الزّبيرُ بن العوّام
بطلُنا اليومَ هو فارسٌ مِغوارٌ ، وهو أحدُ العشرةِ الذين بشّرهُم رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّم بالجنّة .
إنه الزّبيرُ بن العوّامِ، أسلمَ وعمرهُ 16 عاماً ، وكانَ إسلامُهُ على يد أبي بكرٍ الصّديقِ ، رضيَ اللهُ عنهما.
وقد تعرّضَ بعد إسلامه للتّعذيبِ ،فقد روي أنّ عمّ الزّبيرِ كانَ يعلّقهُ على حصير، ويُدخِلُ عليه النّارَ ويقولُ: ارجع إلى الكفرِ، فيقولُ الزّبير : لا أكفرُ أبداً .
هاجرَ إلى الحبشةِ ثمّ إلى المدينةِ ، وشهدَ جميعَ المعاركِ والغزواتِ معَ رسولِ اللهِ صلّى الله عليهِ وسلّمَ وأظهرَ فيها شجاعتهُ وتضحيتهُ في سبيلِ اللهِ ورسولهِ .
و من بطُولاتِهِ أنَّهُ عندما كانَ المسلمونَ في غزوةِ الخندقِ ، قالَ رسولُ الله صلى الله عليهِ وسلّمَ :من يأتيني بخبر بني قريظةَ؟ فقالَ الزّبير رضيَ اللهُ عنه :أنا فذهبَ على فرسهِ فجاءَ بِخبرهِم .
فقالَ صلّى الله عليهِ وسلّمَ : (لكلِّ نبيٍّ حواريٌّ وحواريَّ الزّبير ) ومعنى حواريَّ: أي خاصَّتي من أصحَابي .
و لمَّا كانَ يومُ فتح مصرَ و قد استعصى على المسلمينَ ، ودام الحِصارُ سَبعةَ أشهرٍ ،فتقدّمَ الزّبير رضيَ اللهُ عنه قائلاً : أهبُ نفسي للهِ وللمسلمينَ ، فوضعَ سُلماً وأسنده إلى جانبِ الحِصنِ ثمّ صعدَ عليه وأمرَ بقيّةَ المسلمينَ إذا سمعوا تكبيراته أن يجيبوه جميعاً ، ثمّ رمى بنفسِهِ في الحصنِ ، فلم يشعرِ الأعداءُ إلا والزّبيرُ داخلَ الحصنِ ،فبدأ يضرِب بسيفِهِ حتّى وصلَ إلى البابِ ففتحه، وكبّر المسلمونَ ودخلوا الحصنَ ،وكانَ الفتحُ الكبيرُ.
ماتَ الزّبيرُ رضيَ اللهُ عنهُ في معركةِ الجملِ شهيداً ،كما كانَ قد بشّرهُ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ بأنَه سيموتُ شهيداً . رضيَ اللهُ عن الزّبيرِ وعن صحابةِ رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّمَ أجمعين .