على لسان لاجئ سوري
غريبٌ في بلادِ العُربِ أنِّي أُلاقى في مرابعها بمَنِّ
تُغَلَّقُ دونَ أحلامي دروبٌ ويُنكأُ كلَّ يومٍ حُسْنُ ظَنِّي
وما حُلْمي بأشياءٍ عِراضٍ ولكنْ بعضُ حاجاتٍ وأمْنِ
وقد كنتُ الحَفِيَّ بكلِّ آتٍ إذا ضنَّ الزَّمانُ بقَطْرِ مُزْنِ
وكم قاسمتُ منكوبًا طعامي وكم واكبتُه من دمعِ عيني!
وكم ساهرتُه أُصغي إليه يُحدِّثني بلا خوفٍ وإذْنِ!
يُحدِّثُني فيوقظني أساه ويورثُ في فؤادي وخْزَ حُزْنِ
ولمَّا أنْ توثَّبَتِ الرَّزايا أطاحتْ بالأماني والتَّمنِّي
رُمِيتُ بسيفِ خِذْلانٍ ونُكْرٍ كما تهوي السُّيوفُ على المِجَنِّ
وأهداني بنو قومي أذاهُمْ وكانَ أذاهُمُ من كلِّ لوْنِ
فأينَ الدَّربُ أسلُكُهُ عزيزًا وقد أُتْرِعتُ منهم بالتَّجنِّي؟