السبت 21 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 23 نوفمبر 2024 م
تصحيح المنهج 3: ( خطورة الابتداع )
الأحد 26 محرّم 1437 هـ الموافق 8 نوفمبر 2015 م
عدد الزيارات : 29763


الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن الابتداع في الدين خطر عظيم ومن هذا الخطر:
1- إن المبتدع يُنصبُ نفسه في منزلة المُشرِّع، ولا يشرِّع إلا الله , قال تعالى : { أم لهم شركاءُ شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } [الشورى : 21] .
قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره :" أي هم لا يتبعون ما شرع الله لك من الدين القويم، بل يتبعون ما شرع لهم شياطينهم من الجن والإنس من الضلالات والجهالة الباطلة".
2- إن الابتداع في الدين أخطر من ارتكاب الذنوب والمعاصي، قال شيخ الإسلام في" الفتاوى "28/470:" ولهذا اتفق أئمة الإسلام على أن البدع المغلظة شر من الذنوب".
3- إن صاحب البدعة لا يفكر بالتوبة، لأنه يظن أنها عبادة . ولهذا نُقل عن أئمة الإسلام كسفيان وغيره :" أن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية".
4- أن البدع أكثر إضلالاً للناس من المعاصي لأنهم يُقبلون إلى البدعة وينفرون من المعاصي.
5- إن أصل الشرك والضلال عن دين الله والكفر به، كان سببه الابتداع .
6- إن الابتداع معاندةٌ للشرع، وصدٌّ عن الاتباع، فمن كان مبتدعاً لا يكون متبعاً.
قال الشاطبي في "الاعتصام" (1/49) :"إن المبتدع معاند للشرع ومشاق له".
7- إن لازم الابتداع أن دين الله ناقص، وأن الله عز وجل لم يكمل دينه،  قال الشاطبي في " الاعتصام" (1/49) :"فالمبتدع إنما محصول قوله بلسان حاله أو مقاله : إن الشريعة لم تتم وإنه بقي منها أشياء يجب أو يستحب استدراكها، لأنه لو كان معتقداً لكمالها وتمامها من كل وجه لم يبتدع".
8- الابتداع باب التغيير والتبديل والفوضى في دين الله، والقول على الله بغير علم .
9- الابتداع افتراء على الله، وذلك بنسبة الباطل إلى دين الله، إذ أن المبتدع ينسب بدعتَه إلى شريعةِ الله .
قال الشاطبي في "الاعتصام" (1/52) :"وهو – أي الابتداع- اتباع الهوى في التشريع إذ حقيقته افتراء على الله".
10- ما يقع على المبتدع من اللعن والطرد ورد عمله، وإبطال أجره والضلال في الدنيا والعذاب في الآخرة، كما وردت به آثارٌ في السنة وعن سلف هذه الأمة.
11- إن الابتداع يستلزم القول بالتقصير في إبلاغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالة ربِّه.
12- إن الابتداع اتباع للمتشابه وإماتة للسنة، وإثارة للجدل والخصومة .
13- إن الابتداع اتباع للهوى، ومفارقة للجماعة واتباع سبيل المفسدين .
وغير ذلك من المفاسد العظيمة، والتي تجعل المسلم الصادق بعيدا عن الابتداع سالكاً للاتباع.