"رضا النّاسِ غايةٌ لا تدركُ "
يروى أنّ جحا في أحدِ الأيامِ كانَ يحزمُ أمتعتهُ استعداداً للسّفرِ مع ولدهِ . وبعدَ أن انتهى من حزمِ الأمتعةِ، ركبَ هو وولدهُ على ظهرِ الحمارِ، ومرّا بأولِ قريةٍ في طريقِهِم فسمعا أهلَ القريةِ يتهامسونَ: انظروا إلى هؤلاءِ ما أقسى قلوبَهُم، يركبونَ على الحِمارِ هم وأمتعتهم ياللحمارِ المسكينِ !!
وعندما اقتربا من القريةِ التي تليها قالَ جحا لابنه : انزل يا بنيّ من على ظهرِ الحمارِ، وأكمل سيراً على الأقدامِ حتّى لا يقولوا عنّا ما قالهُ أهلُ القريةِ السّابقةِ . فنزلَ ولدهُ وسارَ بجانبِ الحمارِ ، فقالَ أهلُ القريةِ : انظروا إلى قسوةِ هذا الأبِ ، يركبُ هو ويجعلُ ابنه المسكينَ يسيرُ على قدميهِ!!
فلمّا حانَ مرورهُم بالقريةِ التي تليها نزلَ جحا وبقيَ ابنهُ راكباً فقالوا : انظروا إلى هذا الابن العاقِّ الذي يركبُ ويتركُ والدهُ الكبيرَ يمشي على رجليهِ ..
فلما وصلوا للقريةِ الأخيرةِ نزلَ جحا وولدهُ وتبعهما الحمارُ فتهامسَ أهلُ القريةِ باستهزاءٍ : انظروا إلى هذين الأحمقين يمشيان على أقدامهما ولا يركبان الحمار ..
فما كانَ من جحا إلا أن باع َالحمارَ!!