة النبوية المطهرة، وإمامة المصلين في جميع الصلوات بما فيها صلاتي الجمعة والعيد وإلقاء خُطبهما، كما قاموا بإلقاء كلمات وعظية وتوعوية في أماكن متفرقة من المخيمات الأربعة، إضافة إلى تنظيم حلقات تحفيظ للقرآن الكريم .
كما تضمنت وفود الدعاة مجموعة من الداعيات اللواتي قمن كذلك بإلقاء دروس مشابهة والتركيز على ما يهم النساء فيها، مع تبيين دور المرأة في وقوفها مع زوجها أثناء المصائب والمحن وما لذلك من دور كبير في تماسك الأسرة في هذه الظروف العصيبة.


ونفذ الدعاة كذلك عدة زيارات عامة وخاصة لسكان المخيم، وكانت فرصة للاقتراب أكثر من مشكلات الناس ومعاناتهم.
واستغل الدعاة وجودهم خلال فترة الحج وعيد الأضحى المبارك في إلقاء كلمات بهاتين المناسبتين العظيمتين، إضافة إلى إقامة فعاليات متنوعة في يوم عيد الأضحى المبارك لتهنئة سكان المخيمات، وإدخال الفرح والسرور في نفوسهم، كما قاموا بتوزيع العيديات على الأطفال، الأمر الذي كان له أثر كبير في إضفاء جو من المرح والبهجة في ذلك اليوم السعيد. وتم كذلك ذبح بعض الأضاحي في أحد المخيمات وتوزيع لحومها على السكان.
وحرص الدعاة على الحديث خلال لقاءاتهم المتكررة مع سكان المخيمات عن أهمية تجديد معاني الألفة والمحبة في الله لأنها هي السعادة الحقيقية مهما ضاق الحال، وكان القصد من ذلك تخفيف ضجرهم من شظف العيش في المخيم، وهو الأمر الذي يؤثر في سلوكيات كثير منهم وفي تصافي نفوسهم.
ولم يقتصر دور الدعاة على الجانب الدعوي فحسب، بل تعداه إلى الجانب الاجتماعي، وكان من ذلك ما قام به أحد الإخوة الدعاة في مخيم "قرقميش"، حيث أسهم –مشكورا- في تحسين بعض الخدمات التي تقدمها إدارة المخيم مثل الشروع في توزيع حفائظ وحليب الأطفال عن طريق المخاتير بدل الاصطفاف طوابير لعدة ساعات كل يومين للحصول عليها، وذلك بعد أن استمع لشكاوى السكان ليقوم بنقلها لمدير المخيم بعد أن ترجمها للغة الإنجليزية التي لم يكن أحد من الأتراك المشرفين يجيدها سوى هذا المدير الذي استجاب لبعض للطلبات.
كما شارك الداعية في نقل معاناة سكان المخيم إلى فريق قناة الجزيرة الإنجليزية الذي زار المخيم ثاني أيام العيد لإعداد تقرير عنه.
وشهد الداعية خلال إقامته في المخيم بعض المواقف المؤثرة، منها جلوسه مع رجل حدثه عن معاناته في الهروب من سوريا مصطحبا أسرته ومنها طفل معوق في التاسعة من عمره مصاب باستسقاء في الرأس ما أدى إلى تضخمه وعدم مقدرة الطفل على الجلوس، وحكى الأب كيف لاحقت سيارته طائرة بدأت تقصفهم، ما اضطرهم إلى الهرب على الأقدام وهو يحمل طفله المريض ساعات طويلة حتى وصل إلى تركيا.
كما اطلع الداعية على حالة طفلة في الثالثة من عمرها تعقدت من أصوات قصف الطائرات الرهيب فصارت تعض لسانها واضطر أهلها لخلع أسنانها السفلية لكي لا تزيد في جرح لسانها وشفتيها.


كما شارك أحد الدعاة في مخيم أورفا مع مشرفي المخيم في كتابة دراسة خاصة بإنشاء مجمع تعليمي في المخيم للمراحل الدراسية الثلاث، كما قام بمتابعة مشروع حلقات تحفيظ القرآن الكريم التابع للهيئة، وقام كذلك  بتوزيع ١٧٠ عباءة وشال وخمار على الأرامل وزوجات الشهداء في المخيم وذلك بمشاركة اثنين من الشباب اللذين بذلا جهودا مضنية في ذلك، بسبب نزول الأمطار في ذلك اليوم، حيث تنقلا بكل نشاط تحت المطر الغزير يسيران على الطين من خيمة إلى أخرى .
أما الفريق الدعوي في مخيم الإصلاحية، والذي قدم من اليمن، فقد اصطحب معه أكثر من 300 كيلو من المساعدات التي تبرع بها الإخوة اليمنيون، وهي عبارة عن كميات من المصاحف وكتب التفسير والمطويات والكتب الشرعية، والفكرية، والملابس عباءات وملابس رجالية ونسائية، والمساويك وقليل من التمر والعسل والحناء، والبن، وثمن الأضاحي، والأدوية.
وتولى أحد الدعاة في مخيم الإصلاحية تشكيل فرق رياضية من الشباب وتدريبهم، وإقامة مباريات في كرة القدم، وحرص ضمن ذلك على ترغيب الشباب بارتياد المسجد وقراءة القرآن وحثهم على حسن الخلق وتجنب الألفاظ البذيئة.
كما قامت إحدى الأخوات الداعيات في المخيم بزيارة زوجات الشهداء وأمهاتهم، ومواساتهن، وبينت خلال زياراتها فضل الهجرة والجهاد في سبيل الله، وشاركت في إعداد بعض أنواع الأطعمة لإدخال السرور على قلوب هؤلاء المصابين.
وخلال فترة إقامته في المخيم، قام الفريق الدعوي بتوزيع 100 نسخة من تفسير الأجزاء الثلاثة الأخيرة من القرآن الكريم، وتوزيع 30 عباءة على المدرسات وعددهن 13 مدرّسة، وغيرهن من النساء. إضافة إلى توزيع مجموعة من المساويك على المصلين.
ووصل نشاط أعضاء الفريق الدعوي إلى الداخل السوري، حيث زار أحد الدعاة المراكز الجهادية في مناطق من حلب، وألقى في المجاهدين هناك دروساً دعوية، ومكث خمسة أيام متنقلا بين عدة مناطق في حلب.

 

توصيات ومقترحات الدعاة:

  1.  تكثيف مثل هذه اللقاءات والزيارات، وإن قلت مدتها، وذلك لما تعطيه من دفع وتثبيت للمزُور أيا كان رجلا أم امرأة متعلما أم جاهلا ملتزما أم غيره.
  2.  استثمار تعاون إدارة بعض المخيمات (مخيم مرعش على سبيل المثال)، بمزيد من التواصل، والمبادرة إلى تفويت الفرصة على مثيري الشغب، ومن عندهم مصلحة في إفساد العلاقة بين الشعبين السوري والتركي.
  3.  طبيعة التشكيلة السكانية للمخيمات، تحتم مزيدا من العمل لفهم هذه الطبيعة، هناك تفش للجهل، مع وجود عاطفة دينية ممكن استثمارها.
  4.  هناك كوادر لا بأس بها من المتعلمين يمكن استثمارهم في تنشيط عمل المكتب الدعوي والتربوي في المخيمات وهم على استعداد للعمل، لكن يحتاجون الموجه والمخطط والداعم ولو بالشيء القليل.
  5.  تحفيظ القرآن الكريم: هناك مجال لا بأس به للعمل في هذا المجال واستثماره في تهذيب الأخلاق وتوجيه طاقات الشباب، التي يعاني أهالي المخيم من سوئها، وهناك كوادر لا بأس بها من الرجال والنساء على حد سواء يمكن التواصل معهم، والأمر يحتاج إلى قليل من التوجيه والدعم النفسي والمادي.
  6.  مشكلة الشباب مشكلة مؤرقة للجميع، ولقد توافرت لديهم دواعي الإضرار، وذلك بتوافر الوقت فلا عمل ولا مدرسة ولا مسجد، مع وجود فراغ روحي، وغياب المرشد والموجه، مع أنهم يتميزون بحب الاستماع للنصيحة، والمشاركة في الأعمال النافعة، ولذلك يقترح الدعاة التنسيق مع المجالس العسكرية في الجيش الحر لإيجاد مراكز للتدريب لهؤلاء الشباب ، وتعبئتهم روحيا ، وإعدادهم ماديا، أو العمل على انخراط هؤلاء الشباب بمعسكرات للكشافة، بحيث يسهمون في الأعمال الخيرية والإغاثية ويحلون محل الجمعيات والكوادر التي تؤدي عملها على أنه وظيفة.
  7.  بعض التصرفات غير المسؤولة من قاطني المخيم وغياب دبلوماسية التواصل لها دور كبير في يظهر بعض الضغناء من الأتراك من الإداريين الشرطة والجاندرما (حرس الحدود) تجاه أهل المخيم، وهذا أحد الأبواب التي ينبغي أن يتطرق لإصلاحها الدعاة و المصلحون. كما يوجد في الأتراك من العلويين ممن لا يخفي حقده.
  8.  تقارب الخيم والتجمع عند الخدمات يجعل اختلاط النساء بالرجال أمراً سهلاً على الرغم من ظهور الغيرة جلياً من رجال المخيم على أعراضهم، إلا أنها تبقى مدخلا شيطانيا لضعاف النفوس تؤدي لسلوكيات غير مقبولة شرعاً، ولذلك ينبغي على الدعاة إثارة الغيرة الإسلامية على الأعراض وبيان خطورة الاختلاط مع شرح معنى وحدود المحرم من الاختلاط.
  9.  توصية للدعاة باستغلال الالتقاء بالأطفال والتحبب إليهم لربط محبتهم بمن يرونهم من أهل الدين؛ لأن ذلك سيوفر جهداً كبيراً في المستقبل في جذبهم للخير و حمايتهم مما قد يصور من التشويه.
  10.  أمام المصلحين مشوار طويل جداً لإصلاح ما أفسده النظام المجرم عبر العقود السابقة من دين الناس وأخلاقهم وحياتهم، ومن لا يصبر على الأذى الكثير لن يتمكن من العيش بينهم أو حمل رسالة الدعوة والإصلاح.  وهذا ما جعل كثيراً ممن يمكنهم الدعوة من أهل المخيمات من اعتزال الناس وترك العمل.