للدين الإسلامي ثلاث مراتب، ولكل من هذه المراتب أركان خاصة بها، وهذه المراتب كما يلي:
1- الإسلام. 2- الإيمان. 3- الإحسان.
المرتبة الأولى: الإسلام:
وتعني: الاستسلامُ له بالتوحيد، والانقيادُ له بالطاعة، والبراءةُ من الشرك وأهله.
أركان الإسلام:
أركان الإسلام خمسة، مذكورة في حديث جبريل -عليه السلام- قال: (يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلاَمِ)، فقالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) أخرجه مسلم.
1- وشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله هي: الاعتقاد الجازم بأنَّه لا معبودَ بحقٍ إلا الله، وأن محمداً عبدٌ لله، ونبيٌ أرسله وأوحى إليه.
2- وإقام الصلاة: هو التعبد لله _تعالى_ بفعلها على وجه المتابعة للنبي -صلى الله عليه وسلم- بحفظ أوقاتها، وتحقيق شروطها، وإتمام أركانها، وسننها، وهيئاتها.
3- وإيتاء الزكاة: هو التعبُّد لله _تعالى_ ببذل القدر الواجب في الأموال الزكوية المستحقة.
4- وصوم رمضان: هو التعبُّد لله _تعالى_ بالإمساك عن المفطرات في نهار رمضان.
5- وحج البيت: هو التعبُّد لله _تعالى_ بقصد البيت الحرام؛ للقيام بشعائر الحج.
المرتبة الثانية: الإيمان:
وتعني: تصديقٌ بالقلب، وقولٌ باللسان، وعملٌ بالجوارحِ، يزيدُ بالطاعة وينقص بالمعصية.
أركان الإيمان:
دلت نصوص الكتاب والسنة على أنَّ أركان الإيمان ستة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقـدر خيره وشره.
قال الله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} [البقرة: 177]، وقال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49].
وجاء في حديث جبريل عليه السلام: حين سأله جبريل - عليه السلام - عن الإيمان فقال: (أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّه،ِ وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ). أخرجه البخاري ومسلم.
المرتبة الثالثة: الإحسان:
وتعني: أن تعبدَ الله كأنَّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
ركن الإحسان:
للإحسان ركنٌ واحد وقد ذكره النبي _صلى الله عليه وسلم_ في حديث جبريل عليه السلام: (أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ).
الفرق بين مراتب الدين:
1_ هذه المراتب متفاوتة في الفضل: فأدناها مرتبة هي مرتبة (الإسلام)، ثم الأعلى منها مرتبة (الإيمان)، ثم أعلاها مرتبة (الإحسان).
فالإسلام هو الدائرة الأعم التي تضم جميع الداخلين في هذا الدين، والإيمان أخصُّ من الإسلام؛ فيدخل ضمنه كل من حقَّقَ أركان الإيمان، فكلُّ مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمن.
والإحسان أخصُّ من الإسلام والإيمان؛ فلا يبلغه إلا من أتقن أعماله الظاهرة والباطنة، فأصبح يعبد الله كأنَّه يراه أمامه، فكل محسن مؤمن ومسلم، وليس كل مسلم أو مؤمن محسن.
2_ على الرغم من ذلك فإنَّ هذه المراتب مرتبطةٌ بعضها ببعض، فقد يكون لدى المسلم (إيمانٌ) في عبادةٍ أو جزئيةٍ ما، وقد يكون (مُحسنًا) في جزئية أخرى، فقد يكون لدى شخصٍ من آثار الإيمان بالقَدَر والتسليم به أكثر ما لديه من آثار الإيمان بمراقبة الملائكة له وإحصاء أعماله.