السبت 21 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 23 نوفمبر 2024 م
الثورة مستمرة!
الأربعاء 17 ربيع الآخر 1437 هـ الموافق 27 يناير 2016 م
عدد الزيارات : 3458

 

الحمد لله، والصلاة والسم على رسول الله، وبعد:
فعندما قامت الثورة لم يصدق العديدون حدوثها؛ لما يعرفونه من بطش النظام وإجرامه، وتحكمه في البلاد والعباد لعشرات السنين، ثم ما لبثت أن أثبتت وجودها على الرغم من البطش والإجرام، وبقيت حية مستمرة بمظاهراتها واعتصاماتها، رغم صمت النظام العالمي وتعاميه عما يجري، ودعمه للنظام بكل وسيلة ممكنة، معتمدة في ذلك على الله وحده.
ثم نزل النظام بأسلحته وجيشه، وقصف وقتل وشرد، بقي الشعب على ثورته، على الرغم من تصميم النظام العالمي على وأد الثورة وإنهائها.
ثم كان الاحتلال الإيراني بميليشياته المتعددة، ومرتزقته من عدة بلدان، وأسلحته المتطورة، مع حصار الثورة والثوار، ومنع السلاح عنهم، والضغط عليهم بشتى الوسائل، واستمرت الثورة مستمدة العون والنصر من الله تعالى، فبقيت وهاجة مضطرمة لم يضرها كيد الأعداء.
فلما أعيتهم الثورة وصمودها سلطوا عليها أهل الغلو لمحاولة اختراقها واختطافها، فأعمل هؤلاء المجرمون فيها قتلاً وخطفًا، واحتلالاً للمناطق المحررة، وهذه المرة باسم الدين والجهاد وإعلان الخلافة، فاستوعبت الثورة المصيبة، وتماسكت حتى فضحت إجرام هؤلاء وبغيهم، واستلمت زمام المبادرة في التعامل معهم، واستمرت الثورة.
فكان الاتفاق مع الدب الروسي بالتدخل لإنجاز ما لم يستطع البقية إنجازه، فقتل وشرد وهدم بإجرام منقطع النظير خلال أربعة شهور، تحت أكذوبة محاربة الإرهاب، وكل هذا تحت سمع وبصر العالم ورضاه، واستمرار حصار الثورة والتضييق عليها، واستمرت الثورة مستمدة الصبر والإعانة من الله تعالى.
واليوم تدخل الثورة منعطفًا جديدًا ببدء المفاوضات السياسية، والتي يشهد العالم فيها دجل النظام العالمي وكذبه، ومساواته بين الضحية والجلاد، ومحاولة الضغط على الثورة وتيئيسها حتى تتخلى عن لب قضيتها، وترضى بالفتات القليل، في ظل ضغط عسكري رهيب.
وإن الثبات اليوم على المبادئ في ميدان المفاوضات هو من جنس الثبات في الميدان، ولا يقل أهمية وخطورة عنه، فالتنازل عن مكتسبات الثورة انتحار، والرضوخ للضغوط الدولية ذل وعبودية، ورضًا بإجرام جميع هؤلاء، وهو كتنازل المقاتل عن سلاحه وأرضه.
إن الثبات على مبادئ الثورة، واستمداد القوة والثبات من قوة الشعب وصلابته وكرامته –بعد التوكل على الله تعالى- هو الضامن الأكبر لتجاوز هذه الضغوط، وفرض الاحترام على مختلف الدول، ولا يكون ذلك إلا بالتكامل والترابط بين أطراف الثورة، وثقتها بعضها ببعض، ودعمها لبعضها البعض؛ فقد واجهت الثورة هذه القوى وحدها قبل ذلك، وها هي في حلبة مواجهةٍ أخرى من حلبات الصراع،،
فالثورة مستمرة –عسكرية وسياسية-، لا خضوع ولا استسلام حتى تحقيق النصر بإذن الله تعالى،،
ولله الأمر من قبل وبعد..