الخميس 16 شوّال 1445 هـ الموافق 25 أبريل 2024 م
سعد بن أبي وقاص
الأحد 11 جمادى الآخر 1437 هـ الموافق 20 مارس 2016 م
عدد الزيارات :

 

سعد بن أبي وقاص
سعد بن أبي وقاص القرشيّ ، صحابيٌّ جليلٌ من أوائلِ من دخلوا في الإسلامِ .
إسلامه :
كانَ في السّابعةَ عشرةَ من عمرهِ عندما دخل الإسلام ، لم يسبقهُ إلى الإسلامِ إلّا أبو بكر وعليّ وزيد رضي الله عنهم جميعاً .  وهو أحدُ الخمسةِ الّذين أسلموا في ساعاتِ الإسلامِ الأولى .
وكان لسعدٍ أمٌ يحبّها أكثرَ من نفسِهِ ، وما إن دخل سعدٌ في الإسلام حتى عملت أمّه ما بوسعها ،وحاولت عبثاً أن ترده إلى دين أجداده ، دون أن يجدي أيٌّ من الأساليب الّتي صنعتها . حتّى وَصَلَ بها المطاف أن تُعلِنَ الإضرابَ عن الطّعامِ والشّرابِ حتى يعود إلى وثنيتِهِ ، أو تموتَ هي فيعايِرَهُ العربُ بأنّه سببُ موتِ أمّه .
فذهبَ سعد ورأى أمّهُ تنازعُ الموتَ فقالَ لها : ( والله يا أمّاه لو كانت لك مائةُ نفسٍ ، فخرجت نفساً نفساً ما تركتُ ديني هذا لشيءٍ ، فكُلي إن شئتِ أو لا تأكُلي ).
فأنزلَ الله سبحانه وتعالى قولهُ : (( وإن جاهداكَ على أن تشركَ بي ما ليسَ لَكَ بِهِ علمٌ فلا تطِعهُما وصاحِبهُما في الدُّنيا معروفاً ..)).
شجاعته:
هو أوّل من رمى سهماً في الإسلام . افتداه الرّسول صلى الله عليه وسلّم بوالديه معاً فقال له: (( ارمِ فداكَ أبي وأمّي )) .
أظهرَ شجاعةً نادرةً في غزوةِ أحد فدعا لهُ رسولُ الله صلّى الله عليهِ وسلّم فقال : (( اللّهم أجب دعوته ، وسدّد رميتهُ ))  ، فكانَ سعد - رضي الله عنه- إذا دعا أتت إجابتُهُ من عنانِ السّماءِ كفلقِ الصبحِ ، وإذا رمى لا تخطئ رميتُهُ أبداً .
في معركة القادسية :
مع بروزِ قدراتِهِ العسكريّة والقياديّة الفذّة في الفتوحاتِ الأولى زمنَ الرّسولِ صلى الله عليه وسلّم وأبي بكر-رضي الله عنه- ، اختارهُ الفاروقُ-رضي الله عنه- القائد العام للقواتِ الإسلاميةِ في معركةِ القادسيّةِ لقتالِ الفرسِ في العراقِ ، لأنّ عمرَ الفاروق -رضي الله عنه- كانَ قد أدركَ خطورةَ المهمةِ ، وأهميتَها للمسلمينَ ، فقد أحسنَ عمرُ رضيَ الله عنهُ الاختيار .
فقامَ سعدٌ رضيَ اللهُ عنهُ بدراسةِ مواقعِ المعركةِ دراسةً مستفيضةً ، وحدّدَ بدقّةٍ المواقعَ التي سيرابطُ عليها جيشُ المسلمينَ ، و مواطنَ القوّةِ والضّعف عندَ الفرسِ ، واستغلالَ الثَّغراتِ والأخطاءِ التي غفلَ عنها الفرسُ .
كانَ الفرسُ يدركونَ تماماً أنّهم يخوضونَ معركةَ حياةٍ أو موتٍ، لذلك قاتلوا قتالاً شديداً . وبتوفيقٍ من الله وحده، ثمَّ بمشاركةِ أسودٍ لم يعرفْ التاريخُ مثلهُمْ في معركةِ القادسية كانَ النّصرُ حليفَ المسلمين بعد أن استشهَدَ مِنهُم 8500 شهيد، قدموا أرواحهُمْ في سبيلِ الله ولنصرةِ هذا الدّين .
وفاته :
عاش بطلُنا العظيم سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- 40 سنةً بعد معركةِ القادسيةِ ، ثمّ توفّاهُ الله وكانَ آخرَ من ماتَ من المهاجرينَ .