كان لأحد السلاطين حمار يحبه كثيرًا ، و يقول لمن حوله: هذا حمار ذكي، يجب أن نجلب له معلمًا يعلمه القراءة و الكتابة و الحساب.
استغرب منه الناس لكنهم لم يجرؤوا أن يقولوا شيئًا، فهو السلطان و كلامه يجب أن يُطاع .
طلب السلطان من جنوده الخروج و الإعلان عن البحث عن معلم للحمار، وأن السلطان سيعطيه جائزة عظيمة وأموالًا كثيرة .
عندما سمع الناس الإعلان قالوا : لابد أن هذا السلطان قد جُنَّ!
ووسط ذهول الجميع خرج أحد الظرفاء قائلًا: أنا أقبل أن أكون معلمًا للحمار! لكن يجب أن يعلم السلطان أمرًا، فعملية التعليم ستأخذ خمسين عامًا .
وافق السلطان، و احتفل الجميع بهذا الاتفاق. بينما خرج بعض الناس يسألون الظريف : كيف تقبل أن تُعلِّم الحمار وأنت تعلم أنك إن لم تفعل فسيعاقبك السلطان .
قال الظريف بدهاء : بعد خمسين عام، هل يخلد الأنام ؟ سيهلك السلطان، أو أنا أو الحمار !