الشيخ الفقيه محمد فوزي فيض الله.. حامل راية الإمام أبي حنيفة
"خير تلميذ أنجبته المدرسة الخسروية بحلب، أعظم زرع وأعطره من إنتاج أساتذتها العظام، أعرفه أفندي أنيق ذو عمامة صغيرة على الطربوش.. يكفي أن تعلم أنه تلميذ الشيخ العلامة أستاذ العلماء في مصر الشيخ محمود شلتوت رحمه الله". الشيخ حسن عبد الحميد
المولد والنشأة:
ولد الشيخ محمد فوزي فيض الله في مدينة حلب بحي البياضة الذي يعد من الأحياء العريقة في حلب القديمة، تلقّى العلم الشرعي في المدرسة الخسرفية، ثم سافر إلى الأزهر حيث حصل على الشهادة الجامعية عام 1947، ثم إجازة العالمية في القضاء الشرعي 1949م، ثم إجازة تخصص التدريس (العالمية) 1951م، ثم نال شهادة التخصص (الماجستير في الفقه والأصول) عام 1960م، ثم العالمية بدرجة أستاذ (دكتوراه) في الفقه والأصول عام 1963م.
أعماله وحياته العلمية:
عمل الشيخ رحمه الله مدرّساً في كلية الشريعة بجامعة دمشق لمدة عشرة أعوام، وفي عام 1970 صدر قرار رئاسي بطرد الشيخ من التعليم الجامعي بسبب أفكاره ومواقفه، وتم تحويله إلى وزارة الصحة كما تم تخفيض راتبه، وكل ذلك بهدف التضييق عليه.
انتقل بعدها إلى السعودية حيث درّس في جامعة الإمام في السعودية، بالإضافة إلى جامعة الأمام الأوزاعي في بيروت، ثم انتقل للتدريس في كلية الشرعية بجامعة الكويت، وهو عضو في هيئة الفتوى في الكويت. وتتلمذ على يديه عدد كبير من العلماء وطلاب العلم في سورية وخارجها.
شيوخه وأساتذته:
يعتبر الشيخ رحمه الله من أبرز فقهاء المذهب الحنفي، وقد تلقى العلم الشرعي على يد عدد كبير من مشاهير علماء بلاد الشام، أبرزهم: الشيخ أحمد محمد الكردي، الشيخ أحمد الشماع، والشيخ عيسى البيانوني وهو من أشدهم تأثيرا في حياته والشيخ محمد أسعد عبجي، الشيخ مصطفى الزرقاء، والشيخ محمد راغب الطباخ، والشيخ محمود شلتوت، والشيخ محمد محمد الموني، والشيخ محمد سيمون، والشيخ عبد العزيز المراغي، والشيخ حسن مأمون.
مؤلفاته وإنتاجه العلمي:
للشيخ عدد من الكتب والمؤلفات، معظمها في مجال الفقه الذي تخصص وبرع فيه، ومن تلك المؤلفات:
-الاجتهاد في الشريعة الإسلامية
-نظرية الضمان في الفقه الإسلامي العام
-الزواج وموجباته في الشريعة والقانون
-الإلمام بأصول الأحكام
وفاته:
توفي الشيخ رحمه الله يوم الاثنين 5 محرم 1439 هـ الموافق 25 أيلول 2017 في مدينة إسبارطة التركية. رحمه الله وغفر له.