افتتاح مركز للدعم النفسي في مخيم مرعش بتركيا
تلبية للاحتياجات المتزايدة للاجئين السوريين في تلقي الدعم والتوعية النفسية والاجتماعية, قام المكتب النفسي والاجتماعي في هيئة الشام الإسلامية بافتتاح مركز للدعم النفسي والاجتماعي في مخيم كهرمان مرعش للاجئين السوريين في تركيا بحضور الدكتور ياسر الشلبي مدير المكتب النفسي والاجتماعي في هيئة الشام الإسلامية. والسيد محمد كوجك مدير التربية في مخيم كهرمان مرعش, بالإضافة إلى عدد من المدرسين والمدرسات والتربويين والتربويات والضيوف الأتراك.
وقد ألقى الدكتور ياسر كلمة قدم خلالها شرحاً للواقع النفسي والاجتماعي الذي يعيشه المواطن السوري في ظل الأزمات والحرب والأعراض الناتجة عنها, كما تحدث عن أعمال المركز المستقبلية وطرق التعاون من أجل النهوض بالواقع النفسي الاجتماعي والتربوي للسوريين.
وبعد الافتتاح توجه الحاضرون إلى مركز تربوي في المدينة حيث كان الدكتور خالد سلطان يقدم برنامجاً علاجياً فردياً للحالات المُعّدة سابقاً, وقد بلغ عدد الحالات /15/ حالة حيث قدم لهم برنامجاً علاجياً /IMDR/ .
هذا وقد حظي المركز باهتمام المسؤولين والمعنيين في المنطقة حيث قام السيد قائم مقام كهرمان مرعش والسيد قائد شرطة الولاية والسيد مدير المخيم والسيد مدير الافاد ومدير التربية في المخيم وعدد من الضيوف الكرام بزيارة للمركز تم الاطلاع خلالها على البرامج التي سيقدمها للسوريين, وقد أثنى قائم المقام العالي على الجهود المبذولة وشكر راعي المشروع والقائمين عليه.
واصل المركز بعد ذلك فعالياته حيث قدم محاضرات وبرامج ونشاطات متنوعة أشرف عليها مختصون في المجال النفسي والتعليمي بهدف الارتقاء بالمعلمين وتطوير أساليبهم التعليمية بما يواكب أدوات التعليم الحديثة, كما استهدفت الطلاب من خلال عدة برامج وضعت لمساعدتهم على الدراسة ورفع مستواهم التعليمي قبل الامتحانات, بالإضافة إلى برامج ونشاطات عديدة شملت المرأة والأطفال بجوانب متعددة.
ففي 27 من أيار أقام المركز (ورشة تفريغ و إبداع ) عن طريق الرسم وذلك لأبناء الشهداء في روضة المخيم.
ومن خلال الحاجة الماسة لتحضير الطلاب قبل الامتحان للشهادتين وبدعوة من إدارة مدرسة مشاعل الحرية المحترمة قدم الدكتور المستشار محمد الجندي يوم الجمعة 30 أيار ورشة حول الامتحانات والاستعداد لها بحضور مجموعة من طلاب الثالث الثانوي وكذلك عدد من المدرسين والمدرسات. كما التقى بعدد من الحالات الفردية الخاصة.
وفي اليوم الثاني قدم الدكتور الجندي في مدارس الأنصار ورشة حول الدعم النفسي الأولي في ظل الأزمات وقد حضر الورشة المعلمات العاملات في المدارس وكانت النتائج جيدة بحمد الله.
وبعد الانتهاء من تقديم الورشة توجه الدكتور محمد إلى المدرسة الافتراضية السورية في الولاية والتقى كلاً من المدير والعاملين في المدرسة وقدم لهم برنامج الدعم النفسي الأولي و روح العمل الجماعي, وفي نهاية البرنامج شكر مدير المدرسة الدكتور الجندي ومركز الإرشاد النفسي في الولاية والقائمين عليه.
وحرصاً من المركز على حُسن تعليم الطلبة, ورغبة منه في تشجيعهم ورفع معنوياتهم, قام في 13 من حزيران بتقديم شكر وتقدير للطلاب المتفوقين في مدارس المخيم حيث بلغ عدد المتفوقين والمتفوقات / 100/ طالب وطالبة.
وضمن اهتمامات المركز بالمرأة وتفعيل دورها قام بالتعاون مع القسم النسائي في هيئة الشام الإسلامية بالتنسيق لإقامة دورة نفسية بعنوان (نساء بعزم من حديد) قدمتها الأخصائية النفسية وأخصائية تربية الأطفال / لارا البرازي / وذلك في 14 من حزيران في مركز المدينة وقد حضر ورشة العمل مجموعة من المتميزات والناشطات في مجال التربية والتعليم في المخيم حيث وصل العدد إلى 30 معلمة.
وكان الهدف من الورشة:
1ـ تدريب المتعلمات على مهارات الحياة الجديدة في ظل الأزمة.
2ـ تربية الأبناء وفق البيئات الجديدة والرفقة والسلوكيات الظاهرة.
3ـ تعامل الآباء والأمهات مع الأبناء المراهقات والمراهقين.
وقد استمرت الدورة مدة ثلاثة أيام بواقع أربع ساعات يومياً.
وفي اليوم ذاته قام الطبيب النفسي الدكتور ملهم الحراكي بتقديم ورشة عمل لأطفال مدرسة مشاعل الحرية بعنوان (الدعم النفسي للأطفال).
كما قام المركز بتقديم عدة برامج وفعاليات ونشاطات تستهدف الطلبة من مختلف المراحل التعليمية بهدف ضبط سلوكياتهم وزيادة الرغبة في التعلم وتحسين مستواهم الدراسي والتعليمي. وقد تضمنت تلك البرامج والنشاطات:
البرنامج التربوي النمائي:
يتبنى هذا البرنامج تزويد وتعليم الطلاب القيم التربوية والأخلاقية والاجتماعية,وضبط سلوكهم ومساعدتهم في تعديل السلوك الشاذ, وزيادة الدافعية لديهم على التعلم, بالإضافة إلى تحسين المستوى العلمي والتربوي والأخلاقي, وحثهم على حب الاستطلاع والمشاركة الهادفة .
ويهدف البرنامج إلى:
الأهداف القريبة :
1- زرع القيم الإنسانية النبيلة في نفوس الطلاب ( محبة – تعاون – حب الخير ...... )
2- زرع القيم التربوية في نفوس الطلاب (أهمية العلم – الاهتمام بأثاث المدرسة ......)
3- تسوية السلوك لدى الطلاب .
4- ضبط الفوضوية والنشاط الزائد والتحول إلى نشاطات مفيدة .
5- حب الاستطلاع والمشاركة الهادفة .
6- إعطاء قيمة ايجابية للذات وللدور الفعال داخل الصف الدراسي .
الأهداف البعيدة :
1- إنشاء مجموعات طلابية نموذجية قادرة على التأثير الايجابي بالآخرين .
2- نمو القيم الايجابية لدى الطلاب .
3- رفع مستويات التحصيل لدى الطلاب .
4- تنمية الثقة بالنفس وإعطاء الطالب قيمة ايجابية لدوره.
وقد تم خلال هذا البرنامج تقديم عدة محاضرات ونشاطات ترفيهية ورحل هادفة بشكل دوري (أسبوعي) خلال شهر حزيران, وذلك لعدة مجموعات طلابية من المرحلة الابتدائية في مخيم مرعش للاجئين السورين.
برنامج التكيف النفسي في مكان اللجوء:
تم خلال هذا البرنامج تقديم الدعم النفسي لأطفال بين سن 11 إلى 15سنة, حيث قام المشرفون على البرنامج بتحديد عدة فئات وتقسيمها إلى مجموعات كل مجموعة تضم 10 أطفال, بحيث تُعطى كل مجموعة ثلاث محاضرات أو أنشطة. وقد تم ذلك من خلال تقديم محاضرات في الدعم والنفسي وآلية التكيف النفسي في مكان اللجوء والمكان الجديد, ومن خلال السيكو دراما ولعب الأدوار والسرد القصصي, بالإضافة إلى الرسم الحر و اللعب الهادف والمسابقات.
- كما قام المركز برحلة ترفيهية هادفة وناشطة بلون كشفي هادف لـ 30 طفلاً ممن تقدم لهم الدعم النفسي, وذلك من أجل:
- إدراك العلاقات بين مكونات البيئة.
-اكتساب سلوكيات حسنة (الانضباط- النظام-الاحترام).
- تكوين عادات حميدة (الاعتماد على النفس- تحمل المسؤولية-الصبر).
- تنمية العلاقات الاجتماعية التي تساعدهم على التكيف.
وضمن فعاليات المركز الهادفة إلى تشجيع الطلاب وتحفيزهم على الدراسة والتفوق قام بتكريم 50 طالباً وطالبة من المدرسة الإعدادية من الصف الخامس وحتى الصف الثامن.
يسعى المركز من خلال انطلاقته إلى تغطية الاحتياجات النفسية والاجتماعية للسوريين المتواجدين في المدينة بشكل شامل, وذلك من خلال البرامج والنشاطات المتنوعة التي قدمها ولا يزال يقدمها, عسى أن تسهم في إعادة بناء النسيج النفسي والاجتماعي للاجئين السوريين.