الجمعة 17 شوّال 1445 هـ الموافق 26 أبريل 2024 م
تأملات داخل النفق
الاثنين 6 ذو القعدة 1435 هـ الموافق 1 سبتمبر 2014 م
عدد الزيارات : 2320

 

تأملات داخل النفق

 
استخدام السلاح والقوة في وجه الغلاة يكون في حالات معينة ومحدودة، كرد صيال أو ردع.. ويقرره أهل الشورى في كل منطقة مع مراعاة أمرين:
الأول: أن الذين ينفذون قرار أهل الشورى هم القوى مجتمعة وليس مجموعات منفردة.
الأمر الثاني: أن يملك أهلُ الشورى قرار إيقاف استخدام السلاح في حال تحقق المراد من دفع الصيال أو الردع..
إن أشد ما نحتاجه في مواجهة الغلو هو المواجهة العلمية والتوعية المجتمعية الصحيحة والتي تقوم على بناء موانع علمية راسخة في نفوس الناس تحميهم من مداخل الغلو..
 
نعم الغلو موجود ولقد كانت له آثار سيئة كبيرة، لكن مواجهته لا تكون بالفوضى ولا بمجرد الضجيج، ومن غير المقبول أن لا تجد حتى اليوم مواجهة علمية شرعية تبني وليس فقط تهاجم وترد وتدافع ولا تدفعها إلا المآسي، فنحن نرى كيف يُصنع الغلو في فكر الشاب خلال أسبوع أو أسبوعين بينما يبقى الشاب نفسه أحيانًا سنة أو أكثر ولم يتعلم خلال كل هذه المدة الأصول والقواعد التي تحميه وتمنعه من الانجراف مع ذلك الغلو، هو ربما يتعلم في أحسن الأحوال القواعد التي تحميه من الانجراف مع تيارات القرون الماضية بدل إعداده ليواجه مختلف التيارات التي تحيط به اليوم من كل اتجاه.
لا يعقل أن نبقى هكذا مبعثرين في كل شيء، فلا مشروعاً عسكريًا موحدًا ولا قرارًا ميدانيًا موحدًا ولا مشروعًا سياسيًا موحدًا.. وتجرفنا الظروف وتوقفنا المطبات وتحيرنا المواقف وتتعدد بل وتتناقض تصوراتنا "الرسمية" عما يلاصقنا من حالات ووقائع..!
إن السياسة كما تكون في التعامل مع الدول هي السياسة أيضًا في التعامل مع الفصائل الأخرى على اختلافهم، وكما نستوعب أو ندعي أننا نستوعب ونحتوي من يحمل الفكر المضاد للدين..
كذلك فإنه يمكن أن نضبط موقفنا وفعلنا مع أصحاب الفكر المغالي في الدين، وإن كنا نعتبر أن الثاني يوغل في الدماء فإن علينا أن لا نبرئ الأول فقد يكون ذلك الأول مشروعًا ليوغل أكثر وأكثر في الدماء، لكن بعد حين.. وما السيسي وأمثاله عنا ببعيد..
ربما قد نستمر في هذه الحالة ما شاء الله إن لم نتدارك ويكون لنا مشروع موحد مشترك نتفق عليه، ويدخل في هذا المشروع أغلب مفاصل الثورة ويكون له عمله العسكري والسياسي والخدمي، ويكون قادرًا على توظيف الأحداث في مصلحة الثورة والبلد لا في المصالح الخاصة، ويدير التوازنات على أساس ذلك، ويحاول أن يستفيد من الإنجازات والمواقف ويبني على المتغيرات منطلِقاً من الثوابت..