قيمة احترام الآخرين
كيف أغرس في نفوس أبنائي قيمة احترام الآخرين بغض النظر عن مظهرهم أو اختلافاتهم عنا، سواء كانوا فقراء أم أغنياء، وكيف أعلِّمهم أن ما يميِّز الناس عن بعضهم هو التقوى والعمل الصالح، وأنَّ قيمة الإنسان بأخلاقه الإسلاميِّة العالية وسلوكه القويم؟
الجواب:
بدايةً أشكر لكم هذا الاهتمام بهذه القضية التربوية الهامة والمؤثرة في حياة الأبناء، بل والمؤثرة في حياة الأمة كلها؛ حيث إنَّ تفعيلها ينعكس إيجاباً على علاقات الأفراد داخل المجتمع وتماسكهم، أما فقدانها وضعفها فهو خطر جداً على المجتمع وترابطه؛ لأن بناء الأمم يقوم على أسس ودعائم عدة، يقع منها الاحترام بين أبنائه موقعاً عظيماً ومقدماً.
يظن الكثير منا أن الطفل لا يفهم معنى الاحترام ولا يشعر به، مما يدفعنا إلى استسهال إهانته لفظياً وبدنياً، ولا نجد أي حرج في ذلك، ويظهر أثر هذا في شخصية ناشئة لا تحترم الآخرين، ولا تحترم مشاعرهم، ولا تتحرج من الإيذاء اللفظي والبدني.
ومن نتائج عدم الاحترام أنه يكوِّن شخصية انفعالية منتقمة، أو شخصية منزوية، تفضل الانعزال حتى لا تتعرض لمزيد من الأذى.
والطفل يحتاج إلى الاحترام أكثر مما يحتاجه الكبير، لأن الكبير لديه من العقل ما يجعله يتقبل بعض الإهانات البسيطة التي يعلم أنها غير مقصودة من أحبِّ الناس إليه، كوالديه مثلاً، لكن الطفل لا يعلم ذلك، لأن عقله لم ينمُ بعد، وبالتالي فإنَّ وقع الإهانات والأذى النفسي على شخصيته قد يكون أكبر من وقعه على شخصية الكبير العاقل البالغ.
خطوات احترام الطفل:
1- احترمي شخصيته وتفرده عن غيره فلا تقارنيه بالآخرين من أقرانه، (أصحابه أو إخوته)، فالمقارنة كما هي مؤذية لكِ فهي تؤذيه أيضاً.
2- احترمي شخصيته بسلبياتها (القبول): لا تعايريه بعيوبه وأخطائه، فهو طفل من حقه أن يخطئ كي يتعلم بالتجربة.
3- احترمي عقله وفهمه للأمور حسب عمره، ولا تسخري من أفكاره وكلماته وأسئلته البسيطة.
4- احترمي مشاعره وأحاسيسه، وتعاملي معها بجدية، ولا تتجاهلي غضبه، ولا تقللي من قيمه مشاعره، ولا تهملي فرحته وسعادته.
5- احترمي لغته وألفاظه وطرق تعبيره عن ذاته، ولا تهزئي بطريقة نطقه للكلمات، أو بأسلوب كلامه كالتأتأة مثلاً.
6- احترمي قدراته وإمكانياته، ولا تكلفيه مالا يطيق، ولا تقللي من حجم ملكاته ومهاراته.
7- احترمي أشياءه وملابسه ولعبه، ولا تتعاملي معها وكأنها ملك عام؛ بل استأذنيه إن احتجتِ شيئاً منها.
8- احترمي شكله وملامحه، ولا تسخري منها.
9- احترمي رغباته وحاجياته بأن توافقيه عليها، وتناقشيه فيها، ولكن لا تسارعي إلى تلبية أية رغبة إلا في حدود المعقول والمقبول.
10- احترمي علاقاته وأصدقاءه، ولا تسخري منهم، ولا تكوني دائمة النقد لهم والعيب فيهم.
11- احترمي مدَّرسيه ومدرِّبيه الذين يحبهم، فلا تذكريهم أمامه بما يكره.
12- حاولي أن تتعاملي مع طفلك كإنسان محترم، تقدرينه وتحترمينه حتى ينشأ كما تريدين.
بعض السلوكيات المدمرة لاحترام الطفل لنفسه ولك وللآخرين:
- النواهي مع التهديد بدون فهم، لماذا هذا منهي عنه.
- الأوامر مع التهديد بدون فهم، لماذا هذا مأمور به.
- النقد الهدَّام والتركيز على الفشل والأخطاء.
- الإهمال لحديثه والانشغال المستمر عنه، وعدم منحه الوقت الكافي للحديث معه.
- العبوس في وجهه بشكل مستمر.
- المقاطعة لفترة طويلة.
- السخرية من شكله أو تصرفاته أو بعض صفاته وكلماته.
- اللمز والتغامز عليه.
- التنابز بالألقاب وإلقاء ألقاب ساخرة أو معيبة عليه.
- الحديث عن أخطائه أمام الناس(الفضيحة).
- الغيبة وذكر أخطائه وعيوبه للناس، وتعريفه أنكِ قلتِ عنه هذا.
- السب والشتم والتجريح والتعيير.
- الضرب والصراخ وهو من أبشع الإيذاء النفسي، الذي نتهاون فيه كثيراً.
(افصلي دوماً السلوك عن الشخصية، لا تقولي: أنت مهمل، ولكن قولي: أنت لا ترتب حجرتك)
(لا تتهمي الطفل بصفات عامة حتى لا تترسخ في عقله صورة سلبية عن نفسه.)
كيف تعلمين ابنك الاحترام والأدب:
1 ـ استمعي إلى طفلك حتى النهاية؛ ليعتاد على ذلك.
2 ـ لا تغضبي أمامه، ولا تنفعلي حتى لا يقلد مظاهر الانفعال عند غضبه.
3 ـ اشكريه على صنعه للمعروف.
4 ـ عاملي الأشخاص أمامه باحترام فالطفل يقلد أهله.
5 ـ عند مناقشة الأخطاء يجب أن يكون الوقت مناسباً، حتى يتعود على ذلك مع الآخرين عند مناقشة أخطائهم.
6 ـ تعاملي مع طفلك باحترام، وهذه أهم خطوة لأن ذلك سيجعله يتعامل مع كل الناس باحترام.
7 ـ اشرحي قواعد التعامل واتبعيها، لأن شرح التعليمات يجعل الطفل يتعاون أكثر من أن تلقى عليه التعليمات، فمثلاً: لا تقولي له اجمع ألعابك، ولكن يجب أن تعيد ألعابك إلى مكانها وإلا ستضيع أجزاؤها وتتكسر.
8 ـ علقي على سلوكه لا على شخصه، فمثلاً: لا تقولي له أنت غبي، ولكن قولي هذا الفعل غير مقبول.
9 ـ اعترفي برغبات طفلك وقومي باحترامه.
10 ـ اغرسي في طفلك احترام كبار السن أثناء الحوار أو طلب الأشياء، وكذلك في الطريق أو المواصلات.
11 ـ اخفضي الصوت أثناء التحدث.
12 ـ السماح للأكبر سناً بالاسترسال في الحديث.
13 ـ عدم الاستهزاء من أصدقائه أو من أي شخص ممن حوله.
14 ـ تجنبي الكذب أو القسم المتكرر بالله.
15 ـ عدم مقاطعة الآخرين عند الكلام.
16 ـ لا تُكثري من الكلام والثرثرة.
17 ـ إذا كان الطفل فتاة فعلى الأم أن تُعودها دائماً على الضحكة الهادئة الجذابة بدون تكلف أو تصنع أو إفراط.