الخميس 19 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 21 نوفمبر 2024 م
بيان المجلس الإسلامي السوري للدعوة إلى تشكيل هيئة شرعية مستقلة لفصل النزاع في إدلب
الأحد 23 محرّم 1436 هـ الموافق 16 نوفمبر 2014 م
عدد الزيارات : 3329

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وبعد:

 

 

لاحقاً لبيان المجلس الإسلامي السوري، بشأن النزاع الواقع في إدلب وريفها، بين بعض الفصائل الجهادية في سوريا، بتاريخ ٨ من محرم، الموافق ٣١ / ١٠. والذي شجع فيه مبادرات الإصلاح، ووقف إطلاق النار، وإطلاق المحتجزين.
ولاحقاً لرسالتنا إلى الإخوة في جبهة النصرة، صبيحة الأربعاء، بتاريخ ١٢ من محرم، الموافق ٥ / ١١، والتي أشرنا فيها إلى تصاعد التآمر الدولي على المسلمين، والمخاطر المتوالية على سورية. وأكدنا فيها على ضرورة التواصل مع كافة الفصائل، لأجل حقن الدماء وتوجيه الجهود لحرب النظام المجرم، مع شدة الحذر واليقظة للمخاطر وخداع الأعداء. وأكدنا فيها أن المآلات المخيفة تحتّم علينا جميعا العمل الجاد والسريع لتفويت الفرصة على الأعداء.
وبعد كل ما سبق، فإننا في المجلس الإسلامي السوري، نؤكد على الأمور الآتية:
أولاً: بقدر ما ننكر على بعض الفصائل أخطاءها، وانحراف سلوك بعض أفرادها، فإننا في الوقت ذاته نستنكر أن يتفرد أي فصيل أو جهة بمحاسبة فصيل آخر، لما يترتب على ذلك من مفاسد كبرى.
ثانياً: في الوقت الذي طمأننا فيه سعي بعض أهل العلم والفضل والغيورين إلى إلزام الأطراف المتنازعة في ”جبهة ثوار سورية” و”جبهة النصرة” في إدلب وريفها، بالاحتكام لهيئة شرعية مستقلة تبتّ في الحقوق، وتبين المعتدي؛ إلا أنه آلمنا موقف أحد الطرفين وتعديه، ثم تماديه على “حركة حزم” بمصادرة مقراتها وسلاحها في إدلب وريفها. علماً أن الوسطاء كانوا قد أخذوا عهداً من كلا الطرفين (“حركة حزم” و”جبهة النصرة”) بعدم الاعتداء.
ثالثاً: إننا نرى في وقوع وممارسة كل ما مضى، ثم قيام “جبهة النصرة” بنشر حواجز، واحتجاز بعض القضاة والوسطاء والعناصر.. نرى أنها ستكون قاصمة الظهر، وباباً خطراً على مسار الثورة السورية. ونحمِّل الأطراف التي تتغوَّلُ على الفصائل الأخرى مسؤوليةَ حرف الثورة وتضييعها، ونحذرها أن تكون سببا في حدوث أيّ تقدم لقوات النظام المجرم.
رابعاً: نرى أن الطرف الذي يتوسع، ويفرض سيطرته في المناطق المحررة، على حساب جبهات في مواجهة النظام، ويعتقل ويحتجز، وينصب نفسه محاسبا لباقي الفصائل.. نرى أن الطرف ذاك لا يسلك سلوكاً شرعيا صحيحاً، ويتحمل النتائج التي تنجم عن ذلك. بل إن من يرى في نفسه أنه أصوبُ منهجاً، وأكثرُ بصيرةً؛ فإن ذلك يحمله مسؤولية الانضباط الشرعي، والحذر من الظلم، وتعظيم الحرمات، والصبر على معالجة سلوك العصاة بطريقة حكيمة، وتقديم القدوة في التعامل معهم، والتعاون لتأسيس نموذج عملي شرعي معتبر لعلاج مثل تلك النوازل.
خامساً: ندعو سائر الفصائل إلى التوحد ونبذ الفرقة ورصِّ الصفوف. ونهيب بالإخوة في جبهة النصرة في إدلب وريفها أن يكونوا مع سائر الفصائل والكتائب المجاهدة على قلب رجل واحد، موجهين بنادقهم وقواتهم باتجاه النظام المجرم.
سادساً: نوجه نداءنا إلى عامة أبناء شعبنا بضرورة رصِّ الصفوف، وتعظيم الحرمات، ومراقبة الله تعالى في السر والعلن. وألا نكون عوناً لظالم أو فاسد أو معتدٍ أو متغوِّلٍ، وألا نعطي عدونا فرصةً ليفرح باقتتالنا أو تفرقنا. فإن تقوانا ووحدتنا سبيل نصرنا، بإذن الله تعالى.
سابعاً: نحث على الاحتكام إلى هيئة شرعية مستقلة وملزمة، ترتضيها الأطراف المتنازعة، لتبت في الخلافات بين الفصائل، وتقيم العدل بينهم.
ثامناً: إن تأخر الأطراف المتنازعة أو أحد منها في إدلب وريفها، في قبول تشكيل تلك الهيئة المذكورة، والنزول على حكمها، لا يثبت حقاً لمتغول على غيره، ولا يسقط أو يلغي حق من اعتُدي عليه في الدفاع عن نفسه.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
المجلس الإسلامي السوري
الخميس 14 من محرم ١٤٣٦هـ
الموافق ٦ / ١١ / ٢٠١٤ م