الخميس 19 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 21 نوفمبر 2024 م
رجلٌ كبيرٌ في السِّنِّ يجلس وحوله 4 أطفال و بنتٌ كبرى
الأربعاء 20 ربيع الآخر 1438 هـ الموافق 18 يناير 2017 م
عدد الزيارات :

 

(رجلٌ كبيرٌ في السِّنِّ يجلس وحوله 4 أطفال و بنتٌ كبرى )

 

الرّجلُ : الأيامُ تمضي يا أبنائي، وأنا لم أؤدِّ فريضةَ الحجِّ ، لذا فقد قررت أن أحجّ هذا العامَ بإذنِ اللهِ.

الولد الصغير: ولكن يا أبي كيف تتركنا، وليس لدينا مالٌ ولا نستطيعُ العملَ .

الولد الآخر : نعم يا أبي، لا نستطيعُ العيشَ بدونِكَ.

البنت الكبرى : لا عليكم يا إخوتي، فالله تعالى سيتولانا برحمتِهِ، و لندع أبي يذهب لأداءِ هذهِ الفريضةِ العظيمةِ .

الأب : بارك الله فيكِ يا بنيتي، هكذا يجب أن يكون ظن المؤمن بربه. وسأترك لكم كلَّ ما لدينا من مالٍ، والله الرّازِق .

( الأبُ يلوّحُ بيده مبتعدًا عن المنزل، والأولاد عند باب المنزل يودّعونه )

البنت : سنكون بخيرٍ بإذن الله. اطمئنوا فالله معنا .

الأولاد : ونعم بالله .

( أحد الأولادِ في الغابةِ يقطفُ أوراقَ الشّجر، ورجلٌ كبيرٌ يمرُّ بجوارِهِ )
الرّجل : السّلام عليكم يا زهير، ما الذي تفعله هنا ؟
زهير: أجمعُ أوراقَ الشّجر لنأكلها أنا وإخوتي، فأبي ذهب إلى الحج وقد نفد ما ترك لنا من طعامٍ ومالٍ، ولم يبق عندنا شيءٌ نأكله .

الرّجل : لا حولَ ولا قوّة إلا بالله. لا تقل هذا يا بنيّ ، توكل على الله و اسأله أن يرزقكم.

( الأميرُ يمتطي حصانًا وعلى ظهرِهِ قوسٌ، و خلفهُ مجموعةُ رجالٍ )
الأمير: الحمد لله لقد كانت رحلة صيدٍ ممتعةٍ و موفقةٍ ، أيها الوزير، توقف عند أحد المنازل التي نمرُّ بها لنطلبَ بعضَ الماءِ .

( يتوقّفُ الأميرُ ورجالُهُ أمام منزلِ أبي زهيرٍ، ويقفُ أحدُ الرّجالِ عند البابِ ويطرقهُ ).

الرّجل : نريدُ بعضَ الماء للأميرِ من فضلكم .

صوتٌ من خلفِ الباب : نعم. سنحضرهُ لكم في الحالِ .

( يخرجُ الولدُ وهو يحملُ صحنًا عميقًا مملوءًا بالماء، و يقرّبه للأمير )

( يشربُ الأميرُ )
الأمير : منزل من هذا ؟

الولد : منزلُ أبي زهير.

(يرمي الأميرُ بكيسِ نقودٍ في الصّحنِ الفارغِ بيد زهير )
الأمير(مخاطبا رجاله) : يا رجال، من يحبني فليفعل مثلي .


( يرمي الرِّجالُ أكياسًا من النّقود في الصّحن حتى يمتلئ )

الأمير : بارك الله فيكم.

زهير : شكرًا شكرًا يا سيدي، شكرًا لك ولرجالك .

(الأمير يسير مبتعدًا مع رجاله )

الوزير: أرجو أن تسمحَ لي يا سيدي أن أسألك، ما الذي حملك على ما صنعته اليوم ؟

الأمير: منذ ثلاثة أيام وأنا أرى منامًا يتكرر كل يوم.

( صورة مقربة للأمير )

الأمير: يأتيني منادٍ ويقول : أدرك أهل دار أبي زهير .

فسبحان الله الذي قادنا إلى منزله ، و الحمد لله الذي مكّنني من مساعدتهم .

(في المنزل ، الأب بعد عودته جالس مع أبنائه و في الوسط صحن النقود )

زهير: و هذه هي القصّةُ يا أبي.

الأب : اللهم لك الحمد، لقد استودعكم الله، والله لا تضيع ودائعه. الحمد لله، أديت فريضة الحجّ، ورزقنا الله من واسع فضله .