(الإيمان بأسماء الله وصفاته).
استيقظتْ ريمُ من نومها قبلَ الفجر.
بحثتْ عن أمّها.. ووجدتها تصلّي في غرفتها، تبتهلُ وتدعو..
انتظرت ريمُ في أدبٍ حتى أتمّت أمُّها الصلاةَ. ثم قالت لها: أمّي، لماذا تصلينَ في هذا الوقت؟ لم يُؤذَّن للفجرِ بعدُ!
قالَتِ الأمّ: يا ريم، إنّ هذا وقت السحَرِ؛ ينزلُ ربُّنا إلى السماءِ الدُّنيا في الثلثِ الأخيرِ مِنَ اللّيلِ، فيقولُ: هل من مستغفرٍ، هل من داعٍ فأستجيب له ؟ هل من سائلٍ فأعطيه ؟ هكذا أخبرنا النبيُّ محمد - صلى الله عليه وسلم - ففي هذا الوقتِ ينبغي لكلّ مسلمٍ أن يناجيَ ربَّهُ ويسألَه مِن فضلِه.
قالت ريم: وأينَ اللهُ يا أمّي؟ لماذا لا نَراه؟
ابتسمَتِ الأمُّ وقالت: يا ريم، إنّ الله تعالى لا يراه العِبادُ في الدّنيا؛ لأنّ الدُّنيا دارُ اختبارٍ.
قالت ريم: ومتى سنرى الله؟
قالت الأمّ: يراهُ المؤمنونَ في الآخرةِ وينظرون إليهِ؛ هكذا أخبرَنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلّم.
سألتْ ريمُ: وأينَ اللهُ يا أمي؟
قالت الأمّ: اللهُ تعالى في السماءِ فوقَ العرش؛ قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، وهُوَ مِن فوق عرشهِ يَرانا ويسمعُنا، وسوف يحاسبُنا يومَ القيامة. ثمّ ابتسمَتِ وقالتْ: والمؤمنونَ - يا ريم - يحبّونَ اللهَ ويشتاقُونَ لرؤيتهِ.
قالتْ ريم: أنا أشتاقُ لرؤيةِ ربّي؛ لأنّي أحبُّه.
قالتِ الأم: إذاً عليكِ بعملِ الصالحاتِ، لتتمتّعي بالنظرِ لوجه الله الكريم، وجمالهِ وجلالهِ العظيم، سبحانَهُ، الّذي لا يُماثِلُه شيءٌ مِن خَلقِهِ.
قالتْ ريم: نعمْ يا أمّي؛ سأحفظُ القرآنَ، وأُكثرُ من الصلاة.
قالت الأم: نعمْ يا ريمُ، فمَن أراد أن يكلّم الله في الدنيا فليُصَلِّ، ومن أرادَ أنْ يسمعَ كلامَ الله فليقرَأ القرآنَ كلامَ الله.