نظراً للظروف التي تعيشها سوريا في ظل الثورة والضغوطات التي ألمّت بأغلب المناطق السورية المنكوبة فقد أُهمِل التعليم في عدد من المدن السورية ما أدى إلى انتشار الأمية في صفوف الأطفال الصغار، ولتدارك هذه الكارثة الإنسانية قام مكتب شؤون الطفل بالقسم النسائي بتنفيذ مشروع "ربيع الطفولة" الذي يُعتبَر الأول من نوعه في المجال التعليمي.

 

يهدف المشروع إلى تأهيل الطلاب الذين تخلّفوا عن المدارس تعليميا ًوتربوياً ودينياً ونفسياً، بهدف السعي إلى إلحاقهم بالمدارس في فترات لاحقة. 

أقيم المشروع في مخيم بخشين ومدرسة آفاق بالريحانية، واستهدف الأطفال من عمر 8 إلى 12 سنة، الذين لم يسبق لهم الالتحاق بالمدارس. وقد كانت دراسة المشروع معَدّة لـ 25 طفلاً في بخشين و 25 طفلاً في آفاق، إلا أنّ المشروع شهد إقبالاً كبيراً بحمد الله فتضاعفت الأعداد كثيراً، حيث وصل عدد المستفيدين من المشروع 60 في بخشين 75 في مدرسة آفاق. 

أما عن المنهج المقرر فقد شمل تدريس سورٍ من القرآن الكريم قراءة و حفظًاً، إضافة إلى تعليم القراءة و الكتابة وأصول الحساب والعلوم وأساسيات في اللغة الإنجليزية. وقد لمس القائمون على المشروع تجاوبًا من مدير مدرسة بخشين و مديرة مدرسة آفاق، من خلال زيادة عدد المعلمات و ساعات العمل لإتمام هذه الدورة بما يحقق الهدف المنشود. كما أبدى أهالي الأطفال رأيهم أيضاً في أهمية المشروع من ناحية التعليم للطفل، وكذلك من ناحيةٍ أسرية فإنّ تعلّم أساسيات القراءة والكتابة والحساب قد يسهّل للأطفال الأكبر سنًا الحصول على عمل لدعم الأسر ماديًا. 

وقد أتمّ الأطفال ـ بحمد الله ـ المنهج المقرر بنسبة نجاح 92%، حيث سيتمّ إلحاقهم بالمرحلة المناسبة لهم في المدرسة، والعمل على المرحلة الثانية للمشروع لمساعدة الأطفال الآخرين للاجتياز. 

يُشار إلى أنّ المشروع كان قد تضمّن إقامة حفل العيد للأطفال، ما جدّدَ نشاطهم وشجعهم على الاستمرار في الدورة .