جحا و إوزةُ الحاكمِ
يحكى أنَّ جحا في أحدِ الأيامِ وعدَ حاكمَ بلدتِهِ أن يذيقَهُ إوزةً من طهي زوجتِهِ ، وقرّرَ أن يفي بوعدِهِ ، فأوصى زوجتهُ أن تُعِدَّ أكبرَ إوزةٍ عندَهُم، وتحسِنَ طهيَها وتحميرَها ، لعلّهُ يحظى على منحةٍ من الحاكمِ ، وبعد أن أنهتِ الزوجةُ إعدادَ الإوزةِ ،حمَلَهَا إلى قصرِ الحاكمِ ، وفي الطّريقِ جاعَ جحا، وكانت رائحةُ الإوزةِ تسيلُ اللُّعابَ، فلم يستطع المقاومةَ وأكلَ أحدَ فخذي الإوزةِ . وعندما وصلَ إلى القصرِ ، وقدّمها بين يدي الحاكِمِ ، قالَ له الحاكمُ منزعجاً : ما هذا يا جحا ؟! أين رجلُ الإوزةِ الثّانية ؟!
فقالَ لهُ جُحا : كُلُّ الِإوزِّ في بلدتِنا برجلٍ واحدةٍ ، وإن لم تصدّقني فتعالَ وانظر من نافذةِ القصرِ إلى الإوزِّ الذي على شاطئِ البحيرةِ. فنظرَ فإذا سربُ الإوزِّ قائمٌ على رجلٍ واحدةٍ كعادة الإوز في وقتِ الرّاحةِ .
فأرسلَ الملكُ أحدَ الجنودِ إلى سربِ الإوزِّ ، وهو يحملُ العصا ، ففزعَ الإوزُّ وجرى إلى الماءِ على رِجليهِ .
فقالَ الحاكِمُ : ما قولُك الآن ؟
فقالَ جُحا : لو هجمَ أحدٌ على إنسانٍ بهذه العصا لجرى على أربعٍ.. فما بالك بالإوزِّ ؟