الشيخ طاهر الجزائريُّ الدِّمشقيُّ (ت 1338هـ)
هو: طاهر بن صالح بن أحمد حسين بن موسى الجزائريُّ، الدِّمشقيُّ، وُلد في دمشق في ربيع الأول سنة 1268 هـ الموافق 1852م، لأسرة جاءت مهاجرةً إلى دمشق بعد الاحتلال الفَرنسي للجزائر.
كان متضلِّعًا في علوم الشَّريعة، وتاريخ الملل والنِّحل، وتاريخ العرب والإسلام، وتراجم رِجاله، وكان إمامًا في علوم الشَّريعة وعلوم اللُّغة والأدب. وأكابر العلماء باللغة والأدب في عصره.
كان والده الشيخ صالح من علماء الجزائر، وقد عهد إليه بافتاء المالكية في دمشق لأن معظم المهاجرين الجزائريين كانوا على المذهب المالكي. واشتهر بدمشق بعلمه وفضله وأخلاقه. واشتهر من أبناء أسرته ابنه الشيخ طاهر وابن شقيقه سليم الجزائري الذي كان من كبار ضباط الجيش العثماني.
تعلم الشيخ طاهر على يد والده، وعلى يد العديد من مشايخ دمشق، أمثال: الشيخ عبد الرحمن البوشناقي، والشيخ عبد الغني الغنيمي الميداني. والتحق بالمدرسة الجقمقية المجاورة للجامع الأموي.
عين معلمًا في المدرسة الظاهرية الابتدائية عام 1292 ه، ثم عُيّن مفتشًا عامًّا على المدارس الابتدائية عام 1295ه ، فألّف كتب التدريس للصفوف الابتدائية في جميع الفروع, وعمل على افتتاح كثير من المدارس الابتدائية، منها اثنتين للإناث، فعينه الوالي مفتشًا عامًا للمعارف في ولاية سوريا.
أنشأ المكتبة الظّاهريّة، والمكتبة الخالدّيّة في القدس.
وكان عضوًا في (الجمعية الخيرية) التي أُسست سنة 1294ه، والتي تحولت إلى (ديوان معارف), في عهد الوالي مدحت باشا .
وفي سنة 1316 ه - 1898م ، عُيّن مفتشًا على دور الكتب العامة، حتى ضايقه الأمن بسبب نشاطه وأفكاره فاضطر إلى التواري عن الأنظار، ثم قرر الهجرة إلى مصر، سنة 1325ه- 1907م ، وسكن في بيت صغير واجتنب الناس، وأمضى أيامه في التأليف والبحث العلمي، وشارك في تحرير بعض الصحف.
أولع باقتناء المخطوطات، وحافظ عليها إلى أن ألجأته الظروف إلى بيع بعضها للإنفاق على نفسه.
عاد إلى دمشق سنة 1919م وعُيّن مديرًا لدار الكتب الظاهرية التي أسسها ، وعضوًا في المجمع العلمي العربي بدمشق.
ثم ما لبث أن بعد أربعة أشهر في ربيع الآخر سنة 1338ه- 1920م، ودفن في سفح جبل قاسيون تنفيذًا لوصيته.
كان الشيخ طاهر يشعر بمدى الانحطاط الذي تعاني منه الأمة، وأرجع سبب ذلك للاستبداد، والفساد وسوء الإدارة، فدعى الحكومة العثمانية إلى الإصلاح والعدل والشورى وحرية الصحافة والتعليم، وسعى للعمل على نهضة الأمة بالأخذ بالعلم والمعرفة والأخلاق الفاضلة وأسباب الحضارة، دون التخلي عن الدين الإسلامي، بل إنه كان يؤمن بعظمة هذا الدين وصلاحه لكل زمان ومكان؛ فاهتم بالعلم والتسلح به، حتى إنه لم يتزوج لانشغاله به.
اهتم باللغة العربية والتاريخ الإسلامي وبتعلم العلوم العصرية واللغات الحية كونها أحد أدوات النهضة.
عاصر كبار مشايخ ومفكري عصره، فجمعته بهم مجالس واجتماعات، كأمثال: العلامة جمال الدين القاسمي إمام الشّام في عصره، والشيخ عبد الرزاق البيطار من علماء دمشق، والشيخ سليم البخاري، والباحث رفيق العظم، ولدكتور عبد الرحمن الشهبندر الطبيب والخطيب المفوه، وعبد الرحمن الزهراوي من زعماء النهضة السياسية في سوريا، وسليم الجزائري، القائد العسكري، وفارس الخوري، وعبد الوهاب المليحي، ومحب الدين الخطيب، ومحمد علي كرد، وغيرهم.
وكانت هذه الحلقة تجتمع في كل أسبوع من بعد صلاة الجمعة في منزل رفيق العظم وسميت بحلقة دمشق الكبرى، فضايقتهم الحكومة، ولاحقتهم، واتهمتهم بمحاولة فصل سوريا عن السلطنة، فاضطر بعضهم للهرب وكان منهم الشيخ طاهر.
من أهم مؤلفاته:
بديع التلخيص.
التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن.
توجيه النَّظر إلى أصول الأثر.
المنتقى من الذخيرة لابن بسام.
تفسير القران الحكيم.
الفوائد الجسام في معرفة خواص الأجسام
كتاب في الحساب والمساحة.
مختصر أدَب الكاتب.
مختصر البيان والتبيين للجاحظ.