الثلاثاء 1 جمادى الآخر 1446 هـ الموافق 3 ديسمبر 2024 م
كيف أواجه مشكلة تعلق الأبناء بالجوال؟
الثلاثاء 7 جمادى الآخر 1440 هـ الموافق 12 فبراير 2019 م
عدد الزيارات : 20207

 

كيف أواجه مشكلة تعلق الأبناء بالجوال؟


الاستشارة
ابني عمره 18 عاما، منذ سنتين وهو متعلق جدًا بـ (الجوال) ويستخدمه لساعات طويلة. نصحته كثيرًا لكن لا فائدة، وهو يدرس البكالوريا لكنه لا يهتم بدراسته إطلاقًا


الرد: 

العناد والثورة على التعليمات من سمات مرحلة المراهقة، فليس من المستغرب أن تصدر بعض هذه التصرفات من مراهق عمره ١٨ عاما. قد يكون من الضروري التنبه لهذه المرحلة مبكرًا، والاستعداد لها لتخفيف حدة المعاناة التي تمرون بها الآن، ولكن لأن المشكلة التي تعانون منها اليوم هي ما يقلقكم، فينبغي ألا تيأسي من إصلاح أحواله، ولا تتعاملي معه على أنه حالة ميؤوس منها، فكثير مما تقولينه طبيعي ويتكرر في معظم البيوت بدرجة أو بأخرى.
️الخطوة الأولى التي ينبغي عليكم البدء بها رفع ثقته بنفسه، فالمراهق يهتم كثيرا بنظرة الناس إليه، ويحرص كثيرًا على أن يكون ملفتاً للنظر، وأن يهتم الآخرون به وبما يقول ويعمل. ولذلك يمكنكم البدء بشكل تدريجي بالثناء على الأمور الإيجابية التي يتمتع بها، حتى يجد منكم كلاما يسره، ويجعله يحرص على الحصول على مزيد من الثناء.
احرصوا على أن ترفعوا مستوى توقعاتكم منه بطريقة إيجابية، ومعنى ذلك ألا تقارنوه بغيره، فمثلًا: لا تقولوا: "انظر إلى مستوى أختك". ولكن قولوا له: "تستطيع الحصول على امتياز لو أردت ذلك وبذلت جهدك الذي اعتدناه منك". ومثل ذلك أن تقولوا له: "وصولك مرحلة البكالوريا يدل على تميزك في الدراسة" بدلًا من أن تقولوا له: "لماذا لا تذاكر وأنت في مرحلة البكالوريا".
عندما تشاهدينه لا يذاكر، لا تتوجهي له بالنقد أو باللوم أو التأنيب، خاصة مع ارتفاع الصوت! بدلًا من ذلك حاولي أن تسأليه ماذا يود منك أن تفعلي لأجله حتى تهيئي له جوًا مريحًا للدراسة. اعرضي عليه خيارات بدلًا من الأوامر، فمثلًا يمكنك أن تقولي له: "هل تفضل الدراسة الآن أم تريد أن تنام وأيقظك باكرًا لتكون أنشط".
عندما تيقظينه للمذاكرة امسحي على رأسه، وأسمعيه عبارات تشعره بحبك واهتمامك، مثل قولك: "هل نمت جيدًا يا حبيبي". فهو وإن كان في هذا العمر، إلا أنه يحتاج إلى حب أمه وحنانها. ثم اسأليه ماذا يفضل أن يأكل أو يشرب لتجهزيه له. هذه الأمور تساعده على الاستجابة لك وبنفس راضية.
لا تحاولي ثنيه عن كثرة تعلقه بالجوال ببيان عواقبه السلبية، بل شجعيه على السلوكيات الصحيحة لاستخدام الجوال ببيان أثر ذلك إيجابيًا عندما يقوم به، حتى لو كان صغيرا في البداية.
ختاماً، حاولي منحه وقتًا كافيًا ليعبر عما في نفسه عندما يأتي إليك مشتكيًا من حال ما أو من شخص ما، ودعيه يقول ما في نفسه دون مقاطعة أو لوم أو تصحيح. فإخراج ما في النفس من ضيق أمام شخص يسمع وينصت دون مقاطعة أو معاتبة يجعل المراهق يشعر بالارتياح ويقترب من هذا الشخص أكثر ويصبح أكثر ثقة فيه.
ولا تنسي دعاء الله تعالى في كل وقت، لاسيما في أوقات الإجابة، بأن يصلحه ويهديه، ويجعله قرة عين لك ولأبيه.