مأساة يا وطني
صبرٌ يـُؤًرِّقـُهُ ما بـاتَ يجمعنا
في الشـام من ألمٍ يكـوينا بالألمِ
ما قد جرى قدرٌ يا ليتَ نعتبرُ
مما اعترى وبدا في حالكِ الظـُّلـَمِ
لا تسألو أبداً من كان هوْ سبَبَاً .....
فالدِّينُ جانـَبـَنـَا و القَطـْعُ في الرِّحَمِ
حقَّ البلاءُ بنا ما دمنا نعتبرُ
أنَّ الـ أنا أبدا ً والكـلُّ في العدَم ِ
إن لم نعُدْ و كفى لله ِ نعبده ُ
فالليلُ في لـُجـَج ٍ مُحـْتَـدّة ٍ عَتِمِ
ما ذنبنا أبداً أن كنّا في بلدٍ .....
يربو العبيدُ به ِ والحرُّ في الحِمَمِ
كلُّ القوافيَ ضاعت في معالِمِها
يوم الفراق لحمص القلبُ في غَمم ِ
والنفس في المُهَجِ الشمّاء ِ سابحة
من هولِ ذا ألَم ٍ قد زاد في سـَقمي
والروحُ ذائبة ً شوقاً لتربتها
والعين باكية ً حزناً و لم تنمِ
يا صاح خذ بِيَدِيْ ما عُدت أحتمل
ما آلَ فينا تَرَى ضربٌ مِنَ العدم ِ
وازدادنا رَهَقٌ في صُلبِ محنتنا
أنّ الوصال غدا من خارج الرِّحَمِ
ما عاد يـُسعـِفـُنا دمعٌ ولا خـُطـَبٌ
إن لم نكن سنداً للحقِّ نـَسـْتَـقِمُ
أصواتنا هتفت حُـرِّيّة ً كـُتـِبَت
بالدمِّ يا وطني والقيد ُ يحـْتـَكـِمُ
تاريخنا ذَهـَبٌ يرويه من سبقوا
و الشامُ مفخرة ٌ في أصلها القـِيـَمُ