الجمعة 20 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 22 نوفمبر 2024 م
حصاد 1437هـ - 2016م - هيئة الشام الإسلامية
الجمعة 22 ربيع الآخر 1438 هـ الموافق 20 يناير 2017 م
عدد الزيارات : 7424
حصاد 1437هـ - 2016م - هيئة الشام الإسلامية

 

حصاد 1437هـ - 2016م
هيئة الشام الإسلامية 

 

بين يدي الحصاد ..
تتفاوتُ الدوافعُ المؤثرةُ في النشاط البشري، تلك التي تدفعُ بأمّةٍ من الأُمم لفعل ما تراهُ حقاً لها، أو يمنحها ميزةً عليا بين أممِ الأرض، فيسمو بعضُ هذه الدوافع على بعض، وينزلُ بعضُها دون بعض، ويستمدُّ كل دافعٍ من هذه الدوافع منزلته من القيمِ التي تُولّده وتصنع انطلاقته كمّا وكيفاً.
فإذا كانت بعض الأمم تنطلق من دوافع اقتصادية أو توسّعية أو مصلحية، فالدوافع التي يمتلكها المسلمون أسمى شأناً وأرقى قدراً؛ لكونها مُتشكِّلة من القيمِ الكُبرى التي جاء بها الأنبياء، ولا يختلف على صحّتها العقلاء، ويصعُبُ جمعُ البشر على غيرِها، كنشرِ العدلِ وتكريمِ الإنسانِ وفعلِ الخيرِ والرحمةِ بالضعفاء، وغيرها من مكارمِ الأخلاقِ والقيم.
ومن أجل إطلاق نهضةٍ صحيحةٍ تصل بالبشرية إلى مستقبل مشرقٍ تسودُ فيه هذه القيمُ وتلك الدوافع، فلا بد من غرسِها وبثِّها والتعريفِ بها، والدعوةِ إليها، وتربيةِ الأجيالِ في ظلالها، ورعايتها .. حتى تبزغ شمساً مشرقةً تمحو ظُلمةَ الليل، وتُزيلُ نتنَ الظُّلم.

هيئةُ الشامِ الإسلامية من منطلق إيمانها بأهمية نشأة المجتمع على القيم الفطرية الأصيلة، وضرورة  العمل على الإنسان الذي يحمل هذه القِيَم لتَنقِيَةِ دوافعهِ ومبادئِهِ، اختارتْ بناءَ الإنسانِ رؤيةً لها والنهضةَ غايةً تسعى إليها، عبر مجالاتٍ حيويةٍ لا غنى عنها لمن رام النُّهوضَ بالمجتمعِ وبثَّ الروحِ فيه من جديد، ليواجهَ أصعبَ التحديات التي تقِفُ أمامه، ويتغلبَ على القوى التي تسعى لتحطيمهِ وكسرِ معنوياتهِ.
فساهمت خلال السنوات الخمس المُنصرمة في بناء الإنسانِ السوريّ وتوعيَتِه بالقدرِ الذي وصلتْ إليهِ طاقتُها، وبلغ إليه جهدها، من خلال مسارات عملها العلمية والدعوية والتربوية والإعلامية والنسائية، ومازالت تتطلع إلى مزيدٍ من العطاءِ والبناءِ والرُّقيِّ والنماء، حتى تُحقِّقَ رُؤيتَها وتَنشُر رسالتَها، يداً بيد مع شركائها.
وها هي تضع بين أيديكم حصاد عام 1437هـ - 2016م، الذي شاركَ في زرعه وسقيِه جنودٌ مجهولونَ لم يبخلوا بجُهدٍ ولم يدَّخِروا طاقةً ولم يبخَلوا بمالٍ في سبيل إنجاحِ هذا العملِ الذي نأمُلُ أن يكونَ لبنةً في صرحِ الوطنِ الحرِّ الذي يسودُهُ العدلُ وتُظللهُ الحريةُ وتقودُهُ الهممُ العاليةُ نحو البناءِ والريادة والنهضة، سائلين الله عز وجلّ أن يبارك في الجهودِ ويُجزلَ الأجرَ والمثوبةَ لكل من ساهم في هذا الغرس المبارك.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

للاطلاع على الكتيب اضغط هنا ..