شهد المجتمع السوري خلال السنوات الثلاثة الماضية إقبالاً كبيراً على مناهل القرآن، يرتشفون من منابعه لترتوي نفوسهم بعد ظمأ دام عقوداً، فكانت حاجة الناس لحلق القرآن - تلاوة وتعلُّماً وحفظاً - كبيرة جداً.
هيئة الشام الإسلامية وعبر مكتبها الدعوي، كان لها بصمة واضحة في هذا المضمار، حيث أطلقت مشروع حلقات تعليم القرآن الكريم في الداخل السوري ومناطق اللجوء، والذي سرعان ما أثمر وانتشر ليبلغ عدد الحلقات أكثر من /400/ أربعمائة حلقة تضم أكثر من (11,000) أحد عشر ألف طالب وطالبة من مختلف الأعمار.
كرّست الهيئة جهوداً كبيرة للارتقاء بهذا المشروع الضخم وتطويره ليحقق أهدافه، فأطلقت برنامج تأهيل معلمي ومعلمات الحلقات القرآنية لرفع مستوياتهم وتحسين أدائهم، مكوناً من ستة مستويات تغطي ما يحتاجه معلم القرآن من علوم ومهارات تساعده في أداء رسالته التعليمية والتربوية.
وحيث إن الطالب هو المحور الأساسي في العملية التعليمية، فقد اهتم المشروع - إلى جانب تحفيظ القرآن - بتعليم الطلاب والطالبات ما يناسب أعمارهم من الأحكام والآداب والسنّة النبوية والسلوك والمهارات، ليجمعوا بين حفظ القرآن والتأدب بآدابه والعمل به والتمسّك بسنّة النبي صلى الله عليه وسلم. إضافة للعديد من الأنشطة المحفزّة والمسابقات التنافسية التي تربطهم بالقرآن حتى يغدو منهج حياة ونبراساً لهم.
وقد توجّت الهيئة تلك الجهود المبذولة على مدى سنتين ونصف بتأسيس "جمعية الشام لتعليم القرآن الكريم" ، حيث تم الإعلان عن ميلادها يوم الجمعة السادس والعشرين من شهر شوال 1435 هـ الثاني والعشرين من أغسطس آب 2014 في الحفل الختامي للمسابقة السنوية الثانية لحفظ الوحيين. لتكون صرحاً شامخاً يهتم بالقرآن الكريم والسنة النبوية وتعليمهما وتربية النشء عليهما.
تأتي خطوة تأسيس الجمعية تلبية للاحتياجات الضخمة التي يفرضها الواقع السوري، ليحظى العمل القرآني بمزيد من الجهد والعناية من خلال مؤسسة متخصصة تواصل المسيرة بما يكفل استمرار النجاح بعون الله تعالى واستفادة أكبر شريحة من المجتمع، رجاء أن ننال الخيرية بتعلُّم القرآن الكريم وتعليمه.