السبت 21 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 23 نوفمبر 2024 م
تصحيح المنهج 2: ( ديننا دين اتباع لا ابتداع )
الأحد 26 محرّم 1437 هـ الموافق 8 نوفمبر 2015 م
عدد الزيارات : 31571

 

الاتباع : السير في طريق مسلوك .
والابتداع : إحداث طريق جديد لم يُسلك من قبل .
والاتباع الشرعي : هو السير على طريق النبي صلى الله عليه وسلم ومن رضي الله عن منهجهم ألا وهم الصحابة ، قال تعالى {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [آل عمران: 31].
وقال تعالى:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153].
وقال تعالى:{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100].
وقال أيضا:{وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 15].
والاتباع لا يختص بأمر دون آخر، بل هو شاملٌ لأمور الدين كلها من عقيدة وشريعة ومنهج وسلوك، قال تعالى { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } [الأحزاب: 21].
فالرسول صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة لنا في كل شيء . وقال ابن مسعود رضي الله عنه:"اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم، عليكم بالأمر العتيق" . أي كفيتم في العقائد والعبادات والسلوك، فلا يحل للمسلم أن يستدرك على الأمر الأول .
والابتداع ضد الاتباع تماماً، وهما لا يلتقيان أبداً لغة وشرعاً .
أما الابتداع في اللغة : قال في اللسان : بدع الشيء : أنشأه وبدأه .
والابتداع في الشرع : هو إحداث طريقة في الدين مخترعة من عبادة أو فكر أو سبيل، لم يُشرع في كتابٍ ولا سنة ولا فعله سلف هذه الأمة .
قال الشاطبي في الاعتصام (1/42) :" البدعة طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشرعية يُقصد بالسلوك عليها ما يُقصد بالطريقة الشرعية".انتهى .
ومجالات البدع كثيرة في العقيدة والسلوك والأحكام والمنهج، وكل هذا داخل في قوله صلى الله عليه وسلم :" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" البخاري ومسلم.