الخميس 18 رمضان 1445 هـ الموافق 28 مارس 2024 م
أحلى الأشعار
الأحد 11 جمادى الآخر 1437 هـ الموافق 20 مارس 2016 م
عدد الزيارات :

 

أحلى الأشعار
قد كان يا مكان في سالفِ الأزمان .. في غابةٍ جميلةٍ مزدانة الألوان
قد كان ثمّ أرنبُ ،طولَ النّهارِ يلعبُ .. يطوي السّهول مسرعًا كالبرقِ ليس يتعبُ.
وذات يومٍ إذ جرى نحو الحقول باكراً .. ليأكل الملفوف في حقل امرئٍ ما سُوِّرا.
فمر جنب سلحفاةٍ بطيئةٍ تمشي الحفا .. فصاح فيها ساخرًا :جِدِّي كفى تأففا
قالت له :يا أرنبُ، كفى كفى، ما المطلبُ؟! حباك ربي سرعةً منها الطّيور تعجب
فكن شكورًا للإله ،و سِر على درب هداه .. و اسمع نصيحةَ عاقلٍ قد عاش ألوان الحياة.
أجلُّ أنواع النِّعم بالعقل، ليس بالقدم .. و الجِدُّ أقوى عدّة، وفي التّكاسل الندم
لكنّ ذاك الأرنبَ ،قد كان يهوي اللعب .. فأراد أن يحرجها و يثير فيها العجبا
فصاح :يا رفاقي قوموا إلى السباقِ ...بيني و بين السُلحفاة في السّاحة التلاقي
فاجتمع الصحابُ، و فيهم استغرابُ .. قالوا :أحقًا قال أم لاعبٌ كذابُ ؟!
قالت :بلى، و النهرُ طريقنا لا غير .. و لنا به أن نسبحَ، و من أبى فالسيرُ
قال: نعم ،فلننطَلق، أمامَكِ كل الطرق.. و سوفَ أقضي نزهة ثمَّ أفوزُ بالسَبَق
فأنطلق المغرورُ، في لهوه يدورُ .. من أكلهِ و نومهِ، في سيره تقصيرُ
وسارت السّلحفاة تبذل كل الهمّة .. حتّى غدت في النّهر تسبحُ مثل البطّةِ
ففازت بالسِّباقِ، بالعقل لا بالسّاقِ .. و الجِدِّ بعد العزم ،و الصبر في التلاقي