الأربعاء 2 جمادى الآخر 1446 هـ الموافق 4 ديسمبر 2024 م
أيتها الزوجة .. لا تحكي لزوجك عن هذه الأشياء !
الثلاثاء 24 ربيع الأول 1439 هـ الموافق 12 ديسمبر 2017 م
عدد الزيارات : 21955

 

أيتها الزوجة .. لا تحكي لزوجك عن هذه الأشياء !
 

هناك زوجات كثيرات نقيات النفس طيبات القلب ليس عندهن ما يعرف بالمكر، وليس عندهن خبرة بدهاليز الحياة وعمقها، وليس عندهن خبرة بمعاملة الرجال، ولا يدركن أثر ما يحكينه من حكايات أو يتكلمن به من خفايا..
تتعامل مع من حولها بحسن نية، فتحكي وتسرد كل ما بداخلها وهي غير واعية أنه ربما تكون كلمة مما تقول سبب تعاستها!
الأصل ولا شك أن تكون الصراحة والحب والود موجودة بين الزوجين، لكن هناك أمور لا يستحب للزوجة أن تحكيها لزوجها حتى لا تعكر صفو حياتها وتوغر صدره وتؤلم نفسه، وحتى تنعم بحياة هادئة.
ولابد أن تكون الزوجة ذكية في تعاملها مع زوجها، وإن لم تكن ذكية فعليها أن تتعلم الذكاء لكي تحافظ على بيتها وزوجها، فأحيانا تعتبر الزوجة أن زوجها صديق لها فتحكي له كل ما عندها، لكن ذلك الحكي قد يوقعها في المشكلات.
لكن نصيحة التربويين للزوجة دائماً أن تكون حكيمة فيما تحكيه وتقصه، فلا ينبغي لها مثلاً أن تحكي عن صديقاتها، فإذا زارت صديقاتها فلا ينبغي لها وصفها أمام زوجها، شكلها وصفاتها، فلا تذكر المزايا ولا العيوب، إلا لحاجة ماسة وباختصار تام، فقد نَهَى النبي صلى الله عليه وسلم عن أن تَصِف المرأةُ المرأةَ الأخرى لِزوجها، فقال عليه الصلاة والسلام: " لا تُبَاشِر المرأة المرأة فَتَنْعَتها لِزوجها كأنه ينظر إليها " رواه البخاري.

أي لا تَصِفُها لِزَوجها فتقع مِن نفسه موقعًا، فإن مشكلات كثيرة قد حصلت بفعل هذا الوصف.
كذلك لا تتحدث عن جارتها ماذا تفعل، أين تذهب، ماذا تلبس من الثياب، كيف تمارس حياتها الخاصة وهكذا، وهذا داخل في النهي السابق ولا شك.
فترة ما قبل الزواج هي الأخرى من الفترات التي أنصح بأن تظل بغير حكاية ولا تفاصيل، إلا في المجمل العام، أو حول شيء صالح طيب يحبه هو منك، فلا تحكي له عن حياتك الخاصة قبله، فترة مراهقتك، فترة الجامعة، فإن هذه الأيام صفحة وانطوت، وليس هناك مصلحة في معرفتها، فقد يقع شيء منها في قلبه سلبًا فيوغر قلبه من الغيرة فيثير الغضب.

والأمانات والأسرار كذلك واقعة تحت هذا المعنى، فالسر أمانة ويجب حفظها مهما كانت العلاقة قوية بينك وبين زوجك، هذا لا يسمح لك أن تبيحي أسرار غيرك.
والتوسع في مدح الرجال أمام الزوج أيضا شيء غير مرغوب فيه، فقد تثيرين غضبه بذلك أو غيرته.
إني أحذر كل زوجة تحذيرًا خاصًا بشأن حكاية أي مشكلة تدور بينها وبين والدته أو أخته أو زوجة أخيه، فكم من إخوة قاطعوا بعضهم بعضًا بسبب زوجاتهم.

أما حكيك هذا عن أمه أو أخته ففيه أمران: فإما أن يغضب على والدته أو أخته وفي هذه الحالة ستفقدين حبهم وتكسبين بغضهم، ويا ويلك من حياة تسير مع غضب والدته أو رحمه.

أما الأمر الآخر، فهو أنه قد ينحاز لوالدته، وفي هذه الحالة ستشعرين بالإهمال وعدم التقدير، وتسوء بينك وبينه المعاملة لشعورك بعدم الإنصاف.
لكن حاولي إصلاح الأمور بذكاء وتهدئة الأجواء، فأمه هي أمك وأخته هي أختك، وكثيرًا ما يحدث بين الأخوات والأمهات مشكلات، ثم تصفو بعد ذلك النفوس، خاصة إن وجدت روح التسامح والعفو والصفح والصبر.
كذلك لا تحكي لزوجك عن عيوب والديك، فكثير من النساء بعد الزواج يحكين عيوب والديهم، فتشويه صورة والديك ينقص من قدرك أمامه ويقللك في نظره.
فلا تسقطي صورة الوالدين في نظره، بل يجب أن تحكي عن خيراتهم وتستري عيوبهم، وترفعي من قدرهم، وتظهريهم بصورة أفضل مما فيهم.
إن لذلك فائدة لك بعد الزواج في حال إذا حدث أي خلاف بينكما فيما بعد، فقد يعيرك بفعلهم الذي وصفته له في السابق، لأن كل ما ذكرته له عنهم سُجّل في ذاكرته ولم ينسه.
يدخل في ذلك أيضًا – ولو بمحدد أقل قليلًا – الحكاية عن عيوب أعمامك أو أخوالك أو أي أحد من أهلك.

فلا تذكري المساوئ، بل اذكري المحاسن دائمًا دون المساوئ، إلا أن تكون ضرورة داعية لذلك.
فذكرك للمحاسن يجعله يعرف عنك الأصل الطيب ولا يشعر أنه أساء اختيار النسب، فكل أسرة بها الطيب والسيئ، فلا تخلو أسرة من هذا، ولكن بعض الأزواج لا يدركون ذلك خاصة وقت العصبية والخلاف.

وإذا كان زوجك بسيطًا أو فقيرًا، ولا يستطيع سدَّ متطلبات البيت فلا تحكي له عن رغبتك في الاقتناء والشراء وأمنياتك الثقيلة في الإنفاق.

ولا تحكي له عن هذه التي اشترى لها زوجها أثاثًا جديدًا أو حليًا ثمينًا أو كذا وكذا..، فكل هذه الأمور تحزنه و تحسه بعجزه، وتولّد عنده وجهًا عبوسًا وضيقًا دائمًا.

كذلك فمن المفهوم بديهة ألا تحكي لزوجك وتحدثيه عن عيوبه ونواقصه، بل أصلحي ما تجدينه عنده من عيوب بطريقة غير مباشرة، ويمكنك – عند الحاجة – أن تشيري لذلك إشارة لطيفة رقيقة، فالزوج لا يرضى أن يكون في نظر زوجته ناقصًا، وقد يسبب ذلك له ضيقًا لا ينتهي.

ولا تحكي له عن مشاكل الأبناء عند حضوره من سفر أو غياب أو عمل يومي شاق، لكن انتظري الوقت المناسب الملائم لطرح أي مشكلة، فيأخذها بصدر واسع، فيستطيع حلها بهدوء، وحاولي أنت الإصلاح بينهم بذكاء، ولا داعي لمشكلة بين الصغار تؤدي لتشاجر الكبار.

إننا لا نختلف في أن الصمت وعدم الحوار بين الزوجين يؤدي إلى الرتابة والملل، لكن على الزوجة أن تختار نوعية الحديث الذي يبني ولا يهدم، ويسعد ولا يحزن، ويقوي العلاقات ولا يضعفها.

وعليها أن تنتقي الكلمات لزوجها وتختار أحسنها، فالكلمة الطيبة صدقة ...