اختتمت في اسطنبول قبل أيام الندوة التشاورية الرابعة في الشأن السوري، والتي عقدت على مدى ثلاثة أيام من 1-3 مايو 2015.
وهذه الندوة هي حلقة جديدة في سلسلة الندوات التشاورية التي تنظمها هيئة الشام الإسلامية للتشاور في الشأن السوري، ويشارك فيها طيف واسع من السوريين من أصحاب الرأي والتأثير، من العلماء وقادة الكتائب، والمفكرين، ورؤساء الهيئات الشرعية وقيادات العمل المدني، والعاملين في الحقل السياسي والإعلامي.
وتهدف هذه الندوات إلى إحياء الحوار البناء في الشأن السوري العام، وتوطيد العلاقات وتعميق الثقة بين العاملين للثورة، وتعزيز العمل المشترك وتوسيع آفاق التعاون، والمساهمة في ضبط مسار الثورة وتحقيق أهدافها. وتظهر الاستبانات التي تجرى في ختام كل ندوة أن الندوات تحقق أهدافها بشكل مطرد.
انطلقت الندوات التشاورية قبل عام تقريبا، وتناولت منذ انطلاقها العديد من الموضوعات التي تهم الشأن العام مثل: المرجعية الشرعية، مشروع إنقاذ الثورة، التحالفات السياسية، العمل الجبهوي، والتحشيد الشعبي، ترشيد العمل المشترك، الدولة البديل، استراتيجية مواجهة الغلو، تجديد الثورة السورية.
أما الندوة التشاورية الرابعة فقد خصصت للتشاور حول المشروع السياسي للثورة، وقدمت فيه عدد من الدراسات أهمها:
الوثائق السياسية الخاصة بالثورة السورية: عرض ونقد، الرؤية المستقبلية لفصائل الثورة، بنية الهيئة السياسية الممثلة للثورة، التمكين السياسي للثورة السورية ومنجزاتها، كما قدمت ورقة حول مفهوم القيادة والثورة، ورؤية شرعية في الموازنات السياسية، وعرض لبعض تجارب العمل السياسي، وورشة عمل عن المضامين المتفق عليها والمتنازع فيها في الخطاب السياسي.
كما شارك في افتتاحية الندوة الرابعة هيئة الاغاثة الانسانية وحقوق الانسان والحريات ( IHH ) ممثلة في رئيسها السيد بولند يلدرم، ومنبر الأناضول ممثلة في رئيس وقف الاقصى السبد رمضان كايان والامين العام لجمعية الاحسان السيد سعيد اونر، وتحدثوا في كلماتهم عن الأمل المعقود على الثورة السورية وعن المسئولية العظيمة الملقاة على عاتق السوريين، وعن وقوفهم وتضامنهم مع إخوانهم السوريين إلى أن تؤتي الثورة أكلها.
وقد خرجت الندوة الرابعة بعدة توصيات أهمها:
تكثيف التواصل مع أصحاب القرار والتأثير السوريين للوصول إلى هيئة سياسية قادرة على القيام بدورها، مواصلة العمل على مفردات المشروع السياسي، تقديم دراسات حول المضامين السياسية المثيرة للجدل وكيفية تناولها ضمن فقه الموازنات، نشر دراسات وبحوث الندوة الرابعة بين مؤسسات الثورة المختلفة لتعميم الاستفادة منها، تنظيم ندوات تشاورية في موضوعات تخصصية، و تطوير الندوات التشاورية إلى مركز للحوار السوري الوطني.
جدير بالذكر أن هيئة الشام الإسلامية قد حرصت منذ انطلاق هذا المشروع أن تبقيه بعيدا عن التناول الإعلامي العام مراعاة لمصلحة الحوار، وتوفيرا لأجواء الصراحة والانفتاح والموضوعية بين المشاركين.