السبت 21 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 23 نوفمبر 2024 م
قصة موسى عليه السلام..
الاثنين 1 رمضان 1437 هـ الموافق 6 يونيو 2016 م
عدد الزيارات :

 

قصة  موسى عليه السلام..


تعلمون يا أحبائي أنه في أرض مصر وعلى ضفاف نهر النيل كان هناك قوم يسكنون وينعمون بالخيرات والبركة، يسمون بني اسرائيل، ولكن النعيم الذي أحاط بهم لم يدم عليهم فقد جاءت أسرة تزعمت الحكم في مصر وأذاقت بني اسرائيل من الويلات والعذاب وجعلتهم عبيدًا لهذه الأسرة، وكل حاكم من هذه الأسرة ينصب نفسه إلهًا من دون الله يأمرهم أن يعبدوه وحده ولا يعبدوا الله، ثم تمادى الحكام في ظلم القوم واستكبروا في الارض, لم يعرفوا للرحمة ولا للشفقة سبيلا.كان واحد من هؤلاء هناك الزعماء اسمه فرعون ازداد كفره، وطغى، واستكبر وقال للناس أنا ربكم الأعلى.
وأصدر قرار جائرا ظالما حكم فيه على كل مولود من بني إسرائيل أن يذبح إذا كان صبيًا ذكرًا وألا يذبح إذا كان بنتًا، ونفذ جنوده هذا القانون، وصار الناس في حيرة من أمرهم، الكل خائفون لا يمكنهم الرد على فرعون، ذلك الطاغية الذي طغى واستكبر وتجبر واستغلهم واستغل ضعفهم في تثبيت طغيانه.
ومن بين النساء جلست أمٌ في منزلها حزينة تخشى أن يأتي وليدها ذكر فيُذبح، ماهي إلا لحظات حتى جاء الوليد الصغير . إنه ذكر وليس أنثى،أحست الأم بشعور غريب، لا تريد أن يموت ابنها، لا تريد أن يدري به فرعون ولا جنود فرعون، و فكَّرت أن تُخفي ذكر هذا المولود عن فرعون، لكن كيف ستخفيه ؟!
و يشاء الله تعالى أن يحمي هذا الصغير، فأوحى الله إلىأم المولود إذا خفتِ على ابنك من فرعون فضعيه في صندوق ثم ألقي هذا الصندوق في النهر . إن هذا لغريبٌ حقًا ، تخافُ على ابنها قتلقي به في النهر !!
لقد طمأنها الله ايضا فقال : " و لا تخافي و لا تحزني "  أخبرها الله تعالى أنه سيعيد لها مولودها و يجعله نبيًا .
هذا المولود هو موسى عليه السلام ، هو صاحب قصتنا  وأمه أم موسى عليه السلام ، و قد تكفل الله تعالى بأن يحمي موسى وأن يُسعد أُم موسى, ونفذت الأم كل ما أمرها الله به.
ثم أرسلت ابنتها أي أخت موسى لترى أين سيمشي النهر بالصندوق، هي لا تشك في كلام الله ولكن تحب أن تطمئن ويطمئن قلبها، من أخذ الصندوق يا ترى؟
و على  الطرف الآخر من النهر كان قوم فرعون ، رأوا هذا الصندوق وفيه طفل ! أمر غريب ! فحملوه إلى القصر.
و هناك كانت امرأة فرعون آسية فأحبت هذا المولود، وحملته و طلبت من فرعون ألا يقتله حتى يكونَ لهم ولدًا . و شاء الله أن يوافق فرعون على ذلك.
صار الطفل يبكي و يصرخ يريد أن يرضع، من سيرضعه؛ من أين يأتون له بالحليب؟ يرفض الوليد الصغير كل المراضع، كل ما جاءت واحدة لترضعه يرفضها، يرفض أن يلتقم ثديها، وكانت أخته تتبعه وتقف على باب فرعون، ووصل الخبر اليها بأن أخاها الصغير قد رفض المراضع كلهن، فقالت هل أدلكم على امرأة ترضعه؟ و أخذتهم إلى أمها .
وهكذا رد الله الصغير إلى أمه دون أن يعرف القوم أنها أمه, رد الله على الام ابنها ونفذ وعده بأنه سيحميه ولن يجعله يموت على يد فرعون,
تصوروا فرحة الأم يا أحبائي، وصل إلى قصر فرعون برعاية الله ، و لم يقتله بإذن الله ، و عاد إلى أمه بوعد الله. الله تعالى لن يترك عباده المؤمنين دون أن يكللهم برحمته ونصره، وهو القادر على كل شيء .