الخميس 10 جمادى الآخر 1446 هـ الموافق 12 ديسمبر 2024 م
المرأة المسلمة هبة عظيمة تستحق التقدير
الثلاثاء 21 رمضان 1439 هـ الموافق 5 يونيو 2018 م
عدد الزيارات : 3836

 

المرأة المسلمة هبة عظيمة تستحق التقدير


خلق الله سبحانه وتعالى المرأة، ليسكنَ الرجل إليها ويأنسَ بها، ولتكون شريكةً في هدفه وحياته، وليعملا معًا على هذه الأرض من أجل إعمارها وصلاحها، ولأهمية دور المرأة في الحياة اعتنى الإسلام بها وعدَّها هِبةً عظيمة من الله يجب صونُها والحفاظُ على كرامتها وأنوثتها، وتقديرُ دورها في أسرتها ومجتمعها، فحرّرها من الاستعباد الذي طالها في عصور الجاهلية، وأطلقها من نيْر الأسر الذي كانت فيه، وأعطاها حقوقها بعد أن كانت متاعًا يتوارثه الأبناء من الآباء، وقد صوَّر عمر بن الخطاب رضي الله عنه الحال الذي كانت عليه المرأة قبل الإسلام بقوله: " والله إنْ كنَّا في الجاهلية ما نعدُّ للنساء أمرًا، حتى أنزل الله فيهنَّ ما أنزل، وقسم لهنَّ ما قسم".
       وجعل الإسلام من التقوى والعمل الصالح أساسًا للتفاضل بين المرأة والرجل، وفتح لها أبواب العلم والتعليم والعمل والتملك، ومنحها الحقّ في الميراث، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفق بها وتكريمها واحترامها، فكانت في ظلّ الإسلام عنصرًا فاعلا في أسرتها ومجتمعها، تحمل الرسالة وتدعو إليها، وتخوض الصعاب في سبيل الحفاظ عليها، وإنَّ المتتبع للسيرة النبوية وللتاريخ يجد أسماء مشرقة للكثير من النساء المؤمنات اللواتي أثّرن في مسيرة الأمة والمجتمع، وضحَيْنَ بالكثير من أجل الرقيّ والنهضة.
       وفي عصرنا الحاضر أصبحتِ المسؤولية على عاتق المرأة المسلمة أكبرَ مما كانت عليه، ووقفت في وجهها تحديات كثيرة حاولت أن تحرفها عن فطرتها وتشوه صورتها، إلا أنها خاضت التحدي وحققت نجاحات كبيرة على أكثر من صعيد، وأثبتت أنها عنصر فاعل في بيتها تقوم بأعمال التربية والتوجيه والرعاية، وهي عاملة خارج بيتها بما يتناسب مع طبيعتها، تعمل من أجل قضيتها وتعين زوجها وتخفف عنه أعباء الحياة، حتى وصلت إلى مراكز راقية، وقدمت لمجتمعها الكثير من الأعمال والخدمات.
       وفي ظل الثورة السورية ظهر الدور الإيجابي للمرأة بشكل واضح، فكانت خير معين للرجل، وأثبتت قدرتها وحرفيتها في مجالات عديدة، وقدمت نماذج مشرقة للمرأة المسلمة، وأسهمت في توعية المرأة وتعليمها وتمكينها وتعزيز دورها في الأسرة والمجتمع، وفي هذا العدد من مجلة نور الشام نتناول موضوع مشاركة المرأة في الثورة السورية وإسهاماتها في رقي المجتمع وعملية التغيير، ونلقي الضوء على جهودها وبعض أعمالها المميزة، ونقف على بعض المشكلات التي تواجه العمل النسائي لنصل إلى الحلول لها.